كلمة العدد
| الباحث المراسل | د. يعقوب بن سالم آل ثاني | جامعة نزوى |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
يطل علينا هذا العدد الجديد من مجلة الخليل للدراسات اللغوية والأدبية حمل الرقم سبعة عشر، ليضيء عالم الدراسات اللغوية والأدبية في جامعة نزوى، محفّزا ومثريا، وموجّها، شاكرين ومقدّرين جهود الباحثين الأكارم الذي ولد العدد من رحم دراساتهم وأفكارهم، متضمنا سبعة بحوث علمية، اختيرت من محكمين مختصِّين اعتمدتهم المجلة من داخل الجامعة وخارجها -حسب النظام الجاري في نشر المجلة -، وكان الاختيار وفق معايير واعية، منها قيمة المادة العلمية وجديّتها، ومنها مراعاة التنوّع في موضوعات العدد بين الدراسات اللغوية والدراسات الأدبية والنقدية.
استفتحت المجلة عددها بدراسة عن إنشاء الجملة في نحو اللغة العربية الوظيفي لأحمد المتوكل. تتبع فيها الباحث مراحل إنشاء الجملة في نظريَّة النحو الوظيفيّ، والقواعد والعناصر الّتي ترد في بنياتها الثّلاث (الحَمْليَّة، والوظيفيَّة، والمُكوِّنيَّة).
أما البحث الثاني فقد تناول التغير اللهجي في شمال الباطنة، من خلال تتبع استعمال عدد من الكلمات والتراكيب الخاصة بحقلي الزراعة والصيد البحري لدى الرواة من فئات عمرية مختلفة. وهو موضوع طريف من جهتين: من جهة تناول قضايا اللهجة، ومن جهة تناول التطوّر اللغوي في نطاق معيّن من عمان وفي حقلي الزراعة والصيد.
البحث الثالث ألقى الضوء على الاشتقاق اللغوي للبسملة في تفسير الشيخ الخليلي (جواهر التفسير)، واقفا على القضايا الصرفية المتعلّقة بألفاظ البسملة، محللا آراءه فيها، ليلقي كشّاف بحثه على أثر فهم أصول الكلمات في تعميق دلالة النص القرآني.
في البحث الرابع كان بعنوان "سيمياء العنوانات الرئيسة في نثر محمود درويش"، تناول فيه الباحث تحليل سيمياء هذه العنوانات من جانبين: لغوي، يركّز على التركيب الجُمَلي والهيكل الداخلي للعبارة وتنظيمها، والجانب الآخر دلالي، يعتني بدلالات الرموز والمعاني العميقة، التي قد ترتبط بالثقافة أو التاريخ أو السياق الاجتماعي أو الجانب النفسي وكل ما يتوارى خلف العنوان من إيحاءات مختلفة.
الورقة البحثية الخامسة جلّت لنا موضوعا في غاية الظرافة والأهمية، وهو الخوف المصطنع أو المتوهم في كتاب "مثالب الوزيرين لأبي حيان التوحيدي" خاصة، عبر رواية "والله إن هذه الحكاية لحكايتي لعبد الفتاح كيليطو". ونحن بحاجة إلى مثل هذه الموضوعات لسبر أغوار الأدب وتشعباته الاجتماعية والنفسية.
الدراسة السادسة تناولت موضوعا أدبيا عمانيا، وهو مظاهر التجديد الشعري في ديوان اللواح الخروصي. معرّفة بالشاعر اللواح الخروصي، شخصيّةً، وشاعريّةً، وأدبًا. ملقية الضوء على أبرز فنون الشعر التي نظم فيها اللواح الخروصي، لتبين مظاهر تجديده الشعري.
الورقة السابعة تناولت شاعرا عمانيا معاصرا، فكانت بعنوان "مظاهر الإيقاع الداخلي في قصيدة الشاعر العماني زاهر بن سعيد السابقيِّ: معلَّقة على غافة الدوح"، حيث انتهجت المنهج الأسلوبي في تحليل القصيدة.
كذا كانت المجلة متنوّعة من حيث الموضوعات بين اللغة والأدب، ومن حيث المكان بين المحلية والعربية، ومن حيث الزمان بين دراسة القديم ودراسة الحديث، لتبين سعة أفق البحث اللغوي والبحث الأدبي والبحث النقدي، مع تعدد الاتجاهات والزوايا، والمجلة -بإذن الله- ماضية في رسالتها ونشر ما يرد إليها من بحوث جادة تمثل إضافة في مجال الاختصاص.