أثر وقف المرأة العُمانية على الجوانب الحضارية
الباحث المراسل | د. سليم الهنائي | |
أ. بدرية الهنائية | ||
أ. ميعاد الغافرية | ||
أ. ابتهال البوسعيدية | ||
أ. فاطمة الكعبية |
تاريخ نشر البحث :2025-03-12
المقدمة
يعد الوقف أداة بناء المجتمعات الإسلامية، ومنذ فجر الإسلام ساهم الوقف في ازدهار جوانب حضارية متنوعة وعديدة، وقد وعى المسلمون أهمية الوقف الحضارية ودوره الريادي في التكافل الاجتماعي والاقتصادي وكذلك دوره في المجال العلمي فخصصوا جزء من أموالهم تكون وقفاً بعد مماتهم رغبة منهم في النهوض بالدين والمجتمع.
إن كل المجتمعات والدول الإسلامية وإن تباينت في توجهاتها السياسية إلا أنها اتفقت في مسألة الوقف ودوره، وفي عُمان كان هو الحال بالنسبة للوقف، ولم يختلف الأمر بين الرجل والمرأة، إذ أن المرأة العُمانية أدركت الدور المنوط بها، فساهمت بجزء من مالها في الوقف ليكون صدقة لها بعد مماتها.
ويتوقع أن يكشف جوانب عديدة من الوقف الحضاري الذي ساهمت في المرأة العُمانية، وكان لهذه المساهمة أبلغ الأثر في النهوض بجوانب حضارية اجتماعية واقتصادية وعلمية، والله من وراء القصد.
المبحث الأول: الوقف (المفهوم والأركان)
الوقف لغة: الحبس والمنع. من فعل وقف يقف. يقال: وقفت الدابة
ويُقَال وقف الدَّابَّة وَفُلَانًا عَن الشَّيْء مَنعه عَنهُ وَفُلَانًا على الْأَمر أطلعه عَلَيْهِ وَالْأَمر على حُضُور فلَان علق الحكم فِيهِ بِحُضُورِهِ وَالدَّار وَنَحْوهَا حَبسهَا فِي سَبِيل الله وَيُقَال وَقفهَا على فلَان وَله (نخبة من اللغويين، 1972م، ص1051).
وجاء في لسان العرب: الوَقْف مَصْدَرُ قَوْلِكَ وَقَفْتُ الدابةَ ووَقَفْت الْكَلِمَةَ وَقْفاً، وَهَذَا مُجاوِز، فَإِذَا كَانَ لَازِمًا قُلْتُ وَقَفَتْ وُقوفاً. وَإِذَا وَقَّفْتَ الرجلَ عَلَى كَلِمَةٍ قُلْتُ: وَقَّفْتُه تَوْقِيفاً. ووَقَفَ الأَرض عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَفِي الصِّحَاحِ لِلْمَسَاكِينِ، وَقْفاً: حبسَها، ووَقَفْتُ الدابةَ والأَرضَ وكلَّ شَيْءٍ..، ويُقَالُ: وَقَّفَتِ المرأَة تَوْقِيفاً إِذَا جَعَلَتْ فِي يَدَيْهَا الوقْف. ( ابن منظور، 1414هـ، ص359).
أما في الاصطلاح فهو: حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه بقطع تصرف الواقف وغيره في رقبته، لصرف منافعه في جهة خير تقرباً إلى الله تعالى. وهو صدقة جارية ( مجموعة من الباحثين، 2011م، ص1087).
وعلى هذا يكون التعريف الإجرائي للوقف هو : حبس المرأة مالا لوجه من وجوه الخير تقربا لله تعالى أو هو ما تحصل عليه المرأة من أموال محبوسة من جهة واقفة لصالحها وخدمتها في جميع أوجه الخير التي تعود عليها كامرأة.
أركان الوقف:
الأول: الشيء الموقوف . وهو ما ملك من ذاتٍ أو منفعة ، يوقف على مستحق للانتفاع به .
الثاني: الموقوف عليه . وهو المستحق لصرف المنافع عليه ، سواء كان إنساناً أو غيره، كمسجد ومدرسة وحيوان ...
الثالث : الصيغة ، وتكون بألفاظ معلومة ، كحبست ، ووقفت ، وسبلت ..
الرابع : الواقف . وهو المالك للذات أو المنفعة التي وقفها . ( لمين، 2012م، ص31)
أهمية وقف المرأة في سلطنة عُمان:
هناك أنواع كثيرة من الأوقاف في عُمان؛ وقد أدى مشروع الأسهم الوقفية في السلطنة أداءً ملموساً في خدمة المجتمع وحل كثير من المشكلات؛ حيث أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في نوفمبر من عام (1999م) عن مشروع الأسهم الوقفية، وحددت الوزارة مقدار السهم الوقفي بعشرة ريالات عُمانية، وتقوم وزارة الأوقاف والشئون الدينية العُمانية باستثمار هذا المال في مشروعات وقف ثابتة، يُنْفَقُ ريعها على بناء المساجد وترميمها، وإقامة مدارس لتحفيظ القرآن الكريم وخدمته، وتأثيث منازل الأسر المحتاجة ومساعدتهم، وإعانة المطلقات والأرامل واليتامى والمساهمة في وقفيَّة إفطار صائمي شهر رمضان، ووقفية القرض الحسن، ومن النساء التي أوقفت مالها لإصلاح المساجد وتفطير الصائمين عائشة بنت محمد بن يوسف العبرية (ق ۱۲هـ / ۱۸م) فقد أوقفت أثر ماء من فلج العراقي بعبري لصلاح مسجد الصاروج الذي هو بالحمراء، وكذلك، أوقفت بستان نخل مع ما يحتاجه من الماء للخل، وما يفضل من الخل لفطرة الصائمين بمسجد الصلف بالحمراء وصلاح مسجد الصاروج، وهو ما يؤكد المشاركة الفاعلة للمرأة في مجال الوقف وملامستها لحاجة مجتمعها ثقافيا واجتماعيا (الشيباني، 2004، ص124؛ الرحبي، 2016م، ص58؛ السرجاني، 2010م، ص167).
ويعد وقف المرأة بشكل خاص وجه من وجوه حفظ حقوقها وتمكينها بما يكفل لها حياة كريمة. فقد شاركت المرأة في مسيرة التنمية والبناء منذ عام 1970، وحصلت على مكانة مرموقة في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية. كما حافظت السلطنة على صون حقوق المرأة وفقًا للشريعة الإسلامية والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وأكدت على أهمية دورها كشريك أساسي في التنمية إلى جانب دورها الأساسي في التربية وتعزيز التماسك الأسري والتآلف الاجتماعي.
وتكمن أهمية أوقاف المرأة في الآتي:
- تشجيع المرأة على الإحسان والتبرع بجزء من مالها لله تعالى ولخدمة المجتمع.
- توفير فرص عمل وتدريب للنساء العاملات في مجالات الأوقاف وتطوير قدراتهن ومهاراتهن.
- دعم المشاريع التعليمية والصحية والثقافية والبحثية التي تخدم المرأة والطفل والأسرة.
- تحسين جودة الحياة للنساء والأطفال في المناطق الريفية والنائية من خلال توفير الماء والكهرباء والإنارة وغيرها من الخدمات الأساسية.
- تشجيع ريادة الأعمال لدى المرأة العُمانية وتمكينها من إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تساهم في دخلها واستقلاليتها.
بذلك، تساهم أوقاف المرأة العُمانية في تحقيق أهدافها الخيرية والإنسانية، وتحافظ على استدامتها من خلال إدارة أموالها بحكمة وشفافية، مستفيدة من التجارب الإسلامية التاريخية في هذا المجال، كما تستفيد من التطورات التكنولوجية الحديثة لتسهيل عملية التبرع والإشراف على الأوقاف.
المبحث الثاني: أثر الوقف على الجوانب الاجتماعية
أولى الإسلام اهتمامًا بارزًا بمعالجة ظواهر اجتماعية متنوعة، وذلك من خلال تطبيق إجراءات وأحكام تهدف إلى ضمان العدالة وتعزيز الرعاية الاجتماعية. وفي هذا السياق كفل الإسلام حقوق النساء في جميع جوانب الرعاية، بما في ذلك الرعاية المادية والعاطفية والاجتماعية (الأمانة العامة للأوقاف،2005،ص145)
يساهم الوقف في جوانب اجتماعية عديدة، ومنذ نشأة الوقف كان للجوانب الاجتماعية نصيب منها، وبذلك يسهم الوقف في الإصلاح والاستقرار الاجتماعي، وتتعدد جوانب الإصلاح المجتمعي والتي تتمثل في التعليم والصحة والإسكان والتدريب وتنمية المجتمع وغيرها، وهناك العديد من القضايا الاجتماعية في عُمان والتي عالجها الوقف عبر العصور، وقد ظلت المرأة سباقة لعمل الخير، وفي تخفيف معاناة الآخرين، ولعل إسهام المرأة في الجوانب الاجتماعية من أكثر الأمور التي حرصت عليها بحكم تكوينها النفسي والعاطفي، وهناك الكثير من الأمثلة لنساء مسلمات ساهمن في الوقف الاجتماعي مثل أسماء بنت أبي بكر، وحفصه بنت عمر بن الخطاب، وزبيدة بنت أبي الفضل، وهناك من النساء العُمانيات من أوقفت من مالها راجيةً من الله الأجر والثواب مثل بنت[1] محمد بن مداد بن أحمد الناعبية حيث أوقفت جمة تمر للمحتاجين في الفترة التي أصاب الناس فيها جوع من ارتفاع أسعار التمر (السيفي، 2017، ص22؛ عمر، 2023، ص12).
والوقف الذي تقدمه المرأة هو وقف ينم عن شيء من الوعي والمسؤولية الملقاة على عاتقها، فالحياة تقتضي وجود مشاركة اجتماعية تمثل في جانب منها الحاجة إلى أموال وقفيه، كما يُظهر الوقف الحس التراحمي بين أفراد المجتمع، ويسهم في رفع شأن أحوال الفقراء المعيشي في نفس الوقت، كما يساهم الوقف في الاستقرار، خاصة في حالات شيوع التذمر في المجتمع، مما يساهم في تحقيق مبدأ التضامن والتكافل الاجتماعي، ومن ناحية أخرى يعزز كل ذلك الجانب الأخلاقي والسلوكي في المجتمع، وهذا الجانب لم يختص به مجتمع عن آخر بل شمل المجتمعات الإسلامية كافة ومن ضمنها عُمان (علة، 2019، ص54؛ حسن، 2020، ص48)
الوقف في شقه الاجتماعي يحقق العدالة الاجتماعية والتي في معناها أن للمسلمين جزء من هذا المال، وهذا المال يمكن عن طريق تخصصيه بواسطة الوقف في أن يصبح جزء من أموال الوقف الإسلامية التي تساهم في إصلاح المجتمع، وزيادة الرابطة الاجتماعية. وذلك من خلال تقليل الفوارق بين الطبقات إن صحت الكلمة، إذ أن أموال الوقف تتوزع في طبقات اجتماعية مختلفة، ومع الزمن تتحول تلك الطبقة لتصبح منتجة، وخاصة الفقراء التي تساهم أموال الوقف في رفع مستوى معيشتهم. فالإسلام من أهدافه زيادة الإنتاج من خلال توزيع العدالة في الدخل بين الأغنياء والفقراء، وهذا يؤدي أن يسود جو من الأمن في المجتمع، ويزيل ما قد يعلق في النفوس من الحسد والحقد (المغربي، 2017، ص85- 86؛ عمر، 2023، ص14).
يمثل الوقف صورة للتكافل البشري التلقائي والتطوعي بدون ضغوط أو قوة تفرض عليه، كما أن الوقف يتجه مباشرة إلى الفئات المستحقة له، مما يساهم في زيادة الإنتاجية ودفع عجلة الاقتصاد من خلال منطلق اجتماعي، وهذا يساهم في خلق جو من الاستقرار الاجتماعي والسياسي، كما يتصف الوقف بالديمومة المستمرة للعطاء، والذي يراعى فيه حق الأجيال اللاحقة، وقد ظهر من النساء العُمانيات التي أوقفت من مالها في المجال الاجتماعي ومن أجل رعاية قومها نصراء العدوية وهي من بني عدي، التي أوقفت حصن "المربا" لجماعتها، كما أوقفت له مالاً للقيام بشؤونه (الشيباني، 2004، ص181؛ المغربي، 2017، ص87- 88).
إن الوقف وبأهميته الكبيرة المتمثلة في نواحي مختلفة مثل دفع الضرر عن الضعفاء والمعاقين والمسنين، وكذلك رعاية الأيتام، وإنشاء المدراس والكتاتيب، ومساعدة من يمر بظرف يعجزه عن العمل سواء كان مؤقت أو دائم، كل ذلك يساهم في تخفيف وطأة تلك الآثار في المجتمع وبالتالي زيادة في الاستقرار المجتمعي ودفع عجلة التنمية، كما أن شعور بالفرد بالأمن يرتفع عند احساسه بوجود مثل تلك المؤسسات التي تهتم لحاجات المجتمع ومتطلباته (المغربي، 2017، ص89).
من الجيد الإشارة إلى الوقف ودوره في معالجة المشكلات الاجتماعية التي قد تظهر، ومن تلك المشكلات قلة توافر الأعمال، مما يعني زيادة في حالات الفقر والعوز، زيادة عدد المتسولين، وبقيام الوقف بمساعدة تلك الفئات في إيجاد مصدر دخل مباشرة يؤدي إلى معالجة مشكلتين في غاية الخطورة، وكذلك تجنب مشكلات أخرى قد تنجم عن ذلك مثل الأزمات الاجتماعية وجرائم الفساد والسرقات، وقد المرأة العُمانية ذلك، وأوقفت من مالها لمعالجة مثل تلك القضايا، فقد أوقفت مريم بنت محمد بن سعيد الساكنة محلة الشجب في وصيتها التي شهد فيها الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد وتلميذه الشيخ محمد بن ابراهيم الكندي ، التي جاء فيها " أشهدتنا مريم هذه أنها جعلت نخلة البلعق التي لها بالعثمانية بجميع حقوقها وحدودها وجميع أرضها وشربها من الماء وقفا على الفقراء". (الكندي، ١٩٧٩م، ج٢٧، ص٨؛ المغربي، 2017، ص90).
ان الوقف النسائي جزءًا لا يتجزأ من تاريخ وثقافة المجتمعات، وهو نظام يهدف إلى تخصيص الأموال أو الممتلكات لأغراض خيرية واجتماعية. يعتبر هذا الوقف وسيلة قوية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية. واحدة من أهم فوائد الوقف هي توفير الدعم والرعاية لفئات المجتمع المختلفة والأكثر احتياجًا.
تُعَدُّ الخدمات الاجتماعية المتعلقة بالمقابر أحد الجوانب الهامة التي يولي المجتمع اهتمامًا لها. تتضمن هذه الخدمات توفير وتجهيز المقابر وكل ما يتعلق بها، بما في ذلك وسائل نقل الموتى والعمليات ذات الصلة. وقد شهدت كتب الفقه تجسيدًا لهذا النشاط، حيث تُحدد تكاليف ونفقات الأموال المخصصة للمقابر والمتوفين وتجهيزهم. وفي كل مرحلة يُنشأ وقفٌ خاص يُخصَّص لدعم هذه الخدمات وضمان استمراريتها. يُعكس هذا الاهتمام المشترك بالمقابر والموتى رغبة المجتمع في الحفاظ على قيمه الاجتماعية والدينية، وتقديم الدعم اللازم للأسر المتوفين وذويهم في هذه الظروف (الرحبي،2016،ص193)
أن الأوقاف النسائية شكلت جزءًا فعَّالًا في المساهمة في الرعاية الاجتماعية. وتمكنت هذه الأوقاف من توفير الدعم والمساعدة للأسر وتعزيز تطورها الاجتماعي. فقد كانت الأوقاف النسائية تلعب دورًا هامًا في توفير الخدمات والمرافق الضرورية للأسر، مثل المراكز الصحية والتعليمية ومساكن الأيتام والمساعدات المالية. (الأمانة العامة للأوقاف،2005،ص146)
يعد الوقف النسائي عملاً اجتماعيًا يتحلى في أغلب الأحيان بدوافع اجتماعية، وأهدافه دائمًا تكون اجتماعية أيضًا. ففي الأصل كانت الأوقاف في الإسلام تعنى بالعمل الاجتماعي، حيث شملت توفير مقومات الحياة الكريمة لأفراد المجتمع ورعاية جميع فئاته. وعند دراسة الوقف النسائي في الحضارة الإسلامية يظهر الكم الكبير من الأنواع المختلفة للأوقاف . كما كان هناك توجه حقيقي لتلبية احتياجات المجتمع عبرها، حيث ساهمت في تشكيل بنية المجتمع المسلم على مر العصور وتحقيق الاستقرار الاجتماعي وتعزيز القيم السلوكية والأخلاقية، مثل الرحمة والعدل والإحسان وتعزيز روح الانتماء المجتمعي. وساعد الوقف النسائي أيضًا في نشر التراحم والمحبة بين أفراد المجتمع. وبهذا الشكل، ساهمت الأوقاف النسائية في إيجاد بيئة صحية لتكوين فرد اجتماعي يكون مؤهلاً لبناء أسرة سليمة. (حسن،2020، ص73)
أثر وقف المرأة على الجوانب الاقتصادية:
امتد أثر وقف المرأة العُمانية ليشمل جوانب مختلفة في المجتمع العُماني، ومنها الجانب الاقتصادي؛ فقد أسهم في التقليل من العديد من المشكلات الاقتصادية مثل حالات الفقر والعوز التي تصيب المجتمعات بشكل عام، والمجتمع العُماني بشكل خاص، وتعملُ للحد منها وتقليل ما ينتج عنها من آثار على المجتمعات. فقد أسهمت النساء العُمانيات في تقديم يد العون والمساعدة من خلال الأموال التي أوقفتها، وذلك بهدف التيسير على المحتاجين والفقراء؛ فالأوقاف التي قدمتها المرأة بأنواعها المختلفة مثل أوقاف الأفلاج والنخيل، وأوقاف مخصصة لفقراء المسلمين، ولأيتام المسلمين، وأوقاف الأرامل وغيرها ساهمت في الحد من وطأة الوضع الاقتصادي على تلك الشرائح من المجتمع، خاصة في الفترات التي سبقت وجود تشريعات وأنظمة تكفل لهم العيش الكريم، وحتى وإن كان الإسلام عالج مشكلة الفقر بواسطة الزكاة والصدقة التي يخرجها المسلم، إلا أن أموال الوقف كان لها بالغ الأثر في جوانب اقتصادية مختلفة انعكس أثرها على المجتمع. ( المغربي، 2017، ص86. علة، 2019، ص52 – 59ص. البنا، 2009، ص208)
تولي المرأة في عُمان اهتمامًا للفقراء، حيث تم إنشاء الأوقاف المخصصة للسائلين في المساجد، وتتنوع هذه الأوقاف بين الأراضي الزراعية، مثل الأراضي الزراعية المخصصة لفقراء حارة جناة العقر في نزوى، وأشجار النخيل، ومنابع المياه الموجودة في أفلاج عُمان. فتقوم النساء العُمانيات بتصريف عائدات هذه الأوقاف بشكل نقدي لصالح الفقراء، بهدف تلبية احتياجاتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. فقد أوقفت سالمة بنت سعيد بن عبدالله الفرقانية بنخلة نشو وشجرة أمبا لمسجد الشواذنة بعقر نزوى، كما أوصت بأثر ماء للمحتاجين في حوائر عقر نزوى. يعكس هذا الاهتمام بالفقراء رغبة المرأة العُمانية في تعزيز المساواة الاجتماعية وتحقيق العدالة في توزيع الثروة والفرص. (السيفي، 2017، ص52؛ الرحبي،2016،ص183)
كما أسهمت الأوقاف التي قدمتها المرأة العُمانية في التقليل من حِدة مشكلة عدم توفر العمل لأبناء المجتمع وذلك بتوفير فرص وظيفية لهم ذات دخل شهري مستمر يساعدهم على تلبية حاجاتهم، سواء أكانت الوظائف التي توفرها متعلقةً بأموال الوقف أو من الأموال المتوفرة في المجتمع ويعمل الوقف على تحريكها وتفعيلها، ومن أبرز الأمثلة لهذه الوظائف والمهن التي وفرها وقف المرأة العُمانية لأبناء المجتمع مهنة وكيل الوقف، وهو مَن تُسند إليه مهمة إدارة الوقف، كأن يكون وكيلاً لإمارة مسجدٍ موقوف، فيكون له جزءٌ من أموال الوقف يتم الاتفاق عليه مسبقًا مع من يقوم بتعيينه، في الغالب يكون المتفق عليه بمقدار عُشر مجموع غلة مال الوقف؛ أيًا كان نوع الوقف كوقف الثمار أو الماء أو تأجير أرض وغيرها من الأوقاف التي تقدمها المرأة العُمانية. (أوكيل، 2017، ص6. الرحبي، 2016، ص201)
كما ظهرت مهنة العاملين في أموال الوقف، وينقسم هؤلاء العمال إلى قسمين أولهما عُمال يعملون بصفة دائمة طوال السنة: هُم من يطلق عليهم مسمى (البيادر) وهم المكلفون بريّ أموال الوقف، كما يتم تكليفهم بمتابعة كل ما يتعلق بالمزروعات بدءاً من شراء البذور والحفر وتوفير المياه لريها ثم زراعتها ورعايتها وحمايتها حتى يحين موسم حصادها، هؤلاء البيادر لهم جزءٌ محدد من غلة الثمار ويستخرج نصيبهم قبل أن يتم تحديد العشر الخاصة بالوكيل، ومن الأمثلة على هذه الأوقاف وقف مريم بنت محمد بن سعيد بنخلة لمسجد بمحلة العقر في نزوى، ووقف فاطمة بنت محمد الناعبية (ت:1144هـ/ 1731م) التي أوصت فيه بضاحية لفقراء قرية كدم الواقعة في الحمراء أوكلت عليها بيدار ليكون مسؤول عن كل ما يتعلق بأمور المزروعات، ووقف عائشة بنت محمد بن يوسف العبرية (ق 12 هجري/ 18 م) بستان نخل فعينت وكيلاً لبستان النخل الموقوف مع توفير كل ما يلزمه من معدات للزراعة ومياه لري المزروعات وأدوات لحصاده. (ابن عبيدان، 1985، ص69. الرحبي، 2016، ص 58، ص 202)
وثانيهما عُمال يعملون بصفة مؤقتة: وهم من يتولون القيام بالأعمال المتعلقة بالوقف والتي ليست من شؤون البيدار مثل أعمال الإجارة للفسل والرضم والهيس والسماد وإخراج الهول والتحدير والتجسير وغيرها من الأعمال التي لا يُكلف البيدار للقيام بها؛ فيتم تأجير عمال بصفة مؤقتة لأدائها مُقابل مبلغ معين لإعمار أموال الوقف بشكل مستمر ودائم وعدم انقطاعها وتوقيفها (ابن عبيدان، 1985، ص69. الرحبي، 2016، ص202. حبسي، 2007، ص303 -304)
كما ظهرت مهنة السقاؤون الذين يقومون بتعبئة القرب في المساجد أو في المقابر مقابل مبلغ معين من المال يتم الاتفاق عليه مُسبقأ، فقد انتشر منذ قديم الأزل أن وكلاء الوقف يستأجرون من يملئ القرب لبيوت الله وللمقبرة بشكل مستمر، وقد أوقفت الشيخة سلامة بنت سليمان بن إبراهيم العوفية حيث أوصت بأثر ماء لصيانة مقبرة مساجد العباد من عقر نزوى (السيفي، 2017، ص62؛ الرحبي، 2016، ص203)
كذلك يستأجر وكلاء الأوقاف عدد من العمال ليقوموا بتنظيف أموال الوقف، وتقليم الأشجار، ورشه بالمياه حتى لا يتجمع عليها الغبار والأتربة والحشرات، وكذلك للمحافظة على نظافة الأثاث الموجود بداخلها والتأكد من سلامته وجودته المناسبة للاستخدام، ولهم جزء معين من الأموال يتم الاتفاق عليه مُسبقاً مع وكيل الوقف. (ابن عبيدان، 1985، ص54. الرحبي، 2016، ص203)
يقوم وكيل الوقف باستئجار عدد من النساء العُمانيات اللاتي يخبزن الخبز في منازلهن للوقف، وهنا يتجلى أن الوظائف التي وفرتها الأوقاف لم تكن محصورة فقط على الرجال بل قد شملت النساء أيضا وأصبحن قادرات على مساعدة أزاوجهن في تكاليف المنزل. (السيفي، 2015، ص141. الرحبي، 2016، ص203)
كما أن بعض الأوقاف تقدم بهدف البناء، فأصبح بعض البناءين مهنتهم البناء في حال وجود وقف أو تبرع لذلك، فقد تبرعت ضنوه بنت راشد بن عمر الخفيرية النزوية ببناء مجائز شنيترة من حارة الوادي الغربية، كما أوصت بنصف أثر ماء لنساء المجائز من فلج الغنتق (السيفي، 2017، 92)
كما يُقدم للمعلمين في تلك المدارس مبالغ معينة من المدارس التي يقومون بخدمتها والتّعليم فيها فيستفيدون من غلتها حسبما يتم الاتفاق عليه. (الرحبي، 2016، ص204)
كذلك مهنة الحطاب، ويكلفهم وكيل الوقف بإشعال الحطب للتدفئة في المساجد ومرافقها، كما يتم تعيين حطابون أخرون لكي يقوموا بإشعال الحطب في أوقاف التنور المستخدم في الأعياد والمناسبات الاجتماعية وأقاف الخل وذلك لما يحتاجون إليه من كميات كبيرة من الأخشاب المستخدمة في التدفئة وفي التنور والخل أيضًا. (الرحبي، 2016، ص204)
هنالك كُتب موقوفة في المساجد الوقفية وفي المكتبات الوقفية أيضًا؛ فنشطت تجارة سوق الوراقين لاقتنائهم للكُتب والأحبار بكميات كبيرة من أجل نسخها، كما أنهم قاموا باقتناء كل ما يحتاجون إليه من أجل نسخ الكتب والمحافظة عليها أطول فترة زمنية مُمكنة باعتبارها مصدر ثقافة وقوة للحضارات. (القلقشندي، 1989، ص468-472. الرحبي، 2016، ص204)
كما ظهر الصناعون الذين يمتلكون موهبة حرفية، فقد شجعت أوقاف المرأة العُمانية أصحاب الحرف الصناعية على المشاركة في سير عمل الأوقاف مقابل مبلغ يتم الاتفاق عليه؛ مما أسهم في رفع إنتاجية الحرفيون كالنجارون وصناع السَّعفيات والحدادون وصناع الجنائز وصناع الحصر وصناع الحلوى أيضًا. (الرحبي، 2016، ص205. ابن عبيدان، 1985، ص55)
لم ينحصر أثر وقف المرأة العُمانية على الحد من مشكلة عدم توفر الأعمال ومشكلة الفقر فقط بل أسهمت أيضًا في التقليل من الأعباء التي تحملها البلاد على عاتقها، وهذا ما كانت بحاجة إليه فعلاً في ظل الاحتياج الماس لأموال طائلة بهدف توفير الرعاية والتجديد في بعض المرافق التي من شأنها أن تخدم المجتمع، فقدمت المرأة يد العون باعتبارها جزء من المجتمع حيث سعت إلى توفير الموارد اللازمة لتقديم الخدمات الاجتماعية (المغربي، 2017، ص89)
هنالك عدة عقبات اقتصادية قد تشكل عائقاً للمرأة في مجال الوقف، ومن هذه العوائق:
1-حصر الوقف بأشكال معينة وعدم التنويع فيها كالتركيز على وقف الآبار والمساجد دون النظر إلى حاجات المجتمع والمشكلات التي يعاني منها ودون الأخذ بعين الاعتبار لاختلاف الأزمنة ومتطلبات كل زمان عن الآخر والتي من شأنها أن تسهم في تطوير التنمية الاقتصادية للمجتمع بشكل عام وتحسين مستوى معيشة الأفراد بشكل خاص. (مرجي،2022، ص277)
2-قلة مستوى الدخل المادي للمرأة والخوف من الفقر والإفلاس وعدم الوصول إلى مستوى الرفاهية الاقتصادية وهو ما يدفعها إلى العزوف عن الوقف وعدم النظر في حال الآخرين وتقديم المعونة لهم. (مرجي،2022، ص277)
3-انخفاض مستوى المهارات التسويقية للمرأة من أجل جذب الداعمين ماديا؛ لكي تتمكن من تحويل أفكارها للمشاريع الوقفية على أرض الواقع وفق الضوابط الشرعية والتزاماً بها عند الترويج لأفكارها للمشاريع الوقفية، فالمرأة في الغالب تنقصها المهارات التسويقية كبيان رأس المال المقترح وما يلزم من تحديد مصروفات للمستلزمات الأساسية والثانوية للمشروع الوقفي والطريقة الصحيحة السليمة الجاذبة للمشروع الوقفي لتتمكن من الحصول على الدعم المادي اللازم من المؤسسات والفئات القادرة على ذلك. (مرجي،2022، ص277)
4-الفهم غير صحيح لعدم قدرة المرأة على الإدارة المالية السليمة وصرفها في غير مصارفها السليمة والمجدية وما يترتب على هذه الأفكار من أولياء الأمر للمرأة بحرمانها من الميراث لأسباب وأعذار واهية لا تمت للواقع بأي صلة و لا ترتبط بمقاصد الشريعة الإسلامية بل تعارضها وتخالفها. (مرجي،2022، ص277)
المبحث الرابع: وقف المرأة العُمانية على التعليم
شاركت المرأة في المجال التعليمي ودور المرأة في هذا الجانب ليس بخافٍ عن أحد، فهي التي تعلمت وعلمت وقرأت وحفظت وروت وتفقهت وعبرت وأفتت عن مختلف المواضيع العلمية التي كانت تظهر في مجتمعها. ومن هنا يمكن القول إن للنساء العُمانيات دور بارز في المجال العلمي، سواء من ناحية الأوقاف التي خصصتها للطلبة وللعلم، أو من خلال سعيها إلى تحصيل العلم، وكذلك أيضا السعي إلى اقتناء المخطوطات والحفاظ عليها مثل بشارة بنت محمد بن علي العبادية التي وصلتها بعض المخطوطات، كما سعت إلى اقتناء أخريات، وبعضها قامت بشرائها ونجد بعضها في مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي وأيضًا في مكتبة وقف بني سيف، وكذلك الحال مع عائشة الريامية التي نسخ لها العديد من المخطوطات (الشيباني، 2004، ص103 – 106؛ السيفي، 2017، ص26؛ حسين، 2021، ص145،149)
وقد جرى التنافس الحميد بين النساء العُمانيات بشكل ملحوظ في الوقف العلمي، حيث أوقفت بعض النساء أموالهم من أجل العلم، مما ترتب عليه تنوع المصارف الوقفية العلمية التي ساهمت فيها وأبدعت في استيعاب جميع المجالات العلمية التي ساهم الوقف بأن يطورها، وعلى سبيل المثال أوقفت الشيخة عائشة بنت راشد الريامية كتبها، ووقفت لهذه الكتب تسع قياسات ماء من فلج الميسر بالرستاق لصيانتها. (البوسعيدي، ٢٠١٧م، ص٢٦؛ السيفي، 2017، ص104، 105؛ مرجي، 2022، ص283)
كانت المرأة على دراية بواقع المجتمع العُماني فالأوقاف التعليمية التي وضعتها يتضح مدى عمق فهمها لاحتياجات المجتمع بشكل ملحوظ، ساعية إلى توفير كافة الاحتياجات العلمية وفي مختلف المجالات التي يتفرع منها الوقف التعليمي كما فعلت راية بنت سعيد بن حمزة الرواحية المعروف عنها أنها كانت تمتلك أموال كثيرة، بذلت معظم تلك الأموال في الصدقات الجارية (السيفي، 2017، ص41؛ الرحبي، 2016، ص212)
إن العلاقة بين الوقف والتعليم أصيلة وجذرية منذ نشأت الوقف في الإسلام، إذ أن هناك علاقة قوية تربط كلا الطرفين الوقف والتعليم معاً، هذه العلاقة قوية ومتوطده منذ القدم، فكل واحد منهما يصون الأخر ولا يفترق عنه ولا يمكن الحديث عن التعليم في أي مجتمع بمعزل عن وقف المرأة ، ومن هنا يمكن القول أن وقف المرأة هو من المصادر الأساسية والرئيسية لنشر التعليم والمعلومات والمعارف ولنشر التربية في المجتمعات من خلال المؤسسات التعليمية كالمساجد والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات، ويعتبر الوقف التعليمي للنساء هو العمود الفقري والمنبع الأساسي لتلك المؤسسات التعليمية المنتشرة في جميع أنحاء المجتمع من جهة ولطلاب العلم والمستفيدين من المسلمين من جهة أخرى. (الفتياني، 2013، ص370)
وفي ضوء ما ذكر أعلاه، فالعلاقة المتينة بين الطرفين يمكن جمعهم تحت مسمى الوقف التعليمي، ويمكن تعريف الوقف التعليمي على إنه نوع من أنواع الوقف الذي يجعل خصيصاً للمتعلمين من طلبة العلم وللعلماء والمعلمين ويشمل على جوانب عدة كدعم طلبة العلم والعلماء والمعلمين وبناء المدارس والجامعات والمعاهد وتأليف الكتب والأبحاث والمقالات وطباعتها ونشرها. (العرابي، 2013، ص4)
كما هو ملاحظ أن الوقف التعليمي لم يقتصر على مجال أو علم معين بل أستطاع أن يغطي كل العلوم ويشملها حيث شمل أنواع من العلوم والمعارف المتنوعة التي شهدها المجتمع العربي عبر فترات مختلفة وترتب على ذلك إن الوقف التعليمي أصبح له دور بارز في إحداث نهضة علمية بالمجتمع لجميع أنواع المعارف. وفي الجانب الأخر نجد إن الوقف التعليمي تنوع ليشمل المتعلمين من طلبة العلم والمعلمين في الوقت ذاته، حيث تكفلت نساء عُمان من خلال وقفهن بكل ما يتعلق بالتعليم وشؤونه والإقامة وتوفير الطعام والشراب والأكل والأدوات التي يحتاجونها وما ترتب على هذا الأمر من تزايد أعداد المتعلمين وبتخصصات متنوعة. (العرابي، 2013، ص7)
ومن خلال ما سبق يتضح إن الوقف التعليمي كان من أسمى الظواهر العلمية التي عرفتها المجتمعات الإسلامية، ومن الملاحظ على جهود المرأة في الوقف التعليمي تنوع مجالات وأشكال وصور الوقف التعليمي التي كانت المرأة سباقة فيها، خاصة المدارس والمساجد فكان لها(السالوس،2012، ص122)
- الوقف على المساجد:
كما هو متعارف أن المجتمع العُماني يزخر بالكثير من المساجد التي انتشرت في أماكن وفترات مختلفة على مر التاريخ والتي بعضها ما يعتمد على الوقف النسائي العُماني، ومما تجدر الإشارة هنا إلى دور المساجد حيث لم يقتصر دورها فقط على الجانب الديني والذي يتمثل في أداء المسلمين العبادات بأنواعها والذكر، بل كان لها دور مهم في الجانب التعليمي كونها تعتبر منارة العلم، فالوقف التعليمي النسائي على المؤسسة التعليمية وهي المسجد لم يقتصر عليه بل تعدى ذلك ليشمل كل من يرتاده من المصلين المسلمين ومن العمال وطلبة العلم، حيث تم تخصص العديد من الأوقاف التعليمية التي وقفتها النساء العُمانيات في توفير البيئة والجو المناسب والهيئة التعليمية المناسبة والمحفزة على التعليم والتي تتولى أمور التدريس في المساجد وهذا أمر يؤكد لنا وبشكل صريح دور المسجد كصرح ومنارة من منارات العلم في مجتمعنا العُماني، ومن أشكال الوقف النسائي العُماني في المسجد صيانته وتنظيفه وتوفير ملحقاته وأثاثه من فرش وسجادات ومكيفات ومصاحف وإنارته خاص في الفترة المسائية لأن الطلاب يستغلون الفترة الليلية في مراجعة ما تعلموه ولا نغفل أيضا عن دورها في توفير الأكل والشراب للمتعلمين والمعلمين والمصلين، وقد أوقفت راية بنت سعيد بن حمزة الرواحية ثلاثة آثار ماء ورثتها من زوجها خلفان بن عامر أمبوسعيدي لمسجد جامع عين شجب، ومسجد الدعاء وهما في قرية نزوى (السيفي، 2017، ص23؛ الشمري،2019، ص468)
شكلت المساجد النواة الأولى للمدارس في المجتمع العُماني والتي من خلاله تعلم المسلمون صنوفًا من العلم كالقراءة والكتابة وعلوم الدين والشريعة والقران وغيرها الكثير. والنقطة الجديرة بالذكر إن أسماء المساجد ارتبطت بعضها بأسماء النساء العُمانيات التي وقفنها والذي كان لها دور في التعليم وفي عمل حلقات التعليم وخير مثال في هذا الجانب إن مختلف ولايات المجتمع العُماني لاسيما ولاية نزوى العريقة تزخر بالعديد من المساجد الوقفية لنساء عُمانيات، كما تعدى ذلك إلى أن يكون الوقف لمن يجتمع في حلقات العلم والدرس مثل سيناء القمرية النزوية حيث أوقفت بنصف أثر ماء لزميلاتها اللاتي يجتمعن معها في حلقات الذكر في بيتها الواقع بعقر نزوى، كما أن عزاء بنت قيس بن عزان قد بنت مسجد للنساء يسمى مسجد "عزاء"، وكذلك فاطمة المزروعية التي أوقفت بستان لمسجد جامع العلاية بالرستاق (الشيباني، 2004، ص136، 153؛ السيفي، 2017، ص61؛ الرحبي،2016، ص155)
- الوقف على المدارس:
لم يقتصر الأوقاف التي وقفتها المرأة على المساجد فحسب بل امتدت لتشمل المدارس لكون الإنفاق على التعليم قربه تتقرب بها النساء العُمانيات لله تعالى. ولا توجد إشارات واضحة في المصادر العُمانية حول الوقف على المدارس، ولكن الوقف على المساجد كان جزء مه يذهب للدارسين، أو المدرسة التي هي عبارة عن حلقات داخل المسجد، وقد أوقفت ثريا بنت محمد بن عزان بن قيس البوسعيدية أموالاً كثيرة على الدارسين وعلى المسجد مثل مقصورة الرمامين، ومقصور لمسجد المقحم في بوشر، كما عينت وكيلا ليقوم بالإنفاق على الدراسين في مسجد الوكيل (الشيباني، 2004، ص76؛ الشمري،2019، ص468)
ونأشير إلى ان أوقاف النساء على المدارس تختلف من مدرسة لأخرى من حيث الخدمات التي يتم تقديمها والعلوم التي يتم تدريسها بشتى أنواعها من حيث الكيف والكم ويرجع السبب وراء ذلك لمكانة ومال الواقفة. (الحراق، 2019، ص99)
لم يقتصر أوقاف النساء في بناء المدارس فحسب بل امتدت لتشمل أمور أخرى تدخل في هذا الجانب كصيانة المدارس من أي خراب يعتريها وتنظيفها وتأثيثها من طاولات وكراسي وسبورات وغيرها من الاوازم المدرسية بالإضافة إلى توفير الكتب الازمة لتدريس والتي تمثل أساس العلم وثروته. كما يشمل دفع أجور المعلمين والعاملين فيها وتوفير مساكن لطلبة العلم وتوفير الأكل والشراب لهم. (الشيباني،2004م،ص33؛ السيفي، 2017، ص104، 105؛ الشمري،2019، ص468)
- الوقف على المكتبات:
تعتبر المكتبات إحدى معالم الرقي الحضاري والتطور في المجتمع ، وقد حظيت المكتبات في المجتمع العربي بنصيب وافر من الوقف النسائي ، وذلك لكونها واحدة من روافد لنشر المعرفة والعلم، لذا سارعت النساء بإنشاء الأوقاف على المكتبات والتي من خلالها تفتح المجال والباب لطلب العلم ومرتاديها بالحصول على العلم. (الشيباني،2004م،ص33؛ السعداوي، 2022، ص108)
تعتبر المكتبات من الطرق الحضارية المتطورة التي اتجهت إليها النساء ، ويعود السبب وراء ذلك لتسهيل عليهم وصول العلم والمعرفة لطلاب ولكي تكون في متناول الجميع ومتوفرة دون عناء أو مشقة. ولعلي أسلط الضوء على جهود المرأة العُمانية في هذا الجانب ويتضح ذلك من خلال شرائها الكتب وبعضها قامت بإحضارها من الخارج إضافة إلى إعادة نسخ الكتب مرة أخرى ووقفها لطلبة العلم. (البوسعيدي، ٢٠١٧م، ص٢٦؛ السيفي، 2017، ص104، 105؛ هديل، 2012، ص110)
تنوعت أشكال وصور الوقف التعليمي للمرأة العُماني على المكتبات لتشمل الوقف على المكتبة بأكملها ووقف كتب على المكتب المرافقة للمساجد والمدارس والمعاهد والجامعات والكليات ووقف كتب العلماء حتى بعد مماتهم، ومما لا ريب فيه إن الوقف التعليمي لم يقتصر على المكتبات وكتبها بل تعدى ليضم في طياته تأثيث المكتبات بكافة الملحقات اللازمة لها وتنظيفها وصيانتها وترميمها وتوفير الإنارة فيها. كل ذلك كان له الأثر الكبير في استمرارية المكتبة ونموها وانتشارها. هناك أنواع ومسميات كثيرة أطلقت عن المكتبات كالمكتب العامة والمكتبة الخاصة والتي بعضها ينسب مسماها إلى إحدى الواقفات من نساء عُمان. (البوسعيدي، ٢٠١٧م، ص٢٦؛ السعداوي، 2022، ص108)
لقد رافق وجود بعض المكتبات ظهور الخزانات العلمية والتي تعتبر منبع للمصنفات والبحوث والمخطوطات والمؤلفات والوثائق الثمينة وتضم مختلف الكتب النفيسة والنادرة لمختلف العلوم وبالتالي استطاعت ان تكون ثروة علمية ثمين استفاد منها طلبة العلم في المطالعة والقراءة والتعلم والبحث والكتابة وغيرها. (السيفي، 2017، ؛ بناني، 2018، 180)
- الوقف على المعلمين:
ساهمت أوقاف النساء في جانب التعليم في تخصيص وقف للمعلمين الذين يسخرون غالبية وقتهم في تدريس طلبة العلم مختلف العلوم وتعليمهم القراءة والكتابة وغيرها من المعارف التي يكسبونها لهم سواء التدريس يكون في المساجد أو المدارس أو الجامعات أو الكليات من خلال توفير لهم استحقاق ومبلغ مالي لهم وبالتالي هذا الأمر انعكس على حياتهم فحسن من معيشتهم .( الشيباني،2004م،ص33؛ الفتياني، 2013، ص373)
- الوقف على المتعلمين:
أوقاف النساء في المؤسسات التعليمية بأنواعها شجع المتعلمين على طلب العلم والانخراط فيه والاستفادة من الخدمات التي يتم توفيرها لهم في تلك المؤسسات الوقفية التعليمية وذلك عبر صرف مبالغ مالية كمصروف لهم وتوفير الطعام والشراب وامدادهم بكافة اللوازم والملحقات التي تعينهم على طلب العلم، إلى جانب توفير لهم مساكن للإقام فيها مجاناً وغيرها من التسهيلات والخدمات التي حظي بها المتعلمين. (الشيباني،2004م،ص33؛ الفتياني، 2013، ص373)
ثانياً: نماذج أسماء بعض النساء العُمانيات التي ساهمن في الوقف التعليمي:
الحديث عن وقف المرأة العُمانية على التعليم يأخذنا للحديث عن نماذج سجلها التاريخ العُماني على أسطر من ذهب لأسماء بعض النساء العُمانيات التي ساهمن في وقف التعليم وحافظن على التعليم وعلى انتشاره. وقد أشرت سابقاً إلى إن النساء العُمانيات ساهمن في الوقف التعليمي لاسيما الوقف الذي يتعلق بالحياة الثقافية والذي انعكس ذلك على وقفها للمساجد وحلقات التعليم والذكر. ومن أبرز النماذج ما يأتي: (الرحبي،2016، ص210)
- وقفت راية بنت سعيد الروحية أموالها للمحتاجين من طلبة العلم وأيضاً لمسجد الدعاء ولجامع شجب.
- وقفت السيدة عفيفة بنت الإمام بلعرب بأموالها وممتلكاتها للمدارس والمساجد.
- وقفت سيناء القمرية عتيقة الإمام سلطان بن سيف أثر ماء لصاحباتها اللاتي يجتمعن معها في حلقات الذكر في منزلها بالعقر، كذلك أثر ماء آخر للأشخاص الذين يقرأون القرآن الكريم في العشر الأواخر في مساجد العباد.
- وقفت الشيخة ضنّوه الخفيرية العديد من الكتب للمسلمين الذين يرغبون بالقراءة فيها، ليس هذا فقط بل أيضا أوصت بأثر ماء للنساء المجائز من فلج الغنتق، ولعلي أشير إلى إن المجائز هو تعبير يعبر عن خصوصية المرأة العُمانية ويمثل احتراما كبيرا لها.
- وقفت فاطمة بنت محمد أوصت بالاريات تحديداً بربع أثر ماء لمسجد الفرض للفطرة.
- وأخر شخصية نذكرها هي سعادة بنت خنجر الصخبورية التي وقفت من ممتلكاتها وهي النخلة للمسجد.
- والشيخة زيانة بنت سلوم بن سعيد أمبوسعيدية (ق14هـ)، اشتغلت بطلب العلم، أعطاها الله ملكة في علم الميراث، وزاد اهتمامها بتأسيس مكتبة علمية يقصدها المتعلمون، وذلك لما زخرت به هذه المكتبة من مكنونات الكتب النفيسة، والمخطوطات الثرية كبيان الشرع، والمصنف، والضياء، وقد أوقفتها كلها في سبيل الله[2]، وجاء في نص الوصية "أوقفت زيانة بنت سلوم بن سعيد هذا الكتاب لمن يستحق قراءته من أهل العلم، ومرجع الوقف عن ذرية الشيخ حبيب بن سالم" (السيفي، 2017، ص104، 105 ).
ومن هنا يمكن الاستدلال على اسهامات المرأة العُمانية في الوقف التعليمي والقول إن الوقف النسائي العُماني كان من أهم عوامل تمويل التعليم في المجتمع العُماني. ويمكن إضافة أيضاً في هذا الجانب اسهاماتها في رعاية وإدارة الوقف التعليمي، حيث ذكرت الشيخة صفية بنت عبدالله بن سليمان السلمانية: "توقف إنفاذ الوقف الذي أوصى به والدنا الشيخ الفقيه الشفيق عبدالله بن سليمان رحمه الله تعالى لمساجد العباد من نزوى بعد وفاة وكيله ولم يقم وكيل لإنفاذه لمدة سنتين، وقد أمرت الوكيل الجديد بمراعاة حق السنتين من هذا الوقف" وهنا نجد للمرأة العُمانية توجيهات وإرشادات تصدرها فيما يتعلق بالوقف التعليمي. (الرحبي،2016، ص211)
ومن خلال استعراض أوقاف بعض النساء العُمانيات يمكن القول بأن المرأة العُمانية كانت على وعي بأهمية التعليم والنهوض بالمجتمع العُماني والرقي به وهذا الأمر انعكس على الأوقاف التي وقفتها المرأة العُمانية في جانب التعليم سواء كانت تلك الأوقاف أموالا عينية للمحتاجين من طلبة العلم أو كتباً لمن يقرأها من المسلمين، ليس هذا فقط بل أيضاً يتضح لنا الاهتمام الكبير للمرأة العُمانية ببنات جنسها حيث وقفت لهن أوقافا خاصة بهن. والنقطة الأهم الجديرة بذكرها إن المرأة العُمانية لم تكتفي فقط بالأوقاف بل عملها تعدى ذلك إلى مستوى أوسع ليشمل رعاية وإدارة الوقف وإصدار عدد من التوجيهات في هذا الجانب، وأخيرا إن هذا المحور أسهم وبشكل كبير في التعرف على التجربة النسائية العُمانية في وقف التعليم بالمجتمع العُماني، كما برز مظاهر وقف المرأة العُمانية في جانب التعليم من خلال استعراض نماذج لأسماء نساء عُمانيات مع أبرز إسهاماتهن المختلفة في التعليم. (الرحبي،2016، ص212)
الخاتمة
لم يكن وليد الصدفة أن تكون المرأة في المجتمع العُماني على ذلك القدر من الوعي والإدراك نحو الدور المنوط بها نحو المجتمع. وذلك انطلاقا من أن دورها لا يقل عن الرجل، وفي المقابل أدركت حجم وأهمية الوقف في النهوض بالمجتمع وخاصة في جوانبه الاجتماعية والعلمية، لأن بالعلم تنهض المجتمعات وتتقدم.
ومن خلال البحث اتضح لنا عدد من النساء العُمانيات اللائي ساهمن في الوقف، فقد عرض البحث أركان مختلفة لوقف المرأة والتي تجاوزت السبعة عشر ركن، كما عرض البحث نماذج من وقف المرأة منطلقة من دورها المجتمعي، فظهرت أسماء عديدة من العُمانيات اللائي قدمن من أموالهن وقفا.
كما أن وعت المرأة أهمية الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي، فساهمت بجزء من الوقف في مساعدة الأسر واليتامى والمعسرين وأبناء السبيل، وأيضا أدركت دورها الاقتصادي، حيث ظهرت مهن مختلفة ساهمت المرأة في تخصيص جزء من مالها لأصحاب تلك المهن، وأخيرا في المجال العلمي وهو مجال ذو أهمية فقد خصصت المرأة جزء من مالها لمساعدة المتعلمين والإنفاق عليهم، وكذلك بناء المدراس والمساجد لتكون مكاناً لتلقي العلوم، كما ساهمت في شراء الأوراق وتوفير الأقلام وما يحتاج له المتعلم، كما لم تنسى المعلم فقد كان جزء من وقفها مساعدتهم حيث أن التعليم مهنتهم التي يعيشون عليها. هذا والله من وراء القصد.
التوصيات
إمكانية إنشاء وقف نسائي كمبادرة مهمة في رعاية وتطوير الأسر اجتماعيًا. فعن طريق الأوقاف، يمكن توفير الدعم المستدام والموارد اللازمة لتعزيز استقرار الأسر وتطويرها. تعكس هذه الخطوة رؤية الإسلام في تعزيز التكافل الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، حيث يتم توجيه الموارد والثروات إلى تلبية احتياجات الأسر وتعزيز قدراتها الاجتماعية والاقتصادي.
المصادر والمراجع:
ابن عبيدان، محمد عبدالله. (1985). جواهر الآثار. وزارة التراث القومي والثقافة.
ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، ( 1414هـ)، لسان العرب، بيروت: دار صادر، ط3، ج9، ص359/361.
أوكيل، رابح، وعبدالقادر، مسعد. (2017، مارس). الوقف الإسلامي ودوره في تحقيق التنمية المحلية. أعمال المؤتمر العلمي الدولي: الوقف الإسلامي والتنمية المستدامة، مركز البحث وتطوير الموارد البشرية والجزائر. جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية، القسنطينة الأردن.
البنا، عزة. (2009). الوقف ودوره في مكافحة الفقر. مجلة التربية جامعة الأزهر،1(139)،187-226.
بناني، عبدالكريم بن محمد. (2018). الوقف التعليمي بالبلاد الإسلامية ودوره في دعم التعليم الشرعي وتطويره. أوقاف، س18، ع34، 154-194.
البوسعيدي، خلفان. (2017). الدرر البهية من أجوبة الشيخة العالمة عائشة الريامية، مكتبة الضامري.
الجامع لأحكام الأوقاف. إصدار وزارة الشؤون الإسلامية وموقع وزارة الأوقاف العُمانية.
حبسي، عبدالله صالح. (2007). معجم المفردات العُمانية. مؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
الحراق، محمد. (2019). الوقف العلمي: أهدافه ومجالاته وسبل تفعيله. مجلة الفقه والقانون، ع77، 89 -.111
حسن، عبد الرحمن وآخرون (2020)، الزكاة والوقف ونفقات الأقارب كمصدر لتمويل مشروعات التكافل الاجتماعي، المسلم المعاصر، (42) 166-167، 239 – 288.
حسين، عقيلة رابح. (2021). إسهامات الوقف النسوي في التطور العلمي: دراسة تاريخية تقييمية. المجلة الدولية للآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، ع36، 141 -165.
الرحبي، خالد بن محمد بن عدي، والريامي، علي بن سعيد بن سالم. (2016). الوقف في نزوى وأثره في الحياة الثقافية والاجتماعية خلال الفترة (ق 4 هـ - 12 هـ / 10 - 18 م)(رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة السلطان قابوس، مسقط.
السالوس، منى بنت علي أحمد، والصديقي، سحر عبدالرحمن. (2012). الوقف ودوره في الحياة العلمية والتعليمية في العالم الإسلامي. دراسات عربية وإسلامية، مج 3، ع 7، 111 -185.
السرجاني، راغب، ( 2010م) ، روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية، الجيزة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، ط1
السعداوي، عماد حمدي عبدالصمد عبد الحميد، وسيف، ماجدة قدري إبراهيم محمد حسن. (2022). الوقف وأثره في التنمية الفكرية والتعليمية: دراسة في الشريعة الإسلامية. مجلة جامعة بابل -العلوم الانسانية، مج30، ع7، 99 -114.
السيفي، محمد عبدالله. (2015). السلوى في تاريخ نزوى. وزارة التراث القومي والثقافة.
الشمري، خالد بن مزعل. (2019). مصادر تمويل التعليم وأوجه الإنفاق في عهد المسلمين: الوقف نموذجا. مجلة كلية التربية، مج35، ع10، 457 -475.
الشيباني، سلطان بن مبارك، ( 2004م)، معجم النساء العُمانيات، مسقط: مكتبة الجيل الواعد، ط1
عبده أحمد عبد الله قحيف، (1999م)، دور السياسات الإسلامية في معالجة مشكلة الفقر في العالم الإسلامي، مصر: مكتبة البلد الأمين، د.ط
العرابي، حمزة، وقاشي، خالد. (2013). الوقف التعليمي ودوره في تحقيق التنمية الثقافية. المؤتمر العلمي الدولي الثاني حول دور التمويل الإسلامي غير الربحي -الزكاة والوقف -في تحقيق التنمية المستدامة، ج2، الجزائر: جامعة سعد دحلب البليدة -الجزائر،1-11.
العريمي، محمد حمد، ( 2018م)، نساء عُمان، مجلة أثير، 5/ديسمبر.
علة، مراد. (2019). ثنائية العلاقة بين الوقف والتنمية المستدامة. الأمانة العامة للأوقاف – إدارة الدراسات والعلاقات الخارجية، 19 (37)، 41-99.
عليمات، خالد محمود عبداللطيف. (2021). الوقف الإسلامي خصائصه وآثاره العليمة والحضارية. المجلة الدولية للآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية، ع38 ،11-42.
عمر، بتول إبراهيم سعيد. (2023). إسهامات المرأة في الوقف. المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، ع17، 1-22.
الفتياني، تيسير محجوب ياسين. (2013). العلاقة الإيجابية بين الوقف والتربية والتعليم. مجلة كلية الآداب، ع34، 354- 390.
قحيف، عبده أحمد عبد الله ، ( 1999م)، دور السياسات الإسلامية في معالجة مشكلة الفقر في العالم الإسلامي، مصر: مكتبة البلد الأمين، د.ط
القلقشندي، أحمد علي. (1989). صبح الأعشى في صناعة الإنشاء. دار الكتب العلمية.
الكندي، محمد إبراهيم. (1998). بيان الشرع. وزارة التراث القومي والثقافة.
الكندي، أحمد بن عبدالله. (1979). المصنف، وزارة التراث القومي والثقافة.
لوري، ناصر محمد، ( 2019م)، دور المرأة في الوقف في الإسلام إشراقات مضيئة وإسهامات حضارية، البحرين: مجلة الهداية، مجلد 41، العدد 353
مباركي، فاطمة بنت محمد حسن. (2022). الوقف ودوره في ازدهار الحركة العلمية في مكة في العصر المملوكي. مجلة جامعة الطائف للعلوم الإنسانية، مج7، ع33، 61-99.
مجموعة من الباحثين، ( 2011م)، معجم مصطلحات الإباضية، سلطنة عُمان: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ط2، ج2
مرجي، أمل سمير نزال. (2022). قراءة مقاصدية في الدور التنموي للمرأة المسلمة بين الواقع والمأمول: الوقف الخيري أنموذجا. المجلة الأردنية في الدراسات الإسلامية، 18(4)، 261-298.
المغربي، محمد الفاتح (2017). أثر الوقف في الإصلاح والسلام الاجتماعي، مجلة الاقتصاد الإسلامي العالمية، (64)، 85 -100.
الناجي، لمين ، ( 2012م)، الوقف وخطورة اندثاره على العمل الخيري، القاهرة: دار الكلمة للنشر والتوزيع، ط1،
نخبة من اللغويين، ( 1972م)، المعجم الوسيط، نخبة من اللغويين، مجمع اللغة العربية بالقاهرة: ط2، ج2،
هديل، طه حسين عوض أحمد. (2012). أثر الوقف الإسلامي في النهضة العلمية في اليمن من منتصف القرن السادس إلى نهاية القرن الثامن الهجريين. أوقاف، س 12, ع 23، 97 - 133.
ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، ( 1414هـ)، لسان العرب، بيروت: دار صادر، ط3، ج9، ص359/361.
الرحبي، خالد بن محمد بن عدي، (2016)، الوقف في نزوى وأثره في الحياة الثقافية والاجتماعية
خلال الفترة ( ق 4هـ ـ 12هـ/ 10 ـ 18 م)، سلطنة عُمان: جامعة السلطان قابوس، رسالة ماجستير، ص58.
السرجاني، راغب، ( 2010م) ، روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية، الجيزة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، ص167.
السيفي، محمد بن عبدالله (2017). نساء نزوانيات، مكتبة الأنفال، ص52.
الشيباني، سلطان بن مبارك، ( 2004م)، معجم النساء العُمانيات، ( مسقط: مكتبة الجيل الواعد، ط1، ص33.
عبده أحمد عبد الله قحيف، (1999م)، دور السياسات الإسلامية في معالجة مشكلة الفقر في العالم الإسلامي، مصر: مكتبة البلد الأمين، د.ط ، ، ص431.
العريمي، محمد حمد، ( 2018م)، نساء عُمان، مجلة أثير، 5/ديسمبر.
لوري، ناصر محمد، ( 2019م)، دور المرأة في الوقف في الإسلام إشراقات مضيئة وإسهامات حضارية، البحرين: مجلة الهداية، مجلد 41، العدد 353، ص153.
مجموعة من الباحثين، ( 2011م)، معجم مصطلحات الإباضية، سلطنة عُمان: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ط2، ج2،ص1087.
الناجي، لمين ، ( 2012م)، الوقف وخطورة اندثاره على العمل الخيري، القاهرة: دار الكلمة للنشر والتوزيع، ط1، ص31.
نخبة من اللغويين، ( 1972م)، المعجم الوسيط، نخبة من اللغويين، مجمع اللغة العربية بالقاهرة: ط2، ج2، ص1051.
[1] - لم يشر إلى اسمها
[2] مما تجدر الإشارة إليه هنا أن المرأة تستطيع أن تكون مصدر إلهام للآخرين حتى بعد موتها، بأن تقدم خيراتها العلمية من كتب ودواوين في سبيل الله وتؤسس مؤسسات علمية خيرية تنفع الناس بها كالمكتبات الوقفية، كما فعلت الشيخة زيانة التي أوقفت مكتبتها العلمية التي تحوي كتباً نفيسة نفعت بها أهل العلم.