دور الأسرة العمانية في تنشئة الابناء على قيم المواطنة ( دراسة في ولاية بوشر ).

الباحث المراسليوسف بن عامر بن علي الحبسي مركز الخليل

تاريخ تسليم البحث :2023-05-30
تاريخ نشر البحث :2023-05-30
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

عنوان الرسالة: دور الأسرة العمانية في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة
دراسة في ولاية بوشر

إعداد: يوسف بن عامر بن علي الحبسي
إشراف: أ.د. سمير إبراهيم حسن
رسالة مقدمة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة ماجستير الآداب 
التخصص: علم الاجتماع
القسم: قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي
الكلية: كلية الآداب والعلوم الاجتماعية
الجامعة: جامعة السلطان قابوس - سلطنة عمان
سنة النشر: 2021م
مجال الرسالة: علم الاجتماع – الأسرة 
أسم معد الملخص: يوسف بن عامر بن علي الحبسي 
الدرجة الاكاديمية: ماجستير الأدب في علم الاجتماع
الوظيفة الحالية: مشرف أول ارشاد اجتماعي بوزارة التربية والتعليم
البريد الإلكتروني: Jeep_2008@hotmai.com

     
أهمية الدراسة
تنبع أهمية أي دراسة من أهمية القضية التي تتناولها، إذ يعتبر موضوع قيم المواطنة من الموضوعات ذات الابعاد الاجتماعية والأمنية والسياسية التي تعبر عن وعي الأفراد بالحقوق والواجبات والانتماء للوطن والولاء له، ومستوى المشاركة المجتمعية التي يقوم بها الأفراد في المحافظة على مقدرات ومكتسبات الوطن؛ فهذه الدراسة تتناول المحرك الأساسي للمجتمع وهي الأسرة ودورها في غرس قيم المواطنة عند أبنائها وتنمية الحس الوطني لديهم بصفتهم رجال المستقبل، وهم من سوف يعتمد عليهم المجتمع العماني في مراحله القادمة، وهي من الدراسات القليلة التي تأخذ موضوع قيم المواطنة في التنشئة الأسرية في السلطنة، حيث ركزت الدراسة على أربع قيم تقوم الآسرة في تنشئة أبنائها عليها وهي 1-الولاء الوطني ، 2- التسامح وقبول الآخر( المختلف قبلياً ومذهبياً )،3- الالتزام بالقوانين الوطنية ، 4- التعاون والمشاركة المجتمعية، ِلذلك من الممكن أن تسهم هذه الدراسة في تكوين صورة معاصرة عن دور الأسرة العمانية في تنشئة أبنائها على قيم المواطنة، والوقوف على الصعوبات التي تواجهها في هذا الجانب، وبما قد يعزز الوعي بأهمية الأسرة ودورها في التنشئة على قيم المواطنة لدى الأبناء، كما يمكن الاستفادة من النتائج التي ستتوصل إليها الدراسة في صياغة مقترحات للجهات الحكومية والمدنية ذات العلاقة بالأسرة، أو المتصلة بها، من أجل تفعيل دور الأسرة في تنشئة قيم المواطنة لدى الأبناء.
مشكلة الدراسة
قد يكون مفهوم المواطنة مفهوما واضحا ومحددا، ولكن الاختلافات حوله تعود لأسباب أيديولوجية وانتماءات قديمة راسخة في بعض المجتمعات، كالرؤى الدينية والطائفية المتشددة ، كذلك البنى القبلية وثقافاتها الراسخة في بعض مجتمعاتنا النامية، لذا يمكن القول أن المواطنة هي وعي الأفراد على اختلاف جماعاتهم الدينية والمذهبية والعرقية والطائفية، بوحدة الانتماء والولاء للدولة ومؤسساتها العامة في المجتمع الذي يعيشون فيه، وما ينمي هذا الوعي ويرسخه هو شعور الأفراد بالأمن الاجتماعي الذي تحققه الدولة، وتحقيق المساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات. في هذا الصدد يستخدم أحد الباحثين تعريف دائرة المعارف البريطانية للمواطنة بأنها "علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة، متضمنة مرتبة من الحرية وما يصاحبها من مسؤوليات وحقوق سياسية مثل حق الانتخاب وتولي المناصب العامة "(يوسف،2011، 25). وأشار المعجم الموسوعي لمصطلحات التربية بأن المواطنة هي: الوضع الذي يكون فيه الفرد متمتعا بحقوقه وواجباته كمواطن (طه ،2013 ،19).  وتعتبر المواطنة من أهم أسس الدولة الحديثة، فمع التحديث تعمل الحكومات على ترسيخ مبدأ الانتماء للوطن والولاء لرموزه من خلال التعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ونشر الوعي الحديث عموما ، وذلك ما نلاحظه في كل مجتمع ينتقل من المرحلة التقليدية التي تسود وتتصدر فيها الانتماءات والولاءات ما قبل الوطنية كالولاءات القبلية والطائفية والعائلية وغيرها، في نفس الوقت الذي نلاحظ فيه اهتمام البحث الاجتماعي بمواضيع المواطنة والانتماء فنجد أن هناك العديد من الباحثين والمفكرين من تطرق لهذا الموضوع إيمانا منهم بأهميته وإدراكا لواقعه في مجتمعنا المعاصر أمثال (شعبان، 2017) -(ليلة، 2013) -(ولديب، 2012)  وهذا غيض من فيض.
يسير المجتمع العماني المعاصر في هذا الاتجاه فمنذ بداية النهضة كان الاهتمام متعاظما ومتدرجا بتحديث المجتمع العماني وترسيخ أسس المؤسسات والتربية والتعليم باتجاه تكوين الدولة الحديثة، وظهرت بوضوح مظاهر التحديث وسيادة القانون والتفكير والعمل المؤسساتي بما في ذلك العناية الواضحة بحياة الانسان العماني وضمان مستوى معيشي متقدم له، فتغيرت العديد من المفاهيم والقيم والسلوكيات التقليدية التي كانت سائدة في المجتمع الذي تحول من الانقسام الى الوحدة تحت حكم دولة واحدة، ومن مجتمع الرعايا والقبيلة إلى مجتمع المواطنين، والتحول من الولاءات الضيقة إلى الولاء الوطني، ومن السلبية إلى المشاركة، ومن مجتمع قبلي إلى مجتمع مدني، وقد نجد اليوم أن الاهتمام بالأسرة ومعاشها وتعليم أبنائها مسؤولية أساسية للدولة ومؤسساتها ولا شك وفق الاتجاهات التربوية أن الفرد يكتسب توجهاته وسلوكه وعناصر شخصيته، وتصوراته، وإحساسه بالانتماء بشكل أساسي في اطار الأسرة، فالتنشئة الأسرية تكون قاعدة تلك التوجهات والانتماءات فالأسرة يمكن أن  تعتبر من مؤسسات التنشئة السياسية الهامة؛ لان تنشئة الطفل ترتبط بتوجهاتها وولاءاتها وظروفها الثقافية والسياسية والاجتماعية، إضافة إلى موقفها من القانون والدولة. فما هو الدور الذي تمارسه الأسرة العمانية في مجال تنشئة الأبناء على قيم المواطنة؟ 
هنا تتبلور مشكلة البحث بالتساؤل عن دور الأسرة العمانية في تنشئة أبنائها على قيم المواطنة، فكيف تقوم الأسرة العمانية بهذا الدور؟ 
ذلك هو جوهر مشكلة الدراسة وهو سؤالها الرئيسي ومن خلال هذا التساؤل العام نطرح التساؤلات الاتية: 
- التساؤل النظري: ما المواطنة وما قيمها ومؤشراتها؟
- تساؤلات مشكلة الدراسة
1- إلى أي مدى تقوم الأسرة العمانية في تنشئة ابنائها على قيم المواطنة؟
2- ما هو تأثير متغيرات (النوع الاجتماعي، الحالة الزواجية، الحالة الاقتصادية، المستوى التعليمي) للأسرة في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة؟
3- ما أبرز الصعوبات التي تواجه الأسرة في تنشئة ابنائها على قيم المواطنة؟ 
منهجية الدراسة 
      تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الوصفية حيث يمكننا هذا المنهج من الحصول على بيانات ومعلومات واقعية ميدانية خاصة بدور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة، كما أنه يمكننا من معرفة اتجاهات الأسر في تنشئة أبنائها على المواطنة فهو يعمل على وصف الطرق والأساليب التي تقوم بها الأسرة في تنشئة أبنائها على المواطنة لكي نفهم واقع هذه التنشئة ونجمع المعلومات حولها كما يساعدنا في تفسير العلاقة والأسباب التي تجعل الأسر تقوم بهذا الدور، حيث اعتمدت الدراسة على طريقة المسح بالعينة وبهذا السياق تم أخذ عينة ممثلة من ولاية بوشر بمحافظة مسقط بناء على نتائج الإحصاء الإلكتروني العام للسكان والمساكن 2020م الصادر من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. 
نتائج الدراسة.       
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج وذلك وفق التساؤلات التي طرحتها:
1- إلى أي مدى تقوم الأسرة العمانية بتنشئة أبنائها على قيم المواطنة؟
2- ما أبرز الصعوبات التي تواجه الأسرة في تنشئة أبنائها على قيم المواطنة؟ 
وعند تحليل استجابات أفراد عينة الدراسة من أولياء أمور الأسر في ولاية بوشر، توصلت الدراسة إلى النتائج الأتية: 
دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيمة الولاء الوطني.
أ - أوضحت نتائج الدراسة أن الأسرة العمانية في ولاية بوشر تقوم بدور قوي جداً ومهم في تنشئة أبنائها على الولاء الوطني، وهو ما يدل على حرص هذه الأسر ووعيها بأهمية التنشئة الوطنية للأبناء، وغرس مفهوم الولاء الوطني لديهم، مستخدمة في ذلك أساليب متنوعة في تنشئتهم وإعدادهم على هذا المبدأ، ويتضح ذلك من خلال مؤشرات عدة تمثلت في الآتي (مرتبة تنازليا) حسب أهميتها لدى الأسرة:
1- تقوم الأسرة بتعريف أبنائها بواجباتهم تجاه الوطن.
2- تغرس الأسرة في الأبناء شعور الاعتزاز والفخر بوطنهم عمان.
3- تحرص الأسرة بأن تكون قدوة حسنة لأبنائها في محبة الوطن.
4- تنشئ الأسرة أبناءها على الحرص على سمعة الوطن في داخله وخارجة.
5- تحرص الأسرة بأن يحفظ أبناءها السلام السلطاني ويحترموا الرموز الوطنية مثل العَلم وشعار السلطنة.
6- تعلم الأسرة أبناءها الاعتزاز بإنجازات الوطن ونهضته.
7- تنشئ الأسرة أبناءها على أن الولاء لعمان أهم من أي ولاء آخر.
8- تعرف الأسرة الأبناء بأهمية تقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة.
9- تحرص الأسرة على الاحتفال بالمناسبات الوطنية.
10- تنشئ في الأبناء أن الانتماء للعائلة والقبيلة لا يقلل من حب الوطن والولاء له. 
ب - بينت نتائج الدراسة الدور الإيجابي للأسرة في ولاية بوشر في تنشئة الأبناء على الولاء الوطني، ويتضح ذلك من خلال إجماع الأسر على عدم تنشئتهم لأبنائهم بأساليب تقلل من الولاء الوطني لديهم، ونستدل على هذا من خلال العديد من المؤشرات تمثلت في التالي (مرتبة تنازليا) حسب رأي الأسرة:
1- أرى أن الدخل المادي الضعيف للأسرة قد يؤثر سلبياً في تنشئة الأبناء على الولاء للوطن.
2- أنشئ أبنائي على أن ولاءنا الأول يجب أن يكون لقبيلتنا.
3- يضعف ولائي للوطن حينما لا أحصل على حقوقي.
4- لا أهتم بمناقشة أبنائي حول أمور تهم الوطن.
5- لا أهتم باطلاع أبنائي على تاريخ وطنهم فهو من الماضي. 
دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيمة التسامح وقبول الأخر (المختلف قبلياً ومذهبياً).
أ - أظهرت نتائج الدراسة أن الأسرة العمانية في ولاية بوشر تقوم بتنشئة أبنائها على التسامح وقبول الأخر بدرجة قوي جداً، وهو ما يشير إلى قدرة هذه الأسر وإيمانها بأهمية التعايش ونبذ كافة أشكال الفرقة والخلاف مع المختلفين عنها، بل وتجسد ذلك من خلال تنشئة أبنائها على هذا الجانب، ويظهر ذلك جلياً من خلال مؤشرات عدة وهي (مرتبة تنازلياً) من حيث أهميتها لدى الأسرة:
1- تنشئ الأسرة أبنائها على ضرورة احترام الأخرين مهما كانت مكانتهم الاجتماعية.
2- تنشئ الأسرة أبنائها على ضرورة الحوار والتعايش مع الأخرين في المجتمع.
3- تنشئ الأسرة أبنائها على احترام المعتقدات والمذاهب الأخرى الموجودة في المجتمع.
4- تشجع الأسرة أبنائها على إقامة الصداقات وحب الأخرين بالمجتمع مهما كان الاختلاف المذهبي والقبلي معهم.
5- تحث الأسرة أبنائها على عدم التعصب تجاه المختلفين عنهم مذهبياً أو قبلياً.
6- تعرف الأسرة أبنائها بأن تقبل التنوع الطائفي يولد التعايش السلمي وهي ميزة وقوة للمجتمع العماني.
7- تنشئ الأسرة أبنائها على تقبل الرأي الأخر مهما اختلفوا معه.
8- تغرس الأسرة في أبنائي الاعتزاز بقبيلتهم واحترام باقي القبائل المكونة للمجتمع العماني.
9- تسمح الأسرة بالتقارب والمصاهرة) الزواج (مع أسر من مذاهب أو قبائل أخرى بالمجتمع.
10- ترى الأسرة أن التمييز القبلي يخفض من مستوى الشعور بالمواطنة.
ب - بينت نتائج الدراسة الدور الإيجابي والمهم للأسرة العمانية في ولاية بوشر في تنشئة الأبناء على التسامح وقبول الأخر (المختلف مذهبيا وقبليا)، وذلك من خلال اتفاق الأسر على رفض الأساليب التي تعمل على التعصب وعدم قبول واحترام الآخر المختلف، ويتضح ذلك من خلال دلالات عدة وهي (تم ترتيبها تنازليا) من حيث آراء الأسرة.
1-أنشئ أبنائي على أننا على النهج الصحيح مذهبياً وأن الأخرين على خطأ.
2- لا أتقبل اندماج أبنائي مع أبناء المذاهب الأخرى في المجتمع.
دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيمة الالتزام بالقوانين الوطنية.
أ - أشارت نتائج الدراسة إلى دور قوي تقوم به الأسرة العمانية في ولاية بوشر في تنشئة أبنائها على الالتزام بالقوانين الوطنية، وهو ما يدل على احترام الأسرة بصفة عامة للقوانين والتشريعات المنظمة للمجتمع، كما تسعى إلى ترسيخ هذا الشعور في أبنائها وتنشئتهم عليه، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال مؤشرات تمثلت في التالي (مرتبة تنازليا) حسب رأي الأسرة:
1- تنشئ الأسرة أبنائها على أهمية المحافظة على المرافق العامة كالحدائق والشواطئ والملاعب.
2- تكون الأسرة قدوة لأبنائها في الانضباط واحترام قوانين الوطن لتعويدهم على احترام أنظمة المجتمع وقوانينه.
3- تنشئ الأسرة أبنائها على ضرورة احترام قوانين الدولة.
4- عند الخروج بالسيارة نلتزم كأسرة بقوانين المرور ولا نتجاوزها.
5- تغرس الأسرة في أبنائها أن احترام القوانين واجب وطني على جميع الأفراد.
6- تبين الأسرة لأبنائها أهمية قوانين الدولة في قوة ورفعة عمان.
7- تنبه الأسرة أبنائها إلى عواقب عدم احترام القوانين وضرورة الالتزام بها. 
ب - توصلت نتائج الدراسة إلى إيجابية الدور الذي تقوم به الأسرة العمانية في ولاية بوشر في تنشئة أبنائها على الالتزام بالقوانين الوطنية وذلك من خلال اجماع الأسر على رفضها لأساليب التنشئة غير السوية التي تؤدي إلى عدم الالتزام بالقوانين الوطنية، ويتضح ذلك من خلال عدة مؤشرات تمثلت في (مرتبة تنازليا) حسب آراء الأسر:
1- أعتقد أن دور المدرسة في تربية الأبناء على احترام القوانين أهم من دور الأسرة. 
2- أرى أنه ليس من الضروري أن نثقف الأبناء بالقوانين قبل بلوغهم السن القانونية. 
3- أبرر عدم التزامي بالقوانين بحجج وأعذار أمام أبنائي.
4- لا أهتم بتثقيف أبنائي بالقوانين الموجودة بالمجتمع.
5- لا أكترث بتوجيه أبنائي في حالة لم يلتزموا بالقوانين والأنظمة.
دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيمة التعاون والمسؤولية المجتمعية.
أ - كشفت نتائج الدراسة عن دور قوي جداً للأسرة العمانية بولاية بوشر في تنشئة أبنائها على التعاون والمسؤولية المجتمعية، فهي تقوم بإعداد جيل متعاون مع بعضه البعض مترسخ لديه حس المسؤولية تجاه مجتمعة ووطنه، ويمكن تأكيد ذلك عبر عدة مؤشرات تمثلت في الآتي (مرتبة تنازليا) حسب وجهة نظر الأسرة:
1- تُشرك الأسرة أبنائها في بعض المهام والمسؤوليات المنزلية وذلك لتعويدهم على التعاون.
2- تنشئ الأسرة أبنائها على أن التعاون والمشاركة في خدمة المجتمع تعد من الواجبات الوطنية.
3- تعرف الأسرة أبنائها بأهمية التعاون والمشاركة في كل ما يخدم الوطن والمؤسسات الوطنية.
4- تعرف الأسرة أبنائها بأهمية المشاركة الشعبية مع الجهات الحكومية لخدمة المجتمع.
5- تغرس الأسرة في أبنائها أهمية التعاون والمشاركة في الأعمال التطوعية.
6- تغرس الأسرة في أبنائها أهمية المشاركة من خلال الاستماع إلى أفكارهم وآرائهم حول الموضوعات والقضايا الوطنية.
7- تغرس الأسرة في أبنائي الدافع إلى الاهتمام بما يدور في الوطن.
8- تصطحب الأسرة أبنائها عند المشاركة في بعض الاحتفالات والحملات الوطنية كالتبرع بالدم، وحملات التشجير، وتنظيف الشواطئ وغيرها.
9- تعرف الأسرة أبنائها بأهمية المشاركة في انتخابات المجالس البلدية ومجلس الشورى ولو لم يبلغوا السن الذي يسمح لهم بذلك.
ب - أوضحت نتائج الدراسة الدور العالي والقوي للأسرة العمانية في ولاية بوشر في تنشئة الأبناء على التعاون والمشاركة المجتمعية ويتضح ذلك من خلال إجماع الأسر على رفض أساليب التنشئة التي تتعارض مع قيم التعاون والمسؤولية المجتمعية، ويمكن أن نستوضح ذلك من خلال مؤشرات تمثلت في الآتي (مرتبة تنازليا) حسب آراء الأسرة:
1- أرفض المشاركة في النشاطات التي تقام لخدمة المجتمع.
2- أرفض التعاون والمشاركة للصالح العام فتلك مهمة الدولة والحكومة.
3- لا أشجع أبنائي على المشاركة في الفعاليات المجتمعية فقد تكون مضيعه للوقت.
الصعوبات التي تواجه الأسرة في تنشئة أبنائها على قيم المواطنة.

كشفت نتائج الدراسة عن مجموعة من الصعوبات والتحديات التي تواجه الأسر في القيام بدورها المطلوب في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة، وهي كالاتي متسلسلة من حيث أهميتها من وجهة نظر الأسر: 
1- الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الالكتروني الواسع، وما نتج عنه من غزو ثقافي ومعرفي.
2- إحساس الأسر بعدم المساواة في الحصول على الحقوق والامتيازات من قبل الدولة مع وجود المحسوبية بالمجتمع.
3- ضعف دخل الأسرة المادي.
4- تأثر الأبناء بالثقافات الأجنبية سواء عن طريق الفضاء الكوني المفتوح أو عن طريق الاختلاط مع المقيمين بالمجتمع من الجنسيات المختلفة.
5- عدم قيام المؤسسات التربوية وخصوصاً المدرسة بدورها المطلوب في مساندة الأسرة في تنشئة الأبناء على المواطنة.
6- شيوع استخدام وسائل التقانة الحديثة وإدمان الأبناء عليها.
7-عدم قيام المؤسسات الاعلامية بدورها المطلوب وافتقارها الى المحتوى الذي يتناسب مع متطلبات العصر الحاضر واحتياجاته في تنشئة الفئات السنية المختلفة على المواطنة.
8- انشغال الوالدين بأعباء الحياة اليومية وانعدام الحوار التربوي داخل الأسرة.
9- جهل الوالدين بثقافة المواطنة.
10- قلة الوازع الديني الذي يحث على الوحدة المجتمعية والانتماء للوطن لدى بعض الأسر.
11- الإشاعات الموجة ضد الوطن والتي تعمل على زعزعة ثقة الأفراد في الوطن ومؤسساته.
12- التفكك الأسري
13- مصاحبة الأبناء لأصدقاء السوء.
14- قلة الأنشطة والفعاليات المجتمعية التي تقام بالمجتمع.
15- تدني المستوى التعليمي للوالدين.

         خلاصة النتائج التي أتت بها الدراسة ووضحتها هو أن دور الأسرة العمانية في ولاية بوشر في تنشئة أبنائها على قيم المواطنة هو دور قويٌ جداً في مجمل الأبعاد التي شملتها الدراسة، وهو ما اتفقت عليه الدراسة مع كل من دراسة أحمد (2012) و سليمان2014) )  وأبو مغلي (2014) وإبراهيم (2015) والحراري (2016) والبشيشي (2019) والذي أكد الدور الإيجابي والقوي للأسرة في تنشئة الأبناء على المواطنة.
مقترحات الدراسة
        لما للمواطنة من أهمية في الترابط والاندماج والتكامل الوطني، واستناداً إلى ما سبق من نتائج يمكن وضع المقترحات التالية التي قد تفيد الأسرة والمجتمع في التنشئة على قيم المواطنة:
أولاً- مقترحات للأسرة
1- العمل على زيادة درجة وعي الأسرة بأهمية المواطنة وذلك من خلال برامج تثقيفية خاصة موجهة للأسر بمختلف الوسائل التثقيفية والتعليمية والإعلامية. 
2- تحفيز الأسر للقيام بدورها تجاه أبنائها وتنشئتهم على الأسس السليمة والقيم العمانية والإسلامية الحميدة التي تحض على أهمية الوطن وأولوية الانتماء له. 
3- استخدام مختلف وسائل الاتصال المتاحة اليوم في حث الأسر على متابعة أبنائها وتحصينهم تجاه كل ما من شأنه أن يعمل على هدم قيمهم ويؤثر على سلوكهم وولاءهم الوطني.
4- توعية الأسر، من خلال فعاليات ولقاءات شعبية وعامة مختلفة بأهمية تشجيع الأبناء على المشاركة والمساهمة في أنشطة وفعاليات المجتمع المختلفة؛ الأمر الذي ينمي ويعزز شعور المواطنة لديهم.
ثانياً- مقترحات للمجتمع
1- تبني المجتمع بمؤسساته المختصة المختلفة كمجلسي الدولة والشورى، ووزارة التنمية الاجتماعية، ومكاتب المحافظين لفعاليات وبرامج للمواطنة تستهدف الأسرة وأفراد المجتمع بصفة عامة.
2- تفعيل منظومة الحماية الاجتماعية للأسرة وضمان سبل العيش الكريم لها لما لذلك من أثر في تنمية الوعي بالانتماء للوطن الذي يوفر لها تلك الحماية.
3- توجيه وتحفيز المؤسسات والمنظمات الأهلية والمدنية المختلفة للتركيز في برامجها وفعالياتها على الانتماء الوطني والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والثقافية المختلفة التي تنشر وتعزز المواطنة والهوية الوطنية الحديثة. 
ثالثاً- مقترحات للمدرسة
1- إيجاد مناهج ومناشط للمواطنة وبأسلوب عصري مبتكر تهدف إلى تنشئة الطلاب بالتنشئة الوطنية المطلوبة.
2- زيادة درجة التفاعل بين المدرسة والأسرة والذي من شأنه أن يؤدي إلى التكامل بين المؤسستين في التنشئة الاجتماعية السليمة ومنها التنشئة على المواطنة.
3- تفعيل دور المدرسة بصورة أكبر في إبراز إنجازات الوطن والمحافظة عليها، وإبراز دورها في ترقية حياة وسمعة الوطن والمواطن العماني.
رابعاً- مقترحات لوسائل الإعلام
1- قيام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بدورها في إيجاد إعلام هادف وبطرق حديثة ومبتكرة يتماشى مع العصر ويكون مسانداً للأسر في تنشئة الأبناء على المواطنة.
2- تخصيص برامج حوارية ونقاشية حول الأوضاع الاجتماعية للأسر وإبراز أهمية دورها في التنشئة على المواطنة وبيان الأثر الإيجابي المهم لذلك على حياة الأسرة.
3- قيام الإعلام بدوره في بث رسائل إعلامية توعوية تعمل على تعزيز ثقة الأفراد بوطنهم ومحاربة الشائعات والأفكار السامة التي تستهدف الوطن.
خامساً- مقترحات البحوث والدراسات
1- إجراء مزيد من الدراسات المتعمقة حول أسس المواطنة وعوامل تحفيزها وتعزيزها، دراسات وبحوث حول دور الأسرة في تنشئة الأبناء على قيم المواطنة يأخذ باقي القيم التي لم تتناولها هذه الدراسة.
2- إجراء دراسات مسحية للتعرف على دور الأسرة في التنشئة على المواطنة بصفة مستمرة، وذلك للوقوف على أي تحدٍ من شأنه أن يقلل من هذا الدور.
3- قيام دراسات وبحوث حول دور الإعلام في تعزيز قيم المواطنة في السلطنة.