الطب البيطري التقليدي نشأته وتطبيقاته عند مربي الإبل في سلطنة عمان

الباحث المراسلد. محمود بن سعيد بن سالم العامري

Date Of Publication :2024-01-15
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

الطب البيطري مهنة ضاربة في القدم، وتعتبر من المهن التي تطورت مع تطور البشرية بشكل مستمر بتغير الظروف واحتياجات المجتمع وتطوره (5)بدايات الطب البيطري كانت بالطب البيطري التقليدي القديم (الطب الشعبي)، وله فضل كبير على ما وصل اليه الطب البيطري من تطور في العصر الحديث ، حيث كانت الظروف البيئية والاجتماعية صعبة للغاية، والإمكانيات الطبية تكاد تكون معدومة، ولولا هذا النوع من الطب الشعبي البيطري لانقرضت هذه الثروة الحيوانية وعانت البشرية نتيجة لذلك(4) ولكن بوجود  الممارسين الشعبيين وتراكم الخبرات وتناقلها بين الأجيال كان له الأثر الكبير في ديمومة هذه المهارة وبقائها الى وقتنا الحاضر  ومن الوثائق التي ذكر فيها الطب البيطري هي  البرديات الطبية لقدماء المصريين مثل بردية كاهون التي وصفت الأنشطة البيطرية في وادي النيل سنة 1900 ق . م. (3) وأيضا اول اهتمام ظهر لرعاية الحيوان بيطريا هو انشاء مستشفى بيطري ليس بمفهومه الحالي ولكن كمكان يعتبر مركز لعلاج الحيوان بالطرق التقليدية حيث كان تم تشييده في التاريخ سنة 250 ق.م في الهند في عهد الملك آسوكا (2). أما الممارسات الحديثة والطرق البيطرية بمفهومها فقد نشأت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في أوربا. حيث كانت الأوبئة وفي مقدمتها الطاعون البقري والسل البقري، تفتك بالأبقار والحيوانات الأخرى وتنتشر أحياناً لتشمل أوربا كلها مسببة المعاناة الشديدة والمجاعات بسبب نفوق هذه الحيوانات وعدم القدرة على اجتثاث الامراض والسيطرة عليها (1).                                                                                                            

اما عند العرب فقد بدء الاهتمام منذ العصر الجاهلي وكانت لها رعاية بيطرية خاصة، حيث كان للعرب مهنتين أساسيتين هما الرعي والتجارة، فكان العرب لا يستغنون عن استخدام الحيوان في مختلف مجالات حياتهم سواء في الرعي أو التجارة أو التنقل وأيضا في الحروب كاستخدام الخيول لسلاح الفرسان، وكانوا يعتبرون الخيل من أعز ما يمتلكون حيث ارتبطوا بها ارتباطًا وثيقًا (7).                                                               

بناء على الارتباط الوثيق بالحيوان عند العرب كان للحيوان رعاية خاصة والمحافظة عليه ومن اساسيات تربية الحيوانات كانت الرعاية البيطرية التقليدية، حيث تعتبر رعاية الحيوان والعناية به وعلاجه ودراسة حياته وتطوّر الاستفادة منه مما عرفته المجتمعات المتحضرة في ذلك الزمان التي عرفت استئناس الحيوان، ففي هذا العهد الجاهلي للعرب عرفت العناية بالجمل والخيل، وقد ظهر معالج بيطري في العصر الجاهلي يُدعي العاص بن وائل، وهو أبو الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقيل إنه كان يعالج الخيل والأبل (16).             

ولسلامة الخيل توجد دلالات على سلامة صحتها وعافيتها، إثارتها لغبار الأرض بحوافرها حال سيرها، قال تعالى: "والعاديات ضبحا" (العاديات: 1) فهي دعوة للنظر في الخيل حال جريها، ودراسة كيف تأخذ شهيقها وتُخرج زفيرها مع سرعتها الفائقة وقد دعا القرآن أيضًا إلى دراسة الإبل في قوله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" (الغاشية: 17)، فهي دعوة للإنسان إلى دراسة الإبل وما فيها من روائع خلق الله تعالى وجميل صنعه.                                                                                                                 

وفي نفس السياق استخدم البدو وأصحاب الإبل، طرق وأساليب تقليدية محلية عديدة في معالجة أمراض الإبل، للمحافظة على سلامة إبلهم او علاجها عند تعرضها لأي عارض خارجي ومن ضمن هذه العلاجات الشعبية المعالجة بواسطة الكي بالنار، والذي يمارس هذه الطرق غالبا هم المتقدمين في العمر حيث يكون لهم دراية وخبرة في ممارسة العلاج التقليدي بما يسمى الطب الشعبي البيطري ويكون له دور فاعل في علاج بعض الأمراض التي تصيب الإبل ومنها حالات التسمم، حيث كان  في الزمن القديم  معظم مربي الإبل وخاصة البدو منهم يعتمدون على الطب الشعبي في علاج الأمراض التي تصيب نوقهم(13) ،اما الوقت الحالي تجدد مربي الابل يفضل الخلطة بين العلاج الشعبي والطب البيطري الحديث وذلك نتيجة تطور المجتمعات وتأثرها بالحداثة وفي نفس الوقت الوعي الكبير الذي تكون عند مربي الابل في الاستفادة من الطب البيطري الحديث وسهولة توفر هذه الخدمات بعد ان كانت شحيحة او تكاد تكون معدومة.                                                       

 

الطب الشعبي او التقليدي  في الانسان  يتم الإشارة اليه  على انه جملة الممارسات و الوصفات المتوارثة عبر الأجيال  لعلاج الامراض والوقاية منها، سواء بتناول جرعات معينة من خلطات غذائية معينة، أو وضع مواد موضعية او استخدام اداه معينة  على أجزاء من الجسم، ، ويطلق على هذا النوع من الممارسات العديد من التسميات مثل "الطب التقليدي" أو"الطب التكميلي" أو"الطب البديل" أو"طب السكان الأصليين"، ويشمل أيضًا التراث الشفهي من العلاجات التي يغيب فيها استخدام مستحضرات صيدلانية، ويدخل فيه العلاج بالإبر الصينية والعلاج بالأعشاب والتدليك في ، وتعرفه منظمة الصحة العالمية بأنه: "مجموع المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصلية للثقافات المختلفة، سواء أكانت قابلةً للتفسير أم لا، والمستخدمة في الحفاظ على الصحة وكذلك في الوقاية والتشخيص والتحسين أو العلاج من الأمراض الجسدية والعقلية، ويقابله "الطب الحديث"، وهو الطب الذي يتم تطوير بناء على  أسس علمية تجريبية ونظرية وتفسيرات واضحة ويتم  اعتماده بشهادة اكاديمية محددة تخول حاملها بممارسة المهنة بشكل قانوني (18).                                                                                                                           

يعتبر الطب الشعبي منتَجًا ثقافيًّا يماثل القصص والأمثال، فهو نتاج جماعي لخبرات وتجارب لأجيال سابقة ومحصورة  تم تناقلها بينهم وفي محيط تم توظيفه لتطوير ورعاية حيواناتهم، لذلك نجد ان الطب الشعبي الممارس لعلاج البشر محل دراسة من علماء الأنثروبولوجي (علم الإنسان) وفي كتب الفلكلور (الثقافة الشعبية)، حيث في منتصف القرن الماضي ظهرت الأنثروبولوجيا الطبية بوصفها أحد فروع علم الأنثروبولوجي المختصة بعلاقات الصحة والثقافة، لتبحث في موضوعات من بينها تفسير الناس للمرض والعلاج واستقبالهم للأمراض والعلاجات الجديدة(8).                                                                     

في كتابه (الأنثروبولوجيا الطبية.. دراسات نظرية وبحوث ميدانية) يحدد عالم الأنثروبولوجيا على المكاوي، عنصرين مهمين وهما انخفاض التكلفة والوصول في إطار إنساني للمتلقي ضمن أسباب لجوء الناس إلى العلاجات من الطب الشعبي، خاصةً مع الازمات الاقتصادية كانخفاض دخل الأفراد، وأيضا غياب الخلفية الاجتماعية والثقافية للمرضى عند ممارسي الطب الحديث (18).                                                       

 

 

محاولة تعريف الممارسة الشعبية لعلاج الانسان هي محاولة لفهم البيئة والخلفية الاجتماعية لهذا النوع من الممارسات بين البشر وتوضيح  الممارسة الشعبية البيطرية نتيجة المكون ثقافي والاجتماعي للمارس الشعبي البيطري وتأثره بها مما يساعدنا لفتح باب لدراسة هذا النوع من الممارسة الشعبية البيطرية وتوثيقها تقودنا الى دراسة أنواع العلاجات المستخدمة وطرق تنفيذها وأنواع الامراض التي تستهدفها هذه العلاجات حيث يعتبر البحث في موضوع الطب البيطري التقليدي المحلي مهمَّاً من الناحية التراثية أولاً، لآته توثيق لتراث معرض للاندثار، وهو تراث عربي أصيل ولمربي الإبل العمانية في سلطنة عمان خاصة حيث تتم ممارسته بينهم في مختلف مناطق السلطنة التي تكثر فيها تربية الإبل بمختلف انواعها كابل سباق او المزاينة، او حتى مع مربي إبل الإنتاج في محافظة ظفار. 

 

والقلق من حصر هذا الموروث وتناقله بين الأجيال التي تهتم بالإبل فقط بحيث سوف يكون مغيبا عن توثيقه والاستفادة منه لطلبة العلم او المختصين بعد أن يضيع الكثير منه نتيجة موت أصحاب الإبل القدامى والمعالجون.  ومن عوامل ضياع توثيق هذا الموروث دخول الحداثة لمربي الإبل والتمتع بالرفاهية الاقتصادية وتوفر الخدمات الاجتماعية للبشر وحيواناتهم ومحاولة الحكومات الحثيثة تذليل الصعاب لجميع المربين كتوفير العيادات البيطرية الثابتة والمتنقلة في مناطقهم وتوفير المختبرات الحديثة كإجراء الفحوصات المختبرية لحيواناتهم وحتى تشخيص الحمل ومتابعته تم تطويره لدى المهتمين في رعاية الإبل.

محاولة الربط بين افكار الطب الشعبي لدى الانسان واسقاط هذه الممارسة في العلاج الشعبي او التقليدي للحيوان لمحاول دراسة وتوثيق هذه الممارسة وايجاد بيئة ثقافية تهتم بهذا الموروث على اسس علمية يضع قواعدها هي الفكرة التي انطلق منها هذا البحث وهو الهدف الاساسي لهذه المحاولة الخجولة التي حاولت تتبع الطرق المقبولة علميا لدراسة الطب البيطري الشعبي وفي نفس الوقت يكون التوثيق وسيلة للمعرفة الثقافية والاجتماعية مما يحفط هذه الممارسة من الاندثار وتهي له سبل التطور والاستدامة وإيجاد القبول العلمي لها كبحوث مرجعيه يعتد بها فيما بعد.

 

التجربة والأدوات

 

للقيام بهذه الدراسة تم توظيف طرق بديلة لجمع البيانات من ضمنها البحث عن طريق الشبكة العنكبوتية عن اي مصدر يتكلم عن الطب البيطري التقليدي او الشعبي كيفية استخداماته ما هي المناطق التي يكثر استخدام هذا النوع من العلاج في الوطن العربي وسلطنة عمان خاصة وما هي الامراض التي يتم علاجها بالطريقة الشعبية. أيضا البيانات تم جمعها من خلال الملاحظات العامة بناء على تخصصي في الطب البيطري ومخالطتي لملاك الإبل بمختلف اطيافهم. محاولة التقصي الشامل تم الاستفادة منه في تجميع معظم المعلومات الخاصة بالعلاج الشعبي البيطري. الإجراءات التي تمت في جمع المعلومات والبيانات تم شرحها في الخطوات التالية.

 

مصادر المعلومة والاستراتيجية

 لمعرفة أنواع العلاج الشعبي البيطري واصله وتاريخه تم الاستعانة ببعض المؤسسات الحكومية في سلطنة عمان المهتمة بالثروة الحيوانية كالاتحاد العماني لسباقات الهجن والهجانة السلطانية والتواصل مع مربي الإبل القدامى مع ملاحظة تجارب الخبراء في هذه الممارسة وأيضا خبرتي البيطرية في مجال الإبل كمسؤول عن صحة الإبل في الهجانة السلطانية واحتكاكي بطاقم العملاء الفني خلال ممارستي للعلاج البيطري الحديث وتحاوري مع الافراد في مختلف العلاجات البديلة.

 

اولا مصادر البحث الالكتروني

 

مصادر الشبكة العنكبوتية تم البحث خلال الفترة من شهر فبراير 2022م لغاية شهر يوليو 2022م ومحاولة الدخول لجميع المصادر العلمية او الأدبية وفي نفس الوقت تم البحث في المصادر التراثية المهتمة في شؤون الإبل. قمت بتصميم نمط معين من البحث من التقصي لإيجاد الدقة في إيجاد المعلومة التي نبحث عنها حيث قمت باستخدام كلمات محددة تقودني الى مصدر المعلومة التي نبحث عنها مثل الطب البيطري التقليدي – الشعبي- تاريخ الطب البيطري – تطبيقات الطب الشعبي- الطب البديل- ممارسات الطب البيطري. الهدف من هذه الطريقة كان إيجاد اية مصادر تقودنا للبدء في كتابة البحث ووضع بعض الأساسيات الاولية لإيجاد أي مرجع او مستند يمكن ان يوضح لنا بدايات الطب البيطري التقليدي استخداماته، نشأته، وانواعه ومدى فاعليته.

ثانيا المصادر المؤسسية 

في سلطنة عمان يعتبر الاتحاد العماني لسباقات الهجن والهجانة السلطانية المصدر الموثوق التي تستطيع ان تجد المعلومات الأولية للعلاج التقليدي البيطري وذلك لتواجد هذه الإبل وتربيتها حيث يقوم الاتحاد العماني لسباقات الهجن برعاية جميع المنافسات الرسمية من سباقات ومزاينة وإنتاج بمختلف محافظات السلطنة. وأيضا تقوم الهجانة السلطانية بتربية أنواع مختلفة من الإبل مع انتاج إبل للمشاركة في جميع المنافسات المحلية وذلك تشجيعا لملاك الإبل وتحفيز لهم للمحافظة على سلالات الإبل العمانية وفي نفس الوقت وجود السجلات لديهم التي يمكن الوصول اليها واستخدامها كمصدر للمعلومة في هذا المجال بطبيعة عمل هذه المؤسسات واهتمام هذه المؤسسات بنوعية إبل معينة تشارك في منافسات محددة كنوق السباق ونوق المزاينة وأيضا المشاركة في بعض الاحتفالات والمهرجانات كنوق العرضة والموسيقى

 

ثالثا المعلومات الشخصية 

بناء على وظيفتي في الهجانة السلطانية كطبيب بيطري أقدم الخدمات العلاجية للإبل عن طريق العلاج الحديث ووجود موظفين خبرة في العلاج التقليدي ويتم استخدامه بتوازي مع الاستخدام الحديث هذه البيئة المختلطة اوجدت مجال خصب لتبادل المعلومات واستخراج البيانات من مصادر قريبة تمارس العمل في نفس النطاق ولتحقيق هدف مشترك وهو رعاية الإبل وتطوير إنتاجها.                                                               

والمصدر الشخصي الثاني ويعتبر من اهم مصادري للمعلومات الشخصية هو تواصلي مع مربي الإبل (المضمرين في العزب الخارجية) بحكم خلفيتي البيطرية واحتكاكي بالمربين كطبيب للإبل فاني قدرت ان ادخل في تفاصيل رعايتهم للإبل والطرق التقليدية التي يستخدموها للعلاج حيث تكثر معهم إصابات المفاصل والعرج ويتم استخدام العلاج التقليدي في كثير من الأحيان.

المصدر الثالث كان تواصلي مع خبراء العلاج التقليدي بحكم تخصصي فانه كانت لدي القدرة في التواصل مع الخبراء في هذا المجال والجلوس معهم حيث أقوم بعرض نفسي كطبيب بيطري يتبع الأساليب الحديثة في العلاج ولدي الشغف في الاستفادة من خبرات الممارسين الشعبيين للعلاج التقليدي ومعرفة مدى نجاح الطريقة وكيفية اجراء العلاج وما هي الامراض المستهدفة لديهم.

النتائج 

 

أولا مصادر الشبكة العنكبوتية

لم أستطع الحصول على دراسة محكمة تتحدث عن العلاج التقليدي الشعبي للحيوانات ومدى فعاليته او نتائجه بطريقة علمية موثقة ولكن الذي حصلت عليه هي عبارة عن مقالات واجتهادات شخصية في مواقع او منتديات تهتم بتربية الإبل وهي اجتهادات شخصية عبارة عن نبذة تاريخية ونشأته وتتحدث عن العلاج التقليدي وانواعه والحضارات التي مارسته. 

ثانيا المصادر المؤسسية

من خلال السجلات الموجودة في بعض المؤسسات المهتمة استطعت ان احصل على بعض أنواع العلاجات المستخدمة لأمراض معينة يتم تسجيلها في سجلات النوق حيث لدى هذه المؤسسات قسم سجلات يهتم في جميع أنواع النوق ويتم رصد كل التعاملات معها بهدف توثيق كل اجراء تم للناقة وتتبع تطورها ومشاركتاها ومن ضمن هذه الإجراءات العلاج التقليدي للإبل                                                                               

ثالثا المعلومات الشخصية 

بناء على وظيفتي وتواصلي مع مربي الإبل وأيضا خبراء العلاج التقليدي ( ساعد السعيدي- حمدان الخميسي – سليمان العامري – زايد الجنيبي – خالد المبيحسي ) استطعت ان اخرج بمعلومات أولية عن طبيعة العلاج المقدم وتخصيص كل علاج لنوع معين من الامراض ومما تجدر الإشارة اليه بان المعلومات كانت متناسقة مع بعضها البعض ووجدت التوافق فيما بين المصادر جميعها من حيث طبيعة العلاج البيطري الشعبي واستخداماته مما مكنني من جمع البيانات الأولية التي أقدر ان اصنفها كأساسات تبني مسار لدراسات مستقبلية عميقة يتم فيها محاولة وضع الصغبة العلمية لهذا الموروث الشعبي في المستقبل.                                      

أنواع وطرق العلاجات التقليدية المستخدمة:

  1. المعالجة بواسطة الكي بالنار، وفي الحقيقة معظم أمراض الإبل، كانت تعالج بهذه الطريقة. 
  2. المعالجة بالأعشاب والنباتات الطبية، واستخدام أنواع مختلفة من النباتات في معالجة أمراض الإبل
    (الحنظل – الحبة السوداء – الشيح- القرض- القرع – الرمرام – الحرمل – السمسم – الحلبة – الكافور)
  3.  المعالجة بالمواد الاخرى (الزيت – القطران – الكبريت – البترول – ماء الملح المركَّز) وتعطى بدرجة الحرارة العادية عن طريق الفم مباشرة، أو تصب على الجلد حامية أي حرارتها عالية (بعد تسخينها على النار) وتستخدم ضد امراض الجرب والقرع او بعض الامراض الجلدية لمكافحة الطفيليات والديدان الداخلية
  4. المعالجة بالمراهم التقليدية، التي يتم تحضيرها محلياً من قبل البدو أنفسهم، وأهم المواد التي تستخدم لتحضير المراهم هي / الحناء – الصبر – الشبة – الوبر- السمن –رماد البعر (البراز) ضد امراض الحي وعدم الاكل او التسمم المعوي
  5. المعالجة بعض الأمراض العصبية بالطرق الروحانية والتي يجدون انها الناقة أصيبت نتيجة عين او حسد نتيجة تحقيقها لإنجازات في منافسات مختلفة. 

 

الامراض وعلاجاتها 

امراض الجهاز التناسلي

ابترام الرحم: وهو مرض يمنع اللقاح في الإبل نتيجة التواء في العصب في الرحم. ويعالج بإدخال اليد داخل الرحم، فقد يعالج المعالج أعصاباً ملتوية ويجد بعض حِلَق الرحم واسعة والأخرى ضيقة فيفضها بيديه ويضع ملحاً كدواء، ويسمى هذا العلاج التعديل، أما الملاح فهو معالجة حياء الناقة إذا اشتكت بخرقة تطلى بالدواء ثم تعلق على الحياء.                                                                                                                 

 

- الإرحام: وهو خروج رحم الناقة عند الولادة ، ويقال له الترحيم أيضاً ، ، وقد يتلوث الرحم بالتراب عند خروجه ، فيؤتى بصحن كبير نظيف ويوضع تحت حياء الناقة ويغسل الرحم الخارج جيداً بالماء الدافئ والصابون ، ثم يدهن بالسمن النظيف ويعاد إلى موضعه ، ثم يخاط حياء الناقة من فوق ومن أسفل وتترك فتحة صغيرة للبول ، لكي لا يخرج الرحم مرة أخرى. ويستمر ذلك لمدة أربعة أيام وبعد ذلك يصبح الرحم طبيعياً فتفك الخيوط.                                                                                                                       

الإكسار: وهو عدم حدوث التلقيح بعد ظهور علامات الحمل في الأنثى كرفع الذنب. والإكسار قد لا يكون عن مرض، فتلقح الناقة إذا ضربها الفحل مرة أخرى، ولكن إذا تكرر ذلك فإن الخبير يدس يده في رحم الناقة، وقد يجد بقايا جنين بدأ في التخلق ثم مات ولصق بالرحم يكون هو السبب في عدم لقاحها مرة أخرى.               

) أمراض الأطراف (اليدين والرجلين 

 

 اللّيَن: مرض يصيب اليد عن الرسغ، فيقال أن اليد مصابة بالليونة، وتسمى بالعامية المحلية (لين) أو ( يد متلينه) وسبب المرض على الأرجح تراكم الشحم على بطن وظهر الجمل الصغير مع المبكر بالرصاغ أي ربطه من يده بالحبل، ويعالج في الحالة بالوسم من الرسغين، أربع مرات أو أكثر.. ويسمى الوسم هنا (رز) عن مرض اللين، والرزز هو الوسم على شكل (نخرة) دائرية بأداة حديدية مدبب.

 

 العضاد: مرض يصيب يد الجمل ويسبب في (ضلعه)، والضلع: هو عرج في مشية الجمل وعلاجه الكي بالنار على اليد المصابة

 

 الكعب: يصيب رجل الجمل في منطقة العرقوب، وأعراضه الضلع من الرجل أي العرج وعلاجه الكي على شكل (عرقاه الكعب) أي على شكل إشارة (+)، وتسمى هذه الإشارة (عرقاه الكعب) 

 

الكهل: سببه السير الكثير والتعب أو الركض المتواصل.. وكلها أعراض له حيث يظهر الإرهاق الشديد على الجمل وعلاجه الكي على المنطقة الأمامية من الصدر ويكون الوسم على علامة الضرب (×) ويسمى (عراقي)

 

أمراض البطن والصدر 

 

 الطير: وأعراضه تقلب الجمل على جنبيه متأثر من وجع في بطنه، ويكون علاجه الوسم بالنار أمام وخلف السرة بمطرقين أي بقطعة حديدية تحمى على النار وتوضع عرضياً في المكان المصاب ويكوى كذلك بمطرقين في خاصرتيه وفي الغالب، تنفق الجمال التي تعالج بهذه الطريق.                                                       

 النداس: يصيب الجمل في بطنه حيث يظهر المرض كورم أمام الضرع وعلاجه الوسم (عتنه) ويكون هذا على شكل ارزه أي وخزه وإذا لم يشف الجمل يوسم حلقة على الورم أي يكون الوسم بشكل دائري             

 الكعر: يصيب الإناث بمنطقة الرضع التي تحمل لبناً.. وأعراضه تورم الضرع.. أم العلاج فيكون بالحييل على الضرع أي بكية على شكل حلقة. 

 

 جرب الشقاق: وهو مرض يصيب الجلد ويكون على شكل تشقق جربي في الجلد وعلاجه الوسم بواسطة التحييل على اليدين أي الوسم بشكل دائري.

 أمراض الرأس 

 

 البقيض: مرض يضرب الجمل في رأسه.. ويظهر على شكل ورم وانتفاخ ويعالج بالكي الوسم على منطقة الورم، ويكون دائرياً.

 

 القصر: أعراضه اتجاه الرأس إلى الأمام دون أن يتمكن الجمل من الالتفات، لأن تشنجاً أصاب الرقبة ويعالج هذا المرض بمطرق ورزة من كل جنب في الرقبة.

 

 الخشم: يصيب الجمل في رأسه وعلاماته خروج دم من أنف الجمل عند إدخال الإصبع فيه وهو يشبه الرعف عن الإنسان ويعالج بإدخال الإصبع في أنف الجمل المصاب لإجباره على (الإسترعاف) أي إخراج الدم الجاف من داخ الأنف.

 

 الفطاس: ويلاحظ بعد الركض أو السير المتواصل.. ويظهر على شكل انتفاخ في عرق الأنف.. وعند إدخال الإصبع في أنف الجمل يمكن ملاحظة برودة غير عادية في الداخل ويعالج بالكي على طرف الانف. 

المناقشة

لمحاولة ربط البدايات التاريخية للطب البيطري التقليدي ومدى انسجامه وتوافقه مع الطب البيطري الحديث أتت فكرة هذه الدراسة الأولية حيث تعتبر هي محاولة مبدئية لتوثيق هذه المعلومات البيطرية التقليدية وممارستها من قبل معالجين تقليديين لهم باع طويل في هذا المجال مع محاولة استخراج البيانات والمعلومات بطريقة مقبولة بين الأوساط العلمية والأكاديمية.                                                                            

من خلال هذه الدراسة الأولية يتضح ان المعالجة التقليدية للإبل علاقة وطيدة مع بيئتهم البسيطة بمفرداتها والعميقة بمدلولاتها، حيث استطاع أن يعيش ويتأقلم معها ويحقق من خلالها كل متطلبات حياته من طعام وشراب ومأوى وملبس ودواء سيشفي معظم الأمراض التي تصيبه أو تصيب الحيوانات التي يعتمد عليها في معاشه ورزقه فقد عرف المرض وبحث عن العلاج الخاص به بما يتناسب مع إمكانات وما يتوفر لديه من أدوية يصنعها في الغالب من الحشائش ومن الملاحظ أنه كان يكثر من استخدام أسلوب الكي بالنار (الوسم) للإنسان والحيوان على حد سواء.                                                                                             

حيث   تتم ممارسة العلاج التقليدي عبر الأجيال وتتناقل هذه الخبرات فيما بينهم وينتج عنها خبرات متراكمة لدى الأجيال ولكن نسبة النجاح والشفاء فيها غير موثقة علمية للأسف. ولكن في زمن لم تتوفر فيه العلاج الحديث حيث لم يكن هناك سوى الطب البيطري التقليدي القديم كان له فضل كبير في بقاء الثروة الحيوانية واستمراريتها، حيث كانت الظروف البيئية والاجتماعية صعبة للغاية، والإمكانيات الطبية تكاد تكون معدومة حيث يعتبر خيار ممارسة الطب البيطري التقليدي او الشعبي المصدر الأساسي للعلاج والاعتناء بالحيوان والمضي في هذه الممارسة وتطويرها بناء على معطيات وامكانيات كل عصر وزمان.                                     

محاولة الجمع بين الطب الحديث والطب البيطري التقليدي في ازدياد، لذلك فإنَّ المزيدَ والمزيد من مناهج كليات الطب بدأت بإدخال معلومات عن هذه المُعالجَات، مثل الوخز بالإبر والطب البديل باستخدام الأعشاب والمعالجات اليدوية للحيوانات الاليفة وفي الخيول يزداد استخدام الوخز بالإبر الصينية.                           

من خلال هذه الدراسة الأولية يتضح انه في الماضي البعيد كان استخدام الطب البيطري القديم هو السائد والمحاولة العلاجية المتوفرة لمربي الحيوانات، ونسبة الطب البيطري الحديث معدومة ولكن مع التطور في مشتى مجالات العلوم ومنها الطب البيطري أصبحت نسبة استخدام الطب التقليدي قليلة جداً وبحدود ضيقة وتكثر في مجال الإبل أكثر من غيرها بحكم تواجدها في المناطق النائية جداً والتي لم تتأثر بالحداثة والتطور الاقتصادي.                                                                                                                     

على الرغم من أنَّ التمييزَ بين الطب التقليدي والطب التكاملي أو التكميلي والبديل ليس من السهل تحديدُه دائمًا، لكنَّ هناك فارقًا فلسفيًا أساسيًا. يميل الطبُ البيطري الحديث في ممارسته إلى الاعتماد على أفضل الأدلة العلمية المتاحة والتحاليل المخبرية. وفي المقابل، يميل الطب البيطري التقليدي او الشعبي إلى أن يستند في ممارساته على الممارسات المستنيرة إلى الأدلة والممارسات التي قد لا تستوفي بالضرورة معايير العلمية والتوثيق (6). حيث يعرِّف الطبّ البيطري الحديث هو ممارسة العلاج بغياب المرض أو الخلل الوظيفي (11). حيث عادةً ما تُعتبر الأسباب الرئيسية للمرض والخلل عوامل يمكن تحديدها، مثل البكتيريا أو الفيروسات، والاختلالات الكيميائية الحيوية. اما في العلاج البيطري التقليدي فالممارسات تعتمد على الخبرات التراكمية ومحاولة علاج العرض بدون الدخول في معرفة الأسباب التي أدت الى هذا المرض المصدر المرض ويظهر ذلك في العلاج بالكي بالنار وما شابهه (12).                                                                                                   

قد يكون من المعوقات التي منعت الباحثين في دراسة الطب البيطري الشعبي بطريقة علمية هو عدم وجود دراساتٍ مُصمَّمة جيِّدًا تصاميم معينة يقدر يستخدمها الباحث من طرائق البحث التقليدية لدراسة الطبّ التقليدي او الشعبي بالرغم من توجد بعض المحاولات القليلة والخجولة لتوثيق العلاج البيطري التقليدي ومدى تأثيره في علاج الحالات المرضية المختلفة للحيوانات يوثق بعض مُعالجَات الطب البيطري التقليدي او الشعبي. وفي نفس الوقت عدم وجود دراسات علميَّة لا يعني أنَّ العلاج البيطري التقليدي غيرُ فعَّال قط.  فقط نوضح إنَّ الأدلة العلمية باستخدام دراساتٍ مُصمَّمة جيِّدًا، ما زالت مفضَّلة لتحديد ما إذا كان العلاج البيطري التقليدي فعَّالًا او لا لبناء منظومة علاجية في المستقبل يعتمد عليها تكون موثقة علميا وعمليا وأكاديميا.                            

لذا لفهم التباين والتداخل الحاصل بين الطريقتين يجب ان نتتبع مجموعة قوية من الأبحاث التي تظهر أن العلاج البيطري الشعبي فعال في تطبيقه وله الأثر الواضح في صحة الحيوان.  الهدف يتمحور حول إمكانية حصول المعالجين الشعبيين لشهادات رسمية من مؤسسات اكاديمية معتمدة وامكانية اعتبار الممارس البيطري التقليدي كطبيب بيطري شمولي معتمد بمعنى يمزج بين الطب البيطري الحديث والشعبي، حيث يمكن أن يطلق على هذا التخصص مسمى الطب البيطري البديل ويمكن اعتبارهم أطباء بيطريين شعبيين قانونيين.                    

حيث الطب التقليدي أو الشعبي له قوة الانتشار والتأثير، لكونه جزءًا من الثقافة، بالتالي يجدر الاستفادة من ذلك بتنقيحه ودمجه مع الطب الحديث، واليوم هناك عددٌ من الدرجات العلمية في الطب الشعبي والتكميلي والعلاج بالنباتات في عدد من الدول الأوروبية بجانب الصين وماليزيا والولايات المتحدة وكندا، من درجة البكالوريوس حتى الدكتوراه، بالإضافة إلى تأسيس كيانات طبية مرموقة متخصصة في الطب الشعبي، منها على سبيل المثال: جمعية العلاج بالأعشاب الكندية، ونقابة المعالجين بالأعشاب الأمريكية، وتأسست في بعض الدول معاهد لدراسة الطب التقليدي حتى ذلك الخارج عن تراثها (20).                                     

يظهر من اللحظة الأولى أن الطب الحديث يلغي الطب الشعبي، أو أنه الأَولى بالاتباع من ذلك المعتمد على موروثات يختلط فيها الصحيح بالخطأ، ما يخلق قدرًا من المعارضة من أنصار العلم للطب الشعبي، وفي ورقة بحثية بعنوان (الطب الشعبي بين الحتمية السوسيو-ثقافية وتحديات نسق الطب الحديث) تعتبر مريم الأنصاري أن "التجاذب الحاصل بين نمطي العلاج الشعبي والرسمي ما هو إلا انعكاس لتنوع البناء الاجتماعي الثقافي المنطلق من عدة ثنائيات للبناء السوسيو ثقافي للمجتمع، منها: (حضر/ ريف)، (أغنياء/ فقراء)، (مثقفين/ عوام) (18).                                                                                                                           

لكن يبقى اتخاذ موقف تجاه الطب الشعبي أمرًا شائكًا، إذ يتداخل مع مفاهيم الأصالة الاجتماعية والتدين، وفي بحثها (ثقافة العلاج الشعبي)، تخلص طالبة الدكتوراه نجاة ناصر إلى أن العوامل الثقافية التي تفسر لجوء المرضى إلى العلاج الشعبي للمداواة هي: ارتباط الطب الشعبي بالدين، مما "أعطاه نوعًا من القدسية، بالإضافة إلى الاعتقاد بنجاعة العلاج الشعبي وفاعليته في علاج الأمراض"، وارتباط الطب الشعبي بالثقافة الشعبية، ما يجعل اللجوء إليه مظهرًا من مظاهر الأصالة الثقافية والارتباط بالمجتمع(9)، أي أنك عندما تأخذ بإحدى وصفات الطب التقليدي تعزز ارتباطك بالبيئة التي تعيش فيها وثقافتها، في حين قد يرى البعض أن رفض هذه الممارسة بمنزلة اعتراض على ثقافتك الاجتماعية.                                                                       

المراجع

 

أولا: المصادر العربية

1- أحمد محمد عوف، عبقرية الحضارة الإسلامية، (مقالة علمية) عن www.arwikibooks.org..
2- براك عبيد عوض المطيري، الأوضاع الحضارية في بلاد الشام في القرن (3هـ): رسالة دكتوراه (غير منشورة)، جامعة القاهرة 2007م.
3- البستاني (دائرة المعارف)، مج5، بيروت 1958.
4- جميل نخلة المدور: حضارة الإسلام في دار السلام، القاهرة، 1935م.
5- حسن أحمد محمود: حضارة مصر الإسلامية في العصر الطولوني (254-292هـ / 868-1905م)، القاهرة 2004م.
6- خالد حسين محمود: حضارة مدينة فاس في عصر الادارسة (رسالة ماجستير)، جامعة القاهرة 2000م.
7- راضي عبد الله عبد الحليم، الجيش والأسطول في العصر العباسي الأول (132هـ-232هـ)، القاهرة 1995م.
8- زهير حميدان، أعلام الحضارة العربية والإسلامية، جـ1، دمشق 1995م.
9- شاكر مصطفى، موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها. ط1، جـ1،2، بيروت 1993م.
10- عادل السيد أحمد، الإسلام والطب البيطري، القاهرة 1987م.
11- لطف الله قاري، نشأة العلوم الطبيعية عند المسلمين في العصر الأموي، الرياض 1986م.
12- مجموعة باحثين عراقيين، حضارة العراق، جـ5، 6، 8، بغداد 1980م.
13- محمد بن إبراهيم ساعد الأنصاري: إرشاد القاصد إلى أنس المقاصد، القاهرة 1900م.
14- محمد محمود عبد الله، عالم الحيوان بين العلم والقرآن، ط1، القاهرة 1998م.
15- محمد الطبيب النجار، محمد مصطفى النجار، الدولة الأموية والعباسية وحضارتهما، ط1، القاهرة 1967م.
16- محمد علي الباز، الحسبة في المجال الطبي ونظرة في كتاب نهاية الرتبة في مجال الحسبة. مقالة علمية عن: www.nooran.org.

17- وليم نظير: الزراعة في مصر الإسلامية من عهد الخلفاء الراشدين إلى عهد الثورة، القاهرة، 1969م

18- الأنثروبولوجيا الطبية دراسات نظرية وبحوث ميدانية. د. علي المكاوي. 1992 دار المعارف، مصر

ثانيا: المصادر الاجنبية

https://www.who.int/health-topics/traditional-complementary19- 

Science struck, History of Veterinary Medicine [Web document] 20- Available from: https://sciencestruck.com/history-of-veterinary-medicine

 

O’Connor, B. B., & Hufford, D. J. (2001). Understanding folk21- 

  Healing logics: culture and medicine in modern health belief 

 

https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-5625620322- 

 

https://www.americanherbalistsguild.com/23-