إسهامات أوقاف أميرات البيت العثماني على المسجد الأقصى خلال القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي (نماذج من دفاتر الصرة).

الباحث المراسلأ.د. سامح إبراهيم عبد الفتاح عبد العزيز أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Date Of Submission :2025-03-06
Date Of Publication :2025-03-06
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

شاركت الأميرات العثمانيات منذ تأسيس دولتهم في التكافل المجتمعي والعمل على إنماء وتطوير مؤسسات النفع العام في عاصمة الدولة وولاياتها لنشر الخير وتعميمه بشتى الوسائل المتاحة، يبدو ذلك جلياً بعد ضم بلاد الشام ومصر وخضوع الحجاز مطلع القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلاد، ودخول بيت المقدس والحرمين الشريفين تحت إشراف الدولة فبادر السلاطين والقادة بوقف بعض ممتلكاتهم على المقدسات الشريفة تدر ريعها للنفقة عليها في شتى أعمال البر ووجوه الخير.
وقد اتسعت الأوقاف العثمانية باتساع رقعة الدولة وأصبحت شاهداً على حضارتها، ولم تكن الأميرات بمنأى عن هذا المجال الخيري ولم تنحصر أوقافهن في العاصمة وحدها بل كان لهن تجربة معتبرة في الوقف على المقدسات الإسلامية؛ فأسهت أوقافهن في تنمية مختلف الجوانب الدينية والعلمية والصحية الخيرية( ).
قد تنبه بعض الباحثين إلى هذا الدور لأوقاف الأميرات العثمانيات مثل دراسة: مخلوفي، نصيرة، وحاشي، بشرى، (2022م)، إسهامات زوجات السلاطين العثمانيين في الأعمال الخيرية، القرن 10- 13هـ / 16 -19م، مذكرة تخرج غير منشورة لنيل الماستر في التاريخ، جامعة الدكتور يحي فارس، المدية، الجزائر وهي مذكرة صغيرة الحجم قام بها باحثتان وتأخذ صفة العموم حيث جمت أوقاف الأميرات عامة في بيت المقدس وغيرها فضلاً عن أنهما لم يرجعا إلى الوثائق أصلاً.
وهناك من الدراسات ما اقتصر على أوقاف الأميرات على الحرمين الشريفين في سنة واحدة ومن دفتر واحد مثل دراسة صابان، سهيل (1426هـ)، الصرة المرسلة لأهالي مكة المكرمة عام 1078هــ بموجب الدفتر رقم 132 من دفاتر الصرة في الأرشيف العثماني، بحث مقدم إلى ندوة مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية، مكتبة الملك فهد الوطنية؛ ودراسة: شافعي، لمياء أحمد عبد الله. (1433ه)، الصرة العثمانية الموجهة إلى مكة المكرمة 791- 974هـ / 1389-1566م. مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة والدراسات الإسلامية، ع 54، ودراسة الحارثي، عدنان بن محمد، واليزيدي، مها بنت سعيد. (2021م)، وقف السيدة خاصكي خرم سلطان في مكة المكرمة والمدينة المنورة عام 949هـ / 1542م: الخاصكية القديمة قراءة جديدة. مجلة جامعة الملك عبد العزيز للآداب والعلوم الإنسانية، مج 29، ع5.
 كما ظهرت بعض الدراسات للمخصصات المرسلة لعلماء وفقراء بيت المقدس ركزت جميعها على الأوقاف السلطانية بوجه عام وفي فترات زمانية مطولة تضم قرنين أو أكثر، وبعضها دراسة لدفتر واحد فقط من دفاتر الصرة في سنة واحدة من ذلك دراسة: الحزماوي، محمد ماجد صلاح الدين، (2010م)، الصرة السلطانية لعلماء القدس الشريف وفقرائها في العهد العثماني (1111- 1317هـ / 1700- 1900م)، المجلة الأردنية للتاريخ والآثار، مج 4،ع؛ ودراسة: الخصاونة، أسماء جاد الله، (2016م)، الصرة السلطانية المرسلة إلى القدس الشريف: دراسة وثائقية من خلال دفتر الصرة رقم (912) لعام (1137 هـ/ 1724م)، المجلة الأردنية للتاريخ والآثار، مج 10، ع 2،3. 
وهناك دراسة أثرية خاصة بالعمائر الوقفية لنساء القصر في إستانبول فقط هي دراسة: ملكه، محمد أحمد بهاء الدين عوض السيد، (2022م)، العمائر الوقفية لنساء القصر العثماني بمدينة إستانبول، خلال القرنين (10- 11هـ / 16 – 17م)، الأمانة العامة للأوقاف، سلسلة الرسائل الجامعية (27)، دولة الكويت.
وأما دراسة: أبو الربع، مروان عبد الحافظ عواد، (1999م)، أوقاف بيت المقدس وأثرها في التنمية الاقتصادية (رسالة ماجستير غير منشورة)، قسم الفقه، تخصص الاقتصاد الإسلامي، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة اليرموك، إربد، الأردن. فهي دراسة اقتصادية.
وهناك من اهتم بواحدة فقط من أوقاف الأميرات على بيت المقدس وهي دراسة: محيبش، غسان، (2004م)، وقفية خاصكي سلطان في بيت المقدس، دراسة وتحليل، رسالة دكتوراه غير منشورة، منجزة ضمن البرنامج المشترك بين كلية البنات جامعة عين شمس وكلية التربية الحكومية – غزة، جامعة الأقصى، وتعد أقرب الدراسات إلى بحثي لكن في فترة لاحقة لدراستي ولم ترجع لدفاتر الصرة بل درس نص وثيقة الوقف المثبت في سجلات محكمة القدس الشرعية دراسة تحليلية.
وجميع الدراسات السابقة قدمت من المعلومات ما يجعلها من المراجع المفيدة لهذه الدراسة لتضيف الجديد عن إسهامات الأميرات أمهات وزوجات السلاطين في الوقف على بيت المقدس خلال القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي من خلال دفاتر الصرة العثمانية( ).
وبمراجعة الدفاتر تبين أن لزوجات السلاطين العثمانيين إسهام واضح في تنمية مجتمع بيت المقدس خاصة أنهن كان لهن مخصصات وإيرادات وأملاك وهدايا وأموال خاصة بهن تصرف لهن من دار سك العملة مباشرة يصل مبلغها لكل امرأة لم تتزوج خمسة آلاف ليرة( ) وعند زواجها تُهدى تاجاً ومكافأة تصل إلى تسعمائة ألف ليرة، وترتفع مخصصاتها لتصل إلى أربعين ألف ليرة وتمنح قصراً تعيش فيه، فضلاً عن ثلاثة آلاف أقجة( ) للمصاريف اليومية بما يتجمع منه مليون وخمسة وتسعين ألف أقجة سنوياً، فأنفقن من هذه الثروات في وجوه الخير بمناطق مختلفة من الدولة، ورصدن الأوقاف التي يرسل ريعها سنوياً ضمن الصرة الرومية المرسلة للحرمين الشريفين والقدس الشريف( ).
مثل: أوقاف السلطانة روكسلانة (خُرم)( ) زوجة السلطان سليمان القانوني( ) ووالدة ابنه الأمير محمد، وابنه السلطان سليم الثاني( )، المعروفة بتكية «خاصكي سلطان»( )، وأوقاف ماه بيكر سلطان والدة السلطان مراد الرابع( ) والمعروفة بالسلطانة كوسم وهو مشتهر في الدفاتر باسم «خاصكي سلطان» طاب ثراها على جماعة المجاورين الأروام( ) القادمين من عاصمة الدولة أو من البلقان أو الأناضول( )، وأوقاف السلطانة نوربانو زوجة السلطان سليم الثاني ووالدة ابنه السلطان مراد الثالث( ) طاب ثراها على تربة سيدنا موسى عليه السلام ( )، وهي ضمن مؤسسة تقع بالقرب من الحرم القدسي تجاه باب السلسة من جهة الشرق تشتمل على قبة وعندها مسجد به منارة تقام فيه الصلوات الخمس ويجتمع عنده العلماء ويقصده أهل بيت المقدس يزورونه ويترددون عليه( )، وقد خصصت لها السلطانة المذكورة الأموال التي تأتيهم ضمن الصرة في أغلب سنوات الفترة المحددة( ).
ويلاحظ من خلال هذه النماذج إسهاماتها الخيرية والدينية والعلمية والعمرانية على بيت المقدس وساكنيه في إطعام الفقراء والزوار وسكناهم، ومنها رواتب للموظفين في المدارس والمساجد، وقراء القرآن، ومصروفات فراشة وصيانة وخدمة ونظافة بالمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة( ).
ومنها النفقة على إدارة المسجد من كتَّاب وبوابين، يضاف إلى ذلك الإسهام في التكافل المجتمعي من النفقة على فقراء الأحياء والأربطة والمدارس الرجالية والنسائية داخل مدينة بيت المقدس.
وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن أوقاف الأميرات العثمانيات وأثرها على المجتمع المقدسي خلال القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي من خلال وثائق الصرة العثمانية كمصدر رئيس تسانده دفاتر الإيرادات العثمانية ووثائق محكمة القدس الشرعية.
ومن خلال الدراسة سأحاول أن أجيب على سؤالها الرئيس التالي: هل حظي بيت المقدس باهتمام أميرات البيت العثماني في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي؟، ويتفرع عن هذا السؤال أسئلة فرعية منها:
1- ما هي أهم أوقاف أميرات البيت العثماني على بيت المقدس.
2- كيف أسهم وقف الأميرات في إطعام وإسكان الفقراء والمجاورين في بيت المقدس 
3- هل كانت لأوقاف الأميرات إسهامات دينية وتعليمية في مدينة بيت المقدس.
4- هل بقي من أوقاف الأميرات شي، وما سر استدامة بعضها.
وللإجابة على هذه الأسلة والوصول إلى النتائج المرجوة اعتمد الباحث على المنهج التاريخي لعرض المعلومات مرتبة حسب التسلسل الزمني لوقوعها والتحليلي لتحليل نصوص النصوص الوثائقية واستنباط ما فيها من معلومات موثقة يعتمد عليها الباحث.

 

المبحث الأول: التعريف بأبرز أوقاف الأميرات على بيت المقدس.
أولى العثمانيون اهتماماً كبيراً بالمقدسات الإسلامية في الحرمين الشريفين أولاً وبيت المقدس ثانياً، وقد نعمت القدس بأزهى أيامها في عصرهم؛ فجددوا أسوارها، وأوقفوا عليها الأوقاف، وجمعوا مخرجاتها وأرسلوها ضمن الصرة السلطانية المرسلة للحرمين الشريفين؛ لينفق منها على الترميمات والصيانة للمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ومقامات ومراقد الأنبياء( )، بالإضافة إلى مخصصات لأهل العلم وطلبته ممن وفدوا من الآفاق البعيدة وانقطعوا للدراسة وجاورا واشتغلوا بالعلم، ورواتب مالية لأصحاب الوظائف الدينية، ومساعدات للفقراء والمساكين في المدينة( ).
كما أنشأت عدة أوقاف سلطانية للمنشآت المائية والصحية وغيرها تدار من قبل جهاز إداري يشرف عليه ناظر الوقف الذي يعينه السلطان بفرمان ينفذه قاضي القدس( ). 
والجدير بالذكر أن إقامة الأوقاف السلطانية على وجوه الخير لم تكن مقتصرة على رجال البيت العثمان بل سابقهم الأميرات في هذا الفضل خاصة بعد أن يصبحن زوجات أو أمهات السلاطين، ويلقبن بالوالدة السلطانة ومعلوم أن والدة السلطان كان لها مكانتها في القصور السلطانية وبين الرعية( ).
وكثير من الأميرات العثمانيات كان لهن اليد الطولي في تقديم الخدمات الاجتماعية، والأعمال الخيرية كإنشاء المساجد، وتسبيل ماء الشرب، وبناء القلاع، والمستشفيات، والمجامع الخيرية، والمطاحن، والمخابز، وإنشاء الجسور، واستئجار جمال لحمل أثقال الحجيج، وقراءة القرآن، وتقديم المساعدات المادية والعينة للطلاب( ).
وفيما يخص أوقاف الأميرات على بيت المقدس فقد برز في دفاتر الصرة ثلاثة منهن خلال القرن المحدد للدراسة كان لهن أوقاف يرسلن ريعها ضمن الصرة سنوياً يمكن التعرف عليها فيما يلي: -
أولاً: تكية خاصكي سلطانة.
أقامت الدولة العثمانية العديد من التكايا التي تقدم الطعام للفقراء في العديد من المدن المهمة من بلاد الحجاز والشام وغيرهما، وتعتبر السلطانة روكسلانة زوجة السلطان القانوني وأم أبنائه من أكثر أميرات البيت العثماني عناية بالأوقاف الخيرية على المساجد المقدسة ومجاوريها تحدوها الرغبة في خدمة المحتاجين والمعوذين مستعينة في ذلك بمكانتها في السلطنة ودعم زوجها لها، فقد أنفقت أموالاً كثيرة في أعمال الخير وأنشأت أوقافاً في أدرنة واستانبول سنة 947هـ/1540م سرعان ما توسعت حتى غدت مجمعاً خيرياً من أشهر المراكز الاجتماعية والتعليمية في عاصمة الدولة فاق كثيراً من أوقاف السلاطين أنفسهم( )، ثم شيدت مؤسستين خيريتين في مكة المكرمة والمدينة المنورة منها أربع مدارس بناها لها زوجها بمكة المكرمة، وداراً للشفاء وأخرى للحديث( )، وبنى لها مؤسسة خيرية كبيرة ورتب عليه أوقافاً على بيت المقدس سنة 964هـ / 1557م، وهي التكية المعروفة بــ «خاصكي سلطان» أو العمارة العامرة، لإطعام الفقراء واليتامى والطلبة( )، بالإضافة إلى رعايتها لبعض المؤسسات الدينية والخدمية من المساجد والمدارس والحمامات العامة والمطاهر المخصصة للنظافة والوضوء والتي يقوم الوقف بتشغيلها وترميمها وصيانتها وتوصيل الماء الطاهر لها( ).
تقع «تكية ــ» في شارع عقبة الست مقابل حارة الناظر من جهة الغرب، وتضم مسجداً شريفاً للعبادة يلحق به خمسة وخمسين حجرة لسكنى الصلحاء المجاورين المتبعين لمنهج أهل السنة، ومبيت طلاب العلم، وخاناً واسعاً للزوار من أبناء السبيل الوافدين علي بيت المقدس، وسبيلاً ومدرسة شرعية ومطبخاً وفرناً لإعداد الوجبات بالإضافة إلى مخزن للمؤنة والفحم والمعدات، إلى جانب بعض المنشآت الخدمية مثل الميضأة ودورات المياة، واسطبل لدواب الواردين من خارج المدينة( ).
ففي الجانب الجنوبي يقع المطبخ، وفيه أدوات الطهي من أواني ودسوت وقدور وجرار كبيرة تتناسب مع كمية الطعام وعدد المستفيدين، وفي الجهة المقابلة قاعة تناول الطعام، ومستودعات المواد التموينية من أرز وحنطة وعدس وحمص وزيت ودبس وبصل وسمن وحطب وأباريق وغير ذلك مما يحتاجه المطبخ الذي يعمل على مدار العام دون توقف( ).
إن أهم ما في عمائر «خاصكي سلطان» هو تكيتها التي تعمل تحت إشراف والي القدس مباشرة ويساعده موظفون يرتبون أمورها يبلغ عددهم نحواً من أربعين موظفاً يقومون بتشغيل المؤسسات التابعة لها( )، يرأسهم الأغا متولي أوقاف العمارة( )، وهو ناظر الوقف الذي يعينه السلطان بفرمان سلطاني( ) ممن يتميزون برجاحة العقل وصواب الرأي وكمال الديانة والأمانة، وتتلخص واجباته في إعمار الوقف وتحصيل واستثمار عائداته وراتبه ثلاثين قطعة( )، وينوب عنه وكيل الخرج الذي يجمع ريع الوقف ويساعده خمسة من الجُباة الأمناء راتب كل واحد منهم ستة دراهم، ويؤمن الوكيل المذكور المواد الغذائية المطلوبة للمطبخ يشتريها ويحضرها للطباخين والخبازين الذين يباشرون الخبز وتطييب الطعام بعد التأكد من نظافة الأواني حيث رتب لها عاملين لغسلها، كما رتب الوقف عاملين آخرين لتنقية الحنطة والأرز، وثلاثة عمال يراقبون الكؤوس، وكيال، وعامل لدق الحنطة، وطحان، ومغربلين براتب ثلاث قطع فضية عثمانية لكل واحد منهم يومياً، يشرف عليهم جميعاً أمين مطبخ رتب له الوقف أربع عثمانيات يومياً( ) ويتخذ وكيل الخرج كاتباً أميناً يجيد الكتابة والحساب يضبط إيرادات ومصروفات الوقف ويعد الميزانية السنوية لمخازنه بالتعاون مع الوكيل مقابل اثنين عثماني يومياً( )، وحمالين للشعير والحنطة براتب ثمانية عثمانيات مع ما يتبع ذلك من طاسة طعام يومياً( )، كما عين بوَّاب يلتزم مطبخ ومطعم التكية، وفرَّاش يكنسهما ويرفع عنهما المزابل راتب كل منهما أربعة دراهم( )، وتخرج عدد وجبات الطعام المطلوبة في طاسات( )، كاملة بالخبز ولوازمه صباحاً ومساءاً بشكل دائم وطريقة منضبطة لمستحقيها( )، وفي الوقت الذي تخصص فيه طاسات كاملة هناك من خصص له رغيف واحد فقط( )، ومن خصص له أربعة أرغفة من الخبز( ).
وأما سيبل الوقف فكان يؤمن الماء لسقيا الواردين على مؤسسات التكية ومرافقها من الطلاب والمجاورين وعموم الواردين، وكما تقدم «خاصكي سلطان» وجبات يومية للطلاب والمجاورين( ) تقدم أيضاً للفقراء والمرتادين، والموظفين والحراس صباحاً ومساءاً، ويعتبر الحق الذي رتبته التكية للمستحق من طاسات الطعام اليومي ملكاً مرتباً لصاحبه يمكن أن يتصرف فيه بالبيع (الذي أطلقت عليه الوثائق إفراغاً( )) إن اقتضت الضرورة ليتحول الصرف عنه لجهة المشتري( )، ويتم هذا الإفراغ بمعرفة ناظر الوقف عند القاضي الشرعي في المحكمة( ). 
ولم تكتف التكية بتقديم الوجبات في المطعم للواردين عليها بل كانت توزع الطعام على كل من يستقر ويقطن بين أسوار البلدة القديمة في القدس( ) .
وقد حرصت السلطانة على توفير موارد ثابتة تنفق منها على التكية التي كتب لها البقاء والاستمرار في تقديم خدماتها، فأوقفت عليها أوقافاً متعددة ما بين قرى ومزارع كاملة وأجزاء من قرى، ومساكن ودكاكين وطواحين وقيسارية يأتي ريعها مع الصرة الرومية؛ منها حوالي ثلاثين قرية ومزرعة موزعة في أربعة ألوية من بلاد الشام، ومنها حمامين في خط وادي الطواحين( )، وبعض الخانات في خط مرزبان بمدينة القدس( )، وجميع الخانين والدكاكين الكائنة في محلة الشيخ طمَّاج، وجميع القيسارية الكائنة في محلة خان العديمي( )، وجميع الطواحين الأربعة المعروفة بالطيطرية الكائنة في قرية رشحين، وجميع الطواحين الأربعة المعروفة بالترابية الكائنة في أرض قرية بشنين، بالإضافة إلى أراضي بعض القرى الزراعية في قرية أميون ناحية الكورة كل ذلك في طرابلس الشام( )، وقرية بيت إكسا، وقرية بقيع الضان مع قطعة من أرض بقيع الغرس، وقرية لقيا مع مزرعة نوشف ومزرعة روكبيس، وعُشْر قرية الجيب من أعمال القدس، و18 قيراط من قرية بيت لحم، و18 قيراط من بيت جالا مع قطعة أرض خلة الجوز وقطعة أرض رأس الحنية، وقرية الكنيسة، وقرية بير ماعين، وقرية سبتارة، وقرية عنابة، و21 قيراط من قرية السافرية، وقرية خربتا، 7 قراريط من قرية جنداس، وقرية يازور، وقرية يهودية، و18 قيراط من قرية بيت دجن، وقرية بيت شنا، وقرية رانطيا، و18 قيراط من قرية نعلين، كل ذلك من أعمال الرملة( )، وقرية قاقون وبها مزرعة دير سلام، وربع مزرعة حيثان الجماسين بناحية بني صعب من أعمال نابلس( )، وقرية اللد( ) التي يتقاضى المشرف على محصولاتها 12 عثمانياً يومياً( )، وغيرها من قرى النصارى ( ).
وبعد وفاة السلطانة زاد زوجها السلطان سليمان القانوني أوقافاً إضافية تضخ في خزائن التكية تدعيماً لمؤسساتها ( )، ففي سنة 963هـ /1555م أوقف قرية الساوية من عمل نابلس، وقرية بيت سيرا من عمل الرملة، ومزرعة تل العوجة القريبة من قرية مجدل يابا ورأس نهر العوجا، وأرضاً بالقرب من قرية باديا تعرف بالدواوير مع قطان عمرو من عمل نابلس( )، وفي سنة 967هـ /1560م أوقف عليها عُشر قرية حارا، و19 قيراط من أصل 24 قيراط من المزرعة المعروفة بكنيسة، وجميع المزرعة المعروفة بصوفية، وجميع المزرعة المعروفة بجليوبة الواقعة في إقليم التفاح وجميعها تابعة لناحية صيدا وشرط أن تؤجر هذه الأوقاف ويصرف ريعها في مصالح العمارة العامرة( ).
وهناك مساكن قريبة من ميناء طرابلس الشام كان يؤجرها الأغا متولي أوقاف العمارة ويجمع ريعها السنوي إلى مواردها( ).
ومن الجدير بالذكر أن أوقاف «خاصكي سلطان» في بيت المقدس تعدت منافعها إلى الحرمين الشريفين( ).  
ثانياً: أوقاف السلطانة نوربانو.
نوربانو هي الزوجة الأساسية للسلطان سليم الثاني( ) ووالدة ابنه السلطان مراد الثالث وهي أول من لقب بلقب والدة السلطان في القصور العثمانية، ووقفها من أهم أوقاف الأميرات العثمانيات على الأراضي المقدسة (الحرمين الشريفين والقدس الشريف)، وهو عبارة عن مجموع خيري وعمارات بها جامع كبير ومدرسة للتعليم الأولي وأخري لتعليم الكبار، وداراً للمسنين ومطعماً وداراً للشفاء ونزلاً للفقراء والمسافرين وحماماً وداراً للحديث ومكتباً لتعليم الصبيان وخاناً مزدوجاً وهذه المباني متجاورة في كلها في مكان واحد وملحق بها دكاكين وثلاث حمامات أخرى متباعدة عن المجموعة الأصلية في الجانب الأوربي من أُسكودار( ) تؤجر كلها ويحول محصولها لتمويل مؤسسات الوقف، حيث تعد هذه المجموعة الوقفية من أكبر العمارات الوقفية للرعاية الاجتماعية في عاصمة الدولة العثمانية( )، أوقفت عليها أوقافاً كثيرة في حياتها، ثم زاد لها ابنها السلطان مراد أوقافاً في إقليم يني إيل التابع لمدينة سيواس موطن قبائل التركمان، وخصص ريعها البالغ إجماليه 4000,000 أقجة في السنة الواحدة لوالدته السلطانة، ثم زيد على هذا المبلغ في عهد حفيدها السلطان أحمد الأول( ) 800,000 أقجة ( ).
كانت السلطانة نوربانو محبة للعمارة عاشقة للإحسان وعمل الخير فأسهمت أوقافها على بيت المقدس إسهامات علمية للقراءة والعبادة بالتلاوات والأذكار عقب الصلوات الخمس فقد كان لها ربعة( ) تعرف بوالدة السلطان في المدارس الملحقة بالمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وفي المساجد والأربطة الأخرى من حوله عينت لها قراء ورتبت لهم من أوقافها رواتب دائمة( )، ومنها مخصصات ترسل سنوياً وينفق منها على موظفين لتلاوة أجزاء من القرآن الكريم وبعض الأدعية والأوراد وإهداء ثوابها إلى السلطانة الوالدة عند تربة سيدنا موسى عليه السلام( ).
وورد في دفاتر الصرة أسماء أصحاب المخصصات المرتبة لتلاوة القرآن في المسجد الأقصى الذين يصل عددهم إلى إحدى وثلاثين جهة لكل جهة ست سكك فلوريات( ) يسلمهم أمين الصرة إلى الشيخ محمد بن الشيخ علي أفندي ناظر الوقف ليقوم بدوره بتوزيعها على أصحابها الواردة أسماؤهم في الجدول التالي( ) :-

م اسم المستحق م اسم المستحق م اسم المستحق
1 الشيخ محمد بن محب الدين 2 الشيخ عبد القادر بن عبد الرحمن موسى 3 الشيخ يونس بدر الدين بن عبد الرزاق
4 الشيخ عبد الرزاق خادم أجزاء. 5 الشيخ عثمان بن الشيخ محمد علي 6 الشيخ عبد القادر بن موسى
7 الشيخ عمر وعلي ابني يحي  8 الشيخ عزيز الدين  9 الشيخ إبراهيم
10 الشيخ أحمد وسليمان أبناء أبو البصر  11 الشيخ إبراهيم محمد  12 الشيخ علي بن محمد نور الدين
13 الشيخ أحمد نور الدين 14 الشيخ خليل بن مصطفى نور الدين 15 الشيخ مصطفى بن نور الدين
16 الشيخ موسى بن أحمد والشيخ موسى بن عبد القادر اشتراك عن محول الشيخ بدر الدين 17 الشيخ عبد الرحمن بن موسى 18 الشيخ محمد بن أحمد
19 موسى أدمي 20 مصطفى بن عبد المحسن 21 عمر وعلي 
22 محمد بن عبدالقادر 23 صالح بن عبد الرزاق 24 محمد أبو النصر
25 فخر الدين عصبة 26 شمس الدين بن محمود إمام سيدنا موسى 27 السيد أحمد بن محب الدين 
سيدنا موسى
28 علي الدين ابن يوسف  29 يعقوب مرداوي في سيدنا موسى 30 محمود كنلاري سقا في سيدنا موسى
31 جهة مرمات مقام سيدنا موسى 32 علاء الدين ابن يوسف 33 فخر الدين

ومع مرور الزمن تعتري المنشئات الدينية والتعليمة أضراراً من حيث العمران إلا أن أوقاف الأميرات أسهم في المحافظة عليها من خلال الترميم والتجديد المستمر كلما دعت الحاجة إلى ذلك، ففي سنة 1085هـ أنفقت جهة وقف السلطانة نوربانو على عمل ترميمات معمارية على المسجد الذي عنده تربة سيدنا موسى المذكورة وعلى القبة المبنية فوق القبر( )، في سنة 1086هـ أرسلت مصروفات لفراشة وصيانة مسجد قبة الصخرة المشرفة نظافته( )، وبذلك حافظت الأوقاف على هذه المؤسسات وما بها لتؤدي دورها العلمي والديني إلى جانب المسجد الأقصى الشريف.
ثالثاً: أوقاف ماه بيكر كوسم سلطان.
تعرف السلطانة كوسم زوجة السلطان أحمد الأول بماه بيكر أي وجه القمر لجمالها الفائق، كانت من أقوى الأميرات في القصور العثمانية، اكتسبت مكانة كبيرة في البلاط بسبب قربها من زوجها، لقبت بالسلطانة الأم مرتين لاعتلاء اثنين من أبنائها عرش السلطنة وهي على قيد الحياة وهما السلطان مراد الرابع وأخيه إبراهيم الأول( )، وظلت في هذه المرتبة مدة تقترب عن خمس وعشرين سنة، تمتعت بمكانة عظيمة داخل القصر طوال مدة حكم زوجها وولديها وقرَّبت إليها كبار رجال الدولة وسيرت أمور السلطنة وبعد وفاة زوجها السلطان أحمد تولى ابنها مراد الرابع في سن صغيرة 11 سنة فأصبحت السلطانة الأم السيدة الأولى وصية على العرش فتكونت لهديا ثروات طائلة من خلال هذا الموقع فقد كانت الأموال تأتيها من ريع أراضي الخاصة السلطانية، كما كانت تتقاضى ما يزيد عن ألف أقجة يومياً وتمتلك خمس خاصكيات تجاوزت وارداتها عن 20،000،000 أقجة، في خمس ولايات عثمانية( ).
أتاحت لها هذه الواردات الكثير أن تنفق منها على الأوقاف التي أقامتها في استانبول وفي الأراضي المقدسة (مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس) فشيدت المساجد والمدارس والكتاتيب وألحقت بها حجرات لسكني الطلاب، وأسست المستشفيات والحمامات والمطعم الخيري وساهمت في التخفيف عن الفقراء، وعينت موظفين ومدرسين وأئمة وخطباء ومؤذنين وحراس في الجوامع والمدارس( )، ورصدت أوقافاً عديدة أصولها خانات وعقارات ومزارع في عاصمة الدولة وبعض ولايات الأناضول أنفقت منها على الفقراء وجهزت اليتيمات ودفعت ديون المعسرين، كل ذلك تحت إشراف أغا باب السعادة الذي يرسل من ريعها مقداراً كبيراً ضمن الصرة المرسلة للقدس الشريف في كل عام( ).
وعندما تكاثرت أعداد الوافدين على بيت المقدس من أقطار إسلامية عديدة واستقطبت مدارسه نخبة من العلماء المسلمين رصدت التكية لهم مخصصات مالية وعينية تقدمها لجهات حددتها وثائق الصرة منهم جماعة المجاورين الأروام الذين وصل عددهم إلى ثمانية عشر جهة تأتيهم رواتبهم سنوياً ( ).
ولها بعض الإسهامات العلمية والدينية لنشر العلم والمعرفة وتيسير العبادات والتلاوات والدعوات والأذكار حيث خصص من ريع هذا الوقف لقراءة القرآن الكريم، والصلاة على النبي صلى الله عليه سلم مرتين كل يوم بعد صلاة الفجر وبعد صلاة والعصر وإهداء ثوابها لصاحبة الوقف( ) .
وبمراجعة دفاتر الإيرادات العثمانية تبين أنها رصدت أوقافاً ترسل ريعها ضمن الصرة بشكل دائم على قراءة القرآن الكريم في بيت المقدس( ) ومن خلال الجدول التالي يمكن أن نجمع هذه المعلومات من الدفاتر المذكورة.
م المبلغ  السنة الأرشيف العثماني – دفاتر الواردات 
1 ١٦٣٧سكة حسنة( ) 1013ه/1603م ص 16. D.01170.0001.00
2 ١٦٣٧ سكة حسنة 1017ه/1607م ص 12. D.01175.0001.00
3 2091 سكة حسنة 1041ه/1631م ص 16. D.01169.0001.00
ص 15. D.01194.0001.00
4 ٢٠٨١ سكة حسنة 1043ه/1633م ص 16. D.01176.0001.00
5 2091 سكة حسنة 1044ه/1634م ص 14. D.01160.0001.00
6 ٢٨٠٠ سكة حسن 1050ه/1640م ص 15. D.01170.0001.00
7 ٢1٠5 سكة حسن 1053ه/1643م ص 15. D.01177.0001.00
8 ٢1٠5 سكة حسن 1056ه/1646م ص 14. D.01192.0002.00
9 ٢٤٨٠سكة حسنة 1064ه/1654م ص 16. D.01174.0001.00
10 ٢٤٨٠سكة حسنة 1065ه/1655م ص 16. D.01178.0001.00
11 ٢٤٨٠ سكة حسنة ١٠٧٧ه/ ١٦٦٧م. ص 17. D.01174.0002.00
12 2480 سكة حسنة ١٠٨٤ه/ ١٦٧٤م ص 16. D.01162.0001.00 
13 2484 سكة حسنة ١٠٨5ه/ ١٦٧5م ص 16. D.01162.0001.00 
14 ٢٠٦0 سكة حسنة ١٠٨6ه/ ١٦٧6م ص 3. D.01165.0001.00 
15 ٢٤٨٠سكة حسنة ١٠91ه/ ١٦81م ص 3 . D.01178.0002.00

ومما نلاحظه من خلال الجدول السابق استمرار الأموال المرسلة من هذا الوقف في كل سنة وأن المبالغ متقاربة ربما تتأثر زيادة أو نقصاناً طفيفاً بسبب تأثر ريع الوقف نفسه، وكانت هذه الأموال ترسل مع أمين الصرة فيقوم بتوزيعها بمعرفة القاضي وحضور العلماء من أئمة وخطباء المسجد الأقصى( )، 
المبحث الثاني: إسهامات أوقاف الأميرات الخيرية في إطعام الفقراء وإيوائهم.
تميز المجتمع المقدسي في العصر العثماني بتنوع فئاته وتعدد أطيافه من مسلمين ونصارى ويهود، ولكن شكل المسلمون الغالبية العظمى بين شرائح المجتمع وهم إما سكان أصليون تعاقبت على أسلافهم العصور أو فئات حضرت إلى المدينة مع ضم العثمانيين لها وتمازجت مع أبنائها ومنهم الأروام والمصريين والأكراد والمغاربة والهنود والأفغان وغيرهم( ).
وكان للأوقاف بصفة عامة دور بارز في تأسيس ودعم المؤسسات الخيرية انعكس على دورها في المجتمع ولم تكن الدولة العثمانية تضع قيوداً أو حدوداً تحجم دورها أو تقييد عملها فأسهمت بدور واضح في دعم الفئات الدنيا مما أعطى المجتمع صفة القوة والتماسك وعزز الانتماء بين الأفراد( ).
وأما عن إسهامات أوقاف الأميرات العثمانيات في هذا الجانب فكانت كثيرة حيث اهتم العثمانيون بإنشاء المؤسسات الوقفية التي تقدم المأكل والملبس للفقراء واليتامى والأرامل وطلاب العلم والمجاورين والموظفين في الوقف وإيوائهم مجاناً، وأبرز الأمثلة على ذلك في بيت المقدس التكية السلطانية «خاصكي سلطان»( ) التي كانت بمثابة داراً لإطعام المساكين بالمجان ينفق عليها من ريع الأملاك الموقوفة عليها لتقدم الطعام المطبوخ صباحاً ومساءاً في طاسات خاصة، وقد خضعت عمليات التجهيز والتوزيع إلى مراقبة شديدة من قبل إدارة الوقف، وروعي في اختيار المواد الغذائية أن تكون من الأنواع الجيدة، ولا شك أن هذه الإسهامات كانت تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لضمان استمرارها في تقديم الخدمات التي شيدت من أجلها ولذلك رصدت أوقاف السلطانة لهذه الأغراض أموالاً بلغت (133705) أقجة عثمانية من عائدات الأوقاف بناحية القدس الشريف وحدها سنة 963هـ / 1555م( )، بخلاف مخصصات مالية تأتيها سنوياً مع الصرة السلطانية الخاقانية( ).
وكان عدد العاملين في إدارة التكية ومطبخها ومطعمها ممكن كتبت أسماؤهم في قائمة الوقف تسعة وأربعين شخصاً لكل واحد منهم لقب وعمل معين وراتب مالي وعيني، يجهزون الطعام مرتين في اليوم لعدد لا يقل عن خمسمائة شخص، يشمل المقيمين في رباط الزوار والمجاورين والموظفين في الوقت نفسه يضاف إليهم حوالي أربعمائة من الفقراء والمحتاجين والضعفاء المساكين لكنه كان يوضع لهم في 200 كأس كل نفرين يأكلون من كأس واحد، وما لا يمكن تحديده بدقة من المترددين على التكية فقد كان هناك طعام فائض في انتظار هؤلاء حتى لا يخرج من التكية جائع إلا وقد طعم( ).
كان الطعام يتضمن نوعين من الحساء يقدمان مع ألفي رغيف يخبزهم فرن التكية يومياً في الصباح والمساء طوال أيام العام؛ فالأرز والمرق في وجبة الغداء، والحنطة والمرق في وجبة العشاء أما في الجُمَع ورمضان والعيدين وعاشوراء فيتم تحسين الوجبات وزيادة كمياتها حيث تجهز أنواعاً خاصة يضاف إليها اللحم والعسل والأرز المتبل والملون بالزعفران، ويقدم معها بعض الحلوى التي تتواكب مع المناسبة، وأما إذا كانت المناسبة سلطانية دينية مثل حج السلطان أو أحد الأمراء أو الأميرات فتقدم أشهى المأكولات ويفتح العدد ليتحول الأمر من مجرد إطعام الطعام إلى الاحتفاء وإبداء الكرم( ).
وعلى العموم فإن الطعام كان يقدم بسخاء للمجاورين والواردين وطلاب العلم وسكان الحجرات لكل واحد مرتين مقدار ملء مغرفة واحدة وخبزة يضاف إليها في ليلة الجمعة قطعة من اللحم وأما في المناسبات يقدم الطعام للجميع علماء وصلحاء وفقراء وأغنياء بيت المقدس لكل قدر حاجته، ويعطى الموظفون على النسق السابق مع زيادة قطعتين من الخبز( ).
وكان حضور الناس إلى مطعم «خاصكي سلطان» منظماً على مجموعات حتى يستوعب المكان عددهم فيدخل الموظفون أولاً، ثم الغرباء من زوار المدينة، ثم طلاب العلم يتقدم الرجال النساء، وكانت العادة أن تناول الطعام يكون داخل العمارة كل وجبة في وقتها بشكل محكم ونظام دقيق يحدد من يأكل وماذا يأكل وكيف يأكل دون استثناء من هذه القواعد إلا لبعض الشخصيات العلمية ذات الشأن الرفيع ممن يرخص لهم في أخذ الوجبات إلى بيوتهم( ).
كما تشير المصادر إلى أن طعام التكية كان يصل إلى فقراء ومجاوري مساجد مدينة القدس المختلفة ومن ذلك الموائد التي تعد لإطعام الواردين والزائرين لمقام سيدنا موسى على مدار العام( )، والطعام الذي يرسل لمجاوري الجامع العمري الكائن بمحلة صهيون بالقرب من قبر النبي داود، وفقراء الجامع الكبير الكائن بزقاق أبي شامة وغيرهما من المساجد( ).
وإلى جانب إطعام الطعام كانت أوقاف الأميرات توفر السكن للفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل والمسافرين حيث ازداد عدد الزائرين باطراد مع زيادة عدد السكان فخصصت «خاصكي سلطان» رباطاً خاصاً بلغ عدد حجراته خمساً وخمسين حجرة كأنه دار للضيافة تستقبل الوافدين والزوار ويقدم لهم الطعام من مطبخ التكية( )، بالإضافة إلى خان واسع للمجاورين خصص للأروام وحدهم فيه اثنتين وعشرين حجرة وخصص لكل جهة منهم سكة واحدة على النحو التالي( ):- 
م الجهة المستحقة م الجهة المستحقة م الجهة المستحقة
1 قمرا بنت حمزة رومي. 2 فاطمة، وصفية بنتي سروس.  3 الشيخ أحمد النابلسي بن مصطفى همداني
4 الشيخ جمعة المهدي. 5 رحيمة بنت عبد الله. 6 صالح بن عفصية
7 الحاج بيرام 8 صالحة بنت محمد سمين 9 عبد الله بن ولي منصف
10 أحمد وخليل ولدا الشافعي. 11 إبراهيم السقا. 12 خليل بن علي قاسم
13 حاجي محمد 14 محمد بن عبد الله 15 مريم بنت سالم
16 محمد وإبراهيم ولدا سليمان علاف. 17 رقية بنت ددري. 18 مصطفى بن صلاح الدين عيسى قيسار.
19 الشيخ موسى بن إبراهيم  20 جليل بن يوسف. 21 عفيفة وعتيقة، وأمينة 
22 عبد الله.    

يلاحظ من خلال أسماء المستحقين أن منهم أروام وغيرهم ممن آلت إليهم الحصص بإحدى الطرق الشرعية، كما يلاحظ أن الاستحقاق لم يكن للذكور وحدهم بل شاركهم النساء، وأن الشخص الواحد قد يختص بحصة كاملة أو يشترك فيها أكثر من شخص.
كما خصص لغيرهم من المجاورين أماكن لسكناهم ورواتب مالية تجري عليهم( )، هذا بخلاف عدد كبير من الحجرات الملحقة بمدرسة الحجرجية الشرعية وبالمسجد والرباط التابعين «لخاصكي سلطان»  لسكن الطلاب والمعلمين وإمام المسجد والمؤذنين والخدم وغيرهم ممن تتوافر فيهم شروط الصلاح والديانة ويلتزم بآداب الإقامة بغض النظر عن جنسه وأصله، حيث بلغ عدد حجرات الرباط خمساً وخمسين حجرة يقيم الطلاب والمجاورون في بعضها والبعض الآخر لإقامة الزائرين للمدينة وتشتمل على مرافق عامة واسطبل للدواب( )، بالإضافة إلى المرتبات العينية التي يتسلمونها على شكل أطعمة جاهزة تعد دورياً في مطبخ العمارة العامرة وتوزع على المستحقين الذين ينتفعون بها على الدوام ويحق لبعضهم إذا اقتضى الأمر أن يبيع حقه أو جزءاً من حقه في السكن أو في الراتب لغيره فيتسلمه وينتفع به بدلاً منه( )، بل ويحق لبعضهم أن يجمع بين الراتب المالي والعيني في آن واحد( ).
ومن الجوانب المهمة التي تعهدتها أوقاف الأميرات في بيت المقدس سقيا الماء الذي شارك فيه وقف «خاصكي سلطان» ببناء سبيل في سنة 959هـ / 1550م ضمن مجمعة الأسبلة العثمانية التي أنشئت في الأماكن المزدحمة والطرقات العامة لتوفير مياة الشرب للزوار والمجاورين، وأنفقت في ذلك حوالي 2000 فلوري ذهبي حيث شقت قناة تجلب الماء إلى السبيل في عمارتها العامرة( )، بالإضافة إلى إنفاق الوقف على عدد من الأسبلة المنتشرة في بيت المقدس وحوله( ).
وكما اهتم وقف الأميرات بالرجال أهتم أيضاً بالنساء الآتي كان لهن أماكن خاصة يتعلمن ويسكن فيها، فرصد لهن رواتب ممن أطلقت عليهم الوثائق نساء عقبة الست وغالب الظن أنهن من مكفولات تكية «خاصكي سلطان» فموقعها في هذا المكان( ). 
كما كان للوقف دور في التنمية من خلال المؤسسات الخدمية المساعدة التي تدر الدخل اللازم لتمويل المنشآت العامة( ) كل هذا ساهم في تنمية وازدهار الاقتصاد وأوجد فرصاً للعمل والإنتاج وخفف من حدة البطالة، ومما يستفاد من وقفية «خاصكي سلطان» في هذا المجال أنها خصصت وحدها أكثر من أربعين وظيفة لأبناء بيت المقدس( ).
المبحث الثالث: إسهامات أوقاف الأميرات العلمية والدينية على بيت المقدس.
تميزت الحياة الدينية والعلمية في مدينة بيت المقدس بوجود المسجد الأقصى الذي جذب المتعبدين والزوار والطلاب للمجاورة والعبادة ومدارسة العلم، وقد حافظ العثمانيون على هذه الخصائص وزادوا في عمارة المسجد، وقام السلاطين بإنشاء عدد من المدارس الرسمية بالإضافة إلى عنايتهم بالمؤسسات العلمية القائمة وتنافس رجال السلطة ونساؤهم وأعيان الدولة في حبس الأوقاف عليها واختيار أفضل المعلمين وأكثرهم علماً وكفالتهم ما أدى إلى رفع المستوي الثقافي في المدينة( )، ومن الإسهامات التي تحسب لأوقاف الأميرات في الناحية العلمية والدينية إنشاء المدارس والمساجد والأربطة ودعم النشاط العلمي وتوفير حاجيات التعليم بأبعادها المختلفة من الأدوات والتجهيزات والإنفاق على الطلاب ورصد رواتب للهيئة العلمية وغير ذلك مما وفرته للحركة العلمية في المسجد الأقصى في أروقته وحلقاته بداية من شيخ الحرم والخطباء والمدرسين والعلماء من أصحاب الوظائف منهم المفتي الحنفي والشافعي، ومشايخ وأئمة وقراء مسجد الصخرة وجامع المغاربة( )، والمؤذنين( ) والكتَّاب، والمبلغين، وقراء الحرم الشريف، وقراء محفل المسجد الأقصى وقارئ السورة يوم جمعة، وغيرهم ممن تأتيهم أرزاقهم ضمن الصرة الشريفة الأمر الذي انعكس على الناحية العلمية فانتشر العلم بين طبقات المجتمع المختلفة( ).
كما تؤكد الدفاتر المذكورة على دعم أوقاف الأميرات لحلقات القرآن والذكر ومجالس العلم في المسجد الأقصى وحواليه، فوفروا المصاحف والكتب في خزائن الأقصى وقبة الصخرة والمدارس والزوايا والمقامات وخصصوا رواتب سنوية يرسلونها للقراء الذين يتلون القرآن الكريم أو بعض سوره بشرط إهداء ثواب القراءة إلى روح الواقفة أو من ترغب من أقاربها( ).
وقد حظي أهل القرآن برعاية خاصة من أوقاف الأميرات فالسلطانة نوربانو والدة مراد الثالث كانت توزع حوالي مئتين وستة سكك ذهبية لاثنين وثلاثين جهة يقومون بتلاوة أجزاء من المصحف الشريف عند ضريح سيدنا موسى عليه السلام في القدس الشريف، وتأتيهم هذه المخصصات سنوياً ضمن الصرة السلطانية المرسلة لأهالي بيت المقدس وفي الجدول التالي حصر لأسمائهم ومخصصاتهم( ) :

م الجهة المستحقة م الجهة المستحقة م الجهة المستحقة
1 الشيخ صالح والشيخ موسى بن أحمد، ونور الله بن الشيخ عبد الرحمن، ناظر الأوقاف ( )( ). 2 الشيخ محمد والشيخ نور الله، ولدا محمد بن محب الدين، ست سكك. 3 عبد الحليم بن عبد القادر، والشيخ محمد بن الشيخ محمد اشتركا مع الزوجة.
4 الشيخ نذير الدين بن عبد الرزاق ( )، ست سكك. 5 يونس بن بدر الدين، ست سكك. 6 الشيخ محمود بن الشيخ عبد القادر، ست سكك.
7 عبد الصمد بن الشيخ عبد القادر، ست سكك. 8 عمر بن الشيخ يحي، والشيخ علي بن عمر عصبة اشتركا مع الزوجة، ست سكك. 9 الشيخ عزيز الدين بن الشيخ فخر الدين( )، ست سكك.
10 أحمد والشيخ إبراهيم، ومحمد أبو النصر اشتراك مع الزوجة، ست سكك. 11 أحمد والشيخ علي أبو الجود، اشتراك مع زوجة، ست سكك. 12 الشيخ محمد عبد الجواد غسيلة، ست سكك.
13 الشيخ موسى والشيخ نور الله، ونذير الدين بن مصطفى اشتراك مع زوجة، ست سكك.  14 الشيخ موسى بن أحمد، ست سكك.  15 الشيخ خليل بن مصطفى نور الدين، ست سكك. 
16 والشيخ لطفي، والسيد عبد اللطيف بن عبد القادر، ست سكك. 17 الشيخ موسى بن أحمد، فتح الله، ومحب الله ابني الشيخ موسى( )، ست سكك. 18 نور الله بن الشيخ عبد الرحمن، ست سكك.
19 الشيخ موسى، ست سكك. 20 الشيخ محمد، والشيخ خليل، والشيخ محمود، ست سكك. 21 علي بن كريم الدين نصف، وأحمد بن عوض نصف، ست سكك.
22 الشيخ عز الدين بن فخر الدين نصف، والشيخ علي نصف( )، ست سكك. 23 الشيخ أحمد بن محمد بن عبد القادر، ست سكك. 24 صالح بن عبد القادر ( )، ست سكك.
25 الشيخ إبراهيم وخليل ولدا الشيخ محمد أبو النصر، ست سكك. 26 الشيخ عزيز الدين بن فخر الدين، ست سكك. 27 السيد عبد اللطيف بن عبد القادر، والسيد مصطفى بن محمد اشتراك مع الزوجة
28 السيد محمد بن السيد أحمد، ست سكك. 29 الشيخ حسن والشيخ علي اشتراك مع الزوجة. 30 محمود بن يعقوب مرداوي، سيدنا موسى عليه السلام، ست سكك.
31 محمد وصالح ابنا محمود كيلاري سقاة سيدنا موسى عليه السلام، ست سكك. 32 لجهة مرمات مقام سيدنا موسى عليه السلام، ست سكك.  

كما أنشئت أوقاف «خاصكي سلطان»  المدرسة الحجرجية للعلوم الشرعية وهي مدرسة تعليمية، لكنها كانت تؤدي وظيفة اجتماعية كاملة في بيت المقدس فبجانب قاعات الدراسة ضمت حجرات لإقامة الطلاب ومعيشتهم( )، ولم تكن هناك تفرقة بين الملتحقين بها فقد استوعبت جميع من لهم قدرة ورغبة في تلقي العلم، ولما كانت الأوقاف هي مصدر التمويل والإنفاق على المدارس فقد شملها الوقف بالنفقات ورتب لها وظائف للمدرسين( ) والطلاب والمشاعلية( )، وعين لها إماماً للصلاة وواعظاً( ) ومؤذناً، فضلاً عن الفراشين( ) والبوابين( )، وغيرها من الوظائف التي تلبي حاجة الطلاب وتؤدي إلى راحتهم.
ومن الوظائف العلمية التي تمولها أوقاف الخاصكية وظيفة تلاوة القرآن الكريم وقراءة صحيح البخاري والتصدر لتعليم وتدريس الفقه إذ رصدت أموالاً لموظفين يتلون سورة الفتح في المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة يومياً وإهداء ثوابه لروح المغفور لها السلطانة( ).
ومن المدارس التي كانت تتلقى المساعدات من أوقاف «خاصكي سلطان» المدرسة التنكزية( ) والمدرسة الجراحية( ) والمدرسة الأشرفية( ) والرباط المنصوري( )، ومجموعة مقام سيدنا داود للتعليم وتلاوة القرآن( )، حيث يقرر القاضي من تتحقق فيهم شروط الأهلية لهذا العمل فيتم تنصيبهم ويعطون أجراً يومياً من أوقاف التكية( )، فإن فقد أحدهم شرطاً من الشروط عطلت عنه الوظيفة وأعطيت لغيره( ).
ولعل السبب في نجاح مدارس القدس تؤدي دورها العلمي والديني عبر القرون التالية هو استمرار هذه الأوقاف فنظام الوقف كان الدعامة الرئيسة التي حافظت على المؤسسات التعليمية والخيرية وشدت من أزرها لتؤدي رسالتها( ) بحيث ظلت مستمرة تدر الرواتب على الوظائف التي يتوارثها الأصلح من الورثة، وغالباً ما تشتهر هذه المؤسسات ويعلو شأنها بوفرة أوقافها( ).
كما كان الرباط المكون من خمس وخمسين حجرة لسكن المجاورين يستخدم كمدرسة صناعية لتعليم الأيتام أنواع الصناعات والحرف اليدوية( ).
وأنشأت الخاصكية ضمن مجموعها مسجداً كبيراً يتكون من عدة أروقة تعلوه قبة( )، وعينت له إماماً حافظاً متقناً لكتاب الله فقيهاً موصوفاً بالعلم والصلاح حنفي المذهب، سني الاعتقاد يؤم المسلمين ويراقب خدمة التأذين، كما عينت مؤذناً واشترطت عليه المداومة في الأذان للصلوات الخمس ورصدت لهما راتباً مجزياً( )، ووظفت رجلاً تقياً يكون قيِّماً يقيم لوازم الحجرات وخدمات المسجد من الكنس والتنظيف ومراقبة أبوابه وقناديله( ).
ومن جهة أخرى دعمت أوقاف «خاصكي سلطان» الحركة العلمية في مسجد ومقام النبي داود حيث خصصت لشيخ المقام وموظفيه ومعلميه مرتبات مجزية( )، كما دعمت مدرسة قبة الصخرة وهي من أهم المدارس في بيت المقدس، حيث كانت ترسل لها مصروفات الفراشة والصيانة والنظافة والإنارة ورواتب المعلمين والفراشين وغيرهم( ).
وهكذا أسهمت أوقاف أميرات البيت العثماني في نشر العلم وفي الأنشطة الدينية في بيت المقدس خلال فترة البحث ودفعت الكثير من الطلاب الفقراء إلى الإقبال على الطلب بما وفرت لهم من الرواتب وأجرت عليهم من الأرزاق، كما أسهمت من قبل في إطعام وإيواء المحتاجين ولعبت دوراً بارزاً في الحياة الاجتماعية.
الخاتمة
بينت الدراسة تاريخ أوقاف الأميرات العثمانيات في بيت المقدس ودورها الاجتماعي في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي من خلال دفاتر الصرة، والذي لم تزل آثاره باقية حتى الآن، وحددت ملامح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لحريم القصر العثماني ما سمح لهن في الإسهام مع أزواجهن في الإنفاق على المقدسات الإسلامية.
وأوضحت أن استمرارية كثير من أصول هذه الأوقاف وديمومتها ترجع في مجملها إلى طريقة إدارتها وتنميتها واستثمارها وتعهدها بالترميم والإصلاح والعمارة أو استبدالها بما هو أصلح منها وأحدث حتى لا تؤول أصولها إلى الخراب والاندثار.
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها ما يلي:
- أن استمرار تدفق أموال الصرة الشريفة على بيت المقدس طوال فترة الدراسة دليل على عناية العثمانيين به وأن هدفهم الأساس هو دعم المسلمين ورعاية مقدساتهم وتطور حياتهم.
- كانت مدينة القدس عند العثمانيين في المرتبة الثانية بعد الحرمين الشريفين منذ ضموا هذه البقاع المقدسة إلى دولتهم.
- لم تكن أميرات البيت العثماني اللائي عشن في القصور وانشغلن بالسياسة بعيدات عن المحتاجين في الأماكن المقدسة، فقد قمن بدورهن في مجالات دعم الفقراء بإطعامهم وإيوائهم وتعليمهم ورعاية مصالحهم.
- ضرب أمهات السلاطين العثمانيين وزوجاتهم بسهم كبير في إنشاء المؤسسات الخيرية في القدس الشريف ورصدوا لها الأوقاف التي تنفق عليها وتضمن دوام تشغيلها. 
- أسهمت أوقاف الأميرات في تقديم الضمان الاجتماعي للمحتاجين في بيت المقدس وشاركت في الحد من البطالة بإيجاد عدد لا بأس به من الوظائف للعاملين في الوظائف العلمية والدينية بالإضافة إلى العمل في إدارة الأوقاف وعمارة منشآت الوقف وزراعة أراضيه.


ثبت المصادر والمراجع
أولاً : الوثائق غير المنشورة:-
1- وثائق الأرشيف العثماني، أرشيف مجلس الوزراء باستانبول.
أ- دفاتر تقسيمات الصرة الرومية الشريفة الخاقانية الجديدة المرسلة لأهالي القدس الشريف شرفها الله إلى يوم الآخرة.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00006) عن واجب سنة 1021هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00007) عن واجب سنة 1043هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00008) عن واجب سنة 1046هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00009) عن واجب سنة 1049هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00218) عن واجب سنة 1085هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00232) عن واجب سنة 1086هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00244) عن واجب سنة 1087هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00246) عن واجب سنة 1087هـ.
- كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00256) عن واجب سنة 1095هـ.
بـــــــــ - دفاتر الواردات العثمانية.
- كود الدفتر: (D.01160.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01162.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01165.0001.00).
-كود الدفتر: (D.01169.0001.00). 
- كود الدفتر: (D.01170.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01174.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01174.0002.00).
- كود الدفتر: (D.01175.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01176.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01177.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01178.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01178.0002.00).
-كود الدفتر: (D.01192.0001.00).
- كود الدفتر: (D.01194.0001.00).
2- سجلات محكمة القدس الشرعية: -
وتحمل أرقام: 90 – 91 – 134 – 143- 146- 155- 173- 270.
ثانياً: الوثائق المنشورة: -
- تصنيف وتبويب وتسجيل الوثائق العثمانية بمركز أبحاث الحج، جمع وإعداد: محمد بن علي الشريف، عايض بن خزام الروقي، سعد الدين عثمان أونال، طه عبد القادر عمارة، عدنان محمد الحارثي، منشورات مركز أبحاث الحج قسم البحوث الحضارية، جامعة أم القرى عام 1415هـ، رقم حفظ الوثيقة في مركز أبحاث الحج 1 / 106 / وح ج، التصنيف الأصلي للوثيقة: أرشيف رئيس الوزراء: استانبول، إدارة ـ مجلس الوالا.
- نص وقفية خاصكي سلطان شوال 967هـ منشورة لدى، العسلي، كامل جميل، (1983م)، وثائق مقدسية تاريخية، مع مقدمة حول بعض المصادر الأولية لتاريخ القدس، مج1، عمان، الأردن، ص ص 130- 131.
- فرمان من السلطان مراد الرابع سنة 1043هـ بتعيين خاتون بنت السيد جمال الدين في منصب متولي أوقاف العمارة العامرة بأجرة يومية ثلاث بارات. العسلي، كامل، (1983م)، ص 312.
- نص وقفية السلطان سليمان على تكية خاصكي سلطان مثبت في سجلات محكمة القدس الشرعية، س 270، ص ص 49 – 55، شوال 967هـ / يوليو 1560م، وقد نشره العسلي، كامل، (1983م)، ص ص 147، 150.
ثالثاً: المصادر والمراجع العربية والمترجمة.
- آصاف، عزتلو يوسف بك، (2014م)، تاريخ سلاطين بني عثمان من أول نشأتهم حتى الآن، مؤسسة هنداوي، القاهرة.
- الأقرع، مروان محمد حمدان، (2020م)، المدارس العثمانية ودورها في العملية العلمية في بيت المقدس (1874- 2019م)، مجلة دراسات بيت المقدس، ع20 (1).
- ألْبجُو وَنج، جان، (2014م)، السلطانتان خرم ومهرماه، قرينة القانوني وسليلته، تحرير: إسماعيل كايار، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة.
- بيومي، محمد علي فهيم، (2001م)، مخصصات الحرمين الشريفين في مصر إبان العصر العثماني 923- 1220هـ / 1517- 1805م، دار القاهرة للكتاب، ط1، القاهرة.
- الثقفي، محمد أحمد، (2010م)، زواج السلاطين العثمانيين من الأجنبيات وأثره في إضعاف الدولة، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
- الحارثي، عدنان بن محمد، واليزيدي، مها بنت سعيد. (2021م)، وقف السيدة خاصكي خرم سلطان في مكة المكرمة والمدينة المنورة عام 949هـ / 1542م: الخاصكية القديمة قراءة جديدة. مجلة جامعة الملك عبد العزيز للآداب والعلوم الإنسانية، مج 29، ع5.
- الحزماوي، محمد ماجد صلاح الدين، (2010م)، الصرة السلطانية لعلماء القدس الشريف وفقرائها في العهد العثماني (1111- 1317هـ / 1700- 1900م)، المجلة الأردنية للتاريخ والآثار، مج 4،ع .
- الخصاونة، أسماء جاد الله، (2016م)، الصرة السلطانية المرسلة إلى القدس الشريف: دراسة وثائقية من خلال دفتر الصرة رقم (912) لعام (1137 هـ/ 1724م)، المجلة الأردنية للتاريخ والآثار، مج 10، ع 2،3.
- الخصاونة، أسماء جاد الله، (2020م)، مدارس القدس الشريف في سجلات المحاكم الشرعية (1111 – 1163هـ / 1700- 1750م): دراسة وثائقية، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات الإنسانية، مج 22، ع 2.
الخطيب، محمد عثمان سعيد. (2016م)، صور من حياة المرأة المسلمة وحقوقها في القدس العثمانية: من خلال سجل محكمة القدس الشرعية العثمانية رقم (150) (20 من ذي القعدة 1054هـ- 19 من ذي الحجة 1065هـ/ 2/10/1654م – 20/10/1655م)، المجلة العربية للعلوم الإنسانية مج 34، ع 133.
- الراميني، أكرم أحمد، (2000م)، التعليم في مدينة دمشق في عهد المماليك البحرية (رسالة دكتوراة غير منشورة)، قسم التاريخ، جامعة النيلين، الخرطوم، السودان.
- أبو الربع، مروان عبد الحافظ عواد، (1999م)، أوقاف بيت المقدس وأثرها في التنمية الاقتصادية (رسالة ماجستير غير منشورة)، تخصص الاقتصاد الإسلامي، قسم الفقه، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة اليرموك، إربد، الأردن.
- سنجر، أصلي، (2014م)، المرأة العثمانية بين الحقائق والأكاذيب، ترجمة: سمير عباس السيد زهران، دار النيل للطباعة والنشر، ط1، القاهرة.
- شافعي، لمياء أحمد عبد الله. (1433ه)، الصرة العثمانية الموجهة إلى مكة المكرمة 791- 974هـ / 1389-1566م. مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة والدراسات الإسلامية، ع 54.
- شرّاب، محمد محمد، (د. ت)، معجم بلدان فلسطين، ط1، دار المأمون، دمشق.
- الشرقاوي، أحمد عبد الوهاب، (2019م)، الأعلام العثمانيون؛ مختارات من كتاب سلم الوصول إلى طبقات الفحول لحاجي خليفة، دار البشير، ط1. 
- شعبان، رنيم؛ دويمه، وسماح، (2022م)، الوقف وأثره في بيت المقدس في ضوء كتاب " الأنس الجليل". مجلة دراسات بيت المقدس، ع 22(2).
- صابان، سهيل (1426هـ)، الصرة المرسلة لأهالي مكة المكرمة عام 1078هــ بموجب الدفتر رقم 132 من دفاتر الصرة في الأرشيف العثماني، بحث مقدم إلى ندوة مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية، مكتبة الملك فهد الوطنية.
- صابان، سهيل (2000م)، المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض.
- العارف، عارف، (1961م)، المفصل في تاريخ القدس، ج1، مكتبة الأندلس بالقدس.
- العارف، عارف، (1951م)، تاريخ القدس، دار المعارف، مصر.
- عبد الجبوري، أحمد حسين، (2011م)، القدس في العهد العثماني، 1516- 1640م، دراسة سياسية- عسكرية – إدارية – اقتصادية – اجتماعية – ثقافية، ج1، دار الحامد، عمان، الأردن. 
- العسلي، كامل جميل، (1982م)، من آثارنا في بيت المقدس، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، الأردن.
- العسلي، كامل جميل، (1983م)، وثائق مقدسية تاريخية، مع مقدمة حول بعض المصادر الأولية لتاريخ القدس، مج1، عمان، الأردن.
- العليمي، مجير الدين الحنبلي، (1999م)، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، تحقيق: محمود عودة الكعابنة، جزئين، مكتبة دنديس. 
- غوشة، محمد هاشم، (2009م)، القدس في العهد العثماني، 922هـ / 1516م – 974هـ / 1566م، منشورات وزارة الثقافة، عمان، الأردن.
- قطناني، عبير. (2017م)، المؤسسات الوقفية في العهد العثماني، العمارة العامرة في بيت المقدس وأثرها في الحياة الاجتماعية، مجلة دراسات بيت المقدس مج 17، ع 1.
- محيبش، غسان، (2004م)، وقفية خاصكي سلطان في بيت المقدس، دراسة وتحليل، رسالة دكتوراه غير منشورة، منجزة ضمن البرنامج المشترك بين كلية البنات جامعة عين شمس وكلية التربية الحكومية – غزة، جامعة الأقصى.
- مخلوف، ماجدة صلاح، (1998م)، الحريم في القصر العثماني، دار الآفاق العربية، ط1، القاهرة.
- مخلوفي، نصيرة، وحاشي، بشرى، (2022م)، إسهامات زوجات السلاطين العثمانيين في الأعمال الخيرية، القرن 10- 13هـ / 16 -19م، مذكرة تخرج غير منشورة لنيل الماستر في التاريخ، جامعة الدكتور يحي فارس، المدية، الجزائر.
- ملكه، محمد أحمد بهاء الدين عوض السيد، (2022م)، العمائر الوقفية لنساء القصر العثماني بمدينة إستانبول، خلال القرنين (10- 11هـ / 16 – 17م)، الأمانة العامة للأوقاف، سلسلة الرسائل الجامعية (27)، دولة الكويت.
- واكد، أمجد عبد الرحمن أحمد، (1999م)، النظم التعليمية في مدارس بيت المقدس في العصر العثماني، رسالة ماجستير غير منشورة في أصول التربية، كلية الدراسات العليا، الجامعة الأردنية، عمان.

- الملاحق:
1- أوقاف الأميرات العثمانيات على بيت المقدس. 

المصدر: دفتر تقسيمات الصرة الرومية المرسلة لأهالي القدس الشريف عن واجب سنة عن واجب سنة 1049هـ، كود الدفتر :(EV.HMK- SR-d-00009).


2- مخصصات المجاورين الأروام في القدس الشريف. 

المصدر: دفتر تقسيمات الصرة الرومية المرسلة لأهالي القدس الشريف عن واجب سنة 1085هـ، كود الدفتر :(EV.HMK- SR-d-00218).

3- مخصصات قراء قرآن كريم عند مسجد قبة سيدنا موسى عليه السلام.

المصدر: دفتر تقسيمات الصرة الرومية المرسلة لأهالي القدس الشريف عن واجب سنة 1086هـ، كود الدفتر: (EV.HMK- SR-d-00232).

4- مخصصات المجاورين عند المسجد الأقصى.

المصدر: دفتر تقسيمات الصرة الرومية المرسلة لأهالي القدس الشريف عن واجب سنة 1087هـ، كود الدفتر : (EV.HMK- SR-d-00244).