تحقیق لبعض أجوبة الإمام الخلیلي المحفوظة ضمن وثائق مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدي: مخطوط «صدقة السائل» نموذجا.

الباحث المراسلإدریس بن بابا باحامد القراری طالب دكتواره، إمام وخطيب

Date Of Publication :2022-11-09
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

 

البحث فی تاریخ الأمجاد الذین کانت لهم بصمة واضحة فی تاریخ الأمَّة الإسلامیَّة من رکائز إعلاء البناء الحضاریِّ المتنوِّع لدى الأمم والأفراد؛ لذا اختار الباحث تحقیق بعض أجوبة الإمام الخلیلی المحفوظة ضمن وثائق مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی وتحدیدا تلک الواردة فی مخطوط (صدقة السائل). والدافع إلى الکشف عن هذه الشخصیَّة العالمیَّة وما تمیَّزت به فی جانب الأجوبة الفقهیَّة؛ هو أنَّ الأئمَّة کانوا علماء فی الغالب الأعمِّ، وهذا الشرط یعدُّ من بین الشروط المهمَّة فی اختیار الإمام. إضافة إلى ذلک، جعل اهتمام الباحث بالتاریخ العُمانی یعنى بإبراز اهتمامات هذه الشخصیَّة العُمانیَّة العاملة، وما تمیَّزت به فی جانب الفقه الإسلامیِّ؛ لذا فإنَّ أهمِّـیَّة البحث فی نظر الباحث تکمن فی بیان مدى اهتمام هذا الإمام بالناحیة العلمیَّة إضافة إلى اهتمامه بالناحیة السیاسیَّة. ثم یأتی الاهتمام  بکشف الغطاء عن بعض الأجوبة الفقهیَّة التی باتت حبیسة المکتبات، کمکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی، والمخطوطات، کمخطوط صدقة السائل الذی جمعه الشیخ عیسى بن سالم بن فریش الشامسی.

وحسب اطِّلاع الباحث فإنَّ موضوع هذا  البحث لم یتطرَّق إلیه أحد من قبل، وإن کانت هنالک محاولات مهمَّة جدًّا فی جمع تراث الشیخ الإمام کما هو الحال فی کتاب: «فتح الجلیل فی أجوبة الإمام أبی خلیل»، وهو کتاب مهمٌّ فی بابه. وفقد وقف الباحث على عدد مهمًّ من فتاوى الإمام الخلیلی فی  کتاب « الفتح الجلیل»، ذلک أنَّ الجامع للکتاب جمع ما تمکَّن منه وما وصل إلى یدیه، وإلاَّ فإنَّ أجوبة الإمام تحتاج إلى جهد ووقت کبیرین لحصرها. فتعرض هذه الورقة ما تحویه مکتبة السیِّد من دراسات ووثائق خاصَّة بالإمام، وما جاء فی مخطوط صدقة السائل من أجوبة فقهیَّة .

مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی ودورها العلمی والثقافی:

تأسیس المکتبة:

لمکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد تاریخ عریق، سواء عند التأسیس أم بعده، وکانت بدایات تأسیسها فی السبعینیَّات من القرن الماضی، حیث کان معالی السیِّد یجمع الکتب والمخطوطات فی غرفة صغیرة، وهذه الغرفة کانت فی محلِّ المکتبة حالیًّا، إذ کان شغوفا بالعلم وأهله، ممَّا جعله یجمع فنون العلم، من مخطوطات ومطبوعات وغیرها. وقد تفضَّل الله سبحانه وتعالى على معالیه بأن وفَّقه لبناء المبنى الجدید للمکتبة وهو ما علیه المکتبة الآن. وللمکان خصوصیَّة رائعة من حیث الشکل الهندسیُّ الجذاب، فهی ذات شکل دائریٍّ، یتمیَّز بفنٍّ مِعْماریٍّ عُمانِیٍّ رائع، إضافة إلى ما تحویه من وسائل عصریَّة تفید الباحثین وروَّاد المکتبة من طلبة وغیرهم. وکان معالی السیِّد محمَّد بن أحمد یعدُّ المکتبة - لشدَّة تعلُّقه بها – منسکا من مناسکه الیومیَّة، فکان یقول: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فی المکتبة. وکان اهتمام معالی السیِّد بجمع مخطوطات المکتبة لعدَّة أسباب، منها:

- تأثُّره بضیاع مکتبة الشیخ خلف بن سنان، والتی تحوی سبعة آلاف (7000) مخطوطة أو تزید.

- اهتمامه بالعلم والمعرفة قبل کلِّ شیء، ما جعله یسعى لجمع المخطوطات بشتَّى الطرق والوسائل، مهما صعبت المسالک إلیه، وعزَّت المقاصد.

- المخطوط یمثِّل عصرًا من العصور وجیلاً من الأجیال، ینبغی الاهتمام به لیصل الماضی بالحاضر، والحاضر بالمستقبل؛ فهو ذاکرة الشعوب والأمم، وهو هوِّیـَّة المجتمع؛ ففی المخطوط یوجد الجانب الأدبیَّ والتاریخیَّ والحضاریَّ لکلِّ شعب من الشعوب ولکلِّ أمَّة من الأمم.

- عشقه الشدید للاطلاع على ما ورد من علم فی بطون تلک المخطوطات.

- یُعدُّ المخطوط کنزًا من کنوز التاریخ لا ینبغی تضییعه، ففیه حیاة الأمم.

- المخطوط جهد إنسانیٌّ بذل فیه مؤلِّفه مجهودًا معتبرًا کیف لا نهتمُّ به؟!.

- المخطوط مصدر مهمٌّ من مصادر المعلومات التی یرجع إلیها الباحثون والمحقِّقون والمنقِّبون، ما جعل معالی السیِّد یحافظ علیه لیصل إلى کلِّ هذه الشرائح وغیرها؛ للاستزادة والتنقیح والتحلیل والبحث والاستخراج.

عدد المخطوطات فی المکتبة:

تضمُّ المکتبة عددًا کبیرًا جدًّا من المخطوطات یقدَّر بأربعة آلاف وخمسمائة (4500) مخطوط أو تزید إذا أمعنَّا التدقیق فیها، إضافة إلى المجامیع التی تجمع مخطوطات متعدِّدة بین طیَّات مجلَّد واحد. وبهذا تعدُّ المکتبة معلما مهمًّا من معالم المخطوطات فی الوطن العُمانیِّ والعربیِّ، فهی تضاهی الکثیر من المکتبات العالمیَّة التی تحوی کنوزًا مهمَّة من هذا التراث الإنسانیِّ. وتتنوَّع موضوعات تلک المخطوطات بین الفقه، واللغة، والکیمیاء، والطبِّ، والأسرار، وغیر ذلک من مختلف أنواع العلوم الإسلامیَّة والإنسانیَّة. وتوجد کذلک مخطوطات بغیر اللغة العربیَّة؛ فقد اطَّلعت على بعض المخطوطات مکتوبة باللغة الترکیَّة، وأخرى بالفارسیَّة، وأخرى بالسواحلیَّة. وهذا یدلُّ على سعة أفق معالی السیِّد، إذ لم یکن مرکِّزًا على جانب معیَّن، بل کان هدفه جمع المخطوط کیف وأیًّا کان؛ إیمانا منه بأنَّ فائدته للأجیال المتعاقبة لا محالة ستکون مهمَّة. وقد تولَّى معالی السیِّد –رحمه الله – تصنیفها وفهرستها، وسلک فی ذلک مسلکا واضحا بالترتیب الألفبائی لعناوین المخطوطات. وقام بالتعلیق على بعض منها، وهذا ما یبدو جلیًّا فی بعض المخطوطات التی تحتاج إلى ذلک.

إصدارات المکتبة:

تولَّى السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی – رحمه الله - مسؤولیَّة نشر بعض المخطوطات المهمَّة التی تحویها المکتبة، وذلک بتکلیف الباحثین من داخل السلطنة وخارجها مهمة تحقیق تلک المخطوطات وإخراجها، ثم تتولى المکتبة طباعتها ونشرها. ویتمُّ دعم الفریق المشارک فی تحقیق المخطوطات ونشرها مادِّیـًّا ومعنویًّا؛ حتَّى یرى المخطوط النور، ویصل إلى ید القارئ والمطلع. ومن المخطوطات المحقَّقة والکتب المطبوعة:

زاد المسافر فی الرد على من جاء یناظر، تألیف الشیخ: سلیمان بن بلعرب بن محمَّد بن بلعرب بن أبی القاسم البوسعیدی.

التفسیر المیسَّر للقرآن الکریم، للعلاَّمة الشیخ: سعید بن أحمد الکندی، تحقیق: مصطفى بن محمَّد شریفی، ومحمَّد بن موسى باباعمِّی. نشر: مکتب المستشار الخاصِّ لجلالة السلطان للشؤون الدینیَّة والتاریخیَّة، ط 2، 1425هـ/ 2004م.

قلائد الجمان فی أسماء بعض شعراء عُمان، تألیف الشیخ: حمد بن سیف بن محمَّد البوسعیدی، د. ط، د. ن، د. م. ن، 1413هـ/ 1993م.

عسجدة المسکین، شرح القصیدة السلیمانیَّة للشیخ أحمد بن مانع بن سلیمان العقری النزوی، الشارح: سعید بن خلفان بن أحمد الخلیلی، نشر: مکتب مستشار صاحب الجلالة للشؤون الدینیَّة والتاریخیَّة. ط1، 1423هـ/ 2003م.

إیقاظ الوسنان فی شعر وترجمة الشیخ خلف بن سنان، سیف بن حمود بن حامد البطاشی، ط1، د. ن، د. م. ن، 1415هـ/ 1995م.

البرکة فی شرح القصیدة النحویَّة المشترکة، نظم: محمَّد بن حمد بن سالم الزاملی، وسیف بن محمَّد الخروصی، شرح: سیف بن محمَّد بن سلیمان بن سیف الفارسی، ط1، د. ن، د. م. ن، 1420هـ/1999م.

کتاب العین، للعلاَّمة الخلیل بن أحمد الفراهیدی الأزدی، تحقیق: هادی حسن حمُّودی، د. ط، د. ن، د. م. ن، د. ت.

أسرار الحروف وأسماء الله الحسنى، تألیف: الشیخ مهنَّا بن خلفان بن عثمان الخروصی، ط 2، مکتب مستشار صاحب الجلالة للشؤون الدینیَّة والتاریخیَّة، 1431هـ/ 2010م.

کشف الأسرار المصونة فی إخراج الضمائر المخزونة.

النوامیس الرحمانیَّة فی تسهیل الطریق إلى العلوم النورانیَّة، للعلاَّمة المحقِّق الشیخ: سعید بن خلفان بن أحمد الخلیلی، ط 2، مکتب مستشار صاحب الجلالة للشؤون الدینیَّة والتاریخیَّة، 1426هـ/ 2006م.

القرآن الکریم بالقراءات السبع، طبع على نفقة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعید. دون بیانات النشر.

ولم یقتصر دورُ المکتبةِ على تحقیق المخطوطات وإبرازِها إلى الوجود فحسب، بل کان معالی السیِّد یکلِّفُ بعض العلماء والأساتذة المتمکِّنین فی علم من العلوم بالکتابة فی موضوع محدَّدٍ ومعیَّن، ویتمُّ دعمهم مادِّیـًّا ومعنویًّا، وتُسخَّر لهم الوسائل والمراجع فی سبیل تحقیق ذلک العمل، وإنجازه على أکمل وجه.

محتوى المکتبة من الکتب المطبوعة:

لم یألُ السیِّد جهدًا فی جمع کمٍّ هائل جدًّا من الکتب المطبوعة فی شتَّى المیادین والعلوم، من طرق مختلفة، وعلى رأسها الشراء من المعارض وغیرها، وبعض الإهداءات من مؤلِّفیها. ویصل عدد الکتب المطبوعة إلى 7594 کتابا دون المجلاَّت الثقافیَّة المتنوِّعة، ما یُشَکِّلُ رصیدا مهمًّا جدًّا من العلوم والمعارف، وبهذا تکون المکتبة من بین المکتبات العُمانیَّة المتمیِّزة فی هذا المجال؛ نظرا لما تحویه من عناوین نادرة، وموضوعات مهمَّة، لاسیما فی جانب التاریخ العُمانیِّ والحضارة والأنساب.

زوَّار المکتبة وروَّادها:

یختلف روَّاد هذه المکتبة وزوَّارها بین طالب علم، وأستاذ جامعی، وشیخ علم جلیل، من داخل السلطنة وخارجها. ویتردد الکثیر من طلاَّب المعاهد والجامعات العُمانیَّة والدولیَّة على المکتبة بُغیة الاستزادة من العلم فی إطار تخصُّصاتهم المختلفة. وبعض هؤلاء الطلبة فی مرحلة تحضیر لرسالة ماجستیر أو دکتوراه، أو طلبة راغبین فی تحقیق مخطوط استکمالا لمرحلة من مراحل الدراسات العلیا، فلا یکلِّفهم الأمر سوى مخاطبة رسمیَّة من جهتهم العلمیَّة، ولا تدَّخرُ المکتبة جهدا فی سبیل توفیر ما تراه مناسبا وفق طلب صاحب الرِّسالة. وزار المکتبةَ شخصیاتٌ مهمَّةٌ من داخل السلطنة وخارجها. ومن أبرز الزیارات التی لن ینساها التاریخ، هی زیارة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعید المعظَّم -حفظه الله ورعاه- للمکتبة، بتاریخ: 9 صفر 1418هـ، الموافق 14 یونیو 1997م. وقد تفضَّل جلالته بإهداء مجسَّم لبیت الله الحرام هدیَّة منه للمکتبة، وإهداء مخطوطة مهمَّة للمکتبة، وقد تشرَّفت المکتبة بأن ضمَّت هذه الهدایا إلى المتحف الذی تحویه المکتبة. وبالمکتبة سجلٌّ ضخم یحوی تعلیقات الزُّوَّار والباحثین، ما یزید الباحث تعلُّقا بهذا الصرح العلمیِّ والثقافیِّ([1]).

حضور تراث الإمام الخلیلی فی مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی:

المخطوطات:

- مخطوط بعنوان: نبذة عن سیرة الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی: تألیف: سیف بن سالم بن سیف بن سعید اللمکی، خزانة حرف النون، برقم: (1611)، فیه 38 ورقة، غیر مرقم، بخط مشرقیٍّ واضح مقروء، ناسخه: سلیمان بن ناصر الخروصی، سنة 1412هـ، مسطرته: 21. 5 × 17. 5 سم، 19 سطرا. لون الحبر: أسود وأحمر، الورق: أصفر داکن، وأبیض مائل للصفرة. یحوی مع النبذة سیرة الشیخ أبی زید محمَّد بن عبد الله الریامی، وسیرة الشیخ راشد بن سیف بن سعید اللمکی الرستاقی، وسیرة سالم بن سیف بن سعید اللمکی.

- الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی ومنهجه الفقهی، نسخة من بحث تخرُّج أعدَّه الباحث محمَّد بن أحمد بن حمد الخلیلی، لاستکمال مرحلة البکالوریوس بمعهد العلوم الشَّرعیَّة، سنة 1424هـ/ 2003م، وهو بحث مختصر إلاَّ أنَّه قیِّم. فی خزانة المصوَّرات برقم: (160).

- مجلَّد به کرَّاسة من التفسیر الکبیر ثمَّ أجوبة الشیخ الصبحی، فرسائل فجواب من الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی على مسألتین. رقم: (1767).

- مخطوط مسائل فقهیَّة متنوِّعة برقم: (28)، من جمع الشیخ عیسى ین سالم بن فریش الشامسی على غرار مخطوط صدقة السائل. وقیل: هذه المسائل المجموعة مِن جمع الشیخ سالم بن فریش الشامسی.

إضافة إلى بعض المنسوخات التی نسخها الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی ولیست من إنتاجه العلمی لذا لم أدرجها فی السرد.

الوثائق:

أ- ملفٌّ کامل بعنوان: الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی برقم: (46/3)، یشمل 75 وثیقة، فیها بعض الرسائل للسیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی - رحمه الله - والبقیَّةُ تمثِّلُ أجوبَةً ورسائِلَ تَخُصُّ الإِمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی مع بعض الجهات والأشخاص، ومن بین هذه الرسائل والأجوبة على سبیل المثال لا الحصر:

- من الإمام إلى سیف بن هلال المحروقی.

- من الإمام إلى حمید بن مسلم الندابی.

- من الإمام إلى ناصر وسعید ابنی سلیمان الخروصی.

- من عبد الله ابن الإمام سالم بن راشد إلى الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی.

- من عبد الله بن زهران إلى الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی.

- من الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی إلى سالم بن محمَّد بن علی.

- من الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی إلى سالم بن محمَّد بن علی.

- من الإمام إلى العلاَّمة عبد الله بن سعید الهاشمی.

- من الإمام إلى قنصل الدولة البریطانیَّة.

0- من الإمام إلى سالم بن محمَّد بن علی.

1- من الإمام إلى العلاَّمة عبد الله بن سعید الهاشمی.

2- مسائل فقهیَّة، للإمام الخلیلی.

3- مسألة فقهیَّة، للإمام الخلیلی.

4- من الإمام إلى سالم بن محمَّد بن علی.

5- من الإمام إلى عبد الله بن صالح وعبد الله بن علی.

6- من الإمام إلى زاهر وسیف بن محمَّد.

7- من الإمام إلى سالم بن سلیمان بن سالم.

8- من الإمام إلى الشیخین ماجد بن خمیس وإبراهیم بن سعید العبری.

9- من الإمام إلى حارث وعابد بن سعید بن صالح بن سیف.

0- من الإمام إلى محمَّد بن أحمد وسعید بن حمد وعبد الله بن سیف.

1- من الإمام إلى الشیخ ناصر بن سیف بن حمود.

2- تولیة حمد بن سیف بن محمَّد البوسعیدی على أهل وادی دما.

3- من الإمام إلى ناصر بن علی.

4- من الإمام إلى سعید بن سرحان بن مقزح.

5- من الإمام إلى زهران بن مبارک البوسعیدی.

6- من الإمام إلى عبد الله بن زهران البوسعیدی.

7- من الإمام إلى أهالی محرم، ومنه إلى سالم بن سلیمان بن سالم.

8- من الإمام إلى صالح بن حمد بن خمیس وعیسى بن سالم بن فریش.

وأغلب هذه الرسائل هی صور من الأصل إلاَّ ما ندر، وقد تعمَّدت ذکر البعض فقط تشجیعا للباحثین لزیارة المکتبة واستکشاف بقیَّة الوثائق التی یضمُّها هذا الملف.

ب- رسالة فی ملف رقم: (46/1)، بعنوان: رسائل متبادلة بین الأئمَّة والشیوخ، والرسالة من الإمام سالم إلى الإمام الخلیلی برقم: (56).

مخطوط صدقة السائل:

وصف المخطوط:

من الکنوز الثمینة، والنفائس التی تحویها مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی، مخطوط بعنوان: «صدقة السائل من کنز المسائل»، لمؤلفه أو جامِعِهِ الشیخ القاضِی: عیسى بن سالم بن فریش الشامسی، حیث صنِّف فی خزانة حرف الصاد، ویحمل رقم: (1637). والکتاب عبارة عن مسائل فقهیَّة وقضائیَّة جمعها الشیخ عیسى بن سالم عبر مزاولته لمهنة القضاء، إذ کان قاضیا متمکِّنا فی فنِّه کما عُرف عنه. یقع هذا المخطوط فی کرَّاستین کبیرتین، تحمل الأولى عدد (329 صفحة)، وتحمل الثانیة عدد (129 صفحة)، مقاس الصفحة: 20 × 17 سم. وقد کُتب المخطوط من أوَّله إلى آخره بالخطِّ المشرقیِّ الواضح، وباللون الأسود على العموم، إلاَّ أنَّ الشیخ کان یکتب السؤال بلون، والجواب بلون مخالف، وقد استعمل اللون الأحمر، والبنِّیَّ، والبنفسجیَّ أحیانا، لبیان رؤوس بعض المسائل، أو التعلیق علیها، أو لبیان محلِّ الخلاف من الفتوى أو المسألة القضائیَّة. وأحیانا أخرى یستعمل اللون الأخضر للإجابة عن مسألة کما هو الحال فی آخر مسألة أوردها فی الکرَّاسة الأولى من المخطوط. والجدیر بالذکر أنَّ المخطوط أصیب فی آخره بسائل أودى ببعض صفحاته، والمخطوط من نفائس مسائل القضاء، ما جعلنی أتولَّى تحقیقه، وقد أنهیته ولله الحمد والمنَّة.

إضافة إلى ما سبق، ینبغی التنبیه إلى أنَّ الشیخ عیسى بن سالم بن فریش -رحمه الله- جمع هذه المسائل من عدَّة مراجع ومشایخ ذاکرا أسماءهم عند السرد. وفی الکرَّاسة الثانیة من المخطوط نجد أنَّ الصفحات (1- 103) مقتبسة من کتاب إرشاد السائل فی أجوبة المسائل، والصفحات (105 - 124) هی عبارة عن قصیدة میمیَّة فی علم الدماء ومعرفة الأروش للشیخ خلفان بن جمیّل السیابی -رحمه الله-.

تبتدئ الکراسة الأولى للمخطوط بقول الشیخ عیسى بن سالم بن فریش: «الحمد لله المجیب للسائل، الفاتح للوسائل، المنعم بالفضائل. والصلاة والسَّلام على خیر مبعوث فی الأواخر والأوائل، الحاوی لکلِّ فضل وشرف طائل، سیِّدنا ونبیِّنا محمَّد وآله وصحبه والتابعین لهم بإحسان إلى الیوم الهائل. وبعد، فهذه مسائل منثورة، مع أجوبتها المسطورة، جمعتها مؤلَّفة من فتاوى علماء العصر ومَن قبلهم مِن علمائنا أهل البصر والنصر، رجاء بقائها، والانتفاع بشفائها، وأستعین الله تعالى على ذلک فإنَّه لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلیِّ العظیم...»([2]). وتنتهی الکرَّاسة الأولى من المخطوط بقوله: «... إذ الوکیل فی کلِّ ما ذکرت لا بدَّ له من موکِّل، ولیس له هو أن یأخذ شیئا لنفسه بنفسه، ممَّا جُعل بیده لیعمل فیه، فافهم. والله الموفِّق والهادی إلى سواء السبیل، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلیِّ العظیم. وصلَّى الله وسلَّم على سیِّدنا محمَّد وآله»([3]).

وتبتدئ الکرَّاسة الثانیة من المخطوط بـ: «ومن کتاب إرشاد السائل فی أجوبة المسائل: سئل الإمام: ما معنى القدرة الممکنة والقدرة المیسَّرة فی قول المتکلِّمین؟. الجواب: قال: القدرة الممکنة هی إمکان إتیان المأمور بما أمر به، کإیمان أبی جهل وأمثاله وهم المخذولون أهل المعاصی، فإنَّهم لو کانوا غیر قادرین لکانوا مجبورین على المعاصی، ومکلَّفین غیر المستطاع، ولیس الأمر کذلک. والقدرة المیسَّرة هی قدرة أصحاب الإیمان والطَّاعات، قال الله تعالى: ﴿فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْرَى﴾ [سورة اللیل: 7]. هذا ما ظهر لی والأمر کلُّه لله، والعلم عند الله». وتنتهی الکرَّاسة الثانیة من المخطوط بقوله: «أمَّا أُجْرَةُ الوصِیِّ فأحرى بها الْمُحَاصَصَةُ، وله الأجر العظیم، ویتَّجه الخلاف فیها. والأظهر أنَّها وصیَّة؛ لأنَّه یقول الموصی والکاتب علیه بأمره: وأَوْصَى لمن ینفِّذ وصیَّته من ماله بکذا؛ فهی وصیَّة تجب بعد الموت والإنفاذ. وقولک: هل ینفِّذها الوصیُّ بنفسه أو یدفعها لوکیل المسجد فإن دفعها الوصیُّ بنفسه فهو أحسن. وإن قال للوکیل: افعل فیها کذا عنِّی وکان الوکیل ثقة عنده فواسع للوصیِّ والله أعلم»([4]).

نُسخ المخطوط:

هذا المخطوط فی الواقع لا توجد منه إلاَّ نسخة واحدة، ولا أظنُّ أنَّ هنالک نسخة أخرى منه حسب علمی لعدَّة أمور منها:

- عملیَّة انتقال المخطوط إلى مکتبة السیِّد حیث أُخِذَتْ هَذِهِ الوثائق والمخطوطات المتبقِّیة من تراث الشیخ الشامسی إلى المکتبة بعد مضیِّ فترة على وفاته دون تحدید مدَّة زمنیَّة لذلک.

- لم أسمع أنَّ أحدا قام بنسخ هذه الأجوبة أو حقَّقَها.

- کما أنَّ اختفاء هذا المخطوط لمدَّة زمنیَّة قبل أن أجده فی مکتبة السیِّد تؤکِّد هذه المعلومة، وقد سألت بعض أبناء الشیخ وأحفاده ومعارفه عن هذا المخطوط، فقال لی البعض([5]): یقال إنَّه فی مکتبة السیِّد، فشاء المولى U أن أعثر علیه وأهتمَّ بتحقیقه، فللَّه الحمد، لذا فإنَّ النسخة الموجودة واحدة على الراجح والأغلب، ولا یستبعد أن توجد بعض المسائل ممَّا دوَّنه الشیخ عیسى فی بعض الکتب الفقهیَّة الأخرى ذلک أنَّ عَمَلَهُ کَانَ جَمْعًا بالدرجة الأولى، مع تدوین بعض ما کان یحفظه عن أبیه الشیخ سالم بقوله: «یقول والدی» أو ما شابه هذا اللفظ، وهذه سمة بارزة فی المخطوط.

ما یلاحظ على هذه النسخة عدم ذکر اسم الناسخ وتاریخ النسخ، إلاَّ أنَّ اسم الجامع مذکور فی مقدِّمة الصفحات، وقد یعتقد البعض أنَّ هذه الجوابات للشیخ سالم بن فریش الشامسی أی والد عیسى، لکونه عالما ومحقِّقا، وهذا الأمر فیما یبدو لی لیس صحیحا، ذلک أنَّ الخطَّ کما ذکرت هو للشیخ عیسى، إضافة إلى تدوین اسم الجامع فی مقدِّمة الصفحات: «عیسى سالم»، وتکرُّر عبارة: «...وسئل والدی...» أو «...وأجاب والدی...»، أو ما شابه ذلک مثل: «...من ولدک عیسى بن سالم بن فریش الشامسی» حینما یسأَلُ عالما من العلماء. ممَّا یدلُّ على أنَّ الجامع هو عیسى ولیس سالما، مع العلم أنَّ حضور الشیخ سالم بن فریش فی المخطوط کان واضحا عبر عرض ابنه عیسى لبعض أجوبته وآرائه.

دراسة لنماذج من أجوبة الإمام الخلیلی الواردة بمخطوط «صدقة السائل»:

أوَّلاً: دراسة وتحقیق لجواب لغویٍّ من وثائق الإمام الخلیلی([6]):

بسم الله الرحمن الرحیم، بحث مرجوٌّ فِیهِ الإِفَادَة ووجه البیان لإمامنا وسیِّدنا المرضیِّ الولیِّ محمَّد بن عبد الله الخلیلی أعزَّه الله تعالى وأیَّده آمین. [السؤال] تاء التأنیث فی الاسم المفرد تقلب هاء کرحمة، وهو الأفصح عندهم، فیما نحفظ إن کانت فی مفرد، وبعضهم یقف بالتاء على الأصل، وهی لغة فصیحة، کما رسم فی المصحف، ونراک أنت تکتبها کذلک، فأوضح لنا الدلیل الراجح المعتمد علیه فی ذلک، فالطلبة یسألونک أن ترشدهم. لا زلت هدایة للمسترشدین، ومنهلا للواردین دمت محروسا. والسلام علیک، وذلک کتبه المسلِّم علیک الفقیر لله تعالى: سیف بن عبد العزیز بن محمَّد بیده. الجواب: القاعدة عند الکُتَّاب أن تکتب الکلمة على ما تقف علیه. ورحمة تقف علیها بالهاء، فتکتب بالتاء المکفوفة لا الممدودة، وإنَّما کتبناها اقتداء بالقرآن، ولأنها لیس هنا موضع وقف علیها، بل هی مع ما بعدها کلمة. هذا وجه ما قالوه، والله أعلم. کتبه إمام المسلمین محمَّد. سیِّدی العزیز الوالد الجلیل سیف أدام الله لنا بقاک،..... الإمام فاضل الید، ولدُک الحقیرُ: ناصر».

وبتأمل حَقِیقَةَ هَذَا الجواب وما ورد فیه بخصوص التاء المربوطة ورسمها مفتوحة، یمکن القول: إنَّ تاء التأنیث فی الأسماء أصلها تاء کما هو مذهب أکثر النحاة ومنهم: سیبویه([7]) ولکنَّها تقلب فی الوقف هاء فی الأغلب للتفریق بین التَّاءِ الاِسْمِیَّة والفِعْلِیَّة، أو بین التاء التی هی للتأنیث کالغاشیة والقارعة، والتی هی من أصل الکلمة؛ کما فی کلمة: ألقت وعفریت وعنکبوت. ومن العرب من یقف علیها بالتاء کما نقله أبو الخطَّاب، وهی لغة حمیر وطیِّئ، وقد کُتبت بعضُ التَّاءَاتِ فی القرآن مبسوطة مراعاة لهذه اللغة، ومن شواهد هذه اللغة قول الراجز:

الله نجَّـــــــــــــــاک بکفَّی مسلمت

من بعدمـــــــــــــا وبعدما وبعدمت

صارت نفوس القوم عند الغلصمت

وکــــــــــادت الحرَّة أن تُدعى أمت

کذا فی شافیة ابن الحاجب([8])، وفی شرح الأشمونی للألفیَّة([9]). وقد ذکر الأشمونی من أمثلته ما سمع من قول بعضهم: «یا أهل سورة البقرت». فقال مجیب: «ما أحفظ منها ولا آیت». وذکر أنَّ هذه اللغة کتب بها فی المصحف: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ﴾ (سورة الدخان: 43)، و﴿اِمْرَأَتَ نُوحٍ﴾ (سورة التحریم: 10)، وأشباه ذلک، وأنَّها وَقَفَ علیها بالتاء کلٌّ مِنْ: نافع وعاصم وأبی عامر وحمزة.

وما یستفاد من هذه الوثیقة: تمکُّنُ الإمام الخلیلی - رحمه الله تعالى - من ناصیة اللغة العربیَّة. ومعرفته بالرسم القرآنیِّ، الأمر الذی جعله یقتدی به فی رسم بعض الکلمات کما هو الحال فی الجواب السابق. وانشغاله بالأمور السیاسیَّة للدولة لم یثنه عن الاهتمام بالأمور الأخرى، وعلى رأسها العلم. وکون الإمام ولیًّا للأمر - أو حاکما بالعبارة المعاصرة - لم یجعله ینظر إلى الناس، لا سیما العلماء وطلبتهم، من برج عالٍ، بل کان قریبا منهم کغیرهم؛ والدلیل على ذلک ما ورد فی هذه الرسالة من أنَّ الطلبة یسألونه. وعدم استنکافه من الجواب فی أیِّ مسألة تعرض علیه ما دام یعرف لها وجها علمیًّا أو له رصید معرفیٌّ فیها.

ثانیًا: نموذج لجواب اجتماعی:

«بسم الله الرحمن الرحیم، من إمام المسلمین محمَّد بن عبد الله إلى الشیخ الأکرم الأعزِّ القاضی سعید بن أحمد الکندی والولد حمد بن عبد الله السالمی، سلام علیکم ورحمة الله. أعلامنا بخیر، الحمد لله، وبعد: فقد بلغنی عن محمَّد بن حمد وسعید بن سالم بن سیف([10])، أنهما یأخذان الرِّشا ویتعرَّضان للمخاصمات على الناس، وکتبنا للولد حمد بإلزامهما، ثمَّ إن المعاول یتوسَّلُون لهما، وأقول: إن کان تحقق معکم براءتهما ممَّا قیل فأطلقوهما وإلاَّ فلا، والسَّلام علیکم، حرر یوم 12 رمضان 1357، صحیح إمام المسلمین محمَّد بیده»([11]).

ما یستفاد من هذه الوثیقة: بلوغ الحکم إلى الإمام لا یعنی صدقه ما لم یتمَّ التحقُّق بوسیلة من وسائله التی کان یعتمد علیها. وإرجاع الأمر إلى أصحابه واحترام کلِّ ذی مکانة، لئَلَّا یَتِمَّ التَّجَرُّؤُ على الشرع بدعوى المنصب. وإعلام الإمام بما یقع من قِبَل رعیَّته؛ وفی هذا دلالة قویَّة على هیبة الإمام التی اکتسبها من احترامه لمبادئ الدین. ومخاطبة الناس بمقاماتهم دلیل على الرقیِّ الأخلاقیِّ، والبعد الحضاریِّ للإمام.

ثالثًا: نموذج لجواب شرعی ([12]):

«بحث فی إمام الجماعة، ما القول إذا جاء إمام الجماعة وقد أشرق الصبح، هلاَّ یصلِّی الفریضة بالمأمومین ویؤخِّر السُّنَّة أو إذا کان یدرک أن یصلِّیهم جمیعا قبل طلوع الشمس قلیلا، سنَّة الفجر ثمَّ الفریضة؟ الجواب: قد جاء اختلاف العلماء فی ذلک، فقیل یصلِّی الفریضة ویؤخِّر السُّنَّة، وبذلک عمل شیخنا محمَّد بن مسعود البوسعیدی. وقیل: إذا کان یدرک أن یصلِّیهما جمیعا قبل طلوع الشمس فیبدأ بالسُّنَّةِ ثمَّ الفریضة، وهذا القول اختاره الشیخان الخلیلی سعید بن خلفان، والسالمی ولکلٍّ حجَّته، کتبه مالک بن محمَّد بیده»([13]).

ما یستفاد من هذه الوثیقة: سعةُ اطِّلاَعِ الإِمَام على المسائل الشَّرعیَّة وعلى رأسها الفقهیَّة، الأمر الذی أهَّلَهُ بأن یکون حاکِمًا للمسلمین. ومعرفته بأقوال السَّابِقِینَ مِنَ العُلماء؛ الأمْرُ الذی یزیده تَثَبُّتًا وتأکُّدًا ممَّا یَقول. وعدم اعتداده برأیه من خلال عرضه لآراء العلماء فی هذه المسألة وغیرها. والتماس العذر بالحجَّة والدلیل لا مجرَّدَ هوى من غیر دلیل([14]).

رابعا: توظیف الآیات والأحادیث وبَسْطُ معانیها:

فقد خرج الإمام - رحمه الله - فوائد من عدد من الأحادیث منها قول النبی ﷺ: «أیُّها الناس إنَّما أنا بشر مثلکم وإنَّکم تختصمون إلیَّ وربَّما یکون بعضکم ألحن بحجَّته من بعض فأحکم له بما أسمع فمن حکمت له بمال أخیه المسلم فإنَّما أقطع له قطعة من نار لیأخذها أو یذر»([15]). فقد استخرج الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی - رحمه الله - من هذا الحدیث من الأحکام:

أوَّلها: إنْ تخوَّف الحاکمُ من بعض الناس ارتکاب نهی، یخطب ویوجِّه الخطاب للکلِّ کقوله: أیُّها الناس.

ثانیها: إنَّ الله U جعل نبیَّه کسائر الناس غیر متمیِّز عنهم إلاَّ بشرف الخصال المجموعة فیه، ولم تجمع فی غیره وإلاَّ بالوحی فی أمر التشریع وأمر التوحید الذی أمر بتبلیغه من رسالة ربِّه، وذلک ابتداء، وإلاَّ فقد أُمرت أمَّته بتبلیغ ما أرسل به.

ثالثها: إنَّ أمر القضاة من أعظم خصال الأنبیاء؛ لأنَّ مرجع فصل الخطاب مرجعه، فالقضاء بابُ بِرٍّ شریفٌ لا یعاب، إلاَّ أنَّه لا یقوم به کلُّ أحد. إنَّما یقوم به نبیٌّ أو عالم تقیٌّ.

رابعها: إنَّ الخصوم یرتفعون إلى الحاکم.

خامسها: إنَّه لا یَحکم حتَّى یسمع من الخصمین.

سادسها: إنَّه یَحکم بما یسمع ویترک الفراسة.

سابعها: إنَّ حکمه لا یُحلُّ المال فی الباطن إن کان الخصم غیر محقٍّ فی الباطن، وإنَّما أظهر أنَّ الحقَّ له بمجرَّد علمه وبلاغته فی أمر الخصومة.

ثامنها: إنَّ أموال الناس إن أُخذت ظلما موجبة لعذاب النار. والله أعلم.

وخرج الإمام الحدیث، عن ابن عبَّاس قال: اختصم رجلان إلى رسول الله ﷺ فقال أحدهما: اقضِ بیننا بکتاب الله، وقال الآخر: أجل یا رسول الله، اقضِ بیننا بکتاب الله، وأْذَنْ لی أن أتکلَّم، فقال ﷺ: تکلَّم فقال: إنَّ ابنی کان عسیفا([16]) لهذا الرجل، فزنا بامرأته، فأُخبِرتُ أنَّ على ابنی الرجم، فافتدیته منه بمائة شاة وجاریة، ثمَّ سألتُ أهل العلم فأخبرونی أنَّ على ابنی مائة جلدة وتغریب عام، وإنَّما الرجم على المرأة، فقال رسول الله ﷺ: فوالذی بیده لأقضینَّ بینکم بکتاب الله، أمَّا غنمک وجاریتک فردٌّ علیک. وجلَدَ ابنه وغرَّبه عامًا، وأمر الأسلمیَّ أن یأتی امرأة الرجل، فإن اعترفت رجمها. فاعترفت فرجمها([17]). قال فیه من الفقه:

الأوَّل: أنَّ الإمام الأعظم یلی فصل الأحکام، ولا سیما الحدود.

الثانی: أنَّ النبیَّ ﷺ یخاطَب بالرسالة أو النبوَّة، ولا یجعل خطابه ﷺ کخطابنا، قال الله U: ﴿لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَیْنَکُمْ کَدُعَاءِ بَعْضِکُم بَعْضًا﴾ [سورة النور: 63].

الثالث: أن یستأذن مرید الکلام بین یدیه فإذا أذن له تکلَّم؛ ولذا قیل فی هذا الرجل فی بعض روایات هذا الحدیث: «وکان أفقه الرجلین» وذلک لأنَّه عرف حقَّه ﷺ. وینبغی أن یذکر مثله بالفقه ولیس من التمادح المذموم، وإنَّما هو مدح لفعله وتعظیمه، کما أثنى الله على رسله بصفاتهم المحمودة، وذلک مدح لتلک الصفات، ومدح ﷺ أصحابه بصفات وفی الحقیقة ذلک مدح لتلک الصفات.

الرابع: صحَّة إجارة الإنسان قوَّة نفسه فی خدمة الغیر.

الخامس: صحَّة أن یستأجر الرجل رجلا یخدمه، وإن کان له أزواج إن احتاج إلى ذلک.

السادس: جواز الحلف بصفات الله الفعلیَّة، کما قال ﷺ: «والذی نفسی بیده».

السابع: جواز أن یقال للنبیِّ ﷺ: «اقضِ بیننا بکتاب الله»، کما قال الله تعالى: ﴿یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْکَافِرِینَ وَالْمُنَافِقِینَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلِیمًا حَکِیمًا﴾ [سورة الأحزاب: 1]، ولیس فی ذلک محاذرة أنَّه ﷺ غیر مأمون من أن یحکم بخلاف کتاب الله، وإنَّما هذا جارٍ مجرى الحثِّ.

الثامن: جواز أن یقتصر الراوی فی روایته ویحذف بعضها إذا کان ذلک المحذوف یعلم، فإنَّ فی الحدیث حذف أشیاء بین قوله ﷺ وقول السائل تقدیره: فصدَّقه الخصم واعترف الابن، فقال ﷺ: «فَوَالَّذی نفْسِی بِیَدِهِ...» إلى آخره؛ لأنَّه لو لم یصدِّقه الخصم لم یحکم ﷺ على خصمه بقوله، ولو لم یعترف الولد بالزنا لم یحدَّه، وذلک أمر معروف.

التاسع: أنَّ الصلح المخالف لکتاب الله باطل؛ فلذلک أبطله؛ لأنَّ إعطاءه ذلک لیدفع الحدَّ عن ابنه.

العاشر: أنَّ السُّنَّة مستخرجة من الکتاب وداخلة تحت قوله تعالى: ﴿وَمَا ءَاتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ﴾ [سورة الحشر: 7]؛ لأنَّ التغریب لم یُفهم من الکتاب وإنَّما هو من السُّنَّة، وقال علیه الصلاة والسلام: «لأقضینَّ بینکم بکتاب الله».

الحادی عشر: أنَّ القاذف لا یحدُّ إذا اعترف المقذوف بالزنا.

الثانی عشر: تقریر المتَّهم بالزنا یصحُّ إن کان أمر یستراب.

الثالث عشر: الاحتجاج بالواحد ویکون حجَّة.

الرابع عشر: أن یجعل الإمام غیره فی إقامة الحدِّ.

الخامس عشر: بنفس الاعتراف بالزنا یحدُّ وتکفی مرَّة واحدة والله أعلم...».

والمتأمل فی تحلیلات الإمام الخلیلی یجد أنَّه فی واقع الأمر لم یخالف من سبقه من علماء المدرسة الإباضیَّة على الأقلِّ فیما ذهب إلیه، ذلک أنَّنا نجد کثیرا من العلماء تناولوا الحدیث الوارد بالشرح کالإمام السالمی، وکذا تفسیر واستجلاء معانی الآیات التی تناولها الإمام مستجلیا ما فیها من معانٍ([18]).

خامسا: مسألة منقطعة للعالم أحمد بن سعید الخلیلی:

قال فی جوابها: الله أعلم وإن کنت تسأل عن الولاء فهو لعَصَبَة المعتِقة وهم الذکور فقط، وأمَّا استحقاقه بالفقر فهو إلى النظر. والله أعلم، کتبه أحمد بن سعید [الخلیلی]. قال ابن أخیه إمام المسلمین محمَّد بن عبد الله [الخلیلی]: اِعلم أنَّ قوله: الولاء هو لعَصَبَة المعتِقة وهم الذکور إنَّما أراد أنَّ أمر التَّزویج یکون بیدهم، وأمَّا أمر میراث تلک الأمَة المعتَقة، فأکثر القول عندنا والمعمول به من الأقوال أنَّ مرجعه للفقراء، ولو أخذنا بقول من یقول: إنَّه یؤخذ بالولاء لکان میراث تلک الأمَّة بین ورثة معتقها، کلٌّ على قَدْرِ میراثه من المعتِقة إذا کان ممَّن یرث بالنسب لا بسبب فانظر ولو إناثا، وَقَدْ علمْتَ أنْ لَیس للنساء فی عقد التزویج عقد ولا حلٌّ، وإذا صار مرجع ذلک المالِ للفقراء وکان ورثة المعتقة فقراء فالأحسن أن یُجعل فیهم، وأن یکون على قدر میراثهم لیدخل فیه القولان. فانظر فی ذلک. وعلیک السلام. من أحمد بن سعید [بن خلفان الخلیلی]، کتبه محمَّد بن عبد الله [الخلیلی]([19]).

سادسا: مسائل مختلفة:

«[مسألة]: وسئل إمام المسلمین محمَّد بن عبد الله بن سعید الخلیلی - أیَّد الله دولته - فیمن باع نخلة بالخیار فی وقت دراکها إذا أراد البائع رجوع غلَّته من المشتری بالخیار أیلزمه رجوعها لصاحب الأصل إذا کان البیع بعد الإحرام؟ الجواب: /قال الإمام: حکم الغلَّة المدرِکة للبائع کان البیع بالخیار أو بالأصل. والله أعلم([20]).

[مسألة]: وسئل الإمام [الخلیلی] فی رجل لم یجد ما ینفقه على نفسه لطعامه أو کسوته وما یحتاج إلیه، وکان له ابن أخ غنیٍّ أیجب علیه إنفاقه لجمیع ذلک أم لا؟ وإن وجد أیقدَّر علیه شهریًّا أو سنویًّا حسب النفقة الشَّرعیَّة أم لا؟ الجواب: قال الإمام: علیه أن یوسِّعَ([21]) لنفسه ویجتهد فی طلب المعاش؛ فإن أعوزته المذاهب وتعذَّرت أوجه المکاسب؛ قام أولیاؤه به کما یلزمهم، کلٌّ على قدر میراثه منه إن کانوا أهل سَعَةٍ بقدر ما یدفع عن نفس ولیِّه الضَّرر. والله أعلم([22]).

[مسألة]: قیل له: إنَّ لهذا الرجل أولادا فقراء لیس عندهم ما یسدُّون به فاقتهم فضلا عن أبیهم، وهم فی ضرورة مثله، وکان له ابن أخ غنیٌّ، هل یلزم ابن أخیه عوله مع وجود الأولاد الفقراء المضطرِّین؟ [الجواب]: قال الإمام: إن کان الأولاد معسرین فلا إنفاق علیهم والإنفاق على الموسر. واعلم أنَّ القادر على الکسب یؤمر بالکسب. والله تعالى أعلم».

إن هذه النماذج من أجوبة الإمام الخلیلی التی ضمَّها سفر: «صدقة السائل من کنز المسائل» الذی جمعه الشیخ عیسى بن سالم بن فریش الشامسی، جدیر بأن تخرج فی کتاب محقق آملین أن یصدر قریبا لیستفید منه الباحثون ویکون لَبنة من لَبِنات المکتبة الإسلامیَّة عامَّة، والمدرسة الإباضیَّة خاصَّة، ویکون شاهدا على فکر وفقه الإمام الخلیلی وغیره من علماء عصره.

خاتمة:

بناء على التحلیل السابق، یتضح أن الإمام الخلیلی رجل حباه الله تعالى من التوفیق أوفره؛ حیث نبغ فی مختلف العلوم الشَّرعیَّة واللغویَّة، إضافة إلى نبوغه السیاسیِّ من خلال الأجوبة التی کان یبعثها أو یجیب عنها، أو ینظر فیها. ولم یثنه منصبه السیاسی عن الاهتمام بالعلم وأهله. ویتضح کذلک إن جوابات الإمام الخلیل کثیرة جدًّا، وما جُمع فی «الفتح الجلیل» یُعدُّ جزءا من أجوبته؛ ذلک أنَّ کثیرا منها لا یزال مخطوطًا مرکونا عند بعض الجهات والأفراد مثل هیئة الوثائق والمحفوظات الوطنیَّة، ودائرة المخطوطات بوزارة التراث، ومکتبة السیفیِّین، والشیخ مهنَّا بن خلفان، ووزارة الشؤون الدینیَّة. وما رأیته من وثائق فیها أجوبة للإمام الخلیلی یؤکِّد ذلک. ثم إن الشیخ عیسى بن سالم بن فریش الشامسی - رحمه الله تعالى - دوَّن کثیرا من المسائل عن الإمام الخلیلی؛ ممَّا ضمن حفظها. ولعل الکثیر ممَّا دوَّنه وأورده کان من حفظه وحفظ من نقل عنه؛ حیث نجد کثیرا من المسائل لم یتمَّ عرضها فی «فتح الجلیل»، على أنَّه کنزٌ معرفیٌّ وعلمیٌّ حاول فیه جامعه حَصْرَ ما ذکره الإمام، وهو جهد کبیر فی بابه. والخلاصة، إن انتهاج نهج الإمام الخلیلی وفقَ ما یَصْلُحُ فی هذا العصر أمرٌ ضروریٌّ؛ حتَّى لا تبقى هذه الدراسات حبیسة أوراق أو رفوف، فتحویل العلم إلى عمل من أبرز سمات الإمام وغیره من المصلحین الفاعلین الذین دوَّنوا أسماءهم بماء العسجد على صفحات التاریخ.

([1])       إدریس بابا باحامد، السیِّد محمَّد بن أحمد بن سعود البوسعیدی ومآثره العلمیَّة، (مرقون).

([2])       الصفحة 1 من الکرَّاسة الأولى من المخطوط.

([3])       الصفحة 329، من الکراسة الأولى من المخطوط.

([4])       الصفحة 129، من الکراسة الثانیة من المخطوط.

([5])       ممَّن سألته عن هذه المخطوط بعض أحفاد الشیخ عیسى بن سالم بن فریش الشامسی، منهم: إبراهیم بن حمد بن أحمد بن عیسى بن سالم بن فریش الشامسی. وسلیمان بن عبد الله بن أحمد بن عیسى بن سالم بن فریش الشامسی.

([6])       وثائق الإمام الخلیلی، مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی. ملف رقم: 46/3، وثیقة رقم: 76. (مصوَّرة).

([7])       سیبویه، عمرو بن عثمان بن قنبر: الکتاب، تحقیق: أ. د. محمَّد کاظم البکاء، مؤسسة الرسالة، دار البشیر، بیروت، ط 1، 1425هـ/2004م، ج 4، ص412 وما بعدها.

([8])       الاسترابادی، رضی الدین محمَّد بن الحسن: الوافیة فی شرح الکافیة، تحقیق: محمَّد محیی الدین عبد الحمید محمَّد نور الحسن محمَّد الزفزاف، دار الکتب العلمیَّة، 1402هـ/ 1982م، ج 2، ص187 وما بعدها.

([9])       الأشمونی، منهج السالک إلى ألفیَّة ابن مالک، تحقیق: محمَّد محیی الدین عبد الحمید، دار الکتاب العربی، بیروت، لبنان، ط 1، 1375هـ/ 1955م، ص645 وما بعدها.

([10])     لم أقف على ترجمة لهما، وهذا لتشابه الأسماء من جهة، ولعدم ذکر الکنیة أو القبیلة من جهة أخرى.

([11])     وثائق الإمام الخلیلی، مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی. ملف رقم: 46/ 3، وثیقة رقم 77. (مصوّرة).

([12])     وثائق الإمام الخلیلی، مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی. ملف رقم: 46/ 3، وثیقة رقم 78. (مصوَّرة).

([13])     مالک بن محمَّد، لم أعثر على ترجمة له، ولم أقف على أنَّه کاتب من کتاب الإمام. ویحتمل أن یکون هذا مالک بن محمَّد ناسخ للجواب فقط.

([14])     للاستزادة فی هذه المسألة ینظر:

- الخروصی، سیف بن ناصر بن سلیمان: جامع أرکان الإسلام، د ط، د ن، د م ن، ص48.

- البسیوی، أبو الحسن: مختصر البسیوی، ج 1، ص61.

- اطفیَّش، امحمَّد بن یوسف، القطب: شرح کتاب النیل وشفاء العلیل، ج 2، ص22.

([15])     الربیع بن حبیب، الجامع الصحیح، کتاب الأحکام، باب رقم: 35، حدیث رقم: 588.

([16])     العسیف: الأجیر المستهان به. ینظر: ابن منظور، لسان العرب، ج 4، ص2943، مادة: عَسَفَ.

([17])     الربیع بن حبیب، المسند، کتاب الأحکام، باب رقم: 35، حدیث رقم: 597.

([18])     للاستزادة فی هذا الموضوع ینظر مثلا:

      - الهواری، هود بن مُحَکَّم: تفسیر کتاب الله العزیز، تحقیق: شریفی، بالحاج بن سعید، دار الغرب الإسلامی، ط 1، 1990م، ج 3، ص198-199.

      - اطفیش، امحمَّد بن یوسف: همیان الزاد إلى دار المعاد، تفسیر سورة النور، الآیة: 63. ج10، ص172 وما بعدها.

      - اطفیش، امحمَّد بن یوسف: تیسیر التفسیر، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عُمان، 1408هـ/ 1988م، ج 13، ص229، 230.

      - بیُّوض، إبراهیم بن عمر: تفسیر سورة النور، تحریر: الشیخ بالحاج، عیسى بن محمَّد، جمعیَّة التراث، القرارة غردایة. الآیة: 63، ج 6، ص462.

([19])     ینظر للتفصیل أکثر فی هذه المسألة، مثلا:

      - العوتبی، سلمة بن مسلم: الضیاء، ج 13، ص70 وما بعدها.

      - السالمی، عبد الله بن حمید بن سلوم: مدارج الکمال نظم مختصر الخصال، مطابع دار الکتاب العربی، القاهرة، د ط، د ت ن، ص118 وما بعدها.

      - السالمی، عبد الله بن حمید بن سلوم: جوهر النظام، فی علمی الأدیان والأحکام، مطبعة الفجالة الحدیثة، القاهرة، ج 2، ص253.

      - اطفیش، امحمَّد بن یوسف: شرح النیل وشفاء العلیل، ج 8، ص143 . ج 12، ص30.

([20])     مسألة البیع بالخیار من المسائل التی کثر فیها الحدیث قدیما وحدیثا، وذکرت فیها فروع کثیرة لا یمکن عرضها فی هذه الورقة البحثیة، وهذه المسألة نموذج من تلک النماذج التی وقع فیها الخلاف، وهذا النوع من البیوع تحدث فیه علماء المدرسة الفقهیَّة کغیرهم. ینظر مثلا:

      - الحارثی، عیسى بن صالح بن علی بن ناصر: خلاصة الوسائل فی ترتیب المسائل، صححه: عز الدین التنوخی، المطبعة العمومیة دمشق، 1291هـ/ 1956م، ج 2، ص158 وما بعدها.

      - العوتبی، أبو المنذر سلمة بن مسلم: الضیاء، وزارة الشؤون الدینیَّة، سلطنة عمان، تحقیق: سلیمان بن إبراهیم بابزیز، وداود بن عمر بابزیز، ط1، 1436هـ/ 2015م، ج 21، ص229 وما بعدها.

([21])     فی الأصل: «یسع» ولعلَّ الصحیح ما أُثبت لیستقیم المعنى.

([22])     مسائل النفقة کثیرة وتحدث فیها العلماء بإسهاب، بدایة من ماهیتها مرورا بمن تجب وعلى من تجب، وهذ المسألة الواردة عن الإمام الخلیلی تعتبر جزئیة من الجزئیات التی تحدث فیها الفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامیَّة، والمدرسة الإباضیَّة من بین المدارس التی أولت هذا الموضوع اهتماما کبیرا، وینظر فی هذا الموضوع على سبیل المثال: اطفیش، امحمَّد بن یوسف: شرح النیل وشفاء العلیل، باب فیمن تجب نفقته. ج 14، ص11 وما بعدها.
 

1-   القرآن الکریم.

ابن منظور، أبو الفضل جمال الدین محمَّد بن مکرم: لسان العرب، الطبعة الأولى، دار صادر، دار بیروت للطباعة والنشر، لبنان، 1374هـ/1955م.

الاستراباذی، محمَّد بن الحسن النحوی: شرح شافیة ابن الحاجب، تحقیق: محمَّد محیی الدین عبد الحمید محمَّد نور، والحسن محمَّد الزفزاف، دار الکتب العلمیَّة، 1402هـ/1982م.

الأشمونی: شرح الأشمونی على ألفیَّة ابن مالک، تحقیق: محمَّد محیی الدین عبد الحمید، دار الکتاب العربی، بیروت، لبنان، ط 1، 1375هـ/ 1955م.

اطفیَّش، امحمَّد بن یوسف (القطب): تیسیر التفسیر، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عُمان، 1408هـ/ 1988م.

اطفیَّش، امحمَّد بن یوسف (القطب): شرح کتاب النیل وشفاء العلیل، مکتبة الإرشاد، جدَّة، دار الفتح، بیروت، د. ط، د. ت. ن.

اطفیَّش، امحمَّد بن یوسف (القطب): همیان الزاد إلى دار المعاد، المطبعة السلطانیَّة، زنجبار، د. ط، د. ت. ن.

باحامد، إدریس بن بابا: السیِّد محمَّد بن أحمد بن سعود البوسعیدی ومآثره العلمیَّة، (مرقون).

البسیوی، أبو الحسن علی بن محمَّد بن علی: مختصر البسیوی، مخطوط برقم: 19، خزانة حرف المیم، مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد بن سعود البوسعیدی.

بیوض، إبراهیم بن عمر: تفسیر سورة النور، تحریر: الشیخ بالحاج، عیسى بن محمَّد، جمعیَّة التراث، القرارة، غردایة. د. ط، 1419هـ/ 1998م.

الحارثی، عیسى بن صالح بن علی بن ناصر: خلاصة الوسائل فی ترتیب المسائل، صحَّحه: عزُّ الدین التنوخی، المطبعة العمومیَّة، دمشق، 1291هـ/1956م.

الخروصی، سیف بن ناصر بن سلیمان: جامع أرکان الإسلام، د. ط، د. ن، د. م. ن.

الخلیلی، محمَّد بن عبد الله (الإمام): وثائق الإمام الخلیلی، مکتبة السیِّد محمَّد بن أحمد البوسعیدی. ملف رقم: 46/ 3، وثیقة رقم: 76 (مصوَّرة). وثیقة رقم: 77 (مصوَّرة). وثیقة رقم: 78 (مصوَّرة).

الربیع بن حبیب بن عمر الأزدی البصری: الجامع الصحیح، دار الفتح للطباعة والنشر، بیروت، مکتبة الاستقامة، مسقط، د ط، د ت ن.

السالمی، نور الدین عبد الله بن حمید بن سلوم: جوهر النظام فی علمی الأدیان والأحکام، مطبعة الفجالة الحدیثة، القاهرة.

السالمی، نور الدین عبد الله بن حمید بن سلوم: مدارج الکمال نظم مختصر الخصال، مطابع دار الکتاب العربی، القاهرة، د. ط، د. ت. ن.

سیبویه، عمرو بن عثمان بن قنبر: الکتاب، تحقیق: أ. د. محمَّد کاظم البکاء، مؤسسة الرسالة، دار البشیر، بیروت، ط 1، 1425هـ/2004م.

العوتبی، أبو المنذر سلمة بن مسلم: الضیاء، وزارة الشؤون الدینیَّة، سلطنة عُمان، تحقیق: سلیمان بن إبراهیم بابزیز وداود بن عمر بابزیز، ط1، 1436هـ/2015م.

الهواری، هود بن محکَّم: تفسیر کتاب الله العزیز، تحقیق: شریفی بالحاج بن سعید، دار الغرب الإسلامی، ط 1، 1990م.