المقاصد الوقفية والسمات الحضارية للوقف النسائي في سلطنة زنجبار من خلال دراسة لمجموعة من الوثائق الوقفية من سنة 1306هـ/1889م وحتى 1363هـ/1944م
الباحث المراسل | د. سعيد بن راشد بن سعيد السلماني |
تاريخ نشر البحث :2025-03-06
: المقدمة:
إن للوثائق مكانة في الكشف عن تاريخ الأمم وإبراز حضارتها، والدول تتنافس في تسهيل الوصول لوثائقها وحث الباحثين على إظهار مكنوناتها، حتى غدت الوثائق مكونا أساسيا في بنية البحث العلمي. وإن الوثائق الوقفية لها دور عظيم ليس فقط في حفظ الوقف وشروط الواقف من أن تمد إليها عوادي الزمان؛ بل كذلك في الكشف عن الدور الحضاري الذي أداه الوقف في تاريخ الإسلام من خلال حبس العين وتسبيل المنفعة، فإن كثيرا من تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية لم يكن يتأتى لنا معرفتها لولا هذه الوثائق. وإن الوثائق محل الدراسة التي يبلغ عددها 70 وثيقة وقفية بين وقف منجز ووقف مضاف لما بعد الموت، لها قيمة تاريخية كبيرة، فهي تبرز أهمية توثيق الحجج الوقفية، وتبين الأساليب والصيغ المستخدمة، بل تمثل بعدا فكريا وقانونيا لتلك الفترة الزمنية، فترى فيها المنهجية الفقهية لكل من المذهب الإباضي والمذهب الشافعي بقضاتهما الممثلين في لجنة الأوقاف، والحس المذهبي الحاضر لدى فئات المجتمع في تخصيص غلة الوقف لأهل مذهبهم، أو العناية بالذرية والأولاد والوقف عليهم في بلد هاجروا إليها ولم يكن لهم فيها من الأهل والقرابة إلا القلة.
هذه الدراسة تسعى لإبراز الحضور النسائي اللافت في إنشاء الأوقاف في سلطنة زنجبار من سنة 1306هـ/1889م وحتى 1363هـ/1944م، وهي الفترة التي تغطيها الوثائق الوقفية النسائية التي بين أيدينا، وخلالها كانت زنجبار تحت الحكم العُماني البوسعيدي. ولقد نشرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان سنة 2014 عدد 281 من الوثائق المتعلقة بالوصايا والأوقاف في مجلدين ضخمين تحت مسمى (العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وشرق أفريقيا في العهد البوسعيدي نظام الوقف والوصايا بزنجبار أنموذجا)، ولقد خصص المجلد الأول للفترة من 1882 وإلى 1938م، أما المجلد الثاني فكان من 1939م وإلى1956. وإن الاهتمام الذي أبدته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العُمانية بجمع الوثائق الوقفية المتعلقة بالحقبة العُمانية بزنجبار هو من الأهمية بمكان، لكن ينبغي أن لا تبقى هذه الوثائق عند حدود الحفظ والأرشفة فقط، بل يجب على الباحثين سبر أغوارها؛ والتعرف على ما تختزنه هذه الوثائق من تفاصيل دقيقة للحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبارها مادة حضارية بالغة الأهمية، وهذه الوثائق مع ما تحتويه من جانب قانوني وتوثيقي فهي كذلك مرجع لمعرفة مظاهر الحياة في ذلك الزمن، فهي تمد الباحث بمعلومات فريدة عن الحالة المادية لأهل ذلك الزمان، ومصدر أصيل وخصب لا مثيل له لدراسة حياة الناس في زنجبار قبل أكثر من مائة عام أبان الحكم العُماني، وتوفر مصدرا لتراجم الرجال والنساء ومشاهيرهم، وكبار تجارهم وأصحاب الأموال منهم، والنقود المستخدمة، والقبائل العُمانية التي استوطنت المنطقة والجنسيات الأخرى التي وفدت إليها. وكذلك تظهر أثر الحماية البريطانية على سلطنة زنجبار ودورها في تقنين نظام الأوقاف وتنظيم إدارة التسجيل والتوثيق. ولكننا سنقتصر في دراستنا على التحليل والدراسة التفصيلية للوثائق المتعلقة بأوقاف المرأة والسمات الحضارية التي تميزت بها. وإجمالا فهذه الوثائق تمدنا بالكثير من المعلومات الأصيلة والفريدة في نوعها، التي تشكل المصادر الأولية لهذه الدراسة، والتي ستعتمد على المنهج الوصفي التحليلي. ولأجل التحقق من شيوع ثقافة الوقف بين النساء في زنجبار ومعرفة الدور الحضاري الذي اضطلعت به في تلك الفترة سيسعى الباحث للإجابة على السؤال المحوري لهذا البحث: هل كان الوقف بين النساء سمة بارزة في زنجبار؟ وما هي أدواره الحضارية من خلال الوثائق الوقفية في الفترة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. وحتى نقدم إجابة شافية لهذا السؤال سنسعى بداية لتقديم نبذة مختصرة بالتعريف بمؤسسة الوقف في سلطنة زنجبار، ثم نتبع ذلك بدراسة مفصلة لهذه الوثائق وأغراض الواقفات في زنجبار من أوقافهن والسمات الحضارية للوقف النسائي في سلطنة زنجبار.
وبخصوص الدراسات السابقة، لم يجد الباحث أي دراسة بحثت في ذات الموضوع سوى بحث للدكتور محمد مسعود، تحت عنوان "الوثائق العربية لأوقاف النساء بزنجبار إبان الحكم العُماني في الفترة من (24 يونيو 1881م، وحتى 6 يونيو 1957م) نشر ودراسة تحليلية أرشيفية دبلوماتية"،في عام 2020، حيث درس الباحث 60 وثيقة وقفية منها 52 من منشورات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وثمان من أرشيف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والباحث قام بجهد كبير في تحليل الوثائق ودراستها من كل الجوانب، لكنه أعاد كتابة الوثائق ونشر صورها مع أنها مكتوبة طباعة ومنشورة بصورها في مجلدين من منشورات الهيئة منذ عام 2014م، فلذلك خرج بحثه كبيرا في 270 صفحة. وبحثُنا يفرُق عن البحث السابق في أننا درسنا جميع الوثائق التي نشرتها الهيئة وهي 281 وثيقة، ومن ثم انتقينا منها الوثائق النسائية فقط والوثائق المشتركة بين الرجال والنساء وعددها 118 وثيقة، ثم خلصنا لدراسة 70 وثيقة وقفية دراسة تفصيلية وجميعها من منشورات الهيئة، فهناك ما يقارب من 20 وثيقة وقفية تختلف عما درسه الباحث السابق، ولقد تكون لدينا إلمام بجميع الوثائق بمختلف تقسيماتها مما مكنا من المقارنة بينها. كذلك لم يتعرض الباحث لتاريخ الوقف في زنجبار أو التعريف به من خارج هذه الوثائق إلا لماما، ونحن حاولنا تقديم تاريخ موجز للوقف في زنجبار، كذلك اهتممنا بأغراض الواقفات والسمات الحضارية لأوقافهن، ويمكن القول أن هناك تكامل بين البحثين.
ومع القيمة العلمية الكبيرة لبحث د. محمد مسعود فقد أخطأ في بضعة مواضع، ولا يعيب ذلك الباحث في شيء، فجل من لا يسهو، وهنا نذكر شيئا منها. ذكره أن كتاب مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لمؤلفه البرزنجي الذي ورد في وثيقة زوينة بنت حميد بن سعيد الحارثية (العروسي وآخرون، 2014، ج1، ص262) بأنه من كتب الإباضية وهذا خطأ فالبرزنجي هو الإمام السيد جعفر بن حسن بن عبد الكريم بن السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني المدني الشافعي، لكن كتابه كان له شهرة واستحسنه سكان زنجبار إباضيهم وشافعيهم، بل شهرته امتدت لعُمان كذلك، لكن لما ألف الشيخ أبو مسلم البهلاني كتاب النشأة المحمدية أخذ هذا الكتاب شيئا فشيئا مكانة كتاب البرزنجي. والوصية بقراءة كتاب البرزنجي كذلك نجدها حاضرة في وصية تاتو بنت خميس التمباتية، التي أوصت بوقف مزرعتين لها واحدة خصصتها لقراءة المولد سنويا بشهر ربيع الأول (المصدر السابق، ج1، ص374). كذلك نجده يلصق مصطلح الوهابية بالإباضية ويرده إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، ومرجعه في ذلك ويكيبديا (محمد مسعود، 2020، ص260)، وهو خطأ فاحش، مع أن الوثائق الوقفية ذكرت الوهبية ولم تذكر الوهابية، وفي موضوع آخر يذكر أن الواقفة قد تزيد في التخصيص فتذكر الإباضية الوهبية (المصدر السابق،93)!! ولفظ الوهبية هنا هو مجرد وصف ونسبة لعبد الوهاب بن عبد الرحمن فليست هناك إباضية وهبية أو غير وهبية، أما مصطلح الوهابية فهو مصطلح جديد ظهر مع ظهور محمد بن عبد الوهاب في نجد، وفي موضع آخر عندما جاء لقبيلة الوهابي ظن أنها نسبة لطائفة الوهابية وقال: "مما يؤكد انتشار الوهابية واعتراف المجتمع الزنجباري بها ووصف الشخص بأنه وهابي تمييزا له" (المصدر السابق،94).
ثانيا: المدخل التمهيدي:
للوقف دور مهم في المجتمع المسلم منذ بداية الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وقد جاءت نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة المشرفة تحض على التحبيس وتأمر به وتبين أحكامه وقواعده، منها قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩﴾ (الحج:77) والوقف من أعظم أعمال البر. وجاء عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله، إني أصبت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط أنفس عندي منه، فما تأمر به؟ قال: «إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها» قال: فتصدق بها عمر، أنه لا يباع ولا يوهب ولا يورث، وتصدق بها في الفقراء، وفي القربى وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، ويطعم غير متمول" (صحيح البخاري حديث رقم: 2737).
2.1 التعريف بالوقف:
مما لم يعهد عند العلماء الأوائل اهتمامهم بتوضيح الواضحات، فلذلك كانوا يشرعون في ذكر أمثلة على شروط الواقفين من غير التفات لتعريفها، لكن في القرون المتأخرة دأب بعض العلماء إلى ضبط التعاريف وإحكامها. وعليه فإننا نقتصر على ما جاء من تعريف للوقف في معجم مصطلحات الإباضية (مجموعة من الباحثين، 2011، ص1087) "الوقف هو حبس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه بقطع تصرف الواقف وغيره في رقبته، لصرف منافعه في جهة خير تقربا إلى الله تعالى، وهو صدقة جارية".
وللوقف تقسيمات عدة نذكر منها تقسيمين لحاجتنا إليهما. فالوقف ينقسم باعتبار نفاذه لقسمين: الوقف المنجز: هو الذي تدل صيغته على نفاذه في الحال، ويكون الوقف المنجز في الحياة فلا يصح الرجوع فيه لخروجه من ملك صاحبه. (المصدر السابق، ص1088). والوقف المضاف لما بعد الموت: "هو المؤجل نفاذه إلى ما بعد الموت" (قانون الأوقاف العُماني لعام 2000 المادة1)، "وهو بذلك يأخذ حكم الوصية؛ فلا يحل للوارث. ويجوز للواقف أن يرجع فيما أوصى به من التبرعات؛ وتبديل ما يرى تبديله ما دام الوقف غير منجز" (مجموعة من الباحثين، 2011، ص1087).
والتقسيم الثاني هو باعتبار الجهة الموقوف عليها وكذلك ينقسم لنوعين: النوع الأول الوقف الخيري: "هو الذي خصصت منافعه على جهات البر ابتداء" ويكون الوقف الخيري على جهة بر ومعروف كالمساجد والمدارس والملاجئ والمستشفيات والمكتبات والحصون أو الفقراء وطلبة العلم ونحو ذلك"، والوقف الأهلي: هو الذي خصصت منافعه للواقف أو لأفراد معينين أو لهما معا على أن ينتهي في جميع الأحوال إلى جهة بر" (قانون الأوقاف العُماني 2000 المادة1). والنوع الثاني الوقف الأهلي ويسمى أيضا بالوقف الذري وهو وقف المرء على نسله وذريته، أو أقربائه أو أولاده أو على معين أو ذريته أو عليهم جميعا ولو لم يكن من قرابته (مسقاوي، 2013، ص315). وجاء في جوهر النظام (السالمي، 2018، ج3، ص53):
كَمَنْ يُوَقِفَنَّ لِلْأَوْلاد ۞ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ بِلَا اسْتِنَادِ
لِأَنَّهُ مِثْلُ وَصِيَّةٍ إِلَى ۞ وُرَّائِهِ لِذَاكَ قُلْنَا بَطَلَا
وَإِنْ يَكُنْ مُسْتَنِدًا مِنْ بَعْدِ أَنْ ۞ يَفْنَوْا إِلَى بَابِ مِنَ الْخَيْرِ حَسَنْ
فَقِيلَ بَاطِلٌ كَمِثْلِ الْأَوَّلِ ۞ لِمَا بِهِ مِنْ أَثْرَةِ التَنْقُلِ
وَقِيلَ ثَابِتٌ لأَنَّهُ اسْتَنَدُ ۞ لِلْبِرِّ بَعْدَ أَنْ فَنَى ذَاكَ الْوَلَدُ
2.2 الوثائق الوقفية ماهيتها وأهميتها:
جاء في تعريف الوثيقة بأنها: "هي كل ما يعتمد عليه، ويرجع إليه لإحكام أمر وتثبيته وإعطائه صفة التحقق والتأكد من جهة أو يؤتمن على وديعة فكرية أو تاريخية تساعد في البحث العلمي أو تكشف عن جوهر واقع ما أو تصف عقارا أو تؤكد على مبلغ أو عقد بين اثنين أو أكثر" (الحويج، 2020، ص 207)، وكذلك عرفت بأنها: "هي ورقة مصدق عليها من جهة رسمية، أو موقع عليها من فرد تتضمن على إرادة إحداث أو تعديل". وقد عرّف الشيخ الزرقا الوثيقة الوقفية بأنها: "الصك الذي يكتب فيه الواقف عقد وقفه، ويبني فيه عقاراته الموقوفة وحدودها والجهة الموقوف" (نقلا عن نامليتي، 2013، ص21).
الوثيقة الوقفية المصاغة بإتقان تمثل اللائحة التشريعية للوقف، وهي له البوصلة التي تحدد له مساره لعقود قادمة (السدحان، 2018، ص81). والوثيقة لها أهمية بالغة في زمن كتابتها، ولها أهمية أخرى عندما تصبح شاهدا على تاريخ سابق، وحين تستنطق لتحكي لنا تاريخ الشعوب والأمم، فالمختص في علوم الاجتماع تخبره عن التركيبة السكانية والعادات والقيم والترابط والتراحم بين أفراد المجتمع، والباحث في التاريخ الاقتصادي يجد فيها بغيته عندما تخبره عن الحالة المادية لأهل ذلك الزمان وطرق حياتهم وسبل معاشهم، فهذه الوثائق يجد فيها الباحث الجاد الكثير من المعلومات والإشارات عن أهل ذلك الزمان.
2.3 تاريخ مؤسسة الوقف في زنجبار:
إن تاريخ مؤسسة الوقف في زنجبار يمكن أن يرد لتاريخ دخول الإسلام في زنجبار، الذي يرجعه البعض للقرن الأول للهجرة مع هجرة آل الجلندى حكام عُمان في تلك الفترة إلى شرق أفريقيا في عام 65هـ 684م(Ghailan, 2018) . ولقد كان للعُمانيين قدم السبق في نشر الإسلام في الشرق الأفريقي، وذلك للعلاقات الوطيدة بينهم وبين تلك الأرجاء "فالمتتبع لتاريخ العلاقات الحضاريّة بين عُمان ومنطقة شرق إفريقيا يستطيع وبوضوح أن يصل إلى قناعة مفادها أنّ ما يربط الجانبين هي صلات متجذرة وقديمة قدم التاريخ. وقد وردت إشارة واضحة في كتاب "الدليل الملاحي للبحر الأرتيري" Periplus of the Erythraean Sea لتاجر يوناني مجهول أنّ الصلات العُمانية بالمنطقة تعود إلى أكثر من ألفي عام، وبعد الإسلام ازدادت هذه الصلات وأضحت أكثر رسوخاً" (المحذوري، ص20، 2018).
المؤسسات الوقفية كانت موجودة على طول ساحل شرق أفريقيا منذ العهود الإسلامية المبكرة، وكان الغرض الأساسي لهذه الأوقاف هو خدمة المساجد والمدراس الدينية (Moh’d, Mohammad, & Saiti, 2017). ويرجح بعض الباحثين أن بداية الأوقاف في زنجبار كانت في القرن الثاني عشر الميلادي، حيث أثبتت دراسة أثرية أن الأشخاص من أصل أفريقي بدأوا العيش في الموقع الحالي لعاصمة لزنجبار حوالي القرن الثاني عشر، وهو الوقت الذي كان فيه الإسلام حاضرا في أرخبيل زنجبار. وفي القرن 17م سكن العرب المنطقة وشهدت نشاطًا نسبيًا للوقف، وإن أقدم مسجد معروف بزنجبار الآن يعود لتلك الفترة. ولقد توسعت الأوقاف كثيرا في القرن التاسع عشر الميلادي، فمن بين 51 مسجدًا موجود حاليًا في العاصمة، اثنان منها يعودان للقرن السابع عشر فقط، وبينما 42 مسجدًا تم تشييدها في القرن التاسع عشر أبان الحكم العُماني للمنطقة، والباقي تم بناؤه في القرن العشرين، ولقد بلغت العقارات الوقفية في المدينة القديمة ثلث العقارات (Khalfan, 2014).
يمكن القول أن الأوقاف كانت تدار بالطريقة التقليدية، إما عن طريق الواقف أو من يوكله، أو تؤول إدارة الوقف لمن يعين من قبل المجتمع أو قاضي البلد. لكن مع تطور الحياة وتشكل الدولة الحديثة والدور المحوري الذي انتهجته في رعاية مصالح شعبها، بدأت مؤسسة الوقف في اتخاذ نهج آخر للحفاظ على الوقف، وتعظيم عوائده الاقتصادية. حيث إننا نلحظ أن زنجبار في ذلك الوقت -القسم الأفريقي للدولة العُمانية- كانت سباقة في اتخاذ عددا من الإجراءات الإدارية لتطوير العملية الوقفية. ففي زنجبار بعهد السلطان سعيد بن سلطان (ت:1856م) أنشأت أول لجنة وقفية أشرفت على أموال الوقف وخاصة أوقاف المساجد، وعملت على صيانة المساجد وتوزيع رواتب اللائمة منها .(Khalfan, 2014)
لكن مع تحول سلطنة زنجبار لمحمية بريطانية سنة 1890م، عمل البريطانيون على السيطرة على الوقف ودمج هذه المؤسسة العريقة في مشروعهم الاستعماري، لكن الباحث Oberauer (2008) يجادل في أن الحكم الاستعماري البريطاني لم يكن يهدف لتفكيك الوقف في زنجبار بل على العكس سعى إلى تطويره وإدارته إدارة حديثة، وفي ذات الوقت يتهم الواقفين العُمانيين خاصة؛ أنهم استخدموا الوقف طلبا للمكانة الاجتماعية ورغبة منهم في إخضاع الناس لسلطتهم الاجتماعية ودفعهم للاعتماد عليهم. مع أن (Abdulkadir, 2010) أثبت بعدد من الوقائع كيف أن البريطانيين اختلسوا شيئا من أموال الأوقاف وأراضيه وعملوا على لتحويل بعضها لصالحهم.كذلك ترى Zara Kan (2023) أن المسؤولين الاستعماريين غالبا ما قوضوا نظارة المرأة على الوقف لجعلها لصالح الرجال حصرا.
يذكر Issa Ziddy (2016) أن السلطان علي بن حمود (حكم من 1902م-وإلى 1911م)، كان لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره عندما رشحه البريطانيون ليكون سلطان زنجبار القادم، وكانت هذه فرصة للمقيم البريطاني في زنجبار، السيد روجرز، ليكون وصيًا على العرش لمدة ثلاث سنوات عمل فيها على إجراء تغييرات جذرية في شؤون إدارة الدولة، ولما بلغ السيد علي بن حمود سن 18 عامًا في يونيو 1905م، تم إصدار مرسوم الوقف لعام 1905م الذي بموجبه تم إنشاء أول هيئة رسمية للأوقاف في زنجبار. واعتبرت الهيئة هيئة قانونية مستقلة تتمتع بصلاحيات إدارة ممتلكات الوقف. وشملت واجبات هيئة الوقف إدارة الممتلكات المخصصة للوقف، مثل المساجد والمباني والمزارع، وكذلك تمت السيطرة على إدارة المساجد تحت إشراف هيئة الأوقاف التي يرأسها رجل بريطاني، كذلك سيطرت الإدارة البريطانية عن طريق هيئة الأوقاف على ممتلكات بيت المال، وعدلت القوانين الوقفية، حيث كان أول قانون للوقف تم تشريعه على طول ساحل شرق أفريقيا هو قانون الوقف لعام 1900م والذي تم نقله من الهند. وبناء على مرسوم ملكية الوقف لعام 1907م تم إنشاء لجنتين للوقف: واحدة في زنجبار والأخرى في بيمبا، ولقد عيّن ضابط بريطاني أمينا عاما لهيئة الأوقاف المسؤولة عن كلا اللجنتين، مع قاضي إباضي وآخر شافعي.
وبحلول عام 1916م، تم تعديل المرسوم ليضمن أغلبية بريطانية، لتتكون الهيئة من أربعة مسؤولين بريطانيين ولا يقلوا عن ثلاثة، مع قاضيين إباضي وسني، حيث تمَّ تعيين أعضاء هيئة الأوقاف بشكل احتفالي من قبل السلطان بناءً على توصية المقيم البريطاني، وضمت الهيئة سنة 1916م أربعة مسؤولين بريطانيين، واثنين من القضاة، هما: علي بن محمد المنذري وأحمد بن سميط. ولقد استمرت الهيئة على شكلها ذاك حتى الثورة وسقوط الحكم العُماني واستقلال زنجبار عن الحكم البريطاني. ولقد كانت هناك مطالب عديدة بإصلاح هيئة الأوقاف من أجل السماح بغالبية مسلمة فيها، وضرورة التمثيل الشعبي، وتعيين أحد القضاة الشرعيين رئيسا عليها، لكن كلها قوبلت بالرفض من قبل المقيم البريطاني. وكانت هناك شبهات بالفساد المالي من قبل المفوضين البريطانيين، واستفسارات من قبل أعضاء مجلس النواب في زنجبار بشأن أموال الأوقاف المودعة في البنوك والفوائد المرتبة عليها وطريق إدارتها، لكن كل ذلك وجد آذانا صماء من قبل الإدارة الاستعمارية. وللأسف فأموال الأوقاف استخدمت في شراء سندات الحرب في شرق أفريقيا، وسندات قرض الحرب الوطنية، واستثمرت في شراء سندات الخزانة البريطانية بربا 5%، بل أن رئيس هيئة الأوقاف تبرع من أموال الوقف للصليب الأحمر البريطاني، هذا غير أخذ أموال إيجارات الأوقاف بغير حق من قبل المسؤولين البريطانيين، ونزع كثيرا من العقارات الوقفية من يد وكلائها بدعوى سوء الإدارة، وتوزيعهم غلة الوقف بما يتناسب مع سياساتهم ولو بخلاف شرط الواقف، وهذا كله بناء على الصلاحيات التي خطوها لأنفسهم في تعديلات قانون الوقف لسنة 1916م (Abdulkadir, 2010; Bang, 2003).
كانت مشاكل الوقف الأهلي من أكثر المشكلات التي تؤرق الإدارة الاستعمارية للوقف، حتى بلغ الحال أن المحكمة العليا التي تديرها الإدارة الاستعمارية حكمت بإلغاء الوقف الأهلي، مما دفع مسلمو زنجبار لرفض هذا القرار والخروج في مظاهرات، نتج عنها تفعيل الوقف الأهلي مرة أخرى. كذلك سعت هيئة الأوقاف لإدارة الوقف بطريقة ربحية رأسمالية، مع أن فلسفة الوقف تختلف عن ذلك، فسعت الهيئة لإلزام كل من يقيم محلات أو أكواخ على أطراف أراضي الوقف بدفع إيجارات. فمثلا حاولت هيئة الأوقاف اقناع كلا من السيدة جوخه ومن بعد وفاتها للسيدة خولة بنتي السيد حمود بفرض رسوم على من يقيم محلات على أطراف أراضي الوقف التي أوقفها السيد حمود بن أحمد، لكنهن رفضن ذلك، ثم كانت هناك محاولة أخرى لإقناع السيدة خولة عن طريق دكتورها السيد كوب لاند، لكنها لم تستمع إليه. ولقد كان الدافع المعلن من هيئة الوقف هو خوف الاستيلاء على الأرض بسبب قانون التقادم الذي يجعل الحق لصاحب الكوخ بأن يتملك الأرض بعد مضي فترة من الزمن. فيما يتوقع البعض أن الهدف من محاولة السيطرة هو إنشاء سكة الحديد على أراضي الوقف، وعندما فشلت محاولات هيئة الأوقاف في السيطرة على أوقاف السيد حمود حاولت الهيئة إثبات سوء الإدارة، ورفعت عدة قضايا في المحاكم، لكن كلها باءت بالفشل. كذلك من المشاكل التي واجهتها هيئة الأوقاف تحصيل الإيجارات من العقارات الوقفية، حيث لجأت لأحد التجار الهنود لتحصيل الإيجارات مقابل أخذ 50% من الدخل! لأنه في عام 1931م بلغت تكاليف تحصيل الإيجارات الوقفية 64 ٪ من عائدات هذا الإيجار! وأيضا مارست هيئة الأوقاف القوة في تحصيل الإيجارات حيث زجت بالذين رفضوا الدفع السجن، مما دفع الناس للخروج في مظاهرات عام 1928م، أدت لاقتحام السجن وتحرير السجناء الذين اعتقلوا لرفضهم دفع الإيجار، مما دفع الحكومة لإصدار قرار جديد يحدد الإيجارات على مستوى مستقر. هذا الأسلوب السيء في الإدارة من قبل هيئة الأوقاف خلقت نوعا من عدم الاستقرار الاجتماعي في البلد، حتى أن البعض يرجح أن مظاهرات 1928م كانت الشرارة التي أوقدت الثورة في 1963م، وأتت بحكومة جديدة، كان أهم قراراتها في ذات العام إلغاء إيجار الأراضي الوقفية (Oberauer, 2008).
من الأمور التي يجدر الإشارة لها ما ذكرته Anna Bang (2003) من غياب المذهبية بين القضاة الإباضيين والشافعيين، حيث كانوا يعملون مع بعض ويصدرون أحكاما مشتركة على أساس يومي في القضايا المعروضة على هيئة الأوقاف، وذكرت نماذج لهذه الأحكام التي تؤكد بنقولات من كتب الإباضية والشافعية. كذلك كان القضاة أحيانا يتحدون معا في معارضة الإجراءات البريطانية في السيطرة على الوقف وخاصة في مسألة بيع الأوقاف التي لا فائدة اقتصادية منها. وقد يحدث أحيانا اختلاف في وجهات النظر بين القضاة كمثل الوقف لقراءة القرآن على القبور. ولقد عَرّض Abdulkadir (2010) بالقاضيين الإباضي غريب بن علي والشافعي طاهر بن أبي بكر الأموي بانصياعهم للسياسات البريطانية، خاصة القاضي الأموي الذي كان موظفا في الحكومة الاستعمارية ومترجما للصليب الأحمر البريطاني سابقا.
وبعد الثورة في عام 1963م كانت الحكومة الجديدة حريصة على السيطرة على أملاك الوقف، وأصدرت العديد من القوانين لتفعيل ذلك، منها مرسوم 1965م الذي وقف تدفق عائدات الوقف إلى خارج زنجبار، وصدر المرسوم الرئاسي الثاني الذي ألغى الوقف الأهلي في عام 1966م، ومرت الأوقاف بزنجبار بفترة عصيبة دمرت فيها وانهارت الكثير من العقارات الوقفية ومنها غصبه بعض الناس بالقوة (Ziddy, 2016). يروي Abdul Sherif (2019) كيف أن المدينة الحجرية التي ربع مبانيها تتبع هيئة الأوقاف أضحت متداعية ومتهدمة بعد مضي قرنيين من الزمان من الثورة، وأن الحكومة الجديدة أممت كثيرا من العقارات الوقفية وأعطها للفقراء القادمين من الأرياف ومن الجزيرة الخضراء الذين لا يملكون هذه المباني ولا يستطيعون صيانتها، حيث يقول: "في منتصف السبعينيات وعندما كنت أقوم ببحث في زنجبار قدر لي أن أمشي فوق تلك الأنقاض لتلك المباني المتهدمة... الإنارة على الطرقات التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أرباع قرن من الزمان وهي تضيء تلك الطرقات أضحت معطلة، وأمسى الناس مجبرين يستعملون الكيروسين في الظلام، ولقد مشيت أنا في تلك الليالي بمصباح ليلي. كذلك انهارت شبكة المياه، التي كانت تزود المدينة بالمياه الصافية عن طريق أنابيب تمتد لعشرات الأميال من خارج المدينة، هذه الشبكة التي أنشأت في ثمانينات القرن التاسع عشر امست أثرا بعد عين، ورجعت الناس لاستخدام الآبار التي غلقت في القرن التاسع عشر بسبب وباء الكوليرا الموسمي".
رسم توضيحي 1 خريطة توضح الأوقاف في الجانب المقابل للمدينة الحجرية بجزيرة زنجبار في القرن التاسع عشر الميلادي (المصدر: Adopted from Myers (1993) and (Khalfan 2014))
2.4 مكانة المرأة في زنجبار:
من خلال هذه الوثائق يتبين أن المرأة في زنجبار كان لها شأن عظيم ودور بارز في خدمة ا، بالوقف للمساجد وصيانتها، وتخصيص أوقاف لتعيين أئمة أمناء بها، مع اهتمامهن بالجانب الاجتماعي فكانت لهن أدوار مشهودة في الاهتمام بالفقراء وذوي الحاجة. ومما يدل على مكانة المرأة في زنجبار أن بعضهن لهن ألقاب تشريفية تسبق أسمائهن دلالة على مكانتها الاجتماعية التي وصلت لها، فقد وردت لفظة المشايخ قبل أربع نساء في هذه الوثائق وهن المشايخ زلخا بنت عبد الله بن سرور الخروصية والمشايخ خميسه بنت محمد النعُمانية والمشايخ حبيبة بنت سليمان بن سالم المسكرية والمشايخ جوخة بنت ناصر بن سالم المسكرية. كذلك بعض النساء من الموالي ملكن أمولا طائلة، وصار لهن موالي وعتقاء، كمثل سمتو فو سريحة محمد بن جمعة المغيري (العروسي وآخرون، 2014، ، ج1، ص172)، وزينب سريحة بكر بن حاج السواحلي التي وقفت شيئا من مزارعها على عدد من سرحائها (المصدر السابق، ج1، ص118-122). كذلك بعض النساء تميزت بمزيد إحسان وفعل للخير، فشمبعانة بنت سعيد بن سالم الحارثية وقفت مزرعتها على سرحائها وعددت 24 سريحا بين ذكر وأنثى ثم ختمت "وجميع سرحائها" مخافة أن تكون نسيت أحدا منهم، وهذا يدل على الثراء التي تميزت به هذه المرأة التي ملكت أكثر من 24 عبدا وأمة، لكنها مع تحررهم اختارت حفظ كرامتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، بأن وقفت مزرعتها "لينتفعوا بالسكن فيها وبثمار أشجارها وزروعها وإدفان موتاهم وأموات ما شاء الله من المسلمين". (المصدر السابق، ج1، ص212). وشوينة بنت محمد بن عديم التي وقفت مزرعتها على سرحائها وأحصت تسعة منهم (المصدر السابق، ج1، ص270).
ثالثا: دراسة الوثائق
3.1 الوصف العام للوثائق:
في سنة 2014م نشرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان مجلدين ضخمين تحت مسمى العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وشرق أفريقيا في العهد البوسعيدي نظام الوقف والوصايا بزنجبار أنموذجا، وغطى المجلد الأول الفترة من 1882م وحتى 1938م، والجزء الثاني من سنة 1939 وحتى 1963م. ولقد بلغت الوثائق المنشورة في المجلدين 281 وثيقة متعلقة بالوصايا والأوقاف، منتقاة من بين أكثر من ألفي وثيقة كعينة عن تلك الفترة. وفي مقدمة المجلد الأول أشير إلى أن الوثائق التي تم دراستها 282 وثيقة، لكن عند الدراسة يتبن أنها 281 وثيقة، ويظهر أن هناك سقط لوثيقة سالم بن سلطان بن سالم المسكري، حيث ورد اسمه في الفهرس لكن لا وجود لوثيقته في الكتاب. ولقد بين محققي الوثائق في مقدمة الكتاب أن الوثائق الوقفية للمرأة في الكتاب تبلغ 44 وثيقة فقط، وهو سهو منهم، فبدراسة الوثائق دراسة متأنية يتبين أن الوثائق التي وردت فيها أوقاف للنساء هي 70 وثيقة، منها ثلاث وثائق مشتركة بين بعض النساء وأقاربهن والباقي خالصات للنساء أنفسهن. وهنا شيئا من تفاصيل هذه الوثائق:
السنة هجري/ وميلادي الموقف عليهم نوع الوقف الواقف نوع الوقف الجزء والصفحة م
1306/1889 وقف لعتقائها وعتقاء ابنتها زيزة بنت عامر المنذرية وأولادهم وأولاد أولادهم من بعدهم، فإذا انقرضوا فعلى فقراء المسلمين. مزرعة بموضع أوزين بزنجبار سلومة بنت راشد بن سالم المنذرية وصية بالوقف 1/60 1
1312/1894 وقف للقبور. نصف مزرعتها التي بموضع جليوني بزنجبار مواقوم بنت حاج المتمباتوه وصية بالوقف 1/68 2
1312/1894 لابنتها هريبة بنت حمد بن سالم لتنتفع بغلتها. مزرعة بموضوع كرغوني بزنجبار نصرا بيت بشير بن سالم الحارثية وصية بالوقف 1/70 3
1312/1894 وقف لمن أراد أن يسكنه من الفقراء. مزرعة بكفانجة بزنجبار مكية بنت محمد بن عباس وقف 1/74 4
1312/1895 وقف لسرحائها، وبيت تسكن فيه أختها مدة حياتها ثم يباع وتدفع قيمته لفقراء مكة المكرمة. مزرعة بموضع فروني بزنجبار موانا بنت الباي الهندية وقف ووصية 1/78 5
1312/1895 وقف أهلي ثم على أقرب الناس لمعتقها، ثم لفقراء المسلمين. بيت من الحطب والطين بمليندي بزنجبار سهاو سريحة خميس بن مسعود المهللي وقف 1/80 6
1313/1895 يشترى بغلته بيتين من مكة المشرفة لينزلهما من شاء الله تعالى من فقراء المسلمين الحجاج الإباضيين و غيرهم من الناس، و أن تصلح هذه البيوت من غلة هذا البيت و الباقي يقسم شطرين شطر لفقراء مكة من الإباضيين و غيرهم مقيمين كانوا أو مسافرين، و الشطر الثاني يفرق في مدينة الرسول على فقراء الإباضيين وغيرهم مقيمين كانوا أو مسافرين. بيت مبني من الحجر والنورة بموضع الباغ بزنجبار زوينة بنت محمد بن عامر المحرمية وقف 1/84 7
1314/1896 تباع غلتها ويشترى بها طعام يأكله الحاضرون الذين يقرأون القران العظيم في شهر الحج. مزرعة بمحجوني بزنجبار. موزة بنت سعيد بن سالم المرهوبية وقف وصية 1/98
8
1314/1897 الوقف ينقسم لقسمين نصف المزرعة لسليمان بن مانع المحرمي وبعد موته لورثة زوينة بنت محمد بنت عامر المحرمية ولأولادهم من بعدهم فإذا انقرضوا فلفقراء المسلمين الإباضية والنصف الثاني من المزرعة لمحمد بن ربيعة وذريته من بعده فإذا انقرضوا فلفقراء المسلمين الإباضية.
مزرعة بموضع مويرة بما فيها من أشجار النارجيل والقرنفل والأمبا زوينة بنت محمد بنت عامر المحرمية وقف 1/114 9
1315/1897 وقف لسرحائها منجزا لاستحقاقهم العتق. مزرعة بموضع مفتان بزنجبار زينب سريحة بكر بن حاج السواحلي وقف وصية 118 10
1315/1897 وقف لأولاد الحاج ريرمكام السواحلي. مزرعة بموضع موجاني بزنجبار زينب سريحة بكر بن حاج السواحلي وقف وهبة 1/122 11
1315/1898 ليقرأ بغلتها القرءان العظيم على قبرها و قبور أهلها. قطعة من مزرعة التي بها القبور وبها عشرين قورة نارجيل و شجرتين نارنج بموضع كوراني بزنجبار شمسة بنت سعيد بن سالم الخنجرية وقف وصية 1/126 12
1316/1898 وقف على علي بن عثمان و حاج ومني و مؤمن أبناء شاهد وذريتهم من بعدهم. مزرعة بموضع متندوني بزنجبار زينة المهياوية سريحة شاهه بن حاج المربي وقف 1/134 13
1319/1901 وقف على النفس في الحياة، ثم على والدتها وبنتها من بعدها، ثم على خالتها مسواك، ثم يرجع الوقف لذرية بنتها وذرية خالتها وما تناسوا، وعلى عتقائها وأولا ثم يرجع الوقف لفقراء المسلمين. مزرعة بموضوع بامبي بزنجبار كداوه بنت خير سريحة سليمان بن حمد وقف 1/144 14
1319/1902 وقف على بنتي أختها وعتقائها وأولادهم وأولاد أولادهم فإذا انقرضوا فللمسلمين من بعدهم. مزرعة بموضع شكواني بزنجبار موانة بنت خميس بن عثمان البتاوية وقف 1/162 15
1319/1902 وقف على زوجها و بنت أخيها و ذريتهما فإذا انقرضوا فلفقراء المسلمين. مزرعة بزنجبار فاطمة بنت علي سريحة الغيوث وقف 1/166 16
1320/1902 وقف على عتيقتها ستارة و سويامانامي وأولادهما فإذا انقرضوا فلفقراء المسلمين. مزرعة بموضع كتمبه بزنجبار سمتو فو سريحة محمد بن جمعة المغيري وقف ووصية 1/172 17
1320/1902
لقراءة القران على قبرها. مزرعة موضع مويره بزنجبار شمسه بنت حمد بن علي السمرية وقف وصية 1/186 18
1320/1902
وقف أهلي على أولادها فاذا انقرضوا فعلى عتقائها وذريتهم ثم للمسلمين. مزرعة بموضع كلمان بزنجبار سعادة بنت سعيد بن زياد الحراصية وقف 1/190 19
1320/1902
وقف أهلي. مزرعة بزنجبار جوخه بنت سعيد بن سالم المرهوبية وقف ووصية 1/194 20
1320/1902
وقف على زوجها وأولاده من بعده ثم على أقاربه ثم على طلبه العلم من الشافعية. بيت مبني بالحطب و الطين و الحجارة والنورة بموضع فوكه زنجبار سعادة بنت سعيد بن سيف الشهيبية وقف 1/198 21
1322/1904
وقف على زوجها ثم على ولدي أخيها ثم على ذرية محمد بن سعيد فإذا انقرضوا فعلى المسلمين المستحقين من الإباضية. مزرعة و ما تشتمل عليه من البيوت و الأشجار بموضع مججوني بزنجبار شريفة بنت عبدالله بن محمد المرهوبية وقف 1/204 22
1322/1904 وقف على سرحائها و على أولادهم من بعدهم. مزرعة بموضع أندجاني بزنجبار سعادة بنت مصبح بن سعيد السويدية وقف 1/206 23
1322/1904
وقف أهلي ثم على فقراء المسلمين بشرط أن يقرؤوا ختمة من القرءان في شهر رمضان و الحج. مزرعة بما فيها من أشجار النارجيل و البيت بموضع كوني بزنجبار حليمة بنت صديق سريحة محمد بن عمر الحاتمي وقف 1/210 24
1322/1904
وقف على سرحائها و ذريتهم من بعدهم فإذا انقرضوا فعلى الإباضية. مزرعة بموضع فروني بزنجبار شمبعانة سعيد بن سالم الحارثية وقف 1/212 25
1325/1907
على ولدي بنتيها و على ذريتهما ثم على فقراء المسلمين. مزرعة بموضع فروني بزنجبار و ما اشتملت عليه من أشجار النارجيل و غيره سورية النياسية سريحة عبد الله ن موسى المتمياتي وقف 1/222 26
1325/1907
على أولادها و ذريتهم ثم على قرابتها. مزرعة بموضع منيمبي بزنجبار بشارة بنت مصبح بن نجيم الشهيبية وقف 1/224 27
1326/1908
على بنتها ثم على أولادها ثم على أخواتها ثم على الفقراء من جماعتها الحواتميين المنتسبين إليها فإذا انقرضوا فلفقراء مكة و المدينة. مزرعة بموضع فوني بزنجبار و ما اشتملت عليه من أشجار القرنفل و النارجيل و غيره موانة سليمة بنت لوانة نور بن عمر الحاتمية وقف 1/228 28
1327/1909
يقسم الوقف إلى أربعة أقسام قسم لفقراء المسلمين المستوطنين بمكة المشرفة، وقسم لإصلاح مساجد زنجبار، و قسم لمن يقرأ القرءان على قبرها، و قبر أبويها و أخيها، وقسم لناظر الوقف. مزرعة بموضع موين بزنجبار راية بنت عبيد بن مسعود الطالعية وقف 1/236 29
1329/1911
بغلة الوقف يعمر مسجدها وبيتها اللذان بهذه المزرعة ويأتجر من يقرأ القرءان في هذا المسجد كل شهر والبيت يسكن فيه مواليها ومن شاء من فقراء الإباضية، وأن يختار إماما إباضيا أمينا في دينه لهذا المسجد ويعطى من غلة الوقف. مزرعة كوراني بزنجبار زوينة بنت حميد بن سعيد الحارثية وقف ووصية 1/238 30
1330/1912
لسرحائها صبور و صبيرة و ذريتهم. بيت زهرة بنت عامر الانجريجية وقف ووصية 1/246 31
1330/1912
لأخواتها ثم على أولاد أخواتها ثم لفقراء المسلمين. مزرعة بموضع ميويني بزنجبار سليمة بنت علي بن موسى الجابرية وقف وصية 1/248 32
1330/1912
على أولاد أخيها و ذريتهم ثم على فقراء المسلمين من الإباضية. ثلث مزرعتها بموضع مكونجيني في الجزيرة الخضراء راية بنت حميد بن سالم الإسماعيلية وقف ووصية 1/250 33
1331/1913
يسكن فيها من يشاء من أقربائها و مواليها و يقام به مسجدها الذي بنته و يقرء به القرءان الكريم فيه 26 من شهر رجب و في ليلة 27 يقرء مولد النبي للبرزنجي مع توفير ما يحتاجه القارئون من مأكل. مزرعة بوضع مونبانيه بزنجبار زوينة بنت حميد بن سعيد الحارثية وقف 1/262 34
1331/1913
وقف على أولاد حسين ومسيم وأولاد أولادهم ينتفعون بها غلة سكنا ودفنا ويدفن فيها موتى المسلمين الذين ليس لهم موضع للدفن فإذا انقرضوا فعلى خطيب بن كروة وذريتهم. مزرعة بوضع دونجة بزنجبار موجومة بنت كروة المخادمية وقف 1/268 35
1331/1913
وقف على سرحائها ولأولادهم من بعدهم ثم على أخواتها. مزرعة بموضع متكوج بزنجبار شوينة بنت محمد بن عديم وقف 1/270 36
1331/1913
وقف على أولادها الذكور والإناث من أربعة أزواج متفرقين ثم على ذرياتهم، ثم الأرحام، مع قراءة ختمة كل سنة على الأموات. مزرعة بموضع أوزويني يزنجبار فاطمة بنت علي بن صالح الريامية وقف 1/272 37
1331/1913 على أنفسهما ثم على أولادهما وأولاد ولدهما ثم على أقاربهما الأقرب فالأقرب ثم على فقراء المسلمين الإباضيين، بشرط تعميرها وان يأتجروا بشيء من ثلث غلتها من يقرأ ختمة من القرآن الكريم على قبر جدهما الشيخ علي بن محمد بن علي وختمة على قبر والدهما الشيخ عبدالله وختمة عند قبر ولدهما سليمان وختمة عند قبر عمتهما جوخة وختمة عند قبريهما بعد وفاتهما. مزرعة مع البيت الذي بها بموضع وليزوه بزنجبار فاطمة وجوخة بنتا الشيخ عبدالله بن علي المنذريتان وقف 1/276 38
1331/1913 لأجرة إمام مسجد الباغ الذي بناه خالها الشيخ محمد بن سليمان بن سعيد المنذري، وفي أجرة من ينزف الماء لحوض المسجد، ولحل السراج بالمسجد وفرشه والدلاء والحبال وما يحتاج إليه المسجد، وفي أجرة من يقرأ القرآن الكريم على قبور والديها وإخوتها وقبرها بعد موتها، وما يفضل ينف في فقراء المسلمين من أهل نحلتها الإباضية عما لمها من زكاة. مزرعة بموضع كبوجي بزنجبار، بما اشتملت عليه من أشجار القرنفل والنارجيل شيخة بنت سيف بن ناصر الريامية وقف 1/284 39
1332/1914 لمواليها وزوجها وأولادهم وذريتهم ثم على فقراء المسلمين. بموضع كدموني بزنجبار، بما اشتملت عليه من أشجار النارجيل وغيرها مون بوجا بنت معلم مقامي وقف 1/288 40
1332/1914 وقف لأولاد سيدها وذرياتهم من بعدهم، على أن يقرأوا ثلاث ختمات من القرآن الكريم كل سنة للأموات. مزرعة بما فيها من أشجار النارجيل والقرنفل بموضع جومبي بزنجبار مواكه بنت شوندي اللمبيسية وقف 1/298 41
1333-1915 وقف أهلي. مزرعة بكتوبه بزنجبار كيونة بنت عثمان المكونده وقف 1/304 42
1350-1932 1-وقف لقراءة مولد البرزنجي سنوا بشهر ربيع الأول.
2- وقف أهلي لإخوتها وذريتهم وما تناسلوا، بعد موتها. 1-سبع شجرات قرنفل من مزرعتها المسماه كوجيشوه بليماني بالجزيرة الخضراء.
2-وقف مزرعتها المسماه كوغ كتقو، بليماني بالجزيرة الخضراء بما فيها من أشجار القرنفل والنارجيل. تاتو بنت خميس التمباتية وقف ووصية 1/374 43
1356-1938 لعمارة المسجد الذي بناه عمها، فإن انهدم المسجد ولم يقم أحد بعمارته، فتذهب الغلة لعمارة أي مسجد من مساجد المسلمين الإباضيين في الجزيرة الخضراء. وقف سهمها من مزرعة شمباموي بالجزيرة الخضراء المشايخ حبيبة بنت سليمان بن سالم المسكرية وقف ووصية 1/524 44
1357-1938 وقف أهلي ثم لفقراء المسلمين من أهل مذهبها الإباضية. وقف مزرعتها بولاية شكشك فاطمة بنت ناصر بن خميس العوفية وقف ووصية 1/528 45
1357-1938 وقف على ولدها وذريته من بعده، فإن انقرضوا فعلى الأقرب من جهة أبوي الواقف، فإذا انقرضوا عاد الوقف لفقراء مكة والمدينة من الطائفة الشافعية، مع شرط العمارة وقراءة ختمة من القرآن الكريم سنويا في شهر ذي الحجة. مزرعة بها ستين شجرة من كبار النارجيل وعشر شجرات من كبار القرنفل، بموضع فوني بزنجبار كجكاز بنت خميس بن سليمة الشيرازية وقف منجز 1/548 46
1357-1938 وقف أهلي على ابن اخيها حكيمبا النياسي ثم على أولاده وما تناسلوا، فإن انقرضوا فعلى أرحامها من كل درجة الأقرب فالأقرب، ثم يعود على فقراء الطائفة الشافعية في مكة المكرمة والمدينة المنورة يقسم بينهما بالسوية. مع شرط العمارة وقراءة ختمة من القرآن الكريم سنويا في شهر ذي الحجة على روحهما بعد موتهما. مزرعة بها 150 شجرة قرنفل كبيرة، و70 شجرة قرنفل كبيرة، بزنجبار مباجي بنت كليمبا النياسية وقف منجز 1/560 47
1357-1938 وقف أهلي على أحفادها أبناء عوض بن سالم الحضرمي ثم على أولادهم وما تناسلوا، فإن انقرضوا فعلى أرحامها من كل درجة الأقرب فالأقرب، ثم يعود على فقراء طلبة العلم الشريف من الطائفة الشافعية في زنجبار. مزرعة بها 80 من كبار القرنفل و20 من صغارها، و30 من كبار النارجيل و10 من صغارها، بموضع بنجه أنغرودي بزنجبار زمباري بنت سليم بن كواو الشيرازية وقف منجز 1/564 48
1357-1938 على مزي بن صالح والمعلم مسنجس بن عبدالله ثم على أولادهم وما تناسلوا، ثم يعود على فقراء طلبة العلم الشريف من أهل السنة والجماعة من الطائفة الشافعية في زنجبار المنيفة ومكة الشريفة يقسم بينهما بالسوية. وذلك بعد إخراج القدر المحتاج لقراءة ختمات من القرآن الكريم على أرواح مزي بن صالح وأمهاته وعلى روحها بعد موتها. مزرعة 150 شجرة قرنفل كبيرة، 50 شجرة نارجيل مثمرة، بموضع كؤاني بزنجبار ياسمين بنت عبدالله المبسه وقف منجز 1/568 49
1357ـ/1939 وقف ذري بشرط أن يقرأ لروحها أربع ختمات ولأبويها من كل شهر ذي الحجة، ثم ينتهي للجامع الكبير بملندي بعد انقراضهم. مزرعتها كاملة بمحل مونياينا بزنجبار، 250 شجرة قرنفل، وألف وثلاثمائة شجرة نارجيل كبيرة، وغيرها من الأشجار، بموضع مونيانيا بزنجبار عائشة بنت سليم بن راشد العامرية
وقف منجز 2/8 50
1360/1941 وقف ذري على بنتها وأولادها من بعدها، فإذا انقرضوا عاد الوقف لأولاد حميد بن محمد الرواحي فإذا انقرضوا يذهب لفقراء المسلمين مزرعته التي بها 240 شجرة قرنفل كبيرة، و200 شجرة نارجيل كبيرة، بموضع دونجي مككتوني بزنجبار هدية بنت حميد بن محمد الرواحية
وقف منجز 2/48 51
1942/1361 وقف ذري ثم ينتهي لفقراء المسلمين الإباضية الوهبية، وكذلك جعلت لجارية أبيها الحق في الانتفاع من الوقف ما دمت حية، ولبقية مواليهم السكون فيها ما رغبوا. مزرعة بها 516قرنفل، و299 قورة نارجيل وغيرها من الأشجار كالشوكشوك والدوريان مع البيوت التي بها في بزنجبار شمبعانة بنت عبد الله بن محمد البيمانية
وقف 2/76 52
1362/1943 وقفا على مدرسة النجاح بشبام بحضرموت. مزرعة 200قرنفل، و300نارنجيل، بموضع أميمب مويل بزنجبار شريفة بنت عبدالكريم بن عبود عسكر وقف منجز 2/92 53
1362/1943 على مسجد المذكور لشراء تمر لإفطار الصائمين برمضان، وشراء فرش له كل عام. دار من الطين والسقف من التنك بحارة مبيوني بزنجبار شريفة بنت عبد الكريم بن عبود عسكر وقف منجز
2/96 54
1362/1943 على مسجد مشنفاني لشراء تمر لإفطار الصائمين برمضان، وشراء فرش له كل عام. دار من الطين والسقف من التنك بحارة مشنجان شريفة بنت عبد الكريم بن عبود عسكر وقف منجز
2/100 55
1362/1943 وقف ذري/ ثم ينتهي للجامع الكبير بملندي. مزرعة 150 شجرة قرنفل و300 شجرة نارجيل، بموضع بنجوي زنجبار زينة بنت أبي بكر العمارية وقف منجز
2/108 56
1362/1943 وقف ذري ثم على فقراء الإباضية الوهبية. مزرعة بها 25قرنفل كبيرة، و35نارجيل كبيرة، بموضع أمكجيني بمديرية كواني بزنجبار جوخه بنت حمد بن سليمان المعولية وقف منجز
2/116 57
1362/1943 وقف ذري ثم على فقراء الاباضية الوهبية. مزرعة بها 25قرنفل كبيرة، و35نارجيل كبيرة، بموضع أمكجيني بمديرية كواني بزنجبار جوخه بنت حمد بن سليمان المعولية وقف منجز
2/120 58
1362/1943 وقف ذري ثم على فقراء المسلمين من مذهب الواقفة (الذي يظهر أن مذهبها الشافعي). مزرعة 6قرنفل/30نارجيل كبار، بموضع كامه من مديرية مغرب زنجبار مريم بنت بخيت بن موادين النمبانية وقف منجز
2/124 59
1362/1943 وقف أهلي ثم ينتهي على لمسجد مزى بن خميس بزنجبار. مزرعة بها 30 نارجيل كبار، بموضع مشنجاني كواني بمديرية زنجبار مريم بنت موسى الشيرازية وقف منجز
2/128 60
1362/1943 وقف أهلي ثم يعود على الجامع القديم المقابل للسرايا السلطانية. منزل مبني بالحجر والنورة، بموضع كجشفين بمديرية زنجبار مزاد بنت معلم بن موامبه القمرية وقف منجز
2/132 61
1362/1943 وقف أهلي مع السماح بدفن المسلمين بها، ثم يعود للفقراء والمساكين من أهل السنة والجماعة. مزرعة بها 31 شجرة نارجيل وغيرها، بموضع أوندان بمديرية مغرب زنجبار. المشايخ خميسه بنت محمد النعُمانية وقف منجز
2/140 62
1362/1943 وقف على زوجها ثم على أحد أهلها وذريته من بعده، ثم يعود على مصالح المسلمين مزرعة بها 15 قرنفل كبار، و30نارجيل كبار، بموضع شم شم مونرا بمديريةكواني زنجبار مزوزي بنت خميس السواحلية وقف منجز
2/148 63
1363/1943 وقف أهلي ثم ينتهي للجامع القديم بجوار السريا السلطانية. مزرعة 300قرنفل كبار، و200 نارجيل، بموضع جانغومبي بمديرية مغرب بزنجبار سليمة بنت مبروك المنياسية وقف منجز
2/164 64
1363/1943 وقف أهلي ثم للمسجد الجامع بلمندي. مزرعة بها 30 قرنفل و15 نارجيل، بموضع بامبي بمديرية كوان بزنجبار أكاما بنت خميس المخاديمية وقف منجز
2/168 65
1363/1944 ليفطر بها الصائمون في رمضان في مسجد ربيع بابراء. وصية ب 350 شلنجا لشراء نخيل من ابراء. المشايخ جوخة بنت ناصر بن سالم المسكرية وقف ووصية 2/184 66
1363/1944 ختمة واحدة كل سنة يهدى ثوابها لها ولولدها ووالدها، وتكون المزرعة بيد أحد قرابتها وإخوته من بعده ومن ثم أولادهم ما تناسلوا. مزرعتها المسماه مكدين بأرض كنمبه بالجزيرة الخضراء حليمة بنت خميس بن براك المهياوية وقف ووصية 2/188 67
1355-1936
وقف أهلي، ثم لفقراء بني خروص الإباضية ثم لفقراء المسلمين من الإباضية سواء في عُمان أو في غيرها. بيت في مليندي بزنجبار أحمد بن سيف بن ناصر الخروصي ووالدته المشايخ زلخا بنت عبدالله بن سرور الخروصية وقف 2/480 68
1357-1938 وقف أهلي على أولادهما وما تناسلوا، فإن انقرضوا فعلى أقاربهما من رحم أو عصبة الأقرب فالأقرب، ثم يعود على فقراء طلبة العلم الشريف من أهل السنة والجماعة من الطائفة الشافعية في زنجبار المنيفة ومكة الشريفة يقسم بينهما بالسوية. مع شرط العمارة وقراءة المولد سنويا في شهر ربيع الأول، وقراءة أربع ختمات من القرآن الكريم سنويا في شهر ذي الحجة على روحهما بعد موتهما. مزرعة بها 100 شجرة قرنفل كبيرة، 26 ناريل كبار، وأرض خالية، بموضع عبوجي كؤاني بزنجبار محمد وعائشة أبناء شوم بن جمعة الشيرازيان وقف منجز 2/556 69
1357-1938 وقف أهلي ثم إلى أقربائهم من فقراء بني رواحة بزنجبار، ومن بعدهم لفقراء الإباضية. مزرعة والبيت المبني بالآجر والجص بموضع دونجي مككتوني بزنجبار عمر وناصر وسعيد وحميد وعبد الله وشريفة وسنورة وراية أبناء الشيخ سليمان بن حميد الرواحي وقف منجز 2/544 70
3.2 أنواع الوثائق:
الأوقاف في زنجبار كثيرة جدا وتعددت مقاصد الواقفين من إنشائها، فعينة الوثائق التي نشرتها هيئة الوثائق والمحفوظات تحتوي على مزيج من الوثائق بإمكاننا تقسيمها بعدة اعتبارات، ونبدأ باعتبار الجنس، ثم نتبعه بالتفصيل عن وثائق النساء والتقسيمات المتفرعة عنها.
جدول 1 توزيع الوثائق بحسب الجنس
جنس أصحاب الوثائق عدد الوثائق النسبة
الرجال 164 58%
النساء 114 41%
مشتركة بين الجنسين 3 1%
المجموع 281 100%
فمن هذه الإحصائية البسيطة في الجدول السابق تبين اهتمام النساء بتوثيق وصاياهن وأوقافهن، وأن أمر التوثيق ليس مقتصرا على الرجال فقط، بل هو سمة عامة في المجتمع، وربما يدل كذلك على الحالة الاقتصادية الميسورة التي وصلت لها النساء في زنجبار، لأن اهتمام المرء بتوثيق الوصية والوقف يدل على يساره في الغالب. كذلك بعض الوثائق اشتملت بجانب الوصية والوقف على هبات وعطايا تم توثيقها والإشهاد عليها حتى تحفظ الحقوق لأصحابها.
جدول 2 تقسيم الوثائق باعتبار نوع الوثيقة
نوع الوثيقة عدد الوثائق النسبة
وقف منجز أو وصية بالوقف 161 57%
وصية فقط 120 43%
المجموع 281 100%
الوثائق أغلبها اشتملت على وصية بالصيام والإطعام والصدقات وقراءة القرآن الكريم وكذلك الحج وزيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، وما تحتاج إليه الموصية من القيام بحقوقها بعد الموت من التغسيل والتكفين وحفر القبر، بل حتى الوصية بإطعام المعزين تجدها حاضرة في هذه الوصايا، وبعض النساء اهتمت بالوصية بتأديب وتربية أبنائهن وتخصيص نفقة من المال لمن يقوم بذلك حتى يبلغوا سن الرشد (مجموعة من الباحثين، 2014، ج2، ص410). والجدول الثاني يظهر أن ما يقارب من ثلثي الوثائق اشتملت على الوقف، فالوقف ينقسم لقسمين؛ وقف مضاف لما بعد الموت ووقف منجز، والوقف المنجز أقل حضورا مقارنة بالوقف المضاف. والإحصائية السابقة تبين بجلاء مقدار الوقف وأهميته لدى الشعب الزنجباري وحضوره حضورا بارزا في ثقافته، فكثير من الناس تقف بما أتاها الله من فضله سواء كانت العين الموقوفة صغيرة أم كبيرة.
جدول 3 تقسيم الوثائق النسائية باعتبار نوع الوثيقة
نوع الوثيقة عدد الوثائق النسبة
وقف منجز أو وصية بالوقف 67 59%
وصية 47 41%
المجموع 114 100%
وبما أن دراستنا ستركز على الوثائق النسائية فقط، فإننا فرزناها في الجدول السابق، لنتبين أن النسبة والتناسب في الوثائق النسائية بين الوثيقة الخالصة للإيصاء من دون وقف والوثيقة المشتملة على الوقف المضاف أو الوقف المنجز قريبة من النسب العامة التي وضحناها في الجدول الثاني.
جدول 4 أوقاف الرجال والنساء
نوع الوثيقة عدد الوثائق النسبة
الرجال 94 58.4%
النساء 67 41.6%
المجموع 161 100%
والجدول الرابع يبين لنا نسبة أوقاف النساء مقارنة بأوقاف الرجال، سواء الوقف المنجز منها أو المضاف، فعينة الدراسة من الوثائق الوقفية التي بين أيدينا تؤكد على مسارعة النساء لإنشاء الأوقاف، فنسبة 41% تدل على المكانة الاقتصادية والاجتماعية التي حظيت بها النساء في تلك الفترة، لأن الغالب أن الرجل هو المقتدر ماليا والأقدر على الضرب في الأرض.
وبدراسة لقبائل النساء الواقفات يتبين أن نصف الواقفات في زنجبار أصولهن عُمانية، مع أن العُمانيين لا يمثلون نصف سكان سلطنة زنجبار، بل أن العرب مجتمعين يمثلون فقط 16.9% بحسب إحصاء 1948م (حريز، 1988، ص 30)، فكثرة الأوقاف من العُمانيات يشير بوضوح لحالة الثراء التي تميز بها العُمانيون في تلك البقاع، وكذلك سخاء أيديهم ومسارعتهم لفعل الخيرات.
3.3 إجراءات تسجيل الأعيان الوقفية:
التسجيل للأعيان الموقوفة جرى على النحو التالي:
1- تأتي الواقفة للمحكمة أو للكاتب بالعدل، بصحبة الشهود وأحد من الأعيان من معارفها.
2- تقر الواقفة بما أرادت وقفه وتبين حدوده من الجهات الأربع، وإن كان بيتا وله رقم قيد برقمه.
3- يبين غالبا الحالة العقلية للواقفة، فمثلا في جاء: "حضرت هدية بنت حميد بن محمد العامرية لدى القاضي الشرعي بحالة معتبرة شرعيا وأقرت مختارة أنها أوقفت" (العروسي وآخرون، 2014، ج2، ص48)، وجاء في وثيقة أخرى: "وقفت شريفة بنت عبد الكريم بن عبود عسكر وهي في حالة الصحة والاختيار ونفوذ التصرف" (المصدر السابق، ج2، ص92)، وورد أيضا: "جرى ذلك من الواقفة مع الرضا وصحة العبارة والجسم وجواز التصرف" (المصدر السابق، ج2، ص164).
4- تحدد بالضبط عدد الأشجار ونوعها وحجمها التي اشتملت عليها المزرعة، أو البيت الذي أرادت وقفه، والبناء المستخدم فيه سواء من الطين والحجر ويبين نوع السقف، ففي وقف شريفة بنت عبد الكريم جاء في وصف البيت الذي أوقفته أنه من الطين والسقف من التنك (المصدر السابق، ج2، ص92).
5- يقدر أحيانا سعر الوقف بعد أن تبين صفاته، فقد قدر وقف شمبعانة البيمانية بثمانية آلاف وخمسمائة شلنج (المصدر السابق، ج2، ص76)، ووقف عائشة العامرية ثمانية آلاف شلنج (المصدر السابق، ج2، ص8).
6- يبين رقم الأرض أو البيت في كثير من الوثائق، وهو يظهر أن نظام العنونة كان متطورا في زنجبار.
7- يكتب الكاتب جميع تلك التفاصيل بأمر القاضي إن كان في المحكمة.
8- في بعض الوثائق يقرأ على الواقفة صك الوقف قبل توقيعه فإن أقرته وقعت عليه، أو بصمت بإبهامها الأيسر.
9- يشهد الشهود على الوثيقة والغالب يكونون ثلاثة أشخاص.
10- تعتمد الوثيقة من قبل القاضي.
11- تذهب الواقفة لتسجيل الوثيقة في إدارة التسجيل سواء بجزيرة زنجبار أو بمبا، مع دفع رسوم لذلك، التي تظهر على شكل طوابع تلصق على وجه الوثيقة.
12- ظهر الوثيقة يكتب عليه باللغة الإنجليزية غالبا بيانات التسجيل من رقم الوثيقة ونوعها.
13- يلحق أحيانا الكاتب بالعدل بعض القيود في الوثيقة الوقفية لزياد بيان أو دفع إبهام، فمثلا جاء: "أن عيسى وشيكو المذكورين هنا هما أولاد أختها من الأم ومريم بنت خميس هي بنت ابن خالها، زاده الكاتب محمد أحمد بيده"(المصدر السابق، ج2، ص129).
3.4 سمات الوثائق الوقفية الزنجبارية:
1- تبدأ بقولهم: بمنة الله، أو بالبسملة.
2- إن كانت الوثيقة وقفا منجزا، فتبدأ في الغالب بأقرت فلانة، وإن كانت وصية فتبدأ (أوصت فلانة).
3- يذكر اسم الواقفة الثلاثي أو الرباعي، وإن كانت من الوجيهات، فتقدم بقولهم (أوصت المشايخ) وإن كانت امرأة واحدة.
4- إن كانت المرأة سريحة، فيبين ذلك، ويذكر نسبها بالولاء لمن يعود.
5- يظهر الاهتمام بالزراعة والعناية بها من خلال هذه الوثائق، فأغلب الأوقاف هي مزارع القرنفل والنارجيل، وهي أكثر ما يهتم بتقييده وذكر عدده وبيان حجمه صغيرا أو كبيرا، أما باقي الأشجار فتذكر جملة من غير تفصيل، لكن وردت في بعض الوثائق أشجار الدوريان والشوكشوك والنارنج والأمبا.
6- الوثائق مكتوبة بلغة سلسة وسهلة وبعضها يشتمل على ألفاظ عامية، وأخطاء إملائية.
7- يوجد كُتّاب بالعدل مرخصين من الحكومة ويحملون رخصة بذلك، حيث يذكر بعض الكُتاب في آخر الوثيقة "بإجازة الليسن نمبر"، "والليسن نمبر"، وأحيانا يكتب "بالإجازة رقم" (المصدر السابق، ج1، ص378، و386، و414، و422).
8- يظهر الأثر البريطاني في التنظيم الإداري في زنجبار بعد تحولها لمحمية بريطانية، فنظام الأرشفة تستخدم فيه اللغة الإنجليزية، مع حضور المصطلحات الإنجليزية كنمبر وليسن والريجستر، وإن كان هناك سعي للتعريب من قبل بعض كاتبي العدل واستبدال الليسن بالإجازة، والنمبر بالرقم.
9- كتابة الوثائق عليها رسوم، وتختلف الرسوم بين وثيقة وأخرى، بعض الوثائق تكتب بمبلغ ثلاثة شلنج ويسجل ذلك بالوثائق وبعضها باثنين شلنج (المصدر السابق، ج1، ص402، و376)، وبعض الوثائق تكتب مجانا ويشار إلى ذلك في الوثيقة (المصدر السابق، ج1، ص340)، وكذلك هناك رسوم لتسجيل الوقف وتظهر على وجه الوثيقة على شكل طوابع عليها صور السلاطين أو نوع من السفن أو غير ذلك، وقيمتها ارتفعت مع الأيام من ثلاثة شلنج في آخر القرن التاسع عشر حتى عشرة شلنجات في منتصف القرن العشرين.
10- الوثائق تكتب بالتاريخ الهجري لكنها تسجل بالتاريخ الميلادي.
11- ترد كلمة وقف غالبا في الوثائق لكن ترد لفظ الحبس أحيانا، وهما كلمتان تستخدمان لنفس المعنى، (المصدر السابق، ج1، ص،522. و536، و544).
12- بعض الوثائق هي أوقاف عرفية، لكن يذهب أصحابها لتوثيقها في إدارة التسجيل، وبعضها أوراق رسمية تتبع إدارة التسجيل لدولة زنجبار، وبعضها تكتب في المحكمة وبيد كاتب المحكمة وبأمر القاضي.
13- المحاكم تنسب لقضاتها أحيانا، فترى مثلا قولهم "كتبه المفتقر لرحمة ربه محمد بن أحمد بلمور بيده كاتب بمحكمة فضيلة القاضي الشيخ سعيد" (المصدر السابق، ج2، ص8) أو "كتبه المفتقر رحمة ربه القدير حسن عمير بيده كانب محكمة فضيلة القاضي السيد عمر بن أحمد بن سميط) (المصدر السابق، ج2، ص12)، واحيانا تنسب لمكانها فمثلا: "كتبه الحقير لله محمد أحمد بيده كاتب المحكمة بزنجبار" (المصدر السابق، ج2، ص48).
14- بعض الواقفات تأكد على إخراج سهم عمارة الوقف قبل توزيع الغلة على المستحقين، مثلا جاء في أحد الوثائق: "والانتفاع بالغلة بعد إخراج سهم للعمارة والغرس، ليبقى الوقف معمورا" (المصدر السابق، ج2، ص48)، والبعض يجيز الانتفاع بالوقف إجارة أو سكنا بشرط العمارة (المصدر السابق، ج2، ص128)، وفي هذا حكمة وبعد نظر، حتى لا يبقى الأمر متروكا لناظر الوقف فقط، وقد يؤول الوقف للخراب بعد مدة يسيرة من الزمن.
15- يرد تحديد وكيل الوقف أو ناظر الوقف، وبعض الواقفات تجعل النظر لنفسها مدة حياتها، ثم لزوجها وأولادها من بعده، وبعضهن تجعل النظر لأفراد بعينهم تثق فيهم وتعلم صالحهم، ثم للأصلح فالأصلح، والبعض تطلق النظارة للأرشد فالأرشد من الموقوف عليهم، ثم للناظر العام بعد انقراض الذرية.
16- تكثر ألفاظ التذلل والافتقار لله تعالى سواء من القضاة أو الكتبة أو الشهود، يرد كثيرا عند ذكر اسم القاضي "خادم الشرع" أو "نايب الشرع".
17- التغليظ في آخر الوثيقة على من يبدل الوقف، مثلا يرد كثيرا "فلا يجوز لأحد تبديله، فمن بدله بعدما سمعه فإنما على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم".
18- الوقف الذري ينتهي لجهة بر، لكن الوقف الذي وقفته نصرا بنت بشير الحارثية على ابنتها لم تبين الجهة التي سوف ينتهي إليها بعد موت ابنتها (المصدر السابق، ج1، ص170)، وهذا غريب مقارنة بباقي الوثائق.
19- يرد أحيانا التحذير في الأوقاف الخيرية أنه ليس للورثة نصيب فيها، ففي وثيقة وقف المحسنة زوينة بنت محمد بن عامر المحرمية جاء: "وليس لورثتها من بعدها في هذه البيوت سبيل من التصرف إلى أن يرث الأرض وارثها"(المصدر السابق، ج1، ص84).
20- ترد أحيانا الاستعاذة من انقراض الذرية، "وقفا على أولادها وبناتها وما تناسلوا بطنا بعد بطن إلى أن ينقرضوا نعوذ بالله"، أو قولهم: "فإذا انقرضوا جميعا والعياذ بالله" (المصدر السابق، ج1، ص270).
21- عند ورود حدود المزارع الموقوفة نجد في وصف بعضها بأنها تحده من بعض جهاته أوقاف، وهذا يدل على شيوع الوقف وتأصله.
22- يظهر التسامح كذلك في قبائل الواقفين ومذاهبهم، فهناك قبائل أفريقية توصي لمذهبها الإباضي وقبائل عُمانية معلوم أنها إباضية توصي لمذهبها من أهل السنة.
23- التقسيم الإداري المتطور فهناك ولايات تتبعها دوائر ثم قرى، وهذا يتضح في الوثائق المتأخرة.
رابعا: مجالات الوقف النسائي في زنجبار:
إنه لا يكاد أن يوجد وقف إلا وللواقف غرض من إنشائه، فالواقف عندما يلمح حاجة في مجتمعه يسعى لسدها، وتوفير المصدر المالي للقيام بها. فالأوقاف تتنوع تنوعا كبيرا في العالم الإسلامي حتى يكاد لم يبق شيء إلا وله وقف من جنسه. والإنسان على هذه البسيطة بحاجة لمؤسسات لخدمة دينه وعون الحاجة والعوز من أهل مجتمعه، أو تنمية نفسه وأهل بلده علميا ومعرفيا.
وفي زنجبار تنوعت الأوقاف تنوعا كبيرا، وشملت جميع نواحي الحياة، ففي تقرير لهيئة الأوقاف بزنجبار لعام 1961م أن هناك 175 نوعا من الأوقاف في زنجبار مخصصة لأغراض محددة(Ziddy, 2016) ، وهذا التنوع يمكن أن ندلل عليه بدراستنا لمقاصد الواقفات في زنجبار.
4.1 الوقف الأهلي:
يبرز الوقف الأهلي كأحد أهم مقاصد الواقفات في زنجبار، فمن ضمن 70 وقفا، كان الوقف الأهلي يمثل أكثر من ثلثي الموقوف عليهم -هذا مع استثنائنا ما وقف للسرحاء وذرياتهم- وهذه ملاحظة جديرة بالاعتناء. فالوقف الذري ألغته بعض التشريعات العربية بحجة المشاكل الكبيرة التي تسبب فيها هذا النوع من الأوقاف، وبما أن كثيرا من الواقفات أصولهن عُمانية يحمل الشخص على التساؤل لماذا هذا النوع من الوقف انتشر بكثرة في زنجبار مع أنه قليل الحضور في عُمان! والظاهر أن ذلك يعود إلى الرأي الفقهي المتشدد، فالمذهب الإباضي تشدد كثيرا في الوقف الذري (السلماني، 2018، 195)، والشيخ الخليلي المفتي العام للسلطنة قال في إحدى فتاويه: "وليس الوقف على الذرية إلا نوعا من أنواع الإعراض عن حكم الله" (الخليلي، ج4، ص 146)، وكذلك الشيخ السالمي في جواباته قال: "وإما وقف يوصي به لوارثه فلا يصح إذ لا وصية لوارث" (السالمي، ، ج3، ص565)، وقال القطب أطفيش: "وأما ما يجبه الإنسان على ذكوره مثلاً فباطل، لا يصح على ما يظهر لي، إلا إن أعطى الإناث ما يقابل نصفه فحينئذ يصح وتجب فيه، وإن كان وصية لم تجر إلا إن أجازتها الورثة كلهم حتى الزوجة إذ (لا وَصِيَّةً لِوَارِثِ) وليس فيما وقع عليه سهم كتاب الله وصية" (أطفيش، ج13، ص17). والظاهر أن مرد انتشار الوقف الأهلي بزنجبار هو مراد الواقفات حفظ الأموال لورثتهم مخافة التبديد والضياع، خاصة أن كثيرا منهم يفقد الأهل والقرابة اللصيقة، وأيضا البعض قد يهدف إلى جمع أبنائه وضمهم في مكان واحد؛ لكن ربما السبب الرئيسي هو الرأي بالجواز الذي ذهب إليه قضاتهم في زنجبار، وتأثر العُمانيين بمحيطهم الشافعي الذي يجيز الوقف الذري، بل يحض عليه.
4.2 الوقف على المساجد:
المساجد بيوت الله وأحبها إليه، وهي أطهر البقاع وأحد الشعائر المكانية في الإسلام، والوقف عليها من أعظم الأجور وهو أحد أهم مقاصد الواقفات في زنجبار سواء كان الوقف لمسجد في زنجبار أو عُمان. ولقد تنوعت الأوقاف للمساجد بتنوع حاجاتها، فهناك أوقاف لشراء فرش للمساجد أو إفطار للصائمين، كوقفين لشريفة عسكر لمسجدين في زنجبار ليشترى من غلتهما تمر للصائمين في رمضان وفرش مرة كل سنة لكل مسجد (العروسي وآخرون، 2014، ج2، ص96 وص100). ويظهر اهتمام الواقفات أكثر بالمساجد التي بنتهن بأنفسهن أو أحد من قرابتهن، فكأن الواحدة تجد التزاما أدبيا تجاه هذه المساجد ورغبة في المحافظة عليها وبقاء أجرها يجري بعد موت أصحابها. فزوينة بنت حميد بن سعيد الحارثية فقد وقفت على مسجدها الذي بنته في مزرعتها (المصدر السابق، ج1، ص262). أما وقف شيخة بنت سيف بن ناصر الريامية فقد فصلت القول فيه وبينت حاجات المسجد، حيث جاء في الوثيقة: "لتنفذ غلتها في أجرة الإمام القائم بمسجد الباغ الذي بناه خالها الشيخ محمد بن سليمان بن سعيد المنذري في موضع الباغ من بلد زنجبار، وفي أجرة من ينزف الماء لحوض هذا المسجد المذكور، ولشراء الحل لسراجه، والدلاء والحبال لبئره وما يحتاج إليه من البسط... ولتنفذ أيضا غلة هذا الوقف في إصلاح المسجد المذكور وفي ساير ما يحتاج إليه من سنن المساجد"(المصدر السابق،1/284). وكذلك المشايخ حبيبة بنت سليمان بن سالم المسكرية فقد وقفت سهمها الذي ورثته من والدتها من مزرعة شمباموي بالجزيرة الخضراء لعمارة المسجد الذي بناه عمها، فإن انهدم المسجد ولم يقم أحد بعمارته، فتذهب الغلة لعمارة أي مسجد من مساجد المسلمين الإباضيين في الجزيرة الخضراء (المصدر السابق،1/524). أما وصية المشايخ جوخه بنت المسكرية فقد أوصت بإنشاء وقف لمسجد بناه أحد قرابتها في عُمان، حيث جاء أنها أوصت "بخمسين شلنغا وثلاثمائة شلنغا يشترى بها نخل في بلد علاية إبراء من عُمان الشرقية يفطر بغلتها صائمو شهر رمضان في المسجد المعروف بمسجد ربيع الذي بناه الشيخ علي بن عامر بن سيف المسكري بعلاية إبراء وقفا مؤبدا إلى يوم القيامة بطعام وإدام وحلوى" (المصدر السابق، ج2، ص 184). وإن كان وقف المشايخ جوخة المسكرية هو وقف مهاجر من زنجبار لعُمان، كذلك فإننا نجد العكس، فهناك من وقف مياه فلج في عُمان لصيانة مسجد في زنجبار، فحركة أموال الوقف عبر المحيط هي ذات اتجاهين (Abdulkadir, 2010).
4.3 الوقف العلمي:
الوقف العلمي يعتبر مؤسسة مدنية دعمت المشاريع التعليمية والثقافية، وكانت الممول الرئيسي لكثير من المدارس وطلبة العلم طوال التاريخ الإسلامي. وضمن الوثائق الوقفية النسائية وجدنا وقفا علميا واحد منجزا وثلاثة أوقاف أهلية تعود لطلبة العلم بعد انقراض الموقوف عليهم. حيث وقفت شريفة بنت عبدالكريم بن عبود عسكر مزرعة كبيرة تتكون من 200 شجرة قرنفل، و 300 شجرة نارنجيل، بموضع أميمب مويل بزنجبار على مدرسة النجاح بشبام بحضرموت (المصدر السابق، ج2، ص92)، ولقد ورد لهذه المحسنة ثلاث وثائق وقفية، وقفان لمسجدين في زنجبار ووقف لمدرسة النجاح، وهذا يدل على اهتمام هذه المرأة بالعلم وبفعل الخير عموما. أما زمباري بنت سليم بن كوا الشيرازية فقد وقفت وقفا أهليا، يعود على فقراء طلبة العلم الشريف من الطائفة الشافعية في زنجبار بعد انقراض الموقوف عليهم، (المصدر السابق، ج1، ص564)، والحال كذلك في الوقف الأهلي لياسمين بنت عبد الله المبسه بأن يعود الوقف بعد انقراض الموقوف عليهم على فقراء طلبة العلم الشريف من أهل السنة والجماعة من الطائفة الشافعية في مكة الشريفة وزنجبار المحمية يقسم بينهما بالسوية (المصدر السابق، ج1، ص568). ونجد نفس اللفظ في وقف محمد وعائشة أبناء شوم بن جمعة الشيرازيان بأن يعود الوقف بعد انقراض الموقوف عليهم على فقراء طلبة العلم الشريف من أهل السنة والجماعة من الطائفة الشافعية في زنجبار المنيفة ومكة الشريفة يقسم بينهما بالسوية (المصدر السابق، ج2، ص556).
ومن ضمن الوثائق 281 التي نشرتها هيئة الوثائق هناك خمسة أوقاف أهلية أوقفها الرجال تعود لطلبة العلم من الشافعية. لكن ما يثير الحيرة هو عدم وجود أي وقف علمي منجز من أوقاف ذوي الأصول العُمانية في جميع الوثائق 281 وثيقة، سوى وقف أهلي واحد لأحمد بن ناصر بن مسعود المسكري، حيث جاء في وثيقته: "فمرجع هذا الوقف على فقراء والمساكين من أهل نحلته الإباضية الذين هم ملازمين الدرس والتعليم في علم الفقه والآلة والقرآن العظيم ومن باع نفسه في تعليمهم مع وجودهم، وإلا فعلى فقراء الإباضية" (المصدر السابق، ج2، ص32). ولا يمكننا أن نقطع بالأسباب إلا بدراسة أوسع لوثائق أخرى، حتى نتبين الأمر ونتحققه، فهناك شواهد على اهتمام العُمانيين بالعلم من سلاطينهم وعلمائهم وأثريائهم، وتأسيسهم المدارس القرآنية والنظامية، والمعاهد العلمية، وتخصيصهم الأوقاف لخدمتها والقيام بحاجاتها (كامي، 2016). كذلك ذكر بعض الباحثين نماذج للوقف العلمي في زنجبار من إنشاء عدد من العُمانيين (Abdulkadir, 2010; Oberauer, 2008) . وأشار سليمان الكيومي (2020، ص81-84) للأوقاف العلمية العديدة للسيد حمود بن أحمد البوسعيدي.
4.4 أوقاف قراءة القرآن الكريم:
الوقف على قراءة القرآن الكريم عند القبور من المسائل الخلافية التي احتدمت بين القضاة الإباضيين والقضاة الشافعيين في لجنة الأوقاف بزنجبار. حيث عرضت على اللجنة قضية وقف لجوخه بنت أحمد بن ناصر الريامية لقراءة القرآن على قبرها وقبر قرابتها، فاعترض القضاة الإباضيون عليه واعتبروه وقفا مخالفا للشرع، في حين أن القضاة الشافعيين أجازوه واعتبروه نوعا من القربات لله تعالى .(Abdulkadir, 2010)، ورأي القضاة الإباضيين يتفق مع رأي الشيخ السالمي في ذلك الوقت، الذي حكم ببطلان الوقف على قراءة القرآن للقبور. وفي ذلك يقول في الجوهر (السالمي، 2018، ج3، ص54):
وَرَجُلٌ وَقَفَ مَالًا وَاشْتَرَطَ ... أَنْ يَقْرَؤُوا بِهِ عَلَى الْقَبْرِ فَقَطْ
فَالْوَقْفُ ثَابِتٌ وَمَا يَشْتَرِطُ ... فَقِيلَ ثَابِتٌ وَقِيلَ يَسْقُطُ
وَأَكْثَرُ الْأَقْوَالِ مِمَّنْ سَلَفَا ... إِثَبَانُهُ إِنْ قَبْرُهُ قَدْ عُرِفَا
قِيلَ وَيَقْعُدَنَّ إِنْ لَمْ يُعْرَفِ ... بَيْنَ الْقُبُورِ ثُمَّ يَقْرَا وَيَفِي
وَلَا أَرَى تُبُونَ هَذَا الشَّرْطِ ... وَلَسْتُ لِلْمُثْبِتِ بِالْمُخَطِّي
أَتُعْمَرَنَ (۳) قُبُورُنَا الدَّوَارِسُ ... وَيَتَرَدَّدَنْ إِلَيْهَا الدَّارِسُ
وَهذِهِ الْمَسَاجِدُ المُعَدَّهُ ... نُخْرِبُهَا وَهْيَ لِذَاكَ عُدَّهُ
وعلى كل حال فالوثائق التي بين يدينا تشهد على حضور هذا الوقف بين جميع الأعراق والمذاهب في زنجبار، فشمسة بنت سعيد بن سالم الخنجرية وقفت قطعة من أرضها وبها عشرين قورة نارجيل وشجرة وشجرتين نارنج ليؤتجر من يقرأ بغلتها القرءان العظيم على قبرها وقبور أهلها. ونجد هذا الأمر في وقف حليمة بنت صديق سريحة محمد بن عمر الحاتمي التي جعلت وقفها وقفا أهليا "بشرط أن يقرؤوا لها بعد موتها ختمة من القرءان في كل شهر رمضان والحج" (العروسي وآخرون، ج1، ص210)، وكذلك الحال في وقف فاطمة بنت علي بن صالح الريامية الذي جعلته وقفا ذريا بشرط قراءة ختمة كل سنة على الأموات (المصدر السابق، ج1، ص272) وهذا الأمر هو في وقف مواكه بنت شوندي اللمبيسية التي قفت مزرعتها على أولاد سيدها وذرياتهم من بعدهم، على أن يقرأوا ثلاث ختمات من القرآن الكريم كل سنة للأموات (المصدر السابق، ج1، ص298). كذلك وقف شمسه بنت حمد بن علي السمرية لقراءة القرآن على قبرها (المصدر السابق، ج1، ص190). وفي وقف فاطمة وجوخة بنتي الشيخ عبد الله بن علي المنذريتان فقد جعلتا مزرعتهما وقفا أهليا ما عدا ثلث الغلة تذهب لمن يقرأ خمس ختمات من القرآن الكريم شهريا، الختمة الأولى على قبر جدهما الشيخ علي بن محمد بن علي والثانية على قبر والدهما الشيخ عبد الله والثالثة عند قبر ولدهما سليمان والرابعة عند قبر عمتهما جوخة والأخيرة عند قبريهما بعد وفاتهما (المصدر السابق، ج1، ص276). أما زوينة بنت حميد بن سعيد الحارثية فقد وقفت لمسجدها الذي بنته بنفسها، وزيادة على ذلك أن يقرأ فيه القرآن الكريم يوم 26 من شهر رجب وفي ليلة 27 يقرأ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- للبرزنجي مع توفير ما يحتاجه القارئون من مأكل (المصدر السابق، ج1، ص262). وفي وقف زوينة الأخير هذا نرى تميزا عن باقي الأوقاف بحيث جعلت القراءة في المسجد وليس عند القبر، وهو ملح حسن وخروج من الخلاف. أما موزة بنت سعيد بن سالم المرهوبية فوقفت مزرعتها بأن تباع غلتها ويشترى بها طعام وحلاء يأكله الحاضرون الرجال والنساء الذين يقرأون القران العظيم في شهر الحج، فوقفها يهدف إلى إطعام الناس وجمعهم على ذكر الله تعالى.
4.5 الوقف على السرحاء:
إن قضية الرقيق في زنجبار من القضايا الحساسية، لكننا نجزم أنها أمر استحدث لأغراض اقتصادية واجتماعية ولا يمت للدين بصلة. وترد كثيرا لفظة السرحاء في الوثائق في حين أن لفظة الموالي أو العتقاء لا ترد إلا نادرا، وإن كان بعض الباحثين يذهب إلى أن المعنى واحد (McDow, 2008)، لكن يغلب على ظننا أن لفظ السرحاء جاء عقب قانون إلغاء الرق في زنجبار فأصبح جميع الرقيق أحرار، لكن بقيت صلات اجتماعية واقتصادية تربطهم بأسيادهم السابقين، ولذلك جاء لفظ السرحاء ليعبر عن واقع الحال، وأخذا من قوله تعالى: ﴿وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا﴾ (الأحزاب:49) أي تخلية للسبيل بالمعروف. فالوقف على السرحاء وعونهم أضحى ثقافة عامة في المجتمع حيث أن المندوب البريطاني في زنجبار ذكر: "إن العربي الذي يتخلى عن عبده الكبير في السن أو المريض سينظر إليه زملاؤه باحتقار، وهذا حدث استثنائي للغاية" (Oberauer, 2008).
إن من أشهر الأوقاف للعبيد المحررين في زنجبار وقف السيد حمود بن سيف البوسعيدي في وصيته بتاريخ 18 ديسمبر 1877م، حيث خصص إحدى مزارعه لصالح مواليه. ونصت الوصية على أنه يحق لهم الانتفاع بالمزرعة ودخلها بشرط ألا يكون لأحد منهم حق التصرف فيها. ومن خلال استقرائنا الوثائق الوقفية النسائية نلمح نوعا خاصا من الوقف الأهلي أو الذري ليس لذرية الواقف، بل للموالي وذرياتهم من بعدهم، وهو نوع من الأوقاف قل العناية به، وله دلالة واضحة على المكانة التي يتميز بها هؤلاء الموالي وعلاقة المودة مع أسيادهم. وذكرنا سابقا وقف كل من شمبعانة سعيد بن سالم الحارثية على سرحائها 24 ووقف شوينة بنت محمد بن عديم على سرحائها التسعة، أما سلومة بنت راشد بن سالم المنذرية فقد وقفت مزرعتها على جميع سرحائها وسرحاء بنتها عزيزة بنت عامر بن محمد المنذري وعلى أولادهم وأولاد أولادهم على ما يتناسلون وقفا مؤبدا (المصدر السابق، ج1، ص60)، وكذلك وقفت سعادة بنت مصبح بن سعيد السويدية على سرحائها وذريتهم من بعدهم (المصدر السابق، ج1، ص206)، وأيضا وقف موانا بنت الباي الهندية التي وقفت مزرعتها وقفا مؤبدا على سرحائها (المصدر السابق، ج1، ص78). وهذا يؤكد أن العلاقة بين العبيد وسادتهم في زنجبار ليست كما يحب أن يصوره البعض أنها كالعلاقة التي كانت قائمة بين الرجل الأبيض وخدمه من الأفارقة في الأمريكيتين، بل هي علاقة مودة تمتد إلى بعد العتق، بل إلى بعد الوفاة. يظهر الإحسان للجواري والموالي، فقد ورد مثلا في وقف الذري لشمبعانة البيمانية: "أنها جعلت لجارية أبيها مامي دودو نصيبا من الانتفاع من غلات هذا الوقف ما دامت حية، ولجميع مواليهم السكون فيه ما رغبوا" (المصدر السابق، ج2، ص76) والوثيقة الوقفية لوقف مون بوجا بنت معلم مقامي بينت فيها الموقوف عليهم وبدأت بمواليها سليمان وفايز وفيروز ثم زوجها وأولادها (المصدر السابق، ج1، ص288). ووقف موانة بنت خميس بن عثمان البتاوية حيث أدخلت في الوقف الأهلي عتقائها وأولادهم وأولاد أولادهم (المصدر السابق، ج1، 144). وأيضا سمتو فو سريحة محمد بن جمعة المغيري وقفت على عتيقتها ستارة وسويامانامي وأولادهما فإذا انقرضوا فلفقراء المسلمين (المصدر السابق، ج1، ص172). والبعض يوصي بداية على ذريته فإذا انقرضوا رد الوقف على عتقائه وذريتهم من بعدهم، كوقف سعادة بنت سعيد بن زياد الحراصية (المصدر السابق، ج1، ص190). كذلك وقفت زهرة بنت عامر الانجريجي بيتها بعد موتها لسرحائها صبور وصبيرة وذريتهما (المصدر السابق، ج1، ص246). أما وقف شوينة بنت محمد بن عديم الذي جعلته لسرحائها التسعة وذرياتهم من بعده واستعاذت بالله من انقراضهم، فإن انقرضوا فيعود لأخواتها (المصدر السابق، ج1، ص270)، وهو وقف مميز، فقدمت سرحائها بالإحسان وبغلة الوقف على قرابتها، وما ذلك إلا للعلاقة الطيبة السائدة في المجتمع ولحاجة هؤلاء المسرحين للإحسان أكثر من غيرهم.
4.6 الوقف للسادة:
لإن كان الوقف من أهل الثراء وسعة اليد لمواليهم يعتبر من محاسن الخلق وعون الضعيف ومساعدة المحتاج ونوع من المكافأة لعملهم وخدمتهم لأربابهم السابقين، لكن أن يقف السريح لسيده أو أولاد سيده فهو نوع من المعروف قل نظيره، ويؤكد العلاقة الطيبة التي تميز بها المجتمع في زنجبار بين جميع أطيافه. فمواكه بنت شوندي اللمبيسية وقفت مزرعتها بما فيها من أشجار النارجيل والقرنفل بموضع جومبي بزنجبار على أولاد سيدها وذرياتهم من بعدهم، على أن يقرأوا ثلاث ختمات من القرآن الكريم كل سنة للأموات (المصدر السابق، ج1، ص298). كذلك نجد العلاقة الودية بين الموالي وسادتهم السابقين حاضرة في وقف سهاو سريحة خميس بن مسعود المهللي وقفت مزرعتها على أولادها "فإذا انقرضوا فعلى أقرب الناس إلى معتقها ثم إلى الفقراء المسلمين وقفا مؤبدا" (المصدر السابق، ج1، ص80).
4.7 الوقف للقبيلة:
بعض الواقفات تجعل مرجع الوقف الأهلي إلى قبيلتها بالوقف، والبعض يخصص الفقراء منهم، فموانة سليمة بنت لوانة نور بن عمر الحاتمية وقفت وقفا أهليا وجعلت مرد الوقف عند انقراض ذريتها "على الفقراء من جماعتها الحواتميين المنتسبين إليها" (المصدر السابق، ج1، ص282). أما عمر وناصر وسعيد وحميد وعبد الله وشريفة وسنورة وراية أبناء الشيخ سليمان بن حميد الرواحي فقد وقفوا مزرعتهم وبيتهم المبني بالآجر والجص على ذراريهم ثم إلى أقربائهم من فقراء بني رواحة بزنجبار، ومن بعدهم لفقراء الإباضية (المصدر السابق، ج2، ص544). أما أحمد بن سيف بن ناصر الخروصي ووالدته المشايخ زلخا بنت عبد الله بن سرور الخروصية فقد جعلوا وقفهم الأهلي ينتهي لفقراء بني خروص الإباضية خاصة (المصدر السابق، ج2، ص480).
4.9 الوقف للحرمين الشريفين:
إن المسلم قلبه دائم التعلق بالحرمين الشريفين، والموسرون من كافة أقطار العالم الإسلامي تنافسوا في إنشاء أوقاف متنوعة لخدمتهما، والظاهر أن هناك العديد من الأوقاف للحرمين الشريفين في تلك الفترة، فوثائق لجنة الأوقاف بزنجبار تذكر أن السلطان خليفة بن حارب (1911م-1960م) أصدر تعليماته إلى لجنة الأوقاف بإرسال الأموال الموقوفة على فقراء الإباضية والسنة المقيمين في مكة والمدينة (Abdulkadir, 2010). وهذا نجده كذلك حاضرا في ذهن المرأة الزنجبارية من مختلف الأعراق. فراية بنت عبيد بن مسعود الطالعية تميزت بوقف تم تقسيمه بطريقة فريدة إلى أربعة أقسام؛ قسم لفقراء المسلمين المستوطنين بمكة المشرفة، وقسم لإصلاح مساجد زنجبار، وقسم لمن يقرأ القرآن على قبرها وقبر أبويها وأخيها، قسم لناظر الوقف (المصدر السابق، ج1، ص263). أما موانة سليمة بنت لوانة نور بن عمر الحاتمية فجعلت منتهى وقفها بعد انقراض ذريتها وفقراء قرابتها من جماعتها الحواتميين لفقراء مكة المكرمة والمدينة المشرفة (المصدر السابق، ج1، ص228). ولإن اشتهر بين العُمانيين وقف الرباط للسيد المحسن أحمد بن حمود البوسعيدي، فهناك وقف آخر يبدو أن الزمن لم يحفظه لنا، لكن الوثائق الوقفية تشهد عليه، فالمحسنة زوينة بنت محمد بن عامر المحرمية وقفت بيتا مبنيا من الحجر والنورة بموضع الباغ بزنجبار ليشترى بغلته بيتين من مكة المشرفة لينزلهما من شاء الله تعالى من فقراء المسلمين الحجاج الإباضيين وغيرهم من الناس، وأن تصلح هذه البيوت من غلة هذا البيت والباقي يقسم شطرين شطر لفقراء مكة من الإباضيين وغيرهم مقيمين كانوا أو مسافرين، والشطر الثاني يفرق في مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للفقراء من الإباضيين وغيرهم مقيمين كانوا أو مسافرين (المصدر السابق، ج1، ص84). أما وقف كجكاز بنت خميس بن سليمة الشيرازية (المصدر السابق، ج1، ص548)، ووقف مباجي بنت كليمبا النياسية (المصدر السابق، ج1، ص560)، فهما وقفان أهلينا يرجعان بعد انقراض الموقوف عليهم لفقراء مكة والمدينة من الطائفة الشافعية يقسم بينهم بالسوية.
4.10 وقف المقابر:
وقف المقابر من الصدقات الجارية وأعمال البر والإحسان حيث كشفت دراسة استقصائية في عام 1921م وجود 64 مقبرة في زنجبار وبعضها مقابر مخصصة لقبائل معينة (Abdulkadir, 2010). وإن من أمثلة أوقاف المقابر النسائية وقف موجومة بنت كروة المخادمية حيث وقفت مزرعتها وقفا أهليا ينتفعون بها غلة وسكنا ودفنا، وأن يدفن فيها موتى المسلمين الذين ليس لهم موضع للدفن (المصدر السابق، ج1، ص268). كذلك وقفت مواقوم بنت حاج المتمباتوه نصف مزرعتها التي بموضع جليوني بزنجبار لتكون مقبرة للمسلمين (المصدر السابق، ج1، ص68). وأيضا وقف المشايخ خميسه بنت محمد النعُمانية التي وقفت مزرعتها وقف أهليا مع السماح بدفن المسلمين بها (المصدر السابق، ج2، ص140).
خامسا: السمات الحضارية للوقف في زنجبار:
يمكننا القول بعد تحليل الوثائق السابقة إن مما تميز به الساحل الشرقي الأفريقي هو التمازج السكاني بين مختلف عرقياته وطوائفه، هذا التمازج الذي كان المكون الأساسي للثقافة السواحيلية الفريدة من نوعها في العالم، التي تميزت بقبول المختلف عنها وصهره في بوتقة واحدة مع تأثيره وتأثره بالبيئة والمجتمع من حوله، وإعطائه مساحة لحفظ هويته الأصلية مع أخذه بحظ من هوية المحيطين به، فليس هناك تنافر أو تضاد بين الهويات المختلفة التي يحملها كثريين ممن اختاروا العيش في تلك الجنان الأفريقية (حريز، 1988، ص30). وإننا نجد الوقف في زنجبار لم يخرج عن المزاج العام السائد في المنطقة، بل نجزم أن الوقف كان له دور في خلق هذه الثقافة المميزة، وتعزيز ثقافة التعايش والوئام. فالعلاقة الطيبة بين مختلف شرائح المجتمع تظهر جلية في تنوع خلفيات الواقفات فهناك العُمانية والأفريقية واليمنية والهندية، وهناك السيدة والسريحة، وهناك الإباضية والسنية، وهناك من يسكن بينهم من غير المسلمين من النصارى والبانيان والهندوس. لكننا لم نجد وثائق لأوقاف نساء شيعيات، ولكن وجدت أوقاف لرجال من الشيعة بزنجبار، وربما ذلك يعود لقلة عددهم في زنجبار. وعلى حال مما يؤكد دور الوقف في تعزيز السلم المجتمعي؛ الأوقاف العديدة التي يقفها السادة لمواليهم، لتوفير المسكن المناسب لهم وتخصيص قطع من الأرضي ليزرعوا عليها أقواتهم. وأما اهتمام بعض الواقفات بتحديد الموقوف عليهم من بني مذهبها وقبيلتها، فلا يعني ذلك بحال التعصب المقيت، وللدكتور محمد مسعود (2020، 83) كلام دقيق ننقله بنصه: "من الملاحظ وجود حالة من التعايش والوئام والسلام، وعدم وجود حواجز دينية أو مذهبية بتلك المناطق، ووضح جليا عدم وجود فوارق بين تلك المذاهب في مسألة الوقف وصياغاته القانونية والدبلوماتية، اللهم إلا انحياز بعض الواقفات لأبناء مذهبهن فقصرن الانتفاع به عليهم فقط؛ وهذا الأمر له مسوغه من حيث ميل الإنسان لبني جلدته أو قبيلته أو دينه أو مذهبه، كذلك اختصوا أوقافهن بعض من عائلاتهم دون البعض، فالأمر يتعلق بمسألة المشاعر الإنسانية والمذهبية لا إلى التعاملات والتعايش فيما بينهم، وهي نقطة مضيئة للتقارب والتلاقي بين تلك المذاهب والتعايش السلمي بين هذه الديانات والمذاهب المختلفة". وهذه الحالة من التعايش والوئام يردها المغيري في جهينة الأخبار (1979، ص166) للسلاطين أساسا حيث يقول: "ومن جميل أخلاق سلاطين زنجبار عدم التعصب في الجنسية والأديان، فجميع الأجناس النازلة بزنجبار من غير الجنس العربي قد قابلهم سلطان زنجبار بغاية الاحترام والمواساة في جميع أمور الحكومة وغير ذلك، ومهما تصفحت تاريخ زنجبار لا تجد فرقًا بين العرب وسائر الأجناس". فالأوقاف ساهمت في دعم ثقافة التعايش والتشارك بين فئات المجتمع المختلفة.
إن التأثير الحضاري للعُمانيين لم يقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي والثقافي، بل امتد ليشمل الجانب الاجتماعي والديني، فدور العُمانيين في نشر الإسلام معلوم مشهور، لكن هذا شمل إنشاء المؤسسات الدينية لخدمة هذا الدين من المساجد والمدراس، والوقف عليها لضمان مصدر مالي يحفظ لها كيانها ويكفل ديمومتها. وكذلك في الجانب الاجتماعي تنوعت الأوقاف منها ما يخص به المرء أهله وقبيلته ومذهبه، ومنها ما يشمل أهل بلده وبالأخص ذوي الحاجة والفاقة من مجتمعه. وكثرة أوقاف العُمانيين مقارنة بغيرهم تأكد أنهم العامل الحضاري المؤثر الأهم في بنية المجتمع الزنجباري في تلك الفترة، وهذا لا يعني أن عملية التأثر والتأثير غير متبادلة. كذلك يتضح من خلال الوثائق الوقفية قوة الانتماء لدى العُمانيين وسعيهم لحفظ شخصيتهم في الشرق الأفريقي.
يمكننا القول كذلك أن الوقف ساهم في منح نوع من النفوذ الاجتماعي للمرأة، خاصة في اشترط بعض الواقفات نظارة الوقف لأنفسهن طيلة حياتهم، مما يؤدي لحضور المرأة في العمل الخيري، وكونها أحد الفاعلين في الشأن الاجتماعي.
كما أن سلاطين زنجبار كان لهم دور في إنشاء الأوقاف والاعتناء بها، وكذلك أفراد عديدون من الأسرة الحاكمة، فالخريطة السابقة تبين شيئا من هذه الأوقاف بقرب المدينة الحجرية بها، وجميعها تعود لعُمانيين سواء من السلاطين أو الأسرة الحاكمة أو الأثرياء، وهذا ما دفع (Oberauer, 2008) إلى أن يقول: إن اغلب الأوقاف في زنجبار تعود لعهد الدولة البوسعيدية في زنجبار. فهذه البيئة المحبة لفعل لخير المتنافسة على فعل المعروف من المؤكد أنها شجعت النساء بل المجتمع ككل على الوقف والاهتمام به.
كذلك نلحظ حضور المرأة اليمنية في الأوقاف، وتميز أوقافها عن غيرها ببعض الميزات التي تدل على حيازتها شيئا من الثروة والعلم في آن واحد.
التخلص من الحقوق الواجبة لله تعالى تراه حاضرا في ذهن الواقفة، فالوثيقة الوقفية لشيخة بنت سيف بن ناصر الريامية نصت فيها على: "وما يفضل ينفق في فقراء المسلمين من أهل نحلتها الإباضية عما عليها من زكاة" (المصدر السابق، ج1، ص284). فالوقف على الفقراء والمساكين قد يكون وسيلة لتخليص المرء نفسه مما لحقه من تقصير في حقوق ربه في حياته، وبابا من أبواب الصدقة تلحقه بعد مماته.
تعدد الأوقاف دلالة على ثراء بعض النساء في زنجبار مع حبهن للخير والبذل، فشريفة عسكر لها ثلاث وثائق وقفية أحدها مزرعة والثاني والثالث بيوت (المصدر السابق، ج2، ص92-96-100)، وكذلك زوينة بنت محمد بن عامر المحرمية لها وقفين أحدهما وقف خيري والثاني أهلي (المصدر السابق، ج1، ص84-114)، وأيضا زينب سريحة بكر بن حاج السواحيلي وقفت مزرعتين الأولى وقف على سرحائها والثاني على أهلها. كذلك نلحظ شيوع ثقافة تملك العبيد والإماء. الأوقاف العلمية قليلة جدا، وربما هذا يشي بالأمية المتفشية في ذلك الزمان بين النساء خاصة، فأغلب النساء لا تجيد التوقيع بخلاف وثائق الوقف الرجالية، ويظهر أن هذا له أثر كذلك في نوعية الأوقاف.
تميزت وثيقة وقف شريفة بنت عبد الله بن محمد المرهوبية بأن من كتبها قاضي وشهد عليها قاضيان، فقد كتبها القاضي نايب الشرع هو أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي، وشهد عليها كل من القاضي أحمد بن أبي بكر بن سميط، والقاضي خادم الشرع برهان بن عبد العزيز الأموي، وهذه ميزة لم تكن لغيرها.
تنوع الواقفات من جميع الخلفيات العرقية والمذهبية، لكننا لم نجد واقفة من المذهب الشيعي، مع وجود بعض الواقفين من الرجال، وربما مرده لقلة اتباع المذهب الشيعي هناك. كذلك الوثائق تبين الحضور الكثيف لمختلف القبائل العُمانية في زنجبار وهنا إحصاء سريع لبعض القبائل الواردة في الوثائق محل الدراسة: العامري الرواحي، البيماني، البريكي، السليماني، الغيثي، المعولي، الليثي، العمري، المغيري، البرواني، النعُماني، المسكري، البوسعيدي، المنذري، المحرمي، المرهوبي، الحاتمي، الحارثي، الطالعي، الجابري، الإسماعيلي، الريامي، الخنجري، الرمحي، الغلاسي، الحراصي، الشهيبي، السويدي، الشقصي، القصابي، المرجبي، الطالعي، المعمري، الطوقي، العوفي، العوضي، باعلوي -وهي قبيلة يمنية وعُمانية-.
كذلك وردت بعض العوائل اليمينة مثلا عائلة عسكر، العوبثاني، العماري، الشاطري، وترد بعض القبيلة والعوائل المحلية أو الأفريقية كالنمباني والسواحيلي والمغزنجي والمبينو والمنياسي، والملندي، المكونده، ووردت قبيلة الشيرازي. كذلك وردت قبيلة القمري مما يدل أن أصلهم من جزر القمر، وورد كذلك الهندي والباجواني والبانيان والبهري والخوجه. أيضا هناك حضور لأصحاب الملل الأخرى فمثلا ورد في حدود وقف زوينة بنت محمد بن عامر المحرمية بأنه يحده من الكوس بيت سوزه النصراني (المصدر السابق، ج1، ص84).
خامسا: الخاتمة والنتائج:
5.1 الخاتمة:
1- أبرزت الدراسة أثر النساء في زنجبار في خدمة الدين وحفظ مؤسساته، وأثرهن الواضح في دعم المجتمع وتوسيع مبدأ التكافل والتراحم.
2- نَشْرُ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية للوثائق الوقفية الزنجبارية جهد كبير وعمل مشكور، ولو أكملته بنشر باقي الوثائق الوقفية التي بحوزتها بعد دراستها وتحقيقها لكان في خير عظيم، وسهلت الأمر على الباحثين.
3- القيم الحضارية والصفات الحسنة التي تخلق بها العُمانيون، أثرها واضح في مسارعتهم لمختلف أنواع الوقف.
4- الأوقاف النسائية ساهمت في دعم ثقافة التعايش والوئام بين فئات المجتمع المختلفة.
5- الوقف الذري هو الغالب على أوقاف النساء والرجال في زنجبار، ربما يرجع ذلك في جانب منه للعقلية التي يفكر بها المهاجر ورغبته بحفظ مال لأولاده من بعده، يقيهم صروف الزمان وحوادثه، ولضمان عدم تبديد المال وإضاعته.
6- الوقف الذري من المواضع التي تشدد فيها الإباضية، لكن كثيرا منهم في زنجبار أخذ بالقول المرجوح رغبة في جلب مصلحة لذريتهم أو مراعاة لمشقة متوقعة.
7- الإدارة الاستعمارية البريطانية بذلت جهدا في السيطرة على الوقف وتسخيره لأهدافها الاستعمارية.
8- الأوقاف آلت للخراب والدمار بعد الثورة مباشرة.
5.2 التوصيات:
1- دراسة الأثر الحضاري العُماني في الشرق الأفريقي من خلال الوثائق الوقفية.
2- التعريف بالمحسنات العُمانيات وغيرهن ممن انشأن الأوقاف وساهمن في أعمال البر، في وسائل الإعلام المختلفة.
3- إجراء دراسة شاملة للوثائق الوقفية الزنجبارية.
4- البحوث باللغة العربية في الوقف في سلطنة زنجبار قليلة جدا، وتحتاج لمزيد بحث.
5- موضوع الأوقاف المهاجرة موضوع شائق وجدير بالبحث.
6- دراسة مقاصد الواقفات والواقفين والمقارنة بينها، للنظر في اهتماماتهم وأفعال الخير التي يبتغونها.
7- أوقاف المرأة اليمنية في زنجبار موضوع يستحق الدراسة.
8- هناك حاجة لأوقاف لخدمة التراث الوقفي والتعريف به.
المراجع:
• أحمد بن حمد الخليلي، الفتاوى، ط2، 2004م، الأجيال للتسويق، مسقط.
• أبو ياسر مبوالي كامي، دور السلاطين والعلماء العُمانيين في تنشيط الحركات العلمية في دول شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، المؤتمر الدولي الخامس علاقات عُمان بدول القرن الأفريقي، هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ديسمبر 2016م.
• حبيـب غلام نامليـتي، توثيق الوقـف حماية للوقـف والتاريخ وثائق الأوقاف السنية بمملكة البحـرين) دراسة وتحليل(، ط1، 2013، الأمانة العامة للأوقاف، دولة الكويت.
• سعيد بن راشد السلماني، شروط الواقفين في القانون العُماني، مجلة أوقاف، ع37، 2018 الهيئة العامة للأوقاف، الكويت.
• سعيد بن علي المغيري، جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار، ط1، 1979، وزارة التراث القومي، مسقط.
• سليمان بن سعيد الكيومي، الحركة العلمية في زنجبار وساحل شرق أفريقيا، ط1، 2020، الآن ناشرون وموزعون.
• سليمان بن عمير المحذوري، الصلات التاريخية والحضارية بين عُمان وأفريقيا الشرقية، مجلة إضاءات علمية، ع 18، ابريل 2018، مجلس البحث العلمي، سلطنة عُمان.
• سید حامد حريز، المؤثرات العربية في الثقافة السواحيلية في شرق إفريقيا، 1988، دار الجيل، بيروت.
• عبد الله بـن حميـد السـالمي، جوابـات الإمام السـالمي، طبعــة 2010م، مكتبـة الإمام السالمي، بديـة، سـلطنة عُمان.
• عبد الله بن حميد السالمي، جوهر النظام، ط2، 2018، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مسقط.
• عبد الله بن ناصر السدحان، أثر الوثيقة الوقفية في الحفاظ على الدور التنموي للأوقاف، مجلة جامعة الملك عبد العزيز: الاقتصاد الإسلامي، م31 ع،3، ص: 98-81 (محرم /1440 أكتوبر 2018).
• عبد المجيد محمد الحويج، الوثائق مفهومها، أنواعها وتقسيماتها وأهميتها في البحث العلمي، كلية الآداب، جامعة الزاوية، العدد التاسع والعشرون، الجزء الثاني، يونيو2020م.
• عمر مسقاوي، الوقف وأحكامه الشرعية، ط1، 2013، دار الفكر، دمشق.
• قانون الأوقاف العُماني لعام 2000.
• مجموعة من الباحثين، العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وشرق أفريقيا في العهد البوسعيدي نظام الوقف والوصايا بزنجبار أنموذجا، تحقيق ودراسة ط1، 2014م، هي الوثائق والمحفوظات الوطنية، مسقط.
• مجموعة من الباحثين، معجم مصطلحات الإباضية، ط2، 2011، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مسقط.
• محمد مسعود، الوثائق العربية لأوقاف النساء بزنجبار إبان الحكم العُماني في الفترة من (24يونيو 1881م، وحتى 6 يونيو 1957م)، نشر ودراسة تحليلية أرشيفية دبلوماتية، حولية كلية الآداب، جامعة بني سويف، يوليو 2020.
• محمـد بـن يوسـف أطفيـش، شرح النيـل وشـفاء العليـل، ط2، 1972م، دار الفتـح، بيـروت.
• مصطفى أحمد الزرقا، أحكام الوقف، ط،2 ،1998، دار عمار، عُمان.
المراجع باللغة الإنجليزية:
Abdulkadir, A. H. (2010). Reforming and Retreating: British Policies on Transforming the Administration of Islamic Law and its Institutions in the Busa‘idi Sultanate 1890-1963. University of the Western Cape, South Africa.
Bang, A. K. (2003). Sufis and scholars of the sea: Family networks in East Africa, 1860-1925. Sufis and Scholars of the Sea: Family Networks in East Africa, 1860-1925. https://doi.org/10.4324/9780203592687
Ghailan, S. bin M. Al. (2018). The Role of the Omanis in Spreading Islam in East Africa. In Omani Role in Spreading Islam in East Africa. Muscat: National Records and Archives Authority.
Khalfan, K. A. (2014). Waqf as a Model for Production and Conservation of Architectural Heritage. Global Journal of HUMAN-SOCIAL SCIENCE: D History Archaeology & Anthropology, 14(3), 9.
Khan, Z. (2023). Reviving the Waqf Tradition: Moral Imagination and the Structural Causes of Poverty. Yaqeen.
McDow, T. (2008). Arabs and Africans: Commerce and Kinship from Oman to the East African Interior, C. 1820-1900. Retrieved from https://www.proquest.com/docview/304421770?pq-origsite=gscholar&fromopenview=true
Moh’d, I. S., Mohammad, M. O., & Saiti, B. (2017). The role of Waqf and trust commission (WTC) in Zanzibar: Problems and prospects. Journal of Islamic Economics, Banking and Finance, 13(1), 96–107. https://doi.org/10.12816/0051157
Oberauer, N. (2008). “Fantastic Charities”: The Transformation of Waqf Practice in Colonial Zanzibar. Islamic Law and Society, 15(3), 315–370. https://doi.org/10.1163/156851908X366156
Sherif, A. (2019). Contradiction in the أeritagization of Zanzibar ston Town. In B. Schnepel & T. Sen (Eds.), Travelling Pasts: The Politics of Cultural Heritage in the Indian Ocean World (pp. 221–245). Brill.
Ziddy, I. H. (2016). Towards Awaqf to support higher education in zanzibar : challenges and prospects. Dirasat Ifriqiyya Journal d’études Africaines, (56), 7–22.