التبدّلات الصوتیّة في لهجة الحمراء الظواهر الصرفیّة والصوتیّة في لهجة الحمراء؛ دراسة وصفیّة تحلیلیّة
الباحث المراسل | د. خالد بن عبدالله بن محمد العبری | نائب والي بوشر |
الهمزة صوت حنجری لا یمکن نطقه فی بعض الأحیان فی اللهجة، وکأنَّ له معاییر عدّة کی تنطق به أی لهجة، حتى بات فی درج الکلام والمعتاد أن تسقط وسط السرعة فی القول؛ لأن المفهوم اعتاد على مثل هذا النطق دون وجود أی إشکال. وقد تسقط الهمزة فی بدایة الکلام أو وسطه أو نهایته، ولا یعنی ذلک أنَّ إهمالاً وقع عند نطق الهمزة- فهو صوت اختلف فیه القدماء والمحدثون. وفی هذه اللهجة حین یصدر صوت الهمزة ینغلق المزمار، ویحبس الهواء خلفه ویسمع انفجار بشکل مفاجئ، ویندفع الهواء عبر الفم لانغلاق التجویف الأنفی.
وبعد إبدال الهمزة فی الفصحى ولهجة الحمراء فی الأول والوسط والآخر تحدثت عن التبدلات الصوتیة الأخرى فی لهجة الحمراء کإبدال الکاف جیماً مهموسة (الکشکشة)، إبدال القاف کافا فارسیة، إبدال الهمزة عینا وهذا نوع مستقل عن الإبدال السابق ذکره، إبدال السین صاداً، إبدال الصاد سیناً، إبدال السین زایا، إبدال الصاد زایا، إبدال الجیم شیناً، إبدال اللام نونا، إبدال النون لاماً، إبدال النون میماً وإبدال الضاد ظاء. ثم یعرض البحث الحدیث عن الظواهر الصوتیة الأخرى فی لهجة الحمراء کظاهرة کسر الحرف الأول من الأفعال کالمضارع والماضی، کسر الحرف الأول من فعل الأمر وکذلک الأسماء، کسر وضم عین الأسماء الثلاثیة الساکنة العین، تسکین عین الاسم الثلاثی المتحرک العین والحرف الأول من الأسماء وأواخر الألفاظ، ثم ظاهرة الإمالة وظاهرة الفتح الخالص، وفی نهایة البحث یأتی الحدیث عن استخدام المقطع الصوتی المرفوض فی العربیة الفصحى.
إبدال الهمزة فی الفصحى ولهجة الحمراء
تسمح اللهجة بوجود صوتین صامتین فی بدایة الکلمة، وهو یعد فرعاً للمقاطع الرئیسة الموجودة فی الترکیب، وحین تتبعی لسلوک اللهجة فی النطق بالهمزة وقفت على حالات عدة، هی:
1) إبدال الهمزة إلى صوت آخر:
الأمثلـــة:
- أَیـــــــــن ? a j n ویــن w e : n هـیـن h e : n
- أَ ر ض ? a r d عَــــر ض a r d ؟ عَــــر ظ a r ₫ ؟
فأین (هین) کما مرَّ فی أسماء الاستفهام، أبدلت الهمزة هاء وکسرت الهاء لمناسبة الیاء. ویبدو أن هذه اللهجة تسهل همزة القطع هذه، أو تبدلها صوتاً آخر، وتبدل اللهجة همزة (إیه) للاستزادة فی الکلام مع تسکین الهاء الأخیرة، فیقـولون: (هیه)، کما تحذف همزة اثنتین کما فی هنتین، فوقوع صوت الهمزة فی أول الکلمة یجعله عرضة للإبدال أو الحذف، فمن ذلک ما حدث فی بعض المفردات العربیة المفتتحة بالهمزة؛ إذ تحولت همزتها فی بعض اللهجات العامیة إلى فاء، أو واو([1])، فیتخلص الناطقون من نطق الهمزة لصعوبته، فیلجأون إلى إبداله بصائت إنزلاقی semi – vowel طلباً للسهولة والیسر(2).
فمثلاً: (یا خی : فی یا أخی)، حذفت الهمزة، وتتردد هذه الکلمة على ألسنة العامة کثیراً، ومثل ذلک، ما یتردد فی العامیة من قول: (یا با، أی یا أبی). وصحح ابن الحنبلی هذا التعبیر قائلاً: إن یاء المتکلم قلبت ألفاً کما فی مثل: (یاحسرتا)، وصحح حذف همزة یا با، قائلاً: إنها وردت فی حدیث نبوی، قال ﷺ: فی أوله: یا با بکر. یا هل الخیر: بکسر الخاء، فی أهل الخیر، أی الکرم(3)، وفی الحدیث، جاء: أشهد (عنک) رسول الله ﷺ. وخصت بأن المفتوحة، فإذا کسرت رجعوا إلى الألف(4). تشترک بعض القبائل العربیة والعامیة فی هذا الإبدال، ویسمیه اللغویون العنعنة: وهی إبدال صوت الهمزة عینًا، ویقولون: "إنها کانت شائعة فی لغة تمیم وقیس، أسد"(5).
2) إسقاط الهمزة فی بدایة الکلمة:
تسقط الهمزة فی بدایة الکلمة، والعربیة بصفة عامة تمیل إلى إسقاط الهمزة الساکنة فی أول الکلمة6. ویبدو أن اللهجة وهی تسمح بوجود صوتین صامتین فی بدایة المقطع، تجد مسوغاً لإسقاط الهمزة فی بدایة الکلمة، الأمثلـــة:
- أنت ? a n t a نته n t a h (فی الإخبار) نتاه n t a : h (فی السؤال).
- إزکی ? i zk i : إزﭼـی? i z ϛ i : زﭼـی z ϛ i :
- أحمد ? a ћ m a d حمد ћ m a d
3) إسقاط الهمزة وسط الکلمة:
إذا وقع صوت الهمزة حشواً ساکناً، یؤلف مع ما قبله مقطعاً مغلقاً، یحل محله صائت طویل من جنس الصائت القصیر الذی قبله، وتصبح قمة المقطع صائتاً طویلاً، الأمثلـــة:
- فــــــــــــأر f a ? r فار f a : r
- بئــــــــــــر b i ? r بیــر b i : r
- زئبق zi ? b a q زئبک zi ? b a k زیبک zi : b a k
واحتفظت لهجة الحمراء فی بعض الأفعال بالهمزة فی وسطها، فیقال: سأل یسأل و(اسأل). وقالوا فی اسم المفعول: مسئول . وقالوا فی المصدر: سؤال ومسألة . وقالوا فی اسم الفاعل: (سائل). وهذه الظاهرة، أی سقوط الهمزة فی وسط الکلمة، ظاهرة لهجیة قدیمة فی اللهجات العربیة القدیمة المشهورة، تمیز لهجة قریش، نحو سأل وسال، ویسأل ویسل(7). وإنَّ بعض الألفاظ من ذوات الهمزة، قد وردت محذوفة الهمزة، مثال ذلک:
- بـــأس b a ? s بـاس b a : s
- رأس r a ? s راس r a : s
وقد قال داوود سلوم، بعد أن أورد أمثلة مشابهة: "مما یدل على أن مرحلة وسطى فی التطور، اضطربت فیها الهمزة اضطراباً بیناً. ویبدو أن حذفها أو إثباتها اضطراب سببته اللهجات المتشابکة المتصارعة"(8). فمن قال أرداته لَینّ الهمزة، ومن قال أردیته عن الهمزة، شبه أردیت بأرضیت، ومثل هذا قول العرب: قرأت بتحقیق الهمز، وقرأت بتلیین الهمز، وقریت بترک الهمز، والانتقال عنه إلى التشبیه بقضیت ورمیت، وکذلک یقال اقرأ بالتحقیق، و اقرأ بالتلیین(9). کما یلاحظ أن الکلمات التی وقع فیها صوت الهمزة حشواً متحرکاً - أی کان صوت الهمزة بدایة مقطع - کانت بنصف صائت فتحول إلى همزة فی الفصحى وبقى على ما هو علیه فی اللهجة ومثلها:
- صـــــــــــائم Ṣ a: ? i m صایم Ṣ a : j o m
- کائم ( قائم ) k a : ? i m کًایــــم k a : j o m
- خــــــــــــائف x a : ? i f خــایف x a : j o f
4) إسقاط الهمزة فی نهایة الکلمة:
یؤدی سقوط الهمزة فی آخر الأفعال إلى التباسها بالأفعال المعتلة الآخر، فتعامل معاملتها عند إسنادها إلى الضمائر، یقول ابن الأنباری9: ویقال أردأت الرجل وأرداته وأردیته … ، الأمثلـــة:
- ذکـــــاء ð a k a ? ذﭼاء ð a ϛ a : ? ذﭼـى ð a ϛ a :
- وضوء w i d u : ? وظوء w e ₫ u : ? وظو w e ₫ u :
- قِـــــــــــرأ q i r ? کــــــــــرأ k e r ? کرى k e r a :
تسقط الهمزة فی الاسم الممدود، وتقصر الحرکة الطویلة قبلها، ثم تضاف إلى آخره هاء للوقف وتکاد تطرد هذه الظاهرة فی معظم اللهجات العامیة الحدیثة. وبهذا أقول إن صوت الهمزة فی آخر الکلمة لا تنطق على الإطلاق. ویؤدی سقوط الهمزة إلى نوع من الاشتقاق الجدید، فإن سقوط الهمزة من الفعل یؤاسی مضارع آسى، ویؤدی مضارع أدى وتحولها إلى یواسی، ویودی، مثلاً، هو المسؤول عن اشتقاق الماضی الجدید واسى وودی، غیر ذلک مما هو شائع فی اللهجات الحدیثة، وکان فی لهجة طیء القدیمة9. لهذا فإن اللهجة إذا وجدت مناصاً من وجود الهمزة عند التحقیق خدمت وسهلت، وعُرفت قریش بأنها تسهل الهمزة ولا تحققها، وتمیم التی ورد عنها أنها "تنبر الهمزة أی تحققها، وتلتزم النطق بها یشارکها فی ذلک أکثر البدو، على حین یسهل الحجازیون الهمزة ولا ینبرونها إلا إذا أرادوا محاکاة التمیمیین استلطافاً لهذه الصفة الحلوة من صفات لهجاتهم"(10).
ویخصص ابن الجزری بحثاُ مفصلاً، فیقول: "وأعلم أنه من کانت لغته تخفیف الهمز فإنه لا ینطق بالهمز إلا فی الابتداء. والقصد أن تخفیف الهمز لیس بمنکر ولا غریب، فما أحد من القراء إلا وقد ورد عنه تخفیف الهمز إما عموماً وإما خصوصاً، وقال بعضهم: لغة أکثر العرب الذین هم أهل الجزالة والفصاحة ترک الهمزة الساکنة فی الدرج والمتحرکة عند السکت (قلت) وتخفیف الهمز فی الوقف مشهور عند علماء العربیة أفردوا له باباً وأحکاماً. واختص بعضهم فیه بمذاهب عرفت بهم ونسبت إلیهم"(11).
ونستنتج مما سبق، إن العامیة تکثر من تسهیل الهمزة فی الأسماء، کما أکثرت منه فی الأفعال، ومن صیغ الأسماء التی أکثرت فیها من التسهیل: صیغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثی الأجوف، فإنها تقلب فیه الهمزة یاء، کما مر فی مثل: "صایم، قایم، خایف، شایب، وتقول العامة من الفعل الأجوف الواوی: خایل، دایم، عایم، صاین، لایم. فأهالی اللهجة المدروسة عندما یتخلصون من الهمزة لا یکونون قد شذوا عن غیرهم من العرب، ما دامت القبائل العربیة المعروفة بالفصاحة والجزالة قد تخلصت منها وکانت الغایة منها هی التسهیل والتخفیف فی اللفظ.
التبدلات الصوتیة الأخرى فی لهجة الحمراء
1) إبدال الکاف جیماً مهموسة (الکشکشة):
وهی إبدال الکاف (جیماً مهموساً ϛ) وهو صوت قریب من الجیم أو (الشین الکشکشة ʃ ). تنتشر هذه الظاهرة الصوتیة فی جـمیع قرى وبلدات ولایة الحمراء حیث یبدلون الکاف صوتاً قریباً من الجیم أینما کانت فی بدایة الکلمة أو فی آخرها، وسواء کانت حرفاً أصیلاً أم کافاً للمؤنث، مثل:
کــــتـــــاب: ﭼتاب kitab ϛetab
أبوک: أبوچ أبوش ?abok ?aboϛ ?aboʃ
أمـــــــک: مچ مش ?umok maϛ miʃ
اتجاهات لهجة الحمراء فی ظاهرة الکشکشة:
وقد سلکت لهجة الحمراء ثلاثة اتجاهات: عند نطق الکاف وهی کالآتی:
أ) کلمات أبدلت فیها الکاف (جیماً مزدوجة):
الأمثلـــة:
- کـــــــعــــــــب b ؟k a ﭼـعب b ؟ ϛ a
- احتکار? i ћ t i k a r حتکار ћ e t i k a : r حتـﭽار ћ e t i ϛ a : r
- محتک m u ћ t a k محتک m o ћ t a k محتـچ m o ћ t a ϛ
ویلاحظ هذا النطق أیضاً، فی بعض اللهجة العربیة فی دولة الإمارات العربیة المتحدة، وفلسطین، والأردن، والکویت، والبحرین، والیمن، والعراق.
ب) کلمات جاءت الکاف فیها للمخاطب المذکر:
الأمثلـــة:
- ﭼیرانک ʓ i : r a : n a k ﭼیرانـچ ʓ i : r a : n a ϛ
- حیتــــــــک(12) ћ i : t a k حـــــیتــــــــک ћ e : t a k حیتـچ ћ e : t a ϛ
- أحـــــــالــــک ? a ћa: îak حــــــالـــــــــــــک ћa: îak حالـچ ћ a : î a ϛ
ج) کلمات تکون الکاف فیها للمخاطبة المؤنثة:
الأمثلـــة:
- عمـک ammik ؟ عمــــــش ammiʃ ؟
- صفریتک(13) Ṣufri:tik صفریتش Ṣufritiʃ
- یــدک jadik یــدک jdik یـدِ ش jdiʃ
یلاحظ مما تقدم أن الجیم المزدوجة المشربة صوت الشین ، لیس لها وجود، وهو ما سمی قدیماً بالشنشنة، وهذا ما نطقت به قبائل ربیعة وقبائل الیمن. فیقلب حرف الکاف شیناً فی هذه الأمثلة، کما نطقت به قبیلة أسد، وخاصة فی خطاب المؤنث : یدک: یدش، عمک: عمش، أبوک: أبوش. والوصف العلمی لهذه الشین أنها: صوت رخو، مهموس، متفشٍ(14)، مخرجه من بین وسط اللسان ووسط الحنک الأعلى – وعند النطق به یرتفع اللسان نحو الحنک الأعلى، وتقترب الأسنان العلیا من السفلى، والصفیر الذی یحدث فی صوت الشین أقل من صفیر السین(15)؛ ویبدل أهل الیمن الجیم من کاف المخاطبة الکاف المؤنثة، فیقولون، فی عمک (عمج)(16). ونسب نطق الکاف المخاطبة شیناً لربیعة أیضاً، وقالوا: إن بعضهم یضیف على الکاف شیناً أحیاناً: (علیکش) و (الیکش)، وخصها بعضهم ببنی أسد من مضر(17).
التفسیر الصوتی:
تعد الکاف من الأصوات العربیة، ومخرجها من أقصى الحنک، وهو صوت مهموس شدید، وینطق فی لهجة الحمراء، (جیماً مزدوجة ϛ)، فی کل المواقع فی البدایة، والوسط، والنهایة، وکذلک عند مخاطبة المذکر، سواء أکان جمعاً أم مفرداً، أو ینطـق (شیناً ʃ )، عند مخاطبة المؤنث المفرد. ووصف عبد العزیز مطر ظاهرة الکشکشة: بأنها ظاهرة صوتیة، حین قال: "والجدید هنا یدخل فی نطاق الأصوات (الصوتی)، وإن کان یبدو فی هذه ظاهره داخلاً فی نطاق التصریف (المورفولوجی)؛ لأنه بحث فی ضمائر الخطاب، وإننی أؤثر تناول الکاف فی ضمائر الخطاب، من الناحیة الصوتیة، لاتصاله بظاهرة صوتیة، هی ظاهرة (الکشکشة) ولیکن تناوله الخاص بنظام الضمائر، فی إطار منهج التصریف"(18).
والظاهرة الأولى غریبة إلى حد ما، ذلک لأن اللهجة الأخرى حین تنطق صوت الجیم المزدوجة لا تنطقها فی جمیع مواضعها، فمثلاً لهجة الکویت تنطق هذا الصوت فی البدایة والنهایة، وإنما أن یشیع نطق هذا الصوت فی البدایة والوسط والنهایة، مثلما مر من قبل، ذلک أمر مستغرب یکاد لا نجد له نظیراً فی اللهجة العربیة، وهو ما یمیز لهجة الحمراء عن باقی اللهجة، ونستطیع أن نرد الحالات السابقة الموجودة فی الجیم المزدوجة، إلى قانون صوتی، وهو أن الفتحة فی کاف الخطاب صوت لین أمامی، وکذلک هو الحال فی کافة مواقع الجیم المزدوجة.
بید أن عبد العزیز مطر، لم یستطع أن یرد کاف المذکر إلى لهجة، أو قانون صوتی، فهو یقول: "أقول إذا أمکن رد نطق کاف المذکر إلى لهجة قدیمة، فإن من غیر الممکن رد الکشکشة فی (ﭼــم (کم) ϛum ) إلى قانون صوتی حدیث، أو إلى نطق عربی قدیم"(19). وهذا الکلام، وفق ما أورده أن الکاف فی الضمیر (ﭼم) متلوة بضمة، وهی صوت لین خلفی، أما فی لهجة الحمراء - موضوع الدراسة – فهی (ضمة ممالة) أی بین الضمة والفتحة، أی أن مؤخرة اللسان ترتفع معه أقل من ارتفاعها مع الضمة الخالصة. وإذا أمکن تاریخیاً أن نرد الکشکشة فی کاف المذکر إلى ما رواه أحمد بن فارس من الحروف التی لا تتکلم بها العرب، إلا ضرورة، حیث قال: "والحرف الذی بین الشین والجیم والیاء: فی المذکر (غلامچ)، وفی المؤنث: (غلامش)"(20).
وقد ذکر سیبویه نسبة الکشکشة – لکنه لم یستخدم هذا المصطلح – إلى تمیم وجماعة أسد، وتمیم وأسد من القبائل التی سکنت وسط الجزیرة العربیة وشرقها، فقال: "هذا باب الکاف التی هی علامة المضمر، أعلم أنها فی التأنیث مکسورة، وفی المذکر مفتوحة، وذلک قولک: رأیتک، للمرأة، ورأیتک للرجل، والتاء التی هی علامة الإضمار کذلک، تقول: ذهبتِ للمؤنث، وذهبتَ للمذکر، فأما ناس کثیر من تمیم وناسٌ من أسد، فإنهم یجعلون مکان الکاف للمؤنث الشین. وذلک أنهم أرادوا البیان فی الوقف، لأنها ساکنة فی الوقف، فأرادوا أن یفصلوا بین المذکر والمؤنث، وأرادوا التحقیق والتوکید فی الفصل؛ لأنهم إذا فصلوا بین المذکر والمؤنث بحرف کان أقوى من أن یفصلوا بحرکة، فأرادوا أن یفصلوا بین المذکر والمؤنث بالنون حین قالوا، ذهبوا وذهبن، وأنتم وأنتن. وجعلوا مکانها (أی الکاف) أقرب ما یشبهها من الحروف إلیها؛ لأنها (أی الشین) مهموسة، کما أن الکاف مهموسة، ولم یجعلوا مکانها مهموساً من الحلق؛ لأنها لیست من حروف الحلق وذلک قولک: إنش ذاهبةٌ، ومالش ذاهبةً، یرید، إنکِ، ومالکِ "(21).
ونلاحظ أن اللغة السائرة فی الیمن تنطق العکس مثلاً: جمل إذا اضطروا إلیه قالوا: (کمل)، بین الجیم والکاف، ومثل: غلامی، فإذا اضطروا، قالوا: غلامــﭻ. الحرف (الصوت) الذی بین (الیاء والجیم) ، وبین (الیاء والشین)، " ... ، وهی لغة سائرة فی الیمن مثل جمل، إذا اضطروا قالوا: کمل، بین الجیم والکاف، ومثل الحرف الذی بین الیاء والجیم، وبین الیاء والشین، مثل: غلامی ، فإذا اضطروا قالوا: غلامج، فإذا اضطر المتکلم قال: غلامش، وکذلک ما أشبه هذا من الحروف المرغوب عنها. فأما بنو تمیم فإنهم یلحقون القاف باللهاة فتغلظ جداً"(22).
فالذین رووا هذه الظاهرة بین اللهجة العربیة القدیمة وقصروها على قلب کاف المؤنثة إلى "شین" کانوا أقرب الجمیع إلى الصواب؛ لأن الکسرة فی کاف المؤنثة هی العامل الأساسی فی هذا الانقلاب. أما جعلها فی آخر الکلمة وقصرها على کاف الخطاب فی حالة الوقف، فلیس له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة. فالکشکشة التی عاشت فی بعض اللهجة العربیة القدیمة لیست إلا ظاهرة لغویة شوهدت فی کثیر من لهجة العالم، وهی قلب الکاف التی یلیها صوت لین أمامی، أیاً کان موضعها فی الکلمة، إلى نظیرها من أصوات وسط الحنک(23).
وقد تمنى إبراهیم أنیس، أن یعثر على لهجة حدیثة تنطق الکاف شیناً. فنقول له ها هی لهجة الحمراء تحقق ما کنت تتمناه، فانقلاب الکاف إلى الشین هی طریقة اللسان الحمراوی لقلب الکاف (جیماً مزدوجة)، أو شیناً عند مخاطبة المؤنث، کما نطقت به قبیلة أسد، قال الصاحبی: "أما الکشکشة التی فی أسد"، فقال قوم أنهم یبدلون الکاف شیناً، فیقولون علیش، بمعنى علیک . قال الشاعر على هذه اللهجة(الطویل):
فعیناش عیناها وجیدش جیـــدها ولونـش إلا أنها غیــر عاطل(24)
وفی روایة "ولکن عظم الساق منش دقیق"(25).
وهذه الروایة تدحض استنتاج إبراهیم أنیس، حیث یقول فی ذلک: "إن ما خیل للقدماء أنه شین لیس شیناً خالصة، کتلک التی نعهدها"(26).
وقد عزا إبراهیم أنیس السبب الأساسی فی ظاهرة الکشکشة إلى وجود کسرة وفتحة مرققة بعد الکاف، وقال: "إننا لا نسمع الصوت (تش) حین تکون الکاف مضمومة، فلا یقول أصحاب هذه اللهجة من المصریین فی (کمّ النور) مثلاً (تشُم النور)، إلا إذا کسروا الکاف، وقالوا : (تشِم النور). والذی یجعلنا نرجح أن ما سمعه الرواة لیس (شیناً)، وإنما هو (تش)، شیوع هذه الظاهرة فی اللهجة العربیة الحدیثة على صورة (تش). ولا یعقل أنها کانت فی اللهجة القدیمة (شیناً)، ثم تطورت فی اللهجة الحدیثة إلى (تش)، فلیس هذا ما یبرره التطور الصوتی"(27).
وخلاصة القول إن لهجة الحمراء فی نطقها لصوت الکاف تفردت ببعض الحالات عن غیرها من اللهجة الحدیثة، وربما عن بعض اللهجة القدیمة التی نسبت إلیها ظاهرة الکشکشة أو الکسکسة ولیست هذه الظاهرة الصوتیة مقتصرة على لهجة الحمراء فقط، بل نجد مثل هذا الإبدال الصوتی ظاهراً فی لهجة ولایة الرستاق وبخاصة وادی السحتن ووادی بنی خروص ووادی بنی عوف، إذُ یبدلون الکاف جیماً مهموسة سواء کانت کافاً للمؤنث أم حرف بناء، مثل: کیف: ﭼیف
ki:f ϛi:f
ﭼیف حالش ﭼیه خالتش ﭼریمه ﭼذاچ ﭼماش حالـﭼن ﭼریب(28)
Ϛi:f ħa:iʃ ϛi:h xa:tiʃ ϛari:mah
ϛða:ϛ ϛma:ʃ ħa:ϛan ϛri:b
2- إبدال القاف کافاً فارسیة:
تنتشر هذه الظاهرة الصوتیة فی جمیع قرى وبلدات ولایة الحمراء، فی قرى غول، القریة، القلعة، المسفاة، العارض، وذات خیل، الشریجة، طوی سلیم، السحمة، الحارة وقرى جبل شمس، حیث یبدلون القاف کافا فارسیة، فیقولون:
- القوم: لکوم ko:m
- القریة: لکریة karih
- القنة: لکنة kanah
وهذا الإبدال الصوتی له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة، فالصوتان من مخرجین متقاربین، فالقاف صوت لهوی، والکاف صوت طبقی، کما أنهما صوتان شدیدان(29)، بالإضافة إلى أن صوت الکاف أسهل نطقا من القاف. فیقولون للقوم: الکوم فتکون القاف بین الکاف والقاف وهذه لغة معروفة فی بنی تمیم.
3– إبدال الهمزة عیناً:
تبدو هذه الظاهرة الصوتیة واضحة عند معظم قرى وأحیاء وبلدات ولایة الحمراء والولایات المجاورة کولایة الرستاق وعبری وبعض من ولایة بُهلى وتکاد تقتصر هذه الظاهرة على إبدال همزة سأل وما یشتق منها عینا. وإبدال الهمزة عینا لهجة عربیة قدیمة تنسب إلى تمیم(30). وقد روت کتب اللغة أمثلة لهذا النوع من الإبدال نحو قول الشاعر ذی الرمة(البسیط):
أعنْ ترسمتَ منْ خرقاءَ منزلة ٍ ماء الصَّبابة منْ عینیک مسجوم(31)
وإبدال الهمزة عینا أمراً مألوفاً؛ إذ إن الصوتین متقاربان فی المخرج، فالهمزة صوت حنجری والعین من الحیز الذی یلیه من أقصى الحلق، وهو أقرب الأصوات إلى الهمزة وأخف منها، الأمثلة الآتیة:
- هاءه(32) هاعه h؟ha:
- أرض عرظ ar₫؟
- أصیلة عصیلة aṢi:ah؟
کما أن القبائل تمیل إلى إظهار الهمزة ولذلک تبدله عینا؛ إذ إن العین أکثر وضوحا فی السمع من صوت الهمزة؛ لأن العین صوت مجهور، والهمزة لیست کذلک؛ لأن الأوتار الصوتیة معه تغلق تماما، فلا یحدث فیها ذلک الاهتزاز اللازم للجهر(33) ومن هنا نرى أن هذه اللهجة تقتصر على الأحیاء والقرى التی تمیل إلى إظهار الأصوات والمبالغة فی تحقیق الهمزة.
4– إبدال السین صاداً:
یظهر هذا الإبدال الصوتی فی نطق بعض الناس فی وادی غول وبلدة مسفاة الخواطر حیث یقولون فی:
- سبورة: صبورة Ṣbu:rah
- سیـــارة: صیارة Ṣija:rah
- ســـــــلـخ: صلخ Ṣax
وإبدال السین صاداً ظاهرة صوتیة عربیة قدیمة، قال سیبویه تحت عنوان: (هذا باب ما تقلب فیه السین صادا فی بعض اللغات ) تقلبها القاف إذا کانت بعدها فی کلمة واحدة، وذلک نحو: صقت وصبقت. وذلک أنها من أقصى اللسان، فلم تنحدر انحدار الکاف إلى الفم، وتصعدت إلى ما فوقها من الحنک الأعلى. والدلیل على ذلک إنک لو جافیت بین حنکیک فبالغت ثم قلت: قق، قق، لم تر ذلک مخلاً بالقاف ولو فعلته بالکاف وما بعدها من حروف اللسان أخل ذلک بهن فهذا یدلک على أن معتمدها على الحنک الأعلى وبعبارة أخرى: فإن السبب الوحید فی إبدال السین صاداً هو التماثل فإذا جاء بعد السین صوت مفخم فإن السین تفخم أیضا. فلما کانت کذلک أبدلوا من موضع السین أشبه الحروف بالقاف لیکون العمل من وجه واحد وهی الصاد؛ لأن الصاد تصعد إلى الحنک الأعلى للإطباق فشبهوا هذا بإبدالهم الطاء فی مصطبر، والدال فی مزدجر؛ وذلک لأنها قلبتها على بعد المخرجین فکما لم یبالوا بعد المخرجین لم یبالوا ما بینهما من الحروف إذا کانت تقوى علیها والمخرجان متفاوتان(34).
وقال سیبویه28: والخاء والغین بمنزلة القاف وهما من حروف الحلق بمنزلة القاف من حروف الفم، وقربها من الفم کقرب القاف من الحلق، وذلک نحو: صالغ فی: سالغ، وصلخ فی سلخ، فإذا قلت: زقا أو زلق لم تغیرها؛ لأنها حروف مجهور ولا تتصعد کما تصعد الصاد مع السین، وهی مهموسة مثلها، فلم یبلغوا هذا؛ إذ کان الأعرب والأجود فی کلامهم ترک السین على حالها، وإنما یقولها من العرب بنو العنبر وقالوا صاطع لأنها فی التصعد مثل القاف وهی أولى بذا من القاف لقرب المخرجین والإطباق. ویعزو سیبویه هذه الظاهرة الصوتیة إلى عملیة المضارعة الصوتیة؛ إذ إن السین تتأثر بالقاف والغین والطاء، وهی من أصوات الاستعلاء، فتتبدل السین بنظیرها المفخم وهو الصاد، لیکون عمل اللسان من وجه واحد، ولتسهیل عملیة النطق إذ یصعب على اللسان نطق صوت مستفل مثل صوت السین إذا جاور أحد أصوات الاستعلاء والإطباق ومثل: القاف والطـاء والغین والخاء.
کما عزا سیبویه هذه الظاهرة الصوتیة إلى قبیلة بنی العنبر وهی من تمیم، وعزا أبوحیان هذه اللهجة کذلک إلى قریش فقال فی حدیثه عن الصراط: "وهی لغة قریش قرأ بها الجمهور وبها کتب فی الإمام"(35). وإبدال السین صادا فی لهجة الحمراء لم یقتصر على مجاورة السین لأحد حروف الاستعلاء، بل یبدلونها صادا على حد سواء مع حروف الاستفال وحروف الاستعلاء.
5– إبدال الصاد سیناً:
هنالک ظاهرة صوتیة فی لهجة الحمراء تسیر عکس الظاهرة الصوتیة السابقة، حیث یبدل بعض الناس فی القریة وذات خیل والحمراء نفسها الصاد سیناً، فیقولون فی:
- صـــــــــفـــــر: سفر sifr
- صرصور : سرسور sarsur
- صـــــــــورة : سورة su:rah
- صــــــــــغیر : سغیر saƔ i:r
وهذا الإبدال له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة إذ إن الصوتین مهموسان وهما من مخرج واحد، فهما صوتان أسنانیان لثویان. وتمیل اللهجات الحدیثة إلى التخلص من هذه الأصوات المفخمة وفی الأحیاء الحدیثة خاصة؛ إذ یبدلون الصوت المفخم بنظیره المرقق(36).
ومن أمثلة هذا الإبدال فی اللهجات العربیة القدیمة ما ورد فی لسان العرب لابن منظور من قوله: (الصماخ من الأذن: الخرق الباطن الذی یفضی إلى الرأس تمیمیة، والسماخ لغة فیه)(37).
والصخب، والسخب: الضجة واختلاط الأصوات للخصام والسخب لغة فیه ربیعیة(38). وذکر ابن الجوزی من أمثلة إبدال الصاد سینا فی لهجة بغداد، الکلمات التالیة:
صنجة المیزان، بالصاد، والعامة تقولها بالسین، والصماخ بالصاد، هم یقولونه بالسین(39)، وتقول بحصت عینه بالصاد، والعامة تقولها بالسین(40)، وارتعدت فرائص الرجل ، والعامة تقولها بالسین(41) وهی قانصة الطیر، والعامة تقولها بالسین(42)، فإبدال السین صاداً لهجة عربیة قدیمة انتشرت بین قرى وأحیاء وبلدات ولایة الحمراء.
6– إبدال السین زایاً:
یمیل بعض الناس فی ولایة الحمراء إلى إبدال السین زایا فی بعض الألفاظ، مثل:
- تصدیر: تزدیر tazdi:r
- سلـــطة: زلطة zaaʈh
- حســـب: حزب ħizb
وإبدال السین زایا لهجة عربیة قدیمة نسبها ابن جنی وابن الحاجب إلى قبیلة کلب، قال ابن جنی: وکلب تقلب السین مع القاف خاصة زایا فیقولون فی سقر: زقر، وفی (مس سقر): مس زقر(43). وقال ابن الحاجب: "قوله: مس زقر کلبیة" أی قبیلة کلب تقلب السین الواقعة قبل القاف زایا"(44)، إذا قصر ابن جنی وابن الحاجب قلب السین زایا إذا سبقت بالقاف. أما الذین یبدلون السین زایا فی ولایة الحمراء فیبدلونها سواء سبقت بالقاف أم بصوت أخر، ویبدو هذا یخضع لظاهرة المماثلة الصوتیة إذ یبدلون السین زایاً إذا جاء بعدها أو قبلها صوت مجهور کما فی سفر: زقی، وحسب: حزب ورأس: راز، إذ تتأثر السین المهموسة بالصوت المجهور فتقلب إلى نظیرها المجهور وهو (الزای).
ویقول سیبویه: "فإن کانت سین فی موضع الصاد وکانت ساکنة لم یجز إلا الإبدال إذا أردت التقریب وذلک قولک فی التسدیر: التزدیر، وفی یسدل ثوبه: یزدل ثوبه؛ لأنها من موضع الزای، ولیست بمطبقة ، فیبقى فیها الإطباق، والبیان أحسن"(45). ویبین سیبویه هنا أن إبدال السین زایاً له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة؛ إذ إن الصوتین من مخرج واحد کما أن الزای أوضح وأبین من السین فی السمع، وذلک لکونها صوتاً مجهوراً والسین صوتاً مهموساً.
7- إبدال الصاد زایاً:
یمیل بعض الناس قرى وادی غول، وفی غیره من اللهجات الریفیة بولایة الحمراء إلى إبدال الصاد زایاً فی بعض الکلمات، حیث یقولون مثلاً فی ما یأتی:
- باص: باز ba:z
- صدر: زدر zadr
- صغیر: زغیر zaƔi:r
وإحلال الزای محل الصاد لهجة عربیة قدیمة ذکرها سیبویه، وعدها من باب المضارعة الصوتیة، فقال: "فأما الذی یضارع به الحرف الذی من مخرجه فالصاد الساکنة إذا کانت بعدها الــدال وذلک نحو: مصدر، وأصدر، والتصدیر لأنهما قد صارتا فی کلمة واحدة، کما صارت مــع التاء فی کلمة واحدة فی (افتعل) فلم تدغم الصاد فی التاء لحالها التی ذکرت ذلک، ولم تدغم الدال فیها؛ لأنها لیست بمنزلة اصطبر، وهی من نفس الحر"(46). وإذا کانتا من نفس الحرف، ففی ذلک یضیف سیبویه "فلما کانتا من نفس الحرف أجریتا مجرى المضاعف الذی هو من نفس الحرف من باب (مددت) فجعلوا الأول تابعا للآخر فضارعوا به أشبه الحروف بالدال من موضعه وهو الزای لأنها مجهورة غیر مطبقة، ولم یبدلوها زایا خالصة کراهة الإجحاف بها للإطباق. وسمعنا العرب الخلصاء یجعلونها زایا خالصة ... وذلک قولک فی التصدیر: التزدیر، وفی القصد: القزد وفی أصدرت: أزدرت. وإنما دعاهم إلى أن یقربوها ویبدلوها أن یکون عملهم من وجه واحد"(47).
وقال ابن الحاجب: "وقد ضورع بالصاد الزای ودونها وضورع بها متحرکة أیضا نحو: صدر وصدق، والبیان أکثر فیهما"(48)؛ إذ إن إبدال الصاد زایاً له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة فالصوتان من مخرج واحد وهما من الأصوات اللثویة الأسنانیة، کما أنهما صوتان صفیریان والفرق بینهما هو أن الصاد صوت مهموس والزای صوت مجهور. ولذلک إذا جاورت الصاد صوتاً مجهوراً تتبدل الصاد بنظیرها المجهور وهو الزای، حتى تتحقق المماثلة الصوتیة ویصبح النطق منسجماً وعمل اللسان من وجه واحد.
8 – إبدال الجیم شیناً:
یمیل بعض الناس فی ولایة الحمراء وبخاصة عند کبار السن والأطفال إلى إبدال الجیم شینا إذا جاورت صوت التاء نحو:
- اجتــــــمعوا: شتمعوا u؟ ʃtam
- اجترت الإبل: شترت ʃtarat
- مجـــــتهد، مشتـــــهد miʃthid
وإبدال الجیم شیناً له ما یماثله فی اللهجات العربیة القدیمة إذ عزى إلى قبیلة تمیم نطق الجیم شینا، وأنهم یقولون: شر ما یشیئک إلى مخة عرقوب یریدون ما یجیئک(49).
وإبدال الجیم شیناً إذا جاورت التاء له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة؛ إذ إن الجیم والشین من مخرج واحد، فهما صوتان غاریان، کما أن الجیم صوت مجهور والتاء صوت مهموس، ولذلک تتأثر الجیم بصوت والتاء فتبدل الجیم بصوت مهموس من مخرجها وهو صوت الشین، فیتماثل الصوتان التاء والشین فی الهمس. وهذا یعنی أن الدال فی الصوت المرکب dʃ تحذف لوقوعها بالقرب من التاء(t)، حیث إن التاء والدال صوتان انفجاریان بینهما صوت احتکاکی فتبقى الجیم التی تشبهه الجیم الشامیة وحدها فتهمس وتتحول إلى شین ( ʃ) لأن التاء التی تلیها مهموسة.
T
ـــ
ʃ
ــ
ʓ
ــ
ʓ
9- إبدال اللام نونا:
یمیل معظم الناس فی ولایة الحمراء إلى إبدال اللام نوناً فی آخر بعض الأسماء، نحو: إسماعیل: اسماعین، وإسرائیل: إسرائین، وعزرائیل: عزرائین، وإسرافیل: إسرافین. وإبدال اللام نوناً فی هذه الأسماء لا یقتصر على أهل الحمراء فقط، بل نجد معظم اللهجات فی مناطق ومحافظات السلطنة تمیل إلى هذا الإبدال.
وذکر عبدالعزیز مطر فی کتابه لحن العامة فی ضوء الدراسات اللغویة الحدیثة أمثلة لهذا الإبدال وعده لحنا مثل: الجنناز، ودخان الأذن، وزجان ، والورن بدلا من: الجفنار، ودخال الأذن، وزجال والورل(50). وإبدال اللام نونا له ما یسوغه من الناحیة الصوتیة، إذ إن الصوتین من مخرج واحد، فهما صوتان لثویان، کما أنهما یشترکان فی صفة الجهر، وهما من الأصوات المائعة.
10- إبدال النون لاماً:
یبدل بعض سکان الولایة النون لاما عندما یقولون مثلاً:
- الأنباء: لالبا a:ba:
- غربان: غربال Ɣorba:
وقد أبدل العرب القدماء اللام من النون فقالوا فی أصیلان: أصیلال(51)، وذکر ابن مکی الصقلی أمثلة لهذا الإبدال فی لهجة صقلیة، نحو قولهم: قمح کثیر الزوال بدل الزوان، ومزمار زلامی بدل: زنامی نسبة إلى الزامر زنام، وقولهم لنبت معروف: فیجل بدل فیجن، وأدان الله على العدو بدل: أدال(52). وإبدال النون لاماً تجیزه القوانین الصوتیة إذ أن الصوتین یخرجان من مخرج واحد، فهما صوتان لثویان، کما أنهما یشترکان فی صفة الجهر، علاوة على أنهما من الأصوات المائعة.
11 – إبدال النون میماً:
یمیل بعض سکان ولایة الحمراء إلى إبدال النون میماً فی بعض الألفاظ مثل:
- لأنباه: لمباه ombah
- عنبر: عمبر ambar؟
- شنبر: شمبر ʃambar
وتسمى هذه العملیة فی القوانین الصوتیة بعملیة المماثلة؛ إذ إن النون تتماثل مع الباء، فتسمى (النون الشفویة) فتقلب میماً، بالإضافة إلى أن الصوتین أنفیان بمعنى أن المکان الذی یتسرب منه تیار الهواء عند نطق هذین الصوتین هو الحجرة الأنفیة (Nasal Cavitj)، وهذا هو السر فی إبدال النون میماً. وذکر ابن جنی "أن إبدال النون الساکنة میما إذا وقعت قبل الباء، وذلک لأن المیم أخت الباء فی المخرج وهی أقرب إلى الباء من النون فقال: وأما إبدال المیم من النون فإن کل نون ساکنة وقعت قبل باء قلبت فی اللفظ میماً وذلک نحو: عنبر وامرأة شنباء وقنبر، ومنبر، وقنب، وقنبلة، ونساء شنب"(53). وعند استخدام الحرکة أظهرت کما یبین ابن جنی بقوله: "فإن تحرکت أظهرت وذلک نحو قولک: شنب، وعنابر، وقنابر ومنابر، وقنابل(54).
ویعلل ابن جنی قلب الباء میماً، فیقول: "وإنما قلبت لما وقعت ساکنة قبل الباء من قبل أن الباء أخت المیم، وقد أدغمت النون مع المیم فی نحو: من معک، ومن محمد فلما کانت تدغم النون مع المیم التی هی أخت الباء، أرادوا إعلالها أیضا مع الباء إذ قد أدغموها فی أختها المیم ولما کانت المیم هی أقرب إلى الباء من النون لم تدغم فی الباء فی نحو: أقم بکر لا تقول أقبکر، ولا فی نم بالله، نبا لله کانت النون التی هی من الباء أبعد منها من المیم أجدر بأن لا یجوز فیها إدغامها فی الباء، فلما لم یصلوا إلى إدغام النون فی الباء أعلوها دون إعلال الإدغام فقربوها من الباء بأن قلبوها إلى لفظ أقرب الحروف من الباء وهو المیم فقالوا: عمبر وقمبلة"(55). ویرى الاستزابادی(56) أن إبدال المیم من النون إذا تحرکت یضعف نحو: شنب؛ لأن النون إذا تحرکت صار أکثر معتمدها الفم، ولیس الأنف ولذلک تفقد الغنة التی تشارک فیها المیم.
12 – إبدال الضاد ظاء:
یمیل معظم سکان ولایة الحمراء إلى إبدال الضاد ظاء نحو :
- یضوی: یظوی ja₫awwi:
- بیضـــاء: بیظه bi:₫ah
- ضاحی: ظاحی ₫a:i
وإبدال الضاد ظاء لهجة عربیة قدیمة شاعت عند أهل صقلیة فی القرن الخامس الهجری وعند بعض القبائل العربیة القدیمة وتشیع فی معظم اللهجات العربیة الحدیثة؛ إذ لا یمیز عامة الناس وأکثر الخاصة منهم بین الضاد والظاء. یقول ابن مکی الصیقلی: "هذا رسم قد طمس وأثر قد دس من ألفاظ جمیع الناس خاصتهم وعامتهم حتى لا تکاد ترى أحدا ینطق بالضاد، ولا یمیزها من ظاء وإنما یوقع کل واحدة منهما موقعها ویخرجها من مخرجها الحاذق الثاقب إذا کتب أو قرأ القرآن لا غیر. فأما العامة وأکثر الخاصة فلا یفرقون بینهما فی کتاب ولا قرآن وهو باب واسع وأمر شاسع إن تقصیته أخرجت الکتاب عن حده وانحرفت عن قصده"(57).
ومما یفسر میل الناس إلى إبدال الضاد ظاء هو صعوبة نطق صوت الضاد، إذ وصف سیبویه هذا الصوت بأنه صوت رخو مجهور مطبق یخرج من بین أول حافة اللسان وما یلیها من الأضراس إذ یصعب على الإنسان نطقه لذلک یمیل الناس إلى إبداله ظاء وهی أیسر نطقاً(58) ویقول إبراهیم أنیس: ویظهر أن الضاد القدیمة کانت عصیة النطق على أهالی الأقطار التی فتحها العرب أو حتى على بعض القبائل العربیة فی شبه الجزیرة(59). ویبدو أن صوت الضاد القدیمة قد اختفى من جمیع اللهجات العربیة الحدیثة، وذلک لصعوبة نطق هذا الصوت یقول برجشتراسر: فالضاد العتیقة حرف غریب جدا غیر موجود على حسب ما أعرف فی لغة من اللغات إلا العربیة، ویغلب على ظنی أن النطق العتیق للضاد لا یوجد الآن عند أحد من العرب؛ إذ تطور هذا الصوت فی النطق الحدیث، فصار صوتاً أسنانیاً شدیداً وأصبح معظم الناس ینطقونه ظاء(60).
الظواهر الصوتیة الأخرى فی لهجة الحمراء
1) ظاهرة کسر الحرف الأول من الأفعال المضارعة
تبدو هذه الظاهرة الصوتیة ظاهرة عامة فی لهجة ولایة الحمراء، إذ تشیع على ألسنة أهل الشریجة ووادی غول والقریة والمسفاة والقلعة وذات خیل والعارض حیث یکسرون الحرف الأول من الأفعال المضارعة فیقولون فی:
- یَضرب: یِظرب je₫rob
- یَجلــــس: یِجلس jeʓes
- یَلــــــعب: یِلعب ab؟je
وظاهرة کسر الحرف الأول من المضارع ظاهرة صوتیة عربیة قدیمة تعرض لها سیبویه فی الکتاب تحت عنوان "هذا باب ما تکسر فیه أوائل الأفعال المضارعة للأسماء کما کسرت ثانی الحرف حین قالت فعل (فقال) وذلک فی لغة جمیع العرب إلا أهل الحجاز، وذلک فی قولهم: أنت تعلم ذلک وأنا إعلم وهی تعلم ونحن نعلم وکذلک کل شیء فیه فعل من بنات الیاء والواو التی الیاء والواو فیهن لام أو عین، والمضاعف وذلک قولک شقیت فأنت تشقى وخشیت فأنا إخشى وخلنا فنحن نِخال وعضضتن فانتن تعضضن وأنت تعضین"(61).
ونسب ابن جنی ظاهرة کسر الحرف الأول من المضارع إلى قبیلة بهراء وسماها تلتلة یهراء فقال: وأما تلتلة بهراء فإنهم یقولون: تعلمون وتفعلون وتصنعون بکسر أوائل الحروف(62) کما روی ابن جنی بیتا عن أعرابی من بنی عقیل کسر فیه همزة الفعل المضارع فقال وأنشدنی عقیلیّ فصیح لنفسه(الوافر):
فقومـی هم تمیـم یا ممـاری وجــــــوثـة ما إخـافُ لهم کثـارا
فکسر همزة الفعل "إخاف"(63)
ومن هذه الظاهرة کذلک قول زهیر بن أبی سلمى(الوافر):
وما أدری وسوف أخالُ أدری أقـوم آلُ حِصنٍ أم نسـاءُ؟(64)
وقول کعب بن زهیر(البسیط):
أرجــو وآملُ أن تدنـو مودتُها وما إخـال لدینا منک تنویـل(65)
وظاهرة کسر الحرف الأول من الفعل المضارع لا تقتصر على لهجة الحمراء فقط بل لا تکاد تخلو منها لهجة عربیة حدیثة فی دول الخلیج، وفی الأقطار العربیة الأخر.
أ- کسر أوائل الفعل الماضی
تشیع هذه الظاهرة الصوتیة فی لهجة معظم بلدات وقرى الحمراء، حیث یقولون فی:
- قلنا لک: کلنا لک kina:ak
- زعـــــــــــــــــــل i؟zi
- تصــــــــــــــــوب teṢwwob
وقد یکون السبب فی کسر الحرف الأول من الفعل الماضی فی هذه اللهجة قیاساً على کسر الحرف الأول من الفعل المضارع. وذکر سیبویه مثالاً واحداً لکسر الحرف الأول من الفعل الماضی فی اللهجات العربیة القدیمة.
وهو: مت تموت، ومت تموت أقیس(66)، وذکر ابن خالویه أن ما کسر أوله من الماضی فی کلام العرب هو: دمت أدوم ومت أموت فقط(67).
ب- کسر الحرف الأول من فعل الأمر
تشیع هذه الظاهرة الصوتیة عند بعض فی القرى الشرقیة من ولایة الحمراء، وفی الغرب بوادی غول، حیث یقول بعضهم فی:
- إحمینی: حمینی ħimi:ni:
- إذهـــــــب: سیر si:r
- أعطــــنی: طینی ʈi:ni:
فیحذفون الهمزة ثم یکسرون الحرف الأول من الفعل.
ویقولون فی:
- رُد: رِد rid
- أدرس: درس dris
- رُح(68): رِح riħ
حیث یکسرون الحرف الأول من الفعل سواء أکان هذا الحرف صامتاً أم همزة وصل. ولعل السبب فی کسر الحرف الأول من فعل الأمر فی هذه اللهجة یعود إلى القیاس على کسر الحرف الأول من الأفعال الجوفاء الیائیة مثل: بع: من باع، وزد من زاد.
2) ظاهرة کسر الأسماء:
أ- ظاهرة کسر الحرف الأول من الأسماء:
تشیع هذه الظاهرة الصوتیة فی لهجة الحمراء حیث یکسرون الحرف الأول من الأسماء وإن کان الحرف الثانی غیر مکسور ، فیقولون فی:
- وصاة: لوصى(69) e:wṢ
- بیســــــــــــــة(70) be:sah
- شیــــط میـــط(71) ʃiʈ miʈ
سواء کانت حرکة الحرف الأول فتحة أم ضمة. والتفسیر الصوتی لهذه الظاهرة الصوتیة فی لهجة الحمراء هو القیاس الخاطئ على الألفاظ التی یحدث فیها مماثلة صوتیة إذا جاء بعد حرکة الحرف الأول فیها حرف متلو بکسرة قصیرة أو طویلة کما فی: بعیر: أی بعیر: وشعیر أی شعیر. وقد ذکر السیوطی أمثلة لهذه الظاهرة الصوتیة فی اللهجات العربیة القدیمة؛ إذ نسبت ظاهرة الکسر إلى الحجازیین، مثل قول أهل الحجاز: مِریة، وتمیم: مَریة، وأهل الحجاز: الحِصاد، وتمیم: الحَصاد، وأهل الحجاز: الحِج، وتمیم: الحَج، وأهل الحجاز: زِهد، وتمیم: زُهد، وأهل الحجاز: رِضوان، وتمیم: رَضوان، وأهل الحجاز القِنیة، وتمیم: القَنوة(72). وهذا یشیر إلى أن لهجة الحمراء فی هذه الظاهرة الصوتیة تشبه لهجة أهل الحجاز إلى حد ما.
ب- کسر عین الأسماء الثلاثیة الساکنة العین:
وتعنی هذه الظاهرة کسر الحرف الثانی (عین الکلمة) فی الکلمات الثلاثیة ساکنة الوسط مثل:
- قَمْح: کَمِح kamiħ
- مَلْح: مَلِح maħ
- سَمْن: سَمِن samin
وهذه العملیة تتصف بها اللهجات العربیة غیر الفصحى ویحدث ذلک لیسهل النطق، حیث یوضع صوت علة قصیر بین آخر صوتین صحیحین متجاورین فی الکلمة. وتشیع هذه الظاهرة الصوتیة فی معظم قرى بلدة غول بولایة الحمراء، حیث یکسرون عین الکلمة الساکن من الثلاثی. ویمکن تفسیر هذه الظاهرة الصوتیة على أساس التخلص من التقاء الساکنین؛ إذ إن اللهجة تسکن أواخر الأسماء، وفی حالة نطق الأسماء الثلاثیة الساکنة الوسط یلتقی ساکنان؛ لذلک تحرک عین الکلمة الساکن بالکسر غالبا، مهما کان نوع هذا الصوت، سواء أکان حلقیا أم غیر ذلک.
وذکر إبراهیم أنیس(73) أن حروف الاستعلاء تؤثر عادة الفتحة على عین الکلمة فی حین أن الحروف الأخرى تؤثر الکسرة، ولکن الغالب على هذه اللهجة أنها تکسر عین الکلمة الساکنة سواء کانت من حروف الحلق أم من غیرها. وظاهرة تحریک عین الاسم الثلاثی عند إسکان اللام من الظواهر المعروفة فی اللغة العبریة حیث نرى فیها بعض الأسماء الثلاثیة محرکة العین بالسیجول فی حالة سکون اللام فإذا تحرکت اللام بسبب الإضافة إلى الضمیر عادت العین إلى سکونها، مثال ذلک:
کلب keeb
فهی محرکة العین بالسیجول لسکون اللام، فإذا أضیفت الکلمة إلى الضمیر سکنت عین الکلمة فقیل keabu و keab(74). کما شاعت هذه الظاهرة الصوتیة عند بعض العرب القدماء، قال سیبویه: "هذا باب الساکن الذی یکون قبل آخر الحروف فیحرک لکراهتهم التقاء الساکنین، وذلک قول بعض العرب: هذا بَکُرْ، ومِنْ بَکِرْ. ولم یقولوا رأیت البَکَرْ"(75). فقد کانوا یتخلصون من التقاء الساکنین بتحریک عین الکلمة بالکسر أو بالضم وهذا ما یشیع فی اللهجات العربیة الحدیثة حیث تمیل بعض اللهجات إلى تحریک عین الکلمة بالضم، وبعضها یحرکها بالکسر، وهذا هو الطابع الغالب فی لهجة الحمراء.
ج- ضم عین الأسماء الثلاثیة الساکنة العین
وتعنی هذه الظاهرة الصوتیة ضم (عین الکلمة) من الأسماء الثلاثیة الساکنة العین، مثل قولهم :
- شخُر ʃaxur
- تمُر tamor
- جرو ʓarow
والتفسیر الصوتی لهذه الظاهرة هو التخلص من التقاء الساکنین عند تسکین لام الکلمة وذلک بضم عین الکلمة إذا کانت فاء الکلمة أحد حروف الاستعلاء؛ لأن حروف الاستعلاء حروف یرتفع فیها مؤخرة اللسان نحو الطبق، وتضیق المسافة بین اللسان والحنک الأعلى، وکذلک الضمة حرکة خلفیة تخرج من أقصى اللسان حین یلتقی بأقصى الحنک(76)؛ ولذلک یحدث انسجام صوتی بین أصوات الاستعلاء والضمة أکثر من الحرکات الأخرى. أما ضم عین الکلمة فیکون مع الأسماء التی لامها واو؛ لأن الضمة من مخرج الواو، وکلاهما صوت من أقصى اللسان حین یلتقی بأقصى الحنک، وبینهما انسجام صوتی والضمة من جنس الواو. وقد وردت هذه الظاهرة فی العربیة القدیمة مثل قول بعض العرب: بکر فی بکر(77). وقرأ الجمهور بهذه اللهجة فی قوله تعالى: وأیدناه بروح القدس بضم الدال والقاف وقرأ مجاهد وابن کثیر القدس بتسکین الدال وهل لغة تمیم(78). وقد ذکر أبوحیان هذا من اللغات کالنکر والنکر(79). کما ذکر أبوحیان حرکة الضم من خصائص اللهجة الحجازیة وأما السکون فمن خصائص لهجة تمیم(80).
د- تسکین عین الاسم الثلاثی المتحرک العین
وتقضی هذه الظاهرة الصوتیة بتسکین الحرف الثانی من الکلمة الثلاثیة إذا کان هذا الحرف متحرکاً بالضم أو الکسرة حیث یقول بعض الناس فی ولایة الحمراء:
- کتِف: ﭼـتْف ϛatf
- عضُد: عظُّد a₫₫od؟
- ملِک: ملْچ maϛ
بالکسر فی الأصل ونَمْر فی نَمِر وحُمْر فی حُمُر وخُضْر فی خُضُر وسُمْر فی سُمُر فیسکنون عین الکلمة المتحرک. ویعد بعض علماء الفونولوجیا هذه الظاهرة تعقیدا ولیس تبسیطا إذ یصبح التقاء أصوات صحیحة فی مقطع واحد وهذا أصعب فی النطق من وجود صوت صحیح واحد بجوار صوت علة. والغرض من التسکین فی هذه الألفاظ هو التخفیف وإسکان حرکة البنیة وحرکة الأعراب من خصائص لهجة تمیم ومن جاورها کبکر بن وائل، حیث یحذفون الحرکات ویمیلون إلى السرعة فی النطق الذی ینتهی إلى الاقتصاد فی الجهد الفعلی المبذول أثناء النطق(81). وهذه الظاهرة محدودة وقلیلة فی لهجة الحمراء.
هـ - ظاهرة تسکین الحرف الأول من الأسماء
وتعنی هذه الظاهرة، تسکین أوائل الأسماء، ولما کانت العربیة لا تبدأ بساکن ففی اللهجة یستعینون بهمزة وصل مکسورة، ثم یسکنون أوائل الأسماء مثل قولهم فی:
- بقرة: بکرة bkrah
- سخلة: صخلة Ṣxah
- کبش: ﭼــبش ϛbiʃ
وتشیع هذه الظاهرة الصوتیة فی جمیع قرى وبلدات وأحیاء ولایة الحمراء.
والابتداء بالساکن لیس من خصائص العربیة، وإنما نجد أمثلة لهذه الظاهرة الصوتیة فی بعض اللغات السامیة القدیمة إذ مالت بعض هذه اللغات إلى إلغاء الحرکة القصیرة فی المقطع المفتوح، إما بحذف الحرکة وإما بإطالتها أو بإغلاق المقطع من طریق تشدید الصوت الأول الذی یلی نواة المقطع، ومثال حذف الحرکة فی العبریة: njär بمعنى ورق(82) sðräh أی: شعیر(83)، وقد استغنت السریانیة عن هذه الحرکة بحذفها مثل:snin أی سنین(84).
وقد مالت بعض اللهجات العربیة الحدیثة کذلک إلى هذه الظاهرة الصوتیة التی تبدو امتداداً لتلک الظاهرة فی اللغات السامیة وذلک فی اللهجة اللبنانیة، فهم یقولون: دبحته أی ذبحته، کما مالت إلیه اللهجات الأردنیة ومعظم اللهجات الفلسطینیة عند نطقهم للأفعال، کقول أهل ریف إربد، شربت، وسمعت، وغیرها. وبسبب هذه الظاهرة، فإن النبر ینتقل إلى حرکة عین الکلمة، کما یتم تسکین أواخر الألفاظ، وبالتالی أدى هذا إلى نشوء ظاهرة صوتیة غریبة فی اللهجات العامیة، وهی ظهور کلمات ثلاثیة تتألف من مقطع صوتی واحد، حیث ضاعت نواة المقاطع الأخرى الصائتة، کما نشأ من المقاطع الصوتیة التی تسمح بتوالی صوتین ساکنین فی مقطع واحد مثل: kta: قتل، وهذا ما لا یسمح به نظام اللغة العربیة الفصیحة البتة، والواقع أن هذه الظاهرة عامة فی کثیر من لغات العالم؛ إذْ إن صوت العلة القصیر الذی یقع فی مقطع یسبق المقطع المنبور یحذف.
3) تسکین أواخر الألفاظ
تمیل اللهجة الحمراویة إلى تسکین أواخر الألفاظ سواء أکانت أفعالاً أم أسماءً، حیث یقول معظم الناس فی هذه الولایة:
- کتب: ﭼـتب ϛatab
- أکل: أﭼــل ?aϛa
- یجمع ؟jaʓma
فیحذفون حرکة آخر الفعل، سواءً أکانت حرکة بناء أم حرکة إعراب. کما یقولون: کتاب، ودفتر، وباب، ودکان ورجل، وولد، حیث یسکنون أواخر الأسماء سواء أکانت مرفوعة أم منصوبة أو مجرورة. وظاهرة تسکین أواخر الألفاظ ظاهرة عامة فی جمیع اللهجات العربیة الحدیثة حیث تتفق اللهجات العامیة جمیعها فی التجرد من علامات الإعراب، وهذا ناتج عن فعل التطور الصوتی والتخلص من علامات الإعراب؛ إذ خضعت هذه اللهجات لقانون التطور الصوتی، وهو ضعف الأصوات الأخیرة فی الکلمة وانقراضها، وهو قانون عام خضعت له جمیع اللغات الإنسانیة فی تطورها، فما کان یمکن أن تفلت منه لهجة من اللهجات العامیة المتشعبة عن العربیة(85).
4) ظاهرة التخلص من صوت الهمزة
الهمزة صوت حنجری عسیر النطق، ینتج من طریق انحباس الهواء خلف الأوتار الصوتیة، ثم انفراج هذه الأوتار فجأة، ولذلک تحتاج هذه العملیة إلى جهد عضلی کبیر، وهذا مما جعل بعض اللهجات العربیة القدیمة، ومعظم اللهجات العربیة الحدیثة تمیل إلى التخلص من هذا الصوت(85). ولهجة الحمراء هی إحدى اللهجات العربیة الحدیثة التی تخلصت من الهمزة من طریق إسقاط صوت الهمزة أو إبداله واواً أو یاءً أو ألفاً، وهذه الظاهرة الصوتیة لا تقتصر على قریة معینة فی ولایة الحمراء، بل تشیع فی جمیع أحیاء الولایة فی مدینة الحمراء وقراها وبلداتها، فمن أمثلة إسقاط صوت الهمزة قول بعضهم فی:
- یـــــــــــا أم علی: یـــــام علی ai:؟ja:m
- ما أنت صادق: نته ما صادک ntah ma Ṣadok
- کــــــــهـــــــــــــرباء: ﭼرهبه ϛarhabh
وأما إبدال الهمزة یاء أو واوا فی لهجة الحمراء ، فهو نحو قولهم فی:
- جــــاءوا: جیو ʓaju
- قبـــائل: کبایل kaba:ji
- خزائن: خزاین xza:jin
- هـــزائم: هزایم haza:jim
وقولهم فی :
- رأس: راس r:s
- فأس: فاس fa:s
- بأس: باس ba:s
وهکذا نرى أن لهجة الحمراء تمیل إلى حذف هذا الصوت أو إبداله بأحد أصوات المد وذلک تبعاً للحرکة التی قبله فیبدل یاء إذا کان مسبوقا بکسرة ویبدل واوا إذا کان مسبوقا بضمة ویبدل ألفاً إذا کان مسبوقا بفتحة، ویبدل هاء إذا کان فی آخر الکلمة. وقد روت کتب التراث العربی أمثلة لظاهرة التخلص من الهمزة بإسقاطها أو بإبدالها بأحد أصوات المد، ومثال ذلک قولک: (الحمر) إذا أردت أن تخفف ألف (الأحمر) ومثله قولک فی المرأة : (المرة) ، و(الکمأة) : الکمة، ومن بوک، ومن مک، وکم بلک إذا أردت أن تخفف الهمزة فی الأب والأم والإبل. وکذلک قولک: ذئب فی ذئب ومیرة فی مئرة، وجونة فی جؤنة، وبؤس فی بؤس ومؤمن فی مؤمن وراس فی رأس، وباس فی بأس وقرات فی قرأت(86). إذ تخلصوا من الهمزة بإسقاطها أو بإبدالها بأحد أصوات المد، وذلک تبعا للحرکة التی قبلها.
5) ظاهرة الإمالة
لقد ذهب علماء العربیة القدماء فی تعریف الإمالة إلى أنها تقریب الألف من الیاء وتقریب الفتحة من الکسرة. قال ابن یعیش(87): (الإمالة فی العربیة عدول عن الألف عن استوائه وجنوح به إلى الیاء). وقال رضی الدین الأستراباذی(88): (الإمالة هی أن ینحى بالفتحة نحو الکسرة) وقال ابن الجزری(89): (والإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الکسرة وبالألف نحو الیاء (کثیرا) وهو المحض، ویقال له الإضجاع، ویقال له البطح، وربما قیل له الکسر أیضا). وقد قصر بعض علماء العربیة القدماء الإمالة فی العربیة على نوع واحد وهو إمالة الفتحة کانت طویلة أو قصیرة نحو الکسرة الطویلة أو القصیرة. ولم یتعرضوا للإمالة الناتجة عن انکماش الصوت المرکب (aw) أو (aj) وینتج عن انکماش هذین الصوتین المرکبین ضمة ممالة أو کسرة ممالة کما فی ثَوْب ثُوب وبَیْت بیت(90). وقد شاع فی لهجة الحمراء نوعان من الإمالة: وهما إمالة الفتحة القصیرة نحو الکسرة، کما فی قولهم:
- انروحه anroħeh
- انسیره ansi:reh
- شاویه ʃa:we:h
- رواشد rawa:ʃed
- ﭼـذاﭼـه ϛða:ϛeh
حیث یمیلون الفتحة نحو الکسرة وبخاصة قبل هاء التأنیث. والنوع الآخر وهو الإمالة الناتجة عن انکماش الصوت المرکب، ویمیلون الصوت المرکب (aw) وهو صوت الفتحة مع صوت الواو الساکنة فینتج عن ذلک ضمة طویلة ممالة (o:)، کما یمیلون الصوت المرکب (aj) أی صوت الفتحة مع صوت الیاء الساکنة بعدها، فینتج عن ذلک کسرة طویلة ممالة (e:) . کما فی قولهم:
- نـــــــوم: نوم nawm no:m
- حوض: حوظ ħaw₫ ħo:₫
- ثــــوب: ثوب θawb θo:b
وقولهم فی:
- بیدار(91): بیدار bajdar be:dar
- عیش: (92)عیش e:ʃ؟ e:ʃ؟
- قیض(93): کیظ qaj₫ ke:₫
ویبدو أن ظاهرة الإمالة الناتجة عن انکماش الصوت المرکب أصبحت ظاهرة شائعة فی معظم اللهجات العربیة الحدیثة، وربما یعود ذلک إلى صعوبة نطق الأصوات المرکبة، ولذلک تتحول إلى حرکة طویلة ممالة. والواقع أن کلاً من (aj) و (aw) تتألف من صوت علة قصیرة (فتحة) وصوت لین (glide) وهذا یختلف عن الانجلیزیة مثلا التی تحتوی أصوات علة مرکبة (ai) و (aw) وهذه ظاهرة عامة فی اللغات وتسمى (Coalition)(94).
6) ظاهرة الفتح الخالص
وتقضی هذه الظاهرة الصوتیة بأن الحرکة الممالة الناتجة عن انکماش الصوت المرکب (aj) تتحول إلى فتحة طویلة کما فی کلمة (فأین) تطورت بعد سقوط الهمزة منها إلى (فِین) بدلا من (فَین)، وفی بعض اللهجات(وِین) المتطورة عن (وَین) بعد سقوط الهمزة من (وأین) إذ تحولت فی بعض اللهجات الحدیثة إلى (فان) بدلا من (فِین) أو (وِین)(95). وقد دلت التحلیلات الصوتیة للهجة الحمراء على أنها تتضمن أمثلة لهذه الظاهرة الصوتیة وبخاصة فی بلدة وادی غول حیث یقولون فی:
- علیها: علاها aa:ha:؟
- إلیها: لاها a:ha:
إذ یسقطون الهمزة من أول الکلمة ثم یحولون الکسرة الممالة فی (لیها) إلى فتحة طویلة (لاها) وفیها:
- فاها fa:ha:
- بها: باها ba:ha:
إذ یطولون کسرة الباء ثم تتحول الکسرة الطویلة الممالة إلى فتحة طویلة خالصة. وهناک من یحول صوت المد (الواو) الناتج عن اتصال واو الجماعة بالفعل الماضی إلى فتحة طویلة حیث یقول بعض الناس فی بلدتی ذات خیل والعارض بولایة الحمراء :
- حرثاها فی حرثوها ħarθa:ha:
- کطعاها فی قطعوها a:ha:؟kaʈ
- ظرباها فی ضربوها ₫rbba:ha:
وظاهرة الفتح الخالص لیست بدعةً فی لهجة الحمراء، فقد روت بعض کتب التراث العربی القدیم أمثلة لمثل هذا التطور اللغوی مثل قول بعض العرب: إن الرجز لعاب والرجز ارتعاد مؤخرة البعیر ، ویقال : روع وباع وصوع وصاغ(96).
ویرى هنری فلیش(97) أن سبب تحول الصوت المرکب إلى فتحة طویلة هو ضعف الواو والیاء حین تقع إحداهما بین مصوتین قصیرین، حیث یتحول المصوتان القصیران إلى مصوت طویل نحو: خونة: خانة فاجتمع مصوتان قصیران تحولا إلى مصوت طویل؛ لأن الصوتین القصیرین من جنس واحد.
والذی أراه هنا أن الفتح الخالص تطور عن مرحلة الإمالة الناتجة عن تحول الصوت المرکب إلى کسرة طویلة أو إلى ضمة طویلة، ولم یتطور مباشرة عن الصوت المرکب؛ إذ إن مرحلة الإمالة سبقت مرحلة الفتح أثناء التطور اللغوی فبعض اللهجات العربیة حافظت على مرحلة الإمالة، وبعضها تجاوز مرحلة الإمالة إلى مرحلة الفتح. وظاهرة الفتح هذه نادرة وقلیلة الاستعمال إذا قورنت بظاهرة الإمالة الشائعة الاستعمال فی جمیع مناطق ولایة الحمراء.
استعمال المقطع الصوتی المرفوض فی العربیة الفصحى
لقد عرَّف بعض علماء العربیة القدماء المقطع الصوتی، ومن هؤلاء، الفارابی(98)، فقال: وکل حرف غیر مصوت (یقصد به الصوامت) أُتبع بمصوت قصیر به فإنه یسمى المقطع القصیر والعرب یسمونه الحرف المتحرک من قبل إنهم یسمون المصوتات القصیرة حرکات، وکل حرف لم یتبع بصوت أصلاً، وهو یمکن أن یقرن له فإنهم یسمونه (الحرف الساکن) وکل حرف غیر مصوت قرن به مصوت طویل یسمى المقطع الطویل. فالمقطع الصوتی عند علماء العربیة القدماء عبارة عن صوت صامت یتلوه حرکة قصیرة أو طویلة وهذا التحدید للمقطع الصوتی من قبل علماء العربیة القدماء یقصر أنواع المقطع الصوتی على نوعین : المقطع القصیر المفتوح، والمقطع الطویل المفتوح. ففی لهجة الحمراء یقولون: بنت، وسعد، وقدر، وصحن، وحبل. إذ تشتمل هذه الکلمات وأمثالها على النوع الخامس من المقاطع الصوتیة، والذی یتکون من:
صامت + حرکة قصیرة + صامت + صامت (ص ح ص ص)(99)
أما فی حالة الوصل فنرى أمثلة متعددة فی لهجة الحمراء على المقطع الصوتی المرفوض ، مثل قولهم:
- بنتک (بنتچ) binttaϛ ص ح ص ص / ص ح ص
ویقولون کذلک:
- حمامک (حمامچ) ћama:mmaϛ
حیث یشیع فی هذه الکلمات وأمثالها المقطع الصوتی الرابع الذی یتکون من:
صامت + حرکة طویلة + صامت (ص ح ح ص). وأکثر شیوع هذین المقطعین المرفوضین فی لهجة الحمراء یتمثل فی الکلمات الثلاثیة ساکنة الوسط أو التی ثانیها حرف مد، عند إسنادها إلى کاف المخاطب وقد یکون السبب فی استعمال هذین المقطعین الصوتین فی هذه الألفاظ هو میل هذه اللهجة إلى تسکین الحرف الأخیر من الکلمة (لام الکلمة) وعند إسناد هذه الکلمات إلى کاف المخاطب ، یبقون الوقف على الأصل أی على لام الکلمة ثم یضیفون إلیها کاف المخاطب المفتوحة فیسکنون هذه الکاف مع الإبقاء على تحریک الحرف الذی قبلها ولذلک یتولد فی هذه اللهجة هذان المقطعان الصوتیان المرفوضان فی العربیة الفصیحة.
وما تتمیز به اللهجة کذلک أن لدیها مقطعین یبدآن بصامت وهما:
- ( ص ص ح ص ) نحو : ظـــرا ع (100) ؟₫ r a:
- ( ص ص ح ح ص ) نحو : نــعــیــم(101) i : m ؟ n
کتابک (ﭼـتابچ) ϛ t a : b b a ϛ
خاتمة ونتائج البحث:
لقد جمعت لهجة الحمراء کثیرا من الخصائص الصوتیة، ومن أهمها ما یلی:
1 – شیوع ظاهرة الکشکشة فی هذه اللهجة بشکل واضح وکبیر .
2 – کثرة التبدلات الصوتیة بین أصوات اللغة، وأکثرها یمکن قبوله من الناحیة الصوتیة.
3 – شیوع ظاهرة التخلص من الهمز فی هذه اللهجة من طریق إبدال الهمزة بأحد أصوات اللین، أو بحذفها.
4 – شیوع ظاهرة الإمالة، وبخاصة إمالة الفتحة قبل هاء التأنیث، والإمالة من طریق انکماش الصوت المرکب.
5 – شیوع ظاهرة کسر الحرف الأول من الفعل المضارع وکذلک کسر الحرف الأول من الفعل الماضی وبعض أفعال الأمر.
6 – شیوع ظاهرة کسر الحرف الأول فی الأسماء التی ثانیها حرف مکسور.
7 – شیوع ظاهرة تحریک الحرف الثانی فی الکلمات الثلاثیة ساکنة الوسط.
8 – شیوع المقطع الصوتی المرفوض فی هذه اللهجة.
9 – تمیل هذه اللهجة إلى استخدام الکسر أکثر من الحرکات الأخرى.
10- إن معظم الظواهر الصوتیة فی هذه اللهجة یعد امتدادا لبعض اللهجات العربیة القدیمة.
ولابد من الإشارة إلى أن شیوع ظاهرة الکشکشة فی هذه اللهجة بشکل واضح بالرغم من کثرة التبدلات الصوتی، إلا أنه من الممکن قبول معظمها من الناحیة الصوتیة، وتشیع ظاهرة التخلص من الهمز فی هذه اللهجة من طریق إبدال الهمزة بأحد أصوات اللین، أو بحذفها، کما تکثر ظاهرة الإمالة، خاصة إمالة الفتحة قبل هاء التأنیث. کما یکثر وجود بعض الظواهر فی اللهجة وهی على النحو الآتی:
- کسر الحرف الأول من الفعلین المضارع والماضی وبعض أفعال الأمر.
- کسر الحرف الأول فی الأسماء التی ثانیها حرف مکسور.
- تحریک الحرف الثانی فی الکلمات الثلاثیة ساکنة الوسط.
- المقطع الصوتی المرفوض فی هذه اللهجة.
- استخدام الکسر أکثر من الحرکات الأخرى.
الهوامش
[1]- وافی، علی عبد الواحد، علم اللغة ، ط9، دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، 1984م، ص307.
2- عبد الجلیل، عبدالقادر، الدلالة الصوتیة والصرفیة فی لهجة الإقلیم الشمالی، سلسلة الدراسات اللغویة (2)، عمَّان، دار الصفا للنشر والتوزیع، 1997م، ص31.
3- ضیف، شوقی، تحریفات العامیة للفصحى فی القواعد والبنیات والحروف والحرکات، دار المعارف، القاهرة، 1994م، ص86.
4- سلوم، داوود، دراسة اللهجات العربیة القدیمة، مکتبة النهضة الحدیثة ، بیروت، 1986م، ص106.
5- تحریفات العامیة للفصحى فی القواعد والبنیات والحروف والحرکات، ص145.
6 - حسنین، صلاح الدین صالح، دراسات فی علم اللغة (الوصفی والتاریخی والمقارن)، الریاض، دار العلوم للطباعة والنشر، 1984م، ص210.
7 – السابق: نفس الصفحة.
8 - دراسة اللهجات العربیة القدیمة، ص121.
9- دراسات فی علم اللغة؛ الوصفی والتاریخی والمقارن، ص210.
10- السابق: نفس الصفحة، ص210.
11 - الصالح، صبحی، دراسات فی فقه اللغة، ط9، دار العلم للملایین، بیروت، 1981م، ص77.
12- ابن الجزری، الحافظ أبی الخیر محمد بن محمد الدمشقی (ت. 833هـ)، النشر فی القراءات العشر، ط3، تصحیح ومراجعة الشیخ علی محمد الضباع، دار الفکر، ج1، ص429.
13- أی جنبک.
14- الصفریة: هی الإناء الذی یوضع فیه الماء فی الغالب کی یغلی بالنار وهذا الإناء مصنوع من الصفر فی الماضی أما الیوم فهو مصنوع من المعدن.
15- متفشٍ أی صوت احتکاکی حنکی، یتکون بین وسط اللسان ووسط الحنک الأعلى ، ویتمیز عند النطق به بتجویف رنان بین اللسان وجانبی الفم.
16-ینظر: الأصوات اللغویة، ص77. وراجع أیضاً: دراسة صوتیة فی لهجة البحرین، ص57.
17- دراسة اللهجات العربیة القدیمة، ص95.
18- السابق، ص96.
19- مطر، عبدالعزیز، دراسة صوتیة فی لهجة البحرین، جامعة عین شمس، 1980م، ص55.
20- دراسة صوتیة فی لهجة البحرین، ص61.
21- الرازی، الحسین أحمد بن فارس بن زکریا اللغوی، الصاحبی فی فقه اللغة وسنن العرب فی کلامها، حققه وضبط نصوصه: عمر فاروق الطباع، مکتبة المعارف، بیروت، 1993م، ص57.
22- سیبویه، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، الکتاب، تحقیق: عبد السلام محمد هارون، ط2، (مکتبة الخانجی- دار الرفاعی)، (القاهرة- الریاض)، 1982م، ج3، ص199.
23- البصری، ابن درید، أبی بکر محمد بن الحسن الأزدی (ت: 312هـ)، جمهرة اللغة، المصححون: محمد السورتی، فریتس کرنکو الألمانی، زین العابدین الموسوی، مجلس دائرة المعارف، حیدر آباد الدکن بالهند، 1344هـ، ج1، ص5.
24- أنیس، إبراهیم، فی اللهجات العربیة، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة، ط4، ص124.
25- حماد، أحمد عبدالرحمن، الخصائص الصوتیة فی لهجة الإمارات العربیة؛ دراسة صوتیة میدانیة، دار المعرفة الجامعیة، الإسکندریة، 1986م، ص33.
26- مطر، عبدالعزیز، خصائص اللهجة الکویتیة؛ دراسة لغویة میدانیة، من محاضرات الموسم الثقافی الثانی لجامعة الکویت، مطابع الرسالة، الکویت، 1969م، ص45.
27- فی اللهجات العربیة، ص122.
28- السابق، ص125.
29- ﭼــیف حالش ﭼــیه خالتش ﭼریمه ﭼذاک ﭼماش حالـﭼن ﭼریب ، تقول: کیف حالک کیه خالتک کریمة کذاک (کذلک) کماک (مثلک) حالکن کریب.
30- بشر، د/کمال محمد، علم اللغة العام: الأصوات العربیة، القاهرة، دار المعارف، ط6، 1980م، ص109-160.
31- الصاحبی فی فقه اللغة وسنن العرب فی کلامها، 35
32- الباهلی، أبو نصر أحمد بن حاتم، دیوان ذی الرمة؛ غیلان بن عقبة العدوی، تحقیق: عبدالقدوس أبو صالح، مطبعة طربین، دمشق، 1972م، ج1، ص371.
33- بمعنى لا.
34- عبدالتواب، د/ رمضان، المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوی، ط3، القاهرة، مکتبة الخانجی، 1985م، ص 56 .
35- الکتاب ، 4/ص479-480
36- الصفحة نفسها.
37- الأندلسی، أبوحیان أثیر الدین محمد بن یوسف النفّزی، البحر المحیط، ط2، مطابع النصر الحدیثة، الریاض، 1983م، مج3، ص25.
38- فی اللهجات العربیة، ص ص127 – 128.
39- ابن منظور، محمد بن مکرم بن علی، أبو الفضل جمال الدین ابن منظور الأنصاری الرویفعی الإفریقی، ـلسان العرب (صمخ)، دار صادر، بیروت، ط3، ج3، 1414هـ، ص34.
40- لسان العرب، (صخب)، ج1، ص521.
41- ابن الجوزی، عبد الرحمن بن علی الجوزی أبوالفرج، تقویم اللسان، تحقیق: عبدالعزیزمطر، ط2، دار المعارف، 1966م، ص128.
42- السابق، ص82.
43- السابق، ص145.
44- السابق، ص149.
45- ابن جنی، أبی الفتح عثمان بن جنی، سر صناعة الإعراب، تحقیق: د. حسن هنداوی، دار القلم، دمشق، 1985م، ج1، ص196.
46- الاستراباذی، محمد بن الحسن رضی الدین، شرح شافیة ابن الحاجب، تحقیق: محمد نور الحسن وآخرین، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1975م، ج3، ص233.
47- الکتاب، ج4، ص477.
48- السابق، ج4، ص ص477 – 478.
49- السابق، نفس الجزء والصفحتین.
50- شرح شافیة ابن الحاجب، ج3، ص232.
51- لسان العرب، (جیا)، ج1، ص52.
52- مطر، عبدالعزیز، لحن العامة فی ضوء الدراسات اللغویة الحدیثة، ط2، دار المعارف، مصر، 1981م، ص224.
53- سر صناعة الإعراب، ص321 .
54- ابن مکی، الصقلی(ت 501 هـ) تثقیف اللسان، وتلقیح الجنان، تحقیق: عبدالعزیز مطر، دار المعارف، القاهرة، ص110.
55- سر صناعة الإعراب، ج1، ص421 – 422.
56- السابق، ج1، ص422.
57- السابق، نفس الجزء والصفحة.
58- شرح شافیة ابن الحاجب، ج1،ص216.
59- تثقیف اللسان، 105 .
60- الکتاب، ج4، ص433– 435.
61- أنیس، إبراهیم، الأصوات اللغویة، مکتبة الأنجلو المصریة، ط4، القاهرة، 1990م، ص49.
62- براجشتراسر، التطور النحوی للغة العربیة تصحیح: د. رمضان عبدالتواب، ط2، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1994، ص19.
63- الکتاب، ج4، ص110.
64- الخصائص، ج2، ص11.
65- ابن جنی، أبی الفتح عثمان بن جنی، المنصف لکتاب التصریف لأبی عثمان المازنی، تحقیق: ابراهیم مصطفى وعبدالله أمین، مطبعة البابی الحلبی وأولاده بمصر، ط1، 1954م، ج1، ص322.
66- المزنی، زهیر بن أبی سلمى، ربیعة بن ریاح، دیوان زهیر، شرحه: عمر فاروق الطباع، ط1، دار الأرقم، بیروت، ص15.
67- السکری، أبو سعید بن الحسن، شرح دیوان کعب بن زهیر، القاهرة، 1950م، ص9.
68- الکتاب، 4ج، ص40.
69- بن خالویه، الحسین بن أحمد، لیس فی کلام العرب، تحقیق: أحمد عبدالغفور عطار، ط2، مکة المکرمة، 1979، ص95.
70- بمعنى إهدم.
71- تصنع من سعف النخیل وتستخدم لربط حزمة البرسیم.
72- أصغر عملة تستخدم فی السلطنة.
73- حبل من الخیوط وبداخله مطاط لیمسک الثوب على الجسم.
74- السیوطی، جلال الدین السیوطی، المزهر فی علوم اللغة وأنواعها، تحقیق: محمد جاد المولى- محمد أبو الفضل إبراهیم – علی محمد البجاوی، المکتبة العصریة، مج2، ص276.
75- أنیس، إبراهیم، من أسرار اللغة، ط4، مکتبة الانجلو مصریة، القاهرة، 1978، ص50.
76- مطر، عبدالعزیز، لهجة البدو فی الساحل الشمالی لجمهوریة مصر العربیة، دار المعارف، مصر، 1981، ص ص112– 113.
77- الکتاب، ج4 ص173.
78- لهجة البدو فی الساحل الشمالی لجمهوریة مصر العربیة، ص112.
79- الکتاب، ج4 ص173.
80- البحر المحیط، ج1ص229.
81- السابق، 3ج 495.
82- السابق، 5ج ص287.
83- الجندی، أحمد علم الدین، اللهجات العربیة فی التراث، الدار العربیة للکتاب، 1983م، ص 246.
84- العنانی، علی، محرز: لیون، الإبراشی: محمد عطیة، کتاب الأساس فی الأمم السامیة ولغاتها وقواعد اللغة العبریة وآدابها، المطبعة الأمیریة، بولاق، القاهرة، 1935م ، ص 420.
85- السابق، ص422.
86- الصفحة نفسها.
87- أبوالفرج، محمد أحمد، فقه اللغة، ط1، دار النهضة العربیة، بیروت، 1966، ص 206.
88- التطور اللغوی التاریخی، ص ص 47 – 48.
89- الکتاب، ج3 ص ص543– 547.
90- ابن یعیش، أبو البقاء موفق الدین یعیش بن علی (ت: 643هـ)، شرح المفصل المحقق: الدکتور إیمیل بدیع یعقو ب، عالم الکتب، بیروت، 2001م، مج9، ص53.
91- شرح شافیة ابن الحاجب، ص ص3 4.
92- ابن الجزری، الحافظ أبی الخیر محمد بن محمد الدمشقی (ت. 833هـ)، النشر فی القراءات العشر، تصحیح ومراجعة الشیخ علی محمد الضباع، دار الفکر، ج1، ط3، ص30.
93- التطور اللغوی، ص148.
94- من یقوم بسقی المزروعات والعنایة بها.
95- فی الأصل تطلق على موسم بدء طلع النخیل وتستخدم کذلک فی وصف المزاح على شخص وما یصدر منه من أقوال وافعال تعجب الحاضرین.
96- السامرائی، إبراهیم، التطور اللغوی التاریخی، دار الأندلس، جامعة أندیانا، 1981م، ص50.
97- الأنصاری، أبوزید سعید بن أوس بن ثابت، النوادر فی اللغة، تحقیق: الدکتور محمد عبدالقادر أحمد، القاهرة، 1981م، ص ص3 5.
98- فلیش، هنری، العربیة الفصحى؛ نحو بناء لغوی جدید، تعریب وتحقیق: الدکتور عبدالصبور شاهین ، ط2، دار المشرق ـ بیروت، ص 41.
99- الفارابی، أبی نصر محمد بن طرخان، الموسیقى الکبیر، تحقیق: غطاسة عبدالملک خشبة، دار الکتاب العربی، القاهرة، ص 1075.
100- أی قیس بالذراع.
101- نعیم، أی دقیق.
- ابن الجزری، الحافظ أبی الخیر محمد بن محمد الدمشقی (ت. 833هـ)، النشر فی القراءات العشر، ط3، تصحیح ومراجعة: علی محمد الضباع، دار الفکر، د. ت.
- ابن جنی، أبو الفتح عثمان بن جنی، الخصائص، تحقیق: محمد علی النجار، ط3، عالم الکتب، بیروت، ج3، 1983م.
- ابن جنی، أبو الفتح عثمان بن جنی، المنصف شرح التصریف لأبی عثمان المازنی، تحقیق: إبراهیم مصطفى وعبدالله أمین، مطبعة البابی الحلبی وأولاده بمصر، ط1، 1954م.
- ابن جنی، أبو الفتح عثمان بن جنی، سر صناعة الإعراب، تحقیق حسن هنداوی، دار القلم،ج1،دمشق، 1985م.
- ابن درید، أبی بکر محمد بن الحسن الأزدی (ت:312هـ)، جمهرة اللغة، المصححون: محمد السورتی ، فریتس کرنکو الألمانی، زین العابدین الموسوی، ج1، مجلس دائرة المعارف، حیدر آباد الدکن بالهند، 1344هـ.
- ابن مکی، أبو حفص عمر بن خلف الصقلی (ت 501 هـ)، تثقیف اللسان وتلقیح الجنان، تحقیق عبدالعزیز مطر، دار المعارف القاهرة.
- ابن منظور، محمد بن مکرم بن علی، لسان العرب، دار صادر، بیروت، ط3، ج3، 1414هـ .
- ابن یعیش، أبو البقاء موفق الدین یعیش بن علی (ت: 643هـ)، شرح المفصل المحقق: د. إیمیل بدیع یعقوب، عالم الکتب، بیروت، 1422هـ، 2001م.
- أبوالفرج ، د. محمد أحمد، فقه اللغة، ط1، دار النهضة العربیة، بیروت، 1966.
- الاستراباذی ، محمد بن الحسن رضی الدین، شرح شافیة ابن الحاجب، دار الکتب العلمیة، بیروت، د. ت.
- الأندلسی، أبوحیان أثیر الدین محمد بن یوسف الغرناطی النفّزی، البحر المحیط، ط2، مطابع النصر الحدیثة، الریاض، مج1-4، 1983.
- الأنصاری، أبوزید سعید بن أوس بن ثابت، النوادر فی اللغة، تحقیق: د. محمد عبدالقادر أحمد، القاهرة، 1981م.
- أنیس ، د. إبراهیم، فی اللهجات العربیة، ط4، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة.
- أنیس، د. إبراهیم، الأصوات اللغویة، ط4، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة، 1990م.
- أنیس، د. إبراهیم، من أسرار اللغة، ط4، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة، 1978م.
- الباهلی، أبو نصر أحمد بن حاتم، دیوان ذی الرمة؛ غیلان بن عقبة العدوی، مطبعة طربین، تحقیق: عبدالقدوس أبو صالح، دمشق، 1972م.
- براجشتراسر، التطور النحوی للغة العربیة، ط2، تصحیح: د. رمضان عبدالتواب، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1994.
- بشر، د. کمال محمد، علم اللغة العام؛ الأصوات العربیة، ط6، دار المعارف، القاهرة، 1980م.
- الجندی، أحمد علم الدین، اللهجات العربیة فی التراث، ط1، الدار العربیة للکتاب، د. ت.
- حسنین، د. صلاح الدین صالح، دراسات فی علم اللغة؛ الوصفی والتاریخی والمقارن، دار العلوم للطباعة والنشر، الریاض، 1984م.
- حماد، د. أحمد عبدالرحمن، الخصائص الصوتیة فی لهجة الإمارات العربیة؛ دراسة صوتیة میدانیة، دار المعرفة الجامعیة، الإسکندریة، 1986م.
- خالویه، الحسین بن أحمد، لیس فی کلام العرب، تحقیق: أحمد عبدالغفور عطار، ط2، مکة المکرمة، 1979.
- الرازی، الحسین أحمد بن فارس بن زکریا اللغوی، الصاحبی فی فقه اللغة وسنن العرب فی کلامها، حققه وضبط نصوصه: د. عمر فاروق الطباع، مکتبة المعارف، بیروت، 1993م.
- السامرائی، د. إبراهیم، التطور اللغوی التاریخی، دار الأندلس، بیروت، د. ت.
- سلوم، د. داوود، دراسة اللهجات العربیة القدیمة، مکتبة النهضة الحدیثة، بیروت، 1986م.
- سیبویه، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، الکتاب، تحقیق: عبد السلام محمد هارون، ط2، (مکتبة الخانجی- دار الرفاعی)، (القاهرة-الریاض)، 1982م.
- السیوطی، جلال الدین، المزهر فی علوم اللغة وأنواعها، تحقیق: محمد جاد المولى ومحمد أبوالفضل إبراهیم وعلی محمد البجاوی، المکتبة العصریة، القاهرة، د. ت.
- صالح، د. صبحی، دراسات فی فقه اللغة، ط9، دار العلم للملایین، بیروت، 1981م.
- ضیف، د. شوقی، تحریفات العامیة للفصحى فی القواعد والبنیات والحروف والحرکات، دار المعارف، القاهرة، 1994م.
- عبد الجلیل، د. عبدالقادر، الدلالة الصوتیة والصرفیة فی لهجة الإقلیم الشمالی، سلسلة الدراسات اللغویة (2)، عمَّان، دار الصفا للنشر والتوزیع، 1997م.
- عبدالتواب، د. رمضان، المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوی، ط3، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1985م.
- عمر، د. أحمد مختار، دراسة الصوت اللغوی، عالم الکتب، القاهرة، 1991م.
- العنانی، د. علی، محرز، لیون، الإبراشی، محمد عطیة، کتاب الأساس فی الأمم السامیة ولغاتها وقواعد اللغة العبریة وآدابها، المطبعة الأمیریة، بولاق، ط1، 1935م.
- الفارابی، أبو نصر محمد بن طرخان، الموسیقى الکبیر، تحقیق: غطاسة عبدالملک خشبة، دار الکتاب العربی، القاهرة.
- فلیش، هنری، العربیة الفصحى نحو بناء لغوی جدید، تعریب وتحقیق: د. عبدالصبور شاهین، ط2 ، دار المشرق، بیروت.
- السکری، أبو سعید بن الحسن، شرح دیوان کعب بن زهیر، القاهرة، 1950م.
- أبو سلمى، زهیر، دیوان زهیر بن أبی سلمى، تحقیق: عمر فاروق الطباع، ط1، دار الأرقم، بیروت.
- مطر، د. عبدالعزیز، خصائص اللهجة الکویتیة؛ دراسة لغویة میدانیة، من محاضرات الموسم الثقافی الثانی لجامعة الکویت، مطابع الرسالة، الکویت، 1969م.
- مطر، د. عبدالعزیز، دراسة صوتیة فی لهجة البحرین، جامعة عین شمس، 1980م.
- مطر، د. عبدالعزیز، لحن العامة فی ضوء الدراسات اللغویة الحدیثة، ط2، دار المعارف، مصر، 1981م.
- مطر، د. عبدالعزیز، لهجة البدو فی الساحل الشمالی لجمهوریة مصر العربیة، دار المعارف، مصر، 1981م.
- وافی، د. علی عبد الواحد، علم اللغة، ط9، دار نهضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، 1984م.