الإعلال والإبدال في معاني قطرب(ت241هـ)

الباحث المراسلحمد الظفري وزارة الإعلام
أ.د. سعيد الزبيد� جامعة نزوى/المشرف على رسالة الماجستير

Date Of Submission :2024-07-23
Date Of Submission :2024-07-23
Date Of Submission :2024-07-23
Date Of Submission :2024-08-05
Date Of Submission :2024-08-28
Date Of Acception :2024-10-09
Date Of Acception :2024-10-09
Date Of Publication :2024-10-29
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أفضل من أرسل إلى البشرية، وخير من نطق بالعربية، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد...

هذا بحث لغوي صوتي بعنوان: " الإعلال والإبدال في معاني قطرب (ت214هـ)- دراسة صوتية وصفية تحليلية"، فأحببت أن أخوض غمار هذا الموضوع؛ لأقدمه إلى محبي العربية ودارسيها، والمعنيين بدراسة كتب معاني القرآن.

أهمية البحث: 

تنبع أهمية البحث في كونه يقوم على محاولة جادة للبحث عن ظاهرتي الإعلال والإبدال الورادة عند قطرب تلميذ سيبويه في كتابه "معاني القرآن وتفسير مشكل إعراب"، ويبين مدلولاتها، بالإضافة إلى إغناء المكتبة العُمانية والعربية بإضاءة بحثية هادفة في علم الأصوات، وكذلك خدمة التراث الصوتي العربي، ومحاولة ربطه بالدرس الصوتي الحديث.

مسوغات اختيار الموضوع:

أولا: رصد الإعلال والإبدال عند قطرب(ت214هـ)، وما يتميز به من سابقيه لا سيما شيخه سيبويه. 

ثانيا: بيان منهج قطرب في عرضه الظواهر الصوتية، ومصادره في تعزيزه فيما ذهب إليه.

ثالثا: احتواء كتاب معاني القرآن على مباحث صوتية تغني البحث وتشجع على الدراسة في الكتاب.

أسئلة البحث:

ويثير هذ البحث مجموعة من الأسئلة:

  1. كيف علل قطرب ظاهرتي الإعلال والإبلال؟
  2. هل تتوافق آراء قطرب مع آراء الخليل وشيخه سيبويه والمحدثين؟ 
  3. علام أستند قطرب في تفسير مسائل الإعلال والإبدال؟
  4. ما صور الإعلال والإبدال عند قطرب؟

منهج البحث:

اقتضت طبيعة هذا البحث، أن أسلك فيه سبيل المنهج الوصفي التحليلي؛ وذلك لمناسبته مثل هذه البحوث، وقد اعتمد الباحث على الاستقراء في كتاب معاني القرآن وتفسير مشكل إعرابه للكشف عن ظاهرتي الإعلال والإبدال.

خطة البحث:

يقوم البحث على مقدمة وتمهيد ومبحثين، وخاتمة.

المقدمة: تتضمن مسوغات اختيار الموضوع وأهميته والمنهج.

التمهيد: يتناول " البحث الصوتي ".

المبحث الأول: ظاهرة الإعلال 

المبحث الثاني: ظاهرة الإبدال 

ثم جاءت الخاتمة؛ لتوجز أهم ما توصل إليه البحث من نتائج، يتلوها ثبت بأهم المصادر والمراجع.

المصادر والمراجع:

أما مصادر البحث ومراجعه فمتعددة، وتشمل قسمًا كبيرًا من كتب اللغة والصوت.

 

والله تعالى أسأل أن يهديني إلى الصواب، إنه هو الكريم الوهاب.

 

 

التمهيد: البحث الصوتي:

حظيت الدراسات الصوتية عند العرب القدامى باهتمام كبير؛ لأنها تعد من الركائز الأساسية في علم اللغة العربية، ولها دور كبير في الحفاظ على النطق السليم للأصوات العربية، وكانت أولى الملاحظات الصوتية قد صدرت عن أبي الأسود الدؤلي(ت69هـ) عندما قام "بوضع نقط تمثل الحركات القصيرة والتنوين، وكان ذلك قبل وضع النحو العربي"(السعران، (د.ت)، ص.93)، غير أن ملامح الدرس الصوتي تبدو واضحة لأول مرة عند الخليل بن أحمد الفراهيدي(ت175هـ) فهو مبتدع ومؤسس علم الأصوات العربية بل رائده الأول، وقد أشار إلى هذا محققا كتاب العين إذ قالا: "إن مقدمة العين على إيجازها؛ أول مادة في علم الأصوات دلت على أصالة علم الخليل، وأنه صاحب هذا العلم ورائده الأول" (الفراهيدي، 1988، ج1، ص10)، و"إن مقدمة العين مادة غزيرة في علم الأصوات وعلم وظائف الأصوات، وهي بهذا تعد من أهم الوثائق في علم اللغة التاريخي، وذلك لتقدمها، ولأن صاحبها مبتدع ومؤسس لم يأخذ علمه هذا عن معاصر له أو سابق عليه". (الفراهيدي، 1988، ج1، ص14) 

ويعد الخليل(ت175هـ) "أول من التفت إلى صلة الدرس الصوتي بالدراسات اللغوية الصرفية والنحوية، ولذلك كان للدراسة الصوتية من عنايته نصيب كبير، فقد أعاد النظر في ترتيب الأصوات القديمة، الذي لم يكن مبنياً على أساس منطقي، ولا على أساس لغوي، فرتبها بحسب المخارج في الفم، وكان ذلك فتحاً جديداً، لأنه كان منطلقاً إلى معرفة خصائص الحروف وصفاتها" (المخزومي، 1966، ص4) 

وحاول سيبويه(ت180هـ) إكمال ما بدأه شيخه الخليل(ت175هـ) في الدرس الصوتي، على الرغم من مخالفته له في بعض القضايا الصوتية، ومنها "في ترتيب المجموعات الصوتية بالنظر إلى تقدمها وتأخرها، فقد جاءت حروف الصفير في كتاب العين بعد الضاد، وهو حرف حافة اللسان، الذي عند سيبويه بعد الضاد: حروف الذلاقة. ونتيجة لتقديم حروف الصفير، فقد وضع مكانها حروف الذلاقة، ومعنى ذلك أنه في العين حدث تبادل بين حروف الصفير وحروف الذلاقة". (النعيمي، 1980، ص٢٢٩) 

وقدم سيبويه(ت180هـ) دراسة للأصوات أوفى وأكثر دقة، إذ تناول في كتابه مخارج الحروف وصفاتها وإدغامها وإبدالها لمناسبة الصوت، كما تحدث عن الهمزة والإعلال والإبدال والإمالة. (سيبويه، 1982، ج4، ص237 ص443)، وغير ذلك من المباحث الصوتية لذا يمكن القول إن كتاب سيبويه بحق من خيرة المصادر القديمة التي عالجت موضوع الأصوات. (النعيمي، 1980، ص٢٢٩). ووصف ابن جني(ت392هـ) ترتيب سيبويه للحروف ومخارجها بقوله: "فهذا هو ترتيب الحروف على مذاقها وتصعدها... مما رتبه سيبويه وتلاه أصحابه عليه، وهو الصواب الذي يشهد له التأمل صحته". (ابن جني، 1993، ص45-46) يأتي هذا التمهيد للكشف عن الجوانب الصوتية التي ظهرت قبل قطرب(ت214هـ)، ويمكن حصرها بما جاء عند الخليل(ت175هـ) وتلميذه سيبويه(ت180هـ)، ونبيّنها على النحو الآتي:

مصطلح الصوت:

استعمل الخليل(ت175هـ) مصطلح الحرف بمعنى الصوت، فقد ورد في كتابه العين قوله: "فإذا سئلت عن كلمة وأردت أن تعرف موضعها فانظر إلى حروف الكلمة". (الفراهيدي،1988، ج1، ص47)، وقال محققا الكتاب: "إن كلمة حرف تعني في مصطلح الخليل ما نعنيه باستعمالنا كلمة الصوت في عصرنا الحاضر". (الفراهيدي،1988، ج1، ص11) وقد استعمل سيبويه(ت180هـ) مصطلح الحرف بمعنى الصوت العربي، وبمعنى الرمز الكتابي (الصيغ، 2007، ص219)، أما الحرف بمعنى الصوت فقد استعمله في قوله: "هذا باب عدد الحروف العربية ومخارجها، ومهموسها ومجهورها". (سيبويه، 1982، ج4، ص431)، وأما الحرف بمعنى الرمز الكتابي، فقوله: "وإنما وصفت لك حروف المعجم". (سيبويه، 1982، ج4، ص436). وتابع قطرب ما ورد عند الخليل وسيبويه في استعمال الحرف بمعنى الصوت على ما بيّنا. ويبدو أن استعمال مصطلح الصوت قد استقر عند ابن جني(ت392هـ) إذ قال: "اعلم أن الصوت عرض يخرج مع النفس مستطيلا متصلا، حتى يعرض له في الحلق والفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده واستطالته، فيسمى المقطع أينما عرض له حرفا". (ابن جني، 1993، ص6) 

 

 

المبحث الأول: ظاهرة الإعلال عند قطرب:

يعد الإعلال ظاهرة من الظواهر الصوتية التي تلحق بنية الكلمة العربية، وهي من الظواهر التي تناولها قطرب في كتابه، وقبل الحديث عن ذلك سيقف الباحث بإيجاز على مصطلح (الإعلال)، ومفهومه، وأنواعه، فأما مصطلح الإعلال فهو من مصطلحات سيبويه(ت180هـ)، وقد أطلق عليه مصطلح (الاعتلال) إذ قال: "وإنما كان هذا الاعتلال في الياء والواو؛ لكثرة ما ذكرت لك من استعمالهم إياها وكثرة دخولهما في الكلام وإنه ليس يُعرى منهما ومن الألف". (سيبويه، 1982، ج4، ص339) 

وذكر سيبويه (1988): أن "بعض العرب يقول: خيف وبيع وقيل... وبعض من يضم يقول: بُوع وقُول وخُوف... كذلك قولك: باع وخاف وهاب وقال". (ج4، ص343). وبيّن ابن جني(ت392هـ) أن الإعلال يكون طلبا للخفة، فقولهم: "ييأس يأس، وفي يوجل ياجل، فإنما قلبوا الياء والواو فيهما تخفيفا، ذلك أنهم رأوا أن جمع الياء والألف أسهل عليهم من جمع الياءين، والياء والواو"(ابن جني، 1993، ص 668).

توطئة: ظاهرة الإعلال عند القدامى والمحدثين:

رأى ابن يعيش(ت643هـ): أن "قلب الحرف نفسه إلى لفظ غيره على معنى إحالته إليه، وهذا إنما يكون في حروف العلة التي هي: الواو والياء والألف... وذلك نحو قام أصله قوم، فالألف واو في الأصل، وموسر أصل الواو ياء". (ابن يعيش، (د.ت)، ج10، ص7). وعرف العلة بأنها: "تغيير المعلول عما هو عليه، وسميت هذه الحروف–يعني الواو والياء والألف-حروف العلة لكثرة تغيرها"(ابن يعيش، (د.ت)، ج10، ص54)، وعرف ابن الحاجب(ت646هـ) الإعلال فقال: "الإعلال تغيير حرف العلّة للتّخفيف، ويجمعه القلب، والحذف، والإسكان، وحروفه الألف، والواو، والياء، ولا تكون الألف أصلا فى المتمكّن ولا فى فعل، ولكن عن واو أو ياء". (الاستراباذي، 1982، ج3، ص66) 

وأشار ابن عصفور(ت669هـ) إلى الإعلال بالقلب بقوله: "وأما الواو فأبدلت من ثلاثة أحرف وهي الهمزة والألف والياء" (ابن عصفور، 1987، ج1، ص362)وبيّن الرضي الاستراباذي(ت686هـ): "أن لفظ الإعلال فى اصطلاحهم مختص بتغيير حرف العلة: أي: (الألف والواو والياء)، بالقلب أو الحذف، أو الإسكان"(الاستراباذي، 1982، ج3، ص 66-67) 

 

وحظي مصطلح الإعلال بعناية كبيرة عند المحدثين إذ عرفه عباس حسن قائلا: "إنه تغيير يطرأ على أحد أحرف العلة الثلاثة (و -أ-ي) وما يلحق بها –وهي الهمزة- بحيث يؤدي هذا التغيير إلى حذف الحرف أو تسكينه أو قلبه حرفا آخر من الأربعة". (حسن، 1974، ج4، ص 756-757)

وذكر عبد المنعم فائز أن الإعلال: "هو تغيير حرف العلة للتخفيف، حروفه الواو والياء والألف، وهذه الحروف تكون أصولا وزوائدا، والألف لا تكون أصلا بنفسها، بل تكون منقلبة عن ياء أو واو". (مسعد، 1984، ص53)، 

للإعلال ثلاثة أنواع بيّنها عبدالصبور شاهين بقوله: " فمعنى الإعلال ما تتعرض له أصوات العلة من تغيرات، بحلول بعضها محل بعض وهو ما يسمونه (الإعلال بالقلب)، أو بسقوط أصوات العلة بكاملها، ويسمونه (الإعلال بالحذف)، أو بسقوط بعض عناصر صوت العلة، وهو ما يسمونه (الإعلال بالنقل أو التسكين)". (شاهين، 1980، ص167) 

نجد مما سبق ذكره أن القدامى والمحدثين اتفقوا على أن الإعلال خاص بالتبادل بين أصوات العلة (الألف والواو والياء) طويلة كانت أو قصيرة بالإضافة إلى الهمزة من أجل التخفيف وسهولة النطق وقد يرد على ثلاث صور الإعلال بالقلب أو الحذف أو التسكين.

ظاهرة الإعلال عند قطرب:

تناول قطرب(ت214هـ) ظاهرة الإعلال في بعض ألفاظ القرآن الكريم، وقد بيّن آراءه معتمدا على القراءات القرآنية وكلام العرب ولغاتهم. وتابع قطرب(ت214هـ) شيخه سيبويه(ت180هـ) في استخدام مصطلح الاعتلال بقوله: "وإنما حذفوا إحدى اليائين لاعتلال الياءات وثقلها؛ استحيت استحاءة واستحاء". (قطرب، 2021، ج2، ص213) وعرض قطرب للإعلال بالقلب والإعلال بالحذف، ونقف عليها على الوجه الآتي: 

أ. الإعلال بالقلب:

ويكون بقلب الواو ياءً أو الياء واوًا أو قلبهما ألفًا (ابن جني، 2001، ص90-118)، فهو مختص بإبدال حرف العلة والهمزة بعضها مكان بعض (ابن يعيش، (د.ت)، ج3، ص67)، وقد تناول قطرب الإعلال بالقلب في (قلب الياء ألفا واوا، وقلب الألف ياء، وقلب الواو ياء، وقلب الهمزة ياء واوا)، نستعرضها على النحو الآتي:

1. قلب الياء ألفا:

درس قطرب قلب الياء ألفا في توجيه القراءات القرآنية وكلام العرب ومن ذلك: "قوله عز وجل: ﭐﱡﭐﱳ ﱴ [القرآن الكريم، يونس:16]، قرأ الحسن وَلَاَ أَدْرَاتُكُمْ به (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص64)، ولا وجه لها لأنها من أدريت، مثل أعطيت، إلا أن لغة لبني عقيل: قد أعطات؛ يريد أعطيت تحول الياء ألفا". (قطرب، 2021، ج3، ص920). وعلة القلب هنا استثقال النطق بحرف العلة.

2. قلب الياء واوا:

عالج قطرب قلب الياء واوا في الأفعال المعتلة، مثل: (قال، باع، عال)، نبيّنها على النحو الآتي:

- "قوله عز وجل: ﱡﭐﲁ ﲂ ﲃ [القرآن الكريم، البقرة:11]... فمن قرأ كسرها لسكون الياء بعدها، ومن قرأقُيلَ (عمر ومكرم، 1988، ج1، ص27) فضم ضمها على الأصل؛ لأنه يريد فُعل، ولغة أخرى: قُول بالواو وقول له تنقلب واوا للضمة قبلها. قال الشاعر: 

وَابْتُذِلَتْ غَضْبَي وَأًمُّ الرَّحَالْ      وقُولَ لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مَالْ 

وقالوا: بُوع متاعه، وخُور له في ذلك، واختور عليه؛ يريد اختير عليه؛ فالياء والواو سواء، تنقلب إلى الواو في هذه اللغة. والكسر في: قيل وبيع لغة أهل الحجاز، والضم لتميم" (قطرب، 2021، ج2، ص200)

- "أما قوله جل ثناؤه:  ﲘ ﲙ [القرآن الكريم، البقرة:255] فهو القيم والقيوم بعينه، والقيام على قراءة عمر "الحي القيام"(عمر ومكرم، 1988، ج1، ص195)؛ فيعال من قمت؛ كأن الأصل: قيوام، فأدغموا، وكذلك القيوم: فيعول من قمت؛ فالأصل قيووم فأدغم مثل: ما بها ديار؛ فيعال من دار يدور، فأدغم؛ وقلب إلى الياء لخفة الياء وثقل الواو" (قطرب، 2021، ج2، ص 330-331)

  1. "قوله ﱡﭐﱝ ﱞ ﱟ [القرآن الكريم، التوبة:28] فالفعل: عال يعيل عيلة وعيولا، وعال أيضا يعول بالواو لغة. وقال الشاعر:

وَمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتَى غِنَاهُ      وَمَا يَدْرِي الغَنِيُّ مَتَى يَعِيلُ 

وقالوا: عال في الأرض يعيل؛ أي ذهب يمينا وشمالا" (قطرب، 2021، ج3، ص897). رأى العرب أن أصل (قال) (قول)، و(باع) (بوع)، وعلة القلب في الأمثلة التي ساقها قطرب قلب حرف علة مكان آخر، والميل إلى الخفة والسهولة في النطق.

3. قلب الألف ياء:

ظاهرة قلب الألف ياء نجدها كثيرا في القراءات القرآنية ولهجات القبائل، وقد أفرد قطرب لها بعض المواضع على النحو الآتي:

- "إذا أدخلت ياء الإضافة على ألف ساكنة، وعلى ياء أو واو ساكنتين حركتها بالفتح؛ لئلا يلتقي ساكنان، والفتح أخف فصاروا إليه فأدخلوها على الألف، كقول الله عز وجل: ﱡﭐ ﲦ ﲧ [القرآن الكريم، الأنعام: 162] وﱡﭐﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ [القرآن الكريم، البقرة: 38]، وكقوله عز وجلﱡﭐﲋ ﲌ ﲍ [القرآن الكريم، يوسف: 19]. وقد أبدل بعض العرب من أهل العالية، وبعض فزارة فيما زعم يونس من الألف ياء ثم أدغم... وهي قراءة ابن أبي إسحاقفَمَنْ تَبِعَ هُدَيَّ (عمر ومكرم، 1988، ج1، ص97)، وكذلك عصيَّ وقفيَّ، يريد: عصاي وقفاي". (قطرب، 2021، ج2، ص390-391) 

- وقرأ ابن مسعود (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص111-112) قوله عز وجل: ﱡﭐﲃ ﲄ [القرآن الكريم، هود:41]، قرأ أبو رجاء ومسلم بن جندب (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص122)مُجْرِيهَا وَمُرْسِيهَا؛ "كأنه قال: الله أجراها وأرساها وهو مجريها ومرسيها؛ والرواسي من ذلك، والواحد راسٍ" (قطرب، 2021، ج3، ص947-948)

بيّن قطرب أن هذه الظاهرة من لهجات العرب من أهل العالية، وبعض فزارة، والألف والياء حرفان خفيفان فلما أرادوا التبيان والخفة قلبوا الألف ياء؛ لأن الفتح والألف عندهم أخف.

4. قلب الواو ياء: 

أوضح قطرب هذه الظاهرة في توجيه القراءات وكلام العرب ولغاتهم في المواضع الآتية:

- "قوله عز وجل: ﱡﭐﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ [القرآن الكريم، يوسف:67] ﭐﱡﭐ ﲝ ﲞ ﲟ [القرآن الكريم، إبراهيم:22]، وكقولك: يا معطي، ويا رامي؛ وكذلك المرفوع بالواو إذا قلت: هؤلاء بني ومسلمي؛ والأصل: بنوي ومسلموي؛ فتنقلب الواو إلى الياء، ثم تدغم فيها"(قطرب، 2021، ج2، ص392) 

"أما قوله عز وجل: ﭐﱡﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ [القرآن الكريم، المائدة:114]، فقالوا: فيها عائدة من الله عز وجل علينا، ويكون أصل عيد الواو، من عاد عليه يعود، فانقلبت ياء للكسرة قبلها". (قطرب، 2021، ج2، ص699) 

- "قوله تعالى: ﱡﭐﲂ ﲃ [القرآن الكريم، الأنعام:63]، كان الحسن يقول: التضرع العلانية والخفية بالنية، وقالوا أخفيت الشيء خِفيه وخِفوة وخُفوة؛ وحكى عن بعض العرب أنه قال: أسلك خِفوة؛ أي خِفية؛ فقلب وأخر الواو". (قطرب، 2021، ج2، ص712) 

- "قرأ الحسن وأهل المدينةﱼ ﱽ ﱾ [القرآن الكريم، الأعراف:201]، وإبراهيم ومجاهد وأبو عمرو وأهل مكة(عمر ومكرم، 1988، ج2، ص432) طَيْفٌ [القرآن الكريم، الأعراف:201]، فقالوا في اللغة: الطائف والطيف سواء؛ وهو ما كان كالخيال أو الشيء يلم بك؛ ويجوز أن يكون الطيف مخففا عن طيف؛ لأنه جاء بالياء وأصله الواو؛ فيكون مثل ميِّت وميْت، ويجوز أن يكون طيفا فعلا على يطيف، وهم يقولون: طفت أطوف طوفا، وطفت أطيف بالياء لغتان، وطفت أطوف طوفا وطؤوفا وطوفانا، وطفت أطيف بالياء؛ فيكون الآية عليها ﱼ ﱽ طَيْفٌ [القرآن الكريم، الأعراف:201]؛ وقالوا: أطاف يطيف إطافة؛ ولا يقال- فيما سمعنا- للإنسان الطائف: طيف". (قطرب، 2021، ج2، ص814-815) 

 - "قوله عز وجل: ﱪ ﱫ [القرآن الكريم، الأنفال:42] فتميم تقول بالقصيا، وأهل الحجاز: القصوى بالواو"(قطرب، 2021، ج2، ص873) 

"قوله عز وجل: ﱡﭐﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ [القرآن الكريم، التوبة:120] صيرها بالياء فإنهم يقولون: نالني الخير ينولني نوالا؛ وأنالني بخير إنالة؛ فكان النيل من الواو، فكأنه خفف "نيل"، مثل ميِّت وميْت (الأزهري، 1991، ج1، ص249)، وطيِّب وطيْب، وليِّن وليْن؛ فأبدل من الواو الياء لخفة الياء والفرار إليها من الواو". (قطرب، 2021، ج3، ص913) 

فصل قطرب القول في مسألة قلب الواو ياء، وبيّن أن الواو تقلب ياء لخفة الياء وثقل الواو، والعرب تميل إلى نقل الصوت الثقيل إلى الصوت الخفيف.

5. قلب الهمزة ياء: 

درس قطرب قلب الهمزة ياء في عدة ألفاظ بهدف الكشف عن هذه الظاهرة، نبيّنها على الوجه الآتي:

- "قوله عز وجل: ﲈ ﲉ ﲊ [القرآن الكريم، البقرة:54] بالهمزة: أي خالقكم، يقال برأ الله الخلق، يبرؤهم برءا، وقال تُبع:

شَهِدْتُّ عَلَى أَحْمَدَ أَنَّهُ       رَسُولٌ مِنَ اللهِ بَارِي النَّسَمْ

وقال: قراءة أبي عمرو (عمر ومكرم، 1988، ج1، ص57) ﲈ ﲉ بَارِيكُم لا يهمز ويحرك الياء بحركة ضعيفة؛ والأصل الهمز؛ لأنها من برأ الله الخلق يبرؤهم، فالقراءة بالهمزﲉ ﲊ [القرآن الكريم، البقرة: 54]" (قطرب، 2021، ج1، ص144-145)، وينظر: أبو حيان الأندلسي، 1993، ج5، ص52) 

- "أما قوله عز وجل: ﱡﭐﳁ ﳂ [القرآن الكريم، البقرة: 61] وﲑ ﲒ ﲓ ﲔ [القرآن الكريم، البقرة: 91] فإن بعضهم قال:أنبئآء الله (عمر ومكرم، 1988، ج1، ص78) فهمز، وهو الأصل، همزة قبل الألف وبعدها.

قال أبو علي: وبلغنا أن أعرابيا قال: يا نبيء الله، بالهمزة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني نبي الله"؛ بغير همزة، والنبي بغير همز: المكان المرتفع، من نَبَا يَنْبُو، فكأنه يريد ارْتِفَاعَهُ وَعُلُوَّهُ، (صلى الله عليه وسلم).

 وقال أوس:

لَأَضْحَى رُكَامًا دُقاقَ الحَصَى      كَظَهْرِ النَّبِيِّ مِنَ الكَاثِبِ

وقال عدي:

فرَوَّى قُلَّةَ الأَدْحَالِ وَبْلًا       فَفَلْجًا فَالنَّبِيَّ فَذَا كَرِيبِ

وَالنَّبِيُّ الطريق والعلم.

وقال الراجز أيضا:

إِنَّ بِأَعْلَى بُرْقَةِ النَّبِيِّ      بَيْضَاءَ ذَاتَ مَنظَرٍ سَوِيِّ

وقالوا أيضا: أَتَتْهُ النَّبَاوَةُ، يريد: النَّبُوُّةَ؛ فترك الهمز.

قال أبو علي: والذي يغلب عليه عندنا: أنه من أنبأ عن الله عز وجل؛ فأبدلوا من الهمزة ياء في النبي، كما فعلوا ذلك فيﭐﱡﭐ [القرآن الكريم، البينة:6]، كما قالوا: تَرَى وَيَرَى؛ فصاروا كالمجتمعين على حذفها. وقال الشاعر في همزه:

يَا سَيِّدَ النُّبَآءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ      بِالحَقِّ كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا

وزعم يونس: أن بعضهم يهمز النبيء والنبوءة؛ فهذا يدل على أنه من أنبأ عن الله عز وجل مأخوذ" (قطرب، 2021، ج1، ص242-243، وينظر: أبو حيان الأندلسي، 1993، ج1، ص382)

- "قراءة ابن أبي إسحاق (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص23) ﱡﭐﱔ ﱕ ﱖ [القرآن الكريم، التوبة: 49]، وهي الجيدة، وقراءة أبي عمرو يَقُولُ اِيذَنْ لِّي بالياء" (قطرب، 2021، ج2، ص790، وينظر: الزمخشري، 2009، ج1، ص76؛) 

- "قرأ الحسنﱡﭐﲈ ﲉ [القرآن الكريم، مريم:19] بالهمزة. وقرأ أبو عمرو وابن مسعود (عمر ومكرم، 1988، ج4، ص36) ﱡﭐلَيَهبَ  بالياء، يقول: الله الذي يهب لك، كذلك قراءة الحسن. وقالوا في الفعل منه: وَهَبَ لَهَ وَهْبًا وَوَهَبًا وَهِبَةً وَمَوْهِبَةً؛ وقالوا أيضا: هذا طعام مُوهَبٌ؛ أي كثير". (قطرب، 2021، ج3، ص1278) 

وقف قطرب على مسألة قلب الهمزة ياء، وخلص إلى أن الأصل الهمز إلا أن من القراء والعرب من يبدلونها ياء للتخفيف والفرار من الثقل.

6. قلب الهمزة واوًا:

ورد هذا القلب عند قطرب في مواضع منها الآتي:

- "إذا كان الحرف الآخر مهموزا، وقفت على الاسم المهموز الساكن ما قبل الهمزة؛ كقول الله عز وجل: ﭐﱡﱥ ﱦ ﱧ ﱨ [القرآن الكريم، النمل:25] وﱡﭐﲫ ﲬ ﲭ ﲮ [القرآن الكريم، النحل:5]، وﲡ ﲢ [القرآن الكريم، الحجر:44]؛ فإن بعض العرب يقول في الرفع: هذا الخبُو، لا يهمز؛ بواو، وهذا الكَمُو، فيضم ما قبلها بواو غير مهموزة، فيقلبها واوا في الوقف، مضموما ما قبلها". (قطرب، 2021، ج1، ص81) 

"قوله عز وجل: ﳉﳊ ﳋ ﳌ [القرآن الكريم، يوسف:43] وقالوا في اللغة: هي الرُّؤْيا؛ لأنها من رأيت، وهي الرُّويَا بلا همزة مخففة؛ وقالوا: هي الرُّيّا؛ فأدغموا لما أبدلوا من الهمزة الواو. وقال بعض العرب: هي الرِّيَّا فكسر الراء للياء التي بعدها. قال ابن مقبل:

تَزَوَّدَ رُيَّا أُمِّ عَمْرٍو مَحَلَّهَا     فَرُوعُ النِّسَارِ فَالْبَدَى فَثَهْمَدَا 

فزعم يونس أنه يريد: رؤيا، فأدغم"(قطرب، 2021، ج3، ص1055) 

أشار قطرب إلى أن بعض العرب يبدل الهمزة واوا للتخفيف، وإن هذا القلب يرتبط بظواهر صوتية أخرى منها الإدغام والوقف.

ب. الإعلال بالحذف:

رأى ابن جني(ت392هـ) "أن الحذف ضرب من الإعلال" (ابن جني، 1952، ج1، ص89)، ويكون الإعلال سماعيا وقياسيا، فاقتصر السماعي على ما سمع من العرب محذوفا، وأما القياسي هو ما كان لغة تصريفية سوى بالتخفيف كالاستثقال والتقاء الساكنين، ويقع إذا كان الماضي على وزن أفعل. (الحملاوي، (د.ت)، ص222؛ والصيغ، 2007، ص252)  وعالج قطرب هذه المسألة في حذف الياء وحذف الألف، نقف عليها على النحو الآتي:

1. حذف الياء:

ذكره قطرب في توجيه قوله عز وجل: ﱡﭐﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ [القرآن الكريم، البقرة: 26] قالوا في اللغة: استحييت واستحيت لغتان؛ والمصدر استحييت استحياء، واستحيت استحاء في القياس؛ وإنما حذفوا إحدى اليائين لاعتلال الياءات وثقلها؛ استحيت استحاءة واستحاء. وأما استحاء فإنها لما كان الفعل منها "استحى" فلم تظهر عين الفعل كما تظهر في استجار واستقال فخالفتها؛ لذلك دخلت الهاء -يعني استحاءة-لما حذفوا من الياء، كقولهم: استجارة واستقالة". (قطرب، 2021، ج2، ص213) 

2. حذف الألف:

تناول قطرب مسألة حذف الألف في الإعلال في توجيه القراءات وكلام العرب، على النحو الآتي:

 - "...يسئل عنه ومسئلة واسئل؛ إذا خفف قلت: سل؛ وإنما صارت "سل" بغير همز حيث حذفت الهمزة فتحركت السين فحذفت الألف لتحرك السين؛ لأن الألف جاءت ليسكن بها ما بعدها...وذلك قوله ﱡﭐﱁ ﱂ ﱃ  [القرآن الكريم، البقرة:211] هي في الأصل: اسئل؛ لأنها من سألت". (قطرب، 2021، ج2، 435-436) 

- "قراءة العامة ﭐﱡﭐﱡ ﱢ ﱣ ﱤ [القرآن الكريم، هود:16] وقراءة أخرى... (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص104) وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونُ". (قطرب، 2021، ج3، ص945-946) حذف الألف في (باطل).

- "قرأ أبو عمرو والأعرج (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص166) ﱗ حَاشَا [القرآن الكريم، يوسف:31] بالألف، وقرأ أهل المدينة (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص167) ﱗ ﱘ ﱙ بغير ألف"(قطرب، 2021، ج3، ص1039) 

- قراءة ابن مسعود والحسن ﱡﭐﲹ ﲺ [القرآن الكريم، يوسف:62]. أبو عمرو والأعرج (عمر ومكرم، 1988، ج3، ص178) ﱡﭐﲹ لِفِتْيِتِه (قطرب، 2021، ج3، ص1042) بغير ألف وأبدل النون ياء. وقد بيّن قطرب أن الحذف للتخفيف والسهولة في النطق.

تعليق:

- اعتمد قطرب(ت214هـ) في بيان آرائه على الاحتجاج بالقراءات القرآنية التي تمثل لهجات القبائل مثل: (بني عقيل، وأهل الحجاز، وتميم، وبعض فزارة، وبعض العرب من أهل العالية، وبعض أهل اليمن)، مثلما اعتمد شيخه(ت180هـ) على كلام العرب ولغاتهم.

- علل قطرب ظاهرة الإعلال في ضوء معطيات الدرس الصوتي القديم.

ورد الإعلال عند قطرب على صورتين الأولى الإعلال بالقلب ومن صوره : (قلب الياء ألفًا، قلب الياء واوًا، قلب الألف ياءً، قلب الواو ياءً، قلب الهمزة ياءً، قلب الهمزة واوًا)، والثانية الإعلال بالحذف ومن صوره: (حذف الياء، حذف الألف). 

- بيّن قطرب العلة الصوتية بقوله: "وإنما حذفوا إحدى اليائين لاعتلال الياءات وثقلها"، "وقلب إلى الياء لخفة الياء وثقل الواو"، " لخفة الياء والفرار إليها من الواو".

- أطلق قطرب بعض الأحكام فنراه يقول: " وهو الأصل"، "والفتح أخف"، "والأصل الهمز"،"وهي جيدة".

- وافق قطرب شيخه سيبويه في استعمال مصطلح الاعتلال للتعبير عن ظاهرة الإعلال.

- لم يفرد قطرب(ت214هـ) بابا مستقلا في تناوله للإعلال، وإنما جاء كلامه متناثرا هنا وهناك، وهذا بخلاف ما ذهب إليه شيخه سيبويه(ت180هـ) في تبويبه للمسائل التي يتناولها.

- وافق قطرب ما ذهب إليه شيخه سيبويه في (باب حروف البدل) من أن الهمزة تبدل من الياء والواو. (سيبويه، 1982، ج4، ص234)

- وجد الباحث أن قلب الهمزة واوًا يرتبط بظواهر صوتية أخرى هي: الوقف والإدغام كما ظهر ذلك في الشواهد التي ساقها قطرب.

المبحث الثاني: ظاهرة الإبدال عند قطرب:

يعد الإبدال من الظواهر الصوتية الناتجة عن التغيرات الصوتية في اللغة، ويحقق الإبدال انسجاما صوتيا بين الأصوات، وهي من الظواهر التي تناولها قطرب في كتابه. وقد ظهر مصطلح (الإبدال) عند علماء اللغة، وبيّنوا مفهومه، وحروفه وشروطه.

فالإبدال من مصطلحات الخليل(ت175هـ) فهو أول من أشار إليه، ومثل له (الفراهيدي، 1988، ج1، ص83 ص148؛ آل ياسين، 1980، ص408)، كما ذكره سيبويه (ت180هـ) في حديثه عن الأصوات التي يبدل منها غيرها، يقول: "اعلم أن الهمزة تكون فيها ثلاثة أشياء، التحقيق والتخفيف والبدل"(سيبويه، 1982، ج3، ص541). وقد حظي الإبدال بعناية من علماء اللغة قديما وحديثا، وقد ألفوا فيه مؤلفات مستقلة لأهميته منها: القلب والإبدال لابن السكيت(ت244هـ)، والإبدال والمعاقبة والنظائر لأبي إسحاق الزجاجي(ت337هـ)، والإبدال لأبي الطيب اللغوي(ت351هـ)، وغيرهم من العلماء الذين أغنوا هذا المجال. 

توطئة: ظاهرة الإبدال عند القدامى والمحدثين:

أدرك اللغويون القدامى منذ وقت مبكر إمكانَ وقوع الإبدال، يقول أبو الحسن بن الصائغ (ت312هـ): "قلّما تجد حرفاً، إلا وقد تجد فيه البدل إلا نادراً" (كمال، 1980، ص102)، وعرف أبو الطيب اللغوي(ت351هـ) الإبدال بقوله: "إقامة حرف مكان حرف، مع الإبقاء على سائر أحرف الكلمة". (أبو الطيب، 1961، ج1، ص9) وقال ابن جني(ت392هـ) الإبدال: "أن يقام حرف مقام حرف آخر إما ضرورة أو استحسانا وصنعة". (ابن جني، 1993، ص69) وقد كان من سنن العرب: إبدال الحروف؛ لإقامة بعضها مقام بعض حيث كانوا يقولون: مدحه ومدهه -أبدلوا حاء هاء-. (ابن فارس، 1993، ص209)

وتناول المحدثون هذه الظاهرة الصوتية، وكانت آراؤهم متقاربة إلى حدّ ما، ولعلّ من أوائل هؤلاء أحمد فارس الشدياق(ت1888م) إذ تحدث عن أكثر الألفاظ التي يعتريها الإبدال بقوله: "إنها تكون في الألفاظ الدالة على القطع والكسر والخرق والهدم والشقّ والفرق والتبديد؛ لأنّها كلّها من جنس واحد، وجلّها مأخوذة من حكاية صوت نحو: قَتَّ وقَدَّ وقَضَّ، قَطَّ وجَدَّ، جَثَّ وجَذَّ وجَزَّ..."( الشدياق، 1282هـ، ص5)، ورأى الغلاييني(1994) أن "الإبدال إزالة حرف، ووضع آخر مكانه... فيكون في الحروف الصحيحة بجعل أحدهما مكان الآخر، وفي الأحرف العليلة بجعل مكان حرف العلة حرفا صحيحا". (ج2، ص120) 

فيما عرفه شاهين (1980) بقوله: "الإبدال يشمل جميع حالات التبادل بين الأصوات الصحيحة والمعتلة"(ص167). ومنهم من عرفه بأنه "إبدال صوت من كلمة بصوت آخر... ويقع بين الأصوات المتقاربة في الحيز والمخرج". (آل ياسين، 1980، ص407).

يبدو أن مفهوم الإبدال عند القدامى والمحدثين جاء عن نسق واحد دون تغيير في المعنى المراد على اختلاف الصيغ التي وردت في بيانه، وبهذا يمكننا القول إن الإبدال هو إقامة صوت مكان صوت آخر لعلاقة ما بينهما كالمخرج أو الصفة طلبا للإنسجام والتجانس في الكلمة، ويقع الإبدال في جميع حروف البناء.

الإبدال الصرفي: 

وهو الإبدال القياسي المطرد عند جميع العرب، ويطلق عليه الإبدال اللازم أو الضروري؛ لأنه يُضطر إليه في التصريف (الجندي، 1983، ج1، ص347؛ الأنطاكي، (د.ت)، ج1، ص113)، ويقع في حروف معينة، مثل تاء افتعل إذا جاء بعدها أحد حروف الإطباق فإنها تبدل طاء، كقولهم في (اصتبر: اصطبر)، وهو لا غنى عنه، وتركه يوقع في الخطأ، أو مخالفة الأكثر من كلام العرب. (السيوطي، 1980، ج6، ص256؛ المرادي، 2001، ص1563)

وإذا كان علماء اللغة قد حصروا أصوات هذا الإبدال إلا أنهم قد اختلفوا في عدّها، فحروفه تسعة عند ابن مالك(ت672هـ)، وقد جمعها بقوله: "هدأت موطيا" (المرادي 2001، ص1563):

أَحْرُفُ الإِبْدَالِ هَدَأْتُ مُوْطِيَا        فَأْبْدِلِ الْهَمْزَةَ مِنْ وَاوٍ وَيَا

وجعلها ابن مالك نفسه ثمانية أحرف إذ أسقط (الهاء) منها فعبر عنها بقوله: "طويت دائما"(ابن مالك، 1967، ص.300) ، وهو أيضا مذهب السيوطي(1980، ج6، ص256) ، ومنهم من جعلها أحد عشر حرفا وهو مذهب سيبويه(1982، ج4، ص237-241) وابن الأنباري (1983، ص44)، وعدّها ابن عصفور(1972) اثني عشر حرفا جمعها في قولك: "أجد طويت منهلا" (ج2، ص159)، وقد عدّها الزمخشري(ت538هـ) خَمسة عشر حرفًا يجمعها قولك: "استنجده يوم طال زط" (ابن يعيش، (د.ت)، ج10، ص8؛ المرادي، 2001، ص1562)، وعند ابن مالك (1967) واقع في اثنين وعشرين حرفا يجمعها قولك: "لجد صرف شكس آمن طيّ ثوب عزته". (ص300) 

شروطه:

وضع علماء اللغة للإبدال شروطا لا بد من توافرها حتى يتحقق هذه الإبدال، منها: 

أ. تقارب مخرج الصوتين المبدلين:

وقد بيّن الأصمعي(ت216هـ) ذلك بقوله: "أن الشاة والناقة تبرك على ندى فيخرج اللبن كقطع الأوتار أحر، فيقال: لذلك الداء النغر والمغر، الميم بدل من النون لمقاربتها في المخرج" (الأنصاري، 1981، ص291). ورأى ابن السكيت(ت244هـ)، وأبو الطيب اللغوي(ت351هـ) أنكل لفظين اختلفا في حرف واحد، واتفقا في سائر الحروف هو من باب الإبدال، وقد أجازا الإبدال بين صوتين تباعد في مخرجهما كالإبدال بين الحاء والجيم، وبين الدال والعين، وبين الجيم والميم. (ابن السكيت، 1903، ص29؛ أبو الطيب، 1961، ج1، ص205) 

وذهب الأزهري(ت370هـ) إلى أن الإبدال يحدث "إذا تقارب الحرفان في المخرج تعاقبا في اللغات" (الأزهري، (د.ت)، ج6، ص10). وقال أبو علي الفارسي(ت377هـ): "أصل القلبفي الحروف إنما هو فيما تقارب منها، وذلك نحو: الدال والطاء والتاء، والذال والظاء والثاء، والهاء والهمزة، والميم والنون، وغير ذلك مما تدانت مخارجه". (ابن جني، 1993، ص180)

ومن العلماء المحدثين من يقول بوجوب التقارب بين الصوتين، إذ يقول إبراهيم أنيس: "حين نستعرض تلك الكلمات التي فسرت على أنها من الإبدال حينًا، أو من تباين اللهجات حينًا آخر لا نشك لحظة في أنها جميعًا نتيجة التطور الصوتي... غير أنه في كل حالة يشترط أن نلحظ العلاقة الصوتية بين الحرفين المبدل والمبدل منه". (أنيس، 1966، ص59)

ب. التناسب بين اللفظين في المعنى:

وهو ما بيّنه أبو الطيب اللغوي(ت351هـ) بقوله: "ليس المراد بالإبدال أن العرب تتعمد تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة، تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد حتى لا يختلفا إلا في حرف واحد" (أبو الطيب، 1961، ج1، ص69). ومن المحدثين من جعل التناسب المعنوي شرطا لذلك فالإبدال عندهم "إبدال حرف من حرف آخر مطلقا، وافقه في المخرج أو الصفات أم لا، بشرط حصول التناسب المعنوي بين اللفظين". (إبراهيم، 2001، ص167) 

ظاهرة الإبدال عند قطرب:

تناول قطرب(ت214هـ) ظاهرة الإبدال في بعض ألفاظ القرآن الكريم، وقد بيّن آراءه مستعينا بالقراءات القرآنية وكلام العرب ولغاتهم. ومن المواضع التي وقف عليها قطرب في هذه الظاهرة (الإبدال بين الفاء والثاء، وبين الهاء والهمزة، وبين السين والصاد، وبين السين والتاء، وبين السين والزاي)، نبيّنها على النحو الآتي:

1. الإبدال بين الفاء والثاء:

وقد ذكره قطرب في توجيهه للقراءة في قوله تعالى: ﱡﭐ [القرآن الكريم، البقرة: 61] إذ يقول: "قراءة العامةﱡﭐ بالفاء، وقراءة عبد الله (عمر ومكرم، 1988، ج1، ص63) "وثومها" بالثاء" (قطرب، 2021، ج1، ص146، ينظر: أبو حيان الأندلسي، 1993، ج، ص380). وقع الإبدال بين الفاء والثاء؛ لأنهما صوتان رخوان مهموسان مختلفا المخرج، فالفاء صامت أسناني شفوي، والثاء صامت أسناني.

2. الإبدال بين الهاء والهمزة:

الإبدال بين الهاء والهمزة من الظواهر الصوتية التي عرض لها قطرب في كتابه، ومن ذلك في"قوله عز وجل: ﱡﭐﱃ ﱄ ﱅ [القرآن الكريم، البقرة: 49] فقالوا: قومه وأهل دينه؛ وصغره يونس فقال: أويل. وأما أهيل، فكأنها الأصل وهي المقولة. قال الأسدي:

لَعَمْرُكَ مَا يَطْلُبْنَ مِنْ آلِ نِعْمَةٍ       وّلَكِنَّمَا يَطْلُبْنَ قَيْسًا وَيَشْكُرَا 

كأنه يريد أهل نعمة لإضافته إلى النعمة. وزعم معمر: أنهم يقولون: أل فعلت؛ يريدون: هل فعلت، فأبدل منها الهمزة" (قطرب، 2021، ج2، ص231، وينظر: أبو حيان الأندلسي، 1993، ج1، ص344-345). جرى هذا الإبدال عند العرب؛ لأن الهمزة أقوى من الهاء التي هي صوت مهموس ضعيف.

3. الإبدال بين السين والصاد:

ذكر قطرب أن العرب تبدل السين صادا، قال عز وجل: ﱡﭐ ﱠ [القرآن الكريم، البقرة:136] فالواحد منها عند العرب: سبط بالسين، وقالوا: هذا صبط بالصاد، وهذه صبط؛ فأنثوا، وقالوا أيضا: هؤلاء سبط فجعلوه جمعا. وقال العجاج:

كَأَنَّهُ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ      بَيْنَ حَوَامِي هَيْدَبٍ سِقَاطِ 

أي فرقة من الفرق" (قطرب، 2021، ج2، ص275). ويتجلى هذا الإبدال في تناسب الصوتين المبدلين مع الطاء في صفة الإطباق، وتقارب السين والصاد في المخرج والصفات.

4. الإبدال بين السين والتاء:

تبدل السين تاء في ألفاظ محكية عند العرب، ذكرها قطرب في بيان قوله عز وجل: ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ [القرآن الكريم، البقرة: 256]، فكان الحسن يقول: الجبت السحر، والطاغوت الشيطان... وأما العرب فالجبت عندهم: الجبس بالسين (قطرب، 2021، ج2، ص335)، كما قلبوا قربوس السرج وقربوت، يريد قربوس، وهذا كقولهم: ست، وإنما هي من الدال والسين من: سدس وسادس، وقلبوا السين تاء، فقالوا: سِتُّ، وقالوا أيضا: أفلأيس إن فعلت ما تفعل؛ يريدون: أفرأيت. وقال الشاعر:

أَلاَ لَحَا اللهُ بَنِي السَّعْلاَتِ 

عَمْرٌو وَيَرْبُوعٌ لِئَامَ النَّاتِ

لَيْسَوا بِأَعْفَافٍ وَلاَ أَكْيَاتِ 

يريد: أَكْيَاسٍ، وَالنَّاسِ؛ فقلب السين تاء". (قطرب، 2021، ج2، ص335 وص825) 

هذا الإبدال جرى بين الصوت الرخو السين، والصوت الشديد الياء، والسين والتاء صوتان مهموسان، وتميل القبائل البدوية إلى النطق بالأصوات الشديدة التي تعكسها الظروف البيئية عند القبائل.

5. الإبدال بين السين والزاي:

من صور الإبدال التي ساقها قطرب في كتابه الإبدال بين السين والزاي، ومن ذلك: 

"قوله عز وجل: ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ [القرآن الكريم، الأعراف:71] –(رجس) بالسين-وقولهﱶ ﱷ ﱸ  [القرآن الكريم، الأعراف:134] الرجز بالزاي، وقالوا: برست الشمس، يريدون: برزت؛ فكان أبو عمرو بن العلاء يزعم: أنهما سواء قلبوها إلى الزاي وقال رؤبة: 

كَمْ رَامَنَا مِنْ ذِي عَدِيدٍ مُبْزِي   

حَتَّى وَقَـمْنَا كَـــيْدَهُ بالــــرِّجْزِ 

فجاء بها بالزاي" (قطرب، 2021، ج2، ص825-826). تعد السين والزاي أصوات أسنانية رخوة تمتاز بالصفير، لذلك يحدث التبادل بينهما ليجري اللسان على نسق واحد في النطق.

تعليق:

- علل قطرب ظاهرة الإبدال من خلال معطيات الدرس الصوتي القديم.

من صور الإبدال التي وردت عند قطرب: (الإبدال بين الفاء والثاء، وبين الهاء والهمزة، وبين السين والصاد، وبين السين والتاء، وبين السين والزاي).

- بيّن قطرب أن العرب في كلامها وشعرها تبدل السين تاء في ألفاظ محكية كثيرة منها: (الجبت – الجبس، النات – الناس، القربوت – القربوس) وغيرها.

- للإبدال أثر دلالي في تغيير دلالات المفردات وتيسير النطق بالألفاظ وإثراء النعاجم اللغوية. 

- وافق قطرب(ت214هـ) شيخه سيبويه(ت180هـ) فيما ورد من أمثلة على الإبدال؛ لكنه خالفه في مسألة أن الهاء تبدل همزة إذ لم يذكر ذلك سيبويه في كتابه، وإنما قال: أن الهمزة تبدل هاء كقولك: هرحت الفرس تريد أرحت الفرس (سيبويه، 1982، ج4، ص238)

- وجد الباحث أن قطربا(ت214هـ) يعتمد اعتمادا واضحا على النص القرآني في الكشف عن مواضع الإبدال بين الحروف، وهذا ما لم نجده عند شيخه سيبويه(ت180هـ)، إذ احتج بكلام العرب ولهجاتهم في بيان هذه الظاهرة. 

- لم يجد الباحث بابا مستقلا للإبدال عند قطرب(ت214هـ)، إذ تناول ظاهرة الإبدال في جوانب متفرقة من كتابه حسب ما يقتضيه الموقف في بيانه معاني القرآن، وهذا بخلاف شيخه سيبويه(ت180هـ) الذي أفرد بابا مستقلا سماه (باب حروف البدل).

 

 

الخـــاتـــمـــة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ثم الصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.

وبعد... 

فقد سعى هذا البحث إلى بيان الإعلال والإبدال عند قطرب، وإبراز جهوده في هذا الميدان؛ ليتوصل هذا البحث إلى نتائج أهمها:

* اتخذ قطرب من القراءات القرآنية مادة صوتية معززة بلهجات القبائل؛ ليستعين بها في توضيح آرائه الصوتية، وتعليل ذلك على ما ورد في كلام العرب.

وجد الباحث أن للإبدال والإعلال دورًا كبيرًا، وأثرًا بارزًا في تنوع دلالات النص القرآني، وتعدد الألفاظ نتيجة تعاقب الأصوات فيما بينها صفة ومخرجا.

* ورد الإعلال عند قطرب على صورتين الأولى الإعلال بالقلب ومن صوره : (قلب الياء ألفًا، قلب الياء واوًا، قلب الألف ياءً، قلب الواو ياءً، قلب الهمزة ياءً، قلب الهمزة واوًا)، والثانية الإعلال بالحذف ومن صوره: (حذف الياء، حذف الألف). 

* من صور الإبدال التي وردت عند قطرب: (الإبدال بين الفاء والثاء، وبين الهاء والهمزة، وبين السين والصاد، وبين السين والتاء، وبين السين والزاي).

علل قطرب الإعلال والإبدال من خلال معطيات الدرس الصوتي التراثي، وآراء من سبقه. 

* وجد الباحث أن قلب الهمزة واوًا يرتبط بظواهر صوتية أخرى هي: الوقف والإدغام كما ظهر ذلك في الشواهد التي ساقها قطرب.

* الإعلال والإبدال يؤديان إلى تنسيق الأصوات داخل الكلمات وفع الثقل عنها وتبرز الانسجام الصوتي لدى المتلقي.

* من صور العلل الصوتية التي ظهرت عند قطرب "وإنما حذفوا إحدى اليائين لاعتلال الياءات وثقلها.

* تأثر قطرب بشيخه سيبويه بشكل واضح ودقيق في كتابه هذا، ونقل عنه من غير أن يشير إليه صراحة.

يوصي الباحث في ختام هذا البحث بعقد دراسات مفصلة لكتاب قطرب "معاني القرآن وتفسير مشكل إعرابه" في مستويات البحث اللغوي الخمسة.

 

والله الموفق للصواب... والحمد لله رب العالمين

 

قائمة المصادر والمراجع:

  1. القرآن كريم.
  2. إبراهيم، مجدي إبراهيم محمد. (2001). في أصوات العربية "دراسة تطبيقية". مكتبة النهضة المصرية.
  3. ابن الأنباري، أبو البركات عبد الرحمن بن محمد. (1983). الوجيز في علم التصريف (تحقيق: علي حسين البواب)، دار العلوم للطباعة والنشر.
  4. ابن السكيت، أبو يوسف يعقوب بن إسحاق. (1903). القلب والإبدال، السكيت(ت244هـ)، منشور ضمن كتاب الكنز اللغوي في اللسان العربي، أوغست هفنر، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين.
  5. ابن جني، أبو الفتح عثمان. (1952). الخصائص (تحقيق: محمد علي النجار). دار الكتب المصرية.
  6. ابن جني، أبو الفتح عثمان. (1986). المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (ط2)، (تحقيق: علي النجدي ناصف، وعبد الفتاح إسماعيل شلبي). دار سزكين للطباعة والنشر. 
  7. ابن جني، أبو الفتح عثمان. (1993). سر صناعة الاعراب (ط2)، (تحقيق: حسن هنداوي). (د.ن). 
  8. ابن جني، أبو الفتح عثمان. (2001). التصريف الملوكي (تحقيق: البدراوي زهرن). الشركة المصرية العالمية للنشر. 
  9. ابن عصفور، علي بن مؤمن الإشبيلي. (1972). المقرب (تحقيق: أحمد عبد الستار الجوري، وعبد الله الجبوري. (د.ن).
  10. ابن عصفور، علي بن مؤمن الإشبيلي. (1987). الممتع في التصريف (تحقيق: فخر الدين قباوة). دار المعرفة.
  11. ابن فارس، أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا. (1993). الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها (تحقيق: عمر فاروق الطباع). مكتبة المعارف.
  12. ابن مالك. (1967). تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد (تحقيق: محمد كامل بركات). دار الكاتب العربي للطباعة والنشر.
  13. ابن يعيش، موفق الدين يعيش بن علي. (د.ت). شرح المفصل. إدارة الطباعة المنيرية.
  14. أبو الطيب، عبد الواحد بن علي. (1961). كتاب الإبدال (تحقيق: عزالدين التنوخي). مطبوعات مجمع اللغة العربية.
  15. أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف. (1993). تفسير البحر المحيط (تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، وآخرون). دار الكتب العلمية. 
  16. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد. (1991). معاني القراءات. مركز البحوث في كلية الآداب، جامعة الملك سعود.
  17. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد. (د.ت). تهذيب اللغة (تحقيق: علي حسن هلالي). الدار المصرية للتأليف والترجمة.
  18. الاستراباذي، رضي الدين محمد بن الحسن. (1982). شرح شافية ابن الحاجب (تحقيق: محمد نور الحسن، ومحمد الزقراف، ومحمد محيي الدين عبد الحميد). دار الكتب العلمية.
  19. آل ياسين، محمد حسين. (1980). الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث. منشورات دار مكتبة الحياة.
  20. الأنصاري، أبو زيد. (1981). النوادر في اللغة (تحقيق: محمد عبد القادر أحمد). دار الشروق.
  21. الأنطاكي، محمد. (د.ت). المحيط في أصوات العربية ونحوها وصرفها(ط3). دار الشرق العربي.
  22. أنيس، إبراهيم. (1966). من أسرار اللغة (ط3). مكتبة الأنجلو المصرية.
  23. الجندي، أحمد علم الدين. (1983). اللهجات العربية في التراث. الدار العربية للكتاب.
  24. حسن، عباس. (1974). النحو الوافي (ط3). دار المعارف.
  25. الحملاوي، أحمد بن محمد. (د.ت). شذا العرف في فن الصرف(علق عليه: محمد بن عبد المعطي). دار الكيان للطباعة والنشر والتوزيع.
  26. الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر. (2009). تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل (ط3)، (اعتنى به: خليل مأمون شيحا). دار المعرفة. 
  27. السعران، محمود. (د.ت). علم اللغة مقدمة للقارئ العربي. دار النهضة العربية للطباعة والنشر.
  28. سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر. (1982). كتاب سيبويه (ط2)، (تحقيق: عبد السلام محمد هارون). مكتبة الخانجي ودار الرفاعي.
  29. السيوطي، جلال الدين. (1980). همع الهوامع في شرح جمع الجوامع (تحقيق: عبدالعال سالم مكرم). دار البحوث العلمية.
  30. شاهين، عبد الصبور. (1980). المنهج الصوتي للبنية العربية "رؤية جديدة في الصرف العربي". مؤسسة الرسالة.
  31. الشدياق، أحمد بن فارس. (1284هـ). سر الليال في القلب والإبدال. المطبعة العامرة السلطانية الأستانة العلية.
  32. شهاب الدين، أحمد بن عبد الوهاب. (2004). نهاية الأرب في فنون الأدب (تحقيق: يوسف الطويل، وعلي محمد هاشم). دار الكتب العلمية.
  33. الصيغ، عبد العزيز. (2007). المصطلح الصوتي في الدراسات العربية (ط2). دار الفكر.
  34. الطبري، محمد بن جرير. (د.ت). تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) (تحقيق: محمود شاكر، وأحمد محمود شاكر). مكتبة ابن تيمية. 
  35. العبادي. (1965). ديوان عديّ بن زيد العبادي (تحقيق: محمد جبار المعيبد). شركة دار الجمهورية للنشر والتوزيع.
  36. عمر، أحمد مختار ومكرم، عبدالعال سالم. (1988). معجم القراءات القرآنية مع مقدمة في القراءات وأشهر القراء (ط2). مطبوعات جامعة الكويت.
  37. الغلاييني، مصطفى. (1994). جامع الدروس العربية (ط30)، (راجعه: عبد المنعم خفاجة). منشورات المكتبة العصرية.
  38. الفراهيدي، الخليل بن أحمد. (1988). كتاب العين (تحقيق: مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي). منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
  39. قطرب، أبو علي محمد بن المستنير. (2021). معاني القرآن وتفسير مُشْكِلِ إعرابه (تحقيق: محمد لقريز). مكتبة الرشد.
  40. كمال، ربحي. (1980). الإبدال في ضوء اللهجات السامية "دراسة مقارنة". جامعة بيروت العربية.
  41. المخزومي، مهدي. (1966). في النحو العربي قواعد وتطبيق. (د.ن).
  42. المرادي، ابن أم القاسم. (2001). توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (شرح وتحقيق: عبد الرحمن علي سليمان). دار الفكر العربي.
  43. مسعد، عبد المنعم فائز. (1984). التعريف بعلم التصريف. (د.ن).
  44. النعيمي، حسام سعيد. (1980). الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني. دار الرشيد للنشر.