علاقة الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلي بالسیاسي سلیمان الباروني ودورها في نهضة عُمان
الباحث المراسل | د. هادية صالح مشيخي | المعهد العالي للعلوم الإنسانية، جندوبة، تونس |
جسور التواصل بین عُمان وبلاد المغرب تعود إلى فترات تاریخیة سابقة، فقد کانت الجرائد والمجلات المغاربیة تتابع أخبار عُمان وتنشر المقالات التی تتعلَّق بشؤونها ونذکر عل سبیل المثال أبا إسحاق اطفیَّش فی مجلته «المنهاج» وأبا الیقظان فی جرائده «وادی میزاب» و«میزاب» و«المغرب» و«النور» و«البستان» و«النِّبراس» و«الأمَّة» و«الفرقان»، وسلیمان الجادوی فی جریدتی «المرشد» و«مرشد الأمَّة»، والجعایبی فی جریدة «الصواب». کما توثقت هذه العلاقة بین المغاربة والعُمانیِّـین من خلال تواصل السیاسیین الذین کان لهم دور فی الحیاة السِّیاسیَّة العُمانیَّة وأثر فی الحرکة الإصلاحیَّة. ویعد السیاسی المغاربی سلیمان بن محمَّد بن یحیى البارونی (1873-1940م/ 1290- 1359هـ) الذی تقلَّد عدید المناصب زمن الدولة العثمانیة فی طرابلس الغرب والآستانة والعراق إحدى هذه الشخصیات.
تتناول الورقة العلاقة التی ربطت الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی بسلیمان البارونی والجهود التی قاما بها لأجل تحدیث عُمان وتطویرها، وقبل الخوض فی علاقة الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی (حکم 1920-1954م/ 1339- 1374هـ) بالبارونی نرى من الضروری الحدیث عن علاقة البارونی بعُمان المتقدمة زمنیا على علاقته بالإمام الخلیلی والتی تعود إلى أسباب مذهبیة وأخرى فکریة سیاسیَّة تتعلَّق بتوجُّهه الفکری.
علاقة البارونی بعُمان:
من المعروف تاریخیا أن إباضیَّة عُمان یمثلون بعد انقراض الدَّولة الرستمیَّة التی أسَّسها عبد الرحمن بن رستم بالمغرب الأوسط (الجزائر) والتی حکمت مدَّة قرن ونصف تقریبا (147عاما) الدَّولة الإباضیَّة الوحیدة التی ما زالت قائمة فی البلاد العربیَّة والإسلامیَّة إلى الیوم، وهی تنحصر فی سلطنة عُمان. ویفخر العُمانیُّون بأنَّهم لم یخضعوا فی یوم من الأیَّام لا للأمویِّین ولا للعبَّاسیِّین ولا للعثمانیِّین، وبأنَّهم عرفوا أمجادا فی المشرق وفی المغرب على حدٍّ سواء. فبلاد عُمان فی نظر البارونی «مستقلة منذ ألف وثلاثمائة سنة»([1])
بما أن البارونی إباضی طرابلسی (لیبیا) ومن جبل نفوسة تحدیدا، فإنَّه یشترک فی المذهب مع أهل عُمان. وإن الانتماء إلى المذهب نفسه جعله یُمتِّن العلاقة ویَمدُّ جسور التواصل بین أصحاب المذهب الموجودین فی منطقتین تختلفان جغرافیا وتاریخیا (واحدة فی المغرب والثانیة فی المشرق). لکن فی الحقیقة لا یمکن اعتبار الاشتراک فی المذهب السبب الأوحد لربط الصلة بعُمان خاصَّة أن البارونی مفکر سیاسی له خبرة واسعة فی المخططات السِّیاسیَّة الاستعماریَّة ودرایة بواقع العالم الإسلامی.
رؤیة البارونی السِّیاسیَّة ودورها فی تمتین علاقته بالإمام الخلیلی:
إنَّ إیمان البارونی بالجامعة الإسلامیَّة التی اتخذها عبد الحمید الثانی شعارا لدولته، والتی تدعو إلى وحدة المسلمین بغض النظر عن عرقهم ومذاهبهم وانتماءهم الجغرافی، هو الذی دفع هذا الإباضی المسلم إلى أن یتحوَّل إلى مسلم عثمانی إباضی ساع إلى استغلال ما له من رصید عقدی عند أقرب المسلمین إلیه، ویدعوهم فیها إلى ربط مصیرهم الاستراتیجی بالدولة العثمانیَّة الاتِّحادیَّة خاصَّة أمام تنامی الخطر الغربی الذی یسعى إلى ابتلاع ما تبقى من العالم الإسلامی بعد أن سقطت أغلب الأقطار تحت الاستعمار. وقد وجَّه البارونی إلى السلطان فیصل بن ترکی (حکم: 1306-1332هـ / 1888-1913م) رسالتین سنة (1910م/ 1328هـ) متجاوزا بذلک الخلافات بین السلطنة والإمامة، التی لا تزن شیئا کثیرا، إذا ما قیست إلى الخطر الغربی الذی یهدِّد العالم الإسلامی. یقول فی إحدى الرسالتین:
«وإنِّی فی شغل شاغل فی التفکیر فیما یضمن استقلال دولتکم ویحفظ بلادکم من الأعداء، وقد کتبت للملک المعظم مولانا السیِّد فیصل بعض آراء وأفکار وأخبار أرجو أن تحلَّ لدیه محلَّ القبول. ولا یمکننی الآن بیانها، والذی أراه واجبا على العلماء والعقلاء منکم إیقاظ رؤساء القبائل، وعامة الناس فی کلِّ جهة، ونصحهم إلى الانقیاد للملک والاتحاد والتعاون والتعارف وترک الفتن، مع بیان ما یهدِّد بلادکم من الخطر وما للأعداء من القوَّة والطمع فیهم وفی دولتهم إلى أن یدرکوا ذلک جلیًّا فینقادوا، ویحذِّرهم من التعدِّی على رعایا الدول الأوروبیة إن کانت عندهم؛ فإنَّ بمثل ذلک احتلت فرنسا تونس والجزائر، وبذلک تحاول الآن احتلال فاس وهکذا فعلت إنکلترا فی مصر وغیرها»([2]).
لقد سعى البارونی إذن إلى تمتین علاقة السَّلطنة العثمانیَّة بسلطان مسقط وعلماء الإباضیَّة لما کان یرى من خطورة النزاع الداخلی فی زمن کان فیه العالم الإسلامی جمیعه تَتَهدَّده قوَّتان عظمیان هما بریطانیا وغریمتها فرنسا، وفعلا فقد کانت مسقط من أهمِّ الموانئ فی تلک المنطقة من الناحتین الاستراتیجیَّة والتجاریَّة؛ نظرا لموقعها المهمِّ فی الزاویة الشمالیَّة الشرقیَّة من الجزیرة العربیَّة على بحر عُمان فهی تقع على «بعد 300 میل من رأس الحد فی أقصى الزاویة الشرقیَّة من جزیرة العرب حیث ینحدر الساحل جنوبا إلى عدن ومدخل البحر الأحمر [...] وعلى بعد 880 میلا من کراتشی و136 میلا من جاسک و148 میلا من شاهبهار»([3]).
وضع عُمان السیاسی زمن وصول البارونی إلیها (1344هـ/1925م):
زامن نزول البارونی على السلطان تیمور بن فیصل (حکم: 1332-1351هـ / 1913- 1932م) بمسقط سنة 1344هـ/1925م تأزُّم العلاقات بین عُمان الإمامیَّة التی یحکمها الإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی من جهة، والإنجلیز وملک المملکة العربیَّة السعودیَّة عبد العزیز بن سعود (1293-1373هـ/ 1876-1953م) من جهة ثانیة، فقد عزمت بریطانیا على سلخ الجزء الشمالی من عُمان وتملیکه لأجنبی باسم ملک عربی حتَّى تحافظ على مصالحها، وشاع خبر معاهدة ثلاثیة بین الإنجلیز وتیمور بن فیصل سلطان مسقط وعبد العزیز آل سعود لغزو عُمان الإمامة([4]).
ترکت هذه الاتفاقیة الأثر السیئ فی نفس البارونی؛ فقد استنکر ما أقدمت علیه هذه الدول خاصَّة المملکة العربیَّة السعودیَّة؛ لأنَّ مخطَّط الإنجلیز الاستعماری کان أمرا معلوما فی حین أن السعودیین الذین یشترکون مع العُمانیِّـین فی الدین واللغة والمصیر لیس لهم عذر فی عقد هذه المعاهدة.
رکز البارونی على المادة السادسة من المعاهدة التی تتعلَّق بعُمان الإمامة التی أصبحت هدفا لإنجلترا التی تسعى إلى ربط مستعمراتها بحرا من خلال تأسیس مطار على سواحل خلیج فارس لتحلیق الطیَّارات بین عُمان والهند یکون متمِّما للخطِّ الممتدِّ بین الهند والعراق وفلسطین ومصر.
اعتبر البارونی أنَّ الملک السعودیَّ لم یطَّلع على موادِّ المعاهدة التی أبرمها مع الإنجلیز، وأنَّه یجهل محتوى البنود بسبب إظهاره الثِّقة المطلقة برجال بریطانیا فی الوقت الذی یجدر به التثبُّت؛ لأنَّ هذه المادة صرَّحت بوجود معاهدة بین بریطانیا وإمامة عُمان، فی حین أنَّ الواقع غیر ذلک؛ لأنَّ عُمان لم تعقد اتفاقیة مع بریطانیا، فکان الواجب على عبد العزیز آل سعود «طلب الاطلاع علیها لیبنی أموره على یقین ولا شک أنَّه لا یجده؛ لأنَّه لا معاهدة لبریطانیا مع مملکة عُمان»([5]).
أمَّا فیما یتعلَّق بموقف البارونی من سلطان مسقط تیمور بن فیصل فقد رأى أن إشراکه فی هذه المعاهدة هو مخطَّط إنجلیزی یهدف إلى التمرکز فی المنطقة؛ لأنَّ السلطان قد اعترف بسیادة الإمام فی معاهدة السیب سنة 1920م (1339هـ)، واتفق الطرفان على المساواة فی السیادة، وعدم تدخُّل کل طرف من الطرفین- السلطنة والإمامة- فی شؤون الآخر. إضافة إلى أنَّ کلاًّ منهما قد استجاب إلى مبدأ توحید دولة الإمامة والسلطنة الذی اقترحه البارونی حین کان فی مصر وسعى إلى تجسیده عندما وصل إلى مسقط.
هذان الأمران جعلا البارونی یستبعد اشتراک السلطان فی المعاهدة، فکتب: «وستسمعون إن شاء الله باتحاد کلمة هذه المملکة حتَّى مع عظمة السلطان بعد أن شتتتها الدسائس والأغراض»([6]).
یرى البارونی أنَّ هذه الدسائس قد حاکتها إنکلترا قصد إحداث الفتن بین السلطنة والإمامة والشیوخ المجاورین لهما حتَّى تتمکَّن من التدخُّل فی شؤونهم الدَّاخلیَّة بدعوى حفظ الأمن والسلام، ثمَّ المحافظة على مصالحها الموجودة فی الخلیج العربی والهند. ویرى البارونی کذلک أنَّ السلطان تیمور بن فیصل بریء من هذه المعاهدة «ولا شکَّ فی أنَّه إذا حضر من ظفار یعلن براءته من هذه المعاهدة على صفحات هذه الجرائد إذا کان بریئا منها کما هو منتظر»([7]).
إن موقف البارونی من السیاسة الاستعماریَّة بصفة عامَّة واستشرافه لمخططاتها التقسیمیة جعلت العلاقة بینه وبین الإمام الخلیلی قائمة قبل هذه الفترة؛ لأنَّ الإمام حینما وصل البارونی إلى مسقط أرسل إلیه رسالة ترحیبا بقدومه، جاء فیها: «من إمام المسلمین محمَّد بن عبد الله بن سعید الخلیلی إلى أخیه ذی الشرف الباذخ والمجد الشامخ، المجاهد فی سبیل الله، الحامی لدینه سلیمان بن عبد الله البارونی، أمَّا بعد فإنَّا نحمد الله إلیک، لا زلت أخانا محافظا شرف حریتک، ساعیا فی عز استقلال بلادک ألا وأن أعلام مجدک منشورة وسیوف عدلک منشورة فلله درک حیث أنت، هکذا هکذا وإلاَّ فلا لا، الداعی إلى تحریر الکتاب إلیک، بعد إهداء السلام والتحیة والإکرام، إعلامک بأن إخوانک أهل عُمان مسرورون بسلامتک وصحتک، مستبشرون بقدومک وطلعتک، وقد وجهنا إلیک هذا الرسول طالبین منک الوصول على برکة الله زائرا إخوانک مشرفا أوطانک»([8]).
التقارب الفکری بین البارونی والإمام محمَّد بن عبد الله الخلیلی:
إن احترام الإمام لسلیمان البارونی یعود إلى ثبات هذا الأخیر على مواقفه ودفاعه المستمیت عن استقلال بلاده ووحدة العالم الإسلامی والسعی إلى إرساء نظام إصلاحیٍّ تحدیثیٍّ یمکَّن من تطویره. وعلى ما یبدو أن هذا الالتزام یجد صدى فی نفس الإمام الذی یحمل نفس المبادئ، وهو ما سهَّل عملیَّة التقارب بین الشخصیَّتین، وجعلهما یتَّفقان وینخرطان فیما بعد فی المشروع التحدیثی دون صعوبات.
یشترک الإمام الخلیلی مع السیاسی سلیمان البارونی فی القول بضرورة الوحدة ومنع التَّدخُّل الأجنبی، وقد تُوِّجت مجهودات الشخصیتین باستجابة مشایخ شمال عُمان وتأکید وحدتهم مع الإمام. کما انعقد فی شهر أبریل سنة 1925م (1344هـ) مؤتمر فی حصن بهلا غرب نزوى بأمر الإمام الخلیلی حضره العلماء وقواد الجیش ورؤساء القبائل، وکان من بینهم البارونی، وقد تداولوا فیه التدابیر الواجب اتخاذها إزاء مرکز دولة عُمان الشمالی الذی کان مسرحا للدسائس الأجنبیة.
إنَّ أکثر ما کان یخشاه أهل عُمان هو أن یهاجمهم عدو جهة شمال الإمامة، برًّا وبحرا، فکانت الأنظار تتَّجه دائما إلى مدن دبی والشارقة؛ باعتبارهما خلیجا یصلح لأن یکون مرسى لأکبر أسطول بحری. إضافة إلى أنَّه یعدُّ مدخل الخلیج العربی الفارسی فإذا عُمِّر یکون بابا مغلقا على ما وراءه إلى البصرة ثغر العراق. وقد کانت عُمان منذ القدیم لا تغزى برًّا إلاَّ من تلک الجهات لقربها من نجد والعراق.
إنَّ الخوف على البلاد من الاستعمار دفع بلاد عُمان ورؤساء قبائلها إلى الالتفاف حول الإمام الذی کان یشترک مع البارونی فی رؤیته السِّیاسیَّة الداعیة إلى الاتحاد قصد مجابهة الأخطار المحدقة بالمنطقة. وقد تمکن الإمام بفضل سیاسته الجامعة من تجاوز حالة التشتُّت، وأسهم فی إیقاف حالة الحرب القائمة بین القبائل باستمرار، والحدِّ من عصیان الرؤساء؛ لأنَّ الخطر الخارجی یفترض تجمیع القوى والنأی عن التناحر القبلی وتجاوز الخلافات الضیقة. یقول أبو الیقظان: «أدرک الجمیع مضار الانقسام وأحسُّوا بما یحیط بهم من الخطر برًّا وبحرا، وأعلن القابضون على الحصون أنَّهم مستعدُّون لمن یتصدَّى للدفاع»([9]).
کانت نتیجة هذه السیاسة استجابة الجمیع إلى دعوة الإمام القائمة على ضرورة الاتحاد؛ لأنَّ توحید کلمة البلاد یجنبها الفتن، ویمنع الأجانب من التَّدخُّل فی شؤونها، ویضمن استقلالها الداخلی والخارجی.
لم یقتصر البارونی فی نشاطه السیاسی على السعی إلى توحید القبائل داخل دولة الإمامة فقط، بل عمل على توحید سیاستی السلطان تیمور بن فیصل والإمام الخلیلی، وقد ساند البارونی فکرة تکوین حزب (الاتحاد العُمانی) للتوفیق بین دولة الإمامة والسلطنة وتوحید الدولة من قطر إلى ظفار التی دعا إلیها أصحاب النفوذ والفکر فی أکثر جهات وعملوا على تجسیدها.
نجحت هذه المساعی؛ نظرا لتوفر أرضیة ملائمة؛ وهو تفهم الأطراف المعنیة، والاشتراک فی الهدف وهو حمایة المنطقة من الاستعمار الغربی، لا سیما أن الإمام قد استوعب درس ما حصل لمنطقة المشرق والمغرب حیث سقطت أغلبها تحت الاستعمار الفرنسی والإنجلیزی. یقول أبو الیقظان: «فکانت الکلمة واحدة والخطة واحدة والهدف واحد ولو اختلفت الوسائل وتباین الموقف على أنَّ موقف سلطنة مسقط نفسها لا یزال حافظا لاستقلاله الذاتی ولم یکن لأجنبی فی نفس الأمر والواقع إلاَّ الإشراف البعید على ما یتبادر»([10]).
موقف الإمام الخلیلی من إدارة البارونی لشؤون الدولة والاحتجاجات علیها:
نظرا إلى أهمیَّة آراء البارونی السِّیاسیَّة وتوافقها مع أفکار الإمام الخلیلی الإصلاحیَّة فوَّض الإمام الخلیلی إلى الشیخ البارونی مهمة تنظیم الدولة سنة 1926م (1945هـ). وهذا التفویض الذی حظی به البارونی بعد سنتین من دخوله عُمان یعد تتویجا للعلاقة المبنیة على الثقة بینه وبین الإمام واشتراک الشخصیتین فی النظرة إلى مستقبل عُمان. ونص أمر التفویض هو:
«أمر تفویض البارونی إدارة مملکة عُمان. من إمام المسلمین محمَّد بن عبد الله الخلیلی إلى جماعة المسلمین لیعلم الحاضر الغائب. إنِّی فوَّضت الأمر فی تنظیم المملکة تنظیما صالحا للشیخ البارونی (کذا) فبیده الملکیَّة والعسکریَّة والمالیَّة والسیاسة الدَّاخلیَّة والخارجیَّة فمن یخالفه أو یقف فی سبیل أعماله الإصلاحیَّة یعاقب ولا یلوم إلاَّ نفسه»([11]).
کان التفویض شاملا لکل قطاعات الدولة، وهذا یعکس قدرة البارونی على إدارة شؤون الدولة بما یمتلکه من خبرة سیاسیَّة ودرایة فی تسییر الأمور. کما یؤکِّد ثقة الإمام المطلقة فی شخص البارونی والنزعة الإصلاحیَّة التی یتمتَّع بها؛ فلولا إیمانه بضرورة إصلاح وضع الدولة وفق أسلوب عصری یطورها لما اتخذ قرار تولیة البارونی.
کان قرار الإمام إذن نتاج فکر یؤمن بالتحدیث قصد مواکبة التَّطوُّر الحاصل آنذاک ووعی بحالة عُمان التی کانت تتطلب جهودا کبیرة لإصلاحها خاصَّة فی الدواخل. کما کان نتاج رؤیة سیاسیَّة استوعبت السیاسة الاستعماریَّة نهایة القرن التاسع عشر وبدایة القرن العشرین. فقد أدرک الإمام الخلیلی تماما سیاسة الدول المستعمرة التی تتخذ من مسألة التحدیث ذریعة کی تتمکن من استغلال الدول الضعیفة والتَّدخُّل فی شؤونها الدَّاخلیَّة قصد استنزاف خیراتها.
إن الحکمة السِّیاسیَّة قادت الإمام إلى التنبُّه إلى المخطط الاستعماری وکیفیة مجابهته، وحتى یجنب دولته هذا الخطر انخرط فی عملیَّة التحدیث موکلا البارونی هذه المسؤولیة فأغلق بذلک منافذ تدخل القوى العظمى فی شؤون مملکته.
وقد کان البارونی عند تسلمه مهام تنظیم الدولة وفیا لأمور ثلاثة: مبادئه الإصلاحیَّة التی یؤمن بها، والجامعة الإسلامیَّة التی تتطلب منه الحفاظ على استقلال واحد من الأقطار الإسلامیَّة وتطویرها، ومساندته لأصحاب مذهبه.
بدأ البارونی عمله فی سمائل بالاهتمام بوزارة الحربیة والإدارة العسکریة، فنظَّم دفاتر حصر فیها الذخائر الحربیة، ودعا إلى ضرورة تدریب الجیش تدریبا عسکریا حدیثا. ثمَّ نظَّم المالیة إذ کانت الزکاة هی مورد البلاد الوحید (الجبایة الشَّرعیَّة)، وتولى بنفسه محاسبة المسؤولین عن إدارة أملاک بیت المال وجُباة الزکاة وأموال الأوقاف التی استأثر بوارداتها المشرفون علیها فکان لا یصل إلى صندوق الإمام إلاَّ الشیء القلیل، وقد حفظ هذه الأموال فی صندوق واحد لا یصرف منه إلاَّ بأمر مصدَّق علیه من الإمام([12]). کما توصَّل البارونی بعد مفاوضات مع رجال الأعمال والتجار فی مسقط وعُمان إلى تأسیس شرکة وطنیة لتسییر السیَّارات من مسقط إلى سمائل ومنها إلى نزوى والشرقیَّة. لم یهمل البارونی قطاع الفلاحة فعمل على جلب آلات الریِّ الحدیثة عوضا عن آلات الزجر القدیمة وإحداث بئر ارتوازیَّة؛ لأنَّ الماء موجود بکثرة فی باطن الأرض([13]). وهو ما یُمکِّن الفلاَّحین من استغلال المیاه الجوفیَّة.
أمَّا فیما یتَّصل بالجانب المعرفی، فقد شرع البارونی فی تأسیس مدرسة کبرى بسمائل أولاها عنایته حتَّى تسیر على نظام عصری وطراز حدیث وعزم على جلب أساتذة ومعلمین من مصر أو العراق أو بقیَّة عواصم الإسلام للتدریس بها، ومنها یتخرَّج مدرِّسون لمدارس تنشأ فی جمیع جهات الدولة([14]).وذلک إیمانا منه بدور التعلیم فی الارتقاء بالشعوب من حالة الجهل والأمیة إلى سُلَّم المعرفة والتَّطوُّر.
أمَّا فیما یخصُّ العلاقات الخارجیَّة فقد دعا البارونی إلى اتِّباع سیاسة الحیاد مع الدول الأجنبیَّة والمسلمة، خاصَّة الواقعة على حدود عُمان؛ حتَّى تتجنَّب خطر الأولى وتضمن عدم موالاة الثانیة لها فی حالة الحرب. کما اتَّخذ إجراءات جمرکیة فأحدث مراکز للجبایة عن البضائع الأجنبیَّة. لکن بقی الاهتمام بالإصلاحات الدَّاخلیَّة أکثر من الاهتمام بالأمور الخارجیَّة؛ لأنَّ وضع الدولة حینها تطلب ذلک.
أولى البارونی مشروعه الإصلاحی الذی شمل کل القطاعات اهتماما بالغا رغم حالة المرض التی کانت تعاوده بین الحین والآخر. فکان یقضی «جلّ أوقاته بعد إسناد الأمر إلیه بین مذاکرات مع حضرة الإمام وبین تحضیر المسودات وإملائها على کاتبه وإرسال نسخ ممَّا أتمَّ تنظیمه فی سمائل إلى الولاة والمأمورین فی الجهات الأخرى»([15]).
موقف الإمام من تنظیمات البارونی الإصلاحیَّة:
کان الإمام یساند إنجازات البارونی ویدعمها؛ لما تکتسیه من أهمیة بالغة فی تحدیث المجتمع العُمانی، ولما تجده هذه الإصلاحات من صدى إیجابی فی نفسه؛ لأنَّه یؤمن بضرورة تغییر البلاد العُمانیَّة فی جانبها الاجتماعی والسیاسی والاقتصادی فیضمن بذلک أمرین: أولهما الارتقاء بالدولة ومحاولة إلحاقها برکب الحضارة المعاصرة، وثانیهما تجنب استهداف القوى العظمى التی تتخذ من التحدیث وسیلة للتدخل فی شؤون الدول الضعیفة. وکان الإمام یطلب البارونی حتَّى فی تنقُّلاته التفقدیة خارج عاصمة الإمامة، ویتشاور معه فی الأمور المتعلقة بها، وهذا یعکس ثقته فی آراء البارونی ورضاه عن أدائه السیاسی. کما یبین أهمیة مواقف البارونی بالنسبة إلى الإمام. خاصَّة أن البارونی الذی عرف بالالتزام کان یلبی الدعوة ولا یرفض مرافقة الإمام حتَّى فی حالات مرضه. یقول البارونی فی رسالة أرسلها إلى هاشل بن راشد المسکری: «رغم ضعف جسمی من المرض، لم یعذرنی الإمام -أعزه الله- فأمرنی بالتشرف بصحبته إلى الجهة الغربیة من عُمان لتفقد أحوالها»([16]). فإن کانت إصلاحات البارونی قد وجدت ترحابا وقبولا فی نفس الإمام، فهل انسحب هذا الأمر على بقیة السکان؟
صدى إصلاحات البارونی لدى الشعب العُمانی:
أثارت الإصلاحات التی اعتمدها الإمام الخلیلی والبارونی للنهوض بوضع الدولة ردود فعل متباینة تراوحت بین التأیید والمعارضة. مثَّل الفئة المؤیِّدة: المثقَّفون وعامَّة الشعب، وهم مثل الإمام یرون ضرورة تغییر أوضاع السلطنة تغییرا إیجابیًّا على مستوى المجتمع، والصحة، والتعلیم، والسیاسة الخارجیَّة، ویدعون إلى تقدیم مصلحة العامَّة على المصلحة الخاصَّة، وینادون بضرورة إلغاء الامتیازات.
لاقت إصلاحات البارونی ترحابا بین من وصفهم البارونی «بالمستنیرین وأرباب المدارک الواسعة»، ورجال السیاسة والأدباء وعامة الشعب؛ لأنهم فکروا فی مستقبل الدولة، وساندوا الإمام فی مشروع تنظیمها. کتب أبو الیقظان فی هذا الشأن: «أمَّا سواء الأمَّة فلا تسأل عن ابتهاجهم وتعشمهم الخیر فی مستقبلهم الزاهر وأملهم فی تقدُّم أمَّتهم وإرجاع مجدها الشامخ»([17]). وعت هذه الفئة بأهمیَّة الإصلاح ومدى مساهمته فی نشر الوعی، وتنشیط الاقتصاد، والانخراط فی حرکة التقدُّم، واحتفلت بإنجاز البارونی الذی «تفتحت به أمامهم آفاق من الآمال الواسعة الکبیرة فی حیاة دولتهم وأمَّتهم على ید هذا الإمام الجلیل الساهر بحق على خیر هذه البلاد بواسطة البارونی [...] الذی أحسنت دول الحلفاء صنعا فی تضییقها علیه حتَّى ساقه القدر إلى هذه البلاد رحمة ونصیرا»([18]).
أمَّا الفئة المعارضة فتکوَّنت أساسا من المحافظین من الرؤساء والعلماء، خاصَّة من کانوا یشرفون على الأوقاف؛ لأنَّ التنظیمات الجدیدة کانت تهدِّد مصالحهم الخاصَّة وتحرمهم من استغلال سلطتهم وتوظیفها لخدمة أغراضهم. فبمجرَّد ما أخذ البارونی فی تنظیم المالیة رفع هؤلاء عقیرتهم بالاستنکار، وبأسالیب مختلفة، فمن قائل إنَّ هذا الأمر بدعة، ومن قائل إنَّه مخالف للعادات، ومن قائل إنَّه من عمل النصارى. علَّق أبو الیقظان على موقف هذه الفئة فی مقال بعنوان «أنباء عُمان» فکتب: «بلغنا أنَّه وقعت معارضة من بعض رجال الدین على حرکة الإصلاح التی قام بها المصلحون الأحرار من العُمانیِّـین وعلى رأسهم عظمة الإمام الخلیلی ووزیره الأکبر الشیخ سلیمان باشا البارونی [...] ونحن نأسف من وجود شیء یسمَّى معارضة [...] ولکن هو الإلف والعادة وتعشُّق کلِّ قدیم وإن کان فاسدا أو عاطلا. ویجعل الإنسان فی کلِّ زمان ومکان عدوا لدودا لکل جدید وإن کان منبعا لسعادتی الدنیا والآخرة»([19]). بلغت هذه المعارضة درجة الاحتجاج لدى الإمام خاصَّة بعد تضرر مصالح الفئات التی تحظى بامتیازات حرمت منها بمجرد ما تولى البارونی شؤون الدولة فکیف کان موقف الإمام منها؟
موقف الإمام من الاحتجاجات:
وفق ما ذکرناه سابقا لا یمکن أن نتوقع من رجل یحمل هاجس حمایة دولته ویتبنى مشروع إصلاحها إلاَّ معارضة هذه الاحتجاجات، ومواصلة العملیَّة التحدیثیة، ومساندة البارونی فیما بدأ فیه. وقد قام الإمام بعقد اجتماع عام فی مجلسه وضح فیه البارونی أمام عامَّة الناس مشروعه الإصلاحی وبیَّن ملامحه، فتحدث فی کلِّ مواضیع التنظیمات التی قام بها ودورها فی إنقاذ الدولة من حالة الرکود التی تعیشها، وأشار فی أکثر من مناسبة إلى وضع المناطق الدَّاخلیَّة التی تفتقد إلى أبسط مرافق الحیاة مثل الصحَّة والتعلیم، وأکد على ضرورة الإصلاحات ودورها فی تحسین الأوضاع فی المنطقة.
ولا یستغرب هذا الموقف من شخصیَّة تؤمن بالتحدیث، وتعادی الجمود والتخلف، وهو ما تجسد أساسا فی تبنی مشروع البارونی التحدیثی. ولعل صواب فکر البارونی وتأیید الإمام الذی یشارکه الأفکار نفسها جعل هذه المعارضة تفشل وتحث الشخصیتین على مواصلة ما عزما علیه بحماس أکثر.
الظروف الصحیة للشیخ البارونی وانعکاسها على مشاریعه الإصلاحیَّة:
لم یکتمل مشروع البارونی الإصلاحی بسبب حمى الملاریا التی کانت تعاوده باستمرار؛ وهو ما جعله ینقطع فی کلِّ مرة عن مباشرة أعماله. ونصحه الأطباء بضرورة مغادرة عُمان إلى الهند أو تونس للتداوی، لکن دول الحلفاء رفضت ذلک، فکاتب البارونی فی ذلک ملک العراق فیصل بن الحسین (حکم: 1340-1352هـ/ 1921-1933م) وحصل منه على إذن بدخول العراق قصد التداوی. کتب البارونی: «سأذهب إلى بغداد إن شاء الله فی أواخر رمضان بعد إتمام الطبقة الأولى من المدرسة؛ لأنَّ هذا الألم أتعبنی ولازمنی وأخاف عاقبته»([20]).
إنَّ سفر البارونی المتکرِّر للتداوی وغیابه دفع العدید من الصحف إلى تأویل غیابه عن عُمان بعزله عن منصب الإشراف السیاسی الذی کان یشغله بعد توتُّر العلاقة بینه وبین الإمام. ویبدو أن هذه الإشاعات صدرت عمَّن کانوا یعارضون إصلاحات البارونی أو من یخالفون سیاسة الاتحاد التی یؤمن بها وطالما دعا إلیه. إن السبب الحقیقی وراء سفر البارونی هو اهتمامه بعائلته، التی مکنتها إیطالیا من الالتحاق به سنة 1931م (1350هـ) بعد أن حُرم منها تسع سنوات، لکنَّ حرَّ عُمان ورطوبتها تسبَّبا فی إصابة جمیع أفراد العائلة بالملاریا ممَّا اضطرَّه إلى السفر عن عُمان.
کتب البارونی فی هذا الشأن قائلا: «ظننت أنِّی ظفرت بالغنیمة واجتمع الشمل المتشتِّت منذ عشر سنین وحصل الأنس والراحة وتخلَّصت من الأسر [...] وما کادت العائلة تصل مسقط حتَّى أصاب أفرادها جملة وهم ثمانیة حمى الملاریا، حتَّى ضمَّت إلیهم إبراهیم الذی سبقهم فصاروا تسعة. وبعد معاناة شتَّى الآلام، وتردُّد الأطبَّاء، ووفاة جدَّة الأولاد، واختلال عقل إحدى البنات، واعتلال صحَّة الباقین، اضطررت إلى نقلهم إلى بغداد بعد أن قالت لی الطبیبة: إنَّ هؤلاء کلَّهم أصبحوا لقمة بین شفتی الموت، فإذا لم تخرجهم مع الباخرة المتوجِّهة بعد یومین إلى البصرة، فأنت ستقدِّم کل أسبوع واحدا إلى المقبرة إذ لم یعد الدواء مفیدا لهم»([21]).
کذَّبت جریدة «الفلق»([22]) خبر الجفوة بین البارونی والإمام، وعلَّلت غیابه عن الساحة السِّیاسیَّة العُمانیَّة فی تلک الفترة بانشغاله بأمور العائلة التی یتطلب علاجها تنقلا خارج عُمان. کما ورد التبریر نفسه فی جریدة «النور»([23]) التی عَدَّت خبر توتر العلاقة بین البارونی والإمام إشاعة بثَّها بعض المتآمرین المتمرِّدین المستفیدین من غیاب البارونی([24])، لاسیما الطبقة التی تضررت من الإصلاحات التی قضت على مصالحها.
إنَّ غیاب البارونی لا یعنی انقطاعه الکلِّیَّ عن مباشرة مهامِّه السِّیاسیَّة، فقد کان على علم بأوضاع عُمان ومتابعا لکل المستجدات. إضافة إلى أن الإمام کان یتواصل معه ویستشیره فی أغلب المسائل التی تتعلَّق بالسیاسة والتحدیث، ویصغی إلى نصائحه، ویطبِّق قراراته کلما تطلب الوضع ذلک؛ وهو ما یعکس العلاقة الوطیدة التی تربط بین الشخصیتین والقائمة على الثقة والتشاور، ویؤکد امتداد جسور التواصل بینهما.
خاتمة:
ساعد التناغم الفکری والاشتراک فی الرؤیة السِّیاسیَّة بین الإمام الخلیلی والبارونی على تشخیص مکامن الخلل فی الدولة والعمل على تغییر الأوضاع الدَّاخلیَّة لها، کما جنَّبها الخطر الخارجیَّ بعد أن وطَّدت علاقاتها مع دول الجوار، وعملت على توحید القبائل داخلها. وتعد فترة إمامة محمَّد بن عبد الله الخلیلی التی استوزر فیها البارونی نقطة مضیئة فی تاریخ عُمان؛ لأنَّها عکست تضافر جهود الشخصیتین من أجل البدء فی مشروع التحدیث والحفاظ على استقلال المنطقة.
([1]) أبو الیقظان، إبراهیم: سلیمان باشا البارونی، ج 2، ص6.
([2]) البارونی، زعیمة: البارونی، صفحات خالدة من الجهاد، ص156.
([3]) الداود، محمود علی: محاضرات عن الخلیج العربی والعلاقات الدولیة 1890 – 1914، ص87.
([4]) اطفیَّش، أبو إسحاق: الدسائس فی جزیرة العرب، ص166-167.
([5]) ردّ وتعلیق، جریدة وادی میزاب، 25 أوت 1928، السنة 2، عدد 68، ص1.
([6]) أبو الیقظان: سلیمان باشا البارونی، ج 2، ص4.
([7]) المرجع نفسه، ص5.
([8]) المرجع نفسه، ص209.
([9]) المرجع نفسه، ص6.
([10]) المرجع نفسه، ص24.
([11]) مقال: سلیمان باشا البارونی یعیِّن وزیرا لمملکة عُمان، جریدة وادی میزاب، عدد 4 السنة الأولى، 22 أکتوبر 1926، ص1.
([12]) أبو الیقظان: سلیمان باشا البارونی، ص20.
([13]) مقال: أبناء عمان، وادی میزاب، عدد 57 السنة الثانیة، 17 نوفمبر 1927، ص2.
([14]) المرجع نفسه، ص2.
([15]) أبو الیقظان، إبراهیم: سلیمان باشا البارونی، ص30-31.
([16]) رسالة من البارونی إلى الشیخ هاشل بن راشد المسکری بتاریخ 12 رجب 1347. مخطوطة.
([17]) مقال: أبناء عمان، وادی میزاب، عدد 30، السنة الأولى، 6 أبریل 1927، ص1.
([18]) أبو الیقظان: سلیمان باشا البارونی، ص41.
([19]) مقال: أنباء عمان، وادی میزاب، عدد 55، السنة الثانیة، 3 نوفمبر 1927، ص2.
([20]) أبو الیقظان: سلیمان باشا البارونی، ص46-47.
([21]) المرجع نفسه، ص82-83.
([22]) (الفلق) جریدة أدبیّة سیاسیَّة أخلاقیة زراعیة أسبوعیة لصاحبها محمَّد بن هلال البروانی، زنجبار، مطبعة الفلق، 1928.
([23]) (نور الإسلام) مجلة دینیة علمیة أخلاقیة تاریخیة شهریة، رئیس تحریرها محمَّد الخضر حسین، القاهرة، مشیخة الأزهر الشریف 1931، مطبعة یوسف کوی.
([24]) وثیقة عدد 83، ملف البارونی، مرکز جهاد اللیبیین، طرابلس.
- أبو الیقظان، إبراهیم: سلیمان البارونی باشا فی أطوار حیاته، المطبعة العربیَّة، الجزائر، 1379هـ/1959م.
- اطفیش، أبو إسحاق: الدسائس فی جزیرة العرب، مجلة المنهاج، ج1.
- البارونی، زعیمة: البارونی صفحات خالدة من الجهاد، مطابع الاستقلال الکبرى، الجزائر، 1991.
- الداود، محمود علی: محاضرات عن الخلیج العربی والعلاقات الدولیة 1890 – 1914، معهد الدراسات العربیَّة العالیة، القاهرة، 1961.
- ردٌّ وتعلیق، جریدة وادی میزاب، 25 أوت 1928، السنة 2، عدد 68، ص 1.
- رسالة من البارونی إلى الشیخ هاشل بن راشد المسکری بتاریخ 12 رجب 1347. مخطوطة.
- مقال: أبناء عُمان، وادی میزاب، عدد 30، السنة الأولى، 6 أبریل 1927.
- مقال: أبناء عُمان، وادی میزاب، عدد 57 السنة الثانیة، 17 نوفمبر 1927.
- مقال: أنباء عُمان، وادی میزاب، عدد 55، السنة الثانیة، 3 نوفمبر 1927.
- مقال: سلیمان باشا البارونی یعیَّن وزیرا لمملکة عُمان، جریدة وادی میزاب، عدد 4 السنة الأولى، 22 أکتوبر 1926.
- وثیقة عدد 83، ملف البارونی، مرکز جهاد اللیبیین، طرابلس.