الأمراض الشائعة في عمان ومساهمة العمانيين في علاجها

الباحث المراسلأ.د. سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي

تاريخ تسليم البحث :2024-01-15
تاريخ نشر البحث :2024-01-15
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

تاريخ الأمراض الشائعة في عمان ومساهمة العمانيين في علاجها

تمهيد: التعريف بتضاريس عمان

تقع سلطنة عمان في جنوب شرق الجزيرة العربية، وتحيط بها المياه من ثلاث جهات الخليج العربي، وبحر عمان والبحر العربي. ولها سواحل بحرية تبلغ 3165كم، ولها حدود برية من الغرب دولة الإمارات العربية المتحدة بطول 410كم، والمملكة العربية السعودية بطول 676كم، كما تحدها من الجنوب الجمهورية اليمنية بطول 288كم.

وفي الموقع الفلكي تقط بين خطي عرض: 40.16 و26.20 شمالا، وبين حطي طول: 51.50 و59.40 شرقا

تبلغة مساحة عمان 309.500كم2، وبذلك تكون ثالث دولة من حيث المساحة بعد السعودية واليمن في جزيرة العربية. ويتبع السلطنة مجموعة من الجزر أكبرها جزيرة مصيرة، وجز الحلانيات وتحتلُّ بهذا المرتبة 70 بين دُول العالم.

والسلطنة تقع "بين دائرتي عرض (39 °16) و(31 °26) شمال دائرة الاستواء وهو ما يعني وقوعها في أكثر الأقاليم المناخية تطرفًا من حيث الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، يمر مدار السرطان (5 °23 شمالًا) بأجزائها الشمالية وتحديدًا عند مدينة مسقط، ولأن مداري السرطان والجدي يمثلان الحدين الشمالي والجنوبي للنطاق الذي تتعامد عليه الشمس، لذا فإن أشعة الشمس تصل إلى أراضي عُمان عمودية وشبه عمودية معظم أيام السنة. كما أنَّ جميع الأجزاء الممتدة من مدينة مسقط حتى أقصى الجنوب تتعرض لتعامد الشمس مرتين في السنة؛ مرّة عند تحرك الشمس ظاهريًا من خط الاستواء نحو مدار السرطان بداية من 1 مارس، ومرّة عند عودتها نحوه بعد تعامدها على مسقط في الانقلاب الصيفي (1 يونيو من كل سنة)، ولذلك تعتبر هذه المناطق أكثر تلقيًا لأشعة الشمس طيلة أيام السنة حيث يبلغ المتوسط اليومي لساعات سطوع الشمس في عُمان حوالي 10 ساعات، وهكذا تكاد البلاد تعيش في فصل صيف دائم"[1].

يتوزع سطح السلطنة بالتنوع والغنى إذ تتكون من سهول، وصحاري، وجبال، ووديان. وأكبر سهول عمان الصالح للزراعة سهل الباطنة في محافظات الباطنة ومسقط، وسهل جربيب في محافظة ظفار، وباقي السهول تقع على ضفاف سلاسل جبال عمان المتكون من سلسلتين رئيستين هما: سلسلة جبال الحجر، الممتدة من مسندم في شمال عمان، حتى راس الحد بمحافظة جنوب الشرقية، وسلسلة جبال قرى في محافظة ظفار، والتي تجذب أمطار موسمية خفيفة خلال شهور منتصف الصيف. أما الصحاري فهي أغلب أراضي عمان. وفي هذه التضاريس تتوزع التجمعات السكانية وفق مصادر الري التي تأقلموا في ابتكارها، وأنشأوا حضارات ومدن كانت مأهولة بالسكان.

كما يتنوع المناخ من منطقة لأخرى حيث يكون حارا ورطبا في المناطق الساحلية خلال الصيف بينما يكون حارا وجافا بالأراضي الداخلية، باستثناء الجبال الأكثر علوا والتي تتمتع بمناخ معتدل على طول السنة. معدلات الحرارة المتوسطة بالنسبة لشمال عمان تتراوح ما بين 32 درجة و48 درجة من شهر مايو حتى شهر سبتمبر، وتتراوح ما بين 26 درجة إلى 36 درجة من اكتوبر إلى إبريل

يبلغ عدد سكان عمان حسب تعداد عام 2020م من العمانيين 2731456 نسمة، وبالمقارنة مع تعداد عام 2010 البالغ عددهم 1957336 نسمة بزيادة قدرها حوالي 40%[2] ويعيش ما يقرب من 50٪ من عدد سكان عمان في محافظة مسقط وشمال الباطنة، فمحافظة الداخلية، وظفار، ثم جنوب الباطنة، وجنوب الشرقية، وشمال الشرقية. ويتركز السكان بنسبة 86.3% في المناطق الحضرية، والبقية في الصحراء والجزر، والجبال، وتبلغ الكثافة السّكّانيّة في السلطنة حوالي 14.5 نسمة لكلِّ كم2. في عام 2020م[3].

 

 

 

السكان

المحافظة

المركز الإدارية

المساحةكم2

1996

2003

2012

2013

2014

2015

2016

مسقط

مسقط

3,900

622,506

631,031

1,093,360

1,155,861

1,210,480

1,320,464

1,441,622

ظفار

صلالة

99,300

174,888

214,331

346,046

369,625

377,506

392,517

434,952

مسندم

خصب

1,800

27,669

28,263

34,148

37,259

39,813

41,531

43,959

البريمي

البريمي

4,255

48,287

76,838

89,564

96,613

99,836

103,593

111,394

الداخلية

نزوى

31,900

220,403

265,083

368,027

387,111

403,012

308,730

441,748

شمال الباطنة

صحار

12,500

538,763

652,667

598,206

638,574

655,873

681,673

727,148

جنوب الباطنة

الرستاق

 

323,124

343,707

360,521

376,242

400,967

جنوب الشرقية

صور

36,400

247,551

312,708

243,534

258,275

267,322

275,920

299,043

شمال الشرقية

ابراء

 

220,661

233,938

242,131

249,655

265,510

الظاهرة

عبري

44,000

169,710

204,250

170,584

178,841

185,596

258,567

204,398

الوسطى

 

 

16,101

23,058

36,391

40,151

40,936

41,439

45,156

مؤشر عام على تطور السكان في السلطنة

 

 

 

 

 

 

المحور الأول: عرض تاريخي للأمراض والأوبية في عمان

تعرضت عمان ودول الخليج العربي لأوبية عديدة عبر التاريخ، مثل الطاعون والكوليرا والجدري والجذام، والحما الصفراء والحصبة. ولكن من المؤسف أن تاريخينا لم يزودنا بالمعلومات كافية عن تلك الأمراض إلا إشارات عابرة مثل مرض الطاعون الذي أصاب عمان وغيرها من بلدان العالم[4].

وسنتعرض هنا في هذا البحث لأهم الأوبية التي اجتاحت عمان وتأثر العمانيون بها كثير وفق ما أشارت كتب التاريخ والتقارير الوكالات والارسالات الأجنبية وهي:

أولا: وباء الطاعون (Plague):

الطاعون هو عدوى بكتيرية حادة تنتقل في المقام الأول عن طريق البراغيث. يعيش الكائن الحي الذي يسبب الطاعون، والمسمى بـ " يرسينيا بيستيس" (Yersinia Pestis) في القوارض الصغيرة المنتشرة بشكل أكثر شيوعًا في المناطق الريفية، وشبه القبلية في إفريقيا، وآسيا، والولايات المتحدة. ينتقل الكائن الحي إلى الأشخاص الذين تلدغهم البراغيث التي تتغذى على القوارض المصابة، أو الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة.

ينقسم الطاعون إلى ثلاثة أنواع رئيسية، دبلي (Bub

onic plague) وإنتاني دموي (Bloody selfishness.) ورئوي (Pulmonary وفقًا للجزء المصاب بالجسم. تختلف العلامات والأعراض باختلاف نوع الطاعون. الطاعون الدبلي هو أكثر أشكال المرض شيوعًا. وقد سمي باسم تورم العقد اللمفية (أورام التهابية في العقد الليمفاوية) الذي يحدث عادة في الأسبوع الأول بعد الإصابة. التهاب الغدد الليمفية: يحدث طاعون إنتان الدمِ عندما تتكاثر بكتيريا الطاعون في مجرى الدم. تتضمَّن العلامات والأعراض الدم ويمكن أن يتسبب في تحول الأنسجة إلى اللون الأسود والموت.. يؤثر الطاعون الرئوي يصيب الرئتين، مما تسبب في ضيق في التنفس والسعال وألم في الصدر. ويُعَد أقل أنواع الطاعون شيوعًا ولكنه الأخطر؛ لأنه قد ينتقل من شخصٍ لآخر عبر الرذاذ المتطاير من السعال. وقد تبدأ العلامات والأعراض خلال ساعات قليلة من بدء العدوى[5].

وقد أصاب أهل عمان هذا الوباء في سنوات مختلفة، ويصاب أناس منهم من يقضي عليه ومن من ينجيه الله تعالى منهم. وبعض المصادر ذكرت ذلك وفق التالي:

” يذكر الشيخ حميد الشامسي في كتابه "نقل الأخبار" أنه في "عام 1187هـ/1773 تغشى وباء الطاعون فأفنى كل الخلق وجرف دونه القبائل في جميع الديار ثم ارتفع بقدرة الله"[6]. ولم يشر الى عدد الوفيات ولا إلى المدة التي استوطن في المنطقة، وفي عام 1236هـ/1820م، أصاب عمان وباء الطاعون ومات خلق كثير في انحاء عمان، منهم الاديب سيف بن ناصر بن سليمان المعولي في قرية مسلمات مركز ولاية وادي المعاول ولم يسم ابن رزيق (ت: 1290هـ/1873م) أحداً ممن مات بهذا الوباء في هذا العام غير المذكور[7]

” وفي عام 1236هـ/1821م تفشى مرض الطاعون حسب ما كتبه الشيخ راشد بن خميس بن عيسى البو سعيدي (كان حياً في عام 1248هـ/1832م) على الجزء الثاني من كتاب جامع الأحكام تأليف محمد بن جعفر الأزكوي (من علماء النصف الثاني من القرن الثالث الهجري)، وناسخه مبارك بن عبد الله النزوي في الرابع من رجب 1224هـ/15 أغسطس 1809م للسيد سالم بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد آلبوسعيدي (ت: 1236هـ/1821م) ومما قيده "صح في عمان ألم بدأ في شهر شعبان 1236هـ/مايو 1821م، بدأ ببندر مسقط قبل رجوع الشمس للشتاء بشهر ونصف، يزيد قليل من الأيام وينقص قليل، ودار في أكبر  بلدان عمان ‘لا ما شاء الله  من البلدان -التي قليلة السكان- ومات  منه خلق كثير بالألاف، قُدّر  من البلد الكبير إلى ألف و خمسمائة  نفس كنزوى وسمائل وبهلا  والرستاق وبنادر الباطنة وجعلان. وصفته يأتي بالبطن، فيخرط منه بطنه، ويكثر زوعه، ويكون عليه لهيب في جميع جسده كهيئة اللديغ، فمنهم من يعيش يوم، ومنهم يومين، ومنهم ساعة، ومنهم يبرأ. وأقام قدر شهر، ثم هانت شدته، وارتفع قدر رأس شهر شوال 1236/يوليو 1821" تاريخ هذا القيد في 20ذي القعدة 1236هـ/19 أغسطس 1821م[8]. ويوكد هذه الرواية السيفي في كتابه "النمير" ونقل ذلك بخط شاعر الشيخ محمد بن ناصر الجبري الشاعر علي بن ثابت بن علي الساساني[9].

” في عام 1282هــ/1865م ظهر في سمد الشأن وباء الطاعون فقضى على 188 نفسا من قبائلها، وذكر السيفي أن من القبائل التي تأثر أفراد هم من قبائل: الزكوانيين، والورود، والجهاضهم. ومن الذين لقوا حتفهم من المشايخ والأعيان: سعيد بن خلفان بن سهيل السرحني الزكواني وسعيد بن علي بن سعيد، وسالم بن علي الحسيني، وخلفان بن حسن الحسيني، وسالم بن بشير، وسالم بن عبيد بن راشد، وسعيد بن سويلم وسيف بن عمر بن سيف، وحمود بن مرشد وسويلم بن حمّاد[10]

” في يناير 1896م انتشر وباء الطاعون في بومباي وكراتشي بشكل حاد فقرر السلطان فيصل فرض حجر صحي لمدة تسعة أيام على السفن والمسافرين القادمين من هذين المرفأين[11].

” وانتشر وباء الطاعون في الأعوام 1897م، و1898م، و1899م 1900، 1909 و1911م، و1918م وكان هذا المرض انتقل الى عمان من الهند وتركز في مسقط ومطرح وجواذر، وغيرها من المدن العمانية وكانت الحالات قليلة والوفيات أقل وذلك بفضل الحجر الصحي والعزل، والعلاج الذي كان يقدم من المؤسسات الصحية والعيادات المتنقلة. والتي ذكرت وفاتهم بسبب هذا المرض وفي تقرير الوكالة البريطانية خلال الفترة من 23 ابريل إلى 20 مايو 1911م ذكرت أنه هناك 38 حالة من الطاعون ي مسقط تسببت في وفاة 24 شخصاً[12]. إضافة إلى وفات شخصين في الأسبوع الأخير من شهر مايو 1911م[13].

” في عام 1337هـ/1918م أشار الشيخ الشيبة أبو بشير محمد بن عبد الله السالمي في كتابه "نهضة الأعيان" أنه في عام 1337هـ/1918م "في هذه السنة نزل وباء وأمراض، فاجتاح جم غفير من الناس، وفيهم جماعة من أفاضل العمانيين وفقهاءهم، منهم الشيخ العلامة سليمان بن أحمد بن عبد الله الكندي توفي بنزوى في ليلة 14 صفر 1337هـ/19 نوفمبر 1918م وتوفى أيضا في نفس الليلة السيد سعود بن حمد بن هلال البوسعيدي"[14]. وما يوكد ذلك رسالة الشيخ سالم بن سيف بن سعيد بن راشد بن عبد الله اللمكي (ت:17 محرم 1366هـ/ 11 ديسمبر 1946م)، "من سالم بن سيف اللمكي إلى الشيح محمد بن ذياب الشهومي[15]...قد تواترت الأخبار أنّ الذين مات في نزوى فوق 600 تفس منهم الشيخ السيد سعود وسليمان بن محمد بن أحمد القاضي الكندي، وجملة من المعروفين وغير المعروفين وعى هذا السبيل كل البلاد غاب منها على قدرها الله المستعان فعلينا له التفويض ونسلم الأمر إلى من بيده الأمر كله، وما دفعه عنا فهو أعظم، وهذه الرستاق اقد ماتوا منها ما أقل عن ثلاثمائة نفس الله أعلم، وقيل أنّ الباطنة قد احتشرت قد ماتوا منها أكابرها ومعهم عدد لا يحصيهم ألاّ الواحد الأحد، إنا لله وأنا إليه راجعون. .. حرر في يوم 17 ربيع الأول 1337هـ/(21 ديسمبر 1918م) وكتبه سالم بن سيف اللمكي"[16].

 

ثانياً: وباء الجدري Smallpox epidemic)

إن مرض الجدري هو مرضٌ معدٍ ومُشوِّه وعادةً ما يكون مميتًا وقد أصاب البشر لآلاف السنيين. وقد تم القضاء على مرض الجدري الذي يُصيب البشر بشكلٍ طبيعي في جميع أنحاء العالم بحلول عام 1980، نتيجة حملة تحصين عالمية غير مسبوقة.

تظهر الأعراض الأولى للإصابة بمرض الجدري بعد مرور مدة زمنية تتراوح بين 10 أيام و14 يومًا من إصابتك بالعدوى عادةً. وخلال فترة الحضانة التي تتراوح مدتها بين 7 أيام و17 يومًا، ستكون صحتك على ما يرام ولا يمكنك نقل العدوى للآخرين. لكن بعد فترة الحضانة، تظهر مؤشرات وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا بشكل مفاجئ. وبعد بضعة أيام من بدء هذه الأعراض، قد تظهر على المريض بقع حمراء على الوجه واليدين والساعدين، ثمَّ على جذع الجسم. وخلال يوم أو يومين، يمكن أن تتحول تلك الآفات إلى بثور صغيرة تمتلئ بسائل شفاف ثم تتحول إلى صديد. وتبدأ القشور في التكون بعد ثمانية إلى تسعة أيام ثم تتساقط في النهاية، تاركة ندوبًا عميقة ومحفورة. وتتكوَّن هذه الآفات أيضًا في الأغشية المخاطية للأنف والفم، وتتحول سريعًا إلى قُرَح تتمزق وتنفتح[17].

ᴥ تعرضت عمان بوباء الجدري، فيذكر ابن رزيق أنه في عام 1206هـ/1792م وفاة السيد حمد بن الإمام سعيد بن الإمام أحمد بن سعيد البو سعيدي، وهو حاكم عمان نيابة عن والده الإمام سعيد حينئذ، وكانت سبب وفاته بوباء الجدري، وكانت وفاته بمسقط في الثامن من شهر رجب 1206هـ/ 2مارس 1792م[18]، ولم يشر ابن رزيق الى انتشار هذا المرض في مسقط أو غيرها. 

ᴥ ويذكر الشيخ نور الدين السالمي في كتابه "تحفة الأعيان" أنه في عام 1314هـ/1896م وعام 1315هـ/1897م تفشي مرض الجدري في مسقط وأنه في 24 من شوال 1314هـ/29 مارس 1897م مات سعيد بن حمد بن عامر بن خلفان الراشدي ببندر مطرح وكان قاصدا للحج  والشيخ سعيد من تلاميذ الشيخ السالمي، ومات أبو عبدالله حمد بن سيف بن سعيد بن راشد البوسعيدي في بندر بومباي في 29 شعبان 1315هـ/23 يناير 1897م وكان حاجا وكان عمره قرابة الخمسين سنة وفي الرابع من محرم 1316هـ/25 مايو 1898م مات والد السالمي حميد بن سلوم السالمي في بندر جده بسبب وباء الجدري[19].

ᴥ وقد تفشى مرض الجدري في الحمراء خلال الأعوام 1316هـ/1898م و1317هـ/ 1899م ومات عدد من الناس منهم زوج الفاضلة عزة بنت حميد بن ناصر بن سليمان بن محمد بن بشير العبرية، ثم أنها انتقلت منها إلى نخل لتعيش مع والدها حميد[20]. ويشر التقرير الوكالة البريطانية في مسقط للعام 1899م - 1900 ان هذا الوباء تنفشى في مسقط، وبلغت حالة الوفاة في مسقط ومطرح 500 حالة وفاة، وآلاف في المناطق الداخلية[21].

ᴥ وفي ديوان الشيخ القاضي عامر بن سليمان الشعيبي المعروف بالمطوع، قصيدة ذكر فيها وباء الجدري أصاب مسقط ووادي بني خالد. وقد مات عدد من السكان من الشباب صغار السن ودام تسعين يوم حتى ارتفع وقد بدأ يوم الخميس من شهر رمضان[22]، وترجح الدكتورة أمل المنصوري أن ذلك وباء كان بين عامي 1318هـ/1900 و1327هـ/1908م[23]، حيث كانت السنة الأخيرة هو وفاة الشيخ عامر[24].

ᴥ كما أشار الشيخ حميد الشامسي أنه في عام 1319هـ/1901م وقع الجدري في هذا الساحل (ساحل عمان الشمالي)، ثم ارتفع بقدرة الله في آخر شهر شعبان1319هـ/ديسمبر 1901م[25]. ولم يشر الشيخ الى عدد الوفيات ولا المدة التي مكث في هذا الساحل.

ᴥ وفي تقرير الوكالة البريطانية خلال الفترة من 23 ابريل إلى 20 مايو 1911م ذكرت أن الأخبار وصلت من السويق تفيد أن بوفاة والي السويق الشيخ سعيد بن سالم وابنه بسبب وباء الجدري[26].

ᴥ وأشار خالد الكندي أن أصاب أهل نخل مرض الجدري في عام 1339هـ/1920م، وتم عزل المصابين في حجر سقطان أسفل جبل لبان، وأشار أن الفاضلة عزة بنت خلفان بن نصير الكندية كانت من الذين يجلبون لهم الطعام[27].

وفي تقرير بريطاني عن القوات البريطانية في عمان ذكر أنه لم يصب أحدا من الجنود بوباء الجدري في عام 1346هـ/1926 الا جنديا واحدا في معسكر بيت الفلج وذلك يعود الى سرعة تحصين الجنود، ووقايتهم من العدوى[28] 

ᴥ وذكر محمد السيفي في كتابه "النمير" أن الشيخ خالد بن عزيز بن محمد أمبو سعيدي مات بسبب وباء الجدري بنزوى في يوم 13 شعبان 1346هـ/5 فبراير 1927م[29]. 

 في ملخص أخبار الدول العربية عن شهر مارس 1927م، تفيد عن انتشار لمرض الجدري في قرية سداب قريبا من مسقط وأنه سجل بها حالة واحدة[30].

ᴥ وتذكر التقارير أن وباء الجدري تفشى في المدن عمانية خلال الأعوام 1942 و1944م و1945، وسارعت السلطات الصحية بتطعيم عدد كبير من المواطنين وبلغ عدد المحصنين أربعة آلاف نفساً، وعدد الوفيات بلغت 134 نفساً، وفي نفس الوقت تذكر أنه تناثرت على الطرقات عدد من القبور الذين حصدهم هذا الوباء. 

ᴥ وفي عام 1963 تفشى مرة أخرى هذا المرض لكنه لم تسجل حالات وفيات تذكر وأن السلطات الصحية طعمت حوالي 17 ألف نفس وقايتهم من هذا الوباء[31].

ثالثاً: وباء الكوليرا Cholera

الكوليرا مرض عدوى حاد، تسبب الإسهال مائي حاد وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا. ولا تزال الكوليرا تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شرب مياه ملوثة. وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج[32].

يُمكن أن تُصبح الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة. فقد يُؤدِّي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل إلى الموت في غضون ساعات، في معظم الحالات الحادَّة. أمَّا في الحالات الأقل حدَّةً، فقد يموت المرضى الذين لم يتلقَّوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض الكوليرا؛ وذلك بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية.

  • ووباء الكوليرا أشارت إليه التقارير البريطانية خصوصا من نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، فهذا لوريمر يذكر في كتابه الموسوعي "دليل الخليج" أن عمان تعرضت لوباء الكوليرا حيث ذكر ثلاث مرات انتشرت الكوليرا في عمان خلال القرن التاسع عشر، إذ أنه حدد عام 1821، وعام 1865 وعام 1899م ومات عدد كثير من المواطنين[33]. وذكر أن مرض الكوليرا الذي انتشر في عمان عام 1865م حصد من أهالي صور 1700 نفس ومن مسقط 600 نفس، وكان انتشاره في صور بسبب انتقاله بواسطة الحجاج الذين نزول في صور وانتشر في عموم الشرقية[34]. كما زهق هذا المرض في طيوي 300 نفس في عام 1899م[35].
  • وتكرر انتشار وباء الكوليرا في عمان حسب التقارير الإدارية والصحية التي تصدر من الوكالة السياسية البريطانية بمسقط والخليج خلال الأعوام 1900م، وعام 1904م. 
  • في يناير 1911م أفادت الأخبار للسلطان فيصل بن تركي أن وباء الكوليرا قد تفشى في جعلان، وأن حصيلة الوفاة في بني بو حسن 250 شخصاً، و150 حالة وفاة في بني بوعلي، وفي أولاد كاسب 12 حالة ماتوا خلال أربعة وعشرين ساعة. ومن الشخصيات الذين ماتوا الشيخ سلطان نجل الشيخ عبد الله بن سالم آل حمودة، والشيخين راشد بن حمد وعلي بن جميع من أعيان بني بوعلي. وتكثر الشائعات أن هذا الوباء وصل الشرقية وخصوصا في ولاية بدية، كما أنه انتشر أيضا في الرستاق[36]. وفي اغسطس 1911م ظهر هذا الوباء في صور وحصيلته من الوفيات أربع حالات، غير أنه ظهر يشكل حاد في قرية افتاء احدى قرى ولاية صور[37].
  • في شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 1921 انتشرت الكوليرا في مطرح ومسقط، وكانت الحصيلة وفاة 35 حالة وفاة في مطرح و10 حالات وفاة في مسقط[38].
  • وعام 1910م، 1930م، ولكن كانت الوفيات لم تتجاوز مائة وخمسين حالة وفاة وذلك يعود الى تنامي العلاج التي تقدم من قبل المؤسسات الصحية في عمان. ونلاحظ أن حكومة السلطان سعيد طالبت المواطنين المسافرين للهند أو غيرها أخذ اللقاح ضد الجدري وذلك لتعميم الصادر من دائرة الموارد العامة الى رئيس دائرة الجوازات بمسقط المؤرخ في 22 ذي القعدة 1356هـ/52 يناير 1938م.

 

رابعاً: أمراض معدية أخرى:

كما أن هناك أمراض شائعة معدية: مثل؛ الحصبة (measles)[39] والسعال الديكي (whooping cough)[40] والحمى الصفراء (yellow fever)[41] والسل (tuberculosis) والملاريا (malaria)[42] والجذام (leprosy)[43]، وغيرها فهي تواجدت في عمان بين الحين والآخر في كثير من ولايات السلطنة، وكانت تنتقل بين السكان بصورة سنوية وتحصر في المدينة الواحدة أو القرية الواحدة ولا تسبب الوفيات تذكر، وقد اصابنا شيء من هذه الامراض، غير أنه حاولت المؤسسات الصحية معالجة هذه الحالات والوفيات كانت محدودة. وأنشأ السلطان سعيد بن تيمور في عام 1948م ملحقا خاصا بمستشفى طومس Thomas Hospital)) بمطرح لمرضى السل، وأنشئت عيادة صحية في كثير من ولايات السلطنة بعد عام 1955م وهو العام الذي توحدت فيه عمان تحت سلطة السلطان سعيد[44].

خامساً: أمراض عامة:

ويصاب المجتمعات بأمراض مختلفة صنفت تحت:

  1. أمراض الجهاز الهضمي مثل أمراض سرطان الأمعاء، والتهاب القولون، والامساك والبواسير[45]
  2. أمراض القلب واحتقان الكبد والرئة، وهشاشة الأوعية الشعرية، وتصلب الشرايين، وتلف في الأوعية الدموية، وانسداد الأوردة بسبب الدهون الكوليسترول (Cholesterol)[46]
  3. أمراض الجهاز البولي: ألم المثانة وعسر البول وورم الخصية، وتضخم البروستاتا، ووجود الحصى في الكلاء والمثانة، وأمراض السيلان[47]
  4. وأمراض الجهاز التنفسي كالزكام والرعاف والحجرة، والتهاب الرئة والربو، وتضيق ونزيف جدار المريء، وصعوبة البلع[48]
  5. أمراض الرأس كالصداع، وأمراض العيون المختلفة، والأذن[49]
  6. مرض أبو صفار (الحمى الصفراء)
  7. مرض الشلل والفالج وأبو بريقع، ومرض الرعشة
  8. والكسور، وآلام المفاصل، وهشاشة العظام
  9. وأمراض النساء المختلفة.
  10. وأمراض الاكتئاب العصبي والوجداني
  11. والجنون والصرع 

وهذه الأمراض الشائعة وجدت لها علاج من البيئة مثل الملح، والعسل، والكركم، والكزبرة، والزعتر، والبصل، والثوم، والصبر، والريحان، والزعفران، والحبة السوداء، والقرنفل، والزنجبيل، والزعفران، وغيرها[50]

وهناك أمراض اكتشفت حديثة كمرض السكر والضغط، والسكتة الدماغية والجدة والسرطان وغيرها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحور الثاني: الوسائل العلاجية والطبية الشعبية في مكافحة الأمراض

لقد واجه العمانيون الأوبية التي انتشرت في عمان في بادئ الأمر بالعزل، ومن ثم التداوي وبالأعشاب الشعبية، وفي مطلع القرن العشرين توفرت المؤسسات الصحية في مسقط التي سعت بتطعيم المرضى وغيرهم باللقاح المناسب. 

وأهل عمان يؤمنون بقضاء الله وقدره، محتسبين أن هذه الأوبية ابتلاء من الله، ولهم في الأثر القدوة الحسنة، وعلى الخصوص طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب حيث توقف عن دخول قرية عمواس،

فالإيمان بالقدر فيه راحة للنفس واطمئنان للفرد والمجتمع، والتمسك بالعروة الوثقى، مفوضين أمرهم لخالقهم، وصابرين محتسبين لهذا القدر، قال الله تعالى: ﴿ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلاّ في كتاب من قبل أن نَّبْرأها إن ذلك على الله يسير ʘ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يُحب كُلَّ مُختال فَخور﴾ سورة الحديد آية 22023، وقال تعالى: ﴿قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون[51]

والايمان الذي نرمي إليه هو الاعتقاد الجازم، بأن هذه الأوبية مقدره وابتلاء من الله وهو الشافي المعافي. وبناء على هذا الاعتقاد الإيماني فيجب التسليم لله واتباع أمره، قال تعالى عزة قدرته: (قل لن يُصيبنا الا ما كتبه الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ سورة التوبة آية 51، كما يمتثلون بالآية الكريمة قوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[52]

وفي الأثر التاريخي ما واجه صحابة رسول الله في عهد الخليفة عمر بن الخطاب هو وباء الطاعون المعروف بطاعون عمواس[53] وهو من الأوبية التي أصاب المسلمين في بلاد الشام، في عام 18هـ/639م وتقع بالقرب من بيت المقدس، والذي حصد أرواح كثيرة من الصحابة والتابعين. ولهذا كيف تعامل الخليفة عمر بن الخطاب والصحابة مع هذا الوباء؟

إن تعامل الخليفة عمر في الرواية التي نقلها البخاري في صحيحه في وقوع طاعون عمواس ببلاد الشام، حيث كان عمر سائرا الى بلاد الشام فالتقاه أمير الجند أبو عبيدة ابن الجراح، فأخبره أن الوباء حل بالشام، فعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد: أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام ، قال ابن عباس: فقال عمر: ادع لي المهاجرين فدعاهم، فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر، ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم له، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس، ولا تقدمهم على هذا الوباء.[54]

فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا (عليه)، فقال أبو عبيدة: فرارا من قدر الله فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم، نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبل، فهبطت (بها) واديا له عدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله، قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف، وكان غائبا في بعض حاجاته، فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه، فحمد الله عمر ثم انصرف"[55].

ولهذا فإن الخليفة عمر منع الدخول والخروج من بلاد الشام وفراره من ذلك كما علله من قدر الله إلى قدر الله وهذا ما أكده الصحابي عبد الرحمن بن عوف، وهو ما يعرف بالحجر الصحي، وهذا ما فعله العمانيون في مواجهة الوباء هو العزل وعدم الخروج من القرى وألزام البيوت والمنازل،  وتذكر الروايات في طاعون عمواس أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه، حين خلف معاذ بن جبل في ولاية الشام بعد موته، خطب في الناس طالبًا منهم أن يشعلوا النار ويختبئوا منه في الجبال بأراض مرتفعة بحيث يبعدهم عن الهواء الملوث في المناطق المنخفضة، وهكذا رفع الطاعون عن أهل الشام، وكان ذلك اجتهادًا موفقًا من ابن العاص مخالفًا فيه هدي سابقيه. وطبق مبدأ التباعد الاجتماعي.

 

 

 

أولاً: اسهام العمانيين في الطب:

ولعل نسأل من يصف هذه الوصفات الطبية للمصابين، فهل يوجد أطباء شعبيين يلجأ إليهم المرضى؟ إن الإجابة نعم وهم متخصصون في ذلك، ونذكر منهم المشهورين: الشيخ عبد الله بن مداد بن محمد الناعبي [56]، وذكر الشيخ عبد الله احدى الوصفات الطبية شعرا، كما أن الشيخ محمد بن علي بن عبد الباقي لما رثى الشيخ عبد الله أشار لمكانته في الطب وعلاجه للناس[57]. وابنه الشيخ محمد بن عبد الله بن مداد (ت: 97هـ/1511م)، له وصفات طبية، حيث وصف لرجل أصيب انتفاخا في بطنه، فوصف له بعض الأعشاب الرية، فاستعملها، وبراء المريض[58]. كما كان أخيه مداد بن عبد الله بن مداد، وابنه أحمد بن مداد لهما دراية في الطب ويصفون لمرضاهم بعض الأعشاب[59]. وكان الإمام محمد بن عبد الله بن محمد القرن (حي: 984هـ/1576) يحتفظ بخزانته بعض الأدوية يستعين بها في تقوية حفظه من النسيان ويصفه لغيره[60].

والشيخ ذو الغبراء العبري جمع في كتابه "شفاء القلوب من داء الكروب"، كثير من الوصفات الطبية، وخصص أبواباً للأمراض ووصف كل مرض واسبابه وعلاماته، ثم يصف لكل مرض الدواء المناسب من الأعشاب أو اكل اللحوم الحيوانية أو الطيور، ووصف نوعاً خاصا من المأكولات من الحبوب، كما أنه يصف للمريض الرقية، أو كتابة أية من القرآن كالتمائم ونحوه[61].

إن كتاب الماء تأليف أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي المعروف بابن الذهبي، المولود في صحار، والمتوفى في بلنسية من بلاد الأندلس عام 456هـ/، يعتبر أول معجم طبي لغوي في التاريخ، وألف حسب خروف الهجاء من الألف إلى الياء متضمن الأمراض التي تصيب الإنسان، مع أسماء الأدوية التي تناسب كل مرض، وفق جذور الكلمة مثل مرض الطاعون في مادة طعن، والجدري، في مادة جدر، والجرب في مادة جرب، والبهاق في مادة بهق، وهكذا يمضي الكتاب في مادته[62].

نأخذ كمثال عائلة آل هاشم في الطب، وأهمهم راشد بن عميرة بن ثاني بن خلف بن محمد بن عبد الله بن هاشم بن خنبش بن زيد بن عميرة العيني الرستاقي القري (حي: 1016هـ/1607م) الذي له مناظيم وأراجيز مشروحة منها قصيدته الرائية في أعضاء بدن الإنسان، وقصيدته الميمية في العين وتشريحاتها، والتي تتكون من 47 بيتاً، وأهتم بها الكثير من العمانيين فنسخوها، وأصبحت من المراجع الهامة في هذا المجال، وكانت هذه الارجوزة اشتملت على سبعين فصلاً بها قرابة 62 وصفة علاجية من العقاقير العشبية أو المركبة، كما شملت على رسمه تفصيلية عن العين والدماغ[63]. وله كتاب "فاكهة ابن السبيل" طبعته وزارة التراث والثقافة في مجلدين، وللشيخ راشد بن عميرة كتاب "منهج المتعلمين" ذكر فيه العلل التي تحدث في جسم الإنسان من الرأس حتى القدمين، وكيفية علاجها[64]، كما له رسالة في الكي ومواضعه حسب مرض المريض[65].

 وللشيخ راشد بن خلف بن محمد بن عبد الله بن هاشم بن خنبش بن زيد بن عميرة العيني الرستاقي القري[66] قصيدة لامية بعنوان "زاد الفقير وجبر الكسير"[67] الذي انتهى من نظمها في جمادي من سنة 934هـ/ يناير 1528م بالرستاق في عهد سلطانها محمد بن بلعرب بن سلطان بن أبي حمير بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن يعرب بن محمد بن مالك بن يعرب بن مالك. ومطلع القصيدة[68]:

أقول مقالاً مُحكماً ومفصلاً           لأهل النُّهى في الطب علماً مًكملا

ومن هذا البيت برز أطباء منهم عميرة بن ثاني (ت:939هـ/1532م)، وعلي بن مبارك بن خلف بن محمد بن عبد الله بن هاشم، ومنهم خميس بن سالم بن خميس بن درويش بن راشد بن نمر بن راشد بن عميرة بن ثاني الذي كان حيا في عام 1232هـ/1817 وله وصفات طبية

ومن أطباء عمان الشيخ الطبيب على بن عامر العقري النزوي (حي في بداية القرن 12هـ/17م)[69]، والطبيب بشير بن عامر بن عبد الله الفزاري الإزكوي (حيٌّ في سنة 1110هـ)[70]، وله ديوان منشور طبع على نفقة مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بالسيب1428هـ/2007م[71]، كما أنه نسخ كتاب "نهج البلاغة تأليف محمد بن الحسن العلوي الحسيني في غرة شهر رمضان 1115هـ ودون اسمه كاملا "بشير بن عامر بن عبد الله بن بلعرب بن أحمد بن سعيد بن محمد بن سعيد الفزاري"[72]. وكان في عصر الطبيب علي بن عامر، ولهما وصفات طبية نظما[73]

وللفزاري بشير منظومة في الطب، مطلعها[74]:

نظمت لكم دراً من نظمي             رجاء ثواب الله ذي النايل الجسمي

وهناك وصفات طبية في مؤلفات علماء الدولة اليعربية كالشيخ خميس بن سعيد الشقصي، وغيره، وفي القرن الثالث عشر الهجري، وللشيخ مهنا بن محمد بن أحمد الإسماعيلي كتاب بعنوان " مختصر في الطب" وقال في مقدمته "اعلم أيها الواقف على هذا الكتاب سألني سائل بأن أبين له بما فتح الله تعالى لعبده"[75]، وللحكيم ناصر بن علي بن مطر الهنائي كتاب " الأسرار في فوائد عروق الأشجار" يشتمل على أبواب وفصول في عروق الأشجار[76]. وألف سليمان بن راشد العوفي كتاباً سماه "جواهر المنافع في الأسرار والعزائم وبعض الادعية المأثورة، وللشيخ سالم بن سعيد الصائغي رسالة في الطب تحتوي على عدة أبواب طبية. وللشيخ محمد بن سعيد العيسائي بعض النظم في الطب كقصيدة في الرمد وبياض العين وغيرها[77]. وكتاب التسهيل للشيخ أبي محمد عيسى بن صالح الصوافي، ونسخ كتب في الطب والعقاقير منها كتاب في علم الطب[78] الذي نسخه في 28 شعبان 1263هـ/ نسخه لنفسه[79].

ووجدت وصفات طبية للشيخ الفقيه جمعة بن خصيف بن سعيد الهنائي (توفى في نهاية القرن 19م)، له وصفة طبية في فوائد الزنجبيل[80]. وفي القرن العشرين وجدنا كذلك بعض من مارس الطب كالشيخ القاضي أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي (1301هـ/1884م – 1364هـ/1945م)، كان يأتوه الناس فيقرأ عليهم القرآن، كما يصف لبعضهم الوصفات المناسبة. وكذلك تلميذه الشيخ القاضي منصور بن ناصر الفارسي (1895م – 1979م)، وصالح بن راشد بن مرهون بن سعيد الشكيلي، كان أحد المهرة في الكي وتجبرة الكسور وعلاج الأمراض الباطنة[81]، والشيخ عبد الله بن حميد بن عبد الله الحارثي من أهل المضرب بشرقية عمان، وكان بارعا في مختلف العلوم والعلل ذكر ذلك كتاب "اللؤلؤ الرطب"[82] ومن الذين يصفون العقاقير للمرضى الشيخ عبدالله بن الامام سالم بن راشد الخروصي (ت: 1418هـ/1997م)، والشيخ الشيبة محمد بن عبدالله السالمي (1896م – 1985م) كان يجيد الرقية على المريض ويصف للمرضى بعض الوصفات ذكرها في كتابه "الروض النضير"، والسيد حمد بن سيف البوسعيدي وغيرهم كثر وكان يصفون بعض الأدوية المناسبة.

ومن الباصرين عزة بنت خلفان بن نصير بن صالخ بن ناصر بن محمد الكندية من سكان ولاية نخل. كانت تعالج الناس من الكواسح والريح والشيصة (الزائدة الدودية)، وأبو صفار، وصفار الكبد، والنزول الأبيض، ولما أصاب أهل نخل مرض الجدري وتم عزهم عن الناس في مكان نائي، كانت الفاضلة عزة تجلب لهم الطعام[83].

وبقى أن نقول في خلاصة اسهام العمانيون، حيث امتهنوا الطب ومارسوه بالتجربة، وصنفوا فيه ولهم أراجيز قصيرة ومطولة في أمراض بعينها[84].

 

ثانياً: العلاج بالقرآن الكريم والتضرع لله والتقرب له بالصلاة والدعاءَ والصدقة[85]

لقد عرف إبراهيم الأزرق في كتابه "تسهيل المنافع" بأن الطب علم عظيم نفعيه وقدره، وعلا شرفه وفخره، وأشهر فضله، وذكره وثبت في الشرع أصله[86].

وأما التداوي من هذه الأوبئة التي اجتاحت عمان، أول هذه الأدوية الايمان ما قدره الله تعالي، ولهذا لجأوا إلى القرآن الكريم مصداق لقول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[87]، وقوله تعالي:{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[88]، وقال: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[89]. وفي رواية أبي الدرداء أن النبي قال: "تداووا ولا تداووا بحرام"[90]. ولهذا فإن الشريعة الاسلامية احلت التداوي إلا بالدواء الحرام وما اختلط بالنجاسات، ومن العلماء من أحل ذلك في نطاق محدود وضرورة[91].

 ولهذا لجأ العمانيون في طلب الشفاء من رب العالمين فأكثروا من قراءة القرآن على مرضاهم مع الصبر على البلاء. والاكثار من الأدعية والرقية والتسبيح، والتهليل، وكثرة صلاة النوافل، والتصدق على المحتاجين، والتقليل من الاختلاط وعدم ارتياد الأسواق الا للحاجة.  والتضرع لله أن يرفع هذه الأوبية. وهناك من المتخصصين في الرقية الشرعية، أو عمل حورة بأن يعزم على المريض بسورة ياسين من المس أو الزيغان، حيث يقرأ على كسر من الملح مع شيئا من المسامير أو الإبر، وترك تحت مخدة المريض، أو تعلق على مدخل لبيت أو غرفة المريض ومنهم من يكتب التمائم والحروز على جلد أو رق أو على قرطاس، والقصد من التميمة أو الحرز أن تتم به أمر الخير أو دفع الضرر. وهذه الأنواع من التمائم والحروز أنواع بحسب حالة المريض، ولكنها لم يؤذن بها شرعا ولا قدراً، ومنهي عنها. ولكن من هناك من يجيز التمائم لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضى الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم كان بعلمهم من الفزع كلمات: "أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه، وعقابه، وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون"[92].فكان عبدُالله بن عمرو يُلقِّنها مَن بلغ من ولده، ومَن لم يبلغ منهم كتبها في صكٍّ ثم علَّقها في عنقه. وهذا الحديث يتعارض مع حديث رسول الله أنه قال:" إن الرُّقي، والتّمائم، والتِّولة شرك"[93]. كما يكتب للمريض آيات قرآنية على صحن بالزعفران وماء الورد (يعرف بالمحو) ويلعق المريض الكتابة كل صباح[94].

ومن الذين يعالجون عوارض الجن الشيخ سعيد بن محمد بن سيف بن ناصر الكندي (ت: 1328هـ/1910م)، والشيخ محمد بن شامس بن عبد الله بن سالم الرواحي (ت: 1360هـ/19421)، وكان الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (1338هـ/1920م - 1373 هـ/1955م،) يفضل علاجه في عوارض الجن[95]. وكان الإمام محمد يجيد الرقية الشرعية على الماء ويسقيه المريض ويشفى[96]. والشيخ صالح بن علي الحارثي (ت:1314هـ/1896م) حدد الرقية الشرعية من القرآن الكريم إذ يقول: "والرقي بالفاتحة والبسملة، وشفاء من كل داء "وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة"[97].

 

 

 

ثالثاً: العلاج بالأدوية: شرابا أو أكلا

وحفاظا على صحة الإنسان وقوة بدنه وكرامته، فقد لجأ أيضا الإنسان العماني إلى التداوي، مصداقا لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ففي رواية أحمد بن حنبل من حديث أنس بن مالك مرفوعاً عن رسول الله انه قال: "إن الله عز وجل حيث خلق الداء خلق الدواء، فتداووا‏"، ووردت أحاديث نبوية كثيرة اتفقت معنى واختلفت لفظا التي تدل كلها على التداوي[98].

وقد تنوعت الأدوية منها تؤكل ومنها تشرب، ومنها للاستحمام بها ومنها أن يمرخ بها على سائر جسده. ومن الأشياء التي تؤكل أو تشرب العسل، والثوم والبصل، والحبة السوداء والقرنفل والزنجبيل والزعتر، واللبان، والكركم، والحلبة، والسنوت، والليمون، وتنقيع ثمرة القرط وشربه، والزبيب، والهيل، والزعفران، والصبر، والكافور، والملح، والسكر والفلفل الأسود والأحمر، والمر الأحمر، والصبر، والنيل، نبات مخيسة الفار، وحبر سمكة الحبار، زيت السمسم، حليب الماعز أو النوق، الخيل، والغليون، وغيرها. وهذه الأدوية يتوقع منها شفاء المريض بإرادة الله تعالى لا الدواء ذاته، وإنه بتركه يكون الضرر.

 

رابعاً: العلاج بالأدوية: استحماما أو مروخا

 وأما الأدوية الخاصة بالاستحمام أوراق السدر، ونبات الحرمل، والكافور، والقرط، وورق نبات الأشخر، والكركم، وزيت الزيتون، وزيت السمسم، وزيت الخروع، واللبان، ونبات العشرق، والسيداف، وننقل هنا ما كتبه الشيخ راشد بن خميس بن عيسى بن أحمد البوسعيدي بما قيّده في الجزء الثاني من جامع الأحكام[99] ما يلي: " واتخذوا له دواء سهم من السعتر (الزعتر)، وسهم لبان، وسهم كبريت، وسهم هيل، وسهم أو سهمين فلفل أحمر وفلفل أسود، وسهم ملح، ويمجّ (يمزج) باللومي (بالليمون)"، ويسقى المريض هذا الدواء الموصوف. ومن أصابه المرض يكّن في مكان عازل ويلحف حتى لا يتأثر بالهواء الملوث، ويمنع الدخول عليه الا من يخدمه في المأكل والمشرب والتداوي والتدفئة"[100].

 

خامساً: العلاج بالكي، والاعتزال والتجبير

  1. الكي:

إن العلاج بالكي (الوسم)، هو نوع من العلاج الذي يستخدم به أهل عمان. وأن الباصر (الطبيب الشعبي) الذي يقوم بمعالجة المرضى، إذا احتاج المريض، وأنه يرجى أن ينفعه الله به ولا يجوز غير العارفين أن يقوموا بذلك من دون دراية ولا خبرة، وذلك للآثار الواردة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لما ثبت عن جابر بن عبد الله قال : بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بن كعب طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه عليه"[101]، كما ثبت من أن سعد بن معاذ -رضي الله- عنه لما رُمي، كواه النبي -صلى الله عليه وسلم- بمشقص (نوع من السهام) في أكحله[102]، وروي الترمذي في سننه عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كوى أسعد بن زرارة من الشوكة ، وقال : حسن غريب. وفي صحيحين؛ البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي"[103] وفي لفظ آخر : "وما أحب أن أكتوي" فدل فعله وإخباره صلى الله عليه وسلم، بأنه من أسباب الشفاء على جواز العلاج به عند الحاجة إليه، وأما نهيه أمته عن الكي فيحمل على ما إذا لم يحتج إليه المريض؛ لإمكان العلاج بغيره، أو على أن العلاج به خلاف الأولى والأفضل؛ لما فيه من زيادة الألم والشبه بتعذيب الله العصاة بالنار ، ولهذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نفسه بأنه لا يحب أن يكتوي، وأثنى على الذين لا يكتوون ؛ لكمال توكلهم على الله، وينبغي أن يتولى ذلك خبير بشؤون الكي ؛ ليكوي من يحتاج إلى هذا النوع من العلاج في الموضع المناسب من جسده ، ويراعى ظروف المريض وأحواله.

وفي التاريخ أن الأطباء القدماء قد تعرضوا للعلاج بالكي في كتبهم ودونوا الكثير من الأمراض التي قد يفلح فيها هذا النوع من العلاج ومن هذه الأمراض عرق النسا[104].

ومن هؤلاء الطبيب أبو القَاسِم خَلَف بن عَبَّاس الزَّهْرَاوِي (325هـ/936م - 400هـ/1013م)، وله كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، وقسم كتابه إلى ثلاثين مقالة. والمقالة الأخيرة بعنوان العلاج باليد، وقسم هذه المقالة إلى ثلاثة أبواب: وأول هذه الأبواب في الكي، وثانيه في شق البطن وخرزه، وثالثه في الجبيرة[105].

كما يذكر ابن هاشم راشد بن عميرة أن صاحب وجع النساء الذي يعرض من أجل كثرة الرطوبة البلغمية في الورك وتنخلع فخذه ثم تعود إلى موضعها فتضمر وتنتقص فخذه إن لم يبادر إلى تجفيف تلك الرطوبة بالكي. الذي يكون تحت كعب الرجل وفي موضع آخر يقول وجع الورك يكون من «فساد» الصفراء ويكون من كثرة القيام في الشمس فتجف لذلك رطوبة الورك[106]. وينفع من وجع الورك قطع العرقين اللذين عند خنصر القدم والحقن والحمام والأضمدة الملينة أولا ثم المحللة، قال: فإن لم ينفع ذلك كوي على العصب الذي في الظهر إلى جانب الكلية وعلى الفخذين أربع كيات وعلى الركبتين أربع كيات وعلى كل ساق بالطول موضعين وأربع كيات عند الكعب وأربع على أصابع الرجلين. كما يذكر الرازي في كتاب الحاوي في الطب أن أجود أدوية الطحال الكي على العرق الذي في باطن الذراع الأيسر. ومنها علاج المفاصل: حيث يقول الرازي من كان وجعه باردا فليكوي مفاصله فإن الكي أعمل في يبس المفاصل. والمفصل الذي يكون كل ساعة ينخلع ويرتد بأدنى سعي ثم ينخلع ثم يرتد كمفصل الورك والكتف يكون علاجه بالكي لا غير ولابن عميرة رسالة بعنوان: "رسالة في الكي بالنار ورسمه وهيئة آلاته الحديدية"[107]، يقول فيها: "اعلم أن الكي لا يكون إلا من علة تولدت من رطوبة مع الحرارة، أو الرطوبة مع البرودة، وأما مع يبس فلا، ولا ينبغي ذلك أصلاً"[108].

والكي يكون آخر الحلول في العلاج فلا يلجأ إليه الانسان إلا بعد أعييه الطرق، وإذا تعين العلاج به فهو يدخل في باب ارتكاب أخف الضررين لإزالة أكبرهما، فالكي ألم ومرض يجوز الاستعانة به للتخلص من مرض أكبر وأخطر، والانسان طبيب نفسه، فإذا أيقن أن الكي يسهم في شفائه يجوز له الاستعانة بالرجل الكبير الذي يمتلك الخبرة وأصبح ماهرا في وضع الكية، فما تقدم الطب إلا بفعل التجارب[109].

وفي عمان قديما وحديثا من يجد الباصر الماهر للوسم، وهم في يتواجدون في معظم محافظات السلطنة، لكن تختلف المعرفة والخبرة بين باصر وآخر، فلازال هذه المهنة تزاول في عمان، ففي جعلان بني بو على الباصر خميس بن سالم السنيدي، وفي ولاية صور عدد لا باس بهم توارث التطبيب من أمثال جمعة بن راشد الفارسي، وسالم بن عبد الله بن راشد السناني، وعبد الله بن صالح الخمياسي العريمي (1902م – 1989م)، وغيرهم[110]

  1. الاعتزال:

أما الاعتزال فيعزل المريض خصوصا الذين يصابون بالسل والجزام والجدري، والحصبة، والسعال الديكي (الشهاقية)، وحتى المصابون بالتهاب العين منها: الرمد )التراخوما Trachoma)، وضعف النظر، وآلام الجفون حيث ينبت في الجفن من الشعيرة وأكثرها من حبات الرمل، وتكون مليئة بالقيح، وهي تنموا وتنتفخ ويلاقي المصاب معانه وصعوبة في التركيز، وتقلص القدرة على الرؤية.

  1. الجبيرة:

يتعرض الكثير من الاشخاص للكسور في الكثير من المراحل العمرية، ويضطروا لاستخدام الجبائر، لأنها تساعد العظام حتى تنجبر وتلتئم، وتساعد الأنسجة كي تنمو مرة أخرى حول العظام[111].

استخدمت أشكال مختلفة من الجبائر بشكل متقن على مر التاريخ. وهو علاج قديم لجأ له الناس قبل أن يتوصلوا إلى العلاج الحديث، واكتسبت الجبيرة شعبية كبيرة في عمان، ويثقون في المجبر أكثر من الطب الحديث. وتتألف الجبيرة من جملة أعواد خشبية الصغيرة، يضاف إليها بعض المواد كبودرة السدر، والمر، ممزوج بالشعر ثم يلف بقماش أو قطن ويربط برباط محكم؛ لتثبيت مكان المصاب. وهي عبارة عن دعامة يتم وضعها على مكان الكسر، ليتم سند وتدعيم منطقة الإصابة. وحتى يومنا هذا، يتم استخدام الجبيرة عادة لتأمين وتثبيت الكسور أو الالتواءات وتقويم العظام.

ولا تكاد تخلو أي محافظة من محافظات السلطنة من وجود مجبّر. ولا يزال يمارس حتى يومنا هذا في عدد من ولايات السلطنة، وهو يعتمد على الدقة والمهارة في التعامل مع الكسور وتشخيصها وتجبيرها لتتعافى. 

وفي ترثنا ذكره كتاب فاكهة ابن السبيل للشيخ راشد بن عميرة بن محمد بن عبد الله العيني الرستاقي، وهو من الكتب التي تناولت الطب وعلاجه. وفي قصيد الشيخ راشد بن خلف بن محمد بن عبد الله بن هاشم العيني الرستاقي المعروفة "بزاد الفقير وجبر الكسير"، الذي خصصها للكسور[112]

وفي فترة اليعاربة برز الطبيب علي بن عامر بن عبد الله النزوي وهو طيب متجول وهو الذي أثني عليه العلامة خلف بن سنان الغافري حيث تمكن من صنع له رجلا من الخشب بعد إن بتر ساقه. وللشاعر بشير بن عامر الفزاري الذي عاصر الطبيب علي بن عامر النزوي بعض المسائل النظمي في طبب، وتشير بعض المخطوطات أنه " تم مختصر الطب من نظم الطبيب الحاذق الماهر بشير بن عامر بن عبد الله الفزاري وعلي بن عبد الله بن عبد الله النزوي"[113].

وفي مقالة الكاتبة شيخة الفجرية بعنوان "التراث الطبي العماني"[114] التي استندت إلى الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتابه: (تنوير الأذهان بخصال أهل عمان):كانت عمان في العهود التي مضت جامعة كل شيء من متطلبات الحياة، كان فيها أطباء معروفون، لهم دراية للأمور من نفس أفكارهم ومن ابتكارهم، فقلوبهم كتب مرشدة، وخزائن محيطة، ولهم معرفة تفوق الغير… وأطباء أهل عمان نوعان: بعض منهم أطباء بعقولهم، وبعضهم أطباء بمنقولهم، وكلهم على صواب، إلا أنهم تنقصهم الآلات هي الوسائل في العلاج… ومنهم: شيخنا الفارسي سعيد ووالده راشد بن مسلم، من أهالي خضراء بني دفاع، من وادي عندام، وكلاهما طبيب، له معلومات عالية متنوعة. ومنهم الشيخ الأكرم عبد الله بن حميد بن عبد الله الحارثي، في منطقة الشرقية كانت له في الطب نوادر معروفة، وبوادر موصوفة. ومن أطباء عمان الشيخ المعروف بابن طريف سلام بن حميد العبودي في سمائل، كان يدرك علة الجذام في الإنسان بمجرد الرائحة، وبنفس المقابلة، ويقال: أنه هو وعائلته كلهم لهم خبرة بهذا الداء الدفين، ولهم فيه نوادر…. وكان عمل التجبير عند أهل عُمان سهلا ميسورا، كما أنه عند الدكاترة صعبا عسيرا، ومع ذلك لم يكونوا أخذوه عن مدرسين كما هو العمل في تعلم الطب العصري ويعرف بهذا الفن بعمان كثيرون، كما أنه يجهله من علماء الطب العصري كثيرون، وإن تعاطوه لم ينجحوا فيه”.

وفي عصرنا شاع المجبر خميس بن سليم بن عبد الله آل فنه العريمي (1905م - 1983)، في ولاية صور، وبعد وفاته أصبح أبنه علي بن خميس يقومون بذلك. وفي بركاء يوجد المجبر سعود بن خلف بن عبد الله الفليتي كأحد المجبرين للكسور وورث هذه المهارة عن والده الذي ورثها عن جده. وأكثر المجبرين توارثوها عن أباءهم وأجدادهم سواء ذكر أو أنثى، وسواء للتجبير الإنسان أو الحيوان على السواء

سادساً: العلاج باللقاح والتطعيم

كما أن العمانيين توصلوا الى لقاح للمصاب بالجدري، وهذا اللقاح جاء في فتوى الشيخ سعيد بن بشير الصبحي (ت: ذي الحجة 1150هـ/ مارس 1738م)[115] ونصها:

السؤال المطروح هو: "مسألة: وفيمن عنده ولدّ، وجاءه الجدري، في بلده، وصار أهل البلد يأخذون من المجدور (المريض) قشراً، ويشطبون أولادهم في أبدانهم حتى يخرج من الدم، ويضعون في الجرح قشر الجدري؛ لأنهم يقولون إذا فعلوا كذلك يجئ أولادهم قليلا من حب الجدري، أيجوز لمن أراد أن يفعل ذلك لولده، على نظر الصلاح؟ أرأيت إذا فعل أحدٌ لولده، وجاءه الجدري كثيراً، ومات الولد أيلزمه شئٌ أم لا؟ وجاء في عينيه وعميت عيناه، أو ضرب الجرح الذي جرحه إيّاه، أيلزمه شيء من الديات والأرش؟

الجواب: قال:" إني لا أحفظ في هذا شيئاً، وأحبّ إليّ ترك جميع ذلك، وإن فعل ما ذكرته (السائل) طلب السلامة والعافية، فأرجو أن لا شيء فيم يتولد منه، والله أعلم"

 

 

 

 

المحور الثالث: أثر الأمراض على المجتمع: اجتماعيا واقتصاديا

إن الحروب والأوبئة لها تأثير بالغ، وواقعي على المجتمعات، حيث ينكمش الديموغرافي للمجتمع، وتسبب انخفاض حاد في حجم السكان، مما تقل العمالة الوطنية، كما يقل الإنتاج الزراعي، ويتأثر الإنسان تأثيرا كبيرا في نفسيته وصحته، وبيئته وتفكيره، ومجتمعه. بالإضافة إلى الخسائر البشرية التي تتسبب بها، وحدوث تضخّم اقتصادي، وشهد انخفاضًا في إنفاق المستهلكين، وتباطأت النشاطات الزراعية والصناعة بسبب القيود التي فرضتها الأوبئة على الحركة. في هذا المحور نرصد المجالات التي تأثرت من جوانح الأوبئة والأمراض التي اجتاحت عمان عبر تاريخها الحديث.

uالمجال الاجتماعي:

لا شك أن للأمراض - كما حاصل في وقتنا الحالي – أثراً كبير على المجتمع العماني صحيا واقتصاديا واجتماعيا. فهذه الأخطار التي تصيب السكان وتهدد الأمن الاجتماعي وتفكرك العائلات وتزهق الأرواح في جميع فئات العمرية. وقد أشرنا خلال هذه البحث أن مات بسبب ذلك كثير من العلماء، والقضاة، والفقهاء، والأعيان، ورجال الادارة والسياسيين، فشكل فراغا في الأمور الدينية ونقص في العلماء، والقضاة ورجال الدولة، فإذا كان في سمد الشأن ومن قبيلة الزكوانيين مات تسعين نفسا فقط من الفئات العمرية المختلفة. ترى الحفناوي أنه" تُعد الأوبئة من الخبرات الاجتماعية التي تترك تأثيرات طويلة المدى، وتظل انعكاساتها لسنوات، وقد تساهم في تطوير أو تغيير الملامح الاجتماعية للدول، خاصة مع زخم التفاعلات التي تصاحب فترة وجود الوباء. وعلى الرغم من أن الأزمة الحالية التي يمر بها العالم تأتي في سياق مغاير تمامًا للأزمات المشابهة التاريخية، حيث تلعب الحلول التكنولوجية عاملًا في ظهور حلول مبتكرة، وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي عاملًا مركبًا آخر بين نشر الوعي والشائعات وتخفيف حدة "التباعد الاجتماعي" [116]. 

وبهذا أدت هذه الأمراض إلى اختلال في التركيبة السكانية، ونقص في الخدمات الصحية مثل الأغذية والمياه والسكن المناسب؛ حيث يؤدي سوء التغذية الناتج عن الفقر الشديد إلى تدهور صحة الفرد الجسدية والذهنيّة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب داخل منازلهم، يؤدي تلوث المياه التي دائما تكون مصدرها من الأفلاج الغيلية المكشوفة والآبار وبرك المياه غير الصحية. كما أن المنازل غير صحية -خاصة المنازل التي تعاني من تمديدات صحية غير سليمة- مما يصابون الأطفال بأمراض عدّة منها الإسهال الشديد، والالتهابات المعويّة وغيرهما، كما تتسبب المنازل التي تفتقر إلى التهوية الجيدة لساكنيها بالإصابة بأمراض مختلفة مثل مرض السّل، والملاريّا[117]

وتفشي الحالات الاجتماعية كالأرامل والتيتم والمجاعة، والجهل، وتكثر السرقات، وانعدام التعليم، وانتشار الأمية، والجهل، والانحراف الأخلاقي الذي يعد ركنا أساسيا من أركان السوك والقيم الاجتماعية التي تواضع عليها الناس في مجتمعهم.، واختلال في الأمن، كذلك هناك حالات النفسية كالجنون والانتحار وغيرها. وبالتالي نقص في التركيبة السكانية.

vالمجال الاقتصادي: 

يتأثر الاقتصاد بانتشار الأوبئة في المجتمع؛ وذلك بأنه يتسبب النقص في العمالة المحلية وبالتالي يقل الانتاج المحلي حيث تدهور الزراعة، والصناعة، وانقطاع مصادر الرزق لفئات المجتمع لقلة العمل، أو العجز عن العمل، وكسب المال، وذلك لوجود إعاقة جسميّة أو علّة نفسيّة، أو مرض مزمن يمنع الشخص أو الأسرة من تأمين الحاجات الأساسية للحياة وبالتالي تأثرت الواردات والصادرات مما يؤدى الى غلاء شديد في الأسعار. ويسبب انخفاض في معدل النمو الاقتصادي وانخفاض في عدد القوى العاملة الخبيّرة، وعدم توفر الوظائف المتاحة. والعجز عن تطوير قطاع الزراعة. وارتفاع معدل التضخم الاقتصادي خلال فترة الأزمات. ارتفاع معدل النمو السكاني. ارتفاع الفجوة الاقتصادية بين أفراد المجتمع الواحد في مستوى الدخل، أو الأملاك، فيظهر الأثر الإيجابي أثناء فترة ازدهار الاقتصاد على فئة الدخل العالي فقط، فيما تبقى فئة الدخل المنخفض على حالها. التعرُض للحالات المفاجأة مثل الأزمات اقتصادية، أو الكوارث طبيعية، أو الفقر البيئي

المجال الثقافي:

ثقافة المجتمع، هي جملة المعلومات السائدة في المجتمع، والمكتسبة من عناصر متعدّدة كالتعليم، والدين، والعادات والتقاليد. وتعتبر هذه الثقافة من محدّدات العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع، والملزمة، وكلُّها تتكامل مصادرها لتشكل مرجعيَّة موجهة للأنشطة الاجتماعيَّة المختلفة، وأمام سوء الأحوال السائد في المجتمع صحياً، وبيئاً، واقتصادياً ويجب أن نبحث عن معوقات الثقافة، قبل أن نكون موقفاً محدداً منها، ومن لا شك أنه للثقافة ثمرات إيجابيَّة للالتزام بمعاييرها الصحيحة.

وأما الأمراض والأوبية المعدية والتي تنتشر في المجتمع، وتأثر فيه ثقافياً، لا بد للمجتمع أن يتمسك بالله تعالى وتعاليمه والإيمان بما كتبه الله علينا والمقدر بقضاء الله وقدره. والإنسان لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً، ولا حياةً ولا نشوراً. قال الله تعالي في محكم كتابه الكريم:} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا[118]{، وقال تعالى: }وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون  [119]{. وقال تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لكم}[120] 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله ﷺ: "لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه"، كما روى الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: " كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: "يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".

فلهذا فإن المجتمع مؤمن بقضاء الله وقدره، والإيمان بالقدر من أركان الإيمان، ولهذا فإن ثقافة المجتمع مستمدة من التعاليم الإسلامية السمحة، فالعقيدة الإسلاميّة وما ينبثق عنها من شريعة غرَّاء، هي المرجعيَّة الصحيحة لمعظم أنواع الثقافات، فما وافقها نأخذ به، وما عارضها وصادمها نتركه، وينطبق ذلك على كلّ المكوّنات الثقافيَّة في المجتمع، كالعادات والقيم والتقاليد، ومتى جعلنا ثقافة المجتمع هي الموجه لكلّ الأمور وبدون تدقيق أو تمحيص، فقد نطغى في علاجنا لبعض القضايا، التي تتعارض نظرة المجتمع الثقافيَّة لها عن الدين والعقيدة.

إن ثمار الالتزام بثقافة المجتمع الصحيحة هو الالتزام بالمعايير والأسس الصحيحة في ثقافة المجتمع، له آثار طيبة على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء. إذ أن الفرد يشعر بالراحة والطمأنينة، وإيجابيَّة نظرة المجتمع نحوه، وبالتالي تزداد إنتاجيته ويزداد عطاؤه في المجتمع.

فإذا كان معيار الثقافة للمجتمع هو الإيمان بالله، فإن البحث عن وسائل العلاج، لا يتنافى مع الإيمان بقضاء الله وقدره، والأخذ بالأسباب.

إن الأحاديث السابقة تفيد النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسر لما خلق له لا يقدر على غيره، على حد قول النووي، ويتعين على الإنسان مع إيمانه بالقدر أن يحرص على ما ينفعه، ويستعين بالله في أموره، ويبذل الأسباب المشروعة في تحقيق مطالبه؛ لأنه متعبد بذلك من قبل الله تعالى، وبذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا؟ ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان". إن الأخذ بالأسباب لا ينافي القدر بل هو من القدر أيضًا، ولهذا حين سئل ﷺ عن الأدوية والأسباب التي يتقي بها المكروه، هل ترد من قدر الله شيئًا، كان جوابه الفاصل: "هي من قدر الله".

وسنن الله في كونه وشرعه تحتم علينا الأخذ بالأسباب كما فعل ذلك أقوى الناس إيمانًا بالله وقضائه وقدره، وهو رسول الله ﷺ، فقد أخذ الحذر، وأعد الجيوش، وبعث الطلائع والعيون، وظاهر بين درعين، ولبس المغفر على رأسه، وأقعد الرماة على فم الشعب، وخندق حول المدينة، وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة وهاجر هو بنفسه، واتخذ أسباب الحيطة في هجرته: أعد الرواحل التي يمتطيها، والدليل الذي يصحبه، وغير الطريق، واختبأ في الغار، وتعاطى أسباب الأكل والشرب، وادخر لأهله قوت سنة، ولم ينتظر أن ينزل عليه الرزق من السماء.

بقي أن قول أن الأمراض المعدية التي تعرضت لها عمان أثرت ثقافياً في المجتمع، لانتشار الجهل، وتوقف التعليم وقلة المادة الاقتصادية التي تعين على التعليم وغيره، وأهتم الناس بالمحافظة على أرواحهم من العدوى والكتفاء بالاعتزال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة والنتائج:

  1. كشف البحث أن انتشار الأمراض المعدية وغير المعدية في عمان على حقب التاريخ، وذلك يعود إلى ترد الأوضاع الصحية، كتلوث المياه، وضعف في التغذية، والكثافة السكانية في بعض الأحياء والقرى.
  2. استنتج البحث ان من مسببات تفشي الأمراض والأوبئة، هو ضعف دور المؤسسات الحاكمة، وتلوث المياه، وانعدام المصحات، وعدم توفر الأدوية، وقلة الوعي الصحي بين الناس، كانت أسباب كافية في انتشار الأمراض وكثرة الوفيات
  3. اثبت البحث أن العمانيين استخدم العلاج الروحي، والشعبي المكون من قراءة الرقية الشرعية، وتناول العقاقير المستخرجة من النباتات والأشجار في حينها.
  4. بين البحث أن المجتمع أفرز من الأطباء والباصرين الذي سعوا لأشفاء المجتمع من بعض الأمراض، بتجاربهم المختلفة، واجتهاداتهم المضنية.
  5. وضح البحث جملة من كتب الطب، والوصفات الأدوية من قبل الفقهاء والعلماء، والعارفين
  6. وفرت الارسالات والوكالات الأجنبية بعض العقارات واللقاح والتطعيم في القرن العشرين
  7. بين البحث أن المجتمع قد تأثر اجتماعيا واقتصاديا وثقافية حيث نقص في عدد السكان وازياد الفقر والبطالة والمجاعة وانتشار الأمية وقلة الإنتاج.
  8. أبرز البحث عدد من الأطباء الذين أسهموا في ممارسة الطب ولهم فيه مؤلفات، ونشروا المعرفة العلاجية من الأدوية، والتجبير والكي والعزل، والجراحة.

 

 

 

المصادر والمراجع

  1. الأزدي، أبو محمد عبد الله بن محمد الصحاري (ت: 456هـ). كتاب الماء. تحقيق هادي حسن حمودي، 3ج، ط2، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2015م.
  2. أبو داود، سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني. سنن أبي داود. ج6، دار الرسالة، دمشق: 2009م، ص: 23
  3. الأزرق، إبراهيم بن عبد الرحمن. تسهيل المنافع في الطب والحكمة. مخطوط بدار المخطوطات العمانية رقم 1792، نسخه محمد بن ناصر بن سليمان المعولي عام 1218هـ.
  4. الإسماعيلي، مهنا بن محمد بن أجمد. مختصر في علم الطب. مخطوط بدار المخطوطات، فهرس المخطوطات: الطب والكيمياء، ج4، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2006م، مخطوط رقم 1810
  5. اطفيش، امحمد بن يوسف. تُحفة الحِب فيأصل الطِب. تحقيق الحاج سليمان بن إبراهيم بزيز الوارجلاني، ط2، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2019م
  6. البطاشي، سيف بن حمود. أتحاف الأعيان. ترتيب د سعيد بن محمد الهاشمي ج3، ط4، مكتبة السيد محمد بن حمد البوسعيدي، السيب: 2016
  7. البطاشي، سيف بن حمود. أتحاف الأعيان. ج2، ط4، مكتبة السيد محمد بن حمد البوسعيدي، السيب: 2016م
  8. البوسعيدي، حمد بن سيف. قلائد الجمان في أسماء بغض شعراء غمان. ط1، مسقط: 1993م
  9. البوسعيدي، راشد بن خميس بن عيسى البو سعيدي (كان حياً في عام 1248هـ/1832م) قيد وصفة طبية على على الجزء الثاني من كتاب جامع الأحكام تأليف محمد بن جعفر الأزكوي
  10. الحارثي، سعيد بن حمد بن سليمان. اللؤلؤ الرطب. ط1، مسقط: 1985م
  11. الحارثي، صالح بن علي بن ناصر. عين المصالح في جوابات الشيخ صالح. جمعه ورتبه: أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين، تحقيق: أحمد بن سالم بن موسى الخروصي، ط1، ذاكرة عمان مسقط: 2017م.
  12. الحارثي، محمد بن عبد الله. موسوعة يوميات المقيمية في الخليج والوكالة السياسية في مسقط. ج2، ط ا، المنظمة العربية للترجمة، بيروت: 2022م
  13. الحتروشي، سالم بن مبارك. الجغرافيا الطبيعة للسلطنة عمان. ط1، مجلس النشر العلمي، جامعة السلطان قابوس، مسقط: 2014م
  14. الحجري، هلال. عمان في عيون الرحالة البريطانيين. ترجمة: خالد البلوشي، دار الانتشار العربي، بيروت: 2012م
  15. الحفناوي، هالة. سيكولوجيا الأوبية: ماذا يحدث للمجتمعات عند نعرضها لوباء مفاجئ؟. مقالة نشرت في جوجل بتاريخ الثلاثاء 17 مارس 2020م
  16. الحضرمي، منير بن ناصر. بهجة المحل في أعلام نخل، نقلا من ندوة نخل عبر التاريخ
  17. الخنصوري، أمل بنت سيف. الأوضاع الصحية في عمان والساحل 1888 – 1975م. رسالة دكتوراه، قسم التاريخ، جامعة السلطان قابوس، يناير 2020م
  18. ابن رزيق حميد بن محمد. الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين. تحقيق عبد المنعم عامر ود. محمد مرسي عبد الله، ط5، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2001م
  19. الرازي، أبو بكر محمد بن زكريا. الحاوية في الطب. مراجعة د. محمد محمد إسماعيل، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت: 2000م
  20. الزهراوي، أبو قاسم خلف بن عباس. كتابالتصريف لمن عجز عن التأليف: المقالة الثلاثون. تحقيق الدكتور محمد عباس زكور، منشورات هيئة العامة السورية، للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق ب. ت.
  21. السالمي، عبد الله بن حميد. تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان.  ج2، مكتبة الاستقامة، مسقط: 1997م
  22. السالمي، محمد بن عبد الله. نهضة الأعيان بحرية عمان. ط1، القاهرة: ب. ت.
  23. السعدي، فهد بن علي. فهرس مخطوطات خزانة الشيخ حمد بن عبد الله بن حمد البوسعيدي بسمد الشأن. ط1، ذاكرة عمان، مسقط:1441هـ/2020م
  24. السعدي، فهد بن علي. معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية. ج2، ط 1، مكتبة الجيل الجديد، مسقط: 2007م 
  25. السعدي، فهد بن علي. فهرس مخطوطات خزانة الشيخ محمد بن سالم بن زاهر الرقيشي. ط1، ذاكرة عمان، مسقط: 2020م، مخطوط رقم 153
  26. سيد، عبد الباسط محمد. التداوي بالأعشاب والطب النبوي. ط2، دار نوبار، القاهرة: 2003م
  27. السيابي، صالح بن محمد بن سليمان. العمانيون والعلوم التجريبية: الطب والهندسة والفلك والملاحة. ط1، مكتبة السيدة فاطمة الزهراء، مسقط: 1439هـ/2018م
  28. السيفي، محمد بن عبد الله. النمير. ج1، مكتبة الأنفال، مسقط: 2009م
  1. ______. النمير. ج5، ط1، مسقط: 2012م
  2. ______. السلوى في تاريخ نزوى. ج1، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2017م
  3. الشامسي، حميد بن سلطان. نقل الأخبار في وفيات المشايخ وحوادث هذه الديار. تحقيق فالح حنظل، ط1، أبو ظبي: 1986م
  4. الشعيبي، عامر بن سليمان. ديوان الشيخ عامر بن سليمان الشعيبي.  تحقيق محمد بن حمد المسروري، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2009م
  5. الشيباني، سلطان بن مبارك والعيسري، محمد بن عامر. نوادر المخطوطات العمانية. ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2015م
  6. العبري، خميس بن راشد بن سعيد. شفاء القلوب من داء الكروب.2ج، ط1، مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، السيب:2010م
  7. العجمي، خليل بن عبد الله. الحياة العلمية في عمان خلال القرنين: 9-10هـ/15-16م. ط1، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مسقط: 2022م 
  8. العزري، ناصر بن حماد. إسهامات العمانيين في مجال الطب. بحث قدم لندوة إسهام العمانيين في العلوم التطبيقية، جامعة السلطان قابوس، المنعقدة في: 7 ديسمبر 2015م
  9. ابن عماد، شهاب الدين ابي الفلاح عبد الحي الحنبلي. شذرات الذهب في أخبار من ذهب. تحقيق محمود الأرناؤوط، ج1، ط2، بيروت: 1986م
  10. الغيلاني، حمود بن حمد بن محمد. ولاية صور. ط1، صور: 2009م
  11. الفجرية، شيخة. التراث الطبي العماني. نشرت المقال في عالم الثقافة بتاريخ 19 يونيو 2021م
  12. الفزاري، بشير بن عامر بن عبد الله. ديوان الفزاري. تحقيق مهنا بن خلفان الخروصي، ط1، مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، السيب: 2007م.
  13. الفزاري، بشير بن عامر بن عبد الله. مختصر في الطب. محطوطة بدار المحطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، رقم 1799 
  14. الفزاري، بشير بن عامر بن عبد الله، علي بن عامر بن عبد الله. منظومة في الطب. مخطوط بدار المخطوطات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط، مخطوط رقم 4047
  15. ابن القيم الجوزية، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي. الطب النبوي. دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض: 1433هـ.
  16. أبو كبدة، ايمان بشير. علاج الأمراض بالأعشاب. ب. ت.
  17. ابن كثير، أبو الفداء الحافظ إسماعيل. البداية والنهاية. ج7، مكتبة المعارف، بيروت: 1992م
  18. الكندي، خالد بن سليمان. أنباء الشفاه وأعلام الرواة. ج1، ص: 6 – 7 نقلا عن ندوة نخل عبر التاريخ، ط 1، المنتدى الأدبي، مسقط:2016م
  19. الكندي، خالد بن سليمان، الحضرمي، منير بن ناصر. أعلام نخل. بحث نشر ضمن أبحاث ندوة نخل عبر التاريخ، ط1، المنتدى الأدبي، مسقط: 2016م
  20. كنعان، أحمد محمد. المنهج الوفائي في الإسلام. عالم الفكر، ج28، العدد 1، الكويت يوليو/سبتمبر 1999م، ص: 9 - 40
  21. لوريمر، جي. جي. دليل الخليج العربي وعمان واواسط الجزيرة العربية. القسم التاريخي، ج2، ط1، الدار العربية للموسوعات، بيروت: 2013م
  22.  المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. تعداد 2020: المؤشرات الرئيسية لنتائج التعداد الإلكتروني للسكان والمساكن والمنشآت 2020. مسقط: ديسمبر 2020م
  23. المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. الكتاب الإحصائي السنوي 2020. الإصدار رقم 49، مسقط: اعطس 2021م
  24. مداد، أحمد بن مداد بن عبد الله. خزانة العباد من أجوبة أحمد بن مداد. مخطوط بدار المخطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، رقم المخطوط 2080
  25. المنتدى الأدبي، من أعلام الطب في عمان في القرنين التاسع والعاشر الهجريين. ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط:2008م
  26. المعدي، عمر بن سعيد. منهاج العدل. ج1، مخطوط بدار المخطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، رقم المخطوط 1239
  27. منصور، زينب. معجم الأمراض وعلاجها، ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمّان: 2010م
  28. مجهول، كتاب في الطب، بدار المخطوطات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط في 20 صفحة مخصص لعلاج الحصبة والجدري، مخطوط رقم 1779، نسخه مسعود بن صالح بن مسعود بن رمضان في عام 1109هـ
  29. مجهول، أوصاف علاجات تجبير الكسور. مخطوط بدار المخطوطات وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مخطوط رقم 1810
  30. ابن هاشم، راشد بن عميرة. فاكهة ابن السبيل. 2ج، ط2، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1984م.
  31. ابن هاشم، راشد بن عميرة. رسالة في الكي بالنار ورسمه وهيئة آللاته الحديدية. مخطوطة بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بالسيب رقم المخطوط: 1237.
  32. ابن هاشم، راشد بن خلف. منظومة زاد الفقير وجبر الكسير بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بالسيب، مخطوط رقم 1815، ونسخت في يوم الأربعاء ربيع الثاني 942هـ/أكتوبر 1535م، وناسخها قاسم بن أحم بن قاسم للشيخ عمر بن سعيد المعد. وكان مؤلفها انتهى من تأليفها في جمادى 934هـ/يناير 1528م.
  33. الهنائي، ناصر بن علي بن مطر. الأسرار في فوائد عروق الأشجار. مخطوط بدار المخطوطات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط، مخطوط رقم 2125م
  34. الهوني، فرج محمد. تاريخ الطب في الحضارة العربية الإسلامية، ط1، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، بنغازي: 1986م
  35. واتس، شلدون. الأوبئة والتاريخ: المرض والقوة والامبريالية. ترجمة أحمد محمود عبد الجواد، مراجعة عماد صبحي، ط1، المركز القومي للترجمة، القاهرة: 2010م
  36. Baily, R. w. (edited). Records of Oman (1867-1946). voles 3-4, 11, London: 1988
  37. Burdett, Anita. Records of Oman (1961-1971). London: 1997, 2003.

 

 

المصدر: خزانة الشيخ محمد بن ذياب الشهومي

 


 


[1] الحتروشي، سالم بن مبارك. الجغرافيا الطبيعة للسلطنة عمان. ط1، مجلس النشر العلمي، جامعة السلطان قابوس، مسقط: 2014م، ص: 28

[2] المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. تعداد 2020: المؤشرات الرئيسية لنتائج التعداد الإلكتروني للسكان والمساكن والمنشآت 2020. مسقط: ديسمبر 2020/ ص: 12

[3] المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. الكتاب الإحصائي السنوي 2020. الإصدار رقم 49، مسقط: اعطس 2021، ص: 62

[4] لمزيد من المعلومات عن الأوبئة في العالم انظر: واتس، شلدون. الأوبئة والتاريخ: المرض والقوة والامبريالية. ترجمة أحمد محمود عبد الجواد، مراجعة عماد صبحي، ط1، المركز القومي للترجمة، القاهرة: 2010م

[5] منصور، زينب. معجم الأمراض وعلاجها، ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمّان: 2010، ص:528

[6] الشامسي، حميد بن سلطان. نقل الأخبار في وفيات المشايخ وحوادث هذه الديار. تحقيق فالح حنظل، ط1، أبو ظبي: 1986م، ص: 25

[7] ابن رزيق حميد بن محمد. الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين. تحقيق عبد المنعم عامر ود. محمد مرسي عبد الله، ط5، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2001م، ص: 472.

[8] البوسعيدي، راشد بن خميس بن عيسى البو سعيدي (كان حياً في عام 1248هـ/1832م). قيد وصفة طبية على الجزء الثاني من كتاب جامع الأحكام تأليف محمد بن جعفر الأزكوي. انظر: فهرس مخطوطات خزانة الشيخ حمد بن عبد الله بن حمد البوسعيدي بسمد الشأن. صنعه فهد بن علي بن هاشل السعدي، ط1، ذاكرة عمان، مسقط:1441هـ/2020، ص: 80-81

[9] السيفي، المرجع السابق، ج5، ص: 265

[10] السيفي، محمد بن عبد الله. النمير. ج1، مكتبة الأنفال، مسقط: 2009، ص: 256-257

[11] الحارثي، محمد بن عبد الله. موسوعة يوميات، ج1، ص: 393

[12] الحارثي، محمد بن عبد الله. موسوعة يوميات المقيمية في الخليج والوكالة السياسية في مسقط. ج2، ط ا، المنظمة العربية للترجمة، بيروت: 2022م، ص: 31

[13] الحارثي، محمد بن عبد الله. موسوعة يوميات، ج2، ص: 32

[14] السالمي، محمد بن عبد الله. نهضة الأعيان بحرية عمان. ط1، القاهرة: ب. ت. ص: 254

[15] هو محمد بن ذياب بن سعيد الشهومي (1275هـ/1858م – 1347هـ/1928م). ولد في قرية بلاد الشهوم من أعمال ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، ونشأ به وتعلم على يد والده، كان إماماً وخطيبا وأديبا، كان مصلحاً في قريته، ويحكم بينهم في الخلافات التي تقع فيما بينهم، له مراسلات مع معاصريه من العلماء والشيوخ في موضوع الدنيا والآخرة. كان محبا للكتب، وأنشأ مكتبة تحتوي على الكتب المطبوعة والمخطوطة، انطر: السعدي، معجم شعراء الإباضية. ط1، مكتبة الجيل الواعد، مسقط: 2007م، ص: 313

[16] افادني عن هذه الرسالة حمد بن ذياب البشهومي أحد أحفاد الشيخ محمد بن ذياب بن سعيد الشهومي خلال وجودنا في ندوة محافظة الظاهرة 21 – 22 مارس 2022م.

[17] منصور، زينب. معجم الأمراض وعلاجها، ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمّان: 2010، ص:272

[18] ابن رزيق، المصدر السابق، ص: 365

[19] السالمي، عبد الله بن حميد. تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان.  ج2، مكتبة الاستقامة، مسقط: 1997م، ص: 313 -314

[20] الكندي، خالد بن سليمان، الحضرمي، منير بن ناصر. أعلام نخل. بحث نشر ضمن أبحاث ندوة نخل عبر التاريخ، ط1، المنتدى الأدبي، مسقط: 2016م، ص: 94

[21] الحارثي، محمد بن عبد الله. موسوعة يوميات، ج 1، ص: 418

[22] الشعيبي، عامر بن سليمان. ديوان الشيخ عامر بن سليمان الشعيبي.  تحقيق محمد بن حمد المسروري، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2009م، ص: 71-72

[23] الخنصوري، أمل بنت سيف. الأوضاع الصحية في عمان والساحل 1888 – 1975م. رسالة دكتوراه، قسم التاريخ، جامعة السلطان قابوس، يناير 2020م، ص: 65

[24] السيفي، محمد بن عبد الله. النمير. ج5، ط1، مسقط: 2012ص:482

[25] الشامسي، المصدر السابق، ص: 63

[26] الحارثي، محمد بن عبد الله. موسوعة يوميات المقيمية في الخليج والوكالة السياسية في مسقط. ج2، ط ا، المنظمة العربية للترجمة، بيروت: 2022م، ص: 31

[27] الكندي، خالد بن سليمان. أنباء الشفاة وأعلام الرواة. ج1، ص: 6 – 7 نقلا عن ندوة نخل عبر التاريخ، ص: 81

[28] الخنصوري، المرجع السابق، ص: 66

[29] السيفي، النمير. ج5، ط1، مسقط: 2012، ص: 488

[30] الحارثي، موسوعة يوميات، ج2، ص: 162

[31] الخنصوري، المرجع السابق، ص: 67

[32] منصور، معجم الأمراض، ص:632

[33] لوريمر، جي. جي. دليل الخليج العربي وعمان واواسط الجزيرة العربية. القسم التاريخي، ج2، ط1، الدار العربية للموسوعات، بيروت: 2013، ص: 86

[34] الخنصوري، المرجع السابق، ص: 16.

[35] نفس المرجع، ص: 59

[36] الحارثي، موسوعة يوميات، ج2، ص: 27

[37] نفس المرجع، ص: 35

[38] الحارثي، موسوعة يوميات، ج2، ص: 130 - 131

[39] مجهول، كتاب في طب لمجهول في 20 صفحة مخصص لعلاج الحصبة والجدري. مخطوط بدار المخطوطات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط مخطوط رقم1779

[40] منصور، معجم الأمراض، ص:461

[41] منصور، معجم الأمراض، ص:358

[42] منصور، معجم الأمراض، ص:681

[43] منصور، معجم الأمراض، ص:274

[44] هناك إشارات عديدة عن هذه الأوبية ذكرتها التقارير البريطانية السنوية انظر:

Baily, R. w. (edited). Records of Oman (1867-1946). voles 3-4, 11, London: 1988

Burdett, Anita. Records of Oman (1961-1971). London: 1997, 2003.

 

[45] عرموش، هاني. الأمراض الشائعة والتداوي بالأعشاب. ط3، دار النفائس، بيروت: 1998م، ص:54 - 106

[46] نفس المرجع، ص:147 - 162

[47] نفسه، ص:177 - 194

[48] نفسه، ص:121 وما بعدها

[49] الرازي، أبو بكر محمد بن زكريا. الحاوية في الطب. مراجعة د. محمد محمد إسماعيل، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت: 2000م، ص: 5-364

[50] لمزيد من المعلومات انظر: سيد، عبد الباسط محمد. التداوي بالأعشاب والطب النبوي. ط2، دار نوبار، القاهرة: 2003م؛ أبو كبدة، ايمان بشير. علاج الأمراض بالأعشاب. ب. ت.

[51] الآية رقم 51، من سورة التوبة

[52] الآية رقم 195 من سورة البقرة.

[53] ابن كثير، أبو الفداء الحافظ إسماعيل. البداية والنهاية. ج7، مكتبة المعارف، بيروت: 1992م، ص: 78 - 80

[54] ابن عماد، شهاب الدين ابي الفلاح عبد الحي الحنبلي. شذرات الذهب في أخبار من ذهب. تحقيق محمود الأرناؤوط، ج1، ط2، بيروت: 1986م، ص: 166

[55] البخاري، صحيح البخاري، رقم الحديث: 5729؛ مسلم، صحيح مسلم، رقم الحديث 2219

[56] البطاشي، سيف بن حمود. أتحاف الأعيان. ج2، ط4، مكتبة السيد محمد بن حمد البوسعيدي، السيب: 2016، ص: 104

[57] البطاشي، اتحاف الأعيان. ج2، ص: 105 - 106

[58] العجمي، خليل بن عبد الله. بدار المخطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، رقم المخطوط1239

 الحياة العلمية في عمان خلال القرنين: 9-10هـ/15-16م. ط1، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مسقط: 2022م، ص: 269.

[59] مداد، أحمد بن مداد بن عبد الله. خزانة العباد من أجوبة أحمد بن مداد. مخطوط بدار المخطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، رقم المخطوط 2080، ص: ؛ العجمي، الحياة العلمية، ص:270

[60] المعدي، عمر بن سعيد. منهاج العدل. ج1، مخطوط بدار المخطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، رقم المخطوط1239، ص:80، ص: 82 

[61] العبري، خميس بن راشد بن سعيد. شفاء القلوب من داء الكروب.2ج، ط1، مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، السيب:2010.

[62] الأزدي، أبو محمد عبد الله بن محمد الصحاري (ت: 456هـ). كتاب الماء. تحقيق هادي حسن حمودي، 3ج، ط2، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2015م، ص: 7-70 مقدمة المحقق.

[63] البطاشي، اتحاف الأعيان. ج2، ص: 289 -295

[64] البطاشي، اتحاف الأعيان. ج2، ، ص: 256 - 287

[65] البطاشي، اتحاف الأعيان. ج2، ص: 265 - 287

[66] الفزاري، بشير بن عامر بن عبد الله. ديوان الفزاري. تحقيق مهنا بن خلفان الخروصي، ط1، مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي، السيب: 2007م.؛ البطاشي، أتحاف الأعيان، ج2، ص: 244- 251؛ البوسعيدي، حمد بن سيف. قلائد الجمان في أسماء بغض شعراء غمان. ط1، مسقط: 1993م، ص:93 - 95

[67] ابن هاشم، راشد بن خلف. منظومة زاد الفقير وجبر الكسير بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بالسيب، مخطوط رقم 1815، ونسخت في يوم الأربعاء ربيع الثاني 942هـ/أكتوبر 1535م، وناسخها قاسم بن أحم بن قاسم للشيخ عمر بن سعيد المعد. وكان مؤلفها انتهى من تأليفها في جمادى 934هـ/يناير 1528م.

[68] البطاشي، اتحاف الأعيان. ج2، ص: 244 - 250

[69] البطاشي، سيف بن حمود. أتحاف الأعيان. ترتيب د سعيد بن محمد الهاشمي ج3، ط4، مكتبة السيد محمد بن حمد البوسعيدي، السيب: 2016، ص: 398

[70] البطاشي، أتحاف الأعيان، ج3، ص: 67

[71] مخطوطة ديوان الفزاري، بدار المخطوطات، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مسقط، مخطوط رقم 2261

[72] السعدي، فهد بن علي. فهرس مخطوطات خزانة الشيخ محمد بن سالم بن زاهر الرقيشي. ط1، ذاكرة عمان، مسقط: 2020م، مخطوط رقم 153

[73] الفزاري، بشير بن عامر بن عبد الله. محتصر في الطب. محطوطة بدار المحطوطات وزارة الثقافة والريضة والشباب، رقم 1799

[74] الفزاري، بشير بن عامر بن عبد الله، وعلي بن عامر بن عبد الله. منظومة في الطب. مخطوط بدار المخطوطات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط، مخطوط رقم 4047

[75] الإسماعيلي، مهنا بن محمد بن أجمد. مختصر في علم الطب. مخطوط بدار المخطوطات، فهرس المخطوطات: الطب والكيمياء، ج4، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2006م، مخطوط رقم1810، ص: 82

[76] الهنائي، ناصر بن علي بن مطر. الأسرار في فوائد عروق الأشجار. مخطوط بدار المخطوطات العمانية، وزارة التراث والثقافة، مسقط، مخطوط رقم 2125

[77] السيابي، صالح بن محمد بن سليمان. العمانيون والعلوم التجريبية: الطب والهندسة والفلك والملاحة. ط1، مكتبة السيدة فاطمة الزهراء، مسقط: 1439هـ/2018م، ص: 133

[78]  مخطوطة علم الطب الذي نسخه الشيح أبو محمد الصوافي بمكتبة الشيخ سالم بن حمد بن سليمان الحارثي بالمضرب محافظة شمال الشرقية.

[79] السيفي، السلوى، ج2، ص: 143

[80] السعدي، معجم الفقهاء، ج2، ص:119-120

[81] السيفي، محمد بن عبد الله. السلوى في تاريخ نزوى. ج1، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2017م، ص:371-372

[82] الحارثي، سعيد بن حمد بن سليمان. اللؤلؤ الرطب. ط1، مسقط: 1985م، ص: 141 وما بعدها

[83] الكندي، خالد بن سليمان، الحضرمي، منير بن ناصر. أعلام نخل. بحث نشر ضمن أبحاث ندوة نخل عبر التاريخ، ط1، المنتدى الأدبي، مسقط: 2016م، ص: 81. 

[84] العزري، ناصر بن حماد. إسهامات العمانيين في مجال الطب. بحث قدم لندوة إسهام العمانيين في العلوم التطبيقية، جامعة السلطان قابوس، المنعقدة في: 7 ديسمبر 2015م، ص: 3

[85] كنعان، أحمد محمد. المنهج الوفائي في الإسلام. عالم الفكر، ج28، العدد 1، الكويت يوليو/سبتمبر 1999م، ص: 9 - 40

[86] الأزرق، إبراهيم بن عبد الرحمن. تسهيل المنافع في الطب والحكمة. مخطوط بدار المخطوطات العمانية رقم 1792، نسخه محمد بن ناصر بن سليمان المعولي عام 1218هـ.

[87] الآية رقم 82 من سورة الإسراء

[88] الآية رقم 80 من سورة الشعراء

[89] الآية رقم 57 من سورة يونس

[90] الحديث أخرجه أبو داود في السنن في كتاب الطب تحت رقم 3874؛ والطبراني في المعجم الكبير 24/254؛ والبيهقي في السنن الكبرى 10/6؛ والهيثمي في مجمع الزوائد 5/89

[91] الصراط، محمد بن عبد الله. ضوابط صناعة الدواء في الشريعة الإسلامية. مجلة جامعة الأنبار الإسلامية، العدد 49، السنة 12، المجلد 12، ص: 49

[92] انظر: سنن أبي داؤود ص: 698 الحديث رقم 3893؛ سنن الترمذي، ص:801، الحديث رقم 3528، سند الإمام أحمد، ج2، ص: 181، وحسَّنه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم: 701 

[93] أخرجه أبو داود: كتاب الطب، بابٌ في تعليق التَّمائم، برقم (3883)، وابن ماجه: أبواب الطب، باب تعليق التَّمائم، برقم (3530)، وأحمد في "المسند"، برقم (3615)، وقال مُحققوه: "صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لجهالة ابن أخي زينب، لكنَّه مُتابع كما سيرد، وبقية رجال الإسناد ثقات، رجال الشَّيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم"، وابن حبان في "صحيحه"، برقم (6090)، و"صحيح الجامع"، برقم: 1632

[94] ابن القيم الجوزية، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي. الطب النبوي. دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض: 1433هـ.

[95] الحضرمي، منير بن ناصر. بهجة المحل في أعلام نخل، ص:55، ص:57 نقلا من ندوة نخل عبر التاريخ، ص: 44

[96] السيفي، النمير، ج5، ص: 173

[97] الحارثي، صالح بن علي بن ناصر. عين المصالح في جوابات الشيخ صالح. جمعه ورتبه: أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين، تحقيق: أحمد بن سالم بن موسى الخروصي، ط1، ذاكرة عمان مسقط: 2017م، ص: 79

[98] اطفيش، امحمد بن يوسف. تُحفة الحِب فيأصل الطِب. تحقيق الحاج سليمان بن إبراهيم بزيز الوارجلاني، ط2، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2019م، ص: 50 -50

[99] الأزكوي، أبو جابر محمد بن جعفر. جامع الأحكام. ج2، مخطوط بخزانة الشيخ حمد بن عبد الله البوسعيدي، قرية الشريعة، ولاية المضيبي.

[100] البوسعيدي، راشد بن خميس بن عيسى البو سعيدي (كان حياً في عام 1248هـ/1832م). قيد وصفة طبية على الجزء الثاني من كتاب جامع الأحكام تأليف محمد بن جعفر الأزكوي، انظر: فهرس محطوطات خزانة الشيخ حمد بن عبد ا بن حمد البوسعيدي، ذاكرة عمان، مسقط:2020م، ص:80-81.

[101] الحديث في صحيح مسلم رقم2207 ورواه الصحابي جابر بن عبد الله

[102] الحديث في صحيح مسلم رقم 2208 ورواه الصحابي جابر بن عبد الله

[103] الحديث في صحيح البخاري رقم5356 في باب الشفاء في ثلاث، رواه ابن عباس

[104] ابن القيم الجوزية، الطب النبوي، ص: 104، ابن هاشم، راشد بن عميرة. فاكهة ابن السبيل. ج1، ط2، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط: 1984م، ص: 140 - 141

[105] الزهراوي، أبو قاسم خلف بن عباس. كتابالتصريف لمن عجز عن التأليف: المقالة الثلاثون. تحقيق الدكتور محمد عباس زكور، منشورات هيئة العامة السورية، للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق: ب. ت.  بدون أرقام للصفحات

[106] ابن هاشم، راشد بن عميرة. فاكهة ابن السبيل. ص: 140 - 141

[107] ابن هاشم، راشد بن عميرة. رسالة في الكي بالنار ورسمه وهيئة آلاته الحديدية. مخطوطة بمكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي بالسيب رقم المخطوط: 1237.

[108] المنتدى الأدبي، من أعلام الطب في عمان في القرنين التاسع والعاشر الهجريين. ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط:2008، ص:155

[109] الهوني، فرج محمد. تاريخ الطب في الحضارة العربية الإسلامية، ط1، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، بنغازي: 1986م، صفحات مختلفة من الكتاب

[110] الغيلاني، حمود بن حمد بن محمد. ولاية صور. ط1، صور: 2009، ص: 391 - 403

[111] مجهول، أوصاف علاجات تجبير الكسور. مخطوط بدار المخطوطات وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مخطوط رقم 1810

[112] المنتدى الأدبي، من أعلام الطب في عمان في القرنين التاسع والعاشر الهجريين. ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط:2008

[113] الشيباني، سلطان بن مبارك والعيسري، محمد بن عامر. نوادر المخطوطات العمانية. ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2015م، ص: 309

[114] نشرت الكاتبة شيخة مقالتها في عالم الثقافة بتاريخ 19 يونيو 2021م

[115] السعدي، فهد بن علي. معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية. ج2، ط 1، مكتبة الجيل الجديد، مسقط: 2007م، ص: 64-69

[116] الحفناوي، هالة. سيكولوجيا الأوبية: ماذا يحدث للمجتمعات عند نعرضها لوباء مفاجئ؟ مقالة نشرت في جوجل بتاريخ الثلاثاء 17 مارس 2020م.

[117] الحجري، هلال. عمان في عيون الرحالة البريطانيين. ترجمة: خالد البلوشي، دار الانتشار العربي، بيروت: 2012م، 426-427

[118]  الآية رقم 38 من سورة الأحزاب

[119] الآية رقم 35 من سورة الأنبياء

[120] الآية 216 من سورة البقرة