الفخار في الثقافات النيوليثية في موريتانيا كنموذج لثقافات العصر الحجري الحديث في غرب الصحراء الكبرى.

الباحث المراسلد. ريهام ذكي وزارة السياحة والآثار

تاريخ تسليم البحث :2023-02-21
تاريخ قبول البحث :2023-03-07
تاريخ نشر البحث :2023-05-29
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

الفخار في الثقافات النيوليثية في موريتانيا كنموذج لثقافات العصر الحجري الحديث في غرب الصحراء الكبرى
د. ريهام ذكي
وزارة السياحة والآثار- مصر

- الهدف من البحث:

يهدف البحث إلى إلقاء الضوء أحد أهم المصادر الأثرية لدراسة التاريخ القديم في شمال غرب إفريقيا بشكل عام، ودولة موريتانيا بشكل خاص، ألا وهو الفخار الذي يعد مصدراً هاماً لدراسة التاريخ القديم، لا سيما خلال العصر الحجري الحديث الذي يعد فترة هامة في التاريخ القديم نظراً لكونه يعد فترة انتقالية بين عصور ما قبل التاريخ، والعصور التاريخية.

ويمدنا الفخار بالكثير من المعلومات عن الحياة البشرية السابقة خلال العصر الحجري الحديث سواء في سياق النشاط البشري في الحياة اليومية (أواني متنوعة سواء أواني صغيرة أو جرار كبيرة للتخزين) أو في السياق الجنائزي (الدفنات) حيث تعد الأواني الفخارية من أهم أنواع الأثاث الجنائزي الذي عثر عليه مصاحباً للدفنات النيوليثية في موريتانيا. هذا بالإضافة إلى الدراسات المعملية الحديثة للكسرات الفخارية على سبيل المثال بعض الكسرات التي عثر عليها في ظهر تيشيت وولاتة وظهر النعمة والتي أظهرت دلائل للممارسة الزراعة الطوعية لنبات الدخن اللؤلؤي.

- أهمية البحث:

  يعتبر العصر الحجري الحديث من الفترات التاريخية الهامة في التاريخ القديم، نظراً لكونه الفترة الانتقالية بين عصور ما قبل التاريخ، والعصور التاريخية اللاحقة. ومما يزيد من أهمية الموضوع هو اختلاف موريتانيا خلال العصر الحجري الحديث عن موريتانيا الحالية في الظروف المناخية، وبالتالي توزيع المجموعات السكانية. وتعتبر موريتانيا مثالاً نموذجياً على التغير المناخي الذي حدث في حقبة الهولوسين. وتمدنا المصادر الأثرية ببعض المعلومات عن الحياة السابقة خلال العصر الحجري الحديث، ومن أهمها: الفخار.  

 


- إشكالية البحث، وسبل المعالجة:

  تعد منطقة الصحراء الكبرى مجالاُ خصباً لدراسة عصور ما قبل التاريخ، ليس فقط في السمات الحضارية والثقافية للمجموعات البشرية التي عاشت خلال تلك الفترات القديمة، ولكن أيضاً لدراسة التغيرات المناخية التي حدثت للصحراء الكبرى عبر الزمن. وتعد إشكالية البحث الرئيسية: هل كانت موريتانيا العصر الحجري الحديث هي ذاتها موريتانيا القاحلة حالياً؟ وما هي الاختلافات الرئيسية بينهما؟ وما هي أهم الأدلة الأثرية على هذا الاختلاف؟ وماهي الأدلة على الوجود السكاني خلال العصر الحجري الحديث سواء الحياة اليومية أو المعتقدات الجنائزية؟

أما طريقة المعالجة: فقد تم اختيار أحد أهم المصادر الأثرية التي ترتبط عادة بالعصر الحجري الحديث وهو: الفخار الذي يرتبط بالوجود البشري واستقراره سواء بشكل دائم أو متنقل أو شبه متنقل (موسمي).

- منهجية البحث:

   اتبع البحث منهج البحث التاريخي، كذلك منهج الدراسة الوصفية للمصادر الأثرية المتعلقة بموضوع البحث (الأواني والكسرات الفخارية) لإيضاح السمات العامة للفخار من خلال ما عثر عليه في العديد من المواقع الأثرية في موريتانيا سواء في غرب موريتانيا، وفي منطقة ساحل نواكشوط المطل على الأطلنطي، أو في منطقة الظهور في جنوب شرق موريتانيا.

مقدمة: 
أ- التعريف بمنطقة الدراسة: 
  يطلق على موريتانيا حالياً "الجمهورية الإسلامية الموريتانية" وهو الإسم الرسمي للدولة، وهى دولة عربية تقع في شمال غرب أفريقيا وعلى شاطئ المحيط الأطلسي بين دائرتي عرض30"  14 O، 24"  27 O شمالا (تشغل حوالى 13 دائرة عرضية) وبين خطي طول 5° ، 17° غربًا (تشغل حوالى 12 خط طول) ويحدها من الشمال كل من الصحراء الغربية والجزائر ومن الجنوب السنغال، ومن الشرق والجنوب مالى (انظر خريطة رقم 1). وتعتبر موريتانيا نقطة وصل بين العالم العربي والأفريقي وتجمع ما بين ثقافات وأعراق مختلفة (عربية وبربرية وإفريقية) . 
     يرجع اسم موريتانيا للعصر الروماني ويعني أرض الرجال السمر، وكانت هناك دولتان قديمتان في شمال إفريقيا تحملان هذا الإسم هما "موريتانيا القيصرية"، "موريتانيا الطنجية" ، وقد كانت موريتانيا من قبل معروفة عند الرحالة العرب أهل المشرق بأسماء منها : "بلاد شنقيط"، "صحراء الملثمين"، "بلاد لتمونة"  أما عامة سكان البلاد فكانوا يسمونها "أرض البيضان" في مقابل أرض السودان الواقعة جنوبها.

 

 

ب-تحديد النطاق الجغرافي لمنطقة الدراسة:
     يتداخل مفهوم عصور ما قبل التاريخ في موريتانيا ما بين إرتباطها بحضارات شمال إفريقيا وتأثرها بها مثل : الأشولية ، العاطرية  في العصر الحجري الوسيط ، والقبصية  في العصر الحجري الحديث والنقوش والرسوم الصخرية، ووجود شىء من الخصوصية في موريتانيا ذات ملامح مميزة خاصة بها ويظهر ذلك في ثقافة تيشيت والمناطق الساحلية خاصة منطقة نواكشوط، ومنطقة أكجوجت  التي تمثل العصر النحاسي في موريتانيا. 
     ويرى بعض الباحثين – و منهم فرنيه – أنه من أجل الدراسة الشاملة لجوانب عصور ما قبل التاريخ في موريتانيا يجب ضم منطقة الصحراء الغربية ( Western Sahara)  ومنطقة شمال مالي وشمال السنغال إلى منطقة الدراسة حيث تضم نفس الملامح الأثرية ونفس الظروف الجغرافية والمناخية.  فتقع الصحراء الغربية الساحلية شمال غرب موريتانيا من "نواذيبو" إلى منطقتي "عين بن تلي" و "شجا" في الشمال الشرقي، ولم تقف الحدود الطبيعية والبشرية عائقاً للإتصال بين تلك المنطقة وحتى نهاية نهر السنغال والحدود المدارية مع مالي، ويمكن إعتبار حدود الدراسة الجغرافية لموريتانيا فيما قبل التاريخ في عند موقع "الساقية الحمراء" شمالاً  ، والموقع في حالة سيئة فيما عدا كهف يضم رسوم صخرية مماثلة تماماً لنفس الأسلوب الموجود في موريتانيا في شرق البلاد وهناك مواقع في شرق البلاد وحتى إلى ضفاف  نهر السنغال جنوباً.


ج-التعريف بفترة الدراسة: العصر الحجري الحديث في موريتانيا:  
     يبدأ العصر الحجري الحديث في موريتانيا بشكل عام – من خلال المعطيات الأثرية الحالية - حوالى 6000 سنة ق.ح، فيعتبر لاحقاً زمنياً على منطقة الصحراء الوسطى، وينتهي مع بداية معرفة استخدام النحاس في منطقة (أكجوجت) التي تمثل معقل العصر الخالكوليثي (النحاسي) في موريتانيا الذي يؤرخ بحوالي 750 ق.م. ولكن مع ملاحظة أن هذه الفترة لا تزال تحتاج لمزيد من أعمال البحث العلمي والآثري نظراً لأن العصر الحجري الحديث لم ينته في كل مناطق موريتانيا في نفس التوقيت فقد انتهى بموجة جفاف قوية. 
وتعتبر الفترة من حوالى 2600 سنة ق.م بداية استقرار الإنسان الموريتاني القديم في العديد من المناطق بموريتانيا والانتقال من اقتصاد الجمع والالتقاط البدائي، والصيد البري إلى إقتصاد الرعي القائم على استئناس الماشية ثم الزراعة البدائية القائمة على العناية بالنباتات البرية كتطهيرها من الحشائش الضارة ثم حرفة الزراعة الطوعية القائمة على الاستقرار في القرى النيوليثية . وعند حوالى 1500 سنة ق.م ضربت المنطقة موجة جفاف قوية وعلى أثرها انتهت العديد من الثقافات النيوليثية في موريتانيا، ونظراً للهجمات المتتالية للمجموعات البشرية التي تصارعت مع السكان المحليين على البقاء في الأماكن التي يتوافر فيها المياه وفي المقابل استطاعت بعض الثقافات الصمود لفترة أطول – مثل ثقافة تيشيت وولاتة والتي ظلت حتى قبيل الميلاد ممثلة العصر الحجري المتأخر Later Neolithic في موريتانيا. 
     ويرتبط مفهوم "الثورة النيوليثية" في الأساس ببعض الأنشطة الجديدة  : الزراعة أو على الأقل الزراعة البدائية والتي ترتب عليها الاستقرار وتكوين القرى والبناء بالحجارة كما هو الحال في قرى تيشيت – ولاتة النيوليثية. وقد عانت العديد من المواقع الأثرية من أعمال النهب والسرقة لوقوعها داخل الصحراء، خاصة القطع الأثرية ذات الشكل الجمالي ومنها الفخار المزخرف، والأواني الحجرية، الأدوات الحجرية المتنوعة مثل: رؤوس السهام والفئوس اليدوية والمطاحن التي تنتشر في العديد من المواقع النيوليثية . 
- ثانياً: صناعة الفخار في موريتانيا:    
     عُثر في موريتانيا على كم هائل من الكسرات الفخارية، فبالكاد يمكن للمرء أن يخطو خطوة واحدة دون أن تطأ قدمه على كسرة فخارية حيث قام إنسان العصر الحجري الحديث باستهلاك كميات هائلة من الفخار الذي تكثر كميته حول بقايا البحيرات والأنهار القديمة. وكنتيجة لاختلاف احتياجات الإنسان في هذا الوقت فقد تنوعت أشكال الفخار من وعاء صغير إلى جرة مياه لحفظ المياه أو حتى صومعة يبلغ سعتها 80 لتراً لتخزين الحبوب.  وبشكل عام، يتسم الفخار النيوليثي ببساطته سواء صناعته اليدوية أو بساطة زخارفه. 

1-  الفخار في منطقة غرب موريتانيا : 
- أهم ملامح العصر الحجري الحديث بمنطقة غرب موريتانيا:  
تعتبر آثار العصر الحجري الحديث في غرب موريتانيا أكثر حداثة بالمقارنة مع منطقة الهضاب الوسطى الصحراوية ، ومع ذلك فمن المحتمل أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان خلال الألف السابعة ق.ح - حوالى الألف الخامسة ق.م- حيث يرجع أقدم تأريخ للاستيطان البشري بمنطقة غرب موريتانيا في موقع طينطان (Tintan) 6390 +- 160 سنة ق.ح، كذلك موقع سبيت ماكتيرSbeit Maqteir في منطقة شمال أدرار. وقد عُثر به على لقى أثرية أرخ أقدمها إلى 5113 +-140 سنة ق.ح، كذلك موقع دراع ماليشجدان، ويرجع أقدم تأريخ به إلى حوالى 4850 +-  130 سنة ق.ح، إلا أن المنطقة بشكل عام لا تزال تحتاج للمزيد من البحث العلمي والأثري. 
     ويبدو أن سكان هذه المنطقة قد جاءوا من الشمال ومن الشمال الشرقي وقدموا إليها تدريجياً، وسكنوا أولاً المناطق المنبسطة الممهدة وتنافسوا للحصول عليها. وانطلاقاً من 4000 سنة ق.ح-حوالى2000ق.م- بدأت تأتى هجرات بشرية للمنطقة من الجنوب ومن الجنوب الشرقي. ويرجع أقدم تأريخ للمنطقة بشكل عام لحوالي الألفية العاشرة ق.ح- حوالى الألف الثامنة ق.م- بتأريخ محتمل للعصر الإيبي باليوليثيك في موقع أزراجAzrag) ) 9120 +- 310 سنة ق.ح حتى الألف السابعة ق.ح الممثلة أيضاً في عدة مواقع في شمال مالي. 
    أما عن المواقع الأثرية في منطقة غرب موريتانيا فأهمها موقع خط ليماتيج Khatt Lemaiteg وهو من المواقع التي تنتمي لسلسلة العصر الحجري الحديث والذي يبدأ بالمنطقة في حوالى الألف الثانية ق.م. وقد شهدت المنطقة العديد من الثقافات المحلية بما في ذلك تلك الموجودة في وادي تلمسي ومنطقة أدرار وفي دهرانة (Dhraina) التي تشتهر بأوانيها المخروطية وفي شامي Chami)) وفي أماتليش (Amatlich). كما يوجد بعض المواقع النيوليثية على الساحل الشمالي لموريتانيا. 
• موقع خط ليماتيج كنموذج للمواقع الأثرية في غرب موريتانيا: 
    يقع خط ليماتيج - الذي تم اكتشافه في عام 1975 - على الكثبان الرملية في وسط المنطقة الصحراوية في غرب موريتانيا وقد مرت العديد من البعثات العلمية وغير العلمية على المنطقة ، وعلى أية حال فإن خط ليماتيج لا يختلف كثيراً عن المواقع الأخرى في منطقة أماتليش وقد يكون الفارق الوحيد هو وجود الكثبان الرملية الكثيفة التي منعت نهب الموقع عن طريق الحفر غير الشرعي من قبل الجماعات البدوية التي تقوم بالحفر بحثاً عن اللقى الأثرية النيوليثية والتي لها شكل جمالي جذاب وهو ما حدث في مواقع قريبة تقع على بعد كيلومترات قليلة نحو الشمال خط ليماتيج مثل مواقع: دامانى، وليمدينا، وفوم تيزجوي  وغيرها من المواقع في منطقة أماتليش التي تعرضت للعديد من أعمال النهب ويعتبر موقع  خط ليماتيج من المواقع المحمية على الرغم من أنه من السهل – نسبياً- الوصول إليه .
 قام بالعمل بالموقع كل من: روبرت فرنيه وDelaroziere Marie Francoise ،J.G Marcillaud ومن الباحثين المحليين محمد ولد باثيلي، ومحمد ولد خطار وذلك خلال الفترة من 1979 – 1985 من خلال المعهد الموريتاني للبحث العلمي. كما قام R. Moreau بدراسة جيولوجية المنطقة خلال الهولوسين خاصة موقع ليمدينا الذي يقع في المنطقة الواقعة 25 كم شمال خط ليماتيج. 
       ويضم الموقع العديد من تلال الكثبان الرملية جنوبي أماتليش، وفي الجنوب الغربي للكثبان الرملية لدهرانة. كما يقع خط ليماتيج إلى الشرق من سهول إينشيري برمالها المائلة للحمرة والتي يتخللها مرتفعات أكجوجت الصخرية. أما تربة خط ليماتيج نفسها فهي تميل للون الرمادي إذ تحتوى على قطع من الكوارتز والشست والسيلكات . وتستطيع هذه التربة تخزين مياه الأمطار لفترة معقولة ولكن اليوم لم يتبق أية وديان بالمنطقة، كما أن النباتات الحالية فهي قليلة العدد ومعظمها من الأكاسيا. أما السهول القديمة التي كانت موجودة وقت ثقافة أماتليش فقامت الرمال بتغطيتها وهو ما ساعد على حفظ بعض البقايا النباتية القديمة بالمنطقة.
      وبشكل عام، تقع معظم مستوطنات أماتليش القديمة وسط الكثبان الرملية باستثناء المستوطنة الثالثة في خط ليماتيج حيث تقع على الحد الجنوبي لكثبان أماتليش. ويضم موقع خط ليماتيج من 4 مستوطنات ذات مراحل زمنية مختلفة: فالمستوطنة الأولى تؤرخ بالألف الرابع ق.ح -حوالى الألف الثانية ق.م، والثانية لم يستطع تأريخها بالكربون المشع حتى الآن. أما الثالثة فتؤرخ بحوالي 3040 سنة ق.ح - حوالى 1100 ق.م. أما الرابعة فتؤرخ بالألف الأولى ق.م كما يوجد إضافات قليلة متأخرة في بعض المواقع في غير سياقها الأثري وتشمل بعض البقايا الفخارية من العصور الوسطى. ويعتبر خط ليماتيج من أغنى المواقع في منطقة أماتليش، وقد عثر في المستوطنة الأولى على أنماط متنوعة من الأواني الفخارية، وكلها مزخرفة وجيدة الحرق. أما فخار المستوطنة الثانية فهو مشابه للمستوطنة الأولى لكنه أصغر حجماً. أما المستوطنة الثالثة، فإن زخرفة الفخار أكثر بساطة كما يوجد بعض الفخار غير مزخرف، كما عثر على العديد من أحجار الطحن وأغلبها كبير الحجم. 
• الصناعات الفخارية في خط ليماتيج: 
       يعتبر الفخار من الصناعات الرائدة في موقع خط ليماتيج، وتنتشر شظايا وكسرات الفخار على أرض الموقع فلا يمكن المشي فوق سطح الموقع – حرفياً – بدون لمس أي قطعة من الفخار بمعدل قد يصل إلى 200 كسرة في المتر المربع، وعلى ما يبدو أن الجماعات البشرية المختلفة التي سكنت موقع خط ليماتيج ما بين حوالى 3300 - 2800 سنة ق.ح. (حوالى1300 – 800 سنة ق.م) استخدمت الكثير من الفخار حيث صنعوا الألاف من الأواني الفخارية التي زينت بعناصر زخرفية أصيلة من غرب الصحراء. كما عُثر على القليل من تماثيل لحيوانات من التراكوتا والتي ربما تكون تشير لعبادة وتقديس الحيوانات. وعلى الرغم من وفرة الأواني في خط ليماتيج ، فلم يتم العثور على أغطية أو أقماع أو أقراص فخارية مثقوبة مثل تلك التي عثر عليها في منطقة نواكشوط.  أما عن مادة الصناعة فيرجح أن يكون الفخار مصنوعاً من الطين الموجود من السهل الموجود قبالة موقع خط ليماتيج ، وقد قام عدد من الباحثين بدراسة الفخار في كل من المستوطنات الثلاثة ومقارنتها معاً والتي يظهر من دراستها أنها متجانسة معاً في الأشكال والزخارف. 
أ- فخار المستوطنة الأولى : 
     تم تأريخ الكسرات الفخارية التي عُثر عليها في المستوطنة الأولى عن طريق الكربون المشع 14 ووجد أنها ترجع إلى 3350 +-130 سنة ق.ح. -حوالى 1400 سنة ق.م - و3310 +- 200 سنة ق.ح- حوالى 1360 ق.م. ومن خلال دراسة الكسرات الفخارية فيبدو أن استيطان المنطقة كان في منطقة شاسعة شمال خط ليماتيج بواسطة مجموعة متجانسة ثقافياً. ومن خلال أعمال البعثة الفرنسية – الموريتانية المشتركة، فقد تم جمع حوالى 400 من كسرات الفخار بالإضافة إلى 39 إناء تم إعادة تجميعهم.  
      تعد أشكال وزخارف فخار المستوطنة الأولى متجانسة وذات أشكال محلية فيما عدا بعض الكسرات القليلة التي تبدو وأنها مستوردة. أما عن أشكال الأواني فمعظمها شبه كروي أو شبه بيضاوي، كما يوجد مجموعة من الأطباق المسطحة.  وبالنسبة للحواف فيمكن تمييز 3 أنماط مختلفة من الحواف. كما يختلط بفخار هذه المستوطنة - ويشبه في ذلك أيضاً المستوطنتين الثانية والثالثة - مواد إزالة الدهون من الفخار مختلطة أحياناً بقصد أو بدون قصد مع حبيبات الكوارتز. ويندر خلط القش وروث الحيوانات والرمل مع فخار هذه المستوطنة وتختلف درجات حرق الفخار: فالأعلى جودة هو الأكثر حرقاُ، كما عثر على كسرات أقل في الجودة والحرق ربما لاختلاف الصانع أو اختلاف الوظيفة أو لاختلاف الفترة الزمنية. ومعظم فخار هذه المستوطنة غير مصقول السطح. 
     وبالنسبة لحجم الأواني فهي ليست كبيرة جداً: فمتوسط طولها 15.3 سم ومتوسط سمكها 6.6 مم، مع الوضع في الاعتبار أن الشكل الشبه كروي أو البيضاوي يفرض قيوداً على الأبعاد، وأكبر إناء يبلغ طوله 33.5 سم. وهذا على العكس من ظهر تيشيت مثلاً الذى كانت فيه الجرار الكبيرة من السمات الرئيسية للفخار. وبالنسبة لأشكال الزخرفة: فالأشكال الشائعة هي زخرفة العجلات الدوارة، وزخرفة أسنان المشط، وزخرفة الخطوط المموجة وزخرفة الحبال وهى ممثلة في صفوف أفقية متوازية.  
ب- فخار المستوطنة الثانية : 
     أثناء دراسة هذه المستوطنة تم العثور على ما يقرب من 2500 كسرة فخارية في المتر المربع وبإعادة تشكيلها وجد أنها تكون حوالى 200 آنية فخارية وهذا يدل على العدد الكبير من الأواني في الموقع ومن ثم استيطان الموقع لفترة طويلة من الزمن.  أما عن شكل وطراز وزخرفة الفخار: فهو مماثل لفخار المستوطنة الأولى إلا أنه يوجد العديد من الأواني أكبر حجماً يصل قطرها إلى 19.3 سم، وبارتفاع ما بين 20 إلى 39 سم، والسمك من 6.1 إلى 6.6 مم، لذا فيعتبر فخار المستوطنة الثانية أكثر اكتنازاً من نظيره من المستوطنة الأولى. 
     ومن بين فخار المستوطنة الثانية نموذج فريد من نوعه في منطقة غرب موريتانيا لوعاء شبه بيضاوي عثر عليه على حدود المستوطنة الثانية، وقد عثرت N. Petit Maree على نموذج مشابه له في موقع مارزوبة شمال طينطان. ويرجع أصل هذا الفخار من المنطقة الحدودية ما بين الجزائر والنيجر وأيضاً منطقة أزواج (Azawagh)  في النيجر، وهذا قد يدل على وجود تبادل ليس فقط فيما يخص خط ليماتيج وإنما منطقة غرب موريتانيا كلها.

ج-فخار المستوطنة الثالثة:
    قام محمد ولد خطار بدراسة فخار المستوطنة الثالثة الذي عثر فيه على كمية وفيرة من الفخار (1400 كسرة فخارية، 20 آنية).   ويختلف هذا الفخار تقريباً تماماً عن المستوطنتين الأولى والثانية وأهم سماته: 
- غياب لأنماط زخارف الفخار الممثلة في فخار المستوطنتين الأولى والثانية حيث يمثلان أقل من 2 %  بينما 70% من الأواني المزخرفة تأخذ شكل زخرفة المشط والخطوط المموجة المتقاطعة. وبشكل عام، فإن أشكال وأنماط الزخرفة أوسع نطاقاً من فخار المستوطنتين الأولى والثانية.
- يذكر (خطار) أن الأسلوب الأكثر شيوعاً في زخرفة الفخار هو زخرفة المشط والخطوط المموجة، ومعظم الأواني تجمع ما بين زخرفة المشط بشكل أساسي مع أنماط أخرى للزخرفة وهناك فرق في الحجم في أنواع وتصاميم الفخار بالمقارنة مع المستوطنتين الأولى والثانية. 
- يعد فخار المستوطنة الثالثة جيد الصناعة، ويمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كانت بعض تلك العناصر أقدم زمنياً وتتوافق مع بداية الاستيطان البشري للمنطقة في حوالى 3300 سنة ق.ح. (حوالى 1200 ق.م)، أو أنها أحدث وترجع بالفعل للمستوطنة الثالثة التي تؤرخ بحوالي 3040 +- 160 سنة ق.ح (حوالى 1090 ق.م) أو أنه يمثل فترة استيطان أخرى محدودة للمكان. 
د-  فخار المستوطنة الرابعة :
تقع هذه المستوطنة في مساحة صغيرة تبلغ حوالى واحد هكتار بين المستوطنتين الأولى والثانية. ويؤرخ هذا الموقع من خلال ما عثر به من فخار بحوالي 2830 +_ 60 سنة ق.ح (حوالى 880 سنة ق.م). وقد تم سكناه في فترة وجيزة وبصورة متقطعة حيث أنه منذ ذلك الحين لم يعثر على مثل هذا الفخار في أماكن أخرى بالمنطقة. لذا فمن المنطقي أن يتبادر للذهن وجود مخيم للرعي حيث لم يعثر على أي رؤوس للسهام خلال فترة وجودهم. لذا يحتمل اتجاههم نحو الجنوب في موسم الأمطار. ولا يمكن مقارنة فخار هذه المستوطنة مع الفخار من المستوطنات الثلاثة الأخرى وذلك لقلة ما عُثر عليه من الفخار (24 من الكسرات، و4 من الأواني)، إلا أنه ومن خلال دراستها، يمكن معرفة أنها مختلفة حيث يميل شكل الأواني لكونها شبه كروية أكثر منها شبه بيضاوية. 
- ثانياً: منطقة جنوب شرق موريتانيا (ثقافة ظهر تيشيت-ولاتة):
    طرأت على المنطقة فترة مناخية شديدة الجفاف عند حوالى 3000 سنة ق.ح (حوالى الألف الأولى ق.م). وقد تسبب هذا الجفاف بنهاية العصر الحجري الحديث في العديد من المناطق، لكن  استمرت بعض الثقافات لاحقاً لعدة قرون كما حدث في ثقافة تيشيت.  وقد تركت هذه الفترة الجافة صداها كما في منطقة شامي التي شهدت كثافة سكانية في حدود 3500 سنة ق.ح، وأخرى ما بين 2500 سنة ق.ح، ويفصل بينهما فراغ واضح حول 3000 سنة ق.ح. كما لوحظ هذا الفراغ في خط ليماتيج. 
  وقد تحسن المناخ بعد ذلك بعقود في الجزء الجنوبي من الصحراء، فظهرت ثقافات جديدة في جنوب غرب موريتانيا مرتبطة باستخدام النحاس ممثلة العصر الخالكوليثي بموريتانيا. وفي المقابل استطاعت ثقافة تيشيت في جنوب شرق موريتانيا "التكيف" الاقتصادي والاجتماعي كنتيجة لتغير المناخ، وعدم كفاية الأمطار للعيش. وقد أخذ هذا التكيّف أشكالاً مختلفة مثل العيش في المناطق القريبة للمياه مثل الأودية وضفاف المجاري المائية، والتركيز على تربية الماشية بدلاً من الصيد، واستبدال البقر بالماعز ثم الإبل، أو حتى الانتقال إلى مناطق أكثر مطراً في الجنوب خاصة مع قدوم مجموعات بشرية جديدة مثل القبائل البربرية في الصحراء، والشعوب التي تسكن الساحل الإفريقي وهى المجموعات التي ستؤسس "الدول" الكبيرة فيما بعد في منتصف الألف الأول الميلادي (مملكة غانا).   
     تمثل ثقافة تيشيت أول مجتمع سكاني مستقر في افريقيا بخلاف وادي نهر النيل، وقد حفظت مستعمرات تيشيت الحجرية الواسعة بفضل المنحدرات الصخرية الواسعة في موريتانيا، ومنتجها الثقافي المميز والذي امتد حتى ضفاف نهر النيجر ودلتاه وذلك في نهاية الألف الثانية ق.م . ومن خلال الدراسات الأثرية قام (مونسون) من خلال دراسته للمنطقة بتمييز 8 مراحل خاصة بظهر تيشيت وذلك من خلال دراسة الأنماط المختلفة من الفخار، وتحليل الكربون المشع.  
   ويتميز فخار ظهر تيشيت ببساطته سواء في طريقة صناعته يدوياً، ومعظمه جيد الحرق، أو في أنماط الزخارف على سطحه، وإن وجدت بعض الكسرات المميزة وعليها آثار لون أحمر على سطحها Red Slipped ، كما اختلفت وسائل تنفيذ الزخارف نفسها مثل طريقة الحز incised ، أو على هيئة طبعات بسيطة impressed على السطح الخارجي للإناء.  
   وأغلب الفخار مخلوط بالرمال، وفي بعض الأوقات تم دمج حبيبات الكوارتز (أكثر الأحجار إنتشاراً في موريتانيا)، كما تم إعادة خلط مسحوق الفخار المحروق Grog ضمن عجينة الفخار، هذا بالإضافة إلى استخدام حبوب نبات الدخن اللؤلؤي أيضاً . 
 ثالثاً: الدراسة المعملية للفخار كجزء من الأدلة الداعمة لممارسة حرفة الزراعة الطوعية في ثقافة تيشيت – ولاتة:
     تعتبر منطقة ظهور تيشيت وولاتة الواقعة في جنوب شرق موريتانيا منطقة ثرية لدراسة ممارسة الزراعة قديماً.  وقد أكدت أعمال الحفائر وجود نبات الدُخن وزراعته في منطقة جنوب شرق موريتانيا حيث منطقة الظهور تيشيت وولاتة، وذلك من خلال تأريخ البقايا النباتية المخلوطة مع طين الفخار كذلك من بقايا الفحم النباتي من مواقع: أكريجيت بظهر تيشيت، عود شيبي بظهر ولاتة وقد أعطى تواريخ ما بين  3830 +_ 260 ق.ح ، و 2430 +_80 سنة ق.ح .  وقد أظهرت الأبحاث الحديثة العديد من الدلائل على معرفة وممارسة الزراعة ويمكن تصنيفها إلى: 
-  أدلة مباشرة: وهي وافرة في المنطقة، وهي عبارة عن بقايا عديدة ومتنوعة للأواني الفخارية وهذه البقايا غنية بالبذور والبقايا النباتية من الفصيلة المستأنسة المخلوطة مع الطين المصنوع منه هذه الأواني وتتضح هذه البقايا النباتية أكثر على الأسطح الداخلية غير المزخرفة للأواني وقد تم دراسة هذه البقايا النباتية بواسطة كل من: Jacques – Felix، P.J Munson، Selvie Amblard، J.F. Saliege وذلك في عدة مواقع وقرى بظهري تيشيت وولاتة ، وظهر النعمة وتأريخها عن طريق التحليل الراديوكربوني.  
- أدلة غير مباشرة: وهى عبارة عن بقايا حدائق وحقول وصوامع وأواني للتخزين، وهى تظهر أيضاً في المستعمرات الصحراوية الأخرى. 
 رابعاً: الفخار الجنائزي: 
    عثر على العديد من الأواني والكسرات  الفخارية بصحبة الدفنات في موريتانيا في كل من: جبانة عين النوس ، وبعض الدفنات بالمستوطنتين الأولى والثانية في خط ليماتيج حيث لم يعثر على الكثير من بقايا الدفنات بخط ليماتيج (مثل مقبرة الطفل في خط ليماتيج رقم: LEM 79 SA 85)، كذلك في جبانات طينطان وشامي . 
    وبشكل عام فإن وجود الفخار مع الدفنات عادة متكررة في موريتانيا. كما يوجد موقع مشابه على بعد بضعة أميال إلى الجنوب من خط ليماتيج وهو موقع Rfayeg حيث تم اكتشاف 5 مقابر كانت تضم فخار جنائزي وتؤرخ إلى 3900-3400 سنة ق.ح. ويذكر (فرنيه) أن ثقافة الأواني المخروطية في موقع دهرانة الممتدة نحو حوالى 100 كم إلى الجنوب هي التي افتتحت هذه الممارسة بمنطقة غرب موريتانيا. 
       وقد حملت هذه الأواني الفخارية بعض الزخارف ذات أشكال بسيطة، ويلاحظ أن إحدى هذه الأواني به آثار إصلاح – ترميم مما يشير إلى أن هذه الأواني كان لها أغراض أخرى وتم استخدامها في الحياة اليومية بخلاف الغرض الجنائزي، ولكن ليس لدينا معرفة عن نظام الطقوس والشعائر الدينية. ولكن كان هناك طقوس دينية خاصة بالموتى فلماذا لم يحرصوا على الحفاظ على جثث الموتى؟ فعلى الأقل كان ليتم اختيار أماكن أفضل للدفن أو الدفن في حفر وآبار أكثر عمقاً بدلاً من الدفنات ذات العمق البسيط القريبة من سطح الأرض. 
- الخاتمة: 
• يعتبر الفخار من أهم المصادر الأثرية لدراسة العصر الحجري الحديث في موريتانيا، سواء لدراسة الحياة اليومية أو المعتقدات الجنائزية وعادات الدفن التي مارسها الإنسان القديم خلال العصر الحجري الحديث. 
• عُثر على الكثير من الأواني والكسرات الفخارية بالعديد من المواقع الأثرية في موريتانيا: غرب موريتانيا (مثل خط ليماتيج)، جنوب شرق موريتانيا (منطقة الظهور) أو في منطقة الساحل المطل على المحيط الأطلنطي سواء في سياق المستوطنات البشرية أو في الدفنات. 
• تتسم الأواني الفخارية في موريتانيا خلال العصر الحجري الحديث بالبساطة بشكل عام، سواء أشكال وأنماط الأواني أو الزخارف الموجودة على السطح الخارجي. وهى تتناسب مع نمط الحياة النيوليثي في موريتانيا والذي يمكن إعتباره نمط "شبه منتقل" حيث رعي الحيوانات بشكل أساسي مع وجود بعض الأنشطة اليومية الأخرى حسب طبيعة البيئة: صيد الأسماك والرخويات (منطقة نواكشوط، والساحل المطل على الأطلنطي)، صيد الحيوانات (منطقة غرب موريتانيا)، والزراعية البدائية ثم الطوعية لنبات الدخن (في منطقة الظهور تيشيت وولاتة والنعمة) والتي تعد آخر فترات العصر الحجري في موريتانيا. 
• لا تقتصر دراسة الفخار على تصنيفه إلى أنماط حسب الشكل والوظيفة ومادة الصنع، وإنما تشمل أيضاً الدراسة المعملية لطين الفخار وفحص أي مواد نباتية أو عضوية عن طريق التحليل الراديو كربوني. ومن الممكن أن تعطي نتائج الدراسة المعملية معلومات هامة مثل التعرف على البقايا النباتية المختلفة، وفصائلها، وأنواعها، كذلك بيان إن كانت من الفصيلة البرية (تنمو في البيئة بشكل طبيعي) أو مزروعة بواسطة الإنسان القديم. وهذا يتيح لنا معرفة الكثير عن النمط الغذائي للإنسان الموريتاني القديم، لاسيما خلال العصر الحجري الحديث.  

قائمة الأشكال والخرائط

شكل رقم (1): خريطة توضح حدود دولة موريتانيا الحالية، وأهم المناطق بها، المصدر:
http://www.lahistoriaconmapas.com/atlas/map-cities/Mauritania-cities-map.htm (accessed on:15\5\2022)

شكل رقم (2): خريطة توضح أهم المواقع الأثرية في موريتانيا المذكورة بالبحث، المصدر :
Vernet, R.: 2010. p.12

  

شكل (3): أنماط الزخرفة الشائعة في فخار المستوطنتين الأولى والثانية بخط ليماتيج. وتتميز أشكال الزخارف بأنها خطوط هندسية سواء متعرجة أو مموجة أو مستقيمة متوازية أو متقاطعة متقاطعة (تشبه الشبكة). 
المصدر: 
Bathily, M. S., et al.:1998. P.117

شكل (4): وعاء شبه بيضاوي من المستوطنة الثانية مشابه لفخار (Azwagh)
المصدر: 
Bathily, M. S., et al. :1998. P.122

شكل (5) : أحد الأواني المزخرفة ولها فتحة مخصصة لصب السوائل- من خط ليماتيج. يظهر على الكسرات زخرفة على شكل أنصاف دوائر، كذلك خطوط متعرجة منفذة بطريقة الحز، ويتلاحظ كثرة الزخارف بمنطقة الفوهة. المصدر:
Bathily, Mohamedou S., et al: 1998. P.118

شكل (6) :جرة فخارية عثر عليها من القرية رقم V.72  بظهر تيشيت، وعلى سطحها الخارجي زخارف بسيطة impressions . المصدر : 
Amblard, S. : 2014
http://afriques.revues.org/docannexe/image/1496/img-15.jpg


شكل (7): أحد الأبنية الحجرية من قرية رقم ( V.72) ويلاحظ  وجود قاعدة حجرية (أرضية) للمبني بالإضافة إلى الجدران الحجرية. المصدر: 
Amblard, S. (2014) http://afriques.revues.org/docannexe/image/1496/img-17.jpg 
  
شكل (7): كسرة فخارية من (عود شيبي) بظهر ولاتة ويظهر بها آثار البقايا النباتية (السطحين الخارجي والداخلي)، ويظهر آثار البقايا النباتية بشكل أكبر (السطح الداخلى)، المصدر:
Amblard, S. ; Pernès, J.:1989. p.118
      
أحد أنماط الفخار الذي عثر عليه بالجبانة يحمل زخارف على شكل الخطوط الدائرية المنفذة بطريقة الحز– من جبانة عين النوس. إناء شبه كروي الشكل، عليه بعض الزخارف البسيطة -من جبانة عين النوس. أحد الأواني ذو قاعدة مستديرة – من جبانة عين النوس. أحد الأواني ذو بدن كروي وفوهة ضيقة ربما استخدم في حفظ أحد السوائل من جبانة عين النوس.
شكل (8): بعض نماذج الفخار الجنائزي من جبانة عين النوس. المصدر: 
Vernet, R.; Boulanger, P.: 2006. Pp.119-126

شكل (10) : فخار ثقافة طينطان – نواكشوط تحمل على سطحها الخارجي زخرفة بسيطة الشكل عبارة عن خطوط صغيرة أفقية، وعلى الحافة يوجد زخرفة بسيطة عبارة عن خطوط متقاطعة متشابكة، المصدر:
Gallin, A. ; Vernet, R.: 2004. p.79

شكل (11): فخار جنائزي ملون من جبانة عين النوس، ويظهر على سطحها زخرفة الحلقات الدوارة منفذة بطريقة الحز عليها آثار باللونين الأزرق والأحمر، المصدر:
Vernet, R. ; Naffe, D.: 2003 .p. 48

قائمة المراجع:
- المراجع العربية والمعربة: 
• خالد أبو غنيمة: معجم ومصطلحات عصور ما قبل التاريخ. الأردن: جامعة اليرموك، 2009.
• تاريخ ابن خلدون: الجزء السادس، منشورات مؤسسة العلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1971.
• سيدي مالك ولد محمد فاضل: التصحر في موريتانيا، دراسة جغرافية، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد البحوث والدراسات العربية، قسم الجغرافيا، القاهرة، 2006.
• محمد ولد ختار وأخرين: الأركيولوجيا في إفريقيا الغربية: الصحراء والساحل، ترجمة بوبة ولد نافع، CRIAA، نواكشوط، 2002. 
- المراجع الأجنبية: 
• Amblard, S.; Pernès, J.: The Identification of Cultivated Pearl Millet (Pennisetum) Amongst Plant Impressions on Pottery from Oued Chebbi, Dhar Oualata, Mauritania). The African Archaeological Review (7), 1989.
• Amblard, S.: Agricultural evidence and its interpretation on the Dhars Tichitt and Oualata, south-eastern Mauritania. In G. Pwiti & R. Soper (Eds.). Aspects of African Archaeology. University of Zimbabwe, 1996.
• Augustin Holl F.C.: Coping with uncertainty: Neolithic life in the Dhar Tichitt-Walata, Mauritania, (ca. 4000–2300 BP) C. R. Geoscience (341). 2009. Pp.703–712.

• Bathily, M.S. : L’industrie lithique du site néolithique de Khatt Lemaiteg (Mauritanie occidentale). Mém. DEA, Univ. Paris I, 1984-85.
• Bathily, M.; Khattar, Mohamed Ould; Vernet, R.; Les sites Néolithiques de Khatt Lemaiteg (Amatlich) en Mauritanie Occidentale. Département d` Histoire de l` Université de Nouakchott. Centre de Recherches Interafricain en Archéologie (CRIAA). Centre Culturel Français de Nouakchott. Nouakchott, 1998.
• Baouba ould Mohamed Naffé; Vernet, R.: The archaeological patrimony of Mauritania. SNIM Informations (22). 2001, Pp. 31-36.
• Courcier, A. : La métallurgie du cuivre dans la région de l’Inchiri, en Mauritanie au cours de l’Holocène récent. Etat de la recherche à la lumière des nouvelles recherches menées par le projet franco-mauritanien. Projet CUPRUM, rapport de la campagne 2016, Pp.1-46.  
• Decalo, S.: Historical Dictionary of the Niger. 3rd edition, Boston & Folkestone: Scarecrow Press, 2012.  
• Euzennat, M : Le Limes de Tingitane, la frontière meridinal, éd C.N.R.S. Paris, 1989.
• Ferre B., Person A., Amblard-Pison, S. : Direct ostracodic evidence of a Neolithic food crop practice on Dhar Oualata (SE Mauritania). Neues Jahrbuch für Geologie und Paläontologie Stuttgart (3), 2001. Pp. 129-141, 
• Gallin, A. : Les styles céramiques de la nécropole d’Aïn en Nouss, Mauritanie occidentale in : Les marges saharo-sahéliennes de l’Afrique de l’Ouest. Thème 3 : Afrique de l’Ouest atlantique, Vernet R. Ed., Nouakchott / Dakar / Paris, Université / IFAN / CAD / Ministère des affaires étrangères. (Rapport d’activités 2002), 2002. Pp. 23-25,

• Gallin, A. ; Vernet, R. : Les ensembles céramiques de la région de Nouakchott au IVe millénaire BP : éléments de classification, in : Actes de la deuxième table ronde "La céramique imprimée du Sahara et de ses marges", Gallin A., Commelin D. (Dir.). Préhistoire Anthropologie Méditerranéennes (13), 2004. Pp.79-86.
• Khattar, Ould Mohamed : Etude de l’habitat III du site préhistorique de Khatt Lemaïteg (Mauritanie occidentale) ENS Nouakchott. Mémoire de fin d’études, 1983.
• MacDonald, K. C., Vernet, R., Martinón-Torres, M., & Fuller, D. Q.: Dhar Néma: From early agriculture to metallurgy in southeastern Mauritania. Azania: Archaeological Research in Africa (44), 2009. Pp. 3–48.

• Marshall, F.; Hildebrand, E.: Cattle before crops: The beginnings of food production in Africa. Journal of World Prehistory (16), 2002. Pp. 99–143. 
• Moreau, R. : Le site de Lemdena au Quaternaire récent (région d'Akjoujt- Mauritanie). Bulletin de Liaison - ASEQUA (27-28), 1970. Pp. 29-38.
• Munson, P.: The Tichitt tradition: A late prehistoric occupation of the southwestern Sahara. Université d`Urbana- Champaign. Ph.D. 1971
• Tissot, M. : Recherches sur la géographie comparée de Maurétanie Tingitane. Paris, 1876.

• Vernet, R. : La préhistoire de la Mauritanie, Introduction à la Mauritanie. Institut de recherches et d'études sur le Monde Arabe et Musulman. Éditions du CNRS, 1979.
• Vernet, R.; Baouba ould Md Naffé. Dictionnaire archéologique de la Mauritanie CRIAA. Nouakchott, 2003.
• Vernet, R. ; Boulanger, P. : La céramique du cimetière de l'Aïn en Nouss en Mauritanie occidentale (3965 BP) Préhistoire en Afrique, Actes du XIVe Congrès de l'UISPP. Université de Liège, Belgique, Septembre 2001. BAR. Oxford, 2006. Pp.119-126.
- المراجع الإلكترونية: 
- http://www.lahistoriaconmapas.com/atlas/map-cities/Mauritania-cities-map.htm (accessed on: 15\5\2022)
- https://www.utep.edu/leb/pleistnm/abbreviations.htm (accessed on: 17\6\2022).
- http://afriques.revues.org/docannexe/image/1496/img-17.jpg (accessed on: 17\6\2022).