اللهجات واللغات العامیة العمانیة المعاصرة؛ دراسة في المفاهیم والمصطلحات والأنواع

الباحث المراسلد. محمد بن سالم المعشنی بن سالم المعشنی جامعة السلطان قابوس

Date Of Publication :2022-11-10
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

  

لا تجد فی المکتبة العمانیّة القدیمة الحافلة بالمؤلفات اللغویّة والأدبیّة والثقافیّة دراسة أوکتابًا یتناول  الظاهرة اللغویة فی المجتمع العمانی ومافیه منْ نوعیّات لغویّة. وکذلک الحال بالنسبة لمکتبة التراث العربی القدیم؛ إذ لیس فیها غیر إشارات قلیلة عنْ  لغة أهل عُمان وردت فی بعض الکتب، وأهمّ ما فیها وصف بعض الکلمات القرآنیّة بأنّها جاءت على لغة أهل عمان. وهی: الصَّاعقة بمعنى: الموتة، وخبالاً بمعنى: غیاً، ونفقاً: بمعنى سرباً، وأعصرخمراً بمعنى: عنبًا، ودار البوار بمعنى: دار الهلاک، وقومًا بورًا بمعنى: هلکى، وحیث أصاب بمعنى: حیث أراد، وسُعر بمعنى: جنون(1). وفی العصر الحالی ظهرت دراساتٌ عدیدة تناولت بعض اللهجات واللغات العمانیّة المعاصرة. وهی قلیلة قیاسا إلى  التنوع اللغویّ القائم فی السلطنة. ولعلّ ضعف الإقبال على دراسة اللهجات واللغات العامیّة فی عُمان مرتبطٌ بما للعربیة الفصحى من منزلة عظیمة فی نفوس العمانیین الذین یرونها اللغة الوحیدة الجدیرة بالدرس والاهتمام، وما عداها  فهو خروج عن القواعد وانحراف عنها ولحن فی القول، بل قد یرى بعضهم فی هذا العمل مؤامرة تستهدف إضعاف مکانة القرآن فی قلوبهم باستهداف الفصحى لغته المقدسة. وساعد على هذا حرکة التألیف الفقهیّ الواسعة فی عمان وکثرة الشّعراء الکبار. وماعلیه  أکثر العمانیین منْ تعظیم للقرآن الکریم وتمسّکٍ بالدِّین وتعلق بالشِّعر والأدب المکتوب بالفصحى. وماجاء منْ اهتمام باللغات العامیّة واللهجات فی العقود الأخیرة کان یرمی إلى إبراز جوانب الفصاحة فی اللهجات العامیّة العمانیة وکشف روابطها بالعربیّة الفصحى. ومنْ أبرزها کتاب (إزاحة الأغیان عن لغة أهل عمان) لسعید بن حمد الحارثی(2) وهو أمثلة من الدارجة العمانیة فی قاموس العربیة الفصحى. وقاموس الفصاحة العمانیة لمحمود بن حمید الجامعی(3)، وهو عمَّا حفظته الدارجة العمانیة للغة العربیة، وهناک مقالات وأوراق علمیة لباحثین عمانیین وغیر عمانیین تناولت جوانب أو موضوعات من اللهجات العمانیة(4).

     أمّا النوعیّات اللغویّة العمانیّة المرتبطة بالعربیّة الجنوبیّة القدیمة کالشحریة والحرسوسیة والبطحریة والمهریة فقد استحوذت على اهتمام أکبر منْ قبل باحثین غربیین منذ وقت مبکر ؛ لأنهم نظروا إلیها بوصفها تراثًا لغویًا قدیمًا مختلفًا ونشروا عنها مقالات کثیرة، وکتبوا کتبًا متعددة وأوردوا عنها إشارات وتعلیقات فی مؤتمرات وندوات ومجلات منذ أن اکتشفوا وجودها، وقد اهتم بعض الباحثین العمانیین بدراسة جوانب منها لإظهار قربها أوبعدها من العربیة الفصحى فی جوانب المعجم والدلالة وفی الأصوات وفی مجالات أخرى(5) وجاء هذا البحث منْ منطلق ما تولیه اللسانیّات الاجتماعیة من عنایة واهتمام بدراسة اللغة فی علاقتها بالمجتمع وتجلیّاتها فیه. وقد أدَّى هذا الاهتمام إلى ظهور مفاهیم ومصطلحات وُضعت للتعبیر عن اللغة وعلاقتها بالمجتمع وکیف تستعمل فیه. وهذا النَّوع من الدّراسات اللغویة قلیل جدًا فی السلطنة. ولهذا کان هذا البحث الذی جعلته فی موضوع المفاهیم والمصطلحات اللغویة الأساسیّة التی تعبّر عن الظاهرة اللغویة فی المجتمع العمانی وعلاقة هذه المصطلحات ببعضها فی الواقع اللغوی الیومی فی السَّلطنة. ویرمی هذا البحث إلى رصد الظاهرة اللغویة فی المجتمع العمانی المعاصر وتجلیاتها المختلفة فیه وتقدیم تفسیرات وتحلیلات لعناصرها ومفاهیمها ومصطلحاتها، فهو بحث غایته استکشاف الواقع اللغوی القائم قی السلطنة  من زاویة المفاهیم والمصطللحات والأنواع. ویقوم على الأسئلة البحثیة الآتیة:

ما حقیقة الوضع اللغویّ القائم الیوم فی عمان؟ هل فی عمان لغات ولهجات متعددة؟ ماالنوعیات اللغویة الموجودة فی عمان؟ ما المفاهیم والمصطلحات اللغویة التی تعبر عن الواقع اللغوی العمانی المعاصر؟ هل یمکن وضع تعریفات محدّدة لکلّ نوعیّة لغویّة فی عمان؟ هل تشترک النوعیّات اللغویّة العمانیّة المعاصرة فی سمات وترتبط بروابط بنیویة واضحة؟ واعتمدت فی هذا البحث على المنهجیّة التی تصف وتحلل وتصنّف المفاهیم والظواهر اللغویّة المشمولة  بالدراسة. وقد قدّمت تفسیرات وتعلیلات لبعض الظواهر اللغویّة التی وردت فیه. وجمعتُ هذه المصطلحات والمفاهیم من دراسات ومصادر شتى. واخترت منها ماهو أساسی ومناسب لموضوع البحث. وأمَّا الوحدات اللغویّة الموجودة فی البحث فقد حصلت علیها من استبانات وزَّعتها على الطلاب الذین یدرسون مقرر الأصوات اللغویة. وقد راجعت هذه الوحدات اللغویة مع بعض الطلاب الذین تخرجوا منذ سنوات(6). وتتکون هذه الدراسة من مقدمة وخمسة مباحث الأول: تناولت فیه أهم المفاهیم والمصطلحات اللغویة المتصلة بظاهرة اللغة وعلاقتها بالمجتمع. والمبحث الثانی: درست فیه النوعیات اللغویة العمانیة المعاصرة. والمبحث الثالث: خصصته لدراسة تداخل النوعیات اللغویة فی عمان. والمبحث الرابع: تطرقت فیه لمتطلبات دراسة اللهجات والنوعیات اللغویة العمانیة. والمبحث الخامس: قسمت فیه اللهجات واللغات العامیة العمانیة إلى مجموعات، ووضع ملامحها بناء على الجغرافیا أو المجتمع أو الوحدات اللغویة.  ثم خاتمة بنتائج البحث.

المبحث الأول: مفاهیم ومصطلحات لغویّة  

یتناول هذا المبحث مفاهیم ومصطلحات لغویّة عامّة متصلة بالظاهرة اللغویّة فی المجتمع، على النَّحو الآتی:

1-1: الجماعات الکلامیّة  فی عُمان  Speech Communities

  یقصد بالجماعة الکلامیّة  فی اللسانیات الاجتماعیّة جماعة من النّاس یشکّلون مجتمعًا واحدًا کأهل قریة أو منطقة، ولهم  نوعیّة لغویة واحدة مشترکة. ویمکن وصف الجماعات الکلامیّة  بأنّها بیئات لغویّة  متجانسة أو مشترکة فی نوعیّة لغویّة معیّنة تتمثل بوحدات لغویّة  تمیز المنتمین إلى هذه الجماعة الکلامیة. والجماعات الکلامیّة فی عمان متعددة بتعدد القرى  والبلدات والمناطق التی تشترک فی نوعیّة لغویة تستعمل فی الحدیث الیومی والاتصال غیر الرسمی. والوضع اللغویّ فی کلّ مجتمع  معقّد بطبیعته ومتداخل بسبب عوامل کثیرة. ومع هذا یمکن الحدیث عن جماعات کلامیة تتمیز فی لغات خطابها بوحدات لغویة مختلفة عما یحیط بها من نوعیات لغویة. تمثل الظاهرة اللغویة بتنوعاتها فی المجتمع العمانی جزءً أساسیًّا من ثقافته، وأداة للتعبیر عن بقیة الأجزاء والتفاعل معها، وباللغة نتشارک مع غیرنا من العمانیین  فی تکوین کثیر من المفاهیم والسلوک الاجتماعی. وبها نعبر عن المعتقدات الشعبیة والاجتماعیة ونکتسب مفاهیم ثقافیة جدیدة باستمرار.

  وکلّ نوعیّة لغویّة مستعملة فی منطقة أو مدینة أو قریة عمانیة هی جزء من الثقافة العمانیة، وهی من ناحیة العدد والتنوع توازی التنوعات الجغرافیة والاجتماعیة والمناطق المدن والقرى العمانیّة. وسیدرس البحث نوعیتین أساسیتین تتمثل الأولى فی العربیة الفصحى، والأخرى فی اللغة العامیة؛ مع أن الفصحى مستویات والعامیة لیست نوعیة واحدة بل عامیات ونوعیات مختلفة یصعب حصرها؛ لأسباب علمیة وموضوعیة. ولاتتجلى الظاهرة اللغویّة إلا متنوعة؛ لأنَّها ظاهرة اجتماعیة موجودة فی کل بلد متنوع جغرافیًّا واجتماعیًّا. ولاتبنى التنوعات اللغویة فی السلطنة على أسس عرقیّة تقسّم المجتمع وتجعله مکوّنات منفصلة متواجهة، وإنَّما هی تنوّعات فی إطار التنوع اللغوی العربی نفسه مابین عربیّة فصحى و عربیّات عامیّة شمالیّة و عربیّات عامیّة جنوبیّة. وهذه التنوعات اللغویة هی وحدها التی تعبّر عن الثقافة الوطنیة العمانیة. وتعدُّ جزءً أصیلاً منها ومکونًا أساسیًّا من مکوناتها. وهی تنوعات فی إطار المنطقة الواحدة، والثقافة العامة الواحدة، وهی لا تحمل تنافرًا لغویًا أو ثقافیًا مع محیطها الثقافی والاجتماعی؛ لأنها تنوعات لغویّة عربیّة مرتبطة بوضع لغویّ قدیم، ولیست وراءها تقالید أو عادات اجتماعیّة أو أنماط ثقافیّة غریبة عن المنطقة أو دخیلة علیها، بل هی امتداد لمرحلة حضاریة وثقافیّة موجودة جنوبیّ بلاد العرب قبل ظهور الإسلام. فرضت العربیّة الفصحى نفسها فی کلّ بلد، ومنطقة من مناطق الجزیرة العربیة منذ اتخاذها لغة الکتابة والشعر الفصیح والفقه وعلوم اللغة والدین. ومن ضمنها المناطق التی احتفظت ببقایا من العربیة الجنوبیة فی عُمان والیمن والسعودیّة، فلیس للناس فی هذه المناطق لغة للعبادة، أو الکتابة والتخاطب خارج جماعاتهم الکلامیّة غیر العربیّة الفصحى واللغات العامیّة الأساسیة(7).

   تعدُّ الحواضر العمانیّة التقلیدیّة بیئاتٍ لغویةً یمکن وصفها بجماعات کلامیّة أو لغویّة على الرغم من التباینات والتنوعات التی دخلت علیها بسبب تأثیرات التعلیم والإعلام والنزوح من القرى والأریاف والبوادی إلى المدن فی عصر النهضة. ویمکن تمییز هذه الجماعات الکلامیة المفترضة ببعض الوحدات اللغویة أو الظواهر اللغویة المنتشرة بین الأفراد المنتمین إلیها، وهی غیر موجودة فی الجماعات الکلامیّة الأخرى التی تشترک معها فی وحدات لغویة کثیرة أخرى من جمیع المستویات اللغویة الصوتیة والصرفیة والترکیبیة والمعجمیة والدلالیة، ولایمکن تمییز الجماعات الکلامیة  العمانیة من بعضها تمییزًا دقیقًا على أسس جغرافیة أو قبلیة ؛لأنها تتکون -فی الغالب العام- من أبناء قبائل قحطانیة تعود جذورها القدیمة إلى الیمن وأخرى عدنانیة النسب قدمت من مناطق شرقی الجزیرة ووسطها وغربها. و هذه القبائل العمانیة متداخلة مع بعضها جغرافیًا واجتماعیًا، وتنتشر من أقصى الجنوب فی ظفار إلى أقصى الشمال فی مسندم؛ لذا یمکن تمییز أیِّ جماعة کلامیّة عمانیّة تمیّزًا دقیقًا إلا بالاعتماد  على الوحدات اللغویة التی تستعملها کلّ جماعة کلامیّة، وکلّ جماعة کلامیّة عمانیّة یمکن للباحث أنْ یقف فیها على تباینات وتنوّعات لغویّة مرتبطة بمتغیرات اجتماعیّة داخل کلّ جماعة؛ فهناک فروق بین کلام الکبار والصغار وبین کلام المتعلمین وغیر المتعلمین وکلام الرّجال والنّساء وکلام أصحاب المزارعین والصیادین.  وهذا أمر  یتطلب جهودًا علمیّة کبیرة تتسم بالتنوع والشّمول والاستمراریة، ولاتنهض بها إلا فرق بحث متآزرة  تقوم  ببحوث ودراسات علمیّة میدانیّة تستهدف تحدیدها وکشف مایمیّزها ویمیّز المنتمین إلیها.  

 

1- 2: الازدواج اللغوی  فی عُمان      Diglossia  

الازدواج اللغویّ مفهوم جدید منْ مفاهیم اللسانیّات الاجتماعیّة،لم یکن له  فی الدراسات اللغویة القدیمة تصوّر واضح أو تعریف محدّد، وإنْ کان الازدواج اللغوی -منْ حیث هو ظاهرة لغویة- موجوداً منذ وجدت لغات أدبیة مشترکة(8).

و الازدواج  اللغویّ  هو استعمال المتحدث فی البیئة اللغویة الواحدة  أکثر من شکل لغوی فی التعبیر؛کأنْ یستعمل أسالیب من الفصحى وأخرى من  العامیة(9). ولایمثل هذا النوع من الازدواج اللغویّ کلّ الوضع اللغویّ القائم فی عمان أو فی غیرها من البلدان العربیة؛ فالعربیّة عربیّات، کعربیّة الشّعر المشترکة وهی عربیّة الشّعر الجاهلی والتدوین، والعربیّة المتکلمة القدیمة وهی اللهجات القائمة قبل الإسلام فی الجزیرة، والعربیة القدیمة وتشمل النوعیتین السّابقتین معا. والعربیّة التی استعملت فی الشّعر والخطابة والأدب و قُعِّدَت وألِّف بها بعد الفتوحات الأولى، والعربیّة الوسیطة المکتوبة وهی العربیة التی کانت فی القرون الوسطى واستعملها غیر المسلمین فی الکتابة، والعربیّة الوسطى المتکلمة ویقصد بها اللهجات التی کانت تتکلم فی العصور الوسطى، والعربیة الحدیثة وهی اللهجات المستعملة فی الکلام الیومیّ والأفلام والمواقف غیر الرسمیّة، والعربیّة النموذجیّة الحدیثة، وهی لغة الأدب الحدیثة، وتحدَّرت من العربیة، و العربیة الحدیثة وتشمل العربیّة النموذجیّة المعاصرة والعربیّة المتکلمة الجدیدة، و العامیّة العربیّة المشترکة وهی لغة عامّة مفترضة لایعرف أصلها واستعملها الفاتحون فی عهد الفتوحات الإسلامیة. والعربیة المشترکة وهی لغة عامة مفترضة کانت تستعمل للتجارة قبل الإسلام فی المراکز التجاریة الکبرى وفی القوافل الناقلة للبضائع وتأثرت باللهحة النبطیة کثیرًا وکانت فی مکة(10).

وکذلک اللهجات واللغات العامیة التی تستعمل فی الحیاة الیومیة أنواع شتى وأشکال لغویة متعددة، فالواقع اللغوی فی البلاد العربیة لم یکن یومًا محصورًا فی اللغة الأدبیة العلیا واللغة الأدنى منزلة منها ؛لأنَّ الفصحى نفسها مرَّت بمراحل حتى تمّ التواضع علیها، ثم لحقها ما لحقها منْ تطورات عبر القرون. وکذلک اللهجات واللغات العامیة لیست شکلاً لغویًا واحدًا أو وجهًا واحدًا، إنّما هی نوعیّات لغویة متعددة مستقلة عنها وإنْ تأثرت بها أو أثَّرت فیها، وتنوّع اللهجات واللغات العامیة فی عُمان وغیرها منْ بلاد العرب دلیل على تنوع الواقع اللغوی وتعدّد صوره وأشکاله. وقد ذکر الطبری أنَّ العرب "مختلفوا الألسن بالبیان ومتباینو المنطق والکلام وإن جمعهم جمیعًا أنهم عرب" (11)،ثم قال:" والقرآن الکریم نزل ببعض ألسنتهم دون الجمیع؛لأن ألسنتها ولغاتها أکثر من سبعة بما یُعجز عن إحصائه" (12).

1-3 : اللغة الأدبیة المشترکة       Standard language

   هی لغة نموذجیّة  تواضع علیها أبناء شعب أو منْ لهم القرار والکلمة  فیه؛ لتکون اللغة المشترکة لأبناء الوطن أو الأمة أو الدولة أو الشَّعب یستعملونها للکتابة والتدوین والإنتاج الأدبی والعلمی والفکری والاتصالات الرسمیة. وکلَّ نوعیة متواضع علیها تکون فی الغالب نوعیّة لغویة لمنطقة أو مدینة ذات مزایا اقتصادیة أو دینیة  أو ثقافیة. وقد لا یعرف بالضبط أصل بعض النوعیات المتواضع علیها، والتواضع على نوعیة لغویة ما یتطلب تحدید واختیار هذه النوعیة، ثم وضع قواعد لها، ثم توسیع وظائفها وتوسیع معجمها من المصطلحات والکلمات المطلوبة للمفاهیم والأفکار الجدیدة ثم یتم اعتمادها وقبولها  من الجهات والأشخاص ومؤسسات المجتمع. وقد تتبناها دولة أو دیانة فتصبح لغة قومیة أو دینیة أو دینیة وقومیة فی وقت واحد. وتتخذ السلطات السیاسیة اللغات المتواضع علیها رمزًا لهویة الأمة واستقلالها، وتعدها عاملاً یقوی وحدتها الوطنیة ؛فتبذل ما فی وسعها لتطویرها والمحافظة علیها (13).

  واللغة الأدبیة المشترکة فی عمان هی اللغة التی نزل بها القرآن الکریم وکتب بها الشعر الجاهلی ووضع قواعدها علماء البصرة والکوفة. ولهذه اللغة السِّیادة فی کلّ البیئات اللغویة العمانیة، وعمَّق جذورها فی عمان الإنتاج الفقهی الغزیر لعلماء عمان. و ماکتبه الشعراء العمانیون من  دواوین حافلة بقصائد مکتوبة بلغة أدبیّة علیا تحاکی لغة کبار شعراء العربیّة القدماء من العصر الجاهلی والإسلامی والأموی والعباسی. وفی عصر النهضة  تقوت العربیة الفصحى على نحو لم یحدث من قبل بسبب انتشار التعلیم والالتزام وقوة تأثیر وسائل الإعلام(14).

لقد ارتضى العمانیون هذه اللغة الأدبیة المشترکة وفضلوها من تلقاء أنفسهم على لغاتهم ولهجاتهم المحلیّة وجعلوها  لغة التواصل المشترک بینهم کما فعل غیرهم من العرب. وللعمانیین دورفی تقعید قواعدها لانحدار بعض علماء العربیة الکبار من أصول عمانیة. إنّ هذه اللغة الأدبیة المشترکة لیست لهجة قبیلة أو مجموعة محددة من القبائل، إنما هی خلاصة منتقاة من لغات العرب ارتضتها العرب  بسبب ما وجدت  فیها من فصاحة وبیان وسهولة ویسر فی التعبیر والاتصال. وهذه المزایا لم توجد مجتمعة من قبل فی أی لهجة أو  لغة عربیة غیرها،سواء فی مجموعة العربیة الجنوبیة، أو مجموعة العربیة الشمالیة المتمثلة فی النقوش الثمودیة واللحیانیة والصفویة، أوما کان للعرب من لغات  قبل ذلک (15).

اللغة الأم4-1             Mother Tongue

    ارتبط هذا المفهوم بالدراسات اللغویة المعاصرة. ویقصد به اللغة التی یسمعها الطفل من والدته ویتعملها منها فی البیت، وبها یعبّر لأوَّل مرّة حینما یتکلم. وبناء على هذا التعریف فإنّ العربیّة الفصحى أو الفصیحة لیست لغة أم  بل هی لغة علیا مشترکة متواضع علیها، تُعلَّم فی المدرسة وفی الجامعة، وتؤلف بها الکتب وتنشر الآداب والفنون والعلوم، وتسمع من الواعظ والخطیب والسّیاسیّ،  ولا تستعمل إلا فی مواقف الاتصال الرسمیّ والجاد. واللغة الأم لکلّ جماعة کلامیّة عمانیّة هی اللغة العامیة المنتشرة فی منطقتها. ویبدو أنَّ هناک تداخلاً بین مصطلح اللغة الأم واللغة العلیا المشترکة المتواضع علیها؛ لأنَّ هناک من یصف العربیة الفصحى باللغة الأم بمعنى: أنها اللغة الصحیحة الفصیحة أو اللغة الأصلیة التی کان علیها الأولون السّابقون. ولم یکن العرب یعرفون هذا المصطلح  (اللغة الأم)، الذی هو من معطیات اللسانیات الاجتماعیة المعاصرة. وکان العرب یربطون اللغة بالقوم والجماعة اللغویة التی نشأوا فیها؛ فکان الواحد یقول: (ماهذا لحنی) أو(لحن قومی) ولایقول ماهذه (لغة أمی) أو (لغتی الأم)، فلم تکن العرب تشغل إلا بالعربیة الفصحى ولا تهتم بسواها؛ لأنَّ اکتسابها أو التمکن منها مظهر من مظاهر المنزلة الاجتماعیة الرفیعة، والعربیُّ یظل معلقاً بلغة والده وقومه، ولم یرد أنَّ أحدهم قال: هذه لغة أمی أو اللغة الأم لی، بل ورد: هذه لغتی ولحنی أولحن قومی. وهذا یشیر إلى إحساس العرب القدامى بأثر الجماعة اللغویة فی تکوین اللغة للفرد. وبهذا تکون عبارة (لغة قومی) أدق من عبارة (لغة أم أو اللغة الأم) ذلک بأنَّ المرء یتأثر بلغة قومه أکثر من تأثره بلغة الأم التی لاتتعدى لغة (خذْ وهاتِ) فی الغالب، فهو یتعلم من لغة القوم أشکال الخطاب المختلفة والشعروالآداب، ویتکون منها معجمه ویکتسب مفاهیمه الأساسیة عن الحیاة وتتسع مدارکه الفکریة والعقلیة، ویبنی تصوراته ونظرته لما حوله بناء على ما اکتسبه من قومه ولغتهم. ولایمکن تحدید (لغة أم) خالصة فی البیئات اللغویة العمانیة بسبب صعوبات جمة منها؛ تداخل اللهجات واللغات العامیة العمانیة وتأثیرات العربیة الفصحى التی تأتی من الإعلام والخطاب الدینی والتعلیم الذی انتشر فی کلّ قریة وبیت فی عصر النهضة.

وإنْ کان ولابدَّ من  الحدیث عن (لغة أم) فلیست العربیّة الفصحى لغة أم لأحد الیوم. ولم تکن کذلک من قبل فی أی مکان على الراجح  من أقوال العلماء المهتمین بأصلها وظروف نشأتها (16)؛ لأنها لغة أدبیة علیا مشترکة تواضع علیها العرب حتى غدت لغتهم الجامعة، وهی فی الأصل لغة خاصة لایجیدها غیر خاصَّة العرب من الشعراء والزعماء، ولایتقن قواعدها، ویفهم أسرارها، ویعرف معجمها إلا منْ تخصص فیها سنوات أو بذل جهودًا ذاتیة؛ لیبلغ فیها هذا المستوى. إنَّ اللغات العامیّة المحکیّة فی عمان أولى بوصفها لغات أم؛ لأنها لغات تواصل عفوی وخطاب یومیّ تنتشر فی البیئات اللغویة العمانیّة، ویسمعها الطفل أوّل مرّة منْ بیته ووالدیه، ولکلّ منها جماعات کلامیّة فی مناطق السّلطنة، ولکنَّ التغیرات الاجتماعیّة والثقافیّة التی أحدثتها النهضة العمانیّة خلال 47 سنة غیَّرت کلّ شیء فی عمان، حتى بات من الصعوبة بمکان الحدیث عن لغة أم للأجیال التی ولدت فی عهد النهضة بسبب تداخل النوعیّات اللغویّة وتأثر بعضها ببعض، وبسبب انتشار العربیة الفصحى المعاصرة التی غدا الطفل العمانی یسمعها من والدیه ومن التلفزیون منذ سنیّه المبکرة ثم یتعلمها فی الحضانة وفی الروضة ثم المدرسة.

1-5: المتحدث الأصلی    Native  Speaker    

المتحدث الأصلیّ مفهوم لغویّ حدیث یراد  به الشّخص الذی یتحدث نوعیّة لغویّة  بتمکن واقتدار من غیر لحن أو خطأ أو تکلف أو تصنع. والغالب أنْ یکون المتحدّث بلغته الأم هو المتحدّث الأصلی، لکن هذا التعریف یفترض أن هذا المتحدث الأصلی لم یسمع فی طفولته غیر لغة واحدة من والدیه وأسرته هی لغته، ولایوجد هذا فی المجتمعات التی فیها ازدواجیّة لغویّة أو تعدّد فی الألسن واللهجات نتیجة لتعدّد الأجناس والأعراق والثقافات فیها؛ إذ إنَّ کثیرًا من الناس فی هذه المجتمعات  ینتقلون إلى لغات أخرى فی وقتٍ لاحق، وبعضهم قدْ یتعلم لغتین من البیت الواحد فی الصّغر، وبعضهم یتعلم فی البیت لغة مختلفة عنْ لغة أمّه وبیته وجماعته الکلامیّة. وفی کثیر من المجتمعات یصعب على المرء البقاء على نوعیّة لغویّة واحدة حتى یصبح متحدّثًا أصلیًا بها؛ لأنَّه یعیش فی مجتمع متعدّد النوعیّات اللغویّة، وتملی علیه أسباب اجتماعیّة واقتصادیّة الانتقال إلى نوعیّة لغویّة أخرى أو أکثر من نوعیة. والوضع اللغویّ فی المجتمع العربیّ متعدّد ومتنوّع بین عربیّة فصحى سائدة وغالبة فی مجالات أساسیّة من الحیاة ونوعیّات لغویّة مختلفة ومنتشرة فی کلِّ إقلیم ومنطقة ومدینة وقریة. والوضع اللغویّ فی السَّلطنة لایختلف کثیرًا عن الوضع اللغویّ القائم فی بلاد العرب المجاورة؛ إذ ینشأ الطفل العمانیّ فی بیت یسمع فیه أکثر منْ نوعیة لغویّة عمانیّة؛ فتارة یخاطب بلغة عامیّة وتارة بلغة فصحى وتارة قدْ یخاطب بلغة إنجلیزیة، وإذا کانت أمه غیر عربیّة فقد یخاطب بلغتها تارة وبنوعیة عربیة تارة وقد یخاطب من مربیته بلغتها أو باللغة الهجین وهی رطانة محکیة ارتبطت بالجالیات الآسیویة العاملة فی المنطقة (17).

  إنَّ الطفل العمانی -الیوم- یتعلم الأبجدیة العربیة منذ وقت مبکر من حیاته، ویتلقى کلمات التواصل الأساسیة مثل: تعالْ وخُذْ واجلِسْ وکُلْ ونَمْ واشرَبْ وقُم ونحوها من الکلمات بالعربیة الفصحى أو بنوعیة عامیة، أو بهما معًا، أو بأکثر من نوعیتین؛ بسبب تداخل النوعیات اللغویة، وتأثر بعضها ببعض وهو ما یعرض الطفل العمانی لمؤثرات لغویة متعددة. وفی الوقت نفسه یتابع الطفل العمانی قنوات الأطفال قبل المدرسة والروضة، وهی تبث بالعربیة الفصحى، ویحفظ الفاتحة وقصار السّور فی هذه المرحلة المبکرة من عمره، و حین یکتسب القدرة على القراءة والکتابة فذلک کلّه یتم بالعربیة الفصحى المشترکة، وحینما یتحدث مع أهله یخاطبهم بنوعیة لغویة عامیة أو محلیة أو بعبارات من  الفصحى أو بسجل لغوی فیه من کل هذه النوعیات. ولما یکبر قلیلاً یسمع العربیة المشترکة فی المسجد ویسمعها من التلفاز والرادیو ویجدها فی المحکمة وفی الندوة وفی الاحتفالات واللقاءات الرسمیة والمناسبات الدینیة.

    إنّه لمن الصعوبة بمکان على الإنسان فی هذا العصر البقاء على نوعیّة لغویّة واحدة فی ظل التنوع اللغویّ الحاصل فی کثیر من المجتمعات نتیجة التحولات الثقافیة الهائلة التی تشهدها البشریة بسبب العولمة بأبعادها الثقافیة والاجتماعیة، التی قربت الشّعوب من بعضهم، وجعلتهم یؤثرون ویتأثرون ببعض على مستوى الأمم والشعوب،  وکذلک على مستوى الدول والمجتمعات الوطنیّة والمحلیّة.

   إنَّ المتحدث الأصلیَّ فی اللسانیّات المعاصرة یذکر بمفهوم السَّلیقة اللغویّة الذی کان معروفًا فی التراث اللغویّ العربیّ القدیم، ومعناه أنَّ هناک عربًا فی مناطق الاحتجاج اللغوی یتکلمون الفصحى من غیر تفکیر بالقواعد أو معرفة بها من غیر أنْ یلحنوا أو یخرجوا علیها. لکنَّ هذا الکلام لایستقیم مع معطیات علم اللغة الحدیث والمعاصر؛ لأنَّ البدوی العربی لایعدو أن یکون متکلمًا بالنوعیة اللغویة التی تعلمها من محیطه الاجتماعی وبیئته اللغویة. وهذه البیئة اللغویة لیست سوى لهجة قبیلة أو بطن من بطونها. فلا یمکن تخیل أن تکون هذه اللهجة أو اللغة العامیة لهؤلاء تتفق تمام الاتفاق مع قواعد النحاة أولغة التنزیل أو لغة الشعر الجاهلی. کلّ مافی الأمر أنّ بعض الخصائص اللغویّة الموافقة للقواعد النحویّة والصرفیّة للعربیّة الفصحى کانت موجودة فی بعض اللهجات واللغات العامیة لبعض القبائل المحتج بلغاتها وهذه القبائل مرتبطة بمناطق الاحتجاج اللغوی فی نجد والحجاز. وهؤلاء یتکلمون بلغاتهم العامیة ولهجاتهم  سجیّة وطبعًا بحسبانها لغات خطاب یومی وتواصل عفوی عادی لایعرفون غیرها، وماتوافق منها مع اللغة العربیة الفصحى شیء جزئی بسبب القرب والاحتکاک. ومن ناحیة أخرى ظهر فی اللسانیات التولیدیة مفهوم المتحدث السلیقی ، ویقصد به المتکلم الذی یملک القدرة اللغویة الکافیة للتعبیر بلغة ما  عن کل الجمل الممکنة والتراکیب اللغویة الصحیحة المحتملة (18).

المبحث الثانی: النوعیات اللغویة العمانیة المعاصرة  Varieties of language

النوعیّات اللغویة العمانیة هی أشکال الخطاب اللغوی التی تستعملها الجماعات الکلامیة  فی المجتمع العمانی  بهدف التواصل، ولهذه الأشکال ضروب مختلفة فی المجتمع . والنوعیّات اللغویّة العمانیّة هی أدوات التواصل الکلامی الموجودة  فی المجتمع العمانی، ویمکن تعریف کلّ أداة منها بأنّها مجموعة من الوحدات اللغویة تستعملها جماعة لغویّة فی بلد أو منطقة أو مدینة أو قبیلة أو قریة. وفی سلطنة عمان نوعیّات من اللغة من (مسندم) فی الشمال حتى (ظفار) فی الجنوب، تتوزع جغرافیًا فی القرى والمدن والأریاف والبوادی العمانیة. وتتوزع اجتماعیًا فی فئات المجتمع ومکوناته من القبائل وأهل المهن التقلیدیة کالصیادین والمزارعین والرعاة، ومن البدو والحضر وأهل الریف، إلى المتعلمین والمثقفین والتجار وأصحاب المهن الحدیثة، وکبار السن والشباب والأطفال والذکور والإناث، ولکلّ مکوّن اجتماعی ومنطقة جغرافیّة نوعیّة لغویّة ممیزة من النوعیّات الأخرى بشیء من السّمات والخصائص. ومن السهل على بعض الأشخاص أنْ یعرف المتحدث منْ أیّ منطقة أو فئة اجتماعیّة عمانیّة إذا تکلم؛ لأنّه یستعمل نوعیة لغویة لها خصائص تمیزها من غیرها من النوعیات، وبعض هذه النوعیات منسوب إلى حیّز جغرافی أو مکون اجتماعی، فیقال: لهجة بدویّة، ولهجة جبلیّة، ولهجة حضریّة، ولهجة ساحلیّة، ولهجة صوریّة، ولهجة ظفاریّة، ولهجة نزوانیّة، ولهجة مسقطیّة، وکلّ نوعیّة لغویّة تمثل محددًا من محددات هذه الجماعة الکلامیة وتمیزها من غیرها. وفی النوعیّات اللغویّة العمانیّة کلماتٌ  تعبّر عن التنوع اللغوی القائم الذی یشعر به الناس فی کلامهم، مثل: (رَمْسهْ) بمعنى: لغة أو لهجة، وبعضهم (هَرْجَهْ) وبعضهم (رطنهْ) وبعضهم (خرُّوفهْ) وبعضهم لَغْوَتْ، لکننا لا نولی النوعیات اللغویة القائمة فی السلطنة اهتمامًا یذکر ماعدا نوعیتین أساسیتین، تتمثل الأولى: فی العربیة الفصحى، والأخرى: فی اللغة العامیة، مع أن الفصحى مستویات، والعامیة لیست نوعیة واحدة بل عامیات ونوعیات مختلفة.

 إنَّ الظاهرة اللغویّة لا تتجلى فی المجتمع إلا متنوعة؛ لأنّها ظاهرة اجتماعیّة موجودة فی کلّ بلد وکلّ بلد لایخلو منْ تنوّع جغرافیّ واجتماعیّ. والتنوعات اللغویة فی السلطنة لیست تنوعات مبنیّة على أسس عرقیّة تقسّم المجتمع وتجعله مکوّنات منفصلة متواجهة، وإنمّا هی تنوعات فی إطار التنوع اللغوی العربی نفسه ما بین عربیة فصحى متواضع علیها تتخذ لغة مشترکة  منذ نزول القرآن الکریم بها ووضع قواعدها، ولغات عامیة تتخذ للتواصل الیومی على مستوى الجماعات الکلامیة، وهذه التنوعات اللغویة هی وحدها التی تعبّر عن الثقافة الوطنیة العمانیة، وتعدّ جزءً أصیلا منها ومکونًا أساسیًّا من مکوناتها، وهی تنوعات فی إطار المنطقة الواحدة والثقافة العامة الواحدة، وهی لا تحمل تنافرًا لغویًا أو ثقافیًّا مع محیطها الثقافی والاجتماعی؛ لأنَّها تنوعات لغویّة عربیّة مرتبطة بوضع لغویّ عربیّ قدیم، ولیست وراءها تقالید أو عادات اجتماعیّة أو أنماط ثقافیّة غریبة عن المنطقة أو دخیلة علیها، کل ما فیها أنّها امتداد لمرحلة حضاریة وثقافیة کانت موجودة جنوبیّ بلاد العرب قبل ظهور الإسلام، الذی أخذت العربیة الفصحى تفرض نفسها بعد ظهوره فی کلّ بلد، وکلّ منطقة منْ مناطق الجزیرة العربیة منذ اتخاذها لغة الکتابة والشعر الفصیح والفقه وعلوم اللغة والدین فی کلّ مناطق الجزیرة العربیة وأقالیمها، ومن ضمنها المناطق التی احتفظت ببقایا من العربیة الجنوبیة فی عُمان والیمن والسعودیة، فلیس للناس فی هذه المناطق لغة للعبادة، أو الکتابة والتخاطب خارج جماعاتهم الکلامیة غیر العربیّة الفصحى واللغات العامیّة الأساسیّة. وتمثل العربیة المشترکة أو الفصحى النوعیّة اللغویّة التی تعمل على تقریب شتى النوعیّات اللغویّة من بعضها وتیسیر التفاهم بین النّاس بها وبغیرها؛ نظرًا إلى ما فیها منْ مزایا، ولما لها من أهمیة ومکانة عالیة بین المتحدثین بهذه اللهجات واللغات العامیة. فلولا الفصحى لتعسر التفاهم بهذه النوعیات خارج جماعاتها الکلامیة المحدودة بحدود جغرافیة واجتماعیة محصورة، فقد ترکت الفصحى تأثیرات کثیرة  فی بنى هذه النوعیات قربتها من بعضها ومن الفصحى نفسها، وهذه النوعیات اللغویة، کما یأتی:

2-1: اللهجة العمانیة  

 اللهجة بیئة لغویّة ضمن بیئة أوسع تنفرد بخصوصیّات لغویّة عنْ محیطها من البیئات اللغویة التی تشترک معها فی لغة جامعة أکبر تمثل هذه البئیات فروعًا امتدت من جذعها. ویمکن تعریف اللهجة  بأنها تنوعات لغویة مختلفة للغة المستعملة ناتجة عن أسباب جغرافیة أو اجتماعیة. وتعدُّ اللهجة جزءً من کلْ أو فرعًا من أصل. ومعنى هذا أنها لیست کیانًا لغویًا مستقلا بل هی تابع متفرع من کیان  أکبر هو اللغة. واللهجة مصطلح قدیم له دلالات عامة غیر محددة، ولیس  له فی کتب اللغة  تفسیر واضح ومحدد؛ فقد یعنی نوعیة لغویة، وقد یعنی لکنة، وقد یعنی لغة عامیة، وقد یعنی لغة دارجة محلیة. وقد یراد به التکلم بلغة غیر معربة أو الخروج على اللغة النموذجیة المتواضع علیها فی الکلام. ولهذا وردت کلمة اللهجة بمعان متعددة، فهی: اللسان، أو طرفه، وهی لغة الإنسان التی جبل علیها فاعتادها، وهی طریقة من طرق الأداء فی اللغة، وهی جرْس الکلام (19). وتوصف بأنها مجموعة من الصفات اللغویة تنتمی إلى بیئة خاصة، ویشترک فیها أفراد هذه البیئة،وهی جزء من بیئة أوسع وأشمل تضم لهجات أخرى تشترک جمیعا فی ظوهر لغویة  تسهل اتصال أبناء هذه اللهجات ببعضهم(20). والقرابة الموجودة بین اللهجات واللغات العامیة وبین اللغة الفصحى لا تعنی أن أصل هذه النوعیات من الفصحى  وأن العلاقة بینها قائمة على النسب والانتماء (21). وکلمة لهجة غیر مستعملة فی العامیات العمانیة -فی حدود معرفتی- ومما یؤکد هذا أنها تستعمل کلمات أخرى، مثل: رطنهْ، ورمسهْ، وهرجهْ، وخرُّوفهْ، ولغوتْ ورطنتْ، وغیرها. والواضح أن کلمة لهجة کلمة مأخوذة  من اللغة الأدبیة المشترکة، وهی مع هذا منتشرة الیوم  على نطاق واسع بخاصة فی أوساط  المتعلمین. ویبدو أن لیس لها دلالة محددة بوضوح ودقة حینما تتداول وتستعمل من قبل هؤلاء؛ فقد یستعمل للدلالة على اللغات العامیة المنتشرة فی عمان، فیقال: لهجة کذا ولهجة کذا، والمراد اللغة العامیة. وقد یستعمل بمعنى لکنة، وقد یستعمل بمعنى طریقة نطق أوأسلوب کلام لمنطقة أومجموعة لغویة عمانیة، وقد یراد به مایستعمله أهل عمان من کلام بغیر العربیة الفصحى. وهذا التنوع فی دلالات کلمة لهجة مرتبط بتنوع دلالاتها فی المعاجم وکتب اللغة القدیمة. والمقصود باللهجة العمانیة فی هذه الدراسة بعض التنوعات اللغویة التی تمیز جماعة عمانیة کلامیة منْ غیرها منَ الجماعات القریبة منها جغرافیًا أو لغویًا، وهذه التنوعات متعلقة بطرق نطق بعض الأصوات والکلمات واستعمال بعض أسالیب التعبیر وبعض المفردات التی لاتوجد فی الجماعات الکلامیة المجاورة، واللهجة بهذا المعنى لاتتعدى حاضرة من الحواضر العمانیة وقراها إلى ماهو أبعد إلا فی ظروف استثنائیة کحالات الهجرة الجماعیة أوإذا تحولت  الحاضرة لعاصمة ومرکز للدولة.

   وفی اللغة الإنجلیزیّة مصطلح اللهجة Dialect   ویقصد به: نوعیة لغویة تتکلم فی جزء من البلاد أو من قبل مجموعة تنتمی لفئة اجتماعیة وتختلف فی بعض الکلمات والقواعد والنطق عن نوعیة لغویة للغة نفسها. واللهجة ترتبط غالبا بلکنة معینة. وقد ترتقی لتصبح نوعیة معیاریة للبلاد(22). وهذا المصطلح الإنجلیزی یدل على اختلافات فی المفردات والتراکیب والصرف فضلاً عن النطق. ولیس من الدّقة حمل دلالة کلمة أجنبیة على دلالة کلمة عربیة؛ لأنَّ دلالات الکلمات عرفیّة ومرتبطة ببیئات ثقافیّة ولغویّة مختلفة تقتضی تجنب الرّبط والمطابقة بین هذه الکلمات والمصطلحات الموجودة فی لغات مختلفة. إنَّ اللهجة أکثر خصوصیة من اللغة العامیة؛ لأنها مرتبطة بجماعة کلامیّة واحدة منتشرة فی حیّز جغرافیّ أقل مساحة من الحیّز الذی تنتشر فیه اللغة العامیّة. وترتبط اللهجة بخصوصیّات لغویّة تمیّز کلّ لهجة عمانیّة منْ سواها خلافًا للغات العامیة التی  تکون أکثر انتشارًا واتساعًا واستعمالاً موازنة باللهجة والدارجة، والتأثیرات اللغویّة الخارجیّة فی العامیات أکبر من التأثیرات الخارجیة فی اللهجات لکون العامیّة أوسع انتشارًا وأکثر استعمالاً. وحینما تتعرض اللهجة لتأثیرات خارجیّة من الجماعات اللغویة المجاورة أو البعیدة قد تختفی وتذوب وقد  ترتقی لتصبح لغة عامیة إذا توافرت لها أسباب اقتصادیة واجتماعیة وسیاسیة تحملها على  الذذیوع والانتشار.

2-2: اللکنة العمانیة

 اللکنة هی طریقة  نطق الشخص لصوت أو کلمة أو جملة أو تراکیب معینة تمیزه من غیره وتکشف انتماءه الجغرافی أو الاجتماعی إذا تکلم بناءً على  طریقة نطقه لصوت أو کلمة أو أداة أو لتراکیب وجمل معینة، ولیس صعبًا على المرء أن یعرف الشخص إذا تکلم من خلال طریقة  نطقه وکیفیة إخراج الکلام. واللَّکنة فی هذه الدراسة مختلفة عن اللکنة فی معاجم اللغة التی ترد هی عَیٌّ فی اللسان وثقَلٌ أو صعوبة الإفصاح بالعربیة(23)؛ لأنها تعبر عن  طریقة نطق الشخص لصوت أو کلمة أو جملة من غیر عی أو ثقل فی لسانه. وما أیسر على المتخصص والمهتم معرفة جنسیة المتحدث من أی بلد عربی وکذلک منطقة المتحدث العمانی بناء على نطق القاف أو الراء أو الجیم. إن اللکنة  هی اختلافات فی طریقة نطق الکلمة، وطریقة نطق تظهر للسامع بعض الجوانب عن خلفیة المتکلم. وفی اللغة الإنجلیزیة  مصطلح Accent یقابل اللکنة، ویقصد به: طریقة نطق یمکن أن تظهر من خلالها منزلة الشخص الاجتماعیة والمنطقة التی ینتمی إلیها، وهل هو متحدث أصیل أو غیر ذلک. وتعنی أیضًا الضغط  على مقاطع معینة من الکلمة عند النطق(24)،وفی کتب التراث یمر علیک وأنت تقرأ عنْ  بعض الشخصیات التی من أصول غیر عربیة أن ینعت بأن فی کلامه أو لسانه لکنة أو لکنة أعجمیة. والمقصود أن طریقة نطقه للعربیة أو بعض أصواتها  فیها تأثیر من لسانه غیر العربی. وهذا الأمر موجود فی عصرنا الیوم إذ یجد المتحدثون بالعربیة من غیر العرب صعوبة فی نطق مجموعة من أصواتها، حتى الذین یقرأون بها القرآن الکریم فی بعض المساجد یمکن سماع اللکنة بوضوح فی قراءتهم الجهریة للقرآن. و فی السلطنة یمکن للمرء أن یعرف قبیلة المتحدث أو ولایته أو بلدته أو منطقته من خلال لکنته التی تشی بهذه المعلومات عنه إذا تکلم؛ لأن لأهل کل منطقة لکنةً لغویة خاصة تظهر فی حدیثهم وبخاصة إذا کانوا یتحدثون بالنوعیة اللغویة المحلیة أو یتواصلون مع بعضهم؛ لأن هذا الخطاب ترفع فیه الکلفة ولایحترز من طریقة نطق أمام جماعته، ولکن اللکنة تتواری بالتدریج مع خروج المتحدث عن النوعیة اللغویة المحلیة فهی أوضح ماتظهر فی کلامه إذا کان مع جماعته ثم تقل إذا تخاطب بالدارجة الأوسع مع أفراد من جماعة لغویة مجاورة وتقل أکثر إذا تواصل مع المتحدثین باللغة العامیة فی الأکثر انتشارًا، وتکاد تختفی أو تضعف بشکل جلی حینما ینتقل المتحدث إلى اللغة الفصحى أو الفصیحة، وإن کان من الصعب التخلص من اللکنة حتى حینما یتحدث المرء بالفصحى.

ولیس بعسیر على الأستاذ الجامعی أن یمیز طلابه القادمین من مناطق السلطنة ومحافظاتها بناء على لکناتهم، إذ یمکنه  أنْ یعرف بسهولة أنَّ هذا من الداخلیّة وذاک من ظفار، والثالث من مسندم والرابع من شمال الباطنة والخامس من البریمی والسادس من الظاهرة.  أکثر من هذا یمکن معرفة المنطقة التی ینتمی إلیها الشخص من خلال طریقة نطقه بعض الأصوات، فإذا نطق الراء بطریقة خفیفة ممیزة  ناتجة عن تخفیفه ضربات اللسان على اللثة وثنیه لها قلیلاً تعرف أنه من  یمکن أن یکون من الکامل والوافی أو بدیة أو بنی بوحسن. وإذا  فخم الحاء والعین  تعرف أنه من  مناطق الداخلیة. وإذا نطق القاف غینًا تعرف أنه من مناطق جنوب الشرقیة کصور وجعلان بنی بوعلی أو بعض مناطق ظفار. وإذا نطق القاف کافًا تعرف أنه من الظاهرة أو  الحمراء  بالداخلیة وبعض مناطق الباطنة جنوب.

2-3: الدارجة العمانیة

   هی نوعیة لغویّة محلیة تخص فئة عمریة أوفئة اجتماعیة فی مکان، أوحارة من الحارات أو حی من الأحیاء، ولیس لها انتشار خارجها، والدارجات أکثر عددًا من اللغات العامیة، وهی لیست مستقلة بمعاجم وتراکیب وخصائص لغویة وأسالیب ترکیبیة خاصة بها أو أشعار وآداب وأمثال وتراث شعبی کماهو حال اللغات العامیة، وتنماز الدارجة بخصوصیات محلیة تعکس بیئاتها المحلیة الضیقة والفئات الاجتماعیة المحدودة التی تتکلمها. و فی المادة اللغویة التی اشتقت منها کلمة دارجة دلالة لغویة یمکن ربطها بالدلالة الاصطلاحیة؛ لکلمة (دارجة) إذ أن کلمة (درجَ) تعبر فی اللغة عن مشی الصبی أو الشیخِ الکبیر (25)، ومشیهما یکون قصیرًا وبطیئًا، وهی کذلک فی الغالب  تکون محصورة بفئة محدودة وبمکان محدد. و(الدارجة) العمانیة التی أتحدث عنها أکثر عفویة وبعدًا عن اللغة الفصحى من اللهجات واللغات العامیة، ویمکن الحدیث عن  دارجة الفلاحین، ودارجة کبارالسن فی الداخلیة، ودارجة الحافة فی صلالة، ودارجة أهل البحر فی صور، ودارجة البدو فی جعلان. والدارجات العمانیة کثیرة وفقًا للمعاییر التی قام علیه هذا التصنیف. وفی الإنجلیزیة کلمة   register وتشیر إلى  نوعیة لغویّة تستعمل من قبل مجموعة یشترکون فی مهنة أو اهتمامات وتختلف عن نظیراتها بمفردات أو جمل من حقل ما ریاضی أو عاطفی أو غیرها ومرات قد تختلف ببعض الجمل والتراکیب  الخاصة کلغة القانون(26).

و فی اللغة الإنجلیزیة کلمة  Vernacularویمکن تعریفها بأنها  لهجة محلیة دارجة. وفی الإنجلیزیة یطلقون colloquial speech على نوع من الکلام یستعمل یومیًا من غیر مراعاة للنطق أو المفردات أو التراکیب، وتستعمل فی المواقف غیر الرسمیة مع الأصدقاء والزملاء فی العمل والأسرة، و یصعب على متعلمی اللغة التمییز بین الصیغ الخاصة بهذه النوعیة والصیغ الرسمیة (27). وفی الإنجلیزیة أیضا یستعملون کلمة Slang وتعنی اللغة السوقیة التی لاتکترث لضوابط وتکون محصورة بفئات اجتماعیة فقیرة أو منبوذة. ویبدو أن هذا النوع لیس شائعًا فی المجتمع العمانی. وهذه المصطلحات الإنجلیزیة لایمکن المطابقة بینها وبین المصطلحات التی تستعمل فی العربیة الیوم مثل لهجة ودارجة وعامیة؛ لأن لها دلالات خاصة فی کل من اللغتین؛ ولأن دلالاتها الاصطلاحیة لم تظهر بوضوح ودقة وتمایز فی اللغتین أو فی کلیهما. وأعتقد أن طبیعة اللغة بتجلیاتها المتعددة فی أی مجتمع تصعب على الدارس وضع تعریفات محددة لما هو متعدد وتنوع ومتداخل کهذه الکلمات المرتبطة بالظاهرة اللغویة فی المجتمع.

2 -4: اللغات العامیة العمانیة

 هی لغات التواصل الیومی والحدیث العادی المتبادل بین المتحدثین بها على مستوى مناطق جغرافیة أوسع وجماعات کلامیة أکبر من اللهجات والدارجات، وتتمیز  بمعاجم وتراکیب وأسالیب لغویة خاصة بها،ولها أشعار وآداب وأمثال وتراث شعبی یعبر عن الحیاة الاجتماعیة والثقافیة للجماعات اللغویة المتواصلة بها، ولکل لغة عامیة انتشار خارج  المجتمع الذی نشأت فیه بسبب انتشار أبناء هذا المجتمع للعمل أو لکثرة أعدادهم ونزوحهم لأماکن جدیدة، وقد یکون هناک سبب ثقافی أو سیاسی یجعل من هذه النوعیة اللغویة منتشرة ومقبولة خارج مکانها الأصلی، ویمکن لنا الحدیث عن عامیات عمانیة ینطبق علیها هذا التوصیف أی إنها لغات خطاب یومی منتشرة فی مناطق عدیدة من الولایة أو المحافظة أو مجموعة محافظات، ولها تراث من الشعر الشعبی والأمثال والقصص والحکایات. وتسمیتها لغات عامیة مرتبطة بعموم انتشارها وشیوعها. ویمکننا الحدیث عن عامیة ساحل الباطنة التی تنتشر فی معظم مناطق الشریط الساحلی للباطنة، وعامیة الداخلیة التی تنتشر فی معظم مناطق الداخلیة وجنوب الباطنة والشرقیة شمال وأجزاء من مسقط، وعامیة صلالة التی تنتشر فی صلالة وعوقد والدهاریز والحافة، وعامیة الظاهرة التی تنتشر فی ولایات ومناطق من الظاهرة، وهناک مایمکن تسمیته العامیة العمانیة المشترکة ومرکزها محافظة مسقط التی تجمع أبناء المناطق والمحافظات الذین یجمعهم العمل والسوق والمقاهی والأسواق والمنتزهات والمساجد  والمناسبات الاجتماعیة المستمرة. وهی نوعیة لغویة عامیة فی طور التشکل، وفیها تأثیرات مختلفة خارجیة وداخلیة وللغة التعلیم والإعلام تأثیرات واضحة فیها.

     واللغات العامیَّة مفهومة أکثر من اللهجة واللغة الدارجة بسبب تأثیرات خارجیّة ثقافیّة وعلمیّة وإعلامیّة تأتی من المراکز الثقافیّة والعلمیّة و الأدبیّة العربیّة المجاورة والمرکزیة، وهناک تأثیرات داخلیة على اللغات العامیة تجعلها  مفهومة أکثر بسبب التعلیم والإعلام والاحتکاک الذی ینقل مفردات وأسالیب للعامیة تقربها من العربیّة الفصیحة المعاصرة، وتشترک اللهجات واللغات العامیّة العمانیّة فی أنها مرتبطة بالبیئة العمانیة ومتأثرة بها، وهی تعکس تنوعات هذه البیئة، وکلّها غیر معربة ولیس لها قواعد مکتوبة أو نظام کتابة خاص بها، وینظر إلیها کلها على أنها أقل منزلة من العربیة الفصحى، وقد ینظر إلیها بعضهم على أنها تحریف لها وفساد وخطأ وخروج على الفصاحة والقواعد، ویرد فی بعض الدراسات المعاصرة أنَّ اللغات العامیة تتکون منْ لهجات محلیة بینها اختلافات، قد یصعب على بعض مستعملی هذه اللهجات أنْ یفهموا لهجات غیرهم(28).

2-5 اللغة الهجین(الرطانة) Language        The Pidgin

    هی نوعیة  لغویة  ظهرت فی عمان مع الجالیات العمالیة الآسیویة المقیمة فی السلطنة للعمل منذ قیام النهضة، وأصحبت تشکل نسبة کبیرة من سکان السلطنة ،وهی لغة تواصل یومی بین العمال بعضهم البعض وبینهم والعمانیین ،وهی منتشرة فی کل مناطق عمان فی البیوت والأسواق والشوراع  للتواصل بین العمال الوافدین والعمانیین وغیرهم من العرب المقیمین، وتتخذ للتفاهم بین أبناء هذه الجالیات إن کانوا لایقدرون على التفاهم باللغة الإنجلیزیة. قمت بدراسة الخصائص الصوتیة والصرفیة والترکیبیة للغة الهجین فی عمان(29)، ومما أظهرته نتائج هذه الدراسةخلواللغة الهجین من بعض الأصوات، مثل:

(ث،ح،ذ،ص،ض،ط،ظ،ع،غ،ق)، وتضع مکان کل منها، صامتًا من الصوامت الموجودة فیها،حافظت الهجین على بعض المشتقات، مثل (أهمرْ، وأکدر، وأبیز، وأسود) أی: أحمر وأخضر وأبیض وأسود، لکن بتغییر فی نطق أصواتها ،ولیس فی الهجین علامات تأنیث؛ لأنها تعامل المؤنث کالمذکر و لیس فیها تصغیر، ولا أداة التعریف (أل)، ولاسوابق للمضارع مستقلة، وإن کانت توظف کلمة (فی)  للاستقبال، ولیس فیها  ضمائر الغیبة: (هی) و (هم) و(هن)، ولا  ضمائر الخطاب (أنتِ) و( أنتم) و(أنتن) ولا ضمائر التثنیة، ولا ضمائر نصب أوجر متصلة، ولا ضمائر الرفع المسندة  إلى الماضی. ولیس فی الهجین ضمائر إشارة غیر الضمیر(هازا) أی: هذا، وتستعمله فی جمیع الحالات، ولیس فی الهجین اسم موصول للمفرد المذکر أو المؤنث ولا اسم موصول للجمع، والجمل الفعلیة المثبتة فی الهجین تبدأ بفعل ماض ،و الجمل المنفیة لا تعتمد على أدوات النفی المعروفة فی العربیة، مثل(لم، ولا، ولیس) ولکنها تعتمد على کلمة (فی) عوضًا عن هذه الأدوات.

     یتبین من النتائج التی توصلت إلیها دراسة أسالیب التعبیر فی اللغة الهجین فی عمان، أنها تعبـّر عن الصفات  بأکثر من طریقة وأسلوب، وقد تعبر عن الصفة بکلمة دخیلة، وأخرى عربیة، لکن بنطق مختلف فی بعض أصواتها، وتعبر عن الوظائف والمهن، بجمل واصفة لطبیعة هذه المهن، وتعبر عن الفعل الماضی باسمٍ، أو مصدرٍ  مسبوق بضمیر الرفع (هو)، والأداة (فی)، أو بمضارع مسبوق بضمیر وأداة، وتعبر عن المضارع باسم أو مصدر مسبوق بضمیر الرفع(هو) و الأداة(فی)، وفی الهجین جمل وتراکیب کثیرة، تصلح للتعبیر عن الماضی، والمضارع معًا، لکن السیاق هو، الذی یمیز بینها، ولیس فی الهجین حروف عطف، بین جملة وجملة أو کلمة وکلمة، و یتصدر الضمیر (هو) والأداة (فی) کثیرًا من الجمل التی تعبِّر بها الهجین عن المضارع والماضی، و تعبر بعض الأدوات فی اللغة الهجین عن معانی متعددة، مثل الأداة (فی)، فهی تأتی بمعنى: قد، وسوف، وهل، فالهجین تعبر عن معنى الکلمة الواحدة بتراکیب وجمل وعبارات؛ وذلک لفقر معجمها وقلة أسالیبها، وطبیعة وظیفتها، التی تقوم على إیصال معانی بسیطة وسهلة بین متکلمین من لغات مختلفة یتخذونها وسیلة تواصل یومی بینهم (30).

المبحث الثالث: تداخل النوعیات اللغویة فی عمان

  بذل العلماء جهودًا علمیة لدراسة النوعیات اللغویة والتمییز بینها، لکنهم وجدوا صعوبات بالغة تحول دون تحدید کل من اللغة واللهجة تحدیدًا علمیًا حاسمًا (31) وهذا ما جعل بعض علماء اللسانیات الاجتماعیة ینفی وجود تقسیمات طبیعیة للغة  بین نوعیاتها جدیرة بأن یطلق علیها (لغات) أو (لهجات) أو (سجلات سیاق)، وما یمکن قبوله فی هذا هووجود تقسیمات طبیعیة داخل اللغة تستند إلى المستویات اللغویة المختلفة، مثل المفردات Vocabulary والتراکیب  Syntax والصیغ الصرفیةMorphology  والأصواتphonology   (32).

   فلا أسس علمیة ثابتة لتحدید اللغات   The Delimitation of Language؛ فالناس یطلقون على نوعیات من الوحدات اللغویة (لغات) أو ( لهجات)  و(سجلات سیاق) من غیر أن تکون هناک معاییر محددة تم على أساسها التفریق بین هذه النوعیات، و یفرق بین النوعیات على أسس مختلفة، مثل: مکانتها فی المجتمع prestige، بمعنى: أن  النوعیة التی لها مکانة أرفع فی المجتمع  هی لغة، وقد  ینظر إلى عدد المتحدثین  بمعنى: أن النوعیة التی  حجمها أکبر ولها انتشار أوسع ومتحدثوها أکثر هی لغة، وهناک  معیار الفهم المـــتبادل mutual intelligibility   ومعناه: أن تمکن متحدثین بلهجتین أولغتین عامیتین من فهم کلام بعضهما یقطع بأنهما لغة واحدة، أما إذا لم یتحقق الفهم بینهما فهذا یعنی أن کلا منهما یمثل لغة مختلفة مستقلة(33). وهذا المعیار شائع الاستعمال فی الدراسات اللغویة لتحدید النوعیات اللغویة، ولکنه لیس معیارًا قاطعًا؛ فالنوعیات التی تسمى لغات قد تکون مفهومة عند الطرفین المتحدثین بنوعیتین لغویتین فی بلدین متجاورین لکل منهما لغة مختلفة، ولیس هذا بسبب قرب نوعیة کل منهما وانتمائهما إلى لغة واحدة ،ولکن لأسباب أخرى؛ فالفهم المتبادل یتم عن طریق الاحتکاک والتعلم، ومن ناحیة أخرى قد لایفهم المتحدثان بنوعیتین للغة واحدة بعضهما کما هو حال بعض المتحدثین باللغات العامیة فی البلاد العربیة البعیدة عن بعضها؛ إذ لا یمکن لکبیر سنٍ خلیجی أو یمنی أن یفهم نظیره الجزائری أو المغربی على الرغم من أن کلا منهما یتکلم نوعیة عربیة عامیة ولیس لغة أجنبیة مختلفة. إن الفهم المتبادل درجات تتراوح بین الفهم التام وبین الفهم الواسع والإجمالی والفهم الجزئی، وبین الناس فروق فردیة کبیرة فی فهم کلام غیرهم من أصحاب النوعیات المتشابهة أو المتقاربة، ولیس هناک نسبة مقدرة أو درجة محددة ومستوى معلوم لهذا الفهم الذی یفرق بین اللغة واللهجة، وهذا الفهم المتبادل مرتبط بعوامل کثیرة بعضها متعلق بسرعة الکلام ووضوحه وطریقة النطق والأسلوب والمفردات والتراکیب التی یستعملها المتحدث، وهناک الخبرة التی یمتلکها المتلقی وهناک العلاقات الثقافیة بین المجتمعین  اللذین ینتمی إلیهما المتحدثان، ولوکان التفاهم المتبادل بین متحدثین بنوعیتین لغویتین هو المقیاس الذی نفرق به بین اللغة واللهجة  فستکون لدینا لغات عربیة کثیرة بعدد اللغات العامیة التی لایتخاطب بها غیر أهلها ومن یفهمها ممن تعلمها  أو عایش أهلها أو جاورهم، ولا وجود لمجتمع أو دولة یتکلم أهلها مثل بعضهم؛ بسبب اختلاف الجماعات الکلامیة والفئات الاجتماعیة والمناطق الجغرافیة وعوامل التأثیروالتأثر فی کل شعب ودولة. إن الفهم المتبادل الذی جعل مقیاسًا  فاصلاً بین اللغة واللهجة لایصلح، وأنه لا أساس حقیقی للتمیز بین النوعیتین غیر المکانة التی تتمتع بها نوعیة لغویة ما ویفضل استعمال لغة متواضع  علیها بدلاً من لفظة لغة(34).

  یغلب على  النوعیات اللغویة العمانیة التداخل والتشابک الذی یجعل من غیر الممکن تحدید کل نوعیة تحدیدًا دقیقًا صارمًا یظهر حدود انتشارها ومایمیزها من غیرها من کل النواحی والمستویات اللغویة، فلیس من الممکن فصل نوعیة لغویة عمانیة بحدود لغویة أو اجتماعیة أو جغرافیة مستقلة تمیزها من غیرها من النوعیات اللغویة المتصلة بها أو القریبة منها فصلاً تامًا؛ بسبب التشارک الاجتماعی والجغرافی واللغوی  الناتج عن کون هذه النوعیات اللغویة العمانیة متقاربة ومتشابهة ومن أرومة واحدة.وما بینها من  تباین لایؤهل أی نوعیة منها لتکون کیانًا لغویًا مستقلاً قائمًا بذاته، وکل النوعیات اللغویة العمانیة نوعیات عربیة کما هو شأن غیرها من النوعیات اللغویة المنتشرة فی شتى مناطق الجزیرة عند قبائلها وجماعاتها الکلامیة منذ ماقبل الإسلام حتى الیوم، لکن سیطرة العربیة الفصحى وهیمنتها الغالبةلم تقصِ غیرها من النوعیات وتهمشها  فقط بل کادت تنزع عنها صفاتها العروبیة، ونظر إلیها کلها من مقیاس الفصحى، ولم یعترف لها بعروبة إلا بقدر توافقها مع الفصحى أو القرب منها، مع أن العروبة أو صفة (العربیة) لیست محصورة فی نوعیة لغویة واحدة، ولا فی جماعة کلامیة، ولا منطقة جغرافیة، ولاعصر من العصور؛ فکلّ ماتحدثت به الجماعات الکلامیة العربیة المنتشرة فی مناطق الجزیرة العربیة نوعیات لغویة عربیة مهما تباینت وتعددت.

  إنَّ النوعیة اللغویة التی تسمى Language هی نوعیّة لغویّة یتفاهم بها جمیع أبناء الدولة أو الأمة، ولها قلم کتابة خاص، وقواعد معیاریة مکتوبة، وجغرافیا تنتشر فیها دون غیرها،وعرق غالب متنفذ، ووراءها إرادة سیاسیة وثقافیة لترسیمها واتخاذها لغة مشترکة  فی الدولة  بأقالیمها ومناطقها. وکل نوعیة لغویة لاتنطبق علیها هذه الشروط فلیست لغة، إنما هی نوعیة لغویة عامیة أو قدیمة أو تنوعات لغویة لإحداهما. وبناء على هذا؛ فلا یوجد فی عُمان غیر لغة واحدة تنطبق علیها هذه الشروط(35)، وهی اللغة العربیة الفصحى، وغیرها  لهجات ولغات عامیة عربیة شمالیة وعربیة جنوبیة؛ لأن النوعیة اللغویة التی یصلح أن تسمى (لغة) لا بد أن یکون  لها کیان لغوی مختلف بأصواته وصرفه ومعجمه ودلالاته وقواعده الترکیبیة اختلافًا بینًا کالاختلاف بین العربیة والفارسیة أوالعبریة و الفرنسیة. وهذه النوعیات اللغویة العمانیة تشترک فی کثیر من الخصائص الصوتیة والصرفیة والمعجمیة والدلالیة والقواعد الترکیبیة العامة.

     ولیس هناک أسس علمیة لوصف أی منها باللغة ؛ فماهی إلا نوعیات لغویة عربیة شمالیة وعربیة جنوبیة، لاحرج فی وصفها جمیعًا باللهجات واللغات العامیة سواء کانت عربیة شمالیة أو عربیة جنوبی. ولمراعاة الاختلاف القائم  بینها  فمن الملائم نعت النوعیات اللغویة الموجودة فی مناطق من  ظفار والوسطى بالنوعیات العربیة الجنوبیة أو باللغات العامیة القدیمة أو النوعیات العمانیة العربیة الجنوبیة القدیمة(36)، إنّ قرار الدولة أو الشعب مهم جدًا وحاسم فی التفریق بین اللغة واللهجة على المستوى الوطنی. لقد تساءل العالم اللسانی مؤسس اللسانیات التولیدیة (تشومسکی) عما جعل  الفرنسیة  لغة واحدة فی فرنسا على الرغم من  تباین اللغات العامیة واختلاف اللهجات  فی أقالیم فرنسا، ولماذا جعل للصین لغة صینیة واحدة على الرغم من اختلاف  النوعیات اللغویة الصینیة التی لا یفهم أهلها بعضهم، ولماذا تدرس العربیة الفصحى فی البلاد العربیة فی المدارس والناس یتکلمون باللغات العامیة التی تعد أدنى منزلة منها؟ أجاب تشومسکی نفسه وقال: إنّ أسبابًا سیاسیة تقف وراء هذا التحدید والتصنیف، وهی أسباب غیر لغویة(37)، وشبیه بهذا حال الدانمارکیة والسویدیة والنرویجیة التی عدت لغات مستقلة فی دول مستقلة وهی قریبة من بعضها من الناحیة اللغویة إذ یستطیع المثقفون التواصل بها فیما بینهم(38).

إنَّ کلّ ما یتعلق بالنوعیات اللغویة العمانیة من أرض وإنسان وطبیعة لغویة وعوامل السیاسة والاجتماع، یقتضی منا أن ننظرإلیها بوصفها تنوعات لغویة أونوعیات لغویة أولهجات قدیمة ولا أکثر من ذلک، وهذا لاینفی تباین بعضها عن بعض واختلافها عن العربیة الفصحى، وکلّ مایمکن فعله حیال هذه النوعیات اللغویة العمانیة هو تحدید کلّ نوعیّة منها بمنطقة جغرافیة تنتشر فیها وجماعة لغویّة أو کلامیّة تستعملها أو بوحدات لغویّة فیها تتمیز فیها من غیرها أو تستعمل فیها بطریقة مختلفة صوتیًّا أو  صرفیًّا أو معجمیًّا أو ترکیبیًّا، وقد یکون هذا التمیز والاختلاف مرتبطًا بحالات لغویة قدیمة أو نتیجة لتطور ذاتی مختلف.

   المبحث الرابع: متطلبات دراسة اللهجات والنوعیات اللغویّة العمانیّة

   حظیت دراسة اللهجات باهتمام غیر مسبوق فی اللسانیات الاجتماعیة، وقد وضع العلماء نظریات لدراسة اللغات العامیة واللهجات، ورکزوا على دراسة خطوط توزیع اللهجات Regional Dialects and Isoglosses، وهذا النوع من الدراسات  یتناول دراسة التوزیع الجغرافی للوحدات اللغویة فی النوعیة اللغویة المستهدفة  من خلال تتبع بعض الصیغ الصرفیة  أو طرق النطق فیها لبعض الأصوات اللغویة أو دراسة بعض الوحدات اللغویة کالمشترکات اللفظیة والمترادفات وبعض السمات الصوتیة الخاصة بالإمالة أوتأثیر الأصوات فی بعضها الذی اصطلح على تسمیته المماثلة، وقد یتم الترکیز على  مبانی بعض الألفاظ  ومافیها من تطورات صرفیة أودلالیّة، وقد یرکز على ظاهرة النبر أوالتنغیم والمقاطع فی نوعیة ما. وبعد الحصول على  المادة  من المیدان  بطرائق منهجیة تفسر وتحلل ثم تنشر وقد توضع فی خرائط توضح توزع هذه الوحدات فی مختلف القرى والمناطق التی تنتشر فیها. ویمیل علم جغرافیا اللهجات Geography Dialect إلى دراسة مناطق الأریاف أفضل من المدن تجنبًا لتعقیداتها؛ فهو یقدر على فصل مناطق الریف التی فیها وحدات معینة من مناطق لیست فیها هذه الوحدات أو فیها وحدات أخرى لکونه بهذا یفضی إلى وضع حدود محددة للنوعیات اللغویة  تسمى خطوط تحدید اللهجات Isogloss (39).

ودراسة اللهجات واللغات العامیة العمانیّة فی هذه المرحلة  تتطلب الترکیز على دراسات میدانیّة عدیدة تغطی السّلطنة لاستکشاف حدود النوعیات اللغویّة العمانیّة ووضع خطوط عامّة لتوزیعها وانتشارها. وفی مرحلة تالیة یتم الترکیز على علاقاتها ببعض وبغیرها .وفی مرحلة ثالثة یهتم بکل نوعیة على حدة. وکل هذا لن یحقق نجاحًا علمیًا إلا إذا تمَّ على وفق إجراءات علمیّة من خلال منهجیات قائمة على  أهداف مرسومة بوضوح ودقة وأدوات علمیة تمکن من الوصول إلى هذه الأهداف، ولکی تنجز أبحاث علمیة لابد أن تحدد مشکلاتها العلمیة وأسئلتها البحثیة، وتبین المنهجیات المتبعة فیها ومسوغاتها العلمیة، ومایمکن أن تضیفه للمعرفة فی هذا الحقل. ولایکفی أنْ یکون لدى الباحث رغبة فی إنجاز شیء عن لهجة منطقته أو قریته؛ فهذا لایسوّغ القیام بأیة دراسة، ولاینبغی أن تکون غایته إبراز فصاحتها أو جمالها أو تطابقها مع الفصحى لأنَّ دراسة التأثیرات المختلفة فی أیّة نوعیّة لغویّة أمر مشروع، ولکنّه یتطلب صیاغة مختلفة عمّا نراه ورأیناه فی أعمال -تمت حتى الآن- جعلت وکدها ربط کلمات فی اللهجات واللغات العامیة بما هو فی الفصحى والمعاجم ولا أکثر.

    ومنْ متطلبات القیام بدراسات لغویة اجتماعیة علم الباحث  بالأصوات اللغویة أوبالصواتة والمعاجم والدلالة وقواعد التراکیب ومناهج البحث اللغوی، وینبغی أن یکون ملمًا بالتاریخ الاجتماعی والحضاری والأنساب للمناطق التی یدرس نوعیاتها، ومن المهم أنْ یضع فی باله  الاعتبارت الاجتماعیة والوطنیة وأخلاقیات البحث حینما یقوم ببحثه.

      ومن الشروط العلمیة الواجب توافرها فی الباحث التخطیط الجید والبعد عن التحیز واختیار متحدثین أصلیین، ومعرفة حرکة السکان، والانتباه للأبعاد الاجتماعیة المتعلقة بالعمر والجنس والمهنة، وتحدید المتغیرات اللغویة بدقة وتحدید بدائلها فی النصوص، وجمع النصوص  جمعًا سلیمًا، والتعامل مع االنصوص بمنهجیة علمیة منضبطة وتفریغها وفهمها وتفسیر ماورد فیها بدِّقة والإلمام بالدراسات الاحصائیة وأخیرًا القیام بتفسیرات علمیة للنتائج(40). ومن الأسهل للباحث دراسة المتغیرات اللغویّة وتوزیعها أکثر من الدراسات الشاملة أوالواسعة أو دراسة النصوص الکثیرة أو دراسة أی نوعیة لغویة من کل النواحی، وذلک لأسباب تتعلق بالمنهج  والإجراءات الموضوعیة التی تعترض مثل هذا النوع من الدراسات الشاملة وتضعف دقة نتائجها. والمتغیرات اللغویة هی عناصر لغویة لها أشکال وصیغ مختلفة وصیغ بدیلة من الأسهل للباحث غیر المتمرس أو المتخصص دراستها، وتسجیل هذه المتغیرات أمر مهم  فی للحصول على توصیف دقیق، فهناک متغیرات مختلفة لا نکتشفها إلا بنصوص مسجلة. ولایزال المجال خصبًا لدراسة اللهجات واللغات العامیة العمانیة سواء بوضع أطالس لغویة أم معاجم أم دراسات صوتیة أو ترکیبة أو دلالیة أم دراسة الأمثال والقصص والحکایات الشعبیة التی تحتفظ بالخصائص اللغویة القدیمة ولم تطلها التغیرات کغیرها فیما یرجح.

 ومن النظریات الذائعة فی دراسة اللهجات نظریتا: الانتشار والموجات Diffusion and the wave theory(41). وتقوم هذه النظریة على فکرة أنَّ  اللغة  تنتشر من داخل مراکز  التأثیر إلى المناطق المحیطة بها کما تنتشر الموجات من مرکز سقوط حجر فی برکة ماء. و قد طورها مجموعة من العلماء. واستحدثت بعد نموذج الشجرة الأسریة. وتهدف النظریة إلى  تفسیر الأسباب المؤدیة إلى تداخل خطوط تحدید اللهجات بافتراض بؤرة جغرافیة Geographical foci مختلفة لانتشار الوحدات المختلفة. فخط تحدید اللهجات الفاصل بین وحدتین مثل [جال] و[قال] یبین مکان توقف تأثیر وحدة معینة بدءُ ظهور وحدة أخرى، ولکن النقد الموجه للنظریة یقول: بالإمکان وجود أکثر من بؤرة ومرکز، کما یمکن سقوط حجرین أو أکثر فی مکان واحد، فینشأ عن هذه البؤر والمراکز  مراکز موجات تنتشر، وهذه المراکز قد  تتغیر وتتبدل مع الزمن، و موجات التأثیر اللغوی تقوى وتضعف وتتوقف لأسباب مختلفة، ویقترح (هدسون) تشبیهًا مستعارًا من عالم النبات وهو فسائل  من نبات مغروسة فی مکان من الحقل فبذورها تنتشر خارج مکانها المحدد وکل فسیلة تمثل وحدة لغویة، ولکل منها طریقتها فی الانتشار ونشر البذور ویمثل خط تحدید اللهجات الحدود المفروضة على انتشار الفصیلة النباتیة. ومن الممکن أن تتعایش الکثیر من الفصائل فی نفس المنطقة ومن الضروری أن تحدید فصائل تنافس بعضها بعضًا على نحو شبیه بالوحدات اللغویة، والتشبیه یشمل کل وحدات اللغویة للنوعیة ولیس المستحدثة فقط، و یکون فیه أی استحداث لغوی مثل الفصیلة المستحدثة فقد تنبت وقد لا تنبت، فإن نمت وانتشرت فقد تحل محل النبات المنافس لها، وإنْ لم تفعل فقد تندثر أو تظل محدودة فی رقعة صغیرة من الحقل أی یقتصر استعمالها على جماعة کلامیة صغیرة. ویعتمد نمو فصیلة وازدهارها على قوة مستعملیها، فکلما زاد حجم النباتات زاد عدد البذور التی تنتجها وزادت فرصتها فی النمو والانتشار فی مناطق جدیدة(42). واللهجات واللغات العامیّة الیوم تشهد حالات من التطورات والتغیرات بسبب التوسع العمرانی والنزوح  الکبیر لمناطق رانیة جدیدة ینتج عنها احتکاک وتفاعل مع متحدثین بنوعیات جدیدة، وهناک تأثیرات غیر مسبوقة على کل النوعیات اللغویة العمانیة سواء تلک التی تأتی مع وسائل الإعلام المختلفة الملحیة والخارجیة أو التأثیرات التی یحدثها التعلیم فی کل المجتمعات المحلیة العمانیة.

   المبحث الخامس: أنواع وتصنیفات اللهجات واللغات العامیة العمانیة

 یتناول هذا المبحث اللهجات واللغات العامیة العمانیة من زوایا جغرافیة واجتماعیة ولغویة، سعیًا للوصول إلى  رسم خریطة عامة توضح بعض الملامح الأساسیة لهذه النوعیات اللغویة العمانیة بناء على النظر إلیها من هذه الزوایا، وذلک کما یأتی:

الزاویة الأولى. الجغرافیا:

  یعیش قسم کبیر من  القبائل العمانیة فی البوادی، لا تستقر إقامتهم فی مکان واحد بسبب طلب الکلأ والتنقل، وفی عصر النهضة العمانیة المعاصرة ظهرت فی البوادی العمانیة قرى وبلدات وتجمعات سکانیة فیها مدارس ومساجد ومراکز صحیة ومرافق حکومیة خدمیة، وأسواق صغیرة  وتنتشر العامیات البدویة فی بوادی الشرقیة وبوادی الداخلیة وبوادی الظاهرة وبوادی ظفار، و بوادی الباطنة وبوادی الوسطى. ومن الظواهر التی تشترک فیها هذه العامیات البدویة نطق القاف جیمًا وقلب الجیم یاء فی حالات. ویقابل هذه اللهجات واللغات العامیة المرتبطة بالبادیة نوعیات لغویة مرتبطة بالحواضر العمانیة، وهی اللهجات واللغات العامیة التی تنتشر فی المدن والبلدات العامرة منذ الأزمنة القدیمة وتمثل مراکز حضریة لقرى ومناطق محیطة بها أو قریبة منهان مثل: عامیة نزوى وعامیة عبری وعامیة صلالة وعامیة صور وعامیة صحار، وهذه النوعیات کثیر منها یقع على المناطق الساحلیة وبعضها فی المناطق الجبلیة والداخلیة من عمان. وتنتشر لهجات ولغات عامیة عمانیة فی المناطق الجبلیة  والداخلیة بمدنها وقراها وتجمعاتها السکنیة الواقعة فی الهضاب والوهاد والودیان المحاذیة للمناطق الساحلیة، مثل: عامیة الداخلیة وعامیة جنوب الباطنة وعامیة شمال الباطنة وعامیة جنوبها زعامیة الظاهرة، وتنتشر لهجات ولغات عامیة عمانیة فی المناطق الساحلیة والسهول القریبة منها، وللجغرافیا العمانیة أثر فی المشهد اللغوی القائم فی عمان  یتجلى فی الاختلافات الموجودة بین هذه النوعیات اللغویة المنتشرة على الجغرافیا العمانیة ببوادیها وحواضرها وجبالها وسهولها وسواحلها.

إنَّ دراسة اللهجات واللغات العامیة العمانیة من منظور جغرافی أمر فی غایة الأهمیة وهذا یتطلب تحدیدها وتحدید أنواعها وأماکن انتشارها ومایمیز کلا منها أو یجمعها أساس الانتشار الجغرافی، لکن هذا  یتطلب فرق بحث میدانیة منظمة وممولة تعمل على وفق خطط بحثیة محکمة وتسیر على وفق مراحل تقود نتائج کل منها إلى مابعدها ومثل هذا العمل سیأخذ تنفیذه سنوات طویلة قبل تحقیق أهدافه الأساسیة نظرًا لاتساع الجغرافیا العمانیة وتنوعها وغناها بالموروث اللغوی العربی العریق.

الزاویة الثانیة. الترکیبة الاجتماعیة:

   اللهجات واللغات العامیة واللهجات العمانیة نتاج وضع اجتماعی قائم، وهی مرتبطة بفئات اجتماعیة کالقبائل والطبقات الاجتماعیة التی تشمل أصحاب المهن  من الصاغة والحدادین والنجارین والتجار والصیادین والفلاحین والرعاة وکبار السن من غیر المتعلمین، ویدخل فی هذا لهجات الرجال ولهجات النساء فی کل جماعة کلامیة إذ تشیر الدراسات اللغویة الاجتماعیة إلى وجود مایمکن تقسیمه على هذا النحو(43). تقوم الترکیبة الاجتماعیّة فی عمان على  الأسرة والحارة والقریة والبلدة والمدینة والولایة والمحافظة والمنطقة، وهناک الرجال والنساء وهؤلاء یمکن تقسیمهم إلى کبار سن ومتعلمین وغیر متعلمین؛ لأنَّ لکلِّ فئة شیئًا من السّمات اللغویة التی یمیز کلامها، وعلى الباحثین التنبه على هذا عند قیامهم بالتسجیل وجمع البیانات اللغویة من هؤلاء. ویمکن الحدیث عن فئات بدأت تتشکل فی المجتمع المعاصر مرتبطة بالمهن المختلفة کالمعلمین والأطباء ورجال الأعمال الذین یسافرون کثیرًا ویتواصلون یومیًا مع موظفین وعمال من خارج الوطن، و على الباحث مراعاة عملیات النزوح للمدن من القرى والأریاف والبوادی فهی ظاهرة تستدعی حیطة الباحثین والوقوف عندها؛ لأنَّ هؤلاء جاءوا من بیئات لغویة تختلف عن البیئات اللغویة  الموجودة فی الأماکن الجدیدة التی نزحوا إلیها. وللقبیلة تأثیر فی تنوع اللغة  فی عمان وسائر بلاد العرب؛ إذ تنتشر لهجات القبائل ولغاتها العامیة فی ربوع عمان، وهذه النوعیات اللغویة  تتفاوت وتتباین فی جوانب لغویة متعددة  على الرغم من أنها قد تشترک فی منطقة  وهذا قد یعزى إلى عوامل الانعزال الاجتماعی وماکان من صراعات بین القبائل فی أزمنة قدیمة.

 الزاویة الثالثة. الوحدات اللغویة:

عمدت هذه الدراسة فی هذا المبحث إلى جمع مفردات من المستویات اللغویة المخلتفة من مناطق السلطنة وولایاتها بغیة  تقدیم تصنیفات عامة للهجات اللغات العامیة العمانیة، وأول ما بدأت به هو النظر إلیها من خلال أشکال نطق القاف، ثم التعریف الأداة فیها، ثم جمعت اثنتین وعشرین مادة لغویة من هذه اللهجات واللغات العامیة من مناطق السلطنة للتعرف على الفروق بینها فی استعمال هذه الألفاظ التی تتنوع بین الفعل والاسم والأداة، ثم عرضت نتائج استبانة وفرت لی وحدات لغویة من معظم ولایات السلطنة، وهذه الوحدات مرتبطة بالحیاة الیومیة للناس وهذا مایمیزها عما قبلها.

 

أ. تصنیف اللهجات واللغات العامیة العمانیة على أساس أشکال نطق القاف. ویتخذ صوت القاف أشکالاً مختلفة فی اللهجات واللغات العامیة العمانیة ،على النحو الآتی(44):

 1: ینطق القاف صوتاً لهویاً مهموساً ق[q] کما نسمعه فی الفصحى المعاصرة، فی حواضر المنطقة الداخلیة والرستاق ونخل والمعاول، ومسقط، وصلالة، وحواضر مسندم.

2: ینطق القاف کافًا فی مناطق من الداخلیة والظاهرة، مثل: ولایة عبری، و الحمراء، و ینقل، و مناطق من ریف الباطنة مثل: صنعاء بنی غافر والمغیزین.

3: ینطق القاف جیماً [g] فی کثیرمن محافظات السلطنة، وهذا النطق یماثل نطق الجیم فی کلمة  glassالإنجلیزیة، وهو صوت طبقی شدید یقابل الجیم القاهریة فی کلمة جامعة، وهذا النطق منتشر فی نوعیات لغویة عامیة کثیرة من العامیة الکثیریة فی بادیة ظفار حتى شمال الباطنة والظاهرة وجنوب الشرقیة ومناطق من شمالها ومعظم مناطق سواحل الباطنة، والذین یقلبون القاف جیمًا [g] هم الذین یقلبون (القاف) اللهویة المهموسة إلى غین حینما یتحولون إلى الفصحى قراءة أو تحدثًا؛ لأنَّ القاف اللهویة المهموسة المعاصرة لیست عندهم فیحاولون تقلیدها بقلبها غینًا وذلک لقرب مخرج الغین من القاف المهموسة.

4: قد ینطق القاف صوتاً مزجیا مزدوجاً فی بعض المناطق  التابعة للبریمی وبعض مناطق شناص  ،فیتحول إلى [dz] فی بعض الکلمات مثل: فریتْشْ (فریق) وصدیتشْ (صدیق).

5: والقاف فی الشحریة والمهریة صوت طبقی مجهور انفجاری یتم نطقه عن طریق حبس الهواء بین فتحة المزمار والمخرج ویکون مصدر تیار الهواء من الفم عند النطق به ولیس من الرئتین،ویأتی فی الترتیب بعد الغین والخاء وقبل الکاف مباشرة، وهذا الترتیب موافق لترتیب القاف عند القدامى(45)، وسمعت صوتًا مثله  من متحدثین فی الیمن ومناطق من جنوب السعودیة.

وبناء على هذا یمکن الحدیث عن نوعیات لغویّة عمانیّة بناء على نطق القاف، وذلک کما یلی:

1: مجموعة اللهجات واللغات العامیة التی تنطق القاف صوتًا مهموسًا وتشمل حواضر الداخلیة وظفار ومایمیز هذه المناطق وجود مراکز إشعاع فقهی ودینی ونفوذ سیاسی فی بعض العصور.

2: مجموعة اللهجات واللغات العامیة العمانیة التی تنطق القاف جیما مثل الجیم القاهریة وتشمل معظم المناطق الریفیة والبدویة فی عمان.

3: مجموعة اللهجات واللغات العامیة العمانیة التی تنطق القاف صوتًا مزجیًا مرکبًا وتشمل مناطق من البریمی وشمال الباطنة.

4: مجموعة اللهجات والنوعیات اللغویة التی تنطق القاف صوتًا لهویًا مجهورًا محنجرًا وتشمل الشحریة والمهریة وأخواتهما.

 

ب. تصنیف اللهجات واللغات العامیة العمانیة على أساس أداة التعریف(46):

1: التعریف بالألف واللام، وهو شائع ومنتشر فی معظم اللهجات واللغات العامیة العمانیة المعاصرة ولهذا لم أقف علیه. ولحظت أن هناک تغلیبًا  واضحًا  للتعریف باللام  فی الکلمات التی فیها لام قمریة؛ إذْ یقال: (لبیتْ) و (لکتابْ) و(لقمرْ) و(لفلوسْ) ، أی البیت والکتاب والقمر والفلوس.

2: التعریف بالهمزة إذ یقال: (إقبائل) و(إمساید) و(إمدارسْ) و(إبنادجْ) فی حالة التعریف، والمراد: القبائل والمساجد والمدارس والبنادق، فلام التعریف تسقط فی هذه الکلمات وغیرها، ویکتفى بالهمزة للتعریف، و هذا لحظته فی الکثیریة البدویة فی نجد ظفار وعند الدروع، وهو أوضح فی الشحریة والمهریة والبطحریة والحرسوسیة، ومن القدامى منْ یرى أنَّ أداة التعریف فی العربیة هی الهمزة المفتوحة وحدها، وأن اللام ضم إلیها لئلا یشتبه التعریف بالاستفهام(47).

3: التعریف بالواو؛ إذ یقال: (وقْلَمْ) ،(ومدرسهْ)، (وسیارهْ)، (ومعلم)، (وشمس)، (وقمر)، بتسکین الحرف الأول من الکلمات المعرفة، أی القلم والمدرسة والسیارة والشمس والقمر. وهذه الظاهرة وجدتها  فی  قریة الرویضات بولایة الخابورة فی محافظة جنوب الباطنة. وعلى هذا، فنحن أمام لهجات ولغات عامیة عمانیة تتفاوت فی استعمال أداة التعریف على النحو الآتی:

-         مجموعة من اللغات واللهجات العامیة العمانیة تتمیز باستخدام أداة التعریف الألف واللام ولکنها أخذت تتخفف من الألف فی سیاقات کثیرة وتبقی على اللام، وهذه النوعیات اللغویة فی کل مناطق السلطنة.

-         هناک  نوعیات لغویة عمانیة تعتمد فی العریف على الهمزة، وتترکز هذه النوعیات فی ظفار.

-         هناک نوعیة لغویة عمانیة تعتمد الواو أداة للتعریف، والأمر یحتاج إلى تقصٍ  أعمق لهذه الظاهرة ودراستها من کل النواحی.

 ج. تصنیف على مستوى المحافظات والمناطق من خلال الأسماء والأفعال والأدوات(48):

1-               ملعقة (صغیرة): مقَمْشَهْ  maqmšahفی الباطنة والمناطق من الشرقیة والداخلیة. وخاشوجَهْ  xa:šo:gah فی مناطق من الشرقیة، وجفشَهْ  gafšahفی مناطق أخرى. وخُوشُوجا xu:šu:ga: فی مسندم. وفی مناطق أخرى مجفشهْ mgafšah. ومَلعقهْ maʕalqah فی الظاهرة، ومَعْلَقْتْ  maʕlaqat بتاء مفتوحة فی الشحریة. وفی الکثیریة معَیْجَه maʕaygah.وفی لهجة صلالة معَلْقَه.

2-               ذاک: هذاک وذاک فی الداخلیة والباطنة، وأَکُّوه akkoʔ وکُوَّهْ  kowwahوهَکُوهْ  hakohفی الشرقیة، وفی الظاهرة أَکُوهْakoh ʔ. وفی عامیة صلالة هذاک، وفی الشحریة والبطحریة والحرسوسیة والهبیوتیة  ذَکْ ḏak ،و فی المهریة ذَکْ kӕḏ  بکسرة ممالة إلى فتحة.وهودُوکْ    hudu:k فی مسندم.وفی الکثیریة ذیّ ḏiy .وفی لهجة صلالة هَذَکْ.

3-               خارج (الشیء): برَّعْ  barraʕوبرا:   barra فی الباطنة والشرقیة والداخلیة ومسندم ،وفی الظاهرة خارجْ xa:rig .وفی عامیة صلالة برّا. وفی الشحریة خُنْط  xonṭومحبِبْ maħbӕb. وفی المهریة بابَرba:bar . وفی الکثیریة برَّعْ. وفی لهجة صلالة برَّ.

4-               استیقِظْ: نْهَظْ nhaẓ فی الباطنة والظاهرة وصلالة وثُورo:rɵ. ورِجْ  riggوفِزّْ  fizzوجوم  gu:m فی الشرقیة، وقومْ qo:m فی مسندم، وفی عامیة صلالة ثُورْ، وفی الشحریة عشَشْ śaśʕ .و فی المهریة عشِشśӕyśʕ. وفی الکثیریة جُوم وثُرْ.

5-               الشفاة: شفایفْ منتشرة فی کل من الباطنة والشرقیة والظاهرة والداخلیة وظفار، و بْراطَم bra:ṭam، ودُغْمَه  doġmahفی مناطق من الشرقیة. ومزابِل mza:bil فی الداخلیة. وبُوزbo:z فی مسندم. وفی الشحریة قَفْرَرْ afrɑrq وجَغْبَلْ jɑġbɑl بجیم معطشة. وفی عامیة صلالة جغابَیل jaġa:bi:l أو جغابل jaġa:bal . وفی المهریة قِفْرُرْ ӕfrurq. وفی الکثیریة مشیفَرmšӕ:far.

6-               ماذا: مُوهْ   mo:hفی الداخلیة والباطنة، وفی الظاهرة شُوهْšu:h ، وفی الشرقیة هیشْ hӕ:š، و أیش šӕɂ فی عامیة صلالة، وهیشنْ  hӕ:śanوهاشن:  haśan فی المهریة، وإنَهْ inahʔفی الشحریة. وموده  mo:dahفی مسندم. وفی الکثیریة ویشwӕyš.

7-               لماذا: حَمُوهْ ħamoh وحالْموهْ ħalmoh فی الباطنة، وحَهیشْ  ħahӕ:šولیشْ  lӕ:šفی الشرقیة، وفی صلالة. وحَذُوهْ ħaḏoh فی الظاهرة،وأَمُوهْ amo:hʔوحَمُوهْ  ħamo:hفی الداخلیة. ولامُو la:mo:   ولُومَهْ lomah مسندم. وکَهْ kɑhفی الشحریة، و کُوهْ   wku:hفی المهریة. وفی الکثیریة وراکْ wra:k ولویش lwӕyš.

8-               مسحَ (نظف): مشّْ mass فی الباطنة والشرقیة والظاهرة، ودَعَک daʕak فی الداخلیة. ،ومتّْ matt فی مسندم. وفی الشحریة والمهریة محَشْ maħaś. وفی لهجة صلالة محَشmaħaš وعُس ussʕ. وفی الکثیریة محش šmaħa.

9-               أزلْ: شِلّْ  šillوخُوزْ  xo:zفی الباطنة والداخلیة  والشرقیة و الظاهرة، وفی مناطق من الشرقیة زَحَّف  zaħħaf. وفی مسندم وخرُو waxxru، وشُلّوulluš. وفی الشحریة أوخَرxar:ɑʔ، وحرَفْ ħraf. وفی المهریة أّوَخر axarʔ وطرَح  raħṭ. وفی عامیة  صلالة وخَّر waxxar  وخوُّز xawwuz. وفی الکثیریة وخَرwaxxar.

10-          التحدث: ترمیسtarmi:s فی الباطنة ،وخروفه xarrofah فی الشرقیة، وهَرْجَه hargahفی الداخلیة،ورَمْسَهْ ramsahفی مسندم.وسوالف swa:lif فی الظاهرة. وفی الشحریة تمثیلْ tamɵil،وفی المهریة غرُو ruwġ. وفی الکثیریة ضبَّه abbahḓ .وفی عامیة صلالة ؟؟؟

11-          شرْبة: شَفْطَهْ afṭahš فی الباطنة،ویَغْمَهْ  yaġmahفی مناطق بالشرقیة، وشَرْبَه فی الظاهرة،وفی مسندم غُمْقا omqa:ġ.ورَشْفَهْ فی الداخلیة، وفی الشحریة نشْفَتْ nśfɑt، وفی المهریة أَطفیت aṭfӕytʔ. وفی الکثیریة نَشفَه  .našfahوفی عامیة صلالة نشفه.

12-          یغرف (الطعام): یغرُف  yuġrufفی الباطنة والظاهرة والشرقیة، ویقْدُف yiqdufفی الداخلیة، ویِنْسِف  yinsifفی مسندم. وفی لهجة صلالة یغرَف yuġraf. وفی الشحریة یِجَرحْ yigarħ، و فی المهریة ذیجورح ḏiygawraħ. وفی الکثیریة یغرفyaġrif .

13-          یرید: یبی yabyفی الباطنة والظاهرة، ویبا yiba: فی الشرقیة، ویبغى yibġa وباغی  ba:ġy وبایَهْ ba:yah  فی الداخلیة. وفی المهریة یحوم yiħum، و فی الشحریة یعَجبْ   yiʕagɑb  و یفَرْح yifɑrħ.وفی مسندم یِدُر  yidu:rویبغی yabġy. وفی لهجة صلالة والکثیریة بغا یرید.

14-           یخفی:یِضُمْ  yiẓum مستعملة فی الباطنة والشرقیة الداخلیة، وهناک کلمة یِدِسyidis فی الباطنة والداخلیة، وفی الظاهرة یخبأ yixabaʔ،یخبی yixaby. وفی مسندم یضیم yiẓi:m.وفی عامیة صلالة یِدفُن yidfun ویخبی yixaby. وفی الشحریة یقَرْ  yiqɑrویخَفا yixɑfa. وفی المهریة ذیقَر qar:ḏi.وفی الکثیریة یِخبی yixby.

15-          ینتظر: یِحرُس yiħrus ویِحْرص yiħruṣ فی الباطنة الشرقیة والداخلیة، وفی الظاهرة یِتریأ yitrayya، وهناک کلمة یریِظ فی مناطق من الباطنة والداخلیة. وفی مسندم یَتْرِیِّ yatrayyi. وفی الشحریة یحجرْ yiħӕgr وفی المهریة ذیحجور ḏi:ħgu:r. وفی عامیة صلالة یحجُرْyaħgur. وفی الکثیریة یِترَجَب yitraggab.

16-           کثیر: وایدْ wa:yid فی مناطق من الباطنة والظاهرة والشرقیة، وعَوم awmʕفی مناطق من الباطنة، وفی الداخلیة واجد. وفی الشحریة makan. وفی المهریة میکَنْ mӕ:kan. وفی مسندم کَود kawd ووایِد. وفی الکثیریة کثِر kɵir. وفی لهجة صلالة واجَد wa:gad.

17-          رمل:مْسیلَهْ msi:lah فی الباطنة  وفی الظاهرة، وبَطْحا baṭħa: فی مناطق من الباطنة والکثیریة. وفی مسندم کْتیبْkti:b. وسِیفَهْ si:fah فی مناطق من الشرقیة، و رَمِل ramilفی الداخلیة، وفی الشحریة بَطْح   bɑṭħورَمْلَتْ ramlat. وفی المهریة بَطح و baṭħرملیتْ ramlit. وفی الکثیریة بطحا ورمل.

18- الحجاب: لیسو lӕ:su، فی الباطنة والظاهرة، والشرقیة  ومجنع  magnaʕ فی الظاهرة، وغدفهْ  ġadfahفی الداخلیة، وفی ظفار لوسی  lu:syولیسوlӕ:su، ومقنعه maqanʕah. ولَوْسی فی الکثیریة. وفی مسندم لَوسَو lawsaw. ولحاف  lħa:fوشیله  lah:ӕš فی الباطنة. وفی لهجة صلالة غطایه a:yahṭġ.

19-          جانب أو بجنب: عَدّالْ addalʕ فی الباطنة وحَذال ħaḏa:l  فی الظاهرة وحیت  ħæ:t فی الداخلیة والشرقیة،وفی مناطق من الشرقیة محیتْ  mħæ:t، وحذاک ħaḏa:k   وتَحَتَّهtaħattah. وفی مسندم مَأَ  maɂa بمعنى مع. وکلمة  بیُولْ biyo:l تعنی معه. وفی الشحریة  لَیلحْفlælaħf  بجنب وهی مکونة من کلمتی لحفْ واللام قبها وهی حرف بمعنى على. وفی المهریة ذلحافْ ḏalħa:f وبدَفَّتَه bdaffatah .وفی الکثیریة یَنْب yanb. وفی لهجة صلالة حذا ħaḏa:.

20-          بدایة المطر: نَفاف فی الباطنة والظاهرة والداخلیة، ورشاشْ raša: š . وتْشاشْ š:tša، وطْشاش  š: ṭša فی الشرقیة، وفی الشحریة نطیفْ nṭæ:f  بإمالة الیاء إلى ألف. وفی مسندم رشَّا rašša:. وفی المهریة نطاف nṭa:f. وفی لهجة صلالة والکثیریة طَش ašṭ.

21-           ینظر: یحتر  yaħtorفی الباطنة، ویرابی yira:by فی الشرقیة، ویرابی فی الظاهرة، ویرابی ویحتر فی الداخلیة. وفی مسندم یُحْرُص yoħros. وفی الشحریة یحْتیلنْ ln:ӕyaħt. وفی المهریة یغُولَق yiġu:laq. وفی الکثیریة یِصُت yiṣot. وفی لهجة صلالة یتحالی yitħa:ly، ویحزُق yiħzoq.

22-          تمشِّطُ(الشعر): تِنْسِل tinsalوتِسْحَج  tisħagفی الباطنة، وتسرَّح tsarraħ فی الشرقیة، وتْسَحِّی  tsaħħyفی الظاهرة والداخلیة. وفی مسندم یِشْحَج yišħag. وفی الشحریة تشْرقْ بشین جانبیة. وفی المهریة ذیشورقْ u:rqśḏi. وفی الکثیریة تمْشَط tamšaṭ. وفی لهجة صلالة تٍمشاط timša:ṭ.

وردت فی القائمة التی فی الأعلى (22) کلمة مستعملة فی الباطنة والظاهرة والداخلیة والشرقیة وظفار ومسندم، بعضها أسماء، وبعضها أفعال، وبعضها ضمائر، وبعضها ظروف، وبعضها حروف وأدوات. و یتضح مما جاء فی هذه القائمة مایأتی:

-         لم تتفق هذه النوعیات اللغویة العمانیة فی کلمة أو صیغة واحدة اتفاقًا کاملاً من حیث المبنى والمعنى بمعنى: أن تتفق جمیع المناطق فی استعمال الکلمة أو الصیغة نفسها للمعنى نفسه. وهذا یدل على التنوع الثقافی والاجتماعی  وثراء التجارب الحضاریة للإنسان العمانی الذی أوجد کلمات وصیغًا مختلفة لما حوله من أشیاء، فلم تخذله قدراته اللغویة فی الابتکار والإنتاج والتفاعل مع محیطه وبیته الاجتماعیة والثقافیة.

-         تتوافق بعض المناطق وتتقارب فی استعمال بعض الوحدات اللغویة أکثر من غیرها بحکم القرب الجغرافی أوالتداخل  الاجتماعی أو التأثیرات الثقافیة لمنطقة على غیرها.

-         تقلب التاء المربوطة أو الهاء فی بعض النوعیات اللغویة إلى تاء مفتوحة؛ فیقال: رملتْ ومعلقتْ  بدلاً من رملة ومعلقة. وهذه النوعیات موجودة فی ظفار لارتباطها بالعربیة الحمیریة القدیمة التی تنتشر فیها هذه التاء المفتوحة.

-         یظهر من القائمة أن بعض المناطق تنفرد ببعض الصیغ والکلمات، کانفراد الظاهرة بکلمة (حَذوهْ )بمعنى لماذا؟ وانفراد الباطنة بکلمة (عَون) بمعنى واجد. وانفراد الشرقیة بــ(هکوه ) و(کوه ) أی: ذاک.

-         تباینت المناطق بشکل واضح فی التعبیر عن کلمة  بجانب ؛إذ عبر عنها بکلمات متباینة فی کل منطقة، وهی: بیول وعدَّال وحذال وحیت ومحیت ولحف.

-         کثیر من الوحدات فی المناطق مختلفة عما هو موجود فی العربیة الفصحى المعاصرة  من حیث البنى والصیغ والدلالات على الرغم من أن البحث فی المعاجم عن هذه الوحدات سیفضی إلى وجود صلات بینها وبین وحدات لغویة فی المعاجم مشابهة لها  أو قریبة منها من بعض الوجوه اللغویة.

-         تستعمل فی المنطقة الواحدة أکثر من کلمة وصیغة للمعنى الواحد.

-         بعض المفردات فی بعض المناطق  تستعمل بدلالات مختلفة عما هو فی المناطق الأخرى فی سیاقات لغویة أخرى.

-         قد تستعمل الکلمة  أو الصیغة بأشکال مختلفة ، مثل: أشیل وأشل، ویبی ویبا وبایهْ.

-         نسبة کلمة أو صیغة لمنطقة لاینفی أن تکون مستعملة فی أماکن تابعة لمنطقة أخرى.

-         لفت نظری  أن کلمات وردت من منطقة الظاهرة متوافقة مع الفصحى  بشکل واضح، مثل: نظَّف بمعنى :مسح، وخارج بمعنى :لیس فی المنزل أو نحوه ،ومثل شربه بمعنى: شربة. وهذا یعود لمصدر المعلومات اللغویة الذی قد یکون  من جیل الشباب المتعلم الذین یعرفون الفصحى ومتأثرون بها کثیرًا أو أنه لم یعط معلومات دقیقة.

د. تصنیف على مستوى الولایات من خلال بعض الوحدات اللغویة الشائعة(49):

1-    تعال بسرعة: تحرَّکْ/سرَعْ/ جهَدْ/خلا بسرعه/هظَلْ hẓal/هیا/ربَعْ/هیا/رکض rkuẓ /شتَطّْ taṭš/ وثَبْ waɵab/نکَعْ فیسَع/تعال دِهْدیهْ/ خلا الدِّهْدیه/ دَهْدیهْdahdӕ:h . تیی بسرعه tyiyy.

2-   اسکت: انطَمّْ/سکِت/سکُت/سکوتْ/صَخّْ axxṣ/اسکت/قَفafq/أَقَف  aqafʔ /سِحّ siħ/انطَبinṭab ʔ/شبّْ abš/لم خشمک/لُفْ فمَّک/لُمْ ثَمَّک lum ɵammak. غتِرْ tӕrġ.

3-   اجلس: جلسْ glas/جلِسْ glis/یلَسْ  yilas/هِجَع/هجَعْ/هیَع  hyaʕ/ستریحْstri: ħ / جعَد / تقعَّى tqaʕʕa:/ سکَفْ skaf/ شخوَّل xawwalś/ طُبّْ لسونک obbalso:nakṭ

4-   تکلم: تخرَّفْ txarraf/قولqo:l/جول go:l/تکلَّم/تحکَّى/ارطُنirṭon ʔ/هرَج/هریharyy /تهرَّجtharrag  /سولَف sɑ:laf/ob ḓ.

5-   سیتکلم:تویتخرف tawyitxarraf/بیتخرفbyitxarraf/هیتکلمhayitkallam/بیتکلم/أیتکلم ayitkallamʔ/بَیْقول/بایجول/حَیْهرْجْ ħayhӕrg/أیْهرْج ayhӕrgʔ/ بیهریbiyahryy/أیقول/

   حیتکلم /راح یسولف /بیسولف.بایضُب.

6-   انظر: رابیra:by/عیِّنayinʕ/شوفf:ɑš/تشَوَّفtšawwaf/حبرَق ħabraq  /حتالْ    ħtɑ:l/ قابِلqa:bil /حتُرħtur/حتَرħtar/حرُص ħroṣ .شوف f:ɑš.

7-   یا(للنداء): أو:ɑʔ/أ/یا/ووwɑ: /أوو:ɑʔ/آه h:ɑʔ/أویه wӕ:h:ɑʔ /أوه h:ɑʔ

8-   مشى:روَّح/راح/خطَفxṭaf/خطُف xṭuf/دیربْ dӕ:rab/ أغدْ adġɑʔ/سارsa:r/سیو syur/سیَّرْsayyar  .

9-   جرى:رَبَع/خَبّْ /رکَض rkaẓ/وثَبwɵab / شَعئ aʕɑʔš/درَج darag/ ربَاْrabaʔ

10-                      ضرب:ودَشwdaš/کفَخْkfax/کفَّخ kaffax/دقّْ daqq/کرَخkrax/غضّْ aẓẓġ/صفَّع ṣaffaʔ/صفَع ṣafaʔ /رنّrann /طبَنabnṭ/ کِفْخ kӕfx/ساط sɑ:ṭ  /کرَخkarx /  صرَج ragṣ/سفّْ saff/دحلdħal /لشط lšaṭ/ لطْمْ laṭm/ لطًم lṭom/وَرَبْ warab/ضرب arabḓ

11-                      انقلاب سیارة:جلبهْ/قلبَتْ/نکْسَه/قلباهْ/نقلبتْ/حَدْرَه/

12-                       استقى(شربَ):ارتوى/نعَطnʕaṭ /استجى istgaʔ/ستقى stqa  /شتقی otqyš/زعَطzʕaṭ /زرّْzarr /

13- سأل:سألْ sʔal/نشَدnšad/ شخْبِرaxbӕrš/شخبورaxbu:rš .تخبَّرtxabbar .

14- من أین:من هین manhӕ:n/ منین mnӕ:n/ من وین manwӕ:n/ من هُن manhon/ من حوه manhuh/ من فین manfӕ:n .

15- هذا:ذا /أذا / هُوَه huwah/هَذیه haḏӕ:h /هُووا ho:wa: / ذَنḏan /ذَنهْḏanh  / ذومَه ḏawamah/ذَهْ ḏah/هاذوه  ha: ḏuh /ها ha:/هاوَه ha:wah/های hayy/أذیه aḏi:hʔ/ذیهḏi:h  / هودَه hu:dah/  .ذی ḏyy.

16- الذی:اللی illyʔ/ بوbɑ: / ذ ḏ/ لی ly/ إلِّی.

17-          اسمع:سمع/تسمَّع/ اتسمَّع/همَعhmaʕ /ساوَخ sa:wax/ استاوَخ ista:waxʔ/توَّخ tawwax/ اتصوَّخʔitṣawwax  / تصوَّخ tṣawwax / تحوَّخ ؟/شمَع maʕš/

   صطاخ a:xṭṣ/اصطاخ iṣṭa:xʔ/صُخ oxṣ.

18-          حتى:لین lӕ:n/إلین ilӕ:nʔ/علین alӕ:nʕ/أدْ adʔ/تا ta: /عمین mӕ:nʕ/  .تیّْ tayy.

19-          خدشَ:شَمخ amxš/مشخ  mašax/خمش xamš/ شخم xamś /خشْف xašf/ قحَص qħaṣ /شحا aha:š/  شخمxam š  /عوَّر awwarʕ/ جرح garh/ خرمش xarmš/ مخَش mxaš.

20-          جاء:جا ga:/جایga:y/یاya:/یءyiʔ/جَ ga /جیء gӕʔ/ جَیّْ gayy /هداهدا hada:hada:/ هدف hadaf/غدف adafġ/یَیِ yayi/ نکعnikaʕ / زَحَم zaħam/نوکأ no:kaʔ/شرف rafš.

21-           الغروب:سلیمات الشمس slӕ:ma:t /سَلْم الشمس salm/سلُوم الشمس slo:m/سَلْمت الشمس/غُمْد omdġ/عتیم ati:mʕ.

22- الشروق:الغبشه /غبشه abšahġ/ فَزْfɑz.

یتضح من نتائج الاستبانة التی تتضمن 22 وحدة لغویة تمثل نتائجها 44 ولایة عمانیة ، مایأتی:

-         تتوزع الوحدات اللغویة المدروسة على  مستویات اللغة الأساسیة وهی الأصوات والمعجم والدلالة والترکیب.

-         تتخذ اللهجات واللغات العامیة العمانیة ألفاظًا متعددة للتعبیر عن الشی الواحد  کما ظهر فی الأعلى.

-         تشترک ولایات ومحافظات فی وحدات لغویة معینة وهذا بسبب الجوار أو التواصل الاجتماعی أو التأثیر الثقافی.

-         تنفرد ولایات فی بعض الوحدات اللغویة دون غیرها مثل انفراد عامیة جعلان بدیرب بمعنى مشى، وسمائل بکلمة تجحدلت للسیارة إذا انلقبت، ولهجة سناو بکلمة حدْرْه. وتفردت النوعیات العامیة الحمیریة فی ظفار، بعبارة (نکع فیسع) بمعنى تعال بسرعة، وزَحَم بمعنى جاء، وشَعیّْ بمعنى جرى. وسکفْ بمعنى جلس، وقَفّْ بمعنى اسکت. وأغَدْ بمعنى راح. وتفردت لهجة قریات بکلمة (عمینْ) بمعنى حتى ، وهی مقابل لین أو إلین فی غیرها. وهذا یشیر إلى أن اللام قلبت میمًا. وانفردت لهجة العراقی بکلمة سِح بمعنى اسکت، وبرکاء بکلمة شُبّْ. وبعور بمعنى خدش. ولهجة العراقی بعبری بکلمة درَج بمعنى جرى. ولهجةالردَّة بصحم بکلمة هداهدا بمعنى جاء.

-          تتنوع الصیغة الواحدة تنوعًا واضحًا کما فی جاء إذ یتغیر مبناها ویفقد بعض أصواته فقد وردت جای وجا ویا ویء ویِیِ وجَـ  ویاء. واسکت وسکِت وسکوت وسکُت.

-         حلت بعض الأصوات محل بعضها کالجیم تحولت إلى یاء فی یاء مکان جاء، واِیلِس مکان اجلس.

-         هناک قلب واضح فی بعض الوحدات اللغویة المستعملة فالوحدات اللغویة المعبرة عن (خدشَ) فیها قلب واضح  إذ جاء کل من: شمخ و مشخ و شخم  وکلها بمعنى خدش، وجاءت کلمة شمخ  من  ولایات الداخلیة والباطنة والظاهرة والقابل من الشرقیة وجاءت کلمة مشخ من ولایات الشرقیة والبریمی، وجاءت کلمة شخم من ولایات ظفار ومن قریة دغمر فی قریات.

-         تقلب الهمزة عینًا فی کلمة إلینْ؛ فیقال: علینْ بدل إلین فی أدم وبدبد ودماء والطائیین، والقابل والکامل والوافی، وتقلب واوًا فی کلمة وینْ بدل أین،أوهاء فی کلمة هینْ بدل أین. تسقط الهمزة من آخر الفعل الماضی جاء؛ فیقال: جا بدلاً من جاء فی ولایات کثیرة منها ینقل وضنک والبریمی وبوشر، وسمائل. وتسقط الهمزة من: (منینْ) بدل من أین فی بدیة.

-         سوابق الفعل المضارع فی اللهجات واللغات العامیة العمانیة متعددة،وهی:

ها تسبق المضارع مثل هیتکلم، وهمزة مفتوحة مثل أیتکلم، وحاء مفتوحة مثل حیتکلم أو باء مفتوحة مثل: بَیتکلم. وتو قبل المضارع مثل تویتکلم أو فعل مساع مثل راح یتکلم. وتشترک نزوى ونوعیات لغویة من ظفار کالشحریة فی همزة مفتوحة وحاء قبل المضارع. وتشترک إبرا وإزکی فی تو قبل المضارع للدلالة على الاستقبال. وانفردت صحم بالفعل المساعد راح قبل المضارع. وانفردت کل من عبری وینقل بالهاء قبل المضارع للدلالة على الاستقبال. و علیه یمکن تقسیم النوعیات اللغویة  العمانیة بناء على  سوابق المضارع فیها، وهذا سیجعلنا أمام مجموعة  سابقة المضارع فیها هاء، وأخرى حاء، وثالثة همزة ورابعة باء نوخامسة، تو.

-         تتشارک النوعیات اللغویة العمانیة فی بعض الوحدات اللغویة ودلالاتها على الرغم من التباینات القائمة بینها، فکلمة هرج وتهرج بمعنى تکلم تستعمل فی کل من نزوى والقابل وسناو بالمضیبی والثابتی بإبرا. وهی کذلک فی الشحریة وبعض النوعیات اللغویة فی ظفار. وهذا یظهر أنَّ التشارک لیس محصورًا فی النوعیات المتجاورة والمتشابهة فی منطقة من عمان  بل هو ممتد لیشمل نوعیات بعیدة عن بعضها جغرافیًا، ولیس بینها صلات قربى ممیزة.

نتائج البحث:

-         اللهجات واللغات العامیة العمانیة نوعیات لغویة تعکس التنوع الجغرافی والثقافی والاجتماعی للمجتمع العمانی، وهی لغات تواصل عفوی واستعمال یومی، لها قواعدها التی تمیز کل نوعیة منها، وکلها نوعیات لغویة عمانیة.

-         یمکن تصنیف النوعیات اللغویة العمانیة إلى مجموعتین؛ مجموعة النوعیات اللغویة المتأثرة بالعربیة الشمالیة، ومجموعة النوعیات اللغویة المتأثرة بالعربیة الجنوبیة القدیمة، وکلها جزء من الهویة الثقافیة الاجتماعیة العمانیة، ولا تغنی عن اللغة المشترکة ولا تتعارض معها مالم توضع مکانها وتوجه ضدها لحلول محلها.

- تتقارب نوعیات کل مجموعة من  المجموعتین مع النوعیات المحیطة بها؛ فعلى سبیل المثال، تتشابه عامیات محافظة البریمی وعامیات شمال الباطنة مع عامیات المناطق الإمارتیة المجاورة، وتتشابه عامیات البوادی مع بعضها، وتتشابه عامیات المناطق الحضریة فی داخلیة عمان مع بعضها، وتتشابه اللغة العامیة لصلالة مع عامیات منتشرة فی مناطق یمنیة مثل: تعز والضالح ویافع وعدن، واللغة العامیة  الکثیریة البدویة فی ظفار تتشابه کثیرًا مع اللغات العامیة لبادیة حضرموت وعامیة بعض قبائل الإمارات البدویة الأصل کالمناصیر والعوامر.

-         تأثیرات اللغة المشترکة أوضح وأقوى فی اللهجات واللغات العامیة فی الحواضر العمانیة الشمالیة وصلالة حاضرة محافظة ظفار والنوعیات اللغویة للمناطق التابعة لها.

-         قسم من اللهجات واللغات العامیة العمانیة متقارب مع النوعیات اللغویة فی مناطق الحدود المجاورة، فلهجات مناطق البریمی وشمال الباطنة قریبة من مثیلاتها فی دولة الإمارات الشقیقة، والکثیریة الظنیة فی ظفار شدیدة القرب من الظنیة ولغات بعض قبائل بادیة حضرموت والمناصیر والعوامر فی أبوظبی.

-          تکوَّنت فی السلطنة لغة تواصل عامیة مشترکة مفهومة بسهولة من قبل أکثر الناس وبخاصة الموظفین فی القطاعین والطلاب ورجال الفن والإعلام بفعل التعلیم والإعلام وتأثیرات الفصحى المعاصرة وما أحدثته النهضة الحدیثة من تأثیرات ثقافیة واجتماعیة على الجمیع فی السلطنة.

-           صوت الصاد یقلب سینًا فی کثیر من الحالات وبالذات أثناء وصل الکلام  فقد لاحظت أنه یفقد صفة الاستعلاء أو التفخیم  التی تمیزه.

-         احتفظت اللهجات واللغات العامیة العمانیة بکل الأصوات العربیة حتى الضاد الجانبیة التی تحدثت عنها کتب القدامى، فهی لاتزال مستعملة فی الظنیة الکثیریة والشحریة وغیرهما من النوعیات العربیة الجنوبیة الموجودة فی أجزاء من محافظتی ظفار والوسطى.

-         على الرغم من تنوع النوعیات اللغویة العمانیة فإنها تعایشت مع بعضها قرونًا ولم یجد الناس مشکلات فی التفاهم والتواصل  بها.

-         اللهجات واللغات العامیة العمانیة المعاصرة لغاتُ خطابٍ عفوی وتواصل یومی لجماعات کلامیة عمانیة منتشرة فی ربوع السلطنة،کل جماعة منها تقیم فی قریة أو مجموعة قرى أو مدینة أو منطقة. وهی تنوعات لغویة صوتیة وصرفیة ودلالیة وترکیبیة تمیز کل جماعة لغویة عمانیة من غیرها. وتکونت هذه النوعیات اللغویة فی حقب مختلفة نتیجة الهجرات الداخلیة والخارجیة تارة ونتیجة الانعزال الجغرافی والاجتماعی تارة أخرى، أو نتیجة التداخل الاجتماعی بین القبائل والمکونات الاجتماعیة العمانیة.

-  یظهر من أشکال التقارب والتشابه بین اللهجات واللغات العامیة العمانیة ومثیلاتها من اللهجات واللغات العامیة العربیة القدیمة التی کانت فی مناطق مختلفة من الجزیرة العربیة، أنها منحدرة من أصول مشترکة أو متقاربة، یؤید هذا ما فی اللهجات واللغات العامیة العمانیة المعاصرة من الظواهر والصفات اللغویة القدیمة التی کانت فی اللهجات والنوعیات اللغویة العربیة القدیمة، کالوهم والوتم والعجعجة والفحفحة والاستنطاء والکشکشة  والتسهیل والقلب  (50).    

 

توصیات:

-           ینبغی النظر إلى اللهجات بوصفها نوعیات لغویة عمانیة عامیة تصلح أن تبقى - کما هی - لغات خطاب عادی من غیر إخراجها عن وضعها الطبیعی الذی ظلت علیه عشرات العقود ومئات السنین لا تستعمل فی الکتابة ولا الخطابة الرسمیة ولا الأدب المشترک.   
- لاینبغی جعلها نقیضًا للفصحى أو بدیًلا عنها؛ لأنها لاتصلح لذلک ، ولاتقدر علیه بحکم طبیعتها وحجم معجمها ونوع محتویات وفقر أسالیبها مقارنة بما فی الفصحى من سعة وثراء ومرونة ودقة فی الألفاظ والأسالیب .ومن ناحیة أخرى فالفصحى لغة مشترکة جامعة ارتبطت بکل ماهو نافع وجمیل فی حیاتنا مثل الدین والعلم والأدب والفکر.

-         هذه النوعیات اللغویة تمثل الوضع اللغوی الموجود فی عمان وتظهر ثراء وعراقة البیئة اللغویة العمانیة بهذا المخزون ؛لأنها نوعیات لغویة عمانیة  منسجمة  مع المجتمع العمانی والأرض العمانیة ماضیًا وحاضرًا ولیست نوعیات غریبة أو دخیلة.

-         لاینبغی المبالغة بالاهتمام بهذه النوعیات ورفعها عما هی علیه من کونها نوعیات لغویة لاتحمل مزایا فریدة ولا خصائص تجعلها جدیرة بأن یتعصب لها على حساب العربیة المشترکة أو أخواتها من النوعیات اللغویة العمانیة،التی تجمعها بها سمات لغویة عدیدة.

-         لاینبغی القیام بدراستها لأهداف غیر علمیة أو السعی لإبراز أفضلة بعضها على بعض لتعارض ذلک مع الموضوعیة والمنهجیة العلمیة ولانعدام الفائدة من وراء ذلک، وإنما المطلوب دراستها دراسة علمیة موضوعیة لذات الدراسة بغیة الحصول على معرفة علمیة عنها والتعریف بها وبخصائص کل منها.

الهوامش

   ینظر:  السیوطی، جلال الدین، الإتقان فی علوم القرآن، ج3، تحقیق: مرکز الدراسات القرآنیة وزارة الشؤون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودیة، مجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشریف، المدینة المنورة، الصفحات: 904 906 908 927.
   صدر هذا الکتاب عام 1990م فی مسقط ، وتضمن عشرات الکلمات العامیة التی تنفرد بها اللهجات العمانیة کما یعتقد المؤلف.
   صدر هذا الکتاب 2004 من دار إحیاء التراث العربی ببیروت وتناول فیه الباحث مایراه فصیحًا من ألفاظ الدارجة  العمانیة.
   قدّم د. خالد بن عبد الله العبری رسالته فی الماجستیر عن الظواهر الصوتیة فی لهجة الحمراء  2002، وکانت أطروحة د.عائشة بنت حمد الدرمکیة للماجستیر عن التطور الدلالی لألفاظ حیاة الإنسان فی لهجة قریات 2005، ثم قدّم د. خالد العبری  رسالته للدکتوراة عن الظواهر الصوتیة والصرفیة فی  لهجة الحمراء أیضًا2011، و تناولت منى الصالحیة فی أطروحتها للماجستیر خصائص لهجة الحوقین الصوتیة والصرفیة فی ضوء العربیة الفصیحة 2015م، وقام عبد الحلیم حامد بمشارکة د. عبد الله السقاف ود. محمد المعشنی  بدراسة لهجة نزوى من الناحیة الصوتیة  2008م، ونشر زاهر الداودی بحثًا عن ثبات الدلالة اللغویة وتغیرها فی المجتمع العمانی 2017. وقام الباحث الغربی رینهارت Reinhardt بدراسة عن لهجة عمان من الناحیة المعجمیة، وتناول  المستشرق تیم جونتسون Johnstone, T.M  اللهجات العمانیة  وتطرق إلى سماتها وخصائصها  فی کتابه عن لهجات شرقی الجزیرة العربیة الذی ترجمه أحمد محمد الضبیب عام 1983، وقام محمد المعشنی بدراسة  عن لهجة صلالة عام 2014، ونشر خالد صواخرون کتیبًا عن لهجة ساحل ظفارعام 2010، وقام باحث ألمانی اسمه Rhodokanakis بدراسة عن لهجة ظفار نشرت عام 1911، وقد اهتم باللهجات العمانیة کتاب غربیون مثل: روجر وبستر Roger Webster و کلایف هولز Clive Holes وروبرت راتکلیف Robert Ractliffe  وجیاکرJayakar.
   نشر باحثون غربیون عددًا من الدراسات والمقالات منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر عن النوعیات اللغویة العربیة الجنوبیة  فی عمان، من هؤلاء:  قنصل فرنسا بجدة (Frensel) الذی کتب  عدة رسائل عن الشحریة  نشرها 1838،و بِتنر(Bittner) الذی له  رسائل عن هذه النوعیات اللغویة العربیة الجنوبیة طبعت بفینا 1909، وبرترام طومس (Thomas Bertram) 1937، وماثیو سی دی  (  Matthew ,C.D) 1937، وتیم جونستون  Johnstone,T.M) ) الذی رکز معظم اهتمامه على دراسة هذه النوعیات اللغویة العربیة الجنوبیة ونشر عنها عددًا من المقالات والأبحاث، أولها مقال  نشره 1970م عن أداة التعریف (A (definite Article  فی الشحریة، ومقال عن صیغ التصغیر فیها 1973، و مقال عن التضعیف، ثم أصدر  معجمًا عن الشحریة عام 1981، وصدر معجم مماثل عن المهریة باسمه بعد وفاته. و نشر باحث یابانی اسمه ناکانو(Nakano,A) دراسة مقارنة لمفردات اللغات العربیة الجنوبیةالمعاصرة 1986. و کتب (Hayward,K.M) بالاشتراک مع سالم بخیت تبوک مقالاً عن حروف العلة فی أفعال الشحریة 1988. وفی عام 1998 قدمت  الباحثة  HOFSTED, ANTJE)) رسالة دکتوراه فی جامعة مانشستر (university of Manchester) عن نظام الجملة فی الشحریة. وقدم باحثون وکتاب عمانیون  دراسات عن هذه النوعیات اللغویة العربیة الجنوبیة ،ومن هؤلاء علی بن محسن بن حفیظ فی کتابه من لهجات مهرة وآدابها 1989،ومحمد المعشنی فی کتابه لسان ظفار الحمیری المعاصر دراسة معجمیة مقارنة 2003،وعادل مریخ فی کتابه العربیة القدیمة ولهجاتها 2000، وکتابه الآخر العربیة عبر الزمن 2007، وسالم الشحری فی أطروحته للماجستیر عن الشحریة وعلاقتها بالعربیة لافصحى 2007، وعامر بلحاف فی کتابه المهریة بین عربیتین 2016، وعامر العدلی الکثیری فی أطروحته للماجستیر عن أصوات الشحریة 2013.
   أشکر زمیلی  د. زاهر الداودی الذی راجعت معه نتائج هذه الاستبانات للتأکد من النطق والدلالت الصحیحة  لبعض الکلمات.7.
   ینظر :المعشنی، محمد، الظاهرة اللغویة فی المجتمع العمانی المعاصر، مجلة کلیة الآداب والعلوم الاجتماعیة، جامعة السلطان قابوس، مسقط، ع 9، 2015م، ص98.
   ینظر: المعشنی، محمد، دراسات لغویة، الازدواج اللغوی فی العربیة وآثاره، مجلة کلیة دار العلوم، القاهرة، عدد32، إصدار خاص، 2004م، ص656.
   ینظر: فرجسون، تشارلز، اللغة العربیة العامیة المشترکة، ترجمة: حمزة المزینی، کتاب دراسات فی تاریخ اللغة العربیة، دار کنوز المعرفة للنشر والتوزیع، عمَّان، 2013، ص ص 10 95
   ینظر: فریمان، أندرو، طبیعة اللغة العربیة القدیمة وتغیرها إلى العربیة الوسیطة ومن ثم إلى العربیة المعاصرة، دراسات فی تاریخ العربیة،ترجمة: حمزة المزینی، دارکنوز المعرفة للنشر والتوزیع، عمَّان، 2013، ص 321.
   الطبری، محمد بن جریر، جامع البیان عن تأویل آی القرآن، مج1، ص21، تحقیق: محمود شاکر، وأحمد شاکر، مکتبة ابن تیمیة، القاهرة.
   السابق، ص46.
   ینظر: الفهری، عبد القادر، اللغة والبیئة: أسئلة متراکمة، منشورات زاویة، الرباط،2007، ص29.  
   لکنْ متى ظهرت هذه اللغة أول مرة؟ وأین ظهرت؟ وکیف نشأت؟  ثم کیف تم التواضع علیها؟ ومن الذین قاموا بالتواضع علیها ؟ وفی أی مکان کانوا؟ ومتى انتشرت ودخلت إلى مناطق غیر المنطقة التی نشأت فیها ؟ ومن قام بإدخالها إلى عمان إذا کان منشأها فی نجد والحجاز أو مناطق وسط الجزیرة وشرقها؟
   ینظر: المعشنی، محمد، لسان ظفار الحمیری المعاصر، مرکز الدراسات العمانیة، جامعة السلطان قابوس، 2003، ص44. خصصت مبحثاً خاصًا  تناولت فیه ماجاء فی المصادر من کلام صریح وإشارات عن تنوع  لغات العرب وألسنتهم.
   السابق، ص13.
   نظر: مبحث اللغة الهجین فی عمان فی الصفحات الآتیة من هذا البحث.
   ینظر: لیونز، جون تشومسکی، النادی الأدبی، ترجمة: محمد زیاد کبة، الریاض، 1987، ص ص30 31.
   ینظر: مدکور، علی، المعجم الوسیط، مجمع اللغة العربیة، القاهرة،  مادة (ل هـ ج).
   ینظر: أنیس، إبراهیم، فی اللهجات العربیة، دار الإنجلو، القاهرة، 2003، ص15، والسامرائی، أحمد، اللهجات العربیة والثراء اللغوی، دار دجلة، عماَّن، 2014، ص16-20. وقد لفت د. أحمد السامرائی إلى أن اللغة عند القدامى تختلف عن اللهجة، وهی أعم من اللهجة؛ لأن اللغة تطلق على الجید والردیء بخلاف اللهجة التی لاتطلق إلا على الفصیح؛ لذا فلا ترادف بین الکلمتین، ص 18.
   ینظر:  دیکرو، أوزوالد، وجان ماری سشایفر، القاموس الموسوعی الجدید لعلوم اللسان، ترجمة: منذر عیاشی، المرکز الثقافی العربی الدار البیضاء،2007م، ص128.   
   ینظر: Richards, et al. Longman Dictionary of Applied Linguistics. UK: Longman. ,1987:80
   ینظر: المعجم الوسیط مادة (ل ک ن).
   ینظر: ,1:1987 Longman Dictionary of Applied Linguistics
   تنظر:  مادة( د رج ) فی المعجم الوسیط. 
   ینظر:  ,1987:242 Longman Dictionary of Applied Linguistics
   ینظر: 47  ,1987: Ibid.p
   ینظر:  القاموس الموسوعی الجدید لعلوم اللسان ، ص128.    
   ینظر: المعشنی، محمد، دراسة فی الخصائص الصوتیة والصرفیة والترکیبیة للغة الهجین فی عمان،م جلة العلوم الإنسانیة، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا،  2016، مج1، ص ص 260-276.
   ینظر: المعشنی، محمد، دراسة فی أسالیب التعبیر للغة الهجین فی عمان، مجلة کلیة الآداب بالوادی الجدید، جامعة أسیوط، مصر، ع4، یولیو، 2016، ص ص 145-192.
   ینظر: أبوزید، اللغة فی الثقافة والمجتمع، دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، 2006، ص179.
   ینظر: هدسون، د. علم اللغة الاجتماعی،ترجمة محمود عیاد، عالم الکتب، القاهرة، 2002، ص 119.
     السابق، ص ص58 59.  
   السابق، ص62.
   لیس فی عمان لغة تمثل هویتها وتعبر عن ثقافتها  إلا لغة واحدة، وهی العربیة المشترکة الفصحى واللهجات واللغات العامیة العمانیة نوعیات لغویة عمانیة تمثل جوانب من هویة عمان العربیة الغنیة الزاخرة بالتنوع والثراء. وهذه اللهجات واللغات العامیة  العمانیة لاتنطبق علیها شروط اللغة التی تتبناها هذه الدراسة على الرغم من صعوبة التفاهم بین متحدثیها أنفسهم فی عدة حالات نظرًا لقدم بعضها أوصعوبة التفاهم  بین متحدثیها ومتحدثی لهجات ولغات عامیة عربیة من خارج عمان. أما اللغات التی یتحدث بها بعض العمانیین مثل السواحلیة والبلوشیة ولغات هندیة محلیة  کالکوجراتیة، فإنها لغات مختلفة مرتبطة بحضارات وشعوب أخرى ، ولامسوغ  لنعتها بالعمانیة ولا للترکیز علیها وکأنها من مسؤولیتنا الوطنیة وتمثل أولویة ثقافیة وعلمیة لنا.  وهذا لایتعارض مع کون  متحدثیها فی الوطن عمانیین سواء أهاجروا إلى هذه البلدان ثم عادوا أم قدموا وتدیروا هذا الوطن وصاروا جزءً من نسیجه الاجتماعی. أما الکمزاریة فهی  لغة منسوبة إلى جزیرة  فی مسندم بخلیج عمان تسمى کمزار وهی عمانیة أرضًا وسکانًا؛ على الرغم من ارتباط  لسان أهلها بالفارسیة  لقربها الجغرافی من بلاد فارس ولقوة العلاقات التجاریة والتأثیرات الثقافیة الفارسیة.
   هناک حاجة  إلى قرار سیاسی وطنی عمانی للتعامل مع هذه النوعیات على أنها نوعیات لغویة عمانیة  سواء اللهجات واللغات العامیة المتأثرة کثیرًا بالفصحى  أو النوعیات اللغویة الموجودة فی ظفار والوسطى المرتبطة بالعربیة الجنوبیة، فهی کلها نوعیات لغویة قدیمة  ولیست لغات. والدلیل على هذا أن من یعرف واحدة  من النوعیات الجنوبیة - التی تظهر أکثر تباینًا عن غیرها لمن لایعرفونها بحکم قدمها - یمکنه فهم النوعیات المحیطة والتواصل بها  سواء کانت من اللهجات واللغات العامیة المعروفة أو من النوعیات الجنوبیة الأکثر قربًا وشبهًا ببعضها. إن المواقف الرسمیة التی تملیها مصالح  وطنیة للدول هی التی تجعل هذه النوعیة لغة وتلک لهجة؛ لأنه لاتوجد معاییر  علمیة تحسم هذا الأمر.
   ینظر: تشومسکی، نعوم، اللغة والمسؤولیة، ترجمة: د.حسام البهنساوی، مکتبة زهراء الشرق، القاهرة، 2005، ص ص358 359.
   ینظر: اللغة فی الثقافة والمجتمع، ص180.
   ینظر: علم اللغة الاجتماعی، ص ص65 66.
   السابق، ص225.
   السابق، ص69.   
   السابق، ص ص71 72.
   ینظر: بشر،کمال، علم اللغة الاجتماعی، دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، 1997، ص 205.     
   ینظر: المعشنی، محمد، القاف بین القدامى والمعاصرین دراسة صوتیة مقارنة، مجلة الدراسات اللغویة، مرکز الملک فیصل  للبحوث والدراسات الإسلامیة، مج8، ع4، أکتوبر-دیسمبر 2006، ص ص35 89.
   السابق، ص72.      
   ینظر: دراسات لغویة، ص ص115 116.
   السابق، ص113.
   ذ=ḏ   .ث= ɵ    .ط= ṭ    .ص=ṣ     .ش= š     .ج معطسة = j     .خ = x   .القاف الجیم =g    .ع=ˁ    .الهمزة=ɂ     .غ= ġ      .ح=ħ    ظ= ẓ.    ی=y .    و=w      .ز=z .ś=الشین الجانبیة.کسرة قصیرة مرققة=i.ککسرة کلمة سِر، کسرة  قصیر مفخمة=e .ککسرة کلمة صِف، فتحة قصیرة مرققة=a .کفتحة کلمة سَبَر، فتحة  قصیرة مفخمة=ɑ،کفتحة کلمة صَبْر، فتحة ممالة إلى کسرة: æ کفتحة مجریها، ضمة قصیرة مرققة =u،کضمة کلمة سُم .ضمة قصیرة مفخمة=o  کضمة کلمة صُم. وإذا وضعت نقطتان عمودیتان أمام الصائت فتلک إشارة إلى أنه صائت طویل.فالرمز التالیi: )   ) کسرة طویلة مرققة. ورمز الصائت البدیل عن الکاف فی رُتْسبَه=رکبة هو: .ts  والبدیل عن الکاف فی تْشَلْب= کلب هو: tš. الضاد الجانبیة= ḓ.   جمعت هذه الوحدات اللغویة  من أعمال طلابی ومن اتصالات شخصیة  ببعض الزملاء والمعارف داخل الجامعة وخارجها.     
   أعددت استبانة بهذه الوحدات اللغویة المخلتفة، ووزعتها على أفراد من 46 بلدة وقریة عمانیة من الولایات التالیة: إبرا، ینقل، بهلاء، السویق، المضیبی، العامرات، شناص، ضنک، بنی بوعلی، بنی بوحسن، الکامل والوافی، بدیة، لوى، إزکی، بوشر، طاقة، مرباط، سدح، صلالة، ثمریت، شلیم والحلانیات، ضلکوت، رخیوت، أدم، دماء والطائین، عبری، المصنعة، بدبد، سمائل، نزوى، القابل، البریمی، نخل، صحم، قریات، خصب. وفی مرات عدیدة وزعت الاستبانة فی منطقتین أو ثلاث مناطق من بعض الولایات.
   انظر: عبد التواب، رمضان، فصول فی فقه اللغة العربیة، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1999م، ص ص120 154. فقد شرح هذه السمات وقدّم أمثلة لها.
 

 

  • ابن فارس، أحمد، الصاحبی فی فقه اللغة وسنن العرب فی کلامها، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1997م.
  • علی، جواد، المفصل فی تاریخ العرب، بغداد- بیروت، مج8، 1992م.
  • أبوزید، محمود، اللغة فی الثقافة والمجتمع، دار غریب للطباعة والنشر، القاهرة، 2007م.
  • أنیس، إبراهیم، فی اللهجات العربیة، مکتبة الأنجلو، القاهرة، 2003م.
  • بشر،کمال، علم اللغة الاجتماعی، دار غریب للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة،1997م.
  • تشومسکی، نعوم، آفاق جدیدة فی دراسة اللغة والعقل،ترجمة عدنان حسن،دار الحوار للنشر والتوزیع، اللاذقیة، 2009م.
  • تشومسکی، نعوم، اللغة والمسؤلیة، ترجمة: د.حسام البهنساوی، مکتبة زهراء الشرق القاهرة، 2005م.       
  • تشومسکی، نعوم، اللغة والمسؤولیة، ترجمة: د.حسام البهنساوی،مکتبة زهراء الشرق القاهرة، 2005م.
  • دیکرو، أوزالد، وسشایفر،جان ماری،،القاموس الموسوعی الجدید لعلوم اللسان، ترجمة: منذر عیاشی، المرکز الثقافی العربی، الدار البیضاء-بیروت، 2007م.
  • رابیین، شییم، اللهجات العربیة الغربیة القدیمة، ترجمة: عبد الرحمن أیوب، جامعة الکویت، 1986م.
  • السامرائی، أحمد، اللهجات العربیة والثراء اللغوی، دار دجلة، عمَّان، 2014م.
  • السیوطی، جلال الدین، الإتقان فی علوم القرآن، ج3، تحقیق: مرکز الدراسات القرآنیة، وزارة الشؤون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودیة، مجمع الملک فهد لطباعة المصحف الشریف، المدینة المنورة، 1426هـ.
  • السیوطی، جلال الدین، المزهر فی علوم اللغة، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم وآخرون، المکتبة العصریة، صیدا- بیروت، ج1، 1992م.
  • عبد التواب، رمضان، آفاق جدیدة فی دراسة اللغة والعقل،ترجمة: عدنان حسن، دار الحوار للنشر والتوزیع، اللاذقیة، 2009م.
  • عبد التواب، رمضان، فصول فی فقه اللغة العربیة، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1999م.
  • فرجسون، تشارلز، اللغة العربیة العامیة المشترکة،ترجمة: حمزة المزینی، کتاب دراسات فی تاریخ اللغة العربیة، دار کنوز المعرفة للنشر والتوزیع، عمَّان، 2013، ص ص95 125.
  • فریمان، أندرو، طبیعة اللغة العربیة القدیمة وتغیرها إلى العربیة الوسیطة ومن ثم إلى العربیة المعاصرة، ترجمة: حمزة المزینی، دار کنوز المعرفة للنشر والتوزیع، عمَّان، 2013.
  • لیونز،جون، تشومسکی، النادی الأدبی، ترجمة: محمد زیاد کبّة، الریاض، 1987م.
  • المعشنی، محمد، لسان ظفار الحمیری المعاصر، مرکز الدراسات العمانیة، جامعة السلطان قابوس، مسقط، 2003م.
  • هدسون، د،  علم اللغة الاجتماعی، ترجمة: محمود عیاد، عالم الکتب، القاهرة، 2002م. 

 

الدوریات:

 

  • المعشنی، محمد، الازدواج اللغوی فی العربیة وآثاره، مجلة کلیة دار العلوم، ع32، إصدار خاص، 2004م.
  • المعشنی، محمد، القاف بین القدامى والمعاصرین؛ دراسة صوتیة مقارنة، مجلة الدراسات اللغویة، مرکز الملک فیصل للبحوث والدراسات الإسلامیة، مج8، ع4، أکتوبر- دیسمبر 2006م.   
  • المعشنی، محمد، الظاهرة اللغویة فی المجتمع العمانی المعاصر؛ قراءة لسانیة اجتماعیة، مجلة الآداب والعلوم والاجتماعیة، جامعة السلطان قابوس، دیسمبر،ع9، 2015م.
  • النجار، عبد الحلیم، فی اللهجات العربیة وأصول اختلافها، مجلة الآداب، جامعة القاهرة، مج15، ج1، 1953م.