مظاهرُ التجديد الفني والدلالي في شعر اللواح الخروصي

الباحث المراسلد. محمود سعيد الدرمكي وزارة التربية والتعليم

Date Of Submission :2025-01-05
Date Of Submission :2025-02-25
Date Of Acception :2025-10-01
Date Of Publication :2025-10-09
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

 

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

يُعدّ الشعر من أهمّ أشكال التعبير الأدبي في الثقافة العربية، وأداةً لحفظ تراث الأمة ومشاعرها وتحولاتها عبر العصور. وقد شهد الشعر العربي تحولات نوعية في بنيته وموضوعاته وأساليبه، مواكبةً للتحولات الاجتماعية والثقافية التي رافقت تطور المجتمعات الإسلامية والعربية. وفي هذا السياق، يبرز الأدب العُماني جزءًا لا يتجزأ من هذا النسيج الثقافي، حيث أسهم شعراؤه في تجديد الخطاب الشعري والتأمل في القضايا الفكرية والروحية والاجتماعية في عصرهم. ويحتل الشعر العُماني مكانةً بارزةً في هذا التراث، إذ يُمثل امتدادًا حيويًا للروح الإبداعية العربية، وتعبيرًا صادقًا عن تحديات المجتمع وتحولاته. فكما أن دراسة التراث والأدب العماني وتبيينه للنشء أمرٌ في غاية الأهمية، ومن هذا المنطلق، تُصبح دراسة مظاهر التجديد في الشعر العُماني ضرورةً مُلحة لإبراز تنوعه وحيويته وبيانه للأجيال والدارسين، ودحض اتهامات الجمود أو التمسك بالأشكال التقليدية. حتى لا يُتهم أدبنا بالجمود، وكي لا يسِم البعضُ أدباءنا وشعراءنا بالتقليد في الشعر والأدب، وعدم التجديد فيه.

والشاعر اللواح الخروصي من بني "خروص" أحد أبرز قبائل عمان، ومن كان لهم دور كبير في تاريخ عمان، وفي إمامة أهل عمان، وينحدر من أسرة عريقة، وله مكانة مرموقة في أهل زمانه، واتصل بعلمائها وأئمتها وأثنى عليه كثيرون.

 يُعد شعر الخروصي من أبرز نماذج الشعر الذي يجسد سمات النهضة والتجديد، إذ يُقدم تجربة شعرية ثرية تجمع بين الانتماء العميق لتراثه والانفتاح على الرؤى الفنية والمعرفية المعاصرة. برز اللواح الخروصي شاعرًا موسوعيًا، زهدًا في دنياه، بارعًا في اللغة وأسرار البلاغة. أضفى على شعره طابعًا روحانيًا عميقًا، صبغه بموضوعات وأساليب تتجاوز المألوف، راسخًا رؤية شعرية متجددة شكلًا ومضمونًا.

 تُسلّط هذه الدراسة الضوء على مظاهر التجديد الشعري في شعر اللوّاح الخروصي، أحد أبرز الأصوات الشعرية العُمانية على مرّ القرون. وقد تميّزت تجربته بتجاوز الأنماط التقليدية، وسعيه الواعي لتطوير بنية الشعر، وتوسيع آفاق المعجم الشعري، واحتضان موضوعات وأهداف جديدة. كما تستكشف الأبعاد الرمزية والدلالية التي تميزه، والتي تعكس وعيه الجمالي وقدرته على الجمع بين الأصالة والتجديد، وبين البلاغة العربية والوجدان العُماني.

وتكمن أهمية هذه الدراسة في محاولتها إعادة قراءة شعر اللواح الخروصي من منظور حداثي، مبتعدة عن المنهج التاريخي أو الموضوعي المحدود، ومركزة على الأبعاد الفنية والدلالية التي تشكل سمات التجديد في شعره، سواء من حيث الشكل أو المضمون.

مشكلة الدراسة

     رغم أن الشعر العُماني الحديث شهد تحولات فنية وموضوعية مهمة، إلا أن العديد من التجارب الشعرية لا تزال بحاجة إلى تأويل نقدي لكشف طبيعة نهضتها ومكانتها ضمن الحركة الشعرية العربية الحداثية. ومن بين هذه التجارب، يبرز ديوان اللواح الخروصي نموذجًا يعكس تفاعل الشاعر مع التراث من جهة، وانفتاحه على أساليب التجديد من جهة أخرى.

ويمكن صياغة مشكلة البحث في الأسئلة الآتية:

  1. من الشاعر الخروصي؟
  2. ما مكانة الشاعر الخروصي بين شعراء عمان المعاصرين؟
  3. ما مظاهر التجديد في شعر الخروصي وكيف تجلّت على مستوى اللغة، والبنية الفنية، والموضوعات؟

أسئلة البحث

  1. ما مدى إجادة الشاعر الخروصي للفنون الشعرية؟
  2. ما أبرز الفنون الشعرية العامة التي نظم فيها الشاعر الخروصي؟
  3. ما مظاهر التجديد الشعري في شعر اللواح الخروصي؟

فرضيات الدراسة

تفترض الدراسة أنّ الشاعر اللواح الخروصي أحد الشعراء العمانيين المعاصرين الذين أسهموا في الإبداع الفني، والتجديد الشعري، وأنّ هناك مظاهر تجديدٍ في ديوانه خرج بها عن تقاليد الجاهليين، وله مكانته بين شعراء زمانه.

أهمية الدراسة

  1. تتمثل أهمية الدراسة في عددٍ من الأمور، منها ما يأتي:
  2. جدّيّة الدراسة وحداثتها حول شاعرٍ كاللواح الخروصي.
  3. أنها تفتح الباب للدارسين؛ للإبحار في دراسة شعر اللواح الخروصي.
  4. أنها محاولة لإظهار صورة جديدة، وملمحًا جديدًا في تجديد الشعر تميّز به الشاعر الخروصي.
  5. إسهام الدراسة في إثراء المكتبة العمانية بلمسة عن شاعرٍ عماني معاصر جدير بالدراسة، ودوره في تجديد الأغراض الشعرية.

منهج الدراسة

المنهج الوصفي التحليلي هو المنهج المناسب لإجراء دراسة وصفية، تتناول مظاهر التجديد الشعري وتحللها في ديوان الشاعر اللواح الخروصي.

حدود الدراسة

تتمثل حدود الدراسة في مظاهر التجديد الشعري في ديوان اللواح الخروصي.

أهداف الدراسة

تسعى هذه الدراسة لتحقيق عدد من الأهداف، أهمها: 

  1. التعريف بالشاعر اللواح الخروصي، شخصيّةً، وشاعريّةً، وأدبًا.
  2. التعرّف على أبرز فنون الشعر التي نظم فيها اللواح الخروصي.
  3. تبيين مظاهر التجديد الشعري في ديوان اللواح الخروصي.

هيكل الدراسة

تمَّ تقسيم الدراسة إلى مبحثين، يتناول الأول الإطار النظري، والدراسات السابقة. والثاني موضوعات الشعر العامة، ومظاهر التجديد الشعري في ديوان اللواح، وذلك على النحو الآتي:

المبحث الأول: الإطار النظري، والدراسات السابقة

ويدرس ما يتصل بشخصية الشاعر (اللواح)، والدراسات السابقة، التي أُجريت على الشاعر أو على ديوانه. وبيان ذلك في المطلبَيْن الآتيين: 

المطلب الأول: الإطار النظري

ويتعلق بالحديث عن الشاعر والتعريف به من خلال بيان (اسمه، مولده، ونشأته، نسبه وأسرته، مكانته، وفاته)، وذلك كالآتي:

اسمه

ذكر الذين ترجموا له أنّ اسمه "سالم بن غسان بن محمد بن راشد بن محمد بن أبي غسان بن غسان الخروصي، الشَّنَويّ الأزديّ". (ابن رزيق، n.d. 376.). وذكر (الحُسيني، 1996م. ص21) أنه:" لا اختلاف في اسمه، ولا اسم أبيه. إنما الاختلاف في جدّه ومَن بعده، فالشيخ البهلوي ذكر نسبه كما ذكرناه سابقًا، وهو من أصدقائه ومعاصريه".

مولده ونشأته

وفقاً للمحقق (الصليبي، مقدمة ديوان اللواح، 1989م، ج1، ص47)، وُلد الشاعر اللواح الخروصي في قرية ثَقَب، سنة (862ه). ونشأ فيها، وتعلّم القرآن الكريم، بقرية الهجار. وترجم له الخروصيُّ (1991، ص216)، فقال:" ولد في أواخر القرن التاسع الهجري، وامتدت به الحياة السعيدة إلى أواخر القرن العاشر" فتكون سنُّه قد تجاوزتْ مائة عام!". وفي هذا نظرٌ.

وأشار (الحُسيني، ص 28)، إلى أن أحداث حياة الشاعر – غالبًا – لم تكن في (ق9ه)، وإنما كانت في العقد الخامس من (ق10ه)؛ فلعله لم يولد سنة (862ه). وذكر (السيابي، 1438ه، ص111) أنه لو كان وُلد فيه لوجدناه قد سجَّل شيئًا من الأحداث في فترة (883ه – 900ه)، فهو قد يكون نضُج في مستوى الكتابة، لكنه لم يفعلْ، ولم يرد عنه ذكر لارتباطه بعلاقات مع شخصيات الفترة من: (883ه – 900ه). وبعد أن ختم اللواح القرآن الكريم ذهب إلى العوابي، ثم نخل؛ لتعلّم النحو والصرف، والفقه. وعند (الصليبي، مقدمة ديوان اللواح، ج1، ص48) ربما ذهب إلى الرستاق، وبلهى، ثم رحل إلى نزوى للتعلم عند أرباب العلم والفقه.

نسبه وأسرته

تنتسب أسرته إلى بني لواح، ولقّبت به؛ لأن جدّها كان يعمل ألواحًا من الرخام، الموجود في "صلف العلامة" شمالي ستال (وزارة الداخلية، n.d، ص243). فكان ينحتها؛ لتصلح للكتابة عليها، ثم يبيعها للطلاب. (الصليبي، ج1، ص52). ونسبته إلى بني خروص صحيحة باتفاق، وصرّح هو بذلك في شعره، وافتخر بهم. (السيابي، ص111). وهم "أيسر قبيلة يتفق العمانيون على إمامتهم منها؛ إذا لا يخشى أهلُ عمان منهم تسلّطًا على الملك". ولهم النصيب الأوفر في الأئمة، إذ نُصّب منهم ثلاثة وعشرون إمامًا. (السيابي، ص111).

مكانته العلمية والأدبية بين أعلام زمنه وثناؤهم عليه

للشاعر اللواح مكانة مرموقة في قومه، وعند أمراء عصره، فكان يراسل الملوك، وينصحهم ويوصيهم بالعدالة والإنصاف، وقد ذكر ذلك في شعره. (الحسيني، ص33–36). وقد تنوعت ثقافته التي اكتسبها من مشائخ وأعلام عصره، الذين جمعوا بين الفقه والأدب، وبعضهم الشعر، ومنهم غريب السمائلي، وعبد السلام الرستاقي، وعبد الله النخلي ... ومن الأطباء الشيخ عميرة العوفي، والشيخ علي الهاشمي. (الصليبي، مقدمة ديوان اللواح، ج1، ص48؛ والخروصي، 1991، ص33-34).

وذكر الحسيني أن اللواح قرأ كتب السلف الفقهية، وقرأ في النحو الصرف، والعروض، والبلاغة، وفي الشعر العربي القديم، وعرف الضرورات الشعرية، وعيوب الشعر، وكذلك تاريخ العرب والقبائل العربية. (الحسيني، ص 39-43). وعدَّ العلامةُ خميس الخروصي (ق13ه) شعرَه مصدرًا يُرجع إليه. (الحسيني، ص44). وقال عنه المؤرخ (ابن زريق، ص408):

وسالمُ والفتى الغشري يروقُ لنا         إذا هُما نَثَرا لفــــــــــــــظًا وما نَظَـــــــما

فشاعران أديبان هما انتَسَــــــــــــــبَا         إلى خــــــــــــــــــــرّوص وما نازلا وهما

وفي الفتح المبين:" ومن فصحائهم الشاعر العالم الشيخ الذلق اللسان، سالم بن غسان ... وشعره كله عجيبٌ، يلذّ لسمع الأدباء وأهل الفصاحة، ويعذب لأفواههم، فلله دره! من عالمٍ، وفصيحٍ ناثرٍ ناظمٍ."(ابن زريق، 1980م، ص180). وقال عنه العلامة الخروصي:" يكفي أهل عمان فخرًا أن يكون من شعرائهم الستالي، وابن غسان سالم"(ابن زريق أ، ج2، ص382).

الملوك والأمراء الذين عاصرهم وامتدحهم

ذُكر أنّ الشاعر اللواح كانت له علاقة مع المظفّر النّبهاني؛ لأنه كان يقرّب الأدباء والشعراء في مجلسه، ويُعطيهم الهبات، وهم يثنون عليه، ويحلونه بقصائدهم. (الحسيني، ص46). وكذلك كان على علاقة مع ملوك بني صلت الذين كانت لهم دولة في (الرستاق، ونخل، ووادي بني خروص)، كأبي العرب بن أبي العربي بن الصلت (الحسيني، ص47)؛ يدل على ذلك شعره في مدحه وتهنئته وتعزيته. (ديوان اللواح، ج2، ص124-239)، كما كانت للشاعر علاقة - أيضًا - مع السلطان محمد بن بلعرب بن صلت الصلتي – ابن السلطان بلعرب السابق – وله في ذلك قصائد في المديح والتهاني والنصح. (الحسيني، ص48؛ وديوان اللواح، ج2، ص51).

وفاته

الحديث عن وفاة الشاعر اللواح كالحديث عن مولده، من حيث الارتباك في التاريخ؛ إذ لم نحصل على مصادر تاريخية معتبرة أرَّخت لوفاته. ولعلّ أقرب ما وجدناه ما ذكره الخروصي (ص216)، في كتابته عنه، بأنه توفي في حدود (920ه). وذكر – بعد ذلك - بأنه تجاوز هذا التاريخ، بأن يكون وُلد أواخر (ق9ه)، وامتدت به الحياة إلى أواخر (ق10). ومثله ذكر (الصليبي، مقدمة ديوان اللواح، ج1، ص 52) بأنّ وفاته كانت (920ه)، فيكون على هذا التحديد قد عاش (58 سنة). وفي هذا نظرٌ!

ويبدو أنه لا يوجد ذكرٌ لتاريخ وفاة الشاعر لدى الخروصي، وإنما قدّر ذلك قياسًا على قرائن استنبطها من كتابته عنه؛ وعليه فلعلّه يمكن القول إنّ وفاة الشاعر اللواح كانت في أواخر (ق10ه) تقريبًا، ولعلها بعد سنة (981ه)؛ وذلك على أساس مجموع القرائن السابقة. 

المطلب الثاني: الدراسات السابقة:

بعد محاولاتٍ عديدة للبحث عن دراسات سابقة حول اللواح الخروصي وشعره، لم يتيسر لنا العثور على دراسات علمية وافية، على الرغم من أن ديوانه قد تمَّ تحقيقه قبل ما يقارب أربعة عقود. ومع ذلك، توجد بعض الدراسات أو الكتابات المحدودة التي تناولت شخصية اللواح الخروصي وشعره، ومن أبرزها:

  1. الخروصي، حارث بن سيف. (يونيو 2020م). "الشاعر اللّواح في نصوصه ومدوّناته"، مقالة علمية منشورة في مجلة ذاكرة عُمان، العدد 5–6، مسقط، سلطنة عمان. تشكل الدراسة إضافة نوعية تدمج بين الباحث الميداني الراصد للمسكوكات والنقوش، وبين التحليل الأدبي الدقيق. كما أنها تقدّم رؤية معاصرة لأنماط تدوين الشاعر، وتُعرّفها كبنية معرفية تتجاوز العرض الشعري فقط، للوصول إلى السياق الثقافي الأوسع. كما تُعد مرجعًا مهمًا لأي باحث يرغب في دراسة شعر اللواح من منظور بنياني ودلالي.
  2. دراسة عبد الحليم بن عبد الله البدّاعي. (2017). شعر اللواح الخروصي: دراسة أسلوبية "رسالة ماجستير". جامعة عين شمس، القاهرة. تناولت الدراسة ديوان الشاعر العماني سالم بن غسان اللواح الخروصي، باستخدام المنهج الأسلوبي في تحليل النص. تشمل الدراسة مقدمة تضم ترجمة للشاعر، يليها هيكل الدراسة الذي يتكوّن من ثلاثة فصول وخاتمة. وتكمن أهمية الدراسة في كونها توفر قراءة فنية متعمقة لديوان اللواح من خلال تطبيق أدواته الأسلوبية المعاصرة، مما يُعين الباحثين على فهم الصوت الفني الداخلي للنص. كما تُعد نقطة ارتكاز لأي دراسة لاحقة ترغب في استكشاف أبعاد التجديد الفني في شعر اللواح، من خلال منهجية أكثر تحليلاً ومقارنة.
  3. دراسة الحسيني راشد بن حمد بن هاشل، اللواح الخروصي سالم بن غسان (895-981ه)، حياته وشعره، دراسة موضوعية وفنية، ط1، (1996م)، رسالة ماجستير، إشراف أ. د. عبد الجليل عبد المهدي، واعتمد الباحث في دراسته المنهج التاريخي والتحليلي والاستقرائي، وهدفت الدراسة إلى إبراز شيء من تراث عمان الحضاري الذي خلفه لنا الأجداد، والإسهام في كشف الأدب العماني من دراسة سيرة وشعر اللواح الخروصي، والكشف عن جوانب النشاط الفكري والأدبي في عصر اللواح. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها وجود حياة اجتماعية حضرية تمثلت في مدن عمان المهمة مثل نزوى وصحار وكذلك وجود حياة علمية زاخرة بعلماء الفقه والطب والأدب، وأن جزءًا كبيرًا من شعره لم يُطبع ضمن ديوانه، وحصل كثير من التصحيف والتحريف في نصوصه.
  4. الخروصي، مُهنّا بن خلفان. (يونيو 1991م). "اللواح كما صوَّرته المصادر التاريخية"، فعاليات المنتدى الأدبي، سلطنة عمان.

تعتبر من أوائل الكتابات المتعمقة التي تناولت شخصية الشاعر سالم بن غسان الخروصي (اللواح) مستنداً إلى المصادر التاريخية والسير الذاتية. وقد عالجت العديد من القضايا منها:

  • أصل تسميته بلقب "اللواح"، وهو مرتبط بصناعة الألواح الصخرية في قريته (بوادي بني خروص) المستخدمة في التعليم والتوثيق.
  • وُثِّقت نقوش صخرية تحمل اسم عائلته، منها نقوش تعود لعامر بن سعيد بن محمد اللواح.
  •  تُشير هذه النقوش إلى بعض جوانب إهمال ديوانه لدى العلماء اللاحقين، ومنها عدم ذكره في أعمال شهيرة، مما يُشير إلى محدودية تداوله رغم قيمته الأدبية.

كما تميزت الدراسة باعتمادها على مصادر: أصلية وتاريخية، ولم تقتصر على النقل من تلقاء البحث. وقد جمعت بين الجانب الاجتماعي حياة الشاعر ونشأته وعائلته، والصناعات التقليدية كما في صناعة الألواح وبين الجانب الأدبي، مثل ذكر مصير ديوانه. كما تُعد وثيقة تأسيسية ومهمّة للباحثين المهتمين بالتراث العماني وشعره، وتفرض نفسها كمرجع مرجعي أساسي في سيرته وتحولاته الثقافية.

المبحث الثاني: الإطار التطبيقي (موضوعات الشعر ومظاهر التجديد فيها عند اللواح)

يتناول هذا المبحث موضوعات الشعر العامة، التي نظَمَ اللواحُ شعره فيها، وكذلك مظاهر التجديد الشعري لديه. وسنبيّن ذلك من خلال المطلَبَيْن الآتيين: 

المطلب الأول: موضوعات الشعر العامة في شعر اللواح

الأدب صورةٌ لحياة مجتمعه، تعبّر عنه، وتظهر في موضوعاته؛ كونه يلامس شؤون المجتمع كافة. وقد جرى تصنيف موضوعات الشعر -منذ الشعر الجاهلي حتى الشعر الحديث -إلى موضوعات محدّدة، تبعًا لتطوّر حياة المجتمع، والتجديد في جوانب الحياة يؤثر على الشعر؛ فيحدث التجديد والتطوير في موضوعاته.

وقد قُسِّمت وبُوِّبت أغراض الشعر العربي منذ مئات السنين، ومما برز في تدوين ذلك مصنف أبو تمام، (ت231ه)، الذي قسّم أغراض الشعر فيه إلى عشرة، هي:" باب الحماسة، والمراثي، والأدب، والنسيب، والهجاء، والمديح، والأضياف، والصفات، والسِّيَر، والنعاس، والملح، وأخيرًا باب مذمة النساء"(الطائي، 1998م، ص11-366). ثم قدامة بن جعفر، (ت337ه)، حيث يقول في المعاني الدال عليها الشعر:" المديح، والهجاء، والمراثي، والتشبيه، والوصف، والنسيب"(البغدادي، 1963م، ص61). فجعلها ستة أبواب؛ واعتبر ما لم يذكره داخلًا فيها. أما العسكري فأشار إلى أنها خمسة، هي:" المديح، والهجاء، والوصف، والتشبيب، والمراثي، حتى زاد النابغة فيها قسمًا سادسًا وهو الاعتذار"(العسكري، 1994م، ج1، ص91).

والشعر العماني لا يبْعُدُ عن الشعر العربي تقليدًا وتجديدًا، في مختلف جوانبه، موضوعاته، وبِنْيته، ولغته، وأسلوبه، وصوره الفنية. يقول الطريسي:" إن أكثر الشعر العماني الذي قيل في العصور القديمة كان في موضوعات المدح، والهجاء، والفخر، والرثاء، والسلوك ... ثم إن أكثر هذا الشعر الذي قيل في العصور الحديثة كان في موضوعات الوطنية، والقومية، والإسلامية"(الطريسي، 2010م، ص6).

ومن الأغراض التي نظم فيها الشاعر اللواح، المدح، والفخر، والغزل، والرثاء، والهجاء، والعلمي التعليمي، وفيما يأتي نماذج مقتضبة لقصائد من ذلك:

المدح

ومنه قول اللواح (الديوان، ج1، ص184) في قصيدة من بحر (البسيط) في المديح النبوي:

ألقِ العصيَّ فهذا مُقتضــــــى الأربِ    واخلــــــع نعــــــالك هـــــــــــــذا منتــــــــهى الطلب

هذا النبيُّ الأبي المصطفى العربي    نور الذبيــــــحــــــــــــــــين مبــــــــــري ومطـــــــــــــــــلب

هذا الذي ظهــــــــرتْ أصــــــــــلًا نبـــــوته    وأُوسِـــــــــــــــعت من علــــــــــــــــــــى الدنيـــا مروته

هــــــــــذا النبــــــي الذي صـــحت نبـــوته    من قبل خلق السما والأرض والشهــب

نجد الشاعر يمتدح النبي، وأيّ عظيمٍ أجدر بالمدح منه! مُخاطبًا المتلقّي ليحطّ الرحلَ، ويخلع النعال؛ تأدبًا بجوار المقام العظيم، معدِّدًا ما أمكن من مناقبه، وهو لذلك أهلٌ، فهي صفاته التي أُثني بها عليه في السماء، وفي الأرض، وأُخذ العهدُ لتصديقه، والإقرار بما هو له. مستعملًا في ذلك مفردات كثيرًا ما امتدح بها الشعراء عظماءهم، نحو: (منتهى الطلب، الأبِيُّ، المصطفى، النور، المُرُوءة، صحة النبوة).

الفخر

ومنه قول اللواح (الديوان، ج1، ص16) في قصيدته الهائية من بحر (الوافر) مفتخرًا بأهله وعشيرته بني خروص:

مِن القومِ الكرامِ بني خروصٍ    وأزدِ شنــــــــــــــــــوءةٍ فهُــــــــــــــــــمُ ذُراهــــــــا

لنا البيتُ المقــــــدّسُ في زهيـــرٍ    إذا ما شاعَ في القــــــــــوم حنــــــــــاها

ملـــــــــوكُ الجاهليـــــــــــةِ أولـــــــــــــــونا    وفي الإســـــــــلام مفخــــرُنا تنــــــــاهى

فنحـــــــنُ ولاة ســـــــرَّ الله أمســــتْ    أواخــــــــــــــــــــــــــــرنا تُورثهـــــــــــــــــــــــا أُلاها

ملأنا برَّنا والبحـــــــــرَ عـــــــــــــــــــدلًا    وكـــــلُّ فتى حمـى بلدًا جبــــــــــــــاها

 افتخار المرءِ بقومه وعشيرته أمرٌ فطريٌّ، واللواح يفتخر بقومه بني خروص، وأزد شنوءة؛ كونه منهم، فذكر أنّ لهم أمر البيت المقدّس، وأنهم ملوكٌ أبناء ملوك، وقد ولّاهم اللهُ سرَّه في الجاهلية والإسلام، يرث الآخرون الأولين، وذاع صيتُهُم وعدلُهُم في البر والبحر.

الغزل

اختلف اللواح في غزله لفظًا ومعنى، فألفاظه عفيفة، لا يخالطْها الفحش، ولا المجون، ومعناه مرتبط بالنزعة الدينية؛ دلالة على زهده، فهو غزلٌ مختلف عن ذلك المتصل بالمرأة، وجمالها، وأوصافها، عُرف بـ:" الغزل الإلهي"(ضيف n.d، ص474؛ وضيف، 1960، و1995م، ج5، ص51). والعلاقة بين الحبّ الإلهي، والحب العذري أنَّ:" الحُبَّ العذري قد يسمو بروح المحب، فيجعله يتذكر به جمالَ مبدعه، ويؤدي به ذلك إلى بلوغ الغاية المُثلى من الحبّ، وهي العشق الإلهي"(الجامي، 1980م، ص173). ومنه قوله في "ليْلَى الشريفة" (رمزٌ الكعبة المشرفة). يقول اللواح (الديوان، ج1، ص125) عن رغبته في الإسراع إليها (من البسيط):

"يُلامحُها فؤادِي في التَّقاضــــــــي    وتَنْظُــــــــــرها عيــــــــــوني في رُقــــودِي

أَلَا إنِّي شُغفْــــــتُ بحــــــــــــبِّ ليلَى    هوى شغــــــــفِ المحـــــــبِّ المستعـــِيدِ

إلَّا إنِّي أحـــــــنُّ لوصــــــــل ليلَـــــى    حنيـــــنَ الخامســـــــاتِ إلى الـــــــــــورودِ

سعودُ الناسِ إنْ طلعتْ سعودٌ    وليلَـــــى إنْ تُطالعنــــــــــــي سُعُـــــــــــــــــــــودِ"

الرثاء

ومن ذلك قول اللواح (الديوان، ج2، ص105) في رثاء ولده (أحمد بن راشد)، وقد قتله ابنُ عمه: (من بحر الكامل)

"إنّ المنيــــــــــةَ في الـــــــــــــورى أسبــــــــــــــــابُ    والعــــــــــــــــــذبُ منها في المــــــذاق عذابُ

إنْ تسألــــــــــوا كيـــــــــف الشهيد فهــــــــــــــــذه     صفـــــــــةُ الشهــــــــــــــــــــيد فأحمـــــــــــدُ الأوابُ

أمســــــــى قتيــــــــــــــــــــــــــــلًا في ذُؤابةِ قومـــــه     والقاتلـــــــــــــوه هـــــــــــــــــــــــم بـــــــــه الطـــــــــــلابُ

كســــــــروا حُسامَهـــــــــم خطًا وتعمّـــــــــــــــــدًا     تركوا الصوابَ وما ســـــــــواه أصـــــــــــابوا

يُشير الشاعر إلى أنّ المنية تقود إلى الحتْف، وأنّ عذْبَ المنايا عذابٌ، ويصف ولده بالشهيد؛ لأنه من أشراف قومه، وأنه كثير الأَوْبة إلى الله، وأنّ مَنْ قتلوه هم أهلُهُ، الطالِبون له، والمطلُوبون به! وقد كسروا حُسامهم وسيفهم الضارب في خصومهم، ولكن لا مفرّ من قَدَر.

الهجاء

لم يكن الشاعر اللواح هجاءً، بل كان زاهدًا فقيهًا مترفّعًا عن هجاء الآخرين، والنيل منهم؛ باعتباره من خوارم الدين والمروءة، ومع ذلك وجدت له هجاءً للبعض، وأغلبه في ذمّ الأخلاق والبلدان الرديئة. ومنه قول اللواح (الديوان، ج1، ص224–225)، في قومٍ رافقهم إلى المدينة المنورة في قصيدة من بحر (الوافر):

"وهم أعــــــدى من الحيَّــــات طبعًا    وأكفــــــــــرُ من دُجى ليل غســــــــــــوقِ

بني إبليــــــــس في خلْقٍ وخُلُـــــــــــــقٍ     لطاعتــــــــه موانـــــــــــــــعُ للحقـــــــــــــــــــــــوقِ

وهم هدمــوا الصلاة فلا صــــــلاةٌ     ولا حــــــــجٌّ إلى البيــــــــتِ العتيــــــــــــــــقِ

ولا صـــــــوم ولا عرفوا بمــــــلك الـــ     يمـــــــــــــــين وما دروا حكــــــــــمَ العتيـــقِ

وهم تركــــــوا الصلاة وكــــــل إربٍ     وهم أهلُ المـــــــلاهي والفســــــــــــــــــوقِ"

فالشاعر ينال من هذه الرِّفقة السيئة، ويجهَرُ بصفاتهم الدنيئة، كالغدر والعداء، وكفر المعروف، وأنهم أبالسة، قُطّاع للصلاة، والصيام، جَهَلة لا يعلمون شيئًا من أمور الشرع، يهجرون الحلال، ويرتكبون الحرام. 

العلمي التعليمي

يُعدّ التوجه التربوي في شعر اللواح الخروصي من أهمّ المواضيع التي تناولها الشاعر في ديوانه، إذ يُظهر حرصه على نقل المعرفة وتقريبها من القارئ بأسلوب شعري يجمع بين المعرفة والجمال. ويتجلّى هذا التوجه في الاهتمام بالعلوم الطبيعية والطبية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما كتبه في تشريح العين (الديوان، ج1، ص28–29) إذ قال:

إني نظمْتُ مقالاً في الذي شرعتْ          فيه الأطباءُ من علمٍ ومن حِكَم

مبينًا فيه تشريحَ العيونِ على               قولِ الأوائلِ من لفظٍ ومن كَلِم

مصرّحًا طبقاتِ العين إذ خُلِقت       أعدادُها سبعٌ ما في القول من وصم

ثم الرطوباتُ فيها النورَ يجمعُهُ             منها الجليدُ فكالسلطان والخَدَمِ

يستخدم الشاعر أسلوبًا منهجيًا قائمًا على الترتيب والتقسيم، مما يُسهّل على القارئ فهم المعلومات العلمية بسلاسة، ويُظهر إلمامه بقوانين البصريات. كما يُشير إلى اعتماده على المصادر التقليدية، كتعبير "الأوائل"، مما يُؤكد التزامه بالمراجع العلمية الموثوقة، ويُبرز البعد التعليمي لشعره. مع أن المثال الذي ذكرناه علمي طبّي، إلا أن شعر اللواح يتضمن أيضًا أبياتًا في الفقه والنحو، تندرج تحت عنوان الشعر التعليمي. يعكس الطابع التعليمي لشعر اللواح الخروصي تفاعل الشاعر مع عصره، وحرصه على نشر المعرفة بأسلوب شعري مُبسّط. ، الذي يهدف إلى تقريب العلوم إلى الناس بلغتهم، مما يُسهّل حفظها ونشرها.

 

 

 

 

 

 

المطلب الثاني: مظاهر التجديد الشعري في ديوان اللواح الخروصي

تنوَّعتْ ملامح التجديد في شعر اللواح، فلم تتوقّف عند التجديد في الموضوعات الشعرية، بل جاوزتْه إلى التجديد في بِنْية القصيدة، والمعجم الشعري؛ بناء على مستجدات المعجم اللفظي والحضاري في عصره. ونبيّن ذلك في الآتي:

أولًا: التجديد في بِنْية القصيدة

أبدع الشاعرُ العمانيُّ في قول الشعر قديمًا وحديثًا، وتأثّر – كغيره -بالبِنْية القديمة للقصيدة، فكانت حاضرة في شعرهم – ولو في قصائد محدودة -حتى بدايات القرن العشرين، ومنهم الشاعر اللواح، وسنقتصر على دراسة مظاهر التجديد في شعره؛ لضيق المقام وكون الدراسة مقصورة عليها. ونبيّن ذلك من خلال نماذج من قصائده في الآتي:

المطلع

لم يتقيّد اللواح بمطالع قصائد الجاهليين، كذكر الأطلال، أو الخمرة، أو التغزل بالمحبوبة، بل جاوَزَ ذلك إلى التجديد في أغلب شعره، وفي الآتي بيان ذلك:

في المديح الإلهي نجد الشاعر يدخل مباشرة في غرض القصيدة، بلا انفصال بين أجزائها مطلعها، وغرضها، وخاتمتها، فتكاد تكون كلها متصلة متقاربة. يقول اللواح (الديوان، ج1، ص77) في سؤاله للمولى عزّ وجل في القصيدة المعنونة بـ: "لك الله أشكو":

أيا رب قــــــد ألقيت رحــــــــــــــــــــــل رجائي       وأمّلت أن ألقــــــــــــــــــــــــــى مناء منائي

وناديت خلف الباب يا سامع الدعاء       أجب لي وهب لي طاعة لدعائي

فقـــــــــــــد غُلّقت أبواب خلقـــــــــــــك سيدي      وبابك مفــــــــــــــــــــــتوح وليــــــــــــــس بنــــاءِ

وها أنا ذا بالباب مولاي واقــــــــــــــــــــــــف      وهــــــــــــــــــذي يدي ممـــــــــدودة بوعائي

ومنه قول اللواح (الديوان، ج1، ص125) في قصيدة ثانية في "ليلى الشريفة" وقد استحثّه كتابٌ في سُرعة المسير إليها بعنوان (سعود الناس):

أراك تريد فوق هـــــــــــوى تليدِ        طريف هــــــــــــوى على قلب عميد

تذكــــــــــــــــــــــرني بليلى أنّ ليلى        شعاري في الركوع وفي السجود

ولست لها بناس في قيامي        ولا عنـــــــــــــــــها بســـــــــــاهٍ في قعودي

ومنه قول اللواح (الديوان، ج2، ص59) في افتتاح قصيدة ثالثة بعنوان "وصايا وحِكَم" محرضًا على طلب العلم، وناصحًا، ومؤدّبًا:

وهبتك النصحَ لو طاوعت من نصحا       فقد محضــــــــــــــــتُك مني خلصة النصحا

تقـــــــــــــــــــــــوى الإله فقد أوصيـــــــــــكَ فاتقِـــهِ      تفلـــــــــــــــح إذا أفلحت في الموقف الفلحا

والوالدين فقـــــــــــــــد أوصــــــــــــــــــــــيك برَّهــــما      فاغضبْ إذا غضِبا واصفحْ إذا صفَحَا

العَرْض (غرض القصيدة)

كان الشاعر اللواح حين يعرض قصائده يعرضها مستمرًّا فيما افتتحها به، ولم يتقيَّد بمراحل القصيدة القديمة، بل يتنقّل في تفاصيل غرضه الأصل، فمثلًا في القصيدة الأولى السالفة بعنوان (لك الله أشكو)، نجده يعرض موضوعه متصلًا بمطلعها، وبخاتمتها؛ فكلها تدور في الدعاء والتضرع والشكوى. يقول اللواح (الديوان، ج1، ص77):

فهــبْ لي قبولًا منك واسمح برحمةٍ         ولا تجــعلنَّ الردَّ منك جزائي

عســــــى من نداك الجمّ نيْل إرادتي         وتلحـــــيق آمالي وقهر ثنائي

لك الله أشــــــــكو داء ستة أحــــــرف          وأنت طبيبي جُدْ لها بدوائي

والأمر كذلك في قصيدته الثانية في ليلى الشريفة (سعود الناس)، يقول اللواح (الديوان، ج1، ص126)، مستطردًا في منتصف القصيدة في ذكر ليلى، ووصلها، والركوب إليها، ولو كان ذلك في الخطر:

سأرتكب الخــــطيرَ لوصل ليلى         ولو كانتْ بغاباتِ الأســـــــــــــــــــودِ

وما لي دونها شـــــــــــغلٌ ولكــــــــن          تساويفُ الفتى ضعف الجدودِ

أُخاطرُ لا تذاكــــــــــر غير ناسٍ          لليلى وهــــــــــــــــو وافٍ بالعقـــــــــــــود

وفي عرضه لموضوع القصيدة الثالثة (وصايا وحِكَم)، نجده لا يُجاوز مطلعها ولا خاتمتها، بل يتقلّب في تعداد جزئياتها وتفاصيلها، ضمن فكرة متصلة. يقول في (الديوان، ج2، ص59–60)، فيما قدَّمه في العرض من النصائح والوصايا:

والزم جمــــــــــــــــاعةَ بيتِ الله مرتقــــــــــــــــــــبًا      فيه الفروض وخــــــــــــــلّ الدمع منسفحا

واقصدْ لمطلب علم الطبّ حـــــيثُ به       يُقوَّمُ العقلُ ذو التكلــــــــــــــــــــيف والسبحا

وخذ من النحـــــــوِ ما يكفي وخُـــــــذْ لغةً       كيما تكـــــــــــون فصيحًا مدرك الفُصَحا

ثم الأصــــــولَ أصـــــــــولَ الدين ثم تَخِذْ       أصــــــــل الفروع وفرع الأصل منشرحا

الخاتمة

لقد قلّبْتُ ديوان اللواح المطبوع (جُزأيْهِ) فوجدته يختم جُلّ قصائده بنفس فكرة المطلع التي افتتح بها، نصيحة، أو دعاء، أو حكمة، أو صلاة على النبي... ومما ختم به اللواح (الديوان، ج1، ص77) بخاتمة متصلة بموضوع القصيدة المطلع والغرض والخاتمة في سؤاله الخالق عز وجل قوله في القصيدة الأولى السالفة الذكر (لك الله أشكو)، بقوله:

ســــــــــــــــــــــألتك توفيــــــقًا لراءٍ وحــــــائها      وميـــم على إثْر الدعاء وهــــــــاء

وقــــــــل لعا من عثرة اســــــــــــــــــتقيلها      وهــــبني وهب لي رتبة الشـــهداء

إذا جرتني مما أخــاف وكـــان لي      شفيـــــــــــعا رسول الله نلت منائي

وكذلك في القصيدة الثانية أيضًا (سعودُ الناس) يختم اللواح بما افتتح به، فقد ختم بذكر ليلى، وفق منهجه في ختم جل قصائده بفاتحتها، يقول (الديوان، ج1، ص127):

أليلتنا بالأمس عـــــــــــــــــــــــودي       ليورق بعد يبسِ الغصن عودي

تحية شائق الصافي عليكم       وخــــــــدمة حمــــــــــــــزة الولد الودود

ومن عمر عليكم كـــل حين       تحـــــــــــــيّتنا وجمــــــــــــــعتنا الرشــــــــيد

وأيضًا في القصيدة الثالثة (وصايا وحكم) نجد الخاتمة على اتصال شديدٍ بمطلع القصيدة، وبغرضها كذلك، فهي لم تتجاوز النصائح والوصايا، يقول اللواح (الديوان، ج2، ص61):

وقـــــــــــــد نصحــــــــــتك يا بردَ الفؤاد وكــم     من ناصحٍ كان أولى منك لو نُصحا

أهداك أعمى ومنهاج الهــــــدى وضحا    فطاح في هــــــــــــوة الآضار وافتضحا

يا رب عفـــــــــــــــــوك أجري غير منسمح    إلا بلطــــــفك يغــــــــــدو الأمر منسمــــحا

ثانيًا: التجديد في الموضوعات الشعرية

تعدّدت الفنون الشعرية الجديدة لدى الشاعر اللواح بتعدّد الموضوعات التي نظم فيها، ومن أبرزها:

مدح الذات الإلهية

تعدَّدت في ديوانه قصائد مديح الذات الإلهية، وتنوّعت أغراضها بين المديح، والتنزيه، والتبجيل، والدعاء، والابتهالات ... حتى غدت بابًا في ديوانه في المديح الإلهي، ومن ذلك قول اللواح (الديوان، ج1، ص82)، في قصيدة بعنوان "يا من هو الله":

يا خالق الخلق يا من جوده الجودُ           يا باســط الرزق للحاجات مصمودُ

يا من هو الله شيء لا يشــــــــــــابهه            شيء بك الشـــــــــيء معدوم وموجودُ

فـــــــــــــــــــــردٌ تعالــــــــــــيتَ لا ندٌّ ولا وزرٌ           كــــــــــــــــلّا ولا والد تدعـــــــــــــــــــى ومولودُ

المدائح النبوية

وهي مثل المديح الإلهي، وقد أكثر منها اللواح، حتى باتت بابًا في الديوان، كله في المدائح النبوية. يقول (الديوان، ج1، ص215)، في قصيدة بعنوان "نبي الهدى":

نبـــــــــــــــــــــــيٌّ فلولاه ما كان كائنٌ     ولا كان إســـــــــــــــــلامٌ به ذاع ذايع

محمد خير المرســـلين أخيرها     وأولها في الفضل والمجد شايع

تفرّع من عليا لؤي بن غالب     فناهيك عـــــرقًا طال والفرع بارع

الشعر الرمزي في مديح ليلى العامرية رمزًا لـ: (الكعبة المشرفة)

وقد تفرّد الشاعر بشعرٍ كثيرٍ فيه، إذ جعل من ليلى الشريفة رمزًا لمحبوبه وصرف لها جزءًا كبيرا في ديوانه حتى لحق بسابقيه بابًا في مديح ليلى وتوديعها ومقاماتها... من ذلك قول اللواح (الديوان، ج1، ص129)، في قصيدة عنوانها "جمال ليلى":

وحـــــسْنُ جمالِ ليلى أنَّ ليلى         لَغاية منيــــــــــــــــتي وبها مفازي

ولولا حبّ ليلى ما رمــت بي         نوى قذف إلى أرض الحجازِ

وحســبي أنني من حب ليلى         وإن عزت الأحـــــبة غير عازِ

أحـــــنّ بها على قرْبٍ وبعْـــــــــدٍ         ولســــــت بسامع فيها التعازي

وفي قصيدة أخرى بعنوان "كيف أطيق الوداع" يقول اللواح (الديوان، ج1، ص149):

أيا ليـــــــــــــلى الشــــــريفة حنَّ قلبي     إليكِ إليكِ يا ليـــلى الشــــريفهْ

كلُفتُ بكِ الشباب وفي مشيبي     فليتك كنت بي مثــــــلي كليفهْ

ســـــــــــــــهرتُ عليكِ طيبــةَ الليالي     تراعي النجمَ لي مقل وطوفهْ

وفيكِ نظـــــمتُ أبكـــارَ المغاني      وفيكِ شدوتُها تحتَ الســــــقيفهْ

شعر التعازي

وقد نظم فيه قصائد كثيرة تحمل في عنوانها ومضمونها التعازي. من ذلك قصيدة نظمها معزّيًا الشيخ الأجل "أحمد بن سليمان الكندي" في زوجته، عنوانها "حسن العزاء" يقول فيها (الديوان، ج2، ص103):

حسنُ العزاء لكم كحسْن عزاءِ           في الدرة المكــــــــــــنونة الخـــــدراءِ

كانتْ بقايا نســــــــــــــــــــــوةٍ طائيــــــــةٍ            أحيتْ مكارمُها الجوادَ الطائي

أمُّ المســــــــاكينِ التي من مالها            يتمــــــــوّلون صعالك الضــــــــــعفاء

نظْمُ المسائل التاريخية والعلمية والفقهية

وهي قصائد محدودة نظمها في هذا الفنّ، ومن ذلك في ذكر الذين تكلّموا في المهد، وهم ستة أنفس، يقول اللواح (الديوان، ج2، ص21)، في قصيدة بعنوان "الذين تكلموا في المهد":

تكلّم في مهدِ الرضاعة ســــــــــــــــــتةٌ       فلم يستمعْ من غيرهم نطقَ مولود

فيحيى وعيسى ثم شاهد يوسف        وخدْن جريح ثم صاحــــب الأخدود

وماشــــــــــــــــطة بنتا لفرعون طفلها        تكــــــــــــــــــــلّم في مهـــــــــــــد بلفظ وتجويد

وفي مسألة موانع الوطء وتحريمه يقول اللواح (الديوان، ج2، ص33) في قصيدة بعنوان "موانع الوطء":

وتُمـــــــــــــــــــنع كلَّ موطأةٍ بســـــتٍّ        فدونكها على حسب التقافي

فإظهـــــــــــــــار وإيلاء وحــــــــــــيض       وصــــــــــــــوم ثم حــــجّ واعتكاف

ويحرم في ظهارٍ أو محيضٍ        وبالإيلاءِ إنْ تك ذا عـــــــفاف

وفي حـــــــــجٍّ وصومٍ واعتكافٍ        فســــــــــــــاد غير ما جرم مُواف

في والمواعظ والمعاتبات والنصائح

وقد نظم الشاعر في هذا الغرض قصائد كثيرة، واعظًا ومعرفًا بالتوبة النصوح. يقول اللواح (الديوان، ج1، ص279)، في قصيدة بعنوان "طريق التائبين":

فإنّ التائبــــــــــين لهـــــــــــم طريقٌ      تدلّ على مواضيه الرغــــائب

وبغــــــــــــــض للذي كانوا عليه      وحـــــب للذي لله واجـــــــــــــــــــــــــــب

وهجران الكرى حــــيث البرايا      بهم مال الكرى والليل كاثب

تبيت قلوبُهُم فيـــــــــها وجـــــيبٌ      لخوفهم وأدمعــــــــــــهم سكائب

وفي الحكمة وشكوى الدهر ونوائبه، وتقلّبات أحواله، يقول اللواح (الديوان، ج1، ص344)، في قصيدة بعنوان "هي الأيام":

ســــــــرورُ المرء مقرون ببـــؤسٍ         وإقبال الســــــــعود الى النحوسِ

تمامُ البدر دل على انتــقاص         وحسبك كشف انوار الشموسِ

حـــــــــــياةٌ عندها ســـكرات موت         كرطب الحب مختلطًا بسوسِ

إذا ضحكتْ لك الأيام فاحذر        هجـــــــــومَ النائبات من العبوسِ

ثالثًا: التجديد في المعجم

نتيجة للتفاعل الحضاري والإنساني والثقافي للعرب ولعمان مع دول العالم المختلفة – بحُكْم قيام دولة وحضارة إسلامية ثم دول مستقلة - فقد استعملت في المعجم العماني الكثير من المصطلحات؛ تبعًا لتطور الحياة ومسمياتها وأساليبها المختلفة، وكان لذلك أثره في التجديد في المعجم الشعري، وبيانه عند الشاعر اللواح في الآتي: 

ذكر الحَضَر والبَدْوِ وامتداح البدو ومناطقهم على المدنية وأهلها 

ومن ذلك قول الشاعر اللواح (الديوان، ج1، ص259)، في سياق امتداح البدو والبداوة:

تبيتُ لهم نارٌ من القطر تلتظي        إذا القطرُ في بطنانهم دســـــــــع الأروا

هــــــــم البدوُ إلا في فؤادي حُضَّر        ومن حُـــــــبِّهم أحببْتُ لو هجروا البدوا

وقول اللواح (الديوان، ج1، ص409)، في امتداح مناطق البدو، وأهلها، ووصفهم بالمعزة، ووصف مناطق المدن والحضر وأهلها بالمذلة:

والشـــــــــــرُّ مُرٌّ أنْ يدو       مَ وفي أوائلهِ حـــــــــــــــــــــــــــــلاوة

والذلُّ في أهْلِ المدا        ئنِ والمعـــــــــــــــــزةُ في البداوة

ذكر الأعلام والمواقف الشهيرة كـ: (المشاعر الدينية)

ومن ذلك قول اللواح (الديوان، ج1 ص 109):

أيا عـــــــــرفات جمّــــــــــــــــــع اللهُ شملنا       ونحـــــــــــــــــــن جماعات بكــــــــــــــــــــــــــم ونيات

ويا ليلةً نلنا منى القلب من منى       وطابَ مقيـــــــــــــــــــــــــلًا عنـــــــــــــــــــــــــــــدهُ وبيات

وكـــــم أوقفتَنا في رضا اللهِ موقــــفًا      وقد رميـــــــــــتَ بعد الضحى الجمرات

ذكر المغامرات وركوب البحر، ومجاوزة المهالك المحققة في البحر

ومنه قول الشاعر اللواح (الديوان، ج1، ص149):

ركبتُ إليك في البحرِ الجواري        وجُـــــــــــــــــــزت مهالكًا تيهًا قذُوفهْ

فكم جاوزتُ من أرضٍ خـــــلاءٍ          تتيهُ بحــــــــورها الحدوى مَخُوفهْ

وصلت تنوفة تيهًا بأخــــــــــــــــرى         إليها كالســـــــــــما عربت تنوفـــــــــهْ

ذكر سيرته الذاتية (ولادته، وسيرة من حياته، وركوبه البحر، وسيْرِهِ في الأرض)

ومنه قول اللواح (الديوان، ج1، ص381):

وُلدتُ بدارِ حيّ بني خروص        وقطــــــــعت التمائم عند سوني

وقضّيتُ الشــــــــــبيبةَ في عمان        مصــــــاحبَ كلّ ذي علمٍ ودينِ

ركبتُ البحرَ من شــرقٍ لغربٍ        بظهرِ الموجِ في بطنِ السفينِ

وجُبْتُ الأرض مقفــرة الزنازي        عفَــــــــــــــتْ من كل مغزلة وعين

الاستغفار والتوبة من المعاصي 

ومن ذلك قول الشاعر اللواح (الديوان، ج1، ص411):

أستغفر الله العظيــــــــــــــــ          ـــم الحاكم العدل القضيهْ

من كــــــــــــــل ما خالفته          قولًا وأعــــــــــــمالًا ونيّـــــــــــــــــــــــهْ

ومن النظـــــــــام مدائحًا          في حكم أهل الجــــــــــبرويهْ

قصص الخصْب والمطر منذ كان مزنًا في السماء إلى تدفقه سيولًا من وادٍ إلى آخر

ومن ذلك ما ذكره في قصيدة جاء فيها بمفردات كثيرة مما يتصل بالأرض والخصب، كالغيث، والأرض، والسماء، والأودية، والجبال، وخرير العيون، ونزول الأودية بمواضع عدة، كرضوى الكبير، والحوبتين، والخميس ... حتى غدت الأرض جنانًا خصبة خضراء. يقول اللواح (الديوان، ج1، ص389):

يُظَنُّ الغـــــــــــــــــــيثُ تحــــــتَ الغيثِ مزنًا       وفوق الأرضِ قد نزلتْ ســـــــــــماها

فأوديةُ الجــــــــــــــــــــــــــــــــــــبالِ لها هـــــــــــــــديرٌ       تجــــــــــــــــــــــــــــيبُ مدائنًا فغرتْ بماها

وتســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمعُ للوهاد لها خريرًا        تصهلق والصـــــــفا انفجرتْ مياها

ومذ بســــــــــــــــــــــــــطَ الجبالَ فُويق نزوى        كلمــــــــــــــــــــــــــحةِ محدقٍ حتى سقاها

فمن رضوى الكبيرِ جــرى فلاقى ابــ        ــنه الغربي فاختـــــــــــــــــــــــــلطا ثنــــــاها

فطافا الحــــــــــــــــــوبتَيْن بلا ظـفــــــــــــــــــــــار       وقـــــــــد ملآ من الفيـــــــــــــــــــــــحاءِ فاها

فسِــــــــــــــلْنَ من الخميسِ إلى خمــــيس        وقفّوها الخمــــــــــــــــــــــــــــيسَ وما تلاها

إلى أنْ أصبـــــــــــــحتْ نزْوى خصــــيبًا       يغنّي الورق ســـــــــــــــجعًا في أشــاها

التقعيد للنحو والصرف وذكْر الآلات والمعدّات

وفيها يذكر الشاعر قواعد كتابة اسم الآلة، والصيغ التي يرد فيها، ونماذج على تلك الآلات... من ذلك قول الشاعر اللواح (الديوان، ج2، ص41) في قصيدة بعنوان "تركيب الميمات":

ألا إنما الآلاتُ تُكسر ميمـها        إذا ابتدأت والميم فيهن أولُ

سوى ستُّ آلاتٍ فيرفع ميمها        فدونكها معلومة ليس تجهلُ

مُدق صليب مُسعط ثم مُدهن        ومُكحلة بل مُنصل ثم مُنخلُ

وأما التي بالكسر والفتح ميمها        فمِرقاة أو مِسقاة قوم تؤجـــلُ

فالبكسر آلات وبالفتح عندهم        على ما به أفتوا مواضع تجعـلُ

وأما التي بالكسر ميم وعينه        إذا قيل عند اللفظ في الوزن مِفعَلُ

فشيئان، قالوا: مِنحَرٌ ثم مِنتَن        فدونك نظمًا خُذْما قال جرولُ

النتائج

برزت لدى الباحث -من خلال الدراسة -عدد من النتائج، حول الشاعر اللواح الخروصي، أهمها:

  1. تنوعت موضوعات الشاعر اللواح الخروصي الشعرية، فلم يقتصر على المواضيع التقليدية، بل استكشف آفاقًا جديدة، كالمديح الإلهي، والشعر الرمزي، والنصح والموعظة، والمسائل الفقهية، والمواضيع الشخصية. 
  2. تميز شعر اللواح بتجديد ملحوظ في بنية القصيدة، متجاوزًا الأساليب الجاهلية التقليدية، ومؤكدًا على الترابط الداخلي بين المقدمة والمتن والخاتمة.
  3.  تجلى هذا التجديد جليًا في موضوعاته الشعرية، عاكسًا وعيًا فنيًا ومعرفيًا بثقافة عصره واحتياجات جمهوره المتطور باستمرار. 
  4. أحدث الشاعر نقلة نوعية في قاموسه الشعري، مستخدمًا مصطلحات ذات أبعاد دينية وصوفية واجتماعية، مستلهمًا من الواقع الثقافي العماني. 
  5. يُظهر ديوانه بوضوح نضج الشاعر الفكري، جامعًا بين الأصالة والابتكار، والتراث والحداثة. يكثر الشاعر من استخدام الرمزية، لا سيما في استخدامه رمزية "ليلى الشريفة"، التي تُمثل ابتكارًا دلاليًا غير مألوف في سياق الشعر العُماني الكلاسيكي. 
  6. من الواضح أن الشاعر اللواح لم يكن مُقلدًا، بل كان ناقدًا للتقاليد السائدة، منفتحًا على التجريب في البنية الشعرية واللغة والمعنى.

مقترحات الدراسة وتوصياتها

بناءً على نتائج هذه الدراسة حول مظاهر التجديد في شعر اللواح الخروصي، يُمكن تقديم مجموعة من المقترحات والتوصيات التي قد تفيد الباحثين في الأدب والدراسات العمانية.

أولاً: مقترحات الدراسة

  1. إجراء دراسات مقارنة بين شعر اللواح الخروصي وشعراء عمان المعاصرين (منذ القرن العاشر الهجري)، وذلك لتحديد سمات الحركة الشعرية في تلك الفترة.
  2. دراسة شعر اللواح الخروصي من منظور نقدي حديث، كتحليل الخطاب، والنقد الأسلوبي، والنقد الثقافي.
  3. إجراء تحليل معجمي ودلالي متخصص للمعجم الشعري لديوانه، وربطه بالمجال الخطابي والسياق التاريخي.
  4. تخصيص بحث مستقل للجانب التربوي في شعره، وخاصةً أنظمته الفقهية واللغوية، وتوضيح وظائفها التربوية والثقافية.

 ثانيًا: توصيات الدراسة

  1. إعادة طبع ديوان اللواح الخروصي في طبعة علمية حديثة، مُحققة وفق مناهج بحثية نقدية، ومتاحة للباحثين وطلبة الدراسات العليا.
  2. الاهتمام بتوثيق تراث الشعراء العمانيين في القرون الأخيرة، وتخصيص مشاريع بحثية لجمع أعمالهم ونشرها.
  3. تشجيع الباحثين على تناول الشعر العماني خارج إطاره الأدبي التقليدي، والاهتمام بالمناطق والمجالات التي أُهملت بشكل كبير.
  4. إدماج شعر اللواح في المناهج الجامعية، وخاصةً في أقسام اللغة العربية بالجامعات العمانية والخليجية، لما يتمتع به من ثراء فني ومعرفي.

مراجع الدراسة

أولًا: الكتب المطبوعة:

  • ابن زريق، ح، م. (1980م). الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين. تحقيق عبد المنعم عامر. وزارة التراث القومي. د. ط. سلطنة عمان.
  • ضيف، ش، ع. (د. ت). الفنّ ومذاهبه في الشعر العربي. (ت: 1426هـ). ط:12، دار المعارف، مصر.
  • اللواح، س، غ. ديوان اللواح، (ت: 862هـ ــ 920هـ). (1989م). تحقيق محمد علي الصليبي. ط:1، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان.
  • السالمي، ع، ح. (1980م). تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان. (ج1 و2). د. ط، مكتبة الإمام نور الدين السالمي، مسقط، عمان.
  • السيابي، س، ح، ش. (1438ه). إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان. د. ط، منشورات المكتب الإسلامي.
  • ضيف، ش. (1960 - 1995م). تاريخ الأدب العربي. ط1، دار المعارف، مصر.
  • الطائي، ح، أ. (1998م). ديوان الحماسة. د. ط، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
  • الطريسي، أ. (2010م). علاقة النموذج الشعري العماني، بالنماذج الشعرية العربية، قديمًا، وحديثًا. جامعة السلطان قابوس، مجلس النشر العلمي.
  • العسكري، ح، ع. (1994م). ديوان المعاني. د. ط، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
  • البغدادي، ق، ج. (1963م). نقد الشعر. تحقيق كمال مصطفى. د. ط، مكتبة الخانجي، القاهرة.
  • الجامي، ع، أ. (1980م). ليلى والمجنون في الأدبين العربي والفارسي. ترجمة محمد غنيمي هلال، دراسات نقد ومقارنة في الحب العذري، والحب الصوفي، من مسائل الأدب المقارن. د. ط، دار العودة، بيروت.
  • وزارة الداخلية، (د. ت) المرشد العام للولايات والقبائل في سلطنة عمان. د. ط، مسقط، سلطنة عمان.

ثانياً: المخطوطات العلمية:

  • ابن رزيق، ح، م. (د. ت). الصحيفة القحطانية (2)، مكتبة أوكسفورد، بريطانيا، (2561)، S3، مخطوط.

ثالثاً: الرسائل العلمية:

  • الحسيني، ر، ح، ه. (1996م). اللواح الخروصي، سالم بن غسان. حياته وشعره (895 – 981ه)، دراسةٌ موضوعية وفنية، ط:1.
  • البدّاعي، عبد الحليم بن عبد الله. (2017). شعر اللواح الخروصي: دراسة أسلوبية (رسالة ماجستير). جامعة عين شمس، القاهرة.

رابعاً: المجلات والدوريات والمنتديات العلمية:

  • الخروصي، م، خ. (يونيو،1991م). اللواح كما صورته المصادر التاريخية، فعاليات المنتدى الأدبي.
  • الخروصي، حارث بن سيف. (يونيو، 2020). الشاعر اللّواح في نصوصه ومدوّناته. مجلة ذاكرة عُمان، مسقط (5–6).