مصطلحات عُمانیَّة في «الفتح الجلیل من أجوبة أبي خلیل» (ترتیب دلالي)
الباحث المراسل | د. محمَّد بن یحیى الراشدی | جامعة نزوى |
المکتبة العُمانیَّة زاخرة بالتراث، فهی تشکِّل إرثا حضاریًّا شامخا، وما فی مکنونات الکتب والمراسلات والأجوبة العُمانیَّة من ألفاظ ومصطلحات لها دلالات حضاریَّة فی مختلف الجوانب الاجتماعیَّة، والاقتصادیَّة، والسیاسیَّة والفکریَّة وغیر ذلک ممَّا یحمله لفظ الحضارة. وحینما نلفت انتباهنا للمصطلحات العُمانیَّة فی التراث العُمانیِّ من کتب وغیرها نجدها کثیرة جدًّا، مبثوثة فی بیان الشرع للعلاَّمة محمَّد بن إبراهیم الکندی، والمصنَّف للعلاَّمة أحمد بن عبد الله الکندی، وقاموس الشریعة للعلاَّمة جمیّل بن خمیس السعدی، وجوابات الإمام السالمی، وأجوبة الإمام الخلیلی - رحمهم الله - وغیر ذلک من الکتب، والرسائل، والجوابات، والمتون. على أنَّ تلک المصطلحات أصبح کثیر منها بحاجة لإیضاح معناه، وتبیین دلالاته. وکما أنَّ تلک المصطلحات لها دلالات حضاریَّة؛ لکونها ترمی إلى معالم عُمانیَّة عریقة فهی ـ کذلک ـ تعدُّ إرثا معجمیًّا واسعًا، وإضافة لغویَّة فی مختلف الجوانب.
ومن ذلک المنطلق، فقد رغبتُ أن أسهم فی تقیید بعض المصطلحات العُمانیَّة من جوابات الإمام الخلیلی، وتوضیح معانیها، ثمَّ تصنیفها حسب الحقول الدلالیَّة، ثمَّ ترتیبها ألفبائیًّا فی کلِّ حقل مع بیان معانی تلک المصطلحات من الکتب المختصَّة أو من المقابلات الشخصیَّة مع ذکر معنى المفردة أو جذرها ـ غالبا ـ من المعاجم وکتب اللغة ونحوها.
ولا ریب أنَّ تواصل الإنسان ببنی جنسه یشکِّل قائمة من الکلمات والألفاظ المشترکة بینهم، ویکون فهم الکلمات متماثلا أو متشابها حینما یکون اتِّفاق ضمنیٌّ حول توظیفها واستعمالها، وتصنیفها حسب المفاهیم الدلالیَّة؛ فمن ذلک تبرز معانیها ومدى العلاقة الرابطة بین کلمة وأخرى، وهذا ما تُعنَى به نظریَّة الحقول الدلالیَّة، فالحقل الدلالیُّ مجموع الکلمات المترابطة فیما بینها من حیث التقارب الدلالیِّ، ویجمعها مفهوم عامٌّ تظلُّ متَّصلة ومقترنة به، فتتمیَّز تلک الکلمات المتقاربة بوجود ملامح دلالیَّة مشترکة؛ وبذلک تکتسب الکلمة معناها فی علاقاتها بالکلمات الأخرى، فالکلمة یتحدَّد معناها ببحثها مع أقرب الکلمات إلیها ضمن مجموعة واحدة. ونظریَّة الحقول الدلالیَّة ترى أنَّ المعانی لا توجد منعزلة، ولإدراکها لا بدَّ من ربط کلِّ معنًى منها بمعنًى أو بمعانٍ أخرى، فقد تأسَّست النظریَّة على فکرة المفاهیم العامَّة التی تؤلِّف بین مفردات لغة ما، بشکل منتظم، یجمعها لفظ عامٌّ؛ لأنَّ اللغة نظام، فکلُّ عنصر من عناصرها یتحدَّد بمکانه وعلاقته داخل هذا النظام.
وفی التراث الإسلامیِّ والعربیِّ کتبٌ عدیدة تُعنَى بجمع الألفاظ وتصنیفها حسب الحقول الدلالیَّة منها: کتاب «خلق الإنسان»، وهو یضمُّ الحمل، والولادة، وأعمار الإنسان، وتسمیة کلِّ الأعضاء: الرأس، العنق، الکتف. وکتاب الألفاظ لابن السِّکِّیت (ت: 244 هـ)، فقد ذکر فیه: باب الغنى والخصب، وباب الفقر والجدب، وباب فی الطول، وباب فی القصر، وباب فی الجوع. والمخصَّص لابن سیده، وفیه عن وجود الإنسان ومظاهره، والحیوانات، والطبیعة، والإنسان فی المجتمع، والمسائل النحویَّة والصرفیَّة.
ومن أمثلة تصنیف الحقول الدلالیَّة: ألفاظ القرابة، والأدویة، والطبخ، والأوعیة، وأسماء المدن، والأماکن، وحقل الطعام والشراب، وحقل اللباس والزینة، وحقل الحرب، وحقل الحیوانات، وحقل الدین والعبادة، وحقل ألفاظ السیاسة، وحقل الألفاظ الزراعیَّة، وحقل الألفاظ الاقتصادیَّة، وحقل الألفاظ الاجتماعیَّة... إلخ( ). ویأتی هذا البحث آخذا بهذا التنظیم فی جمع الألفاظ وبیان معانیها.
مصطلحات الأقیسة والأوزان والأوعیة:
أَبْهُر:
جمع مفرده «بهَار» وهو وحدة وزن تساوی ـ بالوزن الحالی 769.800کیلو غرام( ). جاء فی الفتح الجلیل: «ویا صالح بن أحمد، عرفتک من قبل حق علینا لأحمد بن محمَّد من قبل مثاره مع المسلمین أن تدفع إلیه ثلاثة أبهر من الزکاة أو یعطى حقه، فأعرضت عن الأمرین، وما إعراضک إلاَّ لأمر فی النفس، وما نرى ذلک إلاَّ نزغة من نزغات الشیطان»( ). وفی اللغة: البُهار- بالضم -: شیء یوزن به، وهو ثلاثمائة رطل( ). والبهار - کما أسلفت – یساوی 769.800 کیلو غرام. ویظهر جلیًّا أنَّ المصطلح العُمانیَّ مأخوذ من اللغة الفصحى، فـ«بهار» وحدة وزن فی کلا المعنیین العُمانیِّ واللغویِّ.
جراب:
«هو التمر المکنوز فی ظرف معمول من سعف النخیل»( )، والجمع أَجْرُب، وجُرْب. وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن عنده تمر، وزکاة، ثمَّ ادَّخر منه مائة جراب إن بدت علیه حاجة لنفسه إن لم یکفه التمر الذی عنده، وإن کفاه باعه، فحال علیه حول، فهل علیه زکاة؟ الجواب: لا زکاة علیه، والله أعلم»( ). وفی اللغة: الجِراب: وعاء الزاد، والعامَّة تفتحه فتقول: الجَراب، والجمع أَجْرِبَة وجُرُب وجُرْب( ). ونرى أنَّ الدلالتین العُمانیَّة واللغویَّة متَّفقتان، فالجراب عند أهل عُمان مأخوذ من قاموس الفصاحة العربیَّة.
جونیَّة:
مفرد، والجمع: «جوانی»، وهی وعاء مصنوع من ألیاف الشجر، یوضع فیه الأرز والطحین والسکر وغیرها( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل فی رجل أوصى بوصایا فی أبواب البِرِّ [...] وأوصى بجراب تمر أو جونیَّة أرز لمن شاء الله من الناس»( ). جاء فی اللسان: «وفی حدیث أنس: جئت إلى النبی ﷺ وعلیه بردة جَونیَّة، منسوبة إلى الجون، وهو من الألوان، ویقع على الأسود والأبیض. وقیل: الیاء للمبالغة، کما یقال فی الأحمر: أحمریٌّ، وقیل: هی منسوبة إلى بنی الجون، قبیلة من الأزد»( ). فلعلَّ هذا الوعاء «الجونیَّة» منسوب إلى هذه القبیلة «بنی جون» الأزدیَّة التی جاء کثیر منها إلى عُمان. والجُونة ـ بالضم ـ: التی یُعدُّ فیها الطیبُ ویُحْرز. والجُونةُ: جُونةُ العطَّار، والجُونةُ: سُلَیلَةٌ مُسْتَدِیرةٌ مُغَشَّاة أَدَمًا تکون مع العطَّارین، والجمع جُوَن بفتح الواو( )، وفی الحدیث: «عن جابِرِ بن سمُرَةَ قال: صلَّیْتُ مع رسول اللَّهِ ﷺ الأُولى، ثمَّ خرَجَ إلى أهْلِهِ، وخَرَجْتُ معه، فاسْتَقْبَلَهُ وِلْدانُ الْمدِینَةِ، فجَعَلَ یمْسَحُ خدَّیْ أحَدِهِمْ واحِدًا واحِدًا، قال: وأمَّا [أنا] فمَسَحَ خدِّی، فوَجَدْتُ لِیدِهِ برْدًا وریحًا، کأَنَّمَا أخْرَجَهَا من جُونةِ عطَّارٍ»( ).
دُعُـون:
جمع، ومفرده «دعن» وهو فراش یصنع من سعف النخیل، یستخدم لتجفیف التمر، وکذلک کجدر أو أسقف للاستظلال به، ولبناء الأکواخ( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عن البیت إذا کان القاعد لأحد، والغرفة لآخر، وسقط الدمام بین القاعد والغرفة، من یلزم بعمارته؟ الجواب: حفظ منصور بن ناصر أن على الأسفل الجذوع والدعون، وأمَّا الصج فهو على صاحب الغرفة، وهذا حسن، والله أعلم»( ). والمعنى ذاته فی اللغة حیث جاء فی اللسان: «الدَّعْن: سَعَف یُضمُّ بعضه إِلى بعض، ویُرَمَّلُ بالشَّریط ویبسط علیه التمر، أَزْدیَّة»( ).
الصَّفَر:
هو النحاس، والصَّـفَّار هو الذی یعمل فی النحاسیات وجَلْیِها( ). وفی الفتح الجلیل: «أوصت فلانة ببیتها الذی لها من بلدة کذا بحدِّه وحدوده، وطرقه، وجمیع ما یستحقُّه شرعا، وبما فیه من الأوانی، والأوعیة، والصفر، وجرار السحِّ، وبکلِّه وکلِّ ما فیه من حجر ومدر لفلان من ضمان لزمه له، فهل یدخل المندوس [...] فی هذا اللفظ المذکور؟ الجواب: اعلم أنَّ هذه الوصیَّة متناولة للبیت بکلِّه، وما یستحقُّه من الحدود، وکلِّ ما فیه من حجر ومدر، والأوانی والأوعیة، والصفر، وجرار السحِّ. أمَّا المندوس فهو من الأوعیة وأوانی البیت»( ). وفی اللغة: الصُّفْر: النُّحاس الجیِّد، وقیل: الصُّفْر: ضرب من النُّحاس، وقیل: هو ما صفر منه، واحدته «صُفْرة». والصَّفْر: لغةٌ فی الصُّفْر. والصُّفْر ـ بالضمِّ ـ: الذی تُعمل منه الأَوانی. والصَّفَّار: صانع الصُّفْر( ). فهکذا نرى أنَّ دلالة المصطلح العُمانیِّ له علاقة بالجذر اللغویِّ.
مَنٌّ:
مفرد، والجمع «أمنان»، والمنُّ: وحدة وزن تساوی ثلاثة کیلوات وثمانمائة وأربعین جراما( )، ویسمَّى «مَنُّ مَسْکَد (مسقط)» حیث کانت عاصمة، وهناک ـ أیضا ـ «مَنُّ عُمَان» وهو یعادل خُمُس وزن «مَنِّ مَسْکَد (مسقط)»( ). و«مَنُّ عُمان» هو «مَنُّ نزوى»( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل فیمن لا تبلغ غِلَّته النِّصاب إلاَّ بحمل الرطب الذی یأکله وأولاده، فهل یحمل علیه ذلک؟ وإن کان فی أوَّل الثمرة، وقد ذهب فی حین الحصاد؛ لسبقه علیه على قول من أوجبها، أم یحمل علیه ما کان فی ذلک الوقت حاضرًا، أم القول بعدم الحمل أولى، فتکون فیما جمعه المسطاح أو فیما یبس حسبما قیل [...]؟ الجواب: العمل على الاعتبار فی النصاب بالدِّرَاک، وهکذا عمل الصحابة فی زمن النبیِّ ﷺ؛ لأنهم کانوا یخرصون النخل، وأمَّا الأخذ فبعد الدراک، وبعد الجذاذ، فعلى هذا إذا تمَّ النصاب ثمَّ أصابته جائحة أخذ من الباقی، والذاهب لا یؤخذ علیه شیء، فلو بقی ـ مثلا ـ عشرة أمنان أُخذ منها مَنٌّ فقط»( ). وجاء فی اللغة ما یدلُّ على المعنى ذاته عند العُمانیِّـین، من حیث دلالة المصطلح على وحدة الوزن، ففی اللسان: المَنُّ: المَنَا، وهو رطلان، والجمع أَمْنانٌ، وجمع المَنا أَمْناءٌ. والمَنُّ: کیل أَو میزان، والجمع أَمْنانٌ( ).
مصطلحات الری:
أثر ماء:
هو حصة معیَّنة من ماء الفلج، تقدَّر ـ حالیًّا ـ بجریان الماء لمدَّة نصف ساعة تقریبا( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل فیمن قال فی وصیَّته: وبماله الفلانیِّ من الموضع الفلانیِّ، وبأثر ماء من مائه الفلانیِّ؛ لیسقی هذا المال لخادمته فلانة، وأولادها الذکور والإناث [...]؟»( ). وفی اللغة: «أثر: الهمزة والثاء والراء له ثلاثة أصول: تقدیم الشیء، وذکر الشیء، ورسم الشیء الباقی»( ). فالأثر فی المعنى العُمانیِّ یمکن ربطه بالمعنى اللغویِّ؛ فإنَّ حصص ماء الفلج المعبَّر عنها بالآثار جمع أثر تکون مرسومة معلومة لدى أصحابها، وهی دوریَّة تحتاج إلى تذکُّر لاستغلالها.
بادَّة:
هی عبارة عن ثمانیة وأربعین أثر ماء، والأثر یُـقدَّر بنصف ساعة، أی: دوران الماء خلال أربع وعشرین ساعة، أی: یوم ولیلة، وفی بعض البلدان عبارة عن أربعة وعشرین أثر ماء، فالبادَّة اثنتا عشرة ساعة، وکانت قسمة الماء فی النهار على الظلِّ، وفی اللیل على النجوم، والآن صارت القسمة ـ فی کثیر من البلدان ـ على دوران الساعة( ). والجمع بُـوَد. وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن باع مالا أو أثر ماء من بادَّة معلومة، ولم یوجد له بتلک البادَّة شیء، ولَمَّا سئل فی مرضه، قال: عزمی على الوفاء [...]»( ). وفی اللغة: بدد: التبدید: التفریق، یقال: شَملٌ مُبَدَّد. وبَدَّد الشیءَ فَتَبَدَّدَ: فرَّقه فتفرَّق. وتبدَّد القوم إِذا تفرَّقوا. وجاءَت الخیل بَدادِ أَی متفرِّقة متبدِّدة. والبَدُّ والبِدُّ والبِدَّة (بالکسر) والبُدَّةُ (بالضمِّ) والبِدَاد: النصیب من کلِّ شیء، وأَبَدَّ بینهم العطاءَ، وأَبَدَّهم إِیَّاه: أَعطى کلَّ واحد منهم بُدَّته، أَی: نصیبه على حدة، ولم یجمع بین اثنین، یکون ذلک فی الطعام والمال وکلِّ شیء. والبُدَّة: القسم، والبِدادُ: أَن یُبدَّ القومُ المالَ فَیُقسَمَ بینهم. وقد أَبْدَدْتهم المالَ والطعام. والاسم البُدَّةُ والبِدادُ. والبُدَدُ جمع البُدَّة، والبُدُد جمع البِدادِ. والمُبادَّة فی السفر: أَن یخرج کلُّ إِنسان شیئًا من النفقة، ثمَّ یجمع فینفقونه بینهم( ). وفی حدیث عکرمة «أنَّ رجلا باع من التمَّارین سبعة أصوع بدرهم، فتبدَّدوه بینهم، فصار على کلٍّ منهم حصَّة من الورق، فاشترى من رجل منهم تمرًا أربعة أصوع بدرهم»( ). «فَتَبَدَّدوه بینهم» أَی: اقتسموه حصصًا على السواء»( ). نلاحظ أنَّ المصطلح العُمانیَّ یشترک مع هذه المعانی اللغویَّة، فالبادَّة عبارة عن أنصبة موزَّعة مفرَّقة مقسَّمة بین الشرکاء، فکلٌّ یأخذ حصَّته.
تصریج الساقیة:
أی: خدمتها بمادَّة الصاروج( ). وفی الفتح الجلیل: «فی مال أوقف أن یأکل غلَّته من یخدم ساقیة فلج بإزالة کبس الوادی، وکان الوادی یدخل الفلج، ویکبسه، فجاء رجل وصرَّج الساقیة، فصارت الساقیة فی حال مستغنیة عن الخدمة، وبقیت غلَّة ذلک المال فاضلة»( ). وقد جاء فی اللغة ما یتَّفق مع المعنى عند أهل عُمان، ففی اللسان: صرج: الصَّارُوجُ النُّورة وأَخلاطُها التی تُصَرَّجُ بها النُّزُل وغیرُها، فارسیٌّ مُعَرَّب، وکذلک کلُّ کلمة فیها صاد وجیم؛ لأَنهما لا یجتمعان فی کلمة واحدة من کلام العرب. وعن ابن سیده: الصَّارُوجُ النُّورة بأَخلاطها تُطْلَى بها الحیاض والحمَّامات، وهو بالفارسیَّة جاروف عُرِّب، فقیل: صارُوج، وربَّما قیل: شارُوق. وصرَّجها به، أی: طَلاها( ).
الـزَّجْر:
هو سحب میاه البئر بواسطة قربة کبیرة، یجرُّها ثور غالبا، فتنسکب فی حوض کبیر، تسقى منه الزراعة( ). وفی الفتح الجلیل: «أمَّا من یسقی بالزجر ـ دائما ـ فعلیه نصف العشر»( ). وفی اللغة: الزَّجْرُ: زجر الراعی الغنم: صاح بها فانزجرت، ومنه: «ویصیح مجوسیٌّ فینزجر له الکلب»، أی: ینساق له( ). یتشابه المعنیان الاصطلاحیُّ واللغویُّ بجامع الانسیاق فی کلٍّ منهما.
ساقیة جائز وساقیة غیر جائز:
الساقیة: هی قناة یجری فیها ماء الفلج( ). والساقیة الجائز: هی الساقیة التی بها خمسة أصورة فأکثر، والصوار هو الفتحة فی الساقیة لعبور الماء، تفتح وتغلق حسب الحاجة، ویقابل الساقیة الجائز مصطلح «الساقیة الحملان» وهی الساقیة التی بها دون خمسة أصورة( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن له خبیل على ساقیة قد نطله علیها، وفسله وهی جائز، ومن قبل لا یسقی منها، فهل له أن یسقیه من تلک الساقیة، وإن کانت غیر جائز، فهل له أن یسقی منه، والصوار علیه، وله بالثمن؟ الجواب: إن کانت الساقیة غیر جائز فله أن یفتح صوارا بإذن أربابها المالکین لأمرهم إن کان بالشراء أو بغیره، وإن کانت ساقیة جائزا فلا نرى ذلک، والله أعلم»( ). وجاء أیضا: «أمَّا إحرام السواقی ففی جواب الوالد سعید بن خلفان: إنَّ السواقی سواء کانت جوائز أو حملانا، الإحرام عنها واحد، ثلاثة أذرع للنخل، وأمَّا الموز فبعض العلماء قال: یَفسح عنه ذراعین، والحنا ثلاثة أذرع، وبعض العلماء یرخِّص فی السواقی الجوائز ما لا یرخِّص فی غیرها»( ). وفی اللغة: السَّاقیَةُ: النَّهرُ الصَّغیرُ من سَواقی الزَّرعِ( ). والجواز: الماء الذی یسقاه المال من الماشیة والحرث، یقال: استجزت فلانا فأجازنی إذا أسقاک ماء لأرضک أو ماشیتک( ). فالدلالة الاصطلاحیَّة العُمانیَّة لها علاقة بالدلالة اللغویَّة کما هو واضح فی بیان المعنیین.
شرجة:
مفرد، والجمع «شِراج»، وهی شُعَـب الوادی( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل فی رجل له مال تسیل فیه شرجة، فلم یطب نفسًا ربُّ المال بمنافع الشرجة لغیره، فهل له الحجر عن المنافع للغیر؟ وإن أراد ربُّ المال إخراج الماء لأموال له أخر، وطلب جیرانه نصیبا، ألهم ذلک؟ الجواب: حکم رسول الله ﷺ فی شِراج الحَرَّة أن یسقی الأعلى إلى الکعبین، ثمَّ الذی حدر به کذلک، وهکذا الأوَّل فالأوَّل إلى أن ینتهی باستقصاء الأموال أو بانقطاع السبیل»( ). وهذا المعنى عند أهل عُمان جاء ما یدلُّ علیه فی اللغة فالشَّرْجَة: مسیل الماء من الحَرَّة إِلى السهل، والجمع أَشْراج، وشُرُوج، وشِرَاج، وهی مَجَاری الماء من الحِرار إِلى السَّهْل( ). وفی الحدیث أنَّ رجُلاً من الأنْصَارِ خاصَمَ الزُّبیْرَ عنْدَ رسول اللَّهِ ﷺ فی شرَاجِ الْحرَّةِ التی یسْقُونَ بها النَّخْلَ، فقال الأَنْصَاریُّ: سَرّحِ الْماءَ یمُرَّ، فأَبَى علیه، فاخْتَصَمُوا عنْدَ رسول اللَّهِ ﷺ فقال رسول اللَّهِ ﷺ لِلزُّبَیرِ: اسقِ یا زُبَیرُ، ثمَّ أَرسِلِ الْمَاءَ إلى جارِکَ، فغَضِبَ الأَنْصَارِیُّ، فقال: یا رسُولَ اللَّهِ، أن کان ابن عمَّتِکَ! فتَلَوَّنَ وَجهُ رسول اللَّهِ ﷺ، ثمَّ قال: یا زُبَیرُ، اسقِ ثمَّ احبِسِ الْمَاءَ حتَّى یَرجِعَ إلى الجَدْرِ، فقال الزُّبَیرُ: والله إنِّی لأَحسِبُ نزَلَتْ هذه الآیَةُ فی ذلک: ﴿فَلاَ وَرَبِّکَ لاَ یُؤْمِنُونَ حَتَّىَ یُحَکِّمُوکَ فِیمَا شَجَرَ بَیْنَهُمْ﴾ [سورة النساء: 65]( )»( ).
صُوَار:
هو الفتحة فی الساقیة لعبور الماء تفتح وتغلق حسب الحاجة( ). والجمع صُورَة. وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن له خبیل على ساقیة قد نطله علیها، وفسله وهی جائز، ومن قبل لا یسقی منها، فهل له أن یسقیه من تلک الساقیة، وإن کانت غیر جائز، فهل له أن یسقی منه، والصوار علیه، وله بالثمن؟ الجواب: إن کانت الساقیة غیر جائز فله أن یفتح صوارًا بإذن أربابها المالکین لأمرهم إن کان بالشراء أو بغیره، وإن کانت ساقیة جائزا فلا نرى ذلک، والله أعلم»( ). وفی اللغة: الصَّوَرُ (بالتحریک): المَیَل، ورجل أَصْوَرٌ بَـیِّن الصَّوَرِ، أَی: مائل، وفی رأْسه صَوَرٌ، أَی: مَیَل. والنعت: أَصْوَر، وقد صَوَرَ. فیرتبط المصطلح العُمانی بالمعنى اللغوی من حیث تمیـیل سیر الماء فی الجدول من جهة لأخرى. وصَوْرَا النَّهْرِ: شَطَّاه. والصِّوَارُ والصُّوَارُ: القَطیع من البَقَر، والعدد أَصْوِرَة، والجمع صِیران. والصُّوار: وعاء المِسْک، وقد جمعها الشاعر بقوله:
إِذا لاحَ الصِّوارُ ذَکَرْتُ لَیْلى
وأَذْکُــرُها إِذا نَفَح الصِّوارُ( ).
وفی دیوان بشار:
إِذا لاحَ الصِّوارُ ذَکَرْتُ نُعمى
وأَذْکُـــرُها إِذا نَفَح الصِّوارُ( ).
ویقال لغیر النخل من الشجر: صَوْر وصِیران. والصَّوْرُ (بالتسکین): النخل الصغار، والصَّوْرُ: أَصل النخل، والصَّوْر: الجماعة من النخل( ). وفی الحدیث: «عن جابر بن عبد الله عن عمرة بنت حزم أنَّها جعلت النبیَّ ﷺ فی صور نخل ملتفِّ، کنسته، ورشَّته، وذبحت له شاة، فأکلها، وتوضَّأ، وصلَّى الظهر، فقدَّمت إلیه من لحمها، فصلَّى العصر، ولم یتوضأ»( ).
عامد فلج:
ساقیته الأمُّ التی یجری فیها الفلج( ). أو ساقیة الفلج التی تتفرَّع منها الجوائز والحملانات( ). وفی الفتح الجلیل: «توفِّی رجل غریب على عامد فلج میِّت، وعلمنا به بعد یومین أنَّه لم یدفن بعد»( ). وفی اللغة: عَمَد الحائطَ یَعْمِدُه عَمْدًا: دعَمَه، والعمود الذی تحامل الثِّقْلُ علیه من فوق کالسَّقف یُعْمَدُ بالأَساطینِ المنصوبة. وعَمَد الشَّیءَ یَعْمِدُه عَمْدًا: أَقامه. والعِمادُ: ما أُقِیمَ به. وعمدتُ الشیءَ فانعَمَدَ، أَی: أَقمته بِعِمادٍ یَعْتَمِدُ علیه. والعِمادُ والعَمُود: الخشبة التی یقوم علیها البیت. واعْتَمَد على الشیء: توکَّأَ. والعُمْدَةُ: ما یُعتَمَدُ علیه. واعْتَمَدْتُ على الشَّیء: اتَّکأْتُ علیه( ). فالدلالة الاصطلاحیَّة لها علاقة جذریَّة واضحة فی المفهوم اللغویِّ لکلمة «عمد».
فلج:
هو النهر الذی یسقی البلد، وهو عبارة عن قناة مشقوقة داخل الأرض یجری خلالها الماء من مکان تجمُّعه منحدرا صوب المزروعات( ). وفی الفتح الجلیل: «توفِّی رجل غریب على عامد فلج میِّت، وعلمنا به بعد یومین أنَّه لم یدفن بعد»( ). وفی اللغة ما یدلُّ على المعنى الاصطلاحیِّ عند العُمانیِّـین، ففی اللسان: الفَلَجُ (بالتحریک): النَّهر، وقیل: النَّهر الصغیر، وقیل: هو الماء الجاری، والجمع أَفْلاجٌ، وقال الأَعشى:
فمـــــا فَلَجٌ یَسْقِی جَداوِلَ صَعْنَبَى
له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى کلِّ مَوْرِد( ).
الـنزف:
النَّـزْف: هو رفع الماء من البئر بواسطة الدلو( ). والفعل: نـَزَف، واسم المکان: مَـنْـزَف. والمنـزَف ـ أیضا ـ نوع من النخل. وفی الفتح الجلیل: «وسئل: عمَّن فسل صرمة قرب فلج، قالوا: یجوز له أن ینـزف لها بإناء یسقیها، ولا یجوز له أن ینـزح بکفِّه، ما الفرق بینهما؟ الجواب: لا أرى فرقا بین النـزح بالکفِّ، وبین النـزح بالإناء، والله أعلم»( ). وفی اللغة: نزَفْت ماء البئر نَزْفًا إِذا نزحْته کلَّه، ونزَفَ البئرَ ینْزِفها نَزْفًا وأَنْزَفها بمعنى واحد کلاهما: نَزَحها. وأَنزَفَت هی: نزَحت وذهب ماؤها. وأَنزَفَ القومُ: نَفِدَ شرابُهم. أَنزَفَ القومُ إِذا انقطع شرابهم( ). فالمعنى عند أهل عُمان هو ذاته فی اللغة.
وجین الفلج:
الوجین هو الحاجز الذی یمنع من تسرُّب الماء، ویسمَّى ـ أیضا ـ «ودِین» و«وْعَب»، ورأسه، أی: قمَّته وأعلاه( ). والفلج قد مرَّ تعریفه. وفی الفتح الجلیل: «فیمن أراد یُجَدِّر على وجین الفلج، ومراده یأخذ الفلج عنده، وعلى الفلج عاضد للمدرسة، کیف یصنع المجدر فی العاضد؟ قال: الله أعلم، ووجین الفلج حکمه حکم ما یحاذیه [...]»( ). وفی اللغة: وجن: الوَجْنَةُ: ما ارتفع من الخَدَّیْنِ للشِّدْق والْمَحْجِرِ. والوَجنةُ والوِجْنةُ والوُجنةُ والوَجَنة: ما انحدر من الْمَحْجِرِ، ونتأَ من الوجه، وقیل: ما نتأَ من لحم الخدَّین بین الصُّدغین وکَنَفَی الأَنف، وقیل: هو فَرَقُ ما بین الخَدَّیْن والمَدْمَعِ من العظم الشاخص فی الوجه إِذا وَضَعْتَ علیه یَدَک وجدت حَجْمَه. وإِنما سمِّیت الوَجْنَةُ وَجْنَةً؛ لنُتُوئها وغلظها( ). یتشابه المعنیان العُمانیُّ واللغویُّ فی کلمة «وجین» بجامع الارتفاع والنتوء فی کلٍّ.
مصطلحات الزراعة والممتلکات:
أمبا:
شجرة ثمرها حلو المذاق، بعض أهل عُمان یطلق علیها «أمبا» وبعضهم: «لَمْبا»، وبعضهم: «همبا»، وبعضهم: «أنبا»، وبعضهم: «أنباء»، وهی شجرة المانجا( ). وفی الفتح الجلیل: «فی فسل الأمبا على الساقیة الجائزة من غیر سبق ومن غیر الإحرام المعتادة، قال: لا بأس بذلک، والأمبا فیما سمعنا أقلُّ ضررًا على السواقی من النخل»( ). ویبدو أنَّ هذا المصطلح «أمبا» خاصٌّ بالعُمانیِّـین، حیث لم أجد لها جذرا فی اللغة.
جَلْبَة:
هی مقدار من الأرض تقطع للزراعة، وتکون على قدر الأفلاج، فالفلج الکبیر جَلْبَتُهُ کبیرة، والصغیر بقدره، وفی بعض مناطق عُمان تسمَّى الْجَلْبَة جیلا( ). وفی الفتح الجلیل: «... وبِجَلْبَتِهِ التی فیها الشجر من ماله من بلد المنترب»( ). وفی اللغة: «جَلَبَ» الجیم واللام والباء أصلان: أحدهما: الإتیان بالشیء من موضع إلى موضع. والآخر: شیء یغشى شیئا( ). فالجلبة یؤتى بالماء إلیها فیغشاها.
رموم:
جمع، مفرده «رَّمٌّ»، وهو قطعة أرض بیضاء مملوکة( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عن رجل باع سهمه على شریکه من نخیل، وماء، وبیوت، ورموم»( ). وفی اللغة ما یدلُّ على المصطلح العُمانیِّ، ففی العین: «جاء فلان بالطمِّ والرمِّ». فالرمُّ: ما کان على وجه الأرض من فتات( ). والطِّمُّ: البَحْرُ، وقیل: الرِّمُّ الثَّرَى، وقِیلَ: الطِّمُّ الرَّطْبُ، والرِّمُّ الیابسُ( ). فالأرض البیضاء هی أرض یابسة.
زور:
هو سعف النخیل، مفردها زُورَة( ). وفی الفتح الجلیل: «ما تقول فی الطریق إذا کانت ضیِّقة أقلّ ممَّا لها من الذرع، وأراد صاحب المال الذی یلیها إمَّا أن یُحضِّر ماله بالزُّور أو بعیایـیص من حدید، هل هذا والجدار سواء إن وقع الضرر بالمارِّین؟ الجواب: أرى تضیـیق الطریق بالحضار. والجدار، والعیایـیص سواء، وکلُّه ممنوع، والله أعلم»( ). وفی اللغة: «الزَّوْرُ: عَسیبُ النَّخْلِ»( ). والعَسِیب: جرید النخل إِذا نُحِّیَ عنه خُوصه، أو هو السَّعَفَة ممَّا لا یَنْبُتُ علیه الخُوصُ( ). فالزور بمعناه عند العُمانیِّـین موجود فی اللغة الفصحى.
السحُّ:
هو التمر. وفی الفتح الجلیل: «أوصت فلانة ببیتها الذی لها من بلدة کذا بحدِّه وحدوده، وطرقه، وجمیع ما یستحقُّه شرعًا، وبما فیه من الأوانی، والأوعیة، والصفر، وجرار السحِّ، وبکلِّه وکلِّ ما فیه من حجر ومدر لفلان من ضمان لزمه له، فهل یدخل المندوس [...] فی هذا اللفظ المذکور؟ الجواب: اعلم أنَّ هذه الوصیَّة متناولة للبیت بکلِّه، وما یستحقُّه من الحدود، وکلِّ ما فیه من حجر ومدر، والأوانی والأوعیة، والصفر، وجرار السحِّ. أمَّا المندوس فهو من الأوعیة وأوانی البیت»( ). وفی اللغة ما یدلُّ على المعنى العُمانیِّ: «السُّحُّ والسَّحُّ: التمر الذی لم یُنْضَح بماء، ولم یُجْمَعْ فی وعاء ولم یُکْنَزْ، وهو منثور على وجه الأَرض. قال ابن درید: السُّحُّ: تمر یابس لا یُکْنَز، لغة یمانیَّة»( ).
الصَّرْم:
جمع، مفرده: «صرمة» وهو صغیر النخل( ). وفی الفتح الجلیل: «من إمام المسلمین محمَّد بن عبد الله بیده إلى الشیخ المحترم الولد مبارک بن سالم المقبالی، سلام علیک، أمَّا بعد: فإنَّ الصرم فی العزاب من الأصول، لا یرجع أمره إلى صالح بن عیسى، إنَّما لهم منحة غلَّة النخل، فإن کان مستغن عنه المال بعه»( ). وفی اللغة: صَرَمَ النخلَ والشجرَ والزرع یَصْرِمُهُ صَرْمًا واصْطَرَمه: جَزَّه. والصِّرْمةُ: هی قطعة من النخل خفیفة، ویقال للقطعة من الإِبل صِرْمةٌ إِذا کانت خفیفة، وله صرمة من النخل( ). نلاحظ أنَّ المعنى العُمانیَّ هو ذاته موجود فی اللغة العربیَّة الواسعة.
ضاحیة:
تکتب ـ أیضا ـ بالظاء «ظاحیة» وهی المزرعة( ). والجمع الضَّوَاحی. وفی الفتح الجلیل: «وعُرِض علیه [أی: الإمام الخلیلی ـ رحمه الله ـ] سؤال وجواب، فکتب على أثرهما: أمَّا ما کتبه ـ یعنی: الموصی ـ وأنَّه عن أبیه وعن أمِّه، فهو من رأس المال کما ذکرت، وإیصاؤه ببیع ضاحیته وبیته لإنفاذ وصیَّته لیس هذا المودع، فإن بیع البیت أو المال فما فضل ردَّ للوارث، وما قصر ردَّ علیه، أی: فی باقی المال»( ). وفی اللغة ما یشیر إلى المعنى العُمانیِّ، فقد جاء فیها: ضَحَا الشیءُ یَضْحُو فهو ضاحٍ، أَی: بَرَزَ. والضاحی من کلِّ شیءٍ: البارِزُ الظاهِرُ الذی لا یَسْتُرُه منک حائِطٌ ولا غیْرهُ. وضَواحِی کلِّ شیءٍ: نَواحیهِ البارِزَة للشمسِ. والضَّواحی من النَّخْلِ: ما کان خارِجَ السُّورِ صِفةٌ غالبة؛ لأَنها تَضْحَى للشمسِ( ). وممَّا ورد من کتبه ﷺ: «هذا کتاب من محمَّد رسول الله لأهل دومة الجندل وما یلیها من طوائف کلب مع حارثة بن قطن، لنا الضاحیة من البعل، ولکم الضامنة من النخل»( ). یعنی بـ«الضَّامِنَةِ»: ما أَطَافَ به سُور الْمَدینَةِ، و«الضَّاحِیَة»: الظاهرة البارِزَة من النَّخِیلِ الخارِجَة من العِمارةِ التی لا حَائِلَ دونَها، و«البَعْل»: النَّخْل الراسِخُ عُروقُه فی الأَرض، و«الضامِنَة»: ما تَضَمَّنها الحدائِقُ والأَمْصار وأُحِیطَ علیها( ).
العابیة:
هی الأرض التی یُزرع بها القتُّ والمحاصیل الموسمیَّة( ). والجمع: العوابی. وفی الفتح الجلیل: «وحوز حمود للعابیة لم تبیِّنه أنَّه حوز بملک»( ). وفی اللغة: العَبُ: ضَوْءُ الشمسِ وحُسْنُها. یقال: ما أَحسَنَ عَبَها، وأَصْلُه العَبْوُ فنُقِصَ. ویقال: امرأَةٌ عابِیَةٌ، أَی: ناظِمَة تَنْظِمُ القلائد، قال الشاعر یصف سهامًا:
لها أُطُرٌ صُفْرٌ لِطافٌ کأَنَّها
عَقِیـــقٌ جَلاهُ العابِیاتُ نظِیمُ
والأَصل «عابِئَةٌ» بالهمز من عَبَأْتُ الطِّیبَ إِذا هَیَّأْتُه( ). فتخصیص أرض للمحاصیل الموسمیَّة یبعث فیها التجدُّد والنشاط؛ وبذلک یبرز حسنها وجمالها، ولعلَّ هذا هو محلُّ الارتباط بین المعنى العُمانیِّ واللغویِّ.
عاضد:
أی: مجموعة أشجار مزروعة فی خطٍّ مستقیم، والجمع «عُوَاضِد»( ). وفی الفتح الجلیل: «فیمن أراد یُجَدِّر على وجین الفلج، ومراده یأخذ الفلج عنده، وعلى الفلج عاضد للمدرسة، کیف یصنع المجدِّر فی العاضد؟ قال: الله أعلم، ووجین الفلج حکمه حکم ما یحاذیه [...]»( ). وفی اللغة ما یدلُّ على المعنى عند أهل عُمان: «العاضِدان: سَطْران من النخل على فَلَج. والعَضُدُ من النخل: الطریقة منه»( ). وممَّا ورد فی کتب الحدیث: «عن واصِل مولى أبی عُیـیْنَةَ قال: سمعت أبَا جعْفَر محمَّد بن علِیٍّ یحدِّث عن سمُرَةَ بن جنْدُبٍ أنَّهُ کانت له عضُدٌ من نخْلٍ فی حَائطِ رَجلٍ من الأَنْصَارِ، قال: ومع الرَّجلِ أَهْلهُ، قال: فکَانَ سَمرَةُ یَدْخلُ إلى نَخْلهِ، فیَتَأَذَّى بهِ، وَیَشقُّ علیه، فطَلَبَ إلیه أنْ یَبیعَهُ فأَبَى، فطَلَبَ إلیه أنْ ینَاقِلَهُ فأَبَى، فأَتَى النبیَّ ﷺ فذکر ذلک له، فطَلَبَ إلیه النبیُّ ﷺ أنْ یَبیعَهُ فأَبَى، فطَلَبَ إلیه أنْ ینَاقِلَهُ فأَبَى، قال: فَهبْهُ له ولَکَ کذا وکذا، أَمرًا رغبة فیه فأَبَى، فقال: أنت مُضارٌّ، فقال رسول اللَّهِ ﷺ للأَنْصَارِیِّ: اذْهبْ فاقْلَعْ نخْلَهُ»( ). واتَّسع فی العضد، فقیل: عضد الحوض، وعضد الطریق لجانبه ویقولون: إذا نخرت الریح من هذه العضد: أتاک الغیث یریدون ناحیة الیمن، ثمَّ قالوا للطریقة من النخل: عضد؛ لأنَّها متساطرة( ).
عیش:
هو الأرز وعند البعض کذلک الهریس( ). وفی الفتح الجلیل: «ما تقول فی رجل اشترى عشر جوانی عیش بمائة وأربعین قرشا»( ). وفی اللغة: العَیْشُ: الحیاةُ، عاشَ یَعِیش عَیْشًا، وعِیشَةً، ومَعِیشًا، ومَعاشًا، وعَیْشُوشةً. والْمَعاشُ والمعِیشُ والْمَعِیشةُ: ما یُعاشُ به. وعَیْش بنی فلان اللَّبَنُ إِذا کانوا یَعِیشون به، وعیش آل فلان الْخُبز والْحَبُّ، وعَیْشُهم التَّمْرُ، وربَّما سمَّوا الخبز عَیْشًا. والعَیْش: الطَّعام، یمانیَّة. والعَیْش: المطْعم والمشْرب وما تکون به الحیاة( ). فتسمیة العُمانیِّـین الأرز عیشا لکونه ممَّا یعاش به، فقد أصبح قوت حیاتهم.
القَتُّ:
هو من علف الدوابِّ( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل هل یصحُّ قعد الأرض إذا کان فیها قتٌّ أو حشیش ستَّة أشهر أو أکثر، وإذا کان فیها نخل، واشترط المقتعد أنَّ ثمرة هذا النخل له، أیثبت الشرط، ولیس للنخل وَقْتَ القعدِ ثمرة ؟ [...] الجواب: إذا کان القعد للأرض وإزالة القتِّ منها فلا بأس، وإن کان القعد للأرض على إبقاء القتِّ فیها فلا یصحُّ، وکذا القول فی النخل»( ). ونجد أن المعنى العُمانیَّ هو ذاته فی اللغة فقد جاء: القَتُّ: الرَّطْبةُ من عَلَف الدَّواب، ویُسمَّى «القَتّ»، فإِذا جفَّ فهو قَضْبٌ. وهو جمع عند سیبویه واحدتُه: قَتَّةٌ، مثال تَمْرة وتَمْر، قال الأَعشى:
ونَــأْمُرُ للمَحْمُومِ کلَّ عَشِیَّةٍ
بِقَتٍّ وتَعْلیقٍ فقد کان یَسْنَقُ
والقَتُّ یَکون رطْبًا، ویکون یابسًا( ). وممَّا ورد فی کتب الحدیث: «عن سعِیدِ بن أبی بُرْدةَ عن أبیه: أتَیْتُ الْمدِینَةَ، فلَقِیتُ عبد اللَّهِ بن سلاَمٍ فقال: ألا تجِیءُ فأُطْعِمَکَ سوِیقًا وتَمْرًا وتَدْخُلَ فی بیْتٍ، ثمَّ قال: إِنَّکَ بِأرْضٍ الرِّبا بها فاشٍ، إذا کان لک على رجُلٍ حقٌّ، فأَهْدَى إِلیْکَ حمْلَ تبْنٍ أو حمْلَ شعِیرٍ أو حمْلَ قتٍّ فلا تأْخُذْهُ؛ فإنَّه ربًا»( ). جاء فی شرح الحدیث: قوله: «حمل قَتٍّ» بفتح القاف وتشدید المثناة، وهو علف الدوابِّ، أو هو ما تأکل الدوابُّ من الشیء الیابس( ). وعن الحسن: «لیس فی الفصافص صدقة» واحدها فصفصة، وهی الرطبة من علف الدوابِّ، ویسمَّى «القتُّ»، فإذا جفَّ فهو قضب( ). وفی معجم المصطلحات الزراعیَّة: هی الفصَّة فی الشام، وتسمَّى الرطبة والقضب إذا کانت غضَّة، والقتَّ إذا جفت، وهی معمِّرة، وتحشُّ ستَّ مرَّات إلى ثمانی مرَّات فی السَّنَة( ).
المال:
المزرعة، وأحیانا یطلق بمعنى «مُلْک» أو «خاصَّة» کقولهم: «هذه السیارة مال فلان» أی: مالکها( ). وفی الفتح الجلیل: «وطناء المال ـ یا حمود ـ علمته، وأنتم لیس علیکم فیما أطنیتم، وفیما أبقیتم إلاَّ الاجتهاد»( ). والمالُ فی اللغة: ما مَلَکتَه من جمیع الأَشیاء، قال ابن الأَثیر: المال فی الأَصل ما یُملک من الذَّهب والفضَّة، ثمَّ أُطلِق على کلِّ ما یُقْتَنَى ویُملَک من الأَعیان، وأَکثر ما یُطلق المال عند العرب على الإِبل؛ لأَنها کانت أَکثر أَموالهم. قال ابن الأَثیر: وقد تکرَّر ذکر المال على اختلاف مُسَمَّیاتِه فی الحدیث ویُفرَق فیها بالقَرائن. ورجلٌ مالٌ: ذو مالٍ، وقیل: کثیرُ المال کأَنَّه قد جَعَل نفسَه مالاً وحقیقته ذو مالٍ. ومالُ أَهلِ البادیة: النَّعَمُ( ). نلاحظ أنَّ المعنیین العُمانیَّ واللغویَّ بینهما عموم وخصوص، فإطلاق «المال» على المزرعة تخصیص؛ لکونها جزءًا ممَّا یُملک.
المبسلی:
هو نوع من النخل، وتکون ثمار المبسلی ذهبیَّة فی طور البسر، ثمَّ تتحوَّل إلى اللون البنِّیِّ فی طور الرطب، وتمره بنِّیٌّ داکن، وتستهلک فی جمیع الأطوار، وتنضج ثماره فی منتصف القیظ، وتنتشر زراعته فی معظم شمال عُمان، مثل: محافظات جنوب الشرقیَّة، وشمال الشرقیَّة، والداخلیَّة، والظاهرة، وجنوب الباطنة، وشمال الباطنة. ترتبط نخلة المبسلی بعادة موسمیَّة اجتماعیَّة اقتصادیَّة تسمى «التبسیل» وهو طبخ بسرها وتجفیفه، وذلک فی موسم الصیف وقت حصاد التمور، وعادة ما یکون فی أواخر یونیو وبدایة یولیو، ویستمرُّ أسبوعین یُحصد فیها بسر المبسلی، ویبدأ الحصاد الیومیُّ ـ غالبا ـ بعد الفجر مباشرة حتَّى الظهر.
وأمَّا عن کیفیَّة «التبسیل» فبعد حصاد بسر المبسلی فإنَّه ینقل إلى الترکبة «جهاز التبسیل» ثمَّ یُغلَى ذلک البسر مدَّة نصف ساعة إلى ساعة تقریبا فی مراجل کبیرة، وبعد نضاجه یُخرج من المراجل بمغراف البسر، وتسمَّى البسور الناضجة «الفاغور»، ثمَّ ینقل الفاغور على قُفُر (سلال سعفیَّة) لیجفَّف فی المسطاح (مکان فسیح منبسط) مدَّة ثلاثة أیَّام إلى ستَّة أیَّام حسب حرارة الشمس، وبعد جفافه یجمع فی أکیاس خاصَّة لحفظه، ثمَّ ینقل إلى المخازن، ویباع فی الأسواق، أو یصدَّر إلى بعض الدول، لاسیما الهند. ویشترک فی عملیَّة التبسیل مجموعة من الرجال والنساء والأطفال، کلٌّ بحسبه، فالنساء عادة ما یقمن بقطف البسر وخرطه من العذوق، وفصل ما لا یصلح للتبسیل، أمَّا الأطفال ففی الغالب یقومون بجمع البسر المتساقط، وأمَّا الرجال فما سوى ذلک کجذِّ العذوق من النخل، والعمل على إیصالها إلى الأرض، ونقل البسر إلى الترکبة، والإشراف على طبخه، والقیام بتجفیفه... إلخ عملیَّة التبسیل الآنفة الذکر، وکلٌّ له مکافأته من مالک بسر المبسلی( ).
وفی الفتح الجلیل: «وسئل قال قائل: إنَّه وَجد فی الأثر قولا أنَّ تمر المبسلی لا زکاة فیه. الجواب: قیل: إنَّ البسر المغلى لا زکاة فیه؛ لأنَّه لم یتمر، وهذا قول متروک لا عمل علیه، وأمَّا تمر المبسلی فلا قائل إنَّه لا زکاة فیه، ولو قال به قائل لم نَعُدَّه قولا، والله سبحانه وتعالى أعلم»( ). وفی اللغة نجد المعنى العُمانیَّ واضحا، فقد جاء: أَبْسَل البُسْرَ: طَبَخَهُ وجَفَّفَهُ فهو مبسل( ).
المسطاح:
هو المکان المعدُّ لتجفیف التمر بعد جنیه، والبسر بعد طبخه( ). والتمور تحتوی على کمِّـیَّة من الماء فالتجفیف سبیل لحفظها، إلاَّ إذا أرید استهلاکها مباشرة أو أرید تخزینها تحت الظروف المبرَّدة( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل فیمن لا تبلغ غلَّته النصاب إلاَّ بحمل الرُّطَب الذی یأکله وأولاده، فهل یحمل علیه ذلک، وإن کان فی أوَّل الثمرة، وقد ذهب فی حین الحصاد؛ لسبقه علیه على قول من أوجبها أم یحمل علیه ما کان فی ذلک الوقت حاضرا، أم القول بعدم الحمل أولى، فتکون فیما جمعه المسطاح أو فیما یبس حسبما قیل [...]؟ الجواب: العمل على الاعتبار فی النصاب بالدِّراک، وهکذا عمل الصحابة فی زمن النبیِّ ﷺ؛ لأنهم کانوا یخرصون النخل، وأمَّا الأخذ فبعد الدِّراک، وبعد الجذاذ، فعلى هذا إذا تمَّ النصاب ثمَّ أصابته جائحة أخذ من الباقی، والذاهب لا یؤخذ علیه شیء»( ). وقد جاء لفظ «مسطاح» بمعنى مکان تشمیس الحبِّ والثمر من تمر ونحوه. وهو ما یعرف بـ«الجرین» فی مصر والعراق، ویسمَّى فی الشرق والشام: «البیدر»، وفی الحجاز: «المربد»، وهو الموضع الذی یجمع فیه التمر لیتکامل جفافه، ویسمَّى فی البصرة: «الجوجان» ویسمَّى عند آخرین: «الطبابة»، ومسمَّى الجمیع واحد( ). والجُرْنُ والجَرین: موضع التمر الذی یُجَفَّف فیه( ). وفی الحدیث عن رَسول الله ﷺ قال: «لاَ قَطْعَ فی ثمَرٍ معَلَّقٍ، ولاَ فی حَریسَةِ جبَلٍ، فإذا أواه الْمرَاحُ أوِ الْجَرینُ، فَالقَطْعُ فیمَا یَبْلغُ ثمَنَ الْمجَنِّ»( ). وفی اللغة نجد المعنى العُمانیَّ ذاته، فقد جاء: المِسْطَحُ (تُفتح میمه وتکسر): هو مکان مستوٍ یُـبسط علیه التمر ویجفَّف، ویُسَمَّى «الجَرِینَ» یمانیَّة، والمِسْطَحُ: حصیر یُسَفُّ من خوص( ).
نَطَلَ:
نَطَلَ الرجلُ الأرضَ، أی: أزال التراب عن الأرض المرتفعة عن ساقیة الفلج لتنزل حتَّى یصل ماء الفلج إلیها، أو تسویة الأرض العلیا بالسفلى، ونقل التراب إلى مکان آخر، ومن ثَمَّ تهیئـتها للزراعة( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن له خبیل على ساقیة قد نطله علیها، وفسله وهی جائز، ومن قبل لا یسقی منها، فهل له أن یسقیه من تلک الساقیة، وإن کانت غیر جائز، فهل له أن یسقی منه، والصوار علیه، وله بالثمن؟ الجواب: إن کانت الساقیة غیر جائز فله أن یفتح صوارا بإذن أربابها المالکین لأمرهم إن کان بالشراء أو بغیره، وإن کانت ساقیة جائزا فلا نرى ذلک، والله أعلم»( ). وجاء فی اللغة: النَّطل: ما عصر من الخمر بعد السُّلاف، والمناطل: المعاصر التی یُنطل فیها. والنَّطْلُ: ما على طُعْم العنب من القِشْر. والنَّطْلُ: ما یُرْفَع من نقِیع الزبیب بعد السُّلاف، وإِذا أَنْقَعْت الزبیب فأَوَّل ما یُرفع من عُصارتِه هو السُّلاف، فإِذا صُبَّ علیه الماء ثانیةً فهو النَّطْل. والنَّطْلُ: اللبن القلیل. ویقال: انتطَل فلان من الزِّقِّ نَطْلة، وامتَطَل مَطْلة إِذا اصْطَبَّ منه شیئًا یسیرًا( ). وفی المصطلحات الزراعیَّة: «نَطْل: ما یسیل بالعصر»( ). نلاحظ التشابه بین المعنى العُمانیِّ واللغویِّ بجامع الرفع والإزالة فی کلٍّ.
مصطلحات الزینة واللباس:
خنجر:
مفرد، والجمع «خناجر» وهو سلاح تقلیدیٌّ، وفی العصر الحالی یمثِّل الخنجر مع سیفین متقاطعین شعار الدولة فی سلطنة عُمان، ویظهر فی عَلَم الدولة، وعلى المؤسسات الحکومیَّة، والعملات النقدیَّة، والوثائق الرسمیَّة. والخنجر من مکمِّلات الزیِّ العُمانیِّ الرسمیِّ للرجال؛ إذ یُلبس فی المناسبات الرسمیَّة، والاجتماعیَّة. ویتکوَّن الخنجر من: النصل، والقطاعة (الغمد)، والقرن (المقبض)، والحزام. وللخنجر أنواع عدیدة، من أهمِّها: الخنجر النـزوانیُّ، والخنجر السعیدیُّ، والخنجر الصوریُّ، والخنجر البدویُّ. وکلُّ واحد من هذه الأنواع یختلف عن الآخر فی الشکل، والوزن، وطریقة التزیـین( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن له خنجر منذ عشرین سنة صاغها، ویظنُّ أن لا زکاة فیها، فما الذی یلزمه الآن؟ الجواب: القول الراجح أن یؤدی عن السنین الماضیة، وهذا الذی یقوِّیه القیاس، ویؤیِّده النظر، والقول الآخر ینبنی على التیسیر، والله سبحانه وتعالى أعلم»( ). ونجد فی اللغة: «الخَنجَر، کجَعفَرٍ: السِّکِّین، والخنجر: سکِّین کبیر»( ). فهذا جزء من مکوِّنات الخنجر العُمانیَّة، فالمعنى العُمانیُّ أعمُّ.
مصطلحات المعاملات التجاریَّة:
زابن:
من المزابنة، وهی المزایدة فی الثمن على شراء سلعة معیَّنة أو استقعادها( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن أرسل معه شیء لیبیعه بالنداء، فأراده، ما یصنع؟ هل له أن یزید بنفسه مع الدلاَّل؟ الجواب: إن أراد شراءه وکَل عنه من یزابن فی السوق بحیث لا یعلم الدلاَّل، وفیه رخصة؛ وذلک خوفا من محاباة الدلاَّل له أن یزابن بنفسه»( ). وعند أهل اللغة: الزَّبْـن الدفع، زبنت الناقة إذا ضربت بثفنات رجلیها عند الحلب، والزَّبْن: دفع الشَّیء عن الشَّیء، کالناقة تزبن ولدها عن ضرعها برجلها، وتزابن القوم: تدافعوا، وزابن الرجل: دافعه، وسمِّی بعض الملائکة بـ«الزَّبانیَة» فی قوله تعالى: ﴿فَلْیَدْعُ نَادِیَه سَنَدْعُ الزَّبَانِیَةَ﴾ (سورة العلق: 17 - 18)؛ لدفعهم أهل النار إلیها( ). ومنه ما ورد عن النبیِّ ﷺ أنَّه «نهى عن المزابنة، والمزابنة: بیع الثمر بالتمر کیلا، وبیع الکرم بالزبیب کیلا»( ). والمزابنة: هی بیع التمر على النخیل بتمر مجذوذ، أو بیع الرُّطَب على النخیل بتمر مجذوذ مثل کیله خرصا، «أی: تقدیرا وظنًّا وتخمینا»، مأخوذ من الزَّبْن، وهو الدفع، وهذا البیع لَمَّا کان بقیاس وتخمین یحتمل وقوع المنازعة بزیادة ونقصان، فیفضی إلى المدافعة وردِّ البیع بسبب الغبن؛ ولهذا سمِّی بالمزابنة( ). ویمکن ملاحظة التشابه بین المعنیین العُمانیِّ واللغوی بجامع الدفع والتدافع فی کلٍّ، فإنَّ المزابنة فی المصطلح العُمانیِّ فیها تدافع قولیٌّ فی الثمن، فکلُّ من یدفع قیمة أعلى تکن السلعة حلیفته.
طناء:
هو بیع ثمر النخل فی رؤوس النخل( ). أو هو بیع غلَّة النخل على رؤوسه بالمزاد العلنیِّ عادة( ). ورد فی الفتح الجلیل: «وطناء المال ـ یا حمود ـ علمته، وأنتم لیس علیکم فیما أطنیتم، وفیما أبقیتم إلاَّ الاجتهاد»( ). وفی اللغة نجد المعنى العُمانیَّ ذاته، فقد جاء: «الطِّنء: بیع الثمر فی رؤوس النخل، لغة أزدیَّة، یقال: أَطْنَأَ فلان فلانا، إذا باع علیه ثمر نخله»( )، وأطنى الشجر أو ثمر النخل: اشتراه( ).
مصطلحات المهن والحرف:
بیدار:
هو العامل فی النخل والزرع مقابل جزء من الغلَّة أو عذق هو أجود العذوق، والعمل فی هذا یسمَّى: «بِدَارة»( ). والجمع: «بیادیر». والبدارة تسمَّى فی المعاملات الإسلامیَّة بـ«المساقاة»، أی: معاقدة دفع الشجر إلى من یصلحه بجزء من ثمره، وتسمَّى: «المعاملة»( ). وفی الفتح الجلیل: «فی المال إذا کان له شرب من بادَّة، وتلک البادَّة لأموال معلومة، وللمال بیدار [...]»( ). وفی اللغة: بادرَ إلى الشَّیْءِ: أسرَع. والبَیْدَرُ: الموضع الذی یداس فیه الطعام. وبدَرَه الأَمرُ، وبدَر إلیه یَبدُرُ بَدرًا: عجِلَ وأسرعَ إلیه واستَبَقَ، قال الزَّجَّاجُ: وهو غیرُ خارجٍ عن معنى الأصلِ، یعنی الامتلاءَ؛ لأنَّ معناه استَعْمَلَ غایةَ قُوَّتِه وقُدرَتِه على السُّرعَة، أی استعملَ مِلءَ طاقَتِه( ). فالبیدار یستعمل غایة قدرته وطاقته لإنجاز العمل، کما أنَّه یبادر إلى قضاء مهمته.
الجمَّال:
هو صاحب الجِمال المؤجَّرة أو القائم على أمرها( ). والجمع «جمامیل». وفی الفتح الجلیل: «عمَّن کارى على متاع یحمله الجمَّال، ویُبلِغه رجلا بمسلک، فلمَّا وصل الجمَّال إلى الرجل لم یقبضه منه، فباعه الجمَّال»( ). ونلاحظ المعنى العُمانیَّ فی اللغة، فقد جاء: الجَمَّال والجَمَّالة: أَصحاب الجِمال، مثل: الخَیَّالة، والحَمَّارة، ورَجُل جامِل: ذو جَمَل( ).
الحمامیر:
جمعٌ، مفرده حمَّار، وهو صاحب الحمیر المؤجَّرة أو القائم على أمرها( ). وفی الفتح الجلیل: «من إمام المسلمین، محمَّد بن عبد الله بیده إلى الشیخ القاضی المحترم سعید بن أحمد الکندی، سلام علیکم ورحمة الله، أمَّا بعد: فکتابک وصلنی، أمَّا ولد الشیخ الصَّفَّار فقد أخذ سعة إلى رجوع الحمامیر من نَخَل المرَّة الآتیة»( ). وفی اللغة ما یدلُّ على المعنى العُمانیِّ فقد جاء: الحمَّارة: أصحاب الحمیر فی السفر( ).
الدلاَّل:
بفتح الدال وکسرها، هو الشخص الذی ینادی بالبضاعة على الجمهور للمزایدة علیها، وله نسبة معیَّنة من قیمة البیع( ). وفی الفتح الجلیل: «وسئل عمَّن أرسل معه شیء لیبیعه بالنداء، فأراده. ما یصنع؟ هل له أن یزید بنفسه مع الدلاَّل؟ الجواب: إن أراد شراءه وکَل عنه من یزابن فی السوق بحیث لا یعلم الدلاَّل، وفیه رخصة؛ وذلک خوفا من محاباة الدلاَّل له أن یزابن بنفسه»( ). وفی تاج العروس: «والدَّلاَّل کشدَّاد: الجامع بین البیِّـعَـیْن [...] وقال ابن درید: الدَّلالَة ـ بالفتح ـ حرفة الدَّلاَّل»( ). نلاحظ أنَّ المعنى العُمانی هو ذاته فی اللغة.
خاتمة:
بعد هذا التطواف فی رحلة البحث نصل إلى النتائج الآتیة:
- عُمان لدیها مخزون ثقافیٌّ وحضاریٌّ عظیم، وهذا بحاجة إلى تکثیف الجهود لإبرازه، وانتشاله من الضیاع.
- المصطلحات العُمانیَّة تُعدُّ ثروة لغویَّة؛ من خلالها یمکن التعرُّف على الحضارة العُمانیَّة.
- المصطلحات العُمانیَّة کثیرا ما نجد لها علاقة جذریَّة فی المعاجم اللغویَّة العامَّة، بل نجد من یصرِّح من أصحاب المعاجم بأنَّ لفظةً ما هی لغة عُمانیَّة أو لغة أهل عُمان، أو أزدیَّة.
- العمل على التعریف بالمصطلحات العُمانیَّة المستخرجة من بطون الموسوعات الفقهیَّة یعدُّ مشروعًا معجمیًّا ضخمًا، وهذا بحاجة إلى تضافر الجهود، لا سیما الجهود العُمانیَّة؛ للاستفادة من تلک المصطلحات؛ إذ یُخشى أن تندرس عبر الزمن، ومن ثَمَّ تندرس تلک الموسوعات التی وردت فیها مسائل وقضایا لا یمکن فهمها إلاَّ بتوضیح معانی تلک المصطلحات.
- السؤالات والجوابات تشکِّل بمجموعها نمطا من أنماط المعرفة الحضاریَّة لبلد ما فی زمن معیَّن.
- کتاب «الفتح الجلیل من أجوبة أبی خلیل» به کثیر من المصطلحات العُمانیَّة، وإنَّما اقتصرت على ما تیسَّر؛ لضیق المقام.
- المصطلحات الواردة فی «الفتح الجلیل» کثیر منها متعلِّق بالزراعة والریِّ؛ وهذا إن دلَّ على شیء فإنَّما یدلُّ على اهتمام أهل عُمان بذلک، وسعیهم الدؤوب للاکتفاء الذاتیِّ، لاسیما فی الجانب الغذائیِّ.
- عُمان بلد حضاریٌّ عریق؛ اعتمد على شَقِّ القنوات لاستخراج المیاه والاستفادة منها، وإلى هذا العصر لا زالت کثیر من الأفلاج شاهدة على ما قدَّمه أولئک القدماء من تضحیة وبذل.
- من المعالم الحضاریَّة العُمانیَّة دقَّة تنظیم المیاه، سواء میاه الأفلاج أو الآبار، فکلٌّ یأخذ حقَّه من الماء حسب نظام معیَّن دقیق.
- ینبغی من الأجیال المعاصرة أن تستفید من خبرات أولئک القدماء فی ترشید المیاه، وکیفیَّة استخدام الأفلاج، والمحافظة علیها، والاهتمام بجانب الزراعة؛ فذلک من روافد الحضارة العُمانیَّة.
- القرآن الکریم.
- ابن حجر العسقلانی، أحمد بن علی بن حجر: فتح الباری شرح صحیح البخاری، د.ط، دار المعرفة، بیروت، د.ت.
- ابن حجر العسقلانی، أحمد بن علی بن حجر: هدی الساری مقدِّمة فتح الباری شرح صحیح البخاری، د.ط، دار المعرفة، بیروت، 1379هـ.
- ابن درید، محمَّد بن الحسن الأزدی: جمهرة اللغة، الطبعة الأولى، د.نا، د.ت.
- ابن سعد، محمَّد بن سعد بن منیع الزهری: الطبقات الکبرى، د. ط، دار صادر، بیروت، د.ت.
- ابن سیده، أبو الحسن علی بن إسماعیل المرسی: المحکم والمحیط الأعظم، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیَّة، بیروت، 2000م.
- ابن منظور، محمَّد بن مکرم الأفریقی المصری: لسان العرب، طبعة جدیدة ومحقَّقة، دار ومکتبة الهلال، بیروت، د.ت.
- أبو داود، سلیمان بن الأشعث السجستانی: سنن أبی داود، د.ط، دار الفکر، بیروت، د.ت.
- ابن فارس، أحمد بن فارس بن زکریا: معجم مقاییس اللغة، الطبعة الثانیة، دار الجیل، بیروت، لبنان، 1420هـ/1999م.
- الأندلسی، علی بن إسماعیل النحوی اللغوی: المخصَّص، الطبعة الأولى، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1417هـ/ 1996م.
- البخاری، محمَّد بن إسماعیل: الجامع الصحیح المختصر، الطبعة الثالثة، دار ابن کثیر، الیمامة، بیروت، 1407 هـ/ 1987م.
- البستی، أحمد بن محمَّد بن إبراهیم: غریب الحدیث، د.ط، جامعة أمِّ القرى، مکَّة المکرَّمة، 1402هـ.
- بشَّار بن برد: دیوان بشَّار بن برد، د.ط، وزارة الثقافة الجزائریَّة، الجزائر، 2007م.
- البطَّاشی، حارث بن محمَّد بن شامس: فهرس المصطلحات العُمانیَّة الواردة فی التمهید، ضمن کتاب تمهید قواعد الإیمان وتقیید شوارد مسائل الأحکام والأدیان، للإمام المحقِّق سعید بن خلفان الخلیلی (ت: 1287هـ)، تحقیق: حارث بن محمَّد بن شامس البطاشی، الطبعة الأولى، نشر: مکتبة الشیخ محمَّد بن شامس للنشر والتوزیع، مسقط، سلطنة عُمان، تنفیذ وطباعة: دار الهلال العالمیَّة، القاهرة، بیروت، 1431 هـ/ 2010م.
- البهوتی، منصور بن یونس بن إدریس: شرح منتهى الإرادات المسمَّى دقائق أولی النهى لشرح المنتهى، الطبعة الثانیة، عالم الکتب، بیروت، 1996م.
- الترمذی، محمَّد بن عیسى أبو عیسى: الجامع الصحیح سنن الترمذی، د.ط، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، د.ت.
- جامعة السلطان قابوس – کلِّـیَّة الزراعة: الزراعة وصید الأسماک التقلیدیَّان فی سلطنة عُمان، د.ط، د.نا، 1995م.
- جامعة السلطان قابوس – کلِّـیَّة الزراعة: دراسة حول تحسین نوعیَّة التمور فی سلطنة عُمان، مطبعة جامعة السلطان قابوس، سلطنة عُمان، 1998م.
- الجزری، المبارک بن محمَّد: النهایة فی غریب الحدیث والأثر، د.ط، المکتبة العلمیَّة، بیروت، 1399هـ/1979م.
- الجوزی، عبد الرحمن بن علی بن محمَّد بن علی: غریب الحدیث، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیَّة، بیروت، لبنان، 1405هـ/1985م.
- الحارثی، سعید بن حمد: إزاحة الأغیان عن لغة أهل عُمان، تحقیق: أحمد بن سالم البراشدی، وحمود بن سعید العیسری، الطبعة الأولى، مکتبة الجیل الواعد، مسقط، 1431هـ/ 2010م.
- الحارثی، علی بن أحمد بن عبد الله: نخلة مریم، د.ط، د.نا، 2010م.
- الحبسی، عبد الله بن صالح بن خلفان: معجم المفردات العامِّـیَّة العُمانیَّة، الطبعة الثانیة، مؤسَّسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان، 1428هـ/ 2007م.
- الخلیلی، الإمام محمَّد بن عبد الله بن سعید بن خلفان: الفتح الجلیل من أجوبة أبی خلیل، د.ط، المطبعة العمومیَّة، دمشق، 1385هـ/ 1965م.
- الراشدی، سیِّدی الوالد العزیز یحیى بن سفیان: مقابلات متعدِّدة.
- الریامی، محمود بن سلیمان بن عبد الله: العوتبی ومنهجه فی الصیاغة المعجمیَّة فی الإبانة (دراسة وصفیَّة تحلیلیَّة)، رسالة ماجستیر فی اللغة العربیَّة بجامعة السلطان قابوس، سلطنة عُمان، محرَّم 1423هـ/ 2002م.
- الزبیدی، محمَّد مرتضى الحسینی: تاج العروس من جواهر القاموس، دراسة وتحقیق: علی شیری، د.ط، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع، د.م، د.ت.
- الزمخشری، محمود بن عمر بن محمَّد بن عمر: أساس البلاغة، د.ط، دار الفکر، 1399هـ/ 1979م.
- الزمخشری، محمود بن عمر: الفائق فی غریب الحدیث، الطبعة الثانیة، دار المعرفة، لبنان، د.ت.
- السعدی، علی بن جعفر: الأفعال، الطبعة الأولى، عالم الکتب، بیروت، 1403هـ/ 1983م.
- السیوطی، مصطفى: مطالب أولی النهى فی شرح غایة المنتهى، د.ط، المکتب الإسلامی، دمشق، 1961م.
- الشهابی، مصطفى: معجم الشهابی فی مصطلحات العلوم الزراعیَّة (إنکلیزی – عربی)، إعداد: أحمد شفیق الخطیب، نواة المادة العربیَّة فی المعجم من وضع وتحقیق الأمیر مصطفى الشهابی، الطبعة الثالثة، مکتبة لبنان، بیروت، 1988م.
- الشیبانی، أحمد بن عمرو بن الضحاک: الآحاد والمثانی، الطبعة الأولى، دار الرایة، الریاض، 1411هـ/1991م.
- الصوافی، الشیخ حمود بن حمید - حفظه الله -: مقابلة فی سمد الشأن بولایة المضیبـی فی شهر رجب 1437هـ.
- الطبرانی، سلیمان بن أحمد بن أیُّوب: المعجم الکبیر، الطبعة الثانیة، مکتبة الزهراء، الموصل، 1404هـ/1983م.
- العبری، الشیخ إبراهیم بن سعید: تعلیق على جوهر النظام للإمام السالمی، ط11، 1410هـ/ 1989م.
- عزوز، د. أحمد: أصول تراثیَّة فی نظریَّة الحقول الدلالیَّة، د.ط، اتِّحاد الکتَّاب العرب، دمشق، 2002م.
- الفراهیدی، الخلیل بن أحمد: ترتیب کتاب العین، تحقیق: الدکتور مهدی المخزومی والدکتور إبراهیم السامرائی، الطبعة الأولى، نشر: انتشارات اسوه، مطبعة باقری، قُم، 1414هـ. ق.
- مالک بن أنس الأصبحی: موطَّأ الإمام مالک، د.ط، دار إحیاء التراث العربی، مصر، د.ت.
- المجددی، محمَّد عمیم الإحسان: قواعد الفقه، الطبعة الأولى، الصدف ببلشرز ـ کراتشی، 1407هـ/1986م.
- مجموعة باحثین: الموسوعة العُمانیَّة، الطبعة الأولى، وزارة التراث والثقافة، مسقط، سلطنة عُمان، 1434هـ/2013م.
- مجموعة مؤلِّفین: معجم مصطلحات الإباضیَّة، الطبعة الثانیة، وزارة الأوقاف والشؤون الدینیَّة، سلطنة عُمان، 1433هـ/ 2012م.
- المطرز، ناصر الدین بن عبد السید بن علی: المغرب فی ترتیب المعرب، الطبعة الأولى، مکتبة أسامة بن زید، حلب، 1979م.
- المیدانی، أحمد بن محمَّد: مجمع الأمثال، د.ط، دار المعرفة، بیروت، د.ت.
- نکری، عبد النبی بن عبد الرسول الأحمد: دستور العلماء أو جامع العلوم فی اصطلاحات الفنون، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیَّة، بیروت، لبنان، 1421هـ/ 2000م.
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیَّة لدولة الکویت: الموسوعة الفقهیَّة الکویتیَّة، (الأجزاء 1-23): دار السلاسل، الکویت، ط 2. (الأجزاء 24-38): مطابع دار الصفوة، مصر، ط 1، (الأجزاء 39-45) الوزارة، ط 2، د.ت.