التعامل مع الأوبئة في عهد السلطان فيصل بن تركي (1898-1911م)
الباحث المراسل | أ. أماني بنت طالب بن هلال الحضرمية |
تاريخ نشر البحث :2024-01-15
المُقدِمة
تقف الدراسة على حِقْبَة مهمة في تاريخ الأوبئة بعُمان؛ إذ تناولت الأمراض الشائعة في فترة حكم السلطان فيصل بن تركي (1888-1913م)، وما تم اتخاذه من إجراءات وقائية لمقاومة هذه الأمراض بمساعدة القنصلية البريطانية في مسقط. وتهدفُ الدراسة إلى التعرف على موضوع الأمراض الشائعة في عهد السلطان فيصل بن تركي، ودور الوثائق في الكشف عن هذه الأمراض والإجراءات التي اتخذت، والجهود التي بُذلت في مكافحتها.
وتعتمد الدراسة على المنهج التاريخي، الذي "يصف ويسجل وقائع وأحداث الماضي ويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس منهجية وواقعية؛ للتوصل إلى حقائق ومعلومات تعين على فهم الحاضر على ضوء الماضي" ([1]). وقد درست الباحثة مجموعة من الوثائق المتعلقة بالأوبئة المنتشرة في عهد السلطان فيصل، المحفوظة لدى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
وتطرح الدراسة الأسئلة الآتية:
1ـ ما الأوضاع الصحية في عهد السلطان فيصل بن تركي؟
2ـ ما أنواع الأوبئة والأمراض المعدية في عهد السلطان فيصل الذي تعرضت لها الوثائق محور الدراسة؟
2ـ ما الجهود المبذولة في عهد السلطان فيصل بن تركي لمكافحة الأمراض المعدية؟
3ـ ما عوامل انتشار الأوبئة والأمراض في عهد السلطان فيصل؟
تعدّ الوثائق مصدراً حقيقياً لكتابة التاريخ والبحث فيه، فلا تاريخ بلا وثائق ودون شواهد أو أدلة مؤكدة، ومع نشؤ المدارس التاريخية الحديثة وتطورها لم يعد التاريخ حكايات وقصصا تُروى أو أساطير خارقة، بل أصبح ذاكرة حية للشعوب ومادة علمية غزيرة تحتاج للتعامل معها إلى أمانة متناهية ([2]). إذ تفيدنا الوثائق التي تمكنت الباحثة من الاطلاع عليها في:
- استخلاص الحقائق الجديدة في الكثير من المجالات.
- تقديم الوثائق مصدرا لمعلومات صحيحة ومؤكدة.
جـ. استنباط القواعد المقيّدة في الدواوين للكتاب والإنشاء.
د. الوصول إلى الأصول والنسخ والمسودات، وتحديد قيمة كل منها ودرجتها من الحجية والشرعية.
هـ. مَدّ الباحثين بنصوص صحيحة غير سقيمة([3]).
للوثائق أهمية كبرى في البحث العلمي، إذ تمثل رافداً من روافد الفكر والمعرفة، وتمد الباحثين بمعلومات قيمة ودقيقة، وتكشف الكثير من الحقائق. وتعدّ إضافة جديدة للمكتبة العمانية فيما يتعلق بطرق التعامل مع الأوبئة ومدى انتشارها في عهد السلطان فيصل. وتعد الوثائق جزءا مهما من التاريخ؛ لذا تتطلب فهم سياق نشأتها ومعرفة سياق موضوعها مثلما يأتي:
ـ السياق التاريخي للوثائق:
نشأت الوثائق محل الدراسة بين الأعوام (1315هـ -1898م/1329هـ -1911م). في هذه الحقبة التاريخية كان السلطان فيصل بن تركي حاكماً على عُمان في الفترة (1888-1913م).
ـ السياق الموضوعي للوثائق:
تتضمن الوثائق جملة من المراسلات مع وجود تَرْجمة لبعضها صادرة من قناصل بريطانيين في مسقط إلى السلطان فيصل بن تركي - سلطان مسقط وعمان - تتعلق بانتشار بعض الأمراض والأوبئة، أبرزها: الطاعون والكوليرا، والاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من انتشارها. وبعض هذه الوثائق مرممة خضعت للفرز، وبعضها تحمل اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
الأوضاع الصحية في عهد السلطان فيصل بن تركي.
لقد ظهرت بعض الأوبئة في عهد السلطان فيصل بن تركي خاصة في مسقط. وقد أوعز الكاتب علي البسام أسباب ذلك في قوله: "إلى ازدهار نشاط الملاحة البحرية في أواخر القرن التاسع عشر، فرغم أثر ذلك إيجابيًّا على نقل التجارة والأفراد والبريد، إلا أنه كان له أثر سلبي على الحالة الصحية للمجتمع في عُمان" ([4]).
بدأت الأمراض الوبائية تظهر في عُمان، مثل: الجدري والكوليرا والطاعون وغيرها؛ مما أدى إلى اتخاذ إجراءات وقائية لمقاومة وصول الأمراض إلى حدود الدولة؛ وذلك بمساعدة القنصلية البريطانية في مسقط، "إذ قامت المستعمرات البريطانية ببناء مركز طبي تحت إشراف طبيب الوكالة البريطانية، وهذا ما أدى إلى إعطاء الوكيل البريطاني "بيرسي كوكس" ([5]) الحق في تنظيم حركة السفن العمانية وتفتيشها، وقد تم استغلال التدخل في بعض الشؤون الداخلية للبلاد من خلف بناء هذا المركز"([6]).
وللتقليل من انتشار الأوبئة في عُمان؛ اتخذ السلطان فيصل إجراءات وقائية، "فوافق في عام 1897م على إصدار قانون -بالاتفاق مع لجنة مؤلفة من موظفين من القنصلية البريطانية وممثل السلطان- بمنع نزول الأشخاص والأدوات، غير البريد، من السفن التي تحمل المصابين أو المشتبه بهم، كما قررت اللجنة بدورها إنشاء حجر صحي بقرية تسمى (حرامل)([7]) بمسقط يُعزل فيها ركاب السفن؛ إذ تبدأ من تاريخ الوصول إلى مسقط مدة تسعة أيام"([8])، فيمنع مخالطتهم ويرسل الطعام إليهم بين وقت وآخر، ووفرَ لهم ما يحتاجون من مؤونةٍ وطعام، علاوة على تردد طبيب مع طاقم طبي بين فترة وأخرى. وأما عن سفن النقل فقد حذر السلطان أن مسؤولية تفريغها وإنزال شحنتها تقع على البحارة أنفسهم، ولا يسمح لأحد من عمّال الميناء بالصعود إلى السفن، خاصة السفن القادمة من (بومباي)([9]) (وكراتشي)([10]) واتخذت هذه الإجراءات على جميع الموانئ في السلطنة، وقد "رأت حكومة الهند أن مدة الحجر عشرة أيام، ولكن السلطان فيصل لم يوافق على ذلك، وقلّص المدة إلى 7 أيام في أوائل مايو 1897م، وعندما ظهر مرض الطاعون أول مرة في مسقط في أبريل عام 1899م أصبحت مدة الحجر 6 أيام"([11]).
ويتضح من ذلك أن الحكومة اتخذت بعض الإجراءات الاحترازية للحد من وصول الأمراض بما يتماشى والمصالح العمانية، إذ وجد السلطان أن مدة الحجر المعترف بها من قبل الحكومة الهندية عشرة أيام مدة كبيرة قد تؤثر على حركة النشاط التجاري والاقتصادي في البلاد؛ فأصدر تعليمات أن تكون سبعة أيام.
ويضيف الرحبي ([12]) أن السلطان فيصل وافق على إدخال التلقيح ضد وباء الكوليرا إلى مواطنيه، وكانت عملية ناجحة، وفي عام 1903م أصدر السلطان فيصل مرسوماً بإلزام الرعايا البريطانيين المقيمين في أرضيين السلطنة باتباع القواعد الصحية، وأوضحت التقارير تخوّف الأهالي وتذمرهم من مدة الحجر الصحي المفروض عليهم؛ مما أدى بهم إلى التهرب منه، وهذا ما أدى إلى هلاك أكثرهم وظهور الكوليرا مرة أخرى عام 1904م. وتعد عُمان من أوائل دول المنطقة التي اهْتمت بإنشاء مَراكز صحية، وبالأخص منذ نهاية القرن التاسع عشر في عهد السلطان فيصل بن تركي، إذ تم "افتتاح عدد من المؤسسات الصحية من بينها مستوصف ولجات التابع لمؤسسة بومباي الصحية، والمستشفى الخيري الذي افتتح عام 1910م، فقد أسهم السلطان في الدعوة إلى إنشائه، ومستشفى الإرسالية الأمريكية (السعادة) الذي افتتح عام 1913م، إذ كان مخصصًا للنساء، ومستشفى الطبيب طومس"([13])، وغيرها من المراكز.
إنجازات السلطان فيصل بن تركي في القطاع الصحي.
إن الأعمال التي اشتغل عليها السلطان فيصل بن تركي لمواجهة الظروف الصحية كان لها أثر كبير في الحد من انتشارها، ومن أهم الإنجازات التي تحققت في عهده ما يأتي:
1. مستشفى مسقط الخيري.
اهتم السلطان فيصل بتقديم أفضل الخدمات الصحية للأهالي في عُمان؛ إذ دعا في عام 1909م إلى اجتماع يضم أركان دولته والتجار، "وقد طالبهم بتقديم الدعم المالي لمشروع بناء مستشفى عام يقدم الخدمات الصحية لسكان مدينتي مسقط ومطرح والمناطق المجاورة لهما"([14]). وأوضحت التقارير والمخاطبات بداية فكرة إنشاء المستشفى باقتراح المقدم النقيب "نورمان سكوت" (جرّاج الوكالة في مسقط)، "وروبرت إرسكاين هولاند" (الوكيل السياسي من الإمبراطورية البريطانية) والقنصل في مسقط لإقامة مستشفى جديد في مسقط، ولقى الاقتراح دعم الضابط البحري الأول "فريدريك جودفرى بيرد" بعرضه مبلغا للتبرع، كما عرض مجلس الهند التبرع بمبلغ كبير للتمويل([15]).
تبرع (53) فرداً وأسرة وجهة من كافة أطياف المجتمع ([16])، وكان السلطان في مقدمة المتبرعين عن نفسه بمبلغ (5000روبية) وعن عائلته (1500روبية) وعن شقيقه السيد محمد بن تركي وأبنائه بمبلغ (5000روبية)، وتبرع الوكيل السياسي "هولاند اسك" بمبلغ (500روبية)، ثم كبار العرب والهنود والأوروبيين. وذكرت بعض التقارير "أن السيدة زمزم بنت محمد بن سالم تبرعت بمنزلها الواقع على ميناء مسقط لبناء المستشفى الخيري الجديد، وشهد على ذلك السيد علي بن حمود([17]). "قدر ثمن إنشاء المستشفى حوالي ستين ألفاً وسبعمائة روبية ـ (38 ألف روبية) من طريق التبرعات الأهلية، وتبقى حوالي (22 ألف روبية) تكفلت به حكومة الهند البريطانية"([18]). وتم افتتاح مستشفى مسقط الخيري عام 1910م، وهو أول مستشفى بُني على النمط الحديث في عُمان، إذ كان له دور إيجابيًّا في تقديم الخدمات العلاجية وإجراء العمليات الجراحية للسكان، فقد تناولت إحدى الوثائق طلب السلطات البريطانية من السلطان فيصل السماح بنقل سجينين إلى المستشفى للعلاج([19]). أيضاً يقدم المستشفى التطعيم ضد الأمراض الوبائية بأنواعها، كما أسهم في رفع الوعي الصحي للمجتمع العماني بتقديم إرشادات طبية.
2. الحجر الصحي (الكرنتينه).
كانَ للحجر الصحي دور كبير وفعّال في التصدي للعديد من الأمراض الوبائية الفتاكة، التي حصدت أرواح الملايين من البشر على مر العصور التاريخية؛ فاتجهت حكومات الدول إلى فرض الإجراءات التقليدية، مثل: العزل والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي؛ حفاظاً على الصحة العامة وصون الحياة من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية.
ويعتقد كثيرون أن الحجر الصحيِ فكرة جديدة جَاءت مع تطور العلم وسبل الوقاية، ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن أول من طبق فكرة العزل أو الحجر الصحي جمهورية تدعى قديما (راجوز) تقع جنوب كرواتيا، الواقعة على الساحل الأدرياتيكي([20])، إذ يزدحم ميناؤها بالسفن والسلع ويستقطب التجار من جميع أنحاء العالم، وعندما تفشى الطاعون في القرن 14 الميلادي وخشيَ ملك الجمهورية من الموت المقبل إليهم؛ أصدروا قانوناً ينص على وضع التجار والبحارة والسلع القادمة من المناطق الموبوءة بالطاعون في غرف للحجر الصحي شهرًا، واختاروا ثلاث جزر خارج أسوار المدينة ليقضي القادمون إلى الجمهورية فترة الحجر فيها، إلّا أنها لم تكن مهيأة للعيش؛ لذا رأت السلطات بناء أكواخ خشبية، ثم تطورت في منتصف القرن الخامس عشر، لتصبح مرافق صحية متكاملة محاطة بأسوار عالية وحرس لمنع هروب المحجورين، ووفروا لهم العديد من الخدمات مثل: أطباء لخدمة المرضى، وكهنة للعناية بالنواحي الروحية، وحلاقين للعناية بنظافة المحجورين ومظهرهم، كما لم ينسوا حفار القبور([21]).
لقد سنوا قوانين صارمة وعقوبات مشددة بالسجن لكُل من يخالف نظام الحجر، ففي البداية كانت مدة الحجر شهراً، وتم تمديدها إلى 40 يوما؛ لاعتقادهم بعدم كفايتها لاحتواء المرض، ومن هنا أخذ الحجر الصحي اسمه "(الكورنتينه أو الكرنتينه) المشتقة من الكلمة الإيطالية "كورانتين" ومعناها الرقم (40)، وقد أثبتت تلك الأربعون يوما فاعليتها، وتبين لاحقاً أن مدة الإصابة بالطاعون الدبلي تصل إلى 37 يوماً؛ لذا انخفضت نسبة الإصابة بالطاعون بشكل كبير، واليوم تستخدم مرافق الحجر الصحي للتسلية والاستجمام"([22]).
ولهذا فالحجر الصحي في عُمان لم يكن وليد اللحظة، بل أشار إلى هذا الموضوع عدد من المراجع الحديثة والوثائق في أن السلطان فيصل بن تركي سارع إلى تشكيل لجنة للتعامل مع مرض الطاعون عام 1898م، إذ قرر إنشاء حجر صحي بقرية حرامل في مسقط، وفرض الحجر الصحي مدة تسعة أيام على السفن القادمة إلى مسقط ومطرح([23]).
ومن الأسباب التي دعت لاختيار قرية حرامل للحجر الصحي طبيعتها الجغرافية في كونها قرية ساحلية صغيرة تحيط بها الجبال من ثلاث جهات والبحر من الجهة الرابعة، وسهولة الوصول إليها من مسقط، إذ تبعد عن ميناء مسقط تقريبا ميلاً ونصف الميل، فهي قريبةً من مركز المدينة، علاوة على سهولة السيطرة عليها ومراقبتها، بالإضافة إلى وجود عدد قليل جداً من السكان. وبعض المراجع تقول إن تسميت حرامل بهذا الاسم نسبة إلى نوع من المرجان يطلق عليه حرمل يلفظه البحر عند الجزر([24]). وتحتوي غرف الحجر الصحي على عدد كبير من النوافذ للسماح بدخول الهواء، وتوجد مجموعتين من غرف الغزل: واحدة للرجال والثانية للنساء والأطفال ويطلق عليها (الكرتينات)، وهي غرف مبنية من الطين تقع بجوار الجامع الحالي مقابل البحر([25]). وذكر الكاتب الرحبي أن المبنى بقي حتى أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، إذ تهدم بسبب الأجواء المناخية. "وقد ذكر سليمان المجيني، أحد سكان القرية، أن أجداده يسردون لهم تاريخ القرية في الحجر الصحي والآثار بقيت حتى أواخر عام 1982م([26]).
الأوبئة التي انتشرت في عهد السلطان فيصل بن تركي:
انتشرت في عُمان العديد من الأمراض الوبائية، ويُقصد بالوَبَاءُ (Epidemic) حسب تعريف منظمة الصحة العالمية أنه حالة انتشار لمرض معين، إذ يكون عدد حالات الإصابة أكبر مما هو متوقع في مجتمع محدد أو مساحة جغرافية معينة أو موسم أو مدة زمنية. وقد يحدث الوباء في منطقة جغرافية محصورة أو يمتد إل دول عدة، وقد يستمر لأيام أو سنوات عدة.
عانى العُمانيون منذ القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين من العديد من الأمراض؛ فهناك أمراض: الجذام والحصبة والملاريا والسل وغيرها، وقد شهدت مدة حكم السلطان فيصل بن تركي انتشار العديد من الأوبئة الخطيرة الفتّاكة التي أزهقت أرواح الملايين من البشر، أبرزها الطاعون والكوليرا.
1. الكوليرا (Cholera).
الكوليرا أو الهيضة([27]) هي "عدوى معوية حادة تنشئ بسبب تناول الأطعمة أو شرب الماء الملوث، وتسبب الإصابة بإسهال وجفاف شديد ولها فترة حضانة قصيرة، وإذا لم يتم علاجها؛ فأنها يمكن أن تكون قاتله في ساعات"([28]). وقد تم القضاء على المرض في البلدان الصناعية بإنشاء شبكات الصرف الصحي ومعالجة المياه، ولكن حسب المؤشرات الصادرة من منظمة الصحة العالمية فالمرض لا يزال موجوداً في أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
بينما انتشرت الكوليرا في القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم؛ انطلاقًا من منشئها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند، إلى تطورها ونشوب ست سلالات من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في العالم. "وتستوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان"([29]).
تعرضت عُمان لوباء الكوليرا في أكثر من مرحلة تاريخية، منها ما حدث عام 1821م، الذي كان له الأثر البالغ في شتى مجالات الحياة، وسنقف عند هذا المحور مع أهم ظهور لهذا المرض في التاريخ العُماني، وإعطاء نبذة عن كل لحظة تاريخية له.
كانت بداية ظهور وباء الكوليرا في عام 1899م بمطرح؛ إذ وفد إليها جماعة من البلوش القادمين من جوادر([30])، وقد أصاب الآلاف من السكان، وبلغ عدد الوفيات 700 شخص من سكان مطرح ومسقط ([31]). بعدها أخذ المرض في الانتشار في القرى والمدن القريبة، "ووصل عدد المصابين يوميًا أكثر من 300 شخص"([32]).
وتؤكد تقارير الوكالة السياسية في مسقط لشهر أكتوبر 1899م على أن مرض الكوليرا أصاب عددا كبيرا من سكان مطرح؛ نتيجة هروب عدد من بلوش جوادر من الحجر الصحي الذين أسهموا في نشر المرض بين سكان مطرح بالتحديد في قرية "جبروه"([33]) إذ هربوا من طريق السفن البريد البخارية ([34]) وبلغ عدد حالات الوفاة 135 شخصاً، ثم أخذ الوباء بالظهور في قرى الداخل سرور([35]) والحاجر([36])([37])، إذ انتقل إلى هناك من طريق القوافل العائدة من مطرح، وأثار الاجتياح المفاجئ للمرض مخاوفة السكان ففرّوا في كل الاتجاهات حتى انتقل المرض إلى ولاية سمائل .
بلغ العدد الإجمالي للإصابات في مسقط ومطرح في عام 1899م ما يقرب من 1339 إصابة معلنٌ عنها، فقد سجلت 449 إصابة في مسقط وحدها، أما إجمالي الإصابات في مطرح ما يقارب 890 إصابة، وهذا المعدل يعد الأعلى بسبب الكثافة السكانية([38]).
وفي عام 1904م ظهر وباء الكوليرا مرة أخرى في عُمان؛ إذ أشارت التقارير البريطانية إلى انتشاره في المناطقة الداخلية بعُمان؛ مما تسبب في نزوح عدد كبير من الأهالي تجاه مسقط، وقد قدرت الإصابات 14 ألف حالة في كل من وادي سمائل ووادي الفرع([39]) وموانئ ساحل الباطنة، وفي مسقط قُدرت حالات الوفاة 43 حالة، وفي مطرح 12 حالة فقط([40]). وقد كان السلطان فيصل بن تركي وجراح الوكالة حازمين في تطبيق الحجر الصحي للقادمين من الداخل؛ مما أدى إلى انخفاض حدة انتشار الوباء، إضافة إلى تجاوب أغلب الناس مع الحجر الصحي ([41]). ولقد أظهرَ التقرير الإداري للخليج أن المرض تركز بصورة أكبر بين البلوش الذين جاؤوا من جوادر؛ لأن أغلبهم من الفئات الفقيرة التي تعيش في منازل بسيطة تفتقر إلى الشروط الصحية من تهوية وإضاءة وشبكات الصرف الصحي([42]).
اجتاحت عُمان موجة أخرى من وباء الكوليرا في عام 1910م، وقد تناولتها تقارير القنصليات البريطانية في مسقط بالتفصيل، موضحة جهود السلطان فيصل في تفادي الوباء، وأشار التقرير إلى وفاة 4 أشخاص في مسقط، وكان الوباء -هذه المرة- قليل التأثير، ولم يدم طويلاً ([43])؛ وذلك بسبب الخبرة المكتسبة في التعامل مع هذه الأزمة بعد تكرار اجتياحها، وترسيخ ثقافة الالتزام بالحجر الصحي في المجتمع العُماني، لا سيما في مسقط، وإلزام جميع قائدي السفن والركاب المسافرين بتصريح أو شهادة موضح فيها تاريخ سفرهم من مسقط إلى مناطق الخليج العربي الأخرى وذكر مدة انتشار الوباء ([44]).
2. الطاعون (plague)
الطاعون مرض جرثومي معدي تسببه بكتيريا حيوانية تدعى اليرسنية الطاعونية، وعادة ما توجد في الثدييات الصغيرة، وهي: الفئران أو القوارض، "وينتقل المرض بين الحيوانات من طريق البراغيث، ويمكن أن ينتقل ـ أيضًا ـ من الحيوانات إلى البشر من طريق لدغة البراغيث أو مباشرة لسوائل الجسم المعدي أو المواد الملوثة أو استنشاق الهواء المنبعث من الجهاز التنفسي من فم المريض المصاب بالطاعون الرئوي([45]).
رجحَ الباحثون والعلماء نشوء الطاعون في آسيا الوسطى وشرق آسيا، قبل انتقاله إلى مناطق أخرى من العالم، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وبيرو، وهي البلدان الثلاثة الرئيسة الموبوءة بالمرض "وقد شهد العالم ثلاثة أوبئة عالمية أصابها الطاعون في أعوام (541 و1347 و1894م)"([46]).
ظهر وباء الطاعون في الهند عام 1897م، إذ أرسل الميجر "فيجن" القنصل البريطاني في مسقط إلى السلطان فيصل بن تركي يعلمه بوصول رسالة من مسؤول ساحل مكران في انتشار الطاعون، ويطلب منه المساعدة وإصدار أمر من جلالته بإرسال طبيب ماهر إلى جوادر للإشراف على إجراءات الحجر الصحي ([47])؛ مما دعاء السلطان فيصل تطبيق الحجر الصحي على السفن القادم من الهند (بومباي وكراتشي) مكان انتشار المرض؛ وذلك بمساعدة القنصلية البريطانية في مسقط، " فوافق في 13 يناير 1897م على إصدار قانون صاغته لجنة مؤلفة من الموظفين البريطانيين وممثل السلطان يطبق في مسقط وجوادر"([48]).
كما انتشر مرض الطاعون بصورة سريعة في شهر مايو 1898م في كراتشي؛ لذا طلب السلطان فيصل من الميجر "فيجن" المساعدة في تنظيم الكرنتينه لكثرة أعداد المصابين بهذا المرض في مدينتي مسقط ومطرح، وكان يتعين على السلطان دفع الأموال للمرضى المشتبه بإصابتهم بالأعراض المعدية، فقد بعث الميجر" فيكن" رسالة للسلطان بالمصاريف التي أنفقها العقيد "جايكار" جراح الوكالة البريطانية لعلاج المرضى المحتجزين في الكرنتينه في منتصف عام 1899م، المقدرة بـ 62 روبية 6 أناث 9 بايات ([49]). وقد كانت وطأة المرض أشد على مدينة مسقط في مارس 1900م، إذ سجل 343 شخصا عدد حالات الوفاة ([50]). بينما كانت آثار المرض أقل في مطرح، جُند الطبيب الجراح في الوكالة لإدارة الصرف الصحي لاتخاذ التدابير اللازمة في أكتوبر من نفس العام، ووافق السلطان فيصل على إدخال نظام التطعيم ضد وباء الطاعون([51]). وفي يوليو عام 1903م صدر بيان بموجب مرسوم 1867 يقضي بإلزام جميع الرعايا البريطانيين المقيمين في عُمان بالتقيد بالإجراءات الصحية([52]). وبتاريخ 29 ديسمبر 1903م أرسل وكيل وقنصل كوكس رسالة إلى السلطان يخبره أن مدينة بسنى([53]) لا يوجد بها كرنتينه، وهي قرية صغيرة ليست مثل مسقط، كذلك حدثت الأسبوع الماضي إصابات في كراجي بلغت 59 حادثة؛ لذا أظهر تخوّفه ما إذا رفعت الكرنتينه من مسقط سوف يتوافد إليها الفقراء والمساكين من كراجي بأعداد كبيرة([54]).
وقد عاد المرض إلى الظهور في عامي 1909م و1911م؛ ولكن لم توثق أعداد الضحايا الذي خلفها، واختفى المرض في الثلاثينيات من القرن العشرين من أغلب دول العالم. "وذكر قنصل الولايات المتحدة في زنجبار في خطابه بتاريخ 1 فبراير 1900م أن زنجبار معرضة لخطر وصول المرض إليها من مطرح؛ بسبب التواصل المستمر والصلة الوثيقة بين مطرح وزنجبار بسبب العرب"([55]).
3. الجدري (Smallpox)
لم تذكر الوثائق، التي أتيح للباحثة الاطلاع عليها، مرض الجدري رغْم انتشاره في فترة موضوع الدراسة؛ وذلك لوجوده منذ آلاف السنين.
الجدري مرض مُعْدٍ حاد، يسببه فيروس الجدري، وهو عضو في فصيلة الفيروسية الجدرية. وهو واحد من أكثر الأمراض المخيفة في العالم؛ حتى تم استئصاله بواسطة برنامج التلقيح العالمي التعاوني الذي تقوده منظمة الصحة العالمية([56]).
ويُعتقد أن الجدري نشأ في الهند أو مصر قبل 3000عام؛ وذلك عند العثور على مومياء مصرية مصابة به (وهي مومياء الفرعون رمسيس الخامس ت: 1157 ق. م) فقد ظهرت فيها بعض النتوءات البشرية على جلده. وفي وقت لاحق انتشر المرض على طول طرق التجارة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، "فتم توثيق أوصاف المرض في الصين في القرن الرابع، وفي الهند ومنطقة البحر الأبيض المتوسط في القرن السابع الميلادي، أما جنوب غرب آسيا ففي القرن العاشر"([57]).
ويُعد الجدري من الأمراض الوبائية التي عرفتها البشرية منذ آلاف السنين، وقد انتشر المرض في جوادر في الفترة من مارس إلى مايو عام 1892م، وازداد انتشاره بسبب رفض "الخوجات"([58]) "والهندوس"([59]) المصابين عزل أنفسهم عن الأصحاء، "وتسبب المرض في هلاك أكثر من 6000 شخص"([60]).
وقد حدثت إصابات كثيرة لعدد من الشخصيات العُمانية البارزة في شوال سنة 1313هـ /1896م، عندما أصيب به سعيد بن حمد الراشدي([61]) الذي توفي في ميناء بولاية مطرح من العمر ستة وعشرون سنة، وكان قاصداً حج بيت الله الحرام، فأصابه المرض قبل الذهاب إلى الحج. وفي سنة 1897م توفي جاره حمد بن سيف بن سعيد البوسعيدي، الذي كان قاصداً الذهاب لأداء مناسك الحج أيضا، إذ كان سفره من طريق البحر مروراً بساحل الهند فأصابه المرض بالميناء وتوفى في بومباي بالهند([62]). ويمكن القول إن تراوح ظهوره بين عامي 1900- 1908م، حسب ما جاء في أبيات قصيدة الشاعر عامر بن سليمان الشعيبي المعروف بالمطوع ت: (1326هـ -1908م) ([63])، إذ ورد في ديوان شعره بعنوان: (نشيد الجدري)، قصيدة نبطية وفيه يقول:
ما ترك من ربعنا الأمر انقضى إلا سعاد البخت وطوال العمار
روّحوا شبان في حسن الشباب كتّهم ها العوق بُوحَبّ صغار
أصبحوا ميتين بعداد الحساب من بلدنا غير باقيت الديار
تسعين ليلة بالعدد لي كلهن ما استراح الهيب ليلة من الحفار
الطعن والجدري جميع تولفن اللي اتقى اليمنى تعطل باليسار! ([64])
كما أن أبيات القصيدة تدل على أن الجدري تزامن مع ظهور مرض الطاعون. واستمر المرض ثلاثة أشهر مات فيه الكثير من الناس في وادي بني خالد، ونستدلّ على ذلك بكثرة أعداد القبور.
لقد عُرفت في بعض المدن والقرى العمانية بيوت متشابهة يتم فيها عزل المصابين. إذ يوجد في ولاية إبراء بمنطقة الصفح في السفالة حجر صحي قديم بني بجوار مقبرة، ويسمى محلياً بيت المراضا؛ كان يوضع في البيت من كان يعاني من أمراض معدية وخطيرة؛ حرصًا على عدم انتشار المرض إلى الآخرين. وكان طعامه يقدم في أواني خاصة به، وفي حال سبقته المنية ولم يكتب له أن يشفى يدفن في المقبرة التي بجوار البيت، ويغسله ويدفنه مجموعة خاصة من الرجال مزودين بأدوات وقائية([65]).
عوامل انتشار الأوبئة والأمراض في عهد السلطان فيصل بن تركي:
لقد أسهمت العديد من العوامل في ظهور الأوبئة، أبرزها جهل الناس بالمرض وقلة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى عدم الالتزام بتطبيق إجراءات الحجر الصحي والاستهانة بها، علاوة على الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد؛ مما أدى إلى انتشار الأوبئة في أكثر من مدينة. ومن هذه العوامل ما يأتي:
1. العوامل الطبيعية
تقع سلطنة عُمان في الركن الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية، مناخها المحلي متنوع، فمن المناخ الصحراوي الجاف شديد الحرارة في صحراء الربع الخالي، إلى المناخ المعتدل شتاء في جبال الحجر، إلى المناخ شبه الصحراوي في السهول الساحلية والسهول المحاذية للجبال. وتصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى 40 درجة مئوية، ويمتد الفصل من شهر مايو إلى شهر سبتمبر، وترتفع درجات الحرارة كثيرًا، لاسيما في ساعات النهار بمقدار 11 درجة مئوية، ومن أكثر الشهور حرارة شهر يوليو. أما فصل الشتاء فيمتد من شهر نوفمبر إلى شهر أبريل([66]). وقد كان لمناخ مسقط أثر إيجابي وسلبي من الناحية الصحية على السكان، وبالتحديد في شهري أغسطس وسبتمبر، إذ يكون الطقس رطباً بسبب الرياح الموسمية جنوبية غربية قوية؛ من شأنها أن تساعد على توسّع المرض وانتشاره أو إعاقته في نفس الوقت. وفي تاريخ (8 ربيع الثاني 1329هـ -8 أبريل 1911م) بعث الميجر "تيور" القنصل البريطاني في مسقط رسالة إلى السلطان فيصل بن تركي يخبره أن مع حلول موسم الصيف يأمل أن يزول المرض؛ لأن حرارة الشمس وضوءها والهواء في أثناء موسم الصيف يساعد في القضاء على المرض ([67]).
2. العوامل الاجتماعية.
إن الأعراف التي يتكون منها المجتمع العماني متعددة، منهم من العرب، والبلوش، والفرس، والهنود، والأفارقة، والإنجليز وغيرهم، وهذا التنوع يعد انْعكاسا للمكانة السياسية والتجارية والملاحية التي تتمتع بها السلطنة. وقد اندمجت تلك الشعوب مع بعضها بصورة كبيرة في المجتمع العماني باستقرارهم الدائم فيه؛ مما نتج عنه تنوع في العادات والتقاليد، مثل: الزيارات والكرم والضيافة والزواج من بعضهم، وممارسة المهن الحرفية العمانية. لهذا كان ذلك سببا في نقل الأوبئة وانتشارها من طريق سفر بعض الشعوب إلى بلدانهم لرؤية أقاربهم والرجوع مرة أخرى. وكان الجهل والفقر منتشرين بصورة كبيرة في عُمان، مع وجود بعض المدارس لتحفيظ القرآن وتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة وقواعد الحساب والفلك، إضافة إلى عدم الوعي بأهمية النظافة الشخصية. كما كان وضع الصرف الصحي في مسقط ومطرح سيئاً للغاية في ذلك الوقت؛ إذ إن وجود أكوام من القمامة والمواد العضوية المتحللة داخل هاتين البلدتين وفي ضواحيهما منتشر جدا([68]). وفي تاريخ (8 ربيع الثاني 1329هـ -8 أبريل 1911م) بعث الميجر "تيور" رسالة إلى السلطان فيصل بن تركي، يلتمس فيها من جلالته إصدار أوامره للعموم بشأن ضرورة تنظيف البلاد والشوارع والسكك من الأوساخ؛ وذلك للحد من انتشار مرض الطاعون، مع وثيقة الإجراءات الوقائية اللازم اتخاذها لرفع مرض الطاعون ([69]).
3. العوامل الاقتصادية.
تعد الأنشطة الاقتصادية من الركائز الأساسية في الدولة التي تعتمد عليها في استقرار سياساتها؛ لذلك كان العامل الأساس والرئيس في نقل الأوبئة، وفي عهد السلطان فيصل لم تتطوّر السياسة المالية للبلاد رغم حاجتها الملحة لسياسة مالية ناجحة؛ حتى تضمن مورداً مالياً مناسباً لمعالجة المشاكل السياسية([70]). واشتهرت السلطنة في تلك الفترة بتصدير التمور إلى الخارج وازدهار تجارة السلاح، إذ تعد تجارة السلاح في تلك الفترة مصدراً رئيساً لحصول البلاد على السيولة المالية، كام وجدت الكثير من الأسباب التي دعت إلى ازدهار تجارة السلاح بحضور شركات السلاح العالمية إلى مسقط لفتح وكالاتها، وفي عام 1912م أنشأ السلطان فيصل مستودعا للسلاح في مسقط بموافقة المقيم البريطاني "كوكس" ([71]). وقد ترك ذلك الوضع السلطان فيصل غير متفرغ لإنشاء أي مؤسسة صحية بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية في البلاد وانتشار الأوبئة.
ونستدل بأن مسقط كانت قِبلة ومركزاً للسفن التجارية القادمة من القارة الهندية والأفريقية مع كل ما يحملونه من بضائع؛ إذ تكمن الخطورة في تلك الأمراض المعدية التي يحملها هؤلاء البحارة إلى كل ميناء تطأ أقدامهم، ومسقط كانت أول دول الخليج استقبالاً لهذه الكارثة؛ ولذا فإن بداية الاجتياح الأول للكوليرا في عُمان نتيجةً لهذه الأسباب، وقد أشارت التقارير البريطانية آنذاك إلى ما حدث نتيجة انتشار هذا المرض كالذي دونه الكولونيل "جايكار" من القنصلية البريطانية في مسقط بتاريخ 1 أبريل عام 1900م، إذ يقول:
”"أثبتت الصحراء العربية الممتدة التي تشكل واحداً من الحدود الطبيعية لعمان وتعزلها واقعا عن شبه الجزيرة العربية، أنها -دون شك- المانع الضخم الذي يحول دون انتشار أي مرض وبائي ناحيتها براً، أما بحرا، الذي يمثل القناة الوحيدة تقريباً للاتصال مع دول العالم، فقد كانت السفن الشراعية وأنواع أخرى من القوارب الوسيلة الرئيسة التي نقلت وباء الكوليرا لعمان؛ مما جعلها مسرحا لثلاثة أوبئة عامة كبرى كالكوليرا في القرن التاسع عشر"([72]).
الخاتمة والنتائج:
سعّت الدراسة إلى إبراز التاريخ الصحي في عهد السلطان فيصل بن تركي في الفترة (1898-1913م) – كونها حقبة مهمة تاريخيًا من طريق دراسة الوثائق المتعلقة بالأمراض والأوبئة. وقد أثبت البحث اتفاق الكثير من الأحداث التاريخية مع وثائق الدراسة. فيما خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي توصلت إليها الباحثة بدراستها لموضوع الأوبئة وسبل التعامل معها في عهد السلطان فيصل بن تركي:
- عرفت البشرية الأمراض المعدية منذ القدم، ولا يمكن ضبط فترة زمنية لبداية ظهور هذه الأمراض تحديداً دقيقاً.
- لم تكن عُمان بمعزل عن العالم الخارجي، إلا أن التواصل البحري والاجتماعي والتجاري مع الشعوب الأخرى كان له دور في وصول بعض الأمراض المعدية.
- كان السلطان فيصل بن تركي غير مهتم بمجال الصحة العامة في بداية فترة حكمه؛ كونه مشتغلا بالنزعات الداخلية والتجارة الخارجية بين الدول، وقد أبدى اهتماماً أكبر بقطاع الصحة بعد ضغط شديد عليه من قبل القنصلية البريطانية في مسقط.
- لعبت السلطات البريطانية دوراً مهماً في حث السلطان فيصل بن تركي على الاهتمام بمكافحة هذه الأمراض، وإصدار التعليمات والتشريعات للمواطنين والمقيمين للمحافظة على الصحة والحد من انتشار المرض.
- لم تكن هذه التوجيهات البريطانية ترمي إلى الاهتمام بالجانب الصحي فقط؛ وإنما كانت تخفي تطلعات وآمالا أخرى، أهمها الاستيلاء على الأماكن التي ستقام عليها المشروعات الصحية.
- اكتسبت الحكومة العمانية في عهد السلطان فيصل خبرة في كيفية إدارة الوباء؛ وذلك بمرور الوقت وتكرار اجتياح هذه الأوبئة.
- بسبب ظهور هذه الأوبئة، أبدى السلطان اهتماماً أكبر بتوثيق حركات النقل والسفر والشحن بين عُمان والدول الأخرى؛ تجنباً لوصول العدوى إلى البلاد.
- كانت الأمراض المعدية أقل انتشاراً في المناطق الداخلية؛ لبعدها عن السواحل والمدن البحرية التي عادة ما تستقطب الوافدين من مختلف الجنسيات.
ومن التوصيات التي تطلع الباحثة إلى تحقيقها ضرورة إجراء المزيد من الدراسات والبحوث في موضوع الأمراض المعدية التي تعرضت لها عُمان، وكيفية التعامل معها، والخسائر التي خلفتها، وتبادل المعلومات بين الباحثين في المجالات التاريخية والوثائقية والصحية الخاصة بظهور هذه الأمراض في عُمان، حتى تتضح الصورة أكثر؛ وبذلك يسهّل معالجتها وتوثيقها، وتضمين المناهج الدراسية في المدارس والجامعات والكليات دروساً عن تاريخ الأمراض والأوبئة التي تعرضت إليها عُمان، وسبل التعامل معها وكيفية الوقاية منها مستقبلا لا قدر الله.
المصادر والمراجع:
ـ الكتب المطبوعة:
- البسام، علي بن حسين، الأوضاع السياسية والاقتصادية في سلطنة عمان وأثرها على الملاحة والتجارة في عهد السلطان تركي بن سعيد وابنه فيصل 1873-1914م (دراسة وثائقية)، الطبعة التاسعة، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2001م.
- الحتروشي، سالم بن مبارك، الجغرافيا الطبيعية لسلطنة عُمان، الطبعة الأولى، جامعة السلطان قابوس، 2014م.
- حمدي، ناهد، المرجع في علم الدبلوماتيك العربي واستراتيجيات النقد والتحليل، الطبعة الأولى، العربي للنشر والتوزيع، مصر،2001م.
- الرحبي، فهد بن محمود، عمانُ في عهد السلطان فيصل بن تركي، دار الانتشار العربي، بيروت، 2018م.
- الزدجالي، إسماعيل بن أحمد، تجارة عمان الخارجية في عهد السلطان فيصل بن تركي البوسعيدي 1888 – 1913م، الطبعة الأولى، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، 2014م.
- الزدجالية، هدى بنت عبد الله، جوادر تحت السيادة العمانية 1913-1958م، الطبعة الأولى، منشورات الجمل، بغداد، 2015م.
- السالمي، نور الدين، تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان (1-2)، منشورات مكتبة الاستقامة، 2013م.
- الشعيبي، عامر بن سليمان، ديوان الشيخ عامر بن سليمان الشعيبي، تحقيق وتصحيح: محمد بن حمد المسرور، الطبعة الثانية، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، 2009م.
- الشعيلي، محمد بن حمد، عُمان في ذاكرة الخريطة، الطبعة الأولى، مطبعة مسقط، روي،2021م.
- الشيباني، سلطان بن مبارك، الطواعين في الذاكرة العمانية، الحلقة الثالثة، محبوب للنشر الرقمي، مسقط، 2021م.
- لوريمر، جي جي، دليل الخليج العربي (قسم التاريخ)، ج6، قسم الترجمة، مكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، 2008م.
- المازمي، أحمد بن يعقوب، البلوش وبلادهم في دليل الخليج 1515-1908م، الطبعة الأولى، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، 2012م.
- مجموعة مؤلفين، الموسوعة العمانية، المجلد 2، المحرر: عبد الله بن ناصر الحراصي، الطبعة الأولى، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، 2013م.
- مجموعة مؤلفين، موسوعة أرض عُمان، المجلد 1، مكتب مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي، 2005م.
- المحمودي، محمد سرحان علي، مناهج البحث العلمي، الطبعة الثالثة، دار الكتاب، صنعاء، 2019م.
- الهاشمي، رحيم كاظم محمد، تجارة السلاح في الخليج العربي (1881-1914م)، الطبعة الأولى، دار علاء الدين، 2000م.
- Public Health Reports (1896-1970), Vol. 14 No. 48 (December 1, 1899) p. 2153
ـ المواقع الإلكترونية:
- هيئة الوثائق والمحفوظات، الرابط: https://archives.nraa.gov.om/detail.aspx?ID=2182
- العريمي، محمد بن حمد، (2020م)، منها الطاعون والكوليرا: أوبئة في عمان خلال القرنين الأخيرين، صحيفة أثير، الرابط: https://www.atheer.om/archives/5180/
- الجواهر، هيا إبراهيم، الكرنتينه، جريدة العرب الاقتصادية الدولية، 2020م، الرابط: https://www.aleqt.com/2020/05/25/article_1834941.html
- الكندي، أحمد، 2020م، أول منطقة استُخدمت للحجر الصحي بعُمان... قرية حرامل تعود إليه بعد 124 عاما، (On-lion)، شبكة الجزيرة العربية، مسقط، الرابط: https://www.aljazeera.net/misc/2020/4/22
- مقابلة في قناة عمان الإخبارية مع المواطن سليمان المجيني من سكان قرية حرامل، بعنوان: قرية حرامل بمحافظة مسقط أول منطقة عمانية تعرف الحجر الصحي منذ أكثر من 120 عاما، المحاور أحمد الكندي، تاريخ 28 أبريل 2020م الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=zIMwnabi2n4
- منظمة الصحة العالمية، الرابط: https://www.who.int/ar
- الأرشيف الرقمي للخليج العربي، الرابط: https://www.agda.ae/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
- النبهاني، وليد، 2014م، تاريخ الوباء بعمان في دورية أمريكية، (On-line)، صحيفة البلد، الرابط: https://albaladoman.com
- البوسعيدي، نصر، 2017م، تاريخ عمان الكوليرا مأساة لن ينساها التاريخ العمانية، (on-line)، صحيفة أثير الإلكترونية، الرابط: https://www.atheer.om/archives/442572
- المناغمة، بد الرؤف علي، قصة الجدري (On-line)، شبكة الجزيرة الإعلامية، 2017م، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2017/6/20/
- العزل الصحي بيت المراضا، أصايل: مجلة الأصالة والتراث، 2020م، الرابط: https://www.assayel.com.om/news/view/1946
ـ المقالات:
- رحيل، ناصر فرج، أهمية الوثيقة التاريخية لطلبة وباحثي التاريخ، مركز المؤرخ للدراسات التاريخية والأثرية (مقال)، 2013م، الرابط:
https://ar-ar.facebook.com/228060660582202/posts/512947182093547/
ـ الرسائل الجامعية:
- الخنصورية، أمل، الأوضاع الصحية في عمان الساحل 1975-1888م (رسالة ماجستير)، قسم التاريخ - جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان، 2020م.
الملاحق:
الوثيقة رقم (1) قائمة المتبرعين لبناء مستشفى مسقط الخيري لعام 1909م
الوثيقة (2) تبرع بمنزل لبناء مستشفى مسقط الخيري
الوثيقة رقم (3) إلى السلطان فيصل بن تركي من القنصل البريطاني بمسقط يخبره بنقل سجناء إلى مستشفى مسقط الخيري
الوثيقة رقم (4) إلى السلطان فيصل بن تركي من القنصل البريطاني بمسقط يخبره بالحصول على شهادة توضح تاريخ السفر البحارة
الوثيقة رقم (5) إلى السلطان فيصل بن تركي من القنصل البريطاني بمسقط يخبره بالمصروفات التي صُرفت على المرضى
الوثيقة رقم (6) إلى السلطان فيصل بن تركي من القنصل البريطاني بمسقط يعلمه بانتشار مرض الطاعون في مكران وإصدار طلب بإرسال طبيب
الوثيقة رقم (7) إلى السلطان فيصل بن تركي من القنصل البريطاني بمسقط يطلب منه عدم رفع الحجر الصحي عن مسقط
الوثيقة رقم (7) إلى السلطان فيصل بن تركي من القنصل البريطاني بمسقط يخبره بالاحتياطات اللازمة للحد من انتشار الوباء
الوثيقة رقم (9) ورقة الإجراءات الاحتياطية العمومية
([1]) المحمودي، محمد سرحان علي، مناهج البحث العلمي، 2019، دار الكتاب، صنعاء، ط3، ص37.
([2]) رحيل، ناصر فرج، أهمية الوثيقة التاريخية لطلبة وباحثي التاريخ، مركز المؤرخ للدراسات التاريخية والأثرية (مقال)، 2013م(On-lion)، تاريخ الزيارة: 1/12/2022م، الرابط:
https://ar-ar.facebook.com/228060660582202/posts/512947182093547/
([3]) المحمودي،2019م، ص37.
([4]) البسام، علي بن حسين، الأوضاع السياسية والاقتصادية في سلطنة عمان وأثرها على الملاحة والتجارة في عهد السلطان تركي بن سعيد وابنه فيصل 1873-1914م (دراسة وثائقية)، ط1، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2009م، ص268.
([5])بيرسي كوكس: اسمه "بيرسي زخريا كوكس" و"زخريا" تدل على يهوديته، منح لقب "سير" أفضل سياسي في المنطقة، وهو رحالة وقائد عسكري وإداري ودبلوماسي شهير، عاش في الفترة بين (1864-1937م)، تقلد مناصب مهمة عدة، فعين في الهند لأول مرة عام 1884م، ثم عين إلى مساعد للوكيل السياسي في مهمة إلى الصومال عام 1893م، ثم نقل بعدها إلى بربة في الصومال عام 1894م وأظهر قدرات فائقة في صنع القرار، وامتاز بقوة الشخصية إلى أن تم تعينه وكيلاً سياسياً وقنصلا بريطانيا في مسقط في الفترة (1899-1904م)، بعدها عين مقيماً سياسياً بريطانياً في الخليج العربي. انظر: الشعيلي، محمد بن حمد، عُمان في ذاكرة الخريطة، ط1، طبع بمطبعة مسقط، روي، 2021م، ص166.
([6]) مجموعة مؤلفين، الموسوعة العمانية المجلد 2، المحرر: عبدالله بن ناصر الحراصي، ط1، وزارة التراث والثقافة، 2013م، ص 168 ص169.
([7]) قرية حرامل: قرية صغيرة تقع في ولاية مسقط تحدها من جميع الجهات الجبال عدا جهة البحر، لا يمكن الوصول إليها إلا من طريق البحر، وسميت بهذا الاسم (حرامل) لكثرة وجود نبات الحرمل، ويتم عزل المرضى داخل مبنى طيني يطلق عليه الأهالي اسم “كرنتينه” وتعني باللغة العربية الحجر الصحي. مجموعة مؤلفين، موسوعة أرض عُمان المجلد 1، مكتب مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي، 2005م، ص 60 ص61.
([8]) الرحبي، فهد بن محمود، عمان في عهد السلطان فيصل بن تركي، دار الانتشار العربي، بيروت، 2018م، ص162.
([9]) بومباي: مهد حضارة السند، وتسمّى ـأيضًاـ مومباي، كانت سابقاً عاصمة ولاية "ماهاراشترا" الهندية.
([10]) كراتشي: (بالأردية: كراچى) هي أكبر مدن باكستان، وعاصمة محافظة السند، وعرفت في العصور الإسلامية المبكرة بمدينة الديبل، التي فتحها محمد بن القاسم الثقفي، وهي المركز المالي والتجاري لباكستان، وميناء مهم في المنطقة.
([11]) لوريمر، جي جي، دليل الخليج العربي (قسم التاريخ)، قسم الترجمة مكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، 2008م، ج6، ص 3704.
([12]) الرحبي، 2018م، ص 168.
([13]) العريمي، محمد بن حمد،(2020م)، منها الطاعون والكوليرا: أوبئة في عمان في القرنين الأخيرين، (On-lion)، صحيفة أثير، تاريخ الزيارة 16 أبريل 2021م، الرابط: https://www.atheer.om/archives/5180/
([14]) الرحبي، 2018م، ص 171.
([15]) الأرشيف الرقمي للخليج العربي. Muscat Hospital (includes copies of correspondence dated 1909) ، FO 1016/103
([16]) ملحق الوثائق رقم (1) الأرشيف الرقمي للخليج العربي رقم الوثيقة (FO 1016/103/62).
([17]) ملحق الوثائق رقم (2) الأرشيف الرقمي للخليج العربي رقم الوثيقة (FO 1016/103/63).
([18]) نفسه.
([19]) ملحق الوثائق رقم (3) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-10).
([20]) الجواهر، هيا إبراهيم، الكرنتينه، جريدة العرب الاقتصادية الدولية، 2020م، (On-lion)، تاريخ الزيارة 20 مارس 2021م. الرابط:
([21]) نفسه.
([22]) نفسه.
([23]) الرحبي، 2018م، ص162.
([24]) الكندي، أحمد، 2020م، أول منطقة استُخدمت للحجر الصحي بعُمان ... قرية حرامل تعود إليه بعد 124 عاما، (On-lion)، شبكة الجزيرة العربية، مسقط، تاريخ الزيارة 22 أبريل 2020م. الرابط:
([25]) نفسه.
([26]) مقابلة في قناة عُمان الإخبارية مع المواطن: سليمان المجيني من سكان قرية حرامل، بعنوان: قرية حرامل بمحافظة مسقط أول منطقة عمانية تعرف الحجر الصحي منذ أكثر من 120 عاما، 2020م، المحاور: أحمد الكندي، (On- lion)، تاريخ الزيارة: 28 أبريل 2020م. الرابط:
([27]) الهيضة: هو مصطلح أخر لمرض الكوليرا (ورد ذكرها في بعض الوثائق)
([28]) منظمة الصحة العالمية، 2020م، تاريخ الزيارة: 3 إبريل2021م (On- lion)، الرابط:
([29]) نفسه.
([30]) جوادر: لها تسميات عدة: (جواذر، وغوادر، وجوادر، وجوادور) ومصدر الاسم باللغة البلوشية، ويتكون من مقطعين غوات ودار وتعني باب الريح، وهي مدينة تقع في أقصى الجنوب الغربي لباكستان، وتحتل موقعاً مميزاً على بحر العرب، وتمثل الجزء الساحلي لإقليم بلوشستان القريبة من الحدود الإيرانية، وتقدر المسافة بين جوادر ومسقط حوالي 270 كم (266 ميلاً بحرياً). وكانت جوادر خاضعة لحكم عمان من عام 1784م منحة من حاكمها آنذاك؛ إذ منح قطعة أرض على الشاطئ لتكون قاعدة له. ثم في عام 1958 استعادتها باكستان من العمانيين وفقاً لاتفاقية بين الجانبين تحت إشراف بريطانيا. انظر: الزدجالية، هدى بنت عبد الله، جوادر تحت السيادة العمانية 1913-1958م، منشورات الجمل، بغداد، ط1، 2015.
([31]) لوريمر، 2008م، ص 3665 ص 3666.
([32]) النبهاني، وليد، 2014م، تاريخ الوباء بعمان في دورية أمريكية، (On-line)، صحيفة البلد، تاريخ الزيارة: 22 مارس 2021م. الرابط:
([33]) جبروه: تسمى حالياً الزاهية، وهي قرية من قرى ولاية مطرح. انظر: موسوعة أرض عمان، 2005م، ص 153.
([34]) الحارثي، محمد بن عبد الله، موسوعة يوميات المقيمية في الخليج والوكالة السياسية في مسقط (1873م-1910م)، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، ط1، 2022م، ص 430.
([35]) سرور: قرية من قرى ولاية سمائل في محافظة الداخلية، وسميت بهذا الاسم نسبه إلى أول من قطن المكان ويدعى "سرور": وقيل أيضاً سميت بذلك لوفرة مياهها وكثرة مزارعها الخضراء التي تدخل السرور إلى قلب الناظر. انظر: موسوعة أرض عمان، 2005م، ص 665.
([36]) الحاجر: بلدة موجودة في أكثر من محافظة في السلطنة، منها محافظة مسقط (العامرات)، والباطنة (الرستاق) والداخلية (سمائل). والمتوقع أن المقصود محافظة الداخلية بولاية سمائل؛ وذلك لارتباطها ببلدة سرور الواقعة في سمائل. وتعني الأرض المرتفعة ووسطها منخفض، والحاجر ما يمسك الماء من شفة الوادي ومن أيام العرب. انظر: موسوعة أرض عمان ،2005م، ص658.
([37]) Public Health Reports (1896-1970), Vol. 14 No. 48 (December 1, 1899) p. 2153
([38]) الحارثي، 2022م، ص437 ص438.
([39]) وادي الفرع: يسمى أيضاً وادي الرستاق، وهو وادي مهم بسلطنة عمان، ويقع رأسه في الطرف الشمالي؛ لنجد الفرع في تلال الحجر الغربي على بعد 15 ميلاً إلى الشمال من مسفاة العبريين، وعلى بعد أميال باتجاه الشرق من جبل شام، أعلى قمة في العيل الأخضر، وهو يسير من نجد وادي فرع باتجاه الشمال الشرقي. ويحتوي الوادي على جدول ماء يظهر فوق الأرض في الرستاق، وعشب والوعيل وجمة. انظر: المازمي، أحمد بن يعقوب، البلوش وبلادهم في دليل الخليج 1515-1908م، ط1، مؤسسة الانتشار العربي، 2012م، ص 74.
([40]) لوريمر، 2008م، ص3667.
([41]) الخنصورية، أمل، الأوضاع الصحية في عمان الساحل 1975-1888م (رسالة ماجستير) - قسم التاريخ جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان ،2020، ص53.
([42]) النبهاني،2014م.
([43]) البوسعيدي، نصر،2017م، تاريخ عمان الكوليرا مأساة لن ينساها التاريخ العمانية، (on-line)، صحيفة آثير الالكترونية، تاريخ الزيارة 22 أبريل 2020م، الرابط: https://www.atheer.om/archives/442572
([44]) ملحق الوثائق رقم (4) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-12).
([45]) منظمة الصحة العالمية، (2020م)، تاريخ الزيارة 2 أبريل 2020م. الرابط:
([46]) الشيباني، سلطان بن مبارك، الطواعين في الذاكرة العمانية، الحلقة الثالثة، محبوب للنشر الرقمي ـ مسقط،2021م، ص22.
([47]) ملحق الوثائق رقم (5) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-4).
([48]) البسام، 2009م، ص 268.
([49]) ملحق الوثائق رقم (6) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-1).
([50]) لوريمر، 2008م، ص 3681.
([51]) لوريمر، 2008م، ص 3705.
([52]) نفسه.
([53]) بسني: باسني (Pasni)(بالأردية) تسمى بسني، وهي مدينة ميناء الصيد في حي جوادر وبلوتشستان وباكستان. تقع في مكران الساحل على البحر العرب بحوالي 450 كم من كراتشي.
([54]) ملحق الوثائق رقم (7) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-7).
([55]) النبهاني، 2014م.
([56]) منظمة الصحة العالمية، (On-line)، تاريخ الزيارة 20 يناير 2022م. الرابط:
([57]) المناغمة، بد الرؤف علي، قصة الجدري (On-line)، شبكة الجزيرة الإعلامية، 2017م، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2017/6/20/
([58]) الخوجة: أو (اللواتيا) هم جماعة من الهنود المسلمين، وسميت أيضا الحيدر آبادية نسبة إلى مدينة حيدر أباد في أقاليم الهند، واستقر الأغلبية في مطرح، وعملوا وسطاء تجاريين بين الساحل والداخل في عمان. انظر: الزدجالي، إسماعيل بن أحمد، تجارة عمان الخارجية في عهد السلطان فيصل بن تركي البوسعيدي 1888 – 1913م، وزارة التراث والثقافة – سلطنة عمان، ط1، 2014م.
([59]) الهندوس: أو (البانيان) هم جماعة من الهندوس قدموا من ولاية كوتش الهندية. قدمت من كوجرات ونهر السند وجافا واستقرت في مسقط وسيطرت على تجارتها الخارجية.انظر: الزدجالي، 2014م.
([60]) لوريمر، 2008م، ص 3710.
([61]) سعيد بن حمد بن عامر بن خلفان الراشدي (1287-1314هـ/1870-1896م): من أعلام الشعر العماني، ولد في بلدة سناو بولاية المضيبي، وهو من إباضية عُمان، فكان مسارعاً إلى الخيرات معروفاً بالسكينة والوقار ومتصفاً بالكمالات الإنسانية، مجتهداً في تحيل العلم وفي الاستفادة والإفادة فيه. مات وقد ترك منظومتين فنيتين: الأولى نونية في الرد على من يقال بقدم القرآن سماها (فيض المنان)، والثانية لامية في الدفاع والجهاد سماها (علم الرشاد). انظر: السالمي، نور الدين، تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان (1-2)، منشورات مكتبة الاستقامة، 2013م، ص 313 ص314.
([62]) تحفة الأعيان، 2013م، ص 314.
([63]) عامر بن سليمان بن خلفان بن سعيد الشعيبي (1265 هـ ـ 1844م) الملقب بالمطوع: ولد في قرية حلفا في ولاية وادي بني جابر في محافظة الشرقية، فكان فقيها وشاعرا وقاضيا عمانيا، أنشد الشعر في مختلف أغراضه: الحكمة والنصيحة والموعظة والفخر والمواطنة والغزل والإخوانيات والأمثال والإرشاد وغيرها، وله مؤلفات عدة: جوابات فقهية متفرقة في المخطوطات، وله أحكام قضائية محفوظ أكثرها ضمن وثائق أرشيف حكومة زنجبار، وثمة مقطوعات من شعره متناثرة في المخطوطات.
([64]) الشعيبي، عامر بن سليمان، ديوان الشيخ عامر بن سليمان الشعيبي، تحقيق وتصحيح: محمد بن حمد المسرور، ط2 ،2009م، وزارة التراث والثقافة، ص 70.
([65]) العزل الصحي بيت المراضا، 2020م، أصائل: مجلة الأصالة والتراث، تاريخ الزيارة 11 ديسمبر 2022م، الرابط:
([66]) الحتروشي، سالم بن مبارك، الجغرافيا الطبيعية لسلطنة عُمان، جامعة السلطان قابوس ـ مجلس النشر العلمي، ط1، 2014م، ص75-86.
([67]) ملحق الوثائق رقم (8) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-17).
([68]) الحارثي، 2022م، ص 431.
([69]) ملحق الوثائق رقم (9) هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية (OM.NRAA.A.2.1.8.20-19).
([70]) الخنصورية، 2020م، ص 53.
([71]) الهاشمي، رحيم كاظم محمد، تجارة السلاح في الخليج العربي (1881-1914م)، دار علاء الدين، ط1، 2000م، ص112.
([72]) الحارثي، 2022م، ص427.