إسهام المرأة في الوقف بولاية الرستاق خلال الحِقْبَة (12-14ه /18-20م)

الباحث المراسلأ. نبيل بن ماجد العبري جامعة السلطان قابوس
د. علي بن سعيد الريامي جامعة السلطان قابوس

Date Of Submission :2025-03-12
Date Of Publication :2025-03-12
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

المقدِّمة
كان للوقف في عُمَان منذ دخولها في الإسلام إسهامٌ كبيرٌ في تنمية المجتمع، وتحقيق التكافل والترابط الاجتماعي، ولا تَخْلُو اليومَ مدينةٌ أو قرية عُمَانيَّة من نوع واحد على الأقل من أنواع الوقف المعروفة في الجوانب المختلفة التي وُقِفَتْ من أجلها.
    وتُعَدُّ مدينةُ الرستاق إِحْدَى أَهَمِّ الحواضر العُمَانِيَّة؛ التي كان لها حضورٌ فاعلٌ خلال الحِقَبِ التَّاريخية المختلفة، ومع تَطَوُّر الأحداث وتَعَدُّد احتياجات المجتمع زادَ الإقبال على الوقف بتشجيع من العلماء والأئمَّة والسلاطين، حتَّى شَمِلَ جوانب الحياة المختلفة: الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
كانتِ الإسهاماتُ الوقفية في ولاية الرستاق من شرائح المجتمع كافَّةً؛ فلم تكنِ المرأةُ بِمَعْزِلٍ عمَّا يدور بشأنها من انتشار لثقافة الوقف، فَجَسَّدَتْ دورَها في الشراكة المجتمعية، شريكةً للرجل في تحقيق دورها التكاملي؛ بالإسهام في النهوض بمؤسسة الوقف في المجتمع، في مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية المختلفة. 
أهمية البحث
يكتسبُ موضوعُ دراسة الوقف أهمِّيَّتَهُ من التَّوَجُّه المُعَاصِر والرُّؤْيَة المستقبلية لتطويره؛ بعد أَنْ ثَبُتَ تاريخًا بما لا يَدَعُ مجالًا لِلشَّكِّ دَوْرُهُ الفعَّالُ في المجتمعات الإسلامية وإسهامُهُ المباشر وغير المباشر في تنمية المجتمع وسَدِّ احتياجاته، والوقوف إلى جانب الفئات المحتاجة، وتعزيز قِيَم التَّرابط المجتمعي، والتَّشارك في تحقيق المصالح العامة، وتبقى الدراساتُ الخاصة بالوقف محدودةً بشكل عام وحضور المرأة وإسهاماتها بشكلٍ خاصٍّ، وتأتي هذه الورقة لِتُقَدِّمَ نماذجَ تاريخية لإسهام المرأة بِعَدِّها نصفَ المجتمع، وقد مارستْ أدورًا مختلفة في النهوض بمجتمعها، ويرجُو الباحثان أَنْ تكونَ هذه الورقةُ البحثية مُقَدِّمَةً لدراسات أخرى تتعلق بإسهامات المرأة في المُدُنِ العُمَانِيَّةِ المختلفة؛ حتَّى تكتملَ صورةُ هذا الجهد الإنساني.  
مشكلة البحث
لا تزال مصادرُ دراسة الأوقاف والوثائق المرتبطة بها بشكلٍ غيرِ مباشرٍ مُتَاحَةً بسهولة للباحثين بسبب تَفَرُّقها بين الجهات رسمية، والتَّحفُّظ المرتبط بإتاحتها لظروف وأسباب مختلفة، فضلًا عن تَحَفُّظِ وكلاء الأوقاف عليها، فضلًا عن ضياع بعض الوثائق المرتبطة بها، كما إِنَّ الوصول إليها والتعامل معها يتطلَّب جهدًا كبيرًا وفَهْمًا عميقًا للمصطلحات المحلِّية المُستخدَمة، وبالنسبة للبحث عن إسهامات المرأة ففيه تَحَدٍّ أكبرَ؛ الأمرُ الذي دَفَعَ الباحثان لِبَذْلِ مجهودٍ أكبرَ في تَتَبُّعِ أسماء النساء الواقفات.
أسئلة البحث
في ضوء مشكلة البحث تم تحديد مجموعة من التَّساؤُلات أبرزِها:
1. لماذا حَرِصَتِ المرأةُ في ولاية الرستاق للمشاركة في الوقف؟
2.  ما أَهَمُّ أنواع الأوقاف التي أَسْهَمَتْ بها؟ 
3. ما هي المجالاتُ الأهمُّ التي كان لها النَّصيبُ الأَوْفَرُ من وَقْفِ المرأة الرستاقية؟ 
أهداف البحث
هدفتِ الدراسةُ الحاليَّةُ إلى: تقديم إطار نظري عام لمفهوم "الوقف"، والتعريف بالرستاق جغرافيًّا وتَتَبُّع تَطَوُّر الوقف فيها، والكشف عن الأسباب التي دَفَعَتْ بالمرأة في الرستاق لوقفِ شيءٍ من أموالها، والكشف عن أهمِّ أنواع الوقف التي أَسْهَمَتْ بها، والتعريف بأهمِّ المجالات التي حَظِيَتْ باهتمام أكبر من أوقاف المرأة في ولاية الرستاق.
منهجية البحث
اعتمدَ الباحثان إلى المنهج التاريخي القائم إلى الوصف والتحليل في التَّعَرُّف إلى أنواع الوقف لدى المرأة في ولاية الرستاق، وتقديم وَصْفٍ عامٍّ لتلك الأنواع، ولتحقيق ذلك تَمَّتِ الاستفادة من مجموعة من الوثائق والمخطوطات العُمَانِيَّة والشَّواهد الصخرية، وكذلك الاستعانة بعددٍ من نُسَخِ الأفلاج، وتوظيف التقييدات الوقفية المُدَوَّنَة في المخطوطات العُمَانِيَّة المختلفة خلال المُدَّة الزمنية المُحَدَّدَة للدراسة الحاليَّة، كما استندتِ الدراسةُ الحاليَّةُ إلى المقابلة العلمية أداةً لجمعِ البيانات، كذلك تَمَّ الاعتماد إلى المنهج الكَمِّي لتقديم بيانات إحصائية عن أوقاف المرأة في الرستاق.
تقسيمات البحث
قُسِّمَ البحث إلى تمهيد ومَبْحَثَيْن؛ فقدِ اشتملَ التَّمهيدُ على مدخل عام مختصَر للتعريف بمدينة الرستاق من وُجُوهِ التسمية والموقع والأهمية التاريخية للمدينة، وتناولَ المبحثُ الأول: التعريف بالوقف لُغَةً واصطلاحًا، وتَطَوُّر الوقف في مدينة الرستاق، بينما تناولَ المبحث الثاني وهو الموضوع الرئيس لهذه الورقة البحثية: إسهامات المرأة في الوقف في ولاية الرستاق، أَمَّا الخاتمةُ فقد تَضَمَّنَتْ أَبْرَزَ النتائج، والتَّوصيات.

 

التمهيد: التعريف بمدينة الرستاق، وموقعها، وأهميتها التاريخية:
أ‌. التَّسمية:
يُعَدُّ اسْمُ الرستاق اسْمًا فارسيًّا مُعَرَّبًا؛ فقد جاء في (لسان العرب) لابن منظور "الرستاق واحد فارسي مُعَرَّب ألحقُوه بقرطاس، ويُقَال رزداق ورستاق والجمع رساتيق" (ابن منظور، د.ت: ج10، 116)، والرُّسْتاق هو: "الرُّزداق، والجمع رساتيق، ويُقَال رستاقات جَمْعُ رستاق، وهي المَوَاضِع التي فيها زَرْعٌ وقُرَى أو بيوت مجتمعة، أو الصف من الناس أو الأشجار". (المعجم الوسيط، د.ت: 341)، ويُعَرِّفُها الزبيدي بقوله: "الرزتاق والرستاق فارسي معرب، وهي السواد" (الزبيدي، 1989: ج25، 343، مادة رَسدَق). ويَصِفُ صاحبُ الروض المعطار في خبر الأقطار رستاق مدينة "كثَّة" الفارسية أنَّها "مدينة جليلة عامرة كثيرة البشر، وهي من أخصبِ البلاد وأكثرها رِزْقًا، ولها رستاق يشتمل على رَبْض وهي متحصِّنة بِحِصْنٍ، ومياهُها في القنوات، وهي كثيرة الشجر طيبة الثَّمَر". (الحميري، 1984: 505)، أَمَّا الحموي في معجم البلدان فيقول: "وأَمَّا الرستاق فهو مُشْتَقٌّ من روذه فستا، وروذه اسْمٌ للصف            أو السطر، والرستاق هو كل مَوْضِع فيه مزارع وقُرًى". (الحموي، 1977: ج1، 36)، ويقول ابن خرداذبه: "والرستاق هو السواد كثير القُرَى والأشجار". (ابن خرداذبه، د.ت: 21)، ويَتَّفِقُ معه الإصطخري بقوله:" الرستاق كثير الزُّرُوع، له سهلٌ وجبلٌ ومزارعٌ ومَرَاعٍ". (الإصطخري، 2004: 181) وقد وَرَدَ في المعجم الوسيط: "الرستاق هو الرزداق والجمع رساتيق، والرزداق: مَوْضِعٌ فيه مزدرع، وقُرًى، أو بيوت مجتمعة، والرزدق: الصف من الناس والأشجار، والجمع رزادق". (أنيس وآخرون، 2008: 341) أَمَّا القاموس المحيط فقد أَوْضَحَ أَنَّ الرسْتاق هو: "الرُّزداق، وفي مادة ردسق: الرُّسداق (أَيِ الرستاق والرزداق)، ورساتيق مفردها رستاق وهي المَوَاضِع التي فيها زَرْعٌ وقُرًى أو بيوت مجتمعة". (الفيروز آبادي، 2008: 638).
ومن خلال استعراض ما سَبَقَ، يَتَّضِحُ أَنَّ المعاجم اللغوية تتَّفِقُ على أعجمية اسم الرُّستاق ودلالتِهِ، فضلًا عن تَطَابُق الوصف على الموقع الجغرافي للرستاق العُمَانيَّة فلا يُسْتَبْعَدُ أَنْ يكون الفُرْسُ هُمْ مَنْ أَطْلَقُوا هذه التَّسمية؛ بدلالة سيطرَتِهم على العديد من المناطق الشمالية من عُمَان التي منها الرستاق لتكونَ مركزًا حصينًا لهم، إضافةً إلى ذلك القلعة المتربِّعة على عرشِ الرستاق وأحد أبراجها المُسَمَّى (برج كسرى)، التي لا يزالُ البعض يُسَمِّيها حتَّى يومِنا هذا بقلعة كسرى؛ مع إِنَّ بعض الآراء ترى أنَّها مُحَرَّفَةٌ من كلمة (قَصْرَى).(العبري، 2023: 34).
أَمَّا التَّسْمِيَاتُ المُتدَاوَلة للمدينة في المصادر والمراجع العُمَانِيَّة؛ فقد أَوْرَدَ العوتبيُّ أَحَدَها بِاسْمِ "رستاق اليحمد" (العوتبي،2006: ج1، 441)، وأشارَ الشَّيبانيُّ أَنَّ هذه التَّسميةَ تَرِدُ في نَصٍّ يعود لأحد علماء القرن السادس الهجري جاء فيه: "كَتَبَهُ بِيَدِهِ بقرية وبل من الرستاق؛ رستاق اليحمد"(الشيباني، 2015: 269)، أَمَّا التَّسميةُ الأخرى فيذكرُها السَّالميُّ في تُحْفَتِهِ عند حديثِهِ عن تَوْلِيَةِ غسان بن خليد واليًا على "رستاق هَجَر" من قِبَلِ الإمام الصلت بن مالك الخروصي 237 ـــ 272ه/ 851 ـــ 885م. (السالمي، د.ت: ج1، 124)؛ يقولُ الخروصيُّ في تفسير تَسْمِيَتِها برستاق هَجَر: "وَسُمِّيَت رستاق هَجَر قديمًا أَيْ تحيط بها الجبال الحارة" (الخروصي،2007: 6).
ب‌. الموقع الجغرافي:
هي إِحْدَى مُدُنِ محافظة جنوب الباطنة، تَبْعُدُ عن مسقط العاصمة نَحْوَ 160 كيلو مترًا، تحتلُّ مَوْقِعًا مُتَمَيِّزًا في سلسلة جبال الحجر الغربي، (المحروقي، 1999: 34) تَتَّصِلُ شَرْقًا بولاية العوابي، وتُجَاوِرُها من الغرب ولاية عبري، وجنوبًا ولاية الجبل الأخضر وولايتَا نزوى والحمراء؛ فَتَحُدُّها السَّلاسلُ الجبلية من الاتجاهات جميعها عَدَا جهة الشمال التي هي الجهة التي تنفتح بها على ولايات ساحل الباطنة كولاية المصنعة شمالًا، وولاية السويق من جهة الشمال الغربي. (اللويهي، 2001: 24).
ج. لمحة تاريخية لمدينة الرستاق:
تُعَدُّ مدينةُ الرستاق من أَقْدَمِ المُدُن الداخلية العُمَانِيَّة، لها من الأهمية الحضارية في التاريخ العُمَانِي؛ إِلَّا أنَّهُ من الصعوبة أَنْ تَجِدَ شيئًا عن تاريخها في حِقْبَةِ ما قبل الإسلام، وليس هناك روايات تاريخية تتحدث بِدِقَّةٍ عن هذه الحِقْبَة؛ إِلَّا أَنَّ هناك ما يَرِدُ في الكتابات القديمة من أَنَّ بعض القبائل العربية القديمة هي التي قامت ببناء قرية وبل بالرستاق. (الحارثي، 2012: 25)، علمًا أَنَّ هناك أيضًا من المصادر التاريخية التي تُؤَكِّدُ تَعَرُّضَ عُمَان للغزو الفارسي من حِقْبَةِ ما قبل الإسلام، ووقوعها تحت السيطرة الفارسية (السيابي، 2001، ج1: 70)، ولا شَكَّ أَنَّ وُجُودَ الفُرْسِ في عُمَان خلال تلك الحِقْبَةِ جَعَلَهُم يُسَمُّون بعضَ الأماكن العُمَانيَّة أسماءَ فارسيَّةً منها الرستاق؛ الذي هو اسْمٌ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ كما سَبَقَ ذِكْرُهُ عند التعريف اللغوي بِاسْمِ (المدينة). (العبري، 2023: 40).
ويُشِيرُ (الريامي، 2015: 26-68) أنَّهُ بعد احتدام الصِّرَاع الذي أَعْقَبَ قضيَّةَ عَزْلِ الإمام الصلت بن مالك الخروصي (237 - 273ه/851 ــــ 886م)، وبُرُوزِ المعارضة التي تَبَنَّتْ أَحَقِّيَّة الإمام الصلت في الإمامة، وَسَعَتْ للإطاحة بالإمام الجديد راشد بن النَّضر اليحمدي (۲۷3 – ٢۷۷ هـ / ٨٨6 – ٨٩٠ م)؛ بَرَزَتِ الرُّستاقُ في المشهد السياسي فكانت مَسْرَحًا لِلصِّرَاع الدَّائِر بين الخِصْمَيْن بشأن هذه المعارضة، وشَهِدَتِ اثنتَيْنِ من الوقائع التي دارت بينهما هُمَا معركة الرستاق التي وقعت بين منطقتَيْ عيني وسوني، ومعركة أخرى في قرية الطباقة الواقعة عند المدخل الشمالي لوادي السحتن بالرستاق.
اضطربتِ الأحوالُ في عُمُومِ مُدَنِ عُمَانَ، وسادتْ أوضاعٌ حَالَتْ دُونَ توحُّدِها لِسِنينَ، إلى أَنْ قال أهلُ الحَلِّ والعَقْدِ كلمتَهُم في اجتماع حارة قصرى بالرستاق؛ فقدِ التَفُّوا حولَ  ضرورة إخراج عُمَانَ من حالة الانقسام والفُرْقَة التي تَمُرُّ بها؛ فأَجْمَعُوا على مبايعة إمام جديد، وَوَقَعَ اختيارُهم على ناصر بن مرشد اليعربي (1034 ــــ 1059ه/ 1624 ـــ 1649م)؛ ربيب الشيخ خميس بن سعيد الشقصي وتلميذه، واتَّخَذَ من الرستاق مركزًا لانطلاق دولتِهِ لتوحيد عُمَان؛ إلى حين تَمَكُّنِهِ من دخول نزوى واتخاذها عاصمة له (ابن قيصر، 1983: 18)، فَسَادَ الاطمئنانُ وعَمَّ العدلُ، وطَرَدَ الغُزَاةَ الطُّغَاةَ بعد حروب طويلة معهم؛ يَصِفُ (ولكنسون، 2010: 309) المرحلةَ بقولِهِ: "مَنْ كان يُصَدِّقُ في 1624م أَنَّ كلَّ ما حَدَثَ كان دورةً كبرى استغرقت زهاء ثمانمائة عام بالضبط، ووصلتِ الآن إلى الحضيض، وأنَّهُ بعد رُبْع قرنٍ لاحِقٍ سيتمُّ طَرْدُ الأجانب من العرب والأوروبيِّين على السَّوَاءِ، وإِنَّ عُمَانَ بقيادة الإمام ستكون في طريقها لتصبحَ قُوَّةً بَحْرِيَّةً كبرى مرة أخرى".
وبانتقال العاصمة إلى نزوى تَنْسَحِبُ الرُّستاقُ من صدارة المشهد السياسي؛ ولكنَّ ذلك لم يَدُمْ طويلًا، فعندما تَوَلَّى الإمام سيف بن سلطان اليعربي ـــــ قَيْدَ الأرض ــــ (1104 ــــ 1123ه/1692 ـــ 1711م)؛ قام بإعادة العاصمة مرَّةً أخرى إلى الرستاق حتى وفاتِهِ عام 1711م، لتتمَّ مباشرةُ البيعة بالإمامة لِابْنِه سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي (1123 ـــ 1131ه/ 1711ــــ 1719م)؛ فدخلتِ الرُّستاقُ فَوْرَ وفاتِهِ في دائرة الصِّرَاع الداخلي بشأن السُّلْطَة، النَّاجِم عن الخلاف الحاصل بشأنِ البيعة بالإمامة لِمُهَنَّا ابن سلطان اليعربي من قِبَل العلماء، وإصرار زعماء القبائل على أَحَقِّيَّة سيف ابن سلطان بن سيف بالإمامة بِصِفَتِهِ الوريثَ الشَّرعيَّ لأبيه؛ ليكونَ ذلك الصِّرَاعُ إيذانًا بعودة عُمَانَ مرة أخرى إلى دائرة الفوضى والانقسام والتَّفَكُّك، والتَّدَخُّل الخارجي (المسكري، 2012: 74).
سَادَ اضطرابُ الأوضاع في عُمَانَ بسببِ تَفَكُّكِ البيت اليعربي، والتَّدخُّل الفارسي للسيطرة عليها فقد كان الوضعُ المُتَرَدِّي فرصةً سانحةً لهم بذلك، وفي خِضَمِّ الفوضى العارمة واستمرار الأمور في التَّدهُور؛ بَرَزَتْ كلمةُ أهل الحَلِّ والعَقْدِ مرَّةً أخرى، بأهمية تنصيب إمام جديد على عُمَانَ؛ لتجتمعَ كلمتُهُم هذه المرة على والي صحار الذي استبسلَ في الدفاع عنها بالتَّصَدِّي للغزوِ الفارسي، فأجمَعُوا على مبايعتِهِ إمامًا على عُمَانَ (1744 ــــ 1783م)، واتَّخَذَ الرُّستاقَ عاصمةً لها؛ فقد كانتِ "العاصمةَ المحبوبةَ لأحمدَ بْنِ سعيدٍ" (السِّيابي، 2001: ج4، 179).
وهكذا يَتَّضِحُ لنَا أَنَّ مدينةَ الرُّستاقِ تُعَدُّ أَحَدَ أَهَمِّ الحواضر العُمَانِيَّة؛ التي كان لها حضورٌ فاعلٌ خلال مُدَدِ التاريخ العُمَاني بِحِقَبِهِ المختلفة؛ فقد لَعِبَتْ دورًا سياسيًّا وعلميًّا وحضاريًّا على مَرِّ التاريخ، فكانت مركزًا مُهِمًّا لدولة اليعاربة، خاصَّةً أنَّهُ تم فيها بيعةُ الإمامة الأولى لدولة اليعاربة، ثم شَهِدَتْ قيامَ دولة البوسعيد في التاريخ الحديث وأصبحتِ العاصمةَ لِعُمَانَ حتَّى انتقالِ العاصمة إلى مسقط. ومع تَطَوُّرِ الأحداث وتَعَدُّدِ احتياجات المجتمع زَادَ الإقبال على الوقف بتشجيع من العلماء والأَئِمَّة والسَّلاطين؛ حتَّى شَمِلَ جوانب الحياة المختلفة: الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. 
المبحث الأول: التعريف بالوقف وأهمِّيَّته، والتَّطوُّر التاريخي للوقف في مدينة الرستاق:
أ‌. التعريف اللُّغَوِي:
الوقفُ لُغَةً: الحَبْسُ والمَنْعُ، وهو مَصْدَرُ وَقَفَ؛ يُقَالُ: وَقَفْتُ الدَّارَ، إذا حَبَسَتْها، وتُجْمَعُ على أوقاف ووقوف والحَبْسُ بالضَّمِّ ما وُقِفَ. (الجرجاني، 1993: 328)، وحَبَسَ الفَرَسَ في سبيلِ اللهِ وأَحْبَسَهُ؛ فهو مُحْبَسٌ وحَبِيسٌ، والجمعُ أحباسٌ (الجوهري، 1984: ج3، 915)، وأضافَ ابْنُ منظور: وحَبَسَ الفَرَسَ في سبيلِ الله وأَحْبَسَها؛ فهو موقوفٌ على الغُزَاة، يركبونَهُ في الجهاد. (ابن منظور، 1997: ج15، 374، مادة وَقَفَ).
ب‌. التعريف الاصطلاحي:
من خلال استعراض الكتب الفقهية نَجِدُ تعريفاتٍ متعدِّدة للوقف تختلف لَفْظًا ولكنَّها أكثرُ تَرَابُطًا في المعنى؛ مع اختلاف الفقهاء في تعريفهم للوقف بِصِيَغٍ مختلفةٍ، إِلَّا أَنَّ مُجْمَلَها يَتَّفِقُ على أَنَّ الوقفَ هو "تَحْبِيسُ الأصل وتسبيل المنفعة". (ابن عابدين، 2003: ج4، 136؛ الحطَّاب، 2003: ج6، 2031؛ الشربيني، د.ت، ج2، 367؛ ابن قدامة، 1995: ج16، 362).
    يتطلَّعُ الإنسان بفطرته البشرية إلى استمرارية الذِّكْرِ بالدعاء والفضل، نَجِدُ ذلك في العديد من العبادات التي يَتَّخِذُها قُرْبَى لِرَبِّهِ؛ لكسبِ الأجرِ والمَثُوبَة ونَيْلِ رِضَاهُ، التي منها الصَّدَقة والوقف؛ مُتَمِثِّلًا في ذلك قولِهِ تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (سورة آل عمران: آية 92)، وقولِهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (سورة سبأ: آية 39)، وقولِ الرَّسول ﷺ فيما وَرَدَ عن أبي هريرة (رَضِيَ اللهُ عنه) أنَّهُ ﷺ قال: {إِذَا ماتَ ابْنُ آدَمَ انقطعَ عنه عملُهُ إِلَّا من ثلاثةٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ،      أو وَلَدٍ صالحٍ يدعُو له}. (مسلم، 2006: 1631، حديث رقم 4223)، فَوَقَفُوا أموالَهم على "الفقراء وذَوِي القُرْبَى، والسَّائل، والمَحْرُوم، وفي سبيل الله، وابن السبيل" (السجستاني، 2007: 116)، ونحوَهُ أشارَ القُضَاةُ في قولِهِ: "فَلَمْ تَدَعِ الأوقافُ فئةً في المجتمع تفتقر إلى العون إِلَّا وشملتها بالعناية؛ يستوي في ذلك الأيتامُ والفقراءُ والمساكينَ والأراملُ والمَرْضَى والعَجَزةُ والمُسِنُّونَ والمُعَاقونَ وطَلَبَةُ العلمِ وعابِرُو السبيل وغيرهم". (القضاة، 2011: 31).
ومن مُنطلَق عَدِّ الوقف مسؤوليَّةً فرديَّةً وجماعيَّةً، وخيرًا لا ينتهي؛ فقد أَسْهَمَ في تجسيدِ صُوَرِ التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع في عموم مُدُنِ عُمَانَ، منها مدينة الرستاق، وقد تَمَثَّلَ ذلك في مسارعة أفراد المجتمع لوقفِ أموالِهِم الثابت والمنقول منها في أَوْجُهِ الخيرِ والبِرِّ المختلفة في المجتمع. 
جَسَّدَ الوقفُ فيها صورةً تشارُكِيَّةً تبدو أكثرَ وضوحًا وتَجَلِّيًّا من خلال التَّضَامُن بين أفراد القرية الواحدة أو قرى المدينة كَكُلٍّ، وكان الحرصُ واضحًا لدى أهالي مدينة الرستاق على الوقفِ وديمومتِهِ، فَأَوْجَدُوا العديدَ من أنواع الوقف وعملُوا على الحفاظ عليها؛ من خلال الشروط التي يشترِطُها الواقِفُ لضبطِ وَقْفِهِ والمحافظة عليه، لاسِيَّمَا أَنَّ من شروط الوقف التَّأبيد والاستمرارية وتسبيل منفعتِهِ للأجيال اللاحقة.
ابتكرَ أهالي كُلِّ قرية من قُرَى مدينة الرستاق أنواعًا للوقف تنطلق مِمَّا يُلَائِمُ حاجاتِ مجتمع المدينة وطبيعتَهُ، فسارَعُوا لوقفِ أموالهم، ودَوَّنُوا تفاصيلَ ذلك في الوصايا والوقفيَّات ونُسَخ الأفلاج والشَّوَاهِد الصخرية، واختارُوا أحدَهُم ليكونَ هو الحلقةَ الأقربَ في الإشراف على الوقفِ وإدارتِهِ ورعايتِهِ والمحافظةِ عليه وتسبيلِ منفعتِهِ لِمَنْ وُقِفَ لهم؛ عُرِفَ هؤلاء في التَّقييدات الوقفية بـ "الوكيل". 
ج. التَّطوُّر التاريخي للوقف في مدينة الرستاق:
ذَهَبَ (العبري، 2023: 44) إلى أَنَّ الجذور التاريخية للوقف في مدينة الرستاق قد تعودُ للقرن الثاني الهجري؛ مُسَوِّغًا ذلك بوجودِ عددٍ من الأوقاف في المدينة تعودُ للإمام الوارث بن كعب الخروصي (179ـــ 192ه/795 ــــ 807 م)، يرتبط ريعُها بوقفِهِ المعروف لبلدتَيِ الهجار وستال من وادي بني خروص(1)؛ أَسْهَمَ في تأكيد ذلك الجوار الجغرافي بين وادي بني خروص منطقة سُكْنَى الإمام ومدينة الرستاق، ما حَتَّمَ انتشارَ ثقافة الوقف فهي من السُّنَن والأعراف التي تَعَارَفَ عليها الناس واكتسبَها المجتمع من مُنطَلقِ سَدِّ احتياجاتِهِ، ومن باب التَّأسِّي بالأَئِمَّة والمشائخ، كما إِنَّ النَّشاطَ الاقتصاديَّ بين هذه المناطق كان عاملًا مُسَاعِدًا في انتقال ثقافة الوقف من خلال الحركة التجارية النَّشِطَة، التي ارتكزت على البيع والشراء في الأموال المنقولة والثابتة، ومِمَّا أَسْهَمَ في ذلك النشاط التجاري المُتبَادَل هو ما كانت تتمتَّعُ به مدينة الرستاق من مركزية تجارية تَمَثَّلَتْ في كونِها وسيطًا تجاريًّا بين مناطق الداخل والساحل أَسْهَمَ في ذلك موقعُها الجغرافي المُتَمَيِّز.
وكذلك كان من العادات المُتعارَف عليها بين مجتمعات كِلْتَا المدينتَيْن هي علاقات المُصَاهَرَة؛ تَرَتَّبَ عنه البيع والشراء في الأموال وانتقال ملكيَّتها، وقد سارع بعضُ الأهالي لوقفِ أموالِهِم في شتَّى وُجُوهِ الخيرِ والبِرِّ.
إِنَّ المُتَمَعِّنَ في المصادر التاريخية العُمَانِيَّة يَلْحَظُ الحُضُورَ التاريخي السياسي لمدينة الرستاق في مُدَدٍ مختلفةٍ؛ فقد كان لها حضورٌ مُلْفِتٌ فهي إِحْدَى عواصم دولة اليعاربة، ما يجعلُها تَسْتَقْطِبُ الأَئِمَّةَ والعلماء والمشائخ، الذين سارعوا لوقف أموالهم، وهذا ما دَفَعَ بالنَّاس لِلتَّأسِّي والاقتداء بهم فأوقفوا أموالهم.  
ومِمَّا أَسْهَمَ في تأكيد هذه الفكرة؛ إِنَّ العلماء لم يُلْزِمُوا النَّاسَ بضرورةِ وَقْفِهِم لأموالهم، بل عَمَدُوا على العمل بالقدوة والتَّأسِّي فَابْتَدَؤُوا بأنفسهم؛ فأوصَى الشَّيخُ خميس ابن سعيد الشقصي الرستاقي (ت: بين 1059 – 1090ه) بِرُبْعِ مالِهِ وَقْفًا للمتعلمين وبِمَنْدُوسِهِ الخَشَبِ لِحِفْظِ الكتب الموقوفة. (وثيقة منقولة من وصية الشيخ خميس ابن سعيد الشقصي، 1 و2)؛ ومِمَّا تَجْدُرُ الإشارة إليه بشأن هذه الوصيَّة أنَّهَا تُعَدُّ دليلًا قاطِعًا على انتشار الوقف في مدينة الرستاق في القرن (11ه/ 17م).  
ولعلَّ من حُسْنِ الطَّالِع أَنْ نَجِدَ العديدَ من الأدلة في المصادر التاريخية تُؤَكِّدُ على ازدهار الوقف في مدينة الرستاق وَوَفْرَة الأموال الكبيرة العائدة منه خلال دولة اليعاربة، ففي حادثة تَعَسُّر إتمام بناء حصن الحزم وحاجة الإمام سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي للاقتراض من أموال الوقف؛ أشار السَّالميُّ لذلك بقولِهِ: "ووجدتُ أَنَّ جملةَ ما اقترضَ من أموالِ الأوقاف خمسمائةَ فراسلة فضة" (السالمي، د.ت: ج2، 118)، ونحوَهُ يُؤَكِّدُ المعوليُّ أَنَّ جملةَ ما اقترضَهُ من أموال الوقف؛ بقولِهِ: "الكثير من أموال المساجد والوقوفات أُلُوفًا ولُكُوكًا(3)". (المعولي، 2014: 262-263).                          وأضاف السِّيابيُّ: "هذا أمرٌ عظيمٌ يَدُلُّ على يُسْرٍ عظيمٍ، فإنَّ خمسَمائةِ فراسلة فضة بِعُرْفِنَا الحاليِّ عن خمسة وعشرين بهارًا فِضَّةً من خصوص الأوقاف". (السيابي، 2001: ج4، 14).
شَكَّلَتِ الأوقافُ محورًا مُهِمًّا في مدينة الرستاق في عصر دولة البوسعيد؛ فمنذ مبايعة الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي واتِّخَاذها عاصمةً له لتثبيتِ أركانِ دَوْلَتِهِ وتوطيدِ مركزيَّتِها، أصبحتِ المدينةُ تستقطب العلماء والمشائخ وطَلَبَة العلم والتُّجَّار؛ ما أَسْهَمَ في ازدهار العُمْرَان والزراعة والتجارة وحِفْظِ الأمن ونَشْرِ العدل، الذي نَتَجَ عنه الثراء الكبير وارتفاع المستوى المعيشي لأفراد المجتمع ووجود فائض في الأموال؛ الأَمْرُ الذي انعكسَ على الإقبال الكبير على الوقف من فئات المجتمع المختلفة، فهناك عددٌ من الوصايا تعود للقرن 12 ه/ 18 م؛ تُؤَكِّدُ على أَنَّ أبناء المجتمع قد عَمِلُوا على وَقْفِ أموالهم، فقد سارعَ سليمان بن مرشد بن محمد الخضوري، أَحَدُ سُكَّان بلدة الحوقين من أعمال الرستاق، في وَصِيَّتِهِ التي تعود إلى سنة 1129ه/1778م بوقفٍ ليوم عَرَفَة، ووَقْفٍ آخَرَ لِمَنْ سيقرأُ القرآنَ على قَبْرِهِ. (وصية سليمان بن مرشد الخضوري، نسخة لدى الباحِثَيْن).
كما تَبْرُزُ الأهمِّيَّةُ الاجتماعية في اهتمام الناس بالوقف؛ من خلال كتابتِهِ وتوثيقِهِ في نُسَخِ الأفلاج؛ لِحِفْظِها من الضَّيَاع وضمان ديمومة منفعتِها باستمرارية صِفَتِها الأبدية، يَتَّضِحُ ذلك من حجم الأوقاف الكبير المُدَوَّن في نُسْخَةِ فلج الميسر(4) بمدينة الرستاق التي يعود تاريخها إلى عام 1219ه/1804م، ومِمَّا تَجْدُرُ الإشارةُ إليه أَنَّ الكَمَّ الهائلَ من الأوقاف الذي تحتويهِ صفحاتُ هذه النُّسْخَةِ لا يرتبط بِمُدَّةِ كتابتِها؛ فكاتِبُها أشارَ لذلك في إِحْدَى صفحاتِها أنَّهُ قد عَمِلَ على نقلِها من نسخة أخرى هي الأقدم بهدفِ حِفْظِها من الضياع وإضافة ما استجدَّ بشأن مياهِ الفلج. (نسخة فلج الميسر، مجموع 123: 22).
كان الأَئِمَّةُ حاضرين في متابعة الوقف بالتَّواصُل مع عُمَّالِهِم على المُدُن من الوُلَاة؛ فقد أرسلَ الإمامُ عزان بن قيس البوسعيدي (1285-1287ه/1868-1871م) رسالةً لوالِيهِ على الرستاق عبدالله بن محمد الهاشمي مُؤَكِّدًا عليه فيها بضرورة الاهتمام بالوقف والحفاظ عليه ورعايتِهِ؛ دلالةً على استمرارية ازدهار الوقف في المدينة. (السالمي، د.ت، ج2، 259).
تُؤَكِّدُ ذلك الازدهار أيضًا الوصايا والوثائق الوقفية الخاصة والشَّواهِد الصخرية وشَواهِد القبور التي حَوَتْ في طَيَّاتِها العديد من أنواع الوقف لِأَوْجُهِ الخير استمرارًا لعطاءِ الوقف ورعايتِهِ لاحتياجات المجتمع في مدينة الرستاق خلال المُدَدِ اللاحقة من عصر دولة البوسعيد.
المبحث الثالث: إسهامات المرأة الرستاقية في الوقف:
كان لِلنِّسَاءِ في مدينة الرستاق إسهاماتٌ بارزةٌ في المنظومة الوقفية؛ فقد أَسْهَمْنَ بشكلٍ فاعلٍ في الشَّراكة المجتمعية مع الرجل للنُّهُوض بهذه المؤسسة المجتمعية، فكانت أوقافُهُنَّ امتدادًا لأوقاف الرجل، ومُكَمِّلَةً له في سبيل تنمية المجتمع وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفرادِهِ.
والجديرُ بالذِّكْرِ ومِمَّا أَمْكَنَ ملاحظتُهُ في الوصايا والوثائق الوقفية أَنَّ النساء الرُّستاقيَّات كُنَّ يَتَمَتَّعْنَ بنوعٍ من الثراء، ولَهُنَّ أملاكُهُنَّ الخاصة المُستَقِلَّة عن أملاك أزواجِهِنَّ؛ ما أتاحَ لَهُنَّ قدرًا من الحُرِّيَّة في أحقِّيَّة التَّصرُّف فيها فَأَوْقَفْنَ عددًا منها في وُجُوهِ البِرِّ والخيرِ المختلفة؛ طَلَبًا لِلْمَثُوبَةِ والأَجْرِ من عند الله تعالى. 
ومن المُلَاحَظِ أيضًا أَنَّ الوقف النسائي في مدينة الرستاق لم يقتصر على مجال واحد؛ بل أَسْهَمَتِ المرأةُ في سَدِّ حاجات أفراد المجتمع بأنواع الوقف الاجتماعي والديني والعلمي والأمني المختلفة، كما أَنَّ أوقافَهُنَّ لم تَكُنْ حِكْرًا لِلنِّسَاء ذات الثراء مِمَّنْ هُنَّ زوجات المشائخ والأغنياء؛ بل كشفتِ الوثائقُ عن أوقافٍ لنساءٍ يَقْبُعْنَ تحت وَطْأَةِ الفقر والحاجة، أَسْهَمْنَ بوقفِ شيءٍ من أموالِهِنَّ كَبِضْعِ نُخَيْلَاتٍ.


أ. أوقاف المرأة الرستاقية؛ ودورُها في الحياة الدينية:
حَظِيَتِ المساجدُ بنصيبٍ كبيرٍ من الأوقاف في مدينة الرستاق؛ لتشييدها وتوفير ما تحتاجُهُ من خِدْمَاتٍ، من أجل إقامة الشعائر الدينية؛ بل تفعيلًا لدورَيْها التعليمي والاجتماعي.
عَدَّتِ المرأةُ الرُّستاقيَّةُ نفسَها شريكةً للرجل، ومُسَاهِمَةً معه في النهوض بالمؤسسة الوقفية في المجتمع بمناحي الحياة المختلفة، ومن هذه المجالات الوقف على المساجد؛ فَقد أَسْهَمَتْ إِحْدَى النِّسَاءِ الفاضلات وأختُها صاحبةَ الثروة والمال في بناء مسجد الجامع ببلدة العلاية من الرستاق، وأَوْقَفَتَا له أموالًا طائلةً؛ لا تزال تُصْرَفُ غِلَّتُها للجامع حتَّى يومِنا هذا (الخروصي، 2007: 29).
استمرَّ اهتمامُ النِّساءُ الرستاقيَّات بالوقف على المساجد وتشييدها وإصلاحها، وكُنَّ يَتَنَافَسْنَ في ذلك؛ فقد أَوْقَفَتْ غايةُ بنت ناصر بن علي السالمية في وَصَيَّتِها شيئًا من مالِها لإصلاح مسجد الدفنة ومسجد الزريبة بقرية الحيملي في بلدة الحوقين من أعمال الرستاق، جاء في وَصِيَّتِها: "وبنخلتِها القَشِّ لإصلاح مسجد الدفنة ومسجد الزريبة من قرية الحيملي" (الراجحي، 2023: ج7، 190)، وبالمِثْلِ أَوْصَتْ كذي ابنة راشد بن محمد المسفرية بإصلاح مسجد النساء الأعلى من قرية الحوقين: "لإصلاح مسجد النساء الأعلى من ضمان لَزِمَها عليه" (المصدر نفسه: ج7، 193)، وكان لمسجد الدويرة من الرستاق نصيبٌ من أوقاف الشيخة موزة بنت شيخان الهنائية؛ فقد أَوْقَفَتْ له شيئًا من مالِها وَقْفًا مُؤَبَّدًا (وصية الشيخة موزة بنت شيخان الهنائية، نسخة منها لدى الباحِثَيْن)، وأوقفتِ الخايفية نخلةً من مالِها المُسَمَّى عضدة (5) الصاروج لمسجد المغبَّة السافل من بلدة الحوقين؛ جاء في وَصِيَّتِها: "وأعطتْ مسجد المغبَّة السافل نخلةً من عضدة الصاروج الذي بِحذا الشّحامة، وكَتَبَهُ الحقيرُ لله تعالى    عبدالله بن خلفان الخنبشي بِيَدِهِ" (الراجحي، 2023: ج3، ص221).
كما بَنَتِ السيدة الزاهدة عزاء بنت قيس بن عزان البوسعيدية مسجدًا للنساء يُنْسَبُ إليها "مسجد عزاء بنت قيس"، بمحلَّة بيت القرن من الرستاق؛ ذَكَرَهَا (الشيباني، 2004: 136 ــــ 137) فقال: "إِنَّهَا كانت زاهدةً عابدةً، مُحِبَّةً للخير وشديدةَ البَذْلِ والعطاء فيه، وقامت ببناء مسجد في محلَّتِها يُسَمَّى مسجد عزاء أو مسجد بنت قيس، وقد كانت تَؤُمُّ النِّساءَ فيه، كما أَوْقَفَتْ له أموالًا لإصلاحِهِ".
ب. أوقاف المرأة الرستاقية؛ ودورُها في الحياة العلمية:
جَعَلَ الإسلامُ طَلَبَ العلمِ فريضةً على كُلِّ مسلمٍ ومُسْلِمَةٍ؛ فهو ضرورةٌ بشريَّةٌ للمرأة والرجل ولكلِّ فردٍ من أفراد المجتمع.
أَسْهَمَتِ الأوقافُ بشكلٍ كبيرٍ في مدينة الرستاق في تمويل النشاط العلمي ودَعْم مؤسَّساته وتَعَهُّدها بالصيانة، والتَّكفُّل برعاية المعلمين والمتعلمين؛ بتوفير ما يحتاجونَهُ كُلِّهِ من أُجْرَةٍ ومسكنٍ وكِسْوَةٍ ورعايةٍ.
ومن النِّسَاءِ الرُّستاقيَّاتِ التي كان لِجُهُودِهِنَّ الوقفية أَثَرٌ ملموسٌ في خدمة العلم والمتعلمين؛ الفاضلة شيخة بنت محمد بن عبيد الراشدية الهناوية التي أَوْقَفَتْ رُبْعَ مالِها للمتعلمين، ومِمَّا جاء في وَقْفِيَّتِها: "هذا لَفْظُ توقيف رُبْعِ المال المُسَمَّى الملبقا الذي أوقفتْهُ للمتعلمين شيخة بنت محمد بن عبيد الراشدية الهناوية؛ أَوْصَتْ بِرُبْعِ مالِها المُسَمَّى الملبقا من سَقْيِ فلجِ الميسر من الرستاق وَقْفًا مُؤَبَّدًا لِمَنْ شاء الله من المتعلمين العلمَ الشريف.." (وَصِيَّة شيخة بنت محمد بن عبيد الراشدية، نسخةٌ منها لدى الباحِثَيْن).
كما حَرَصَتِ المرأةُ الرُّستاقيَّةُ على أَنْ يقوم الوقف برعاية ما يتعلَّقُ بطلاب العلم كُلِّهِ؛ ومن ذلك إدراكُها للأهمية الكبيرة للكُتُب في العملية التعليمية، تَلَمَّسَتْ ذلك ابنةُ راشد بن خصيب فأوقفتْ عددًا من كُتُبِها للمتعلمين؛ بل إِنَّهَا لم تكتفِ بهذا الحَدِّ، فقد أَوْقَفَتْ شيئًا من مائِها الذي تَمْلِكُهُ لإصلاح هذه الكتب الموقوفة؛ رغبةً منها في ديمومة هذه الكُتُب ولضمانِ عَدَمِ تَعَرُّضِها لِلتَّلَفِ، جاء ذلك في نسخة فلج الميسر: "ومِنَ الردة الأولى من آد النير الكبير من غيز الفوق من فلج الميسر بالرستاق تسع قياسات ماء لإصلاح الكتب التي أوقفتْها بنتُ راشد بن خصيب". (نسخة فلج الميسر، 62).
وكما كان للشيخة موزة بنت شيخان الهنائية إسهامٌ في الوقف الديني بِوَقْفِها لمسجد الدويرة؛ أَبَتْ إِلَّا أَنْ يكون لها إسهامٌ آخَرُ في الوقف العلمي، فَأَوْقَفَتْ جزءًا من مالِها لِطَلَبَة العلم؛ وَرَدَ ذلك في وَصِيَّتِها التي كَتَبَها راشد بن سيف بن سعيد اللمكي: "وبجزء من مالِها لِيُؤْتَجَر بِغَلَّتِهِ من المتعلمين العلمَ الشَّريفَ وذلك بتاريخ يوم 7 من شهر جُمَادَى الأولى سنة 1333ه وكَتَبَهُ راشد بن سيف بن سعيد اللمكي بِيَدِهِ". (وَصِيَّة الشيخة موزة بنت شيخان الهنائية، نسخةٌ منها لدى الباحِثَيْن). 
ج. أوقاف المرأة الرستاقية ودورها في الحياة الاجتماعية:
كان للمرأة الرستاقية مشاركةٌ وقفيَّةٌ فاعلةٌ في سَدِّ حاجات أفراد المجتمع والإسهام بشكلٍ كبيرٍ في رعاية العديد من الفئات الاجتماعية؛ كالفقراء، والأيتام، والمَرْضَى، والعَجَزَة.
ومن مُنطلَقِ عَدِّ الأوقاف صدقةً جاريةً يَبْتَغِي صاحبُها الأجرَ والمَثُوبَةَ من الله عَزَّ وجَلَّ، وتحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي؛ حَرَصَتْ غايةُ بنت ناصر بن علي السَّالمية على المشاركة المجتمعية الفاعلة بوقفِ نخلةٍ من مالِها للفقراء الصائمين، "وبنخلتِها القَشّ الأعلى من عضدتها المُسَمَّاة عضدة المعصرة من سَقْي فلج الخطوة من قرية الحيملي ليفطر بِغَلَّتِها صائِمِي شهر رمضان من مسجد الدفنة من قرية الحيملي وقفًا مُؤَبَّدًا إلى يوم القيامة" (وَصِيَّة غاية السَّالمي: مصدر سابق)، وفي بلدة عيني نَجِدُ أَحَدَ الأموال الزراعية قد سُمِّيَ بِاسْمِ صاحبتِهِ "جيل(6) زلخة"، وهو المال الذي أَوْقَفَتْهُ زلخة بنت راشد بن خميس الهاشمية لفطرة الصائمين في مساجد بلدة عيني بالرستاق (وثيقة وَقْفِ زلخة بنت راشد بن خميس الهاشمية، نسخة منها لدى الباحِثَيْن). كما عَمِلَتْ كذي بنت راشد بن محمد المسفرية على إحاطة هذه الفئة من المجتمع بالرعاية والاهتمام؛ فأوقفتْ ما يَضْمِنُ لهم طعامَهم في يوم عرفة؛ جاء في وَصِيَّتِها: "وأوصتْ كذي هذه بنخلة من مالِها تُؤْكَلْ غَلَّتُها يومَ عرفة بمسجد حويل بني هناة من قرية الحوقين لِمَنْ حَضَرَ من الناس وَقْفًا مُؤَبَّدًا إلى يوم القيامة" (وَصِيَّة كذي بنت راشد المسفرية، مصدر سابق). وقد تُخَصَّصُ بعض النِّسَاء أوقافًا لأهل بيتها والمحلَّة التي تَسْكُنُ فيها كما فعلتِ الشيخة موزة بنت شيخان الهنائية في وَقْفِها ليوم التاسع من ذِي الحجة؛ جاء في وَصِيَّتِها: "وبنصف مقصورتها(7) بشربها من مائِها المعتاد لِسَقْيِها من فلج بو ثعلب(8) من الرستاق وَقْفًا لِيُشْتَرَى بِغَلَّتِها أُرْزٌ لِيُفَرَّقَ يومَ تاسع الحج لأهل بيت مالك وأهل محلَّة الدويرة من الرستاق" (وَصِيَّة الشيخة موزة بنت شيخان الهنائية، مصدر سابق)، وأَوْقَفَتْ عزَّا بنت محمد بن ناصر الإسماعيلية لأكفان محلَّة الدّمثاة.(الراجحي، 2023،  ج7، 219).
كما أَسْهَمَتْ بعضُ النِّسَاءِ الرُّستاقيَّات في التَّكفُّل بما يحتاجُهُ الفقراء حتَّى عند موتِهِم، فتعدَّدَتْ بذلك وُجُوهُ الخير في المجتمع؛ فقد قامتِ الشيخة زوينة بنت خميس ابن سعيد بن وليد الهنائية بوقفِ نخلتِها النِّغَال لأكفان الفقراء: "وبنخلتِها النِّغَال من المال المذكور تُنَفَّذُ غَلَّتُها في شراء ثياب يُكَفَّنُ بها فقراء المسلمين وَقْفًا مُؤَبَّدًا إلى يوم القيامة" (وَصِيَّة الشيخة زوينة بنت خميس بن سعيد الهنائية، نسخةٌ منها لدى الباحِثَيْن)، ونَجِدُ أيضًا نصيرة بنت سعيد الريامية قد أَوْقَفَتْ لأكفان فقراء بلدتها؛ جاء في وقفيَّتِها: "أَوْصَتْ نصيرة بنت سعيد الريامية بحقِّها ونصيبِها من الموضع المُسَمَّى الجبة من سَقي فلج عين الحلَّة لكفنِ فقراء بلدة عيني من الرستاق وبخمسين قرشًا من مالِها لكفنِهِم يُنَفَّذُ جميع ذلك بعد موتِها" (وَصِيَّة نصيرة بنت سعيد الريامية، نسخةٌ منها لدى الباحِثَيْن)؛ بل من سَعَة الوقفِ أَنْ تَجِدَ وَقْفًا لِلُحُودِ قبور الفقراء، وهذا ما تَفَرَّدَتْ به نصيرة بنت ناصر بن علي العبرية فَأَوْصَتْ بـ: "أربع نخلات من عضدة الجبل من حمَّام عيني الرستاق تُنَفَّذُ غَلَّتُهُنَّ في شراء لُحُود تُحْمَلُ إلى مقبرة مَوْتَى فقراء أهل عيني(10) من الرستاق وَقْفًا مُؤَبَّدًا إلى يوم القيامة". (وَصِيَّة نصيرة ابنة ناصر بن علي العبرية، نسخةٌ منها لدى الباحِثَيْن).
ومن مُنطلَق إدراك المرأة الرُّستاقيَّة أَنَّ الأفلاج ليست مَعْلَمًا مَادِّيًّا فحسبُ؛        بل منظومة حياة تُسْهِمُ بشكل كبير في التأثير على المستوى المعيشي لأفراد المجتمع جميعهم؛ وكَيْ تَتَحَقَّقَ المنفعةُ العامَّةُ منها كان لزامًا أَن يكون هناك تَعَاوُنٌ جماعيٌّ يُحَقِّقُ مبدأَ الاستدامة في منفعتِها، فقد كان هناك العديدُ من الأوقاف النِّسائيَّة لإصلاح الأفلاج وصيانتها بشكلٍ دوريٍّ منها ما هو داخل مدينة الرستاق، وأفلاج أخرى خارج الحدود الجغرافية للمدينة؛ فقد أَوْقَفَتْ غايةُ بنت ناصر بن علي السالمية عددًا من أموالِها لإصلاح فلج بُرحي، وفلج الخطوة، وفلج القرية من بلدة الحيملي، وفلج البلاد من قرية حيل الغافة (وَصِيَّة غاية السَّالمية، مصدر سابق). ومن الجدير بالذِّكْرِ أَنَّ هناك أوقافًا للمرأة الرستاقية لإصلاح أفلاج في مُدُنٍ أخرى؛ فقد أَوْقَفَتْ زوينة ابنة خميس الهنائية من مالِها لإصلاح فلج غياض من قرية بلاد سيت بمدينة بُهْلَا. (وَصِيَّة زوينة بنت خميس الهنائية، مصدر سابق). وفي السِّيَاقِ نفسِهِ نَجِدُ شيخة بنت محمد ابن عبيد الراشدية تُخَصِّصُ وَقْفًا من مالِها بعد موتِها لإصلاح فلج الغيزين وشحابته (11) بمدينة الخابورة. (وَصِيَّةُ شيخة بنت محمد بن عبيد الراشدية، نسخةٌ منها لدى الباحِثَيْن)؛ يُسَوِّغُ الباحثان ذلك بوجودِ عددٍ من الروابط الاجتماعية فقد يكون أهلُ المرأة الواقفة في تلك المدينة الموقوف لإصلاحِ فَلَجِها، وانتقلتْ إلى مدينة الرستاق بالمُصَاهَرَة؛ وَوَقْفُهَا هذا من باب التَّقَرُّب إلى الله بالأعمال الصالحة، واستمرار البِرِّ بوالدَيْها وأهل قبيلتِها وصلاحِ فلج القرية التي يعيشون فيها.
  أَسْهَمَ الوقفُ كذلك في الكشف عن ملكيَّة النِّسَاء الرُّستاقيَّات لبعضِ آثارِ مياهِ الأفلاج في المدينة؛ فقد كشفتْ نسخةُ فلج الميسر عن وجودِ وقفِ لنصفِ أَثَرِ ماءٍ (12) من الردة الرابعة من آد سليمان من غيز التَّحت من فلج الميسر لشراء أكفان مَوْتَى المسلمين تنفيذًا لِوَصِيَّة عائشة بنت محمد بن عامر المزروعية. (نسخة فلج الميسر: 56).
كما أَسْهَمَتْ بعضُ النِّسَاءِ الرُّستاقيَّات في عِتْقِ الرِّقاب من أموال الوقاف؛ فقد قامت زوينة بنت خميس الهنائية بِعِتْقِ رَقَبَةِ كُلِّ مملوك يبقى لها بعد موتِها وأوقفتْ لهم: "قِسْمَها من بيت الطين المُسَمَّى بيت الترنجيّة من حارة الدويرة من الرستاق بما فيه من جذوع ودعون وأبواب وأخشاب ودروس ورموم وصفاري وبما يستحقُّهُ من جميع الحقوق كُلِّها، ومالِها المُسَمَّى الكلبانيَّة من سَقْي فلج بو ثعلب من الرستاق من مائِها المعتاد لِسَقْيِهِ من هذا الفلج المذكور وبما يستحقُّهُ من جميع الحقوق كلِّها؛ وَقْفٌ لهم ولأولادهم وأولاد أولادهم إلى أَنْ ينقرِضُوا ومن بعد انقراضهم كُلِّ هذا المُوْصَى بوقفِهِ لهم راجع لِوَرَثَتِها"، ويُضِيفُ كاتبُ وَصِيَّتِها شيخان بن زاهر بن سعيد الهنائي في خاتمة الوَصِيَّة: "وأَوْصَتْ زوينة هذه لكلِّ مملوك يُعْتَقُ بعد موتِها بنخلة من مالِها الذي بالرستاق وبشربها من الماء المعتاد لِسَقْيها وقفًا لهم وأَشْهَدَتْنِي على نفسِها بذلك" (وَصِيَّة زوينة الهنائية، مصدر سابق).
كما وُجِدَتْ بعضُ الأوقاف النِّسَائِيَّة المُخَصَّصَة لِمَنْ يقرأُ القرآنَ الكريم على قُبُورِهِنَّ؛ فقد أَوْقَفَتْ موزةُ بنت شيخان الهنائية نصفَ مقصورتِها الخارج بِشُرْبِها من مائِها المعتاد لِسَقْيِها من فلج بو ثعلب لِيُؤْتَجَرَ بِغَلَّتِهِ مَنْ يَقْرَأُ القرآنَ العظيمَ عند قَبْرِها. (وَصِيَّة موزة الهنائية، مصدر سابق)، وفي السِّيَاقِ نفسِهِ هناك العديدُ من الأوقاف التي وَرَدَتْ في نسخة فلج الميسر لزيارةِ عددٍ من قُبُور النساء وقراءة القرآن عليها؛ منها: "وأَثَر لزيارة قبرِ مريم بنت جري العمورية" (نسخة فلج الميسر: 9)، و"أَثَر لزيارة قبرِ خويصة بنت عبدالله المزروعية ونصف أَثَر لزيارة قبرِ شنُّوه بنت خميس وأبيها خميس" (النسخة نفسها: 21)، و"نصف أَثَرِ لزيارة قبرِ شيخة بنت خلف اللَّغبرية" (النسخة نفسها: 52)، و"نصف أَثَر لزيارة قبرِ عائشة بنت محمد بن عامر المزروعية" (النسخة نفسها: 56) و"ستة عشر قياس ماء(14) لزيارة قبرِ كاذية بنت خلفان ابن علي" (النسخة نفسها: 61)، ومِمَّا تَجْدُرُ الإشارةُ إليه أَنَّ كاتبَ نسخة الفلج لم يُوَضِّحْ إذا كانت هذه الأوقافُ قد أَوْقَفَتْها النِّسَاءُ أنفسُهُنَّ لِمَنْ يَزُورُ ويَقْرَأُ القرآنَ الكريمَ على قُبُورِهِنَّ، أم إِنَّ أَحَدَ أهاليهِنَّ قد أَوْقَفَها لَهُنَّ، ويُرَجِّحُ الباحثانِ أَنَّ هذه الأوقاف وُجِدَتْ في الوصايا الخاصة بِهِنَّ ومن أملاكِهِنَّ الخاصة من مياه الفلج؛ قياسًا بالوصايا النِّسائيَّة التي ثَبَتَ فيها وَقْفُ قراءة القرآن على القبور التي كانت سائدةً في المدة الزمنية نفسها؛ بدلالة انتشار ثقافة الوقف لقراءة القرآن على القبور بين عموم نساء مدينة الرستاق. 
أَسْهَمَتْ كذلك شَوَاهِدُ القبور في تأكيد انتشار ثقافة الوقف لِمَنْ يَزُورُها ويَقْرَأُ القرآنَ عليها، ففي مقبرة بلدة الوشيل من أعمال الرستاق وتحديدًا في شاهدِ قبرِ صالحة ابنة علي بنت محمد عُثِرَ على وَقْفٍ مُؤَبَّدٍ لزيارةِ قبرِها، ومِمَّا جاء فيه: "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله، هذا قبرُ الهالكة صالحة بنت علي بن محمد، وأَوْصَتْ من مالِها لزيارة قبرِها أَثَر من مايها من فلج الشراة وَقْفًا مُؤَبَّدًا إلى يوم القيامة". (شاهِد قبرِ صالحة ابنة علي بن محمد، صورةٌ منه لدى الباحِثَيْن).
وقد تَسْعَى إِحْدَى النِّسَاءِ في الوقف لنفسِها والبِرِّ بوالدَيْها حتَّى بعد وفاتها؛ نَجِدُ ذلك في أَحَدِ شواهد القبور بمقبرة بلدة عيني من الرستاق، فقد أَوْقَفَتْ سعدوه بنت سعيد ابن سالم العوفية أَثَرَيْ ماء من فلج عين الحلَّة لِمَنْ يزورُ قبرَها وقبرَ والدها ويَقْرَأُ القرآنَ الكريمَ عليهما، وَثَّقَهُ كاتبُهُ بقولِهِ: "هذا قبرُ سعدوه ابنة سعيد بن سالم العُوفية الرستاقية رَحِمَها الله وغَفَرَ لها إِنَّه كريم رحيم وإنَّه كريم جواد، هذا وقد أَوْقَفَتْ سعدوه هذه من مائِها أثرَيْ ماء من آد عزان من فلج عين الحلَّة من الرستاق يدور الشارقة في كُلِّ وقتٍ لقبرِها ولقبرِ والدها سعيد بن سالم العوفي بينهما نصفانِ أَوْقَفَتْهُمَا لِمَنْ يَقْرَأُ القرآنَ العظيمَ على قبرَيْهِمَا فَمَنْ بَدَّلَهُ بعد ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ على الذين يُبَدِّلُونَه إِنَّ الله سميع عليم". (السيفي، 2019: 217).
وفي المقبرةِ ذاتِها نَجِدُ شاهدًا آخَرَ لصاحبتِهِ العشار بنت سعيد بن علي ابن عويسن أَوْصَتْ فيه بقياسات ماء من حمام عيني لِمَنْ يَزُورُ قبرَها إلى يوم القيامة. (شاهِدُ قبرِ العشار بنت سعيد، صورةٌ منه لدى الباحِثَيْن).
وفي مقبرة بلدة مقمَّة من وادي السحتن يُؤَكِّدُ شاهِدُ قبرِ راية بنت عزيز على وَصِيَّتِها بوقفِ شيءٍ من مالِها لِمَنْ يَقْرَأُ القرآنَ العظيمَ على قبرِها. (شَاهِدُ قبرِ راية ابنة عزيز، صورةٌ من الشَّاهِد لدى الباحِثَيْن).
وقد ذَهَبَ بعضُ الفقهاء إلى إبطال هذا النَّوع من الأوقاف دَرْءًا لِلْبِدْعَةِ؛ كَوْنُهَا تتعارَضُ مع مَقَاصِدِ الشَّرع وأحكام الدِّين، ومن الأَجْدَى أَنْ يتمَّ توجيهُهَا لِمَا فيه النَّفْعُ للنَّاس وخدمة المجتمع، فَأَبْطَلَها صاحِبُ جوهر النظام وأحالَها للفقراء؛ جاء ذلك فيما خَطَّهُ شِعْرًا (السَّالمي، 1993: ج١، ص ٢٥٢، بحر الرجز) بِقَوْلِهِ:
وَهَكَذَا فِي أَكْثَرِ الْأَقْوَالِ
وَفِيهِ قَوْلٌ أَنَّهَا لِلْفُقَرَا
وَالرَّاجِحُ الْبُطْلَانُ حَيْثُ نَذَرَا
 فِي النَّذْرِ لِلْقُبُورِ بِالْأَمْوَالِ
وَأَحْوَطُ الْقَوْلَيْنِ مَا تَأَخَّرَاْ
شَيْئًا بِهِ الْوَفَاءُ حَتْمًا حَجَرَاْ


د. أوقاف المرأة الرستاقية؛ ودورُها في الحياة الأمنية:
كانت مدينةُ الرستاق بحكمِ دورِها السِّياسيِّ في التاريخ العُمَانِي عُرْضَةً للعديد من الأطماع الخارجية، والكثير من الحروب الأهلية والثَّورات والفِتَن والأحداث الداخلية، ما تَرَتَّبَ عليه ضرورة وجود تحصينات عديدة فَنَجِدُ الحصون والأبراج منتشرة في أرجاء المدينة، خاصَّةً عند مداخلها المُتَعَدِّدَة؛ فلا تكاد قريةٌ من قُرَى الرستاق تَخْلُو من حِصْنٍ أم بُرْجٍ عند مدخلها أم فوق جبل يَعْلُوها بهدفِ المراقبة والحماية والدفاع عنها، كان لهذه التَّحصينات نصيبٌ من الوقف؛ فقد أَدْرَكَ أهالي الرستاق منذ القِدَم أهمية تَعَهُّد هذه التَّحصينات وجُنْدَها بالرعاية والعناية لتستمرَّ في أداء دورِها الأمني، فَنَجِدُ وَقْفًا في بلدة عِينِي مُخَصَّصًا لِلْبُرْجِ وحراستِهِ، كما نَجِدُ كذلك وقفًا آخَرَ يُسَمَّى وَقْفَ الرصاص أو البارود، وما يُؤَكِّدُ كذلك على الاهتمام والوعي بأهمية الوقف لأغراض أمنية؛ وجودُ وَقْفٍ عبارة عن نخيل عضدية مخصَّصٍ لعسكر الحصن، وَوَقْف للمدفع، ببلدة الطباقة من وادي السحتن بالرستاق (العبري، 2023: 59 ــــ 60).
أدركتِ المرأةُ الرستاقية أهمِّيَّةَ شراكتها مع الرجل في تخصيصِ عددٍ من الأوقاف لأمثال هذه التَّحصينات الأمنية؛ فقد قامت نصرة العدوية من بني عدي أيام اليحمد، ببناء حِصْنِ المربا، وفور الانتهاء من بنائِهِ أَوْقَفَتْهُ لجماعتِها من بني عدي، ولم تَكْتَفِ بذلك بل أَوْقَفَتْ له من المال ما يَضْمِنُ عمارتَهُ وصيانتَهُ وأُجْرَةَ الجنود المُرَابِطِين فيه، وما يحتاجونَهُ من مَؤُونَةٍ وأسلحةٍ وذخيرةٍ (الخروصي، 2007: 25).
 ومن خلالِ استعراضِ ما سَبَقَ فقد كانت تلك أمثلةً مُشَرِّفَةً للوقف النِّسَائِي، أَسْهَمَتْ بِهَا المرأةُ الرُّستاقيَّةُ في النهوض بالمؤسسة الوقفية في المدينة؛ ما خَلَّدَ أسماءَهُنَّ في التاريخ، وجَلَبَ لَهُنَّ الدُّعَاءَ والتَّرَحُّم من المُنْتَفِعِين بها.

 

 

 

 

 


الخاتمة
أَمْلَتِ الاحتياجاتُ الاجتماعيَّةُ التي طَرَأَتْ على عددٍ من فئات المجتمع الرستاقي استجابةً نوعيَّةً من أفراد المجتمع؛ تَمَثَّلَتْ في البحث عن الحلول لِسَدِّ تلك الاحتياجات، فكان الوقفُ هو السبيل لذلك؛ فالوقفُ ليس مُجَرَّدَ صدقة جارية، بل منظومة اجتماعية متكاملة أَسْهَمَتْ في النهوض بحيوات الناس ورَفْع مستويات معيشتهم، كما كان لهذه المنظومة الأَثَرُ الكبيرُ في توطيد الروابط الاجتماعية من منطلق إحساس الجميع بأهمية التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
لم تَكُنِ الأوقافُ في مدينة الرستاق حِكْرًا على الرجال فقط؛ بل أَسْهَمَتِ المرأةُ بشكلٍ فاعلٍ في البناء الاجتماعي من خلالها، إدراكًا منها بالشراكة المجتمعية مع الرجل في النهوض بمؤسسة الوقف؛ يظهرُ ذلك جَلِيًّا في العديد من الأوقاف التي أَسْهَمَتِ المرأةُ الرُّستاقيَّةُ في توفيرها للمجتمع.
ويُلَاحَظُ تَعَدُّدُ أنواعِ الوقف التي أَسْهَمَتْ بها النساء في مدينة الرستاق، كالوقف الاجتماعي، والوقف العملي، والوقف الديني، والوقف الأمني، وتَنَوُّع المستفيدين منها بالفئات الاجتماعية المختلفة، وقد تضمن متن البحث أمثلة وافية لتلك الأنواع؛ ما أَمْكَنَ من خلال الدراسة الحاليَّة تَتَبُّعُ أَثَرِ أوقاف المرأة الرستاقية في تحقيق التكافل الاجتماعي، الأمر الذي جسّد المشاركةٌ الوقفيَّةٌ الفاعلةٌ للمرأة الرستاقية في سَدِّ حاجات أفراد المجتمع والإسهام بشكلٍ كبيرٍ في رعاية العديد من الفئات الاجتماعية؛ كالفقراء، والأيتام، والمَرْضَى، والعَجَزَة.


كما أَسْهَمَتِ الأوقافُ النسائية في مدينة الرستاق بشكلٍ كبيرٍ في تمويل النشاط العلمي ودَعْم مؤسَّساته وتَعَهُّدها بالصيانة، والتَّكفُّل برعاية المعلمين والمتعلمين؛ بتوفير ما يحتاجونَهُ كُلِّهِ من أُجْرَةٍ ومسكنٍ وكِسْوَةٍ ورعايةٍ.
والجديرُ بالذِّكْرِ ومِمَّا أَمْكَنَ ملاحظتُهُ في الوصايا والوثائق الوقفية أَنَّ النساء الرُّستاقيَّات كُنَّ يَتَمَتَّعْنَ بنوعٍ من الثراء، ولَهُنَّ أملاكُهُنَّ الخاصة المُستَقِلَّة عن أملاك أزواجِهِنَّ؛ ما أتاحَ لَهُنَّ قدرًا من الحُرِّيَّة في أحقِّيَّة التَّصرُّف فيها فَأَوْقَفْنَ عددًا منها في وُجُوهِ البِرِّ والخيرِ المختلفة؛ طَلَبًا لِلْمَثُوبَةِ والأَجْرِ من عند الله تعالى. 
ومن المُلَاحَظِ أيضًا أَنَّ الوقف النسائي في مدينة الرستاق لم يقتصر على مجال واحد؛ بل أَسْهَمَتِ المرأةُ في سَدِّ حاجات أفراد المجتمع بأنواع الوقف الاجتماعي والديني والعلمي والأمني المختلفة، كما أَنَّ أوقافَهُنَّ لم تَكُنْ حِكْرًا لِلنِّسَاء ذات الثراء مِمَّنْ هُنَّ زوجات المشائخ والأغنياء؛ بل كشفتِ الوثائقُ عن أوقافٍ لنساءٍ يَقْبُعْنَ تحت وَطْأَةِ الفقر والحاجة، أَسْهَمْنَ بوقفِ شيءٍ من أموالِهِنَّ كَبِضْعِ نُخَيْلَاتٍ.
أخيرًا يمكنُ القولُ: تُعَدُّ مدينة الرستاق من الحواضر العُمَانِيَّة التي اشتهرت بالعديد من أوقاف النساء، التي كانت بمنزلةِ التَّجسيدِ الحَيِّ لِتَقَاسُمِ المسؤولية المجتمعية مع الرَّجُل من أجل تحقيق التكافل وتوطيد الرَّوابِط في مناحي الحياة الدينية والاجتماعية والثقافية والأمنية المختلفة.

ومن التَّوصيات التي خَرَجَتْ بها الدراسة الحاليَّة:
• أهمية نَشْرِ الوعي المجتمعي لإحياء الوقف النسائي واستمراريَّته، وبيان المنافع الدنيوية والأخروية للوقف؛ فهو صدقة جارية لا ينقطع بها عمل ابن آدم بعد مَمَاتِهِ، 
• من المهم التكاتف بين المؤسَّسات الحكومية والأهلية والدَّعَوِيَّة المختلفة كُلٌّ بِدَوْرِهِ؛ من أجل توعية المجتمع بفئاتِهِ المختلفة، بالدَّور الكبير الذي يقوم به الوقف في المُدُن العُمَانِيَّة المختلفة، وضرورة الاستثمارات الوقفية الفاعلة.
• عَقْدُ ملتقيات دورية تجمع المختصين في الأوقاف من المؤسَّسات الرسمية المُشْرِفَة على الأوقاف، وإدارات المؤسَّسات الوقفية، ووكلاء الأوقاف، والمختصين في دراسات الأوقاف في العلوم الشرعية، والمصرفية الإسلامية، وغيرهم؛ للتباحث في مُستَجَدَّات الساحة الوقفية، وإيجاد الحلول للإشكالات التي تطرأ على إدارة الوقف واستثماراته.
• تشجيع الأقسام الأكاديمية ذات الصِّلَة لِلطَّلبة على دراسة الوقف النسائي في الولايات العُمَانيَّة المختلفة؛ حتى تكتمل الصورة، وتدفع باتجاه تَبَنِّي المشروعات الوقفية بالطَّرائق والأساليب التي تتماشَى مع الحياة العصرية.
• إصدار مجلة سنوية أو نصف سنوية تُشْرِفُ عليها الجهة المسؤولة عن الوقف؛ تُعْنَى بشؤون الوقف والعمل الخيري، ونَشْرِ الفعَّاليَّات والمؤتمرات والأبحاث والتجارب والإحصاءات بشأن هذا الجانب؛ لِمَا لذلك من الأثر العميق في إذكاء الوعي بثقافة الوقف وأهميته في المجتمع، وهذا مَلْحَظٌ جديرٌ بالعناية.
الهوامش
1. وَقْفُ الإمام الوارث بن كعب الخروصي: وَقْفٌ يعود للإمام الوارث بن كعب الخروصي؛ تُوَزَّعُ غِلَّتُهُ مَرَّتَين في العام عند حصاد البِرِّ والقمح لأهل ستال والهجار من وادي بني خروص، وفي الوقت الحالي يُوَزَّعُ الوقفُ نَقْدًا لكلِّ مَنْ له نصيبٌ منه. (مقابلة شخصية مع الفاضل الوليد بن ناصر الخروصي، 2023م).
2. المندوس: صندوق يُصْنَعُ من الخَشَبِ القويِّ، ويُزَيَّنُ بالدَّبابيس الذهبية           أو الفضية؛ بأشكال زاهية، ويكون به قِفْلٌ، ويُتَّخَذُ لِحِفْظِ الملابس والمجوهرات، والأسلحة، والكُتُب، وأوراق وصُكُوك المعاملات؛ كالبيع والشراء والرَّهْن، وعُقُود الزِّواج، وغيرها. (الراشدي، 2018: ٩٩ – ١٠٠).
3. اللُّكُوكُ: جَمْعٌ مُفْرَدُهُ لَكٌّ، في العدد (عند أهل إيران والهند واليمن): مئة ألف، وعند (المُوَلِّدين): عشرة ملايين. (المعجم الوسيط: ٨٦٩، مادة لكى).
4. نسخة فلج الميسر: كتابٌ أو سِجِلُّ تُقَيَّدُ فيه حِصَصُ مياه الفلج أو الوقف وانتقال ملكيَّتها بالبيع أو الإِرْث أو الهِبَة أو الوقف، وتُعْرَفُ في بعض بلدان عُمَان بالعرضة والجامعة وكتاب الفلج؛ وكُلُّها ذاتُ مدلولٍ واحدٍ. (القدحات والريامي، 2022: 207).
5. العضدة: العضدة، أو العاضد: عددٌ من النخيل تُفْسَلُ بشكل مُوَازٍ لساقية، لا تحتاج إلى رَيٍّ بسبب قُرْبِها من الماء. (مقابلة مع الفاضل ماجد بن إبراهيم ابن محمد العبري، 2023م).
6. الجيل: مقدار من الأرض تقطع للزراعة، وقد يُسَمَّى جَلْبَة، وفي بعض مناطق عُمَان تُسَمَّى الجَلْبَة جَيلاً. (الراشدي، 2018: 206-207).
7. المقصورة: مزارع النخيل المُسَوَّرة، أَمَّا إذا كانت غير مُسَوَّرة؛ فهي الضواحي جمعُ ضاحية، وتُشَكِّلُ المقاصيرُ أَحَدَ أهمِّ أقسام الصوافي؛ فيَعْتَمِدُ إليها بيتُ المال اعتمادًا كبيرًا لِتَوَفُّرِ محصولِها من الرُّطَب والتَّمْر صيفًا، وما زالت مُستعمَلةً. (مقابلة ماجد العبري).
8. فلج بو ثعلب: هو اسْمٌ أُطْلِقَ على الفلج الذي يَسْقِي في حِلَّة الصوالح، وسُمِّيَ بهذا الاسم برواية تقول: إنَّه كان فلجًا صغيرًا مات فيه ثعلب فانسدَّ عن أهلِهِ؛ فقام اليعاربة من بني عَمِّ الإمام سيف بن سلطان اليعربي بإصلاح هذا الفلج وتوسيع قناتِهِ. أَنْشَدَ فيه الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري حين مُرُورِهِ في زيارة لِمَحِلَّة الصوالح بيتًا من الشِّعْرِ (الخروصي، 2007، 9):
     قِفْ بالصَّوَالِحِ وَقْفَةَ الْمُتَعَجِّبِ             وَقُلِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بُو ثَعْلَبِ
9. الجَلْبَة: قطعة أرض زراعية ذات شكل طولي قليل العَرْض؛ تُقَسَّمُ إلى عددٍ من الجِلَب. (الراشدي، 2018: ص٢٠٧).
10. مقبرة مَوْتَى فقراء أهل عيني: الذي يُفْهَمُ من نَصِّ الوصية هو عدم وجود مقبرة مُخَصَّصَة لفقراء بلدة عِينِي، والمعنى أَنَّ هذه اللُّحُودَ لا يُلْحَدُ بها إِلَّا مقابر الفقراء، أَيْ قبورهم؛ فَإِنْ كان المُتَوَفَّى غنيًّا ميسورًا فلا يُلْحَدُ منها، ولم يعثرِ الباحثانِ على مقبرة مخصَّصَة للفقراء في بلدة عِينِي؛ فالمقبرةُ هي واحدةٌ يُدْفَنُ فيها الغنيُّ والفقيرُ. (العبري، 2023: 90).
11. شحابة الفلج: تنقيةُ الفلج وتصفيتُهُ من التراب والطين والأوحال المترسِّبة رَفْعًا لِلضَّرَر. (معجم المصطلحات، 2012: ج1، 494).
12. الأَثَر: وحدة قياس للزمن؛ تُسْتَخْدَمُ في عُمَان لتقسيم المياه وتوزيعها، زَمَنُها ما مِقدارُهُ نصف ساعة فَلَك بين نجمَيْن بطلوع أحدِهِما وطلوع الآخر، وعدد أربعة وعشرين أثرًا يُسَمَّى "بادَّة"، ومن الممكِن أَنْ يُقَسَّمَ الأثرُ إلى أنصاف ورُبْع أَثَرٍ حسب ما وَرَدَ في الوصايا والوثائق الوقفية. (العبري، 2032: 234)
13. القياس: وحدةُ قياسٍ للزَّمَن، وهي أصغرُ زمنًا عن الأَثَرِ، وتُسْتخْدَم أيضًا في تقسيم مياه الأفلاج، ويتكوَّن الأَثَرُ من ٢٤ قياسًا، وكُلُّ رُبْعٍ من الأَثَرِ به ٦ قياسات، وبما إِنَّ الأَثَرَ يُقَدَّرُ بنصف ساعة، فَرُبْعُ الأَثَر ٧,٥ دقائق بـ ٦ قياسات؛ وعليه فالقياس الواحد يكون ١,٢٥ دقيقة. (الرحبي، 2016: 242).
المصادر والمراجع
أَوَّلًا: القرآن الكريم 
ثانيًا: الحديث الشريف
ثالثًا: الوثائق
الوثائق غير المنشورة
- وثيقة وصية الشيخة زوينة بنت خميس بن سعيد الهنائية، نسخة لدى الباحِثين، الأصلُ لدى الفاضل حمد بن حارث بن سليمان الهنائي، دُونَ رقم.
- وثيقة وصية الشيخة موزة بنت شيخان بن زاهر بن سعيد الهنائية، المُؤَرَّخَة بتاريخ ٧ من شهر جُمَادَى الأولى سنة ١٣٢٢هـ بِخَطِّ الشيخ راشد بن سيف بن سعيد اللمكي، الأصلُ لدى الفاضل حمد بن حارث بن سليمان الهنائي، دُونَ رقم.
- وثيقة وصية عَزَّا بنت محمد بن ناصر الإسماعيلية، نسخة لدى الباحِثين، الأصلُ لدى الفاضل الشيخ القاضي بدر بن سيف الراجحي، دُونَ رقم.
- وثيقة وصية غاية بنت ناصر بن علي السالمية، نسخة لدى الباحِثين، الأصل لدى الفاضل الشيخ القاضي بدر بن سيف الراجحي، دُونَ رقم.
- وثيقة وصية كذي بنت راشد بن محمد المسفريَّة، نسخة لدى الباحِثين، الأصلُ لدى الفاضل الشيخ القاضي بدر بن سيف الراجحي، دُونَ رقم.
- وثيقة وقفِ شيخة بنت محمد بن عبيد الراشدية الهناوية، نسخة لدى الباحِثين، الأصلُ لدى الفاضل حمد بن حارث بن سليمان الهنائي، دُونَ رقم.
- وثيقة وقفِ نصيرة بنت سعيد الريامية، نسخة لدى الباحِثين، الأصلُ لدى الفاضل طالب بن محمد الرمحي ولجنة أوقاف بلدة عِينِي في الرستاق، دُونَ رقم.
- وثيقة وقفِ نصيرة بنت ناصر بن علي العبرية، نسخة لدى الباحِثين، الأصلُ لدى الفاضل طالب بن محمد الرمحي ولجنة أوقاف بلدة عِينِي في الرستاق، دُونَ رقم.

 


الوثائق المنشورة:
- نسخة فلج المَيْسَر بالرستاق، مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، السيب: مجموع رقم ١٢٣.
- وثيقة منقولة من وصية الشيخ خميس بن سعيد الشقصي، منقولة بِخَطِّ سالم بن سيف ابن سعيد اللمكي، بتاريخ 8 من شهر رجب 1312ه/ 4 يناير 1895م، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، مسقط: OM.NRAA.C.2.1.17.
شواهد القبور:
- شاهد قبر العشار بنت سعيد بن علي بن عويسن، صورة الشَّاهِد لدى الأستاذ سامي ابن هلال بن حمد المعمري، أحد سُكَّان وادي الحاجر؛ مُهْتَمٌّ بالآثار والكتابات الصخرية وشَوَاهِد القبور.
- شاهد قبر حبيبة بنت حسين بن محمد القصرانية، صورة الشَّاهِد لدى الأستاذ سامي ابن هلال بن حمد المعمري، أحد سُكَّان وادي الحاجر؛ مُهْتَمٌّ بالآثار والكتابات الصخرية وشَوَاهِد القبور.
- شَاهِد قبر سعدوه بنت سعيد بن سالم العوفية، صورة من الشَّاهِد لدى الباحِثين.
- شَاهِد قبر صالحة بنت علي بن محمد بن المعيجف، صورة الشَّاهِد لدى الأستاذ سامي ابن هلال بن حمد المعمري، أحد سُكَّان وادي الحاجر؛ مُهْتَمٌّ بالآثار والكتابات الصخرية وشَوَاهِد القبور.
- شاهد قبر راية بنت عزيز، صورة الشَّاهِد لدى الأستاذ سامي بن هلال بن حمد المعمري، أحد سُكَّان وادي الحاجر؛ مُهْتَمٌّ بالآثار والكتابات الصخرية وشَوَاهِد القبور.
الكتب المطبوعة
المصادر
- ابن خرداذبه، عبيد الله بن عبد الله (ت:280هـ/893م). (د.ت)، المسالك والممالك، د. ط، بغداد، العراق، مكتبة المثنى.
- ابن عابدين، محمد أمين (ت: 1252هـ/1836م). (2003)، رَدُّ المحتار على الدُّرِّ المختار شرح تنوير الأبصار (حاشية ابن عابدين)، تحقيق: عادل أحمد الموجود؛ علي محمد عوض، ج6، بيروت، دار الكتب العلمية.
- ابن قيصر، عبد الله بن خلفان (حي: 1075هـ/ 1665م)، (1983). سيرة الإمام ناصر ابن مرشد، تحقيق: عبد المجيد القيسي، ط 3، مسقط، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط.
- ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت 711ه/1311م)، (1999). لسان العرب، ط3، بيروت، دار إحياء التراث العربي.
- الأزكوي، سرحان بن سعيد الأزكوي العُمَاني (ق12هـ/18م)، (2005). تاريخ عُمَان المقتبَس من كتاب "كَشْفُ الغُمَّة الجامع لأخبار الأمة"، تحقيق: عبد المجيد حسيب القيسي، ط٤، مسقط، وزارة التراث القومي والثقافة.
- الإصطخري، إبراهيم بن محمد (346ه/957م)، (2004). المسالك والممالك، د. ط، بيروت، لبنان، دار صادر.
- البطاشي، سيف بن حمود (1420ه/1999م)، (2010). إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمَان، ط3، سلطنة عُمَان، مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي.
- الجرجاني، علي بن محمد (ت716ه/1316م)، (1413). التعريفات، تحقيق: إبراهيم الأبياري، ط2، بيروت، دار الكتاب العربي.
- الجوهري، إسماعيل بن حماد (393ه/1003م)، (1984). الصِّحَاح (تاج اللغة وصِحَاح العربية)، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط3، بيروت، دار العلم للملايين.
- الحطاب الرعيني، أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن (ت:954ه/ 1547م)، (2003). مواهب الجليل لشرح مختصَر خليل، طبعة خاصة، المملكة العربية السعودية، دار عالم الكتاب. 
- الحموي. ياقوت بن عبد الله (626ه/1229م). (د.ت)، معجم البلدان، د ط، بيروت، لبنان، دار صادر.
- الحميري، محمد عبد المنعم (900ه/1495م). (1984). الروض المعطار في خبر الأقطار، معجم جغرافي مع فهارس شاملة، تحقيق: الدكتور إحسان عباس، ط2، مكتبة لبنان.
- الزبيدي، السيد محمد مرتضى الحسيني (ت: 1205ه/ 1790م). (1994). تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: علي شيري، د ط، بيروت، دار الفكر.
- السجستاني، أبو داود، (2015). سُنَن أبي داود، تحقيق: عادل محمد؛ عماد عباس، ط1، القاهرة، دار التأصيل.
- الشقصي، خميس بن سعيد (ت: ق11ه/14م). (2006). منهج الطالبين وبلاغ الراغبين، 10 أجزاء، ط1، سلطنة عُمَان، مكتبة مسقط.
- العَوْتَبِي، سَلَمَة بن مسلم (ت: ق6هـ/12م). (2006). الأنساب، تحقيق: محمد إحسان، مسقط، وزارة التراث والثقافة.
- الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب (ت:817ه/1414م). (2008). القاموس المحيط، تحقيق: أنس محمد الشامي؛ زكريا جابر أحمد، د ط، القاهرة: دار الحديث.
- القشيري، مسلم بن الحجاج (ت:261هـ). (1991). صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ط1، القاهرة: دار الحديث.
- المعولي، محمد بن عامر (ت:1190ه/1776م). (2014). قصص وأخبار جَرَتْ في عُمَان، ط3، مسقط: وزارة التراث القومي والثقافة.
- النَّووي، يحيى بن شرف. (د.ت). المنهاج في شرح صحيح مسلم، د. ط، الأردن: بيت الأفكار الدولية.
المراجع العربية:
- أنيس، إبراهيم وآخرون. (2008). المعجم الوسيط، ط4، معجم اللغة العربية، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية.
- البراشدي، موسى بن سالم، (2018). الرستاق في القرنين (11و12ه: 17 و18م)، عواصم عُمَان السياسية، أعمال الندوة التي نَظَّمَتْها الجمعيَّةُ العُمَانِيَّةُ لِلْكُتَّاب والأدباء بالتعاون مع مركز نزوى الثقافي في 5 أبريل 2017م، جَمْعُ وتحريرُ: محمد الشعيلي، مسقط: الجمعية العُمَانِيَّة للكُتَّاب والأدباء.
- الحارثي، عبد الله بن ناصر. (2012). الرُستاق ومكانتها السياسية قبل الإسلام وفي العصر الإسلامي، بحث منشور مقدَّم لندوة المنتدى الأدبي التي أُقِيمَتْ في ولاية الرُستاق، أكتوبر 2001م بالرُستاق، الرُّستاق عبرَ التاريخ، ط3، مسقط: المنتدى الأدبي.
- الحديدي، عادل. (1982). المرشد العام للولايات والقبائل في سلطنة عُمَان، د.ط، مسقط: وازرة الداخلية.
- الخروصي، سليمان بن خلف بن محمد. (2002). ملامح من التاريخ العُمَانِي، د.ط، مسقط: مكتبة الضامري.
- الخروصي، مهنا بن خلفان. (2007). الرستاق على صفحات التاريخ، د ط.
- الراجحي، بدر بن سيف، (2023). تاريخ نيابة الحوقين، ٨ أجزاء، ط1، مسقط: مركز ذاكرة عُمَان.
- الراشدي، محمد بن يحيى. (2018). ألفاظ الحضارة العُمَانيَّة في الكتب الفقهية" جوابات الإمام السالمي نموذجًا"، راجَعَهُ وصَحَّحَهُ الشيخ العلَّامة حمود الصوافي والشيخ يحيى الراشدي، ط1، مسقط: مكتبة الاستقامة.
- الرحبي، خالد بن محمد. (2019). الوقفُ في نزوى وأَثَرُهُ في الحياة الثقافية والاجتماعية خلال الفترة (ق4هــ ــــ 12ه/ 10 ـــ 18 م)، ط1، نزوى: مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية بجامعة نزوى.
- الريامي، علي بن سعيد. (2015). قضية عَزْلِ الصلت بن مالك الخروصي، ط1، مسقط: بيت الغشَّام للنشر والترجمة.
- الزحيلي، وهبة. (د.ت). الوصايا والوقف في الفقه الإسلامي، ط1، دمشق: دار الفكر.
- السالمي، (1989). جوهر النظام في علمَيِ الأديان والأحكام. د. ط، بيروت: دار الفاروق للنشر والتوزيع.
- السالمي، محمد بن شيخان. (1995). ديوان محمد بن شيخان السالمي، (١٢٨٤ـــ ١٣٤٦ه/١٨٦٨ ــ ١٩٢٧م)، جَمَعَهُ: محمد بن عبد الله السالمي، رَاجَعَهُ: د. عبد الستار أبو غدة، ط٢، مصر: المجموعة الصحفية للدراسات والنشر.
- السالمي، نور الدين عبد الله بن حميد. (2000). تُحْفَةُ الأعيان بسيرة أهل عُمَان، د.ط، مسقط: مكتبة الاستقامة.
- السيابي، سالم بن حمود بن شامس. د.ت). العنوان في تاريخ عُمَان، نُشِرَ على نفقة الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى الحارثي، مسقط: مكتبة معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد.
- السيفي، محمد بن عبد الله. (2015). التاريخ المحفور على شواهد القبور، ط١، سلطنة عُمَان، بركاء: مكتبة خزائن الآثار.
- الشيباني، سلطان بن مبارك بن حمد. (2004). معجم النساء العُمَانِيَّات (دليل تاريخي إلى تراجم أشهر النساء في تاريخ عُمَان الماجدة)، مسقط: مكتبة الجيل الواعد.
- الشيباني، سلطان بن مبارك. (2015). آمالي التراث، مسقط: ذاكرة عُمَان.
- القدحات، محمد عبدالله؛ الريامي، علي بن سعيد. (2022). أثر الأفلاج في المجتمع العماني حتى نهاية القرن 6ه/12م دراسة تاريخية حضارية. مسقط: جامعة السُّلطان قابوس، مجلة كلية الآداب والعلوم الاجتماعية.
- القضاة، منذر عبد الكريم. (2011). أحكام الوقف: دراسة قانونية فقهية مقارنة بين الشريعة والقانون، الأردن: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
- المحروقي، سيف بن سعود، (2016). الأرض الطيبة، ط1، مسقط: مؤسسة عُمَان للنشر والصحافة والإعلان.
- المسكري، سيف بن عدي. (2015). الإمامة والصِّرَاع على السُّلطة في عُمَان أواخر دولة اليعاربة (1131هـ/1719م-1162هـ1749م)، ط1، مسقط: بيت الغَشَّام للنشر والترجمة.
- معجم المصطلحات الإباضية، (2012). ط2، مسقط: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
- المعجم الوسيط، (د.ت). ج2، تركيا: دار الدعوة للتأليف والطباعة والنشر والتوزيع.
- ولكنسون، جون سي. (2010). الإمامة في عُمَان، ترجمة: الفاتح حاج التوم؛ طه أحمد طه، أبو ظبي: المركز الوطني للوثائق والبحوث.
الرسائل العلمية:
- العبري، نبيل بن ماجد. (2023). الوقفُ في الرُستاق وأَثَرُهُ في الحياة الاجتماعية والثقافية (ق14-12ه/18-20م)، (رسالة ماجستير)، سلطنة عمان: جامعة السُّلطان قابوس.

المقابلات الشفهية:
- مقابلة مع الفاضل الوليد بن ناصر الخروصي، وكيل وقفِ الإمام الوارث بن كعب الخروصي، بتاريخ مساء يوم الإثنين ٦ مارس 2023م.
- مقابلة مع الفاضل ماجد بن إبراهيم بن محمد العبري، أحد سُكَّان بلدة عمق بوادي السحتن من أعمال الرستاق، العُمُر 75 عامًا، يوم الجمعة بتاريخ 24 مارس 2023م.


                                 الملاحق
                                   (1)
                  جدول إسهام المرأة الرستاقية في الوقف 
م الواقفة المصدر أو المرجع عدد الأوقاف نوع الوقف
   اجتماعي ديني علمي أمني
1 بنت راشد بن خصيب نسخة فلج الميسر 1 ـــــ ـــــ 1 ـــــ
2 حبيبة بنت حسين القصرانية شاهد القبر 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
3 الخايفية  الوصية 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
4 راية بنت عزيز شاهد القبر 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
5 زلخة بنت راشد الهاشمية الوصية 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
6 زوينة بنت خميس الهنائية الوصية 2 2 ـــــ ـــــ ـــــ
7 سعدوه بنت سعيد العوفية شاهد القبر 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
8 شيخة بنت محمد الهناوية الوصية 3 2 ـــــ 1 ـــــ
9 صالحة بنت علي بن محمد شاهد القبر 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
10 العابدتان في بلدة فلج الوسطى التاريخ الشفهي 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
11 عائشة بنت محمد المزروعية نسخة فلج الميسر 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
12 عزا بنت محمد الإسماعيلية الوصية 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
13 عزة بنت قيس البوسعيدية معجم النساء العُمَانِيَّات 1 ـــــ 1 ـــــ ـــــ
14 العشار بنت سعيد بن علي شاهد القبر 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
15 غاية بنت ناصر السالمية الوصية 2 1 1 ـــــ ـــــ
16 كذي بنت راشد المسفرية الوصية 3 1 2 ـــــ ـــــ
17 المرأة الزاهدة وأختها الثُّرَيَّة الرستاق على صفحات التاريخ 1 ـــــ 1 ـــــ ـــــ
18 موزة بنت شيخان الهنائية الوصية 6 3 2 1 ـــــ
19 نصرة بنت عدي العدوية الرستاق على صفحات التاريخ 1 ـــــ ـــــ ـــــ 1
20 نصيرة بنت سعيد الريامية الوصية 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
21 نصيرة بنت علي العبرية الوصية 1 1 ـــــ ـــــ ـــــ
المجموع 23 واقفة ـــــ 32 21 7 3 1
                                   (2)
وصية الخايفية  التي وَرَدَ فيها وقف نخلة من عضدة الصاروج لمسجد المغبَّة السافل

(3)
شَاهِدُ قبرِ سعدوه بنت سعيد بن سالم العوفية الرستاقية بمقبرة بلدة عِينِي بالرستاق بوقفِ أَثَرَيْ ماء من فلج عين الحِلَّة لقبرِها وقبرِ والدها 
                                    (4)
    مسجد السيدة الزاهدة عزة بنت قيس بن عزان البوسعيدية في محلة بيت القرن بالرستاق  

                                   (5)
شَاهِدُ قبرِ العشار بنت سعيد بن علي بن عويسن بمقبرة بلدة عِينِي بالرستاق   وقد أوصتْ بوقف قياسات ماء من حمام عيني لزيارة قبرها إلى يوم القيامة