ألفاظ مهنة الرعي في ولاية الرستاق (دراسة معجمية)

الباحث المراسلد. زاهر بن مرهون الداودي جامعة السلطان قابوس

Date Of Publication :2023-02-22
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

 

المقدمة: 

لقد أصبحت مهنة الرعي تعاني من غياب شبه كلي في عدد من مناطق ولاية الرستاق؛ بسبب عزوف أعداد كبيرة جدًا من الرعاة والمزارعين عن ممارستها، وهذا بلا شك يشكل تهديدًا حقيقيًا لغياب تقاليد تراثية مهمة مرتبطة بها، تقاليد كان لها حضور فاعل في التاريخ الثقافي العماني، كما يهدد بفقدان الكثير من المعارف والخبرات التي تراكمت عبر السنين من خلال تجارب خاضتها فئة كبيرة من المجتمع العماني ومارستها عبر السنين، سواء ارتبطت تلك المعارف بالتقاليد الزراعية التي اتبعها المزارعون في زراعة الأعلاف، أم بالأدوات التي استخدمها الرعاة في علاج الحيوانات، أم بالأدوات المرتبطة بالصناعات الحرفية، أم بالعادات الاجتماعية، ويرتبط ذلك أيما ارتباط بالمصطلحات والألفاظ التي صاحبت هذه المهنة؛ ذلك أن لكل مهنة وحرفة مصطلحاتها وألفاظها الخاصة بها.

ومن هذا المنطلق سعت هذه الدراسة بسبب قلة الدراسات العلمية التي ركزت على مهنة الرعي في وِلاية الرستاق وما يصاحبها من مصطلحات، إلى توثيق الألفاظ التي صاحبت هذه المهنة، وبيان دلالاتها مع اهتمامنا بما يردده الرعاة في بعض أغانيهم الشعبية، وهو ما يطلق عليه محليا باسم التعويبة عند النساء، أو التغرود عند الرجال، إذ تقابل هذه الدراسة دلالات هذه الألفاظ بما ورد في أمهات المعاجم العربية.

ولا تزعم هذه الدراسة أنها الدراسة الأولى في جمع ألفاظ الزراعة، وإنما سبقها بعض الدراسات؛ إلا أن عينة الدراسة في هذه الدراسات تختلف عن عينة دراستنا هذه، ومن الدراسات التي تناولت ألفاظ الزراعة، دراسة حسين سالم، وعنوانها "ألفاظ الزراعة والرعي في لهجة قبائل جبال العبادل بمحافظة العارضة: جمع ودراسة معجمية دلالية"، وقد قدمت هذه الدراسة للحصول على متطلبات درجة الماجستير في جامعة الملك سعود، عام 2020، وقد اهتمت هذه الدراسة بجمع ألفاظ الزراعة والرعي من سكان قبائل جبال العدل،  ودونتها وضبطتها كما نطقها أهلها، وبينت معانيها،  وقابلتها بجذورها الأصلية في المعاجم العربية وكتب اللغة، ومعرفة قربها أو بعدها من الفصحى من حيث الدلالة.

ومن هذه الدراسات دراسة يحيى عبدالله داديه، وعنوانها "ألفاظ الزراعة والري في لهجة منطقة عتمة بمحافظة ذمار: دراسة لغوية مقارنة، وهي دراسة مقدمة للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها في كلية التربية جامعة عدن الجمهورية اليمنية، وقد اهتمت هذه الدراسة بجمع الألفاظ من عينة منطقة الدراسة ودراستها دراسة لغوية تأصيلية مقارنة.

وستهتم دراستنا هذه بجمع ألفاظ الرعي في ولاية الرستاق في سلطنة عمان، انطلاقا من أن لكل منطقة لها خواصها الجغرافية التي تؤثر في لغتها، صوتًا، وصرفًا، ودلالة.

وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الجمعي، فقد زار الباحثان أماكن رعي المواشي، وأجرى مقابلات مع العاملين في هذه المهنة، وجمع أهم الألفاظ والمصطلحات المرتبطة بهذه المهنة، ثم بيان معانيها ومدلولاتها.

وقد تكون مجتمع الدراسة من العاملين في مهنة الرعي بولاية الرستاق في سلطنة عُمان، وقد أخذت عينة عشوائية بطريقة الكرة الثلجية، وتألفت عينة الدراسة من ثلاثة عشر (13) شخصًا كما يوضح الجدول رقم 1:

 

جدول 1: توزيع أفراد العينة 

المتغير

العدد

النسبة

النوع

ذكر

9

69.2

أنثى

4

30.8

المجموع

13

100.0

 

 

 

مدخل:

          تُعد مهنة الرعي وتربية المواشي المهنة الأساسية لكثير من الرعاة في عدد من دول العالم، وتعد المراعي الطبيعية مصدر رزق وعيش لكثير من مربي المواشي؛ ولهذا يدرك أهالي ولاية الرستاق، الرعاة والمزارعين على وجه التحديد أهمية تربية الماشية لما لها من فوائد جمّة، ومنافع كثيرة، وقيمة اقتصادية، وغذائية عالية خاصة إذا توفرت لها المراعي الخصبة وهذا ما تميزت به بيئة الرستاق[1]، حيث تقع هذه الولاية في إقليم البدمونت (Pediment) الشمالي من جبال الحجر الغربي، وهو بمثابة نطاق انتقالي قليل الانحدار يفصل بين السفوح الجبلية الشديدة الانحدار وبين السهل الساحلي، ويتكون البدمونت الشمالي من تلاحم أعددٍ كبيرة من المراوح الفيضية التي تخترق جبال الحجر الغربي متجهة صوب البحر، ويبدأ تشكل رؤوس المراوح الفيضية في مخارج الأودية الرئيسية عند أقدام سفوح الجبال ثم تبسط وتنتشر في السهل الساحلي، وتتسع مجاري الأودية بعد اختراقها جبال الحجر الغربي، وتتشعب مجاريها وتلتقي ثم تتشعب فوق المراوح الفيضية لتكون عددًا لا يحصى من المجاري المائية التي تتغير معالمها باستمرار مع نزول الأمطار وحدوث فيضانات الأودية ( الحتروشي، 2013).

تُسهم الحيوانات بشكل عام في الحفاظ على التوازن البيئي؛ لأنها تلبي الاحتياجات المعيشية للإنسان، كما تُسهم بصورة فاعلة في توفير أشياء تضمن بقاء الأفراد في هذه الحياة، فما زال الحيوان الرفيق الدائم للإنسان وشديد الارتباط به، فمنه مآكله وملبسه وتنقله، وتُعد تربية الحيوانات في ولاية الرستاق على وجه التحديد جزءًا لا يتجزأ من الزراعة[2]، واحتلت تربية الحيوانات الرعوية بالذات مكانة خاصة لمختلف الأنشطة الاقتصادية بما قدمته من مواد أولية، ووفرته من وسائل التنقل للإنسان، فهي مصدر رزق للرعاة وبها تدور تنظيماتهم الاجتماعية وخصائصهم الاقتصادية، ولهذا تيّقن أهل الرستاق أهمية تربية المواشي ورعيها في المنظومة الرعوية، وقيمتها الغذائية والاقتصادية أيضًا، فهي تعد من السلع المهمة جدًا التي يتم تداولها في كلِ من سوق عبري والرستاق، مع العلم بأن تربية المزارعين لم تكن مقتصرة على المواشي والدواب فقط[3] بل رافق ذلك أعمال أخرى أجبرتهم الظروف إلى توليتها كل الاهتمام؛ نظرًا لمنافعها المتعددة ولقيمتها الغذائية، ومنها على سبيل المثال: تربية النحل التي اشتهرت بتربيته مناطق الوديان بالولاية.

يؤوي أهل الرستاق حيواناتهم في "دروس" أو "زرائب"، أو "صوارج" حظائر بنيت داخل مساكنهم أو بالقرب منها، فيخصصون غرفًا للبقر، وغرفة للمواشي والدجاج وفي بعض الأحيان يضعون المواشي والأبقار في نفس الحظيرة إذا كان عددها قليلًا، أما بالنسبة للشواوي فإن الوضع معهم نوعًا ما مختلف، فيؤوون مواشيهم بما يتناسب مع ظروفهم البيئية والاجتماعية، مع العلم بأنهم يهتمون بتربية الأغنام والخرفان والحمير فقط والدجاج في بعض الأحيان ولكن نادرًا جدًا ما يربون الأبقار والجمال، ويسمون المكان الذي يضعون فيه مواشيهم "الفرِيق" أو "القحافا" وهو مكان مبني من حجارة الجبل، يُبنى على فتحات الكهوف، وأحيانًا أخرى يضعونهن في مكان آخر  يُسمى "اللدف" وهو عبارة عن فتحة الكهف، وهذا النظام متبع فقط من قبل الشواوي "الرعاة" الذين يسكنون المناطق الجبلية المرتفعة، أما بالنسبة (للشواوي) الذين يعيشون في المناطق الموجودة على مخارج الأودية أو في المناطق الجبلية قليلة الارتفاع فإنهم يضعون مواشيهم في "المربض"، أو " الحوطة" وهي سياجات من الأشواك وأغصان الأشجار، لتكون مأوى لهن في الليل فقط أما في فترة  النهار فإنها تسرح في المرعى.

والجدير بالذكر أن الأوقات ليست جميعها مناسبة للرعي، ففي الأوقات التي ستهب فيها الرياح فإن الشواوي لديهم مهارة وخبرة في معرفة ذلك وتحديد ما إذا كانت الرياح خفيفة أو قوية وإذا ما كانت مصاحبة للأمطار أو لا من خلال تلألؤ النجوم في السماء فإذا رأوها تهتز وتتحرك وذلك بعد الإطالة في النظر إليها أدركوا الأمر فبدأوا  في إدخالها إلى اللدف ليقوها ويقوا أنفسهم من الرياح والأمطار، أما فيما يخص البوش "الجمال" فإن أصحابها يأوونها في "العزب" أو "معاطن الإبل"، محاطة بسياج عالية من الأشواك "تضوي" أي تأوي إليها عند وقت غروب الشمس بعد عودتها من "مراحها" أي مرعاها.

رعاية الحيوانات وتعليفها:

وقد وفر أهالي الرستاق كل الوسائل التي من شأنها أن تُسهم في رعاية الحيوانات وتعليفها؛ كي تحافظ على قوتها، فيقدمون لها الأعلاف المختلفة خاصة التي يزرعونها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "الشعير"، و"البازري"، و"البرومبو"، إضافة إلى "القت" أي البرسيم، كما يقدمون لها "الطعام" أي الحشائش الخضراء والتِبن، أما البعض فإنه يشتري لها "كداس الحشيش" وهي حزم من الأعلاف الجافة مستطيلة الشكل، وتختلف الطرق التي يقدم فيها الرعاة والمزارعون هذه الأعلاف للماشية إما بوضعها أمامها أو توضع في آنية مصنوعة من الحديد وهي عبارة عن أحواض طولية تُوضع في الوسط وتوضع بداخلها الأعلاف أو تُوضع على زاوية ثم تذهب إليها الحيوانات بنفسها، وفي بعض الأحيان يضعون الأعلاف في "تعليقة" حبل مربوط بسقف الحظيرة، ويُربط من طرفه السفلي بالبرسيم لتأكل منه المواشي، كما يقدمون لهن التمر و"القاشع" أي السمك المجفف و "الخبز" في آنية خاصة "صفرية". وتجدر الإشارة على أن الرعاة لا يقتصرون على تقديم الأعلاف لهن في البيت وإنما يطلقونهن في "السيح" المرعى؛ حتى تقتات من أشجار وحشائش المراعي، ومن أهمها: البوت، والقَصم، والبِيقان، والقَنْفز، والحَبنَا، والسِدر، والسَرح، والسِمر، والسِيداف، والشَحص، والطلح، والعِتم، والعِشرق، والعَكمَا، والعِلعلان، والغَاف، والغَمير، والقَفص، والشرحم، والكنب، والحشيش، وهي حشائش تزهر في موسم الأمطار أما في موسم الجفاف أو "القلبان" وقت الأمطار الشديدة التي تمنع المواشي من الخروج إلى المرعى فإنهم يقدمون لها "غْبار"، أو "فَخّار" وهو عبارة عن طبخ أوراق الليمون وجذوع الموز، كما يُطبخ لهن ما قُطع من البرسيم، أو الحشائش الخضراء أو الحشائش المجففة، أو أوراق الموز، أو أوراق الليمون مع السمك المجفف والتمر.

 أما الحشائش التي ترعاها الإبل، فهي: الغودج، والثومة، والعرار، والقطب، والخفج، والرطا، والسَدّة، والعقود، أما بالنسبة للبقر فقد تعامل معها أهالي الرستاق معاملة مختلفة تمامًا عن تعاملهم مع بقية المواشي؛ لأنها تظل في "الدرس" الحظائر المخصصة لها، ولا تخرج إلى المرعى فيطعمونها الأعلاف الخضراء أو الجافة، وبقايا الأرز أو الخبز مما تبقى من حاجتهم الاستهلاكية فيقدمونه لها بعدما يجففونه، أما فيما يخص الثيران المخصصة للحراثة فإنهم يطعمونها الأعلاف، والتمر، و"القاشع" أو "العومة" السمك المجفف يُطبخ في آنية من حديد ويُطلق عليه غبار أو طبيخ. وقد عبر الرعاة عن كثرة الأشجار بمثل معروف عندهم وهو: "نبت الأرض لا ينحصي ولا ينعد".

    وقد بلغت عناية أهل الرستاق بمواشيهم أنهم كانوا يبحثون لها عن المرعى المناسب[4]؛ فحرصوا على أن تكون المراعي بالقرب من قراهم، وحواضرهم؛ حرصًا عليها وخوفًا من أن تهجم على منازل، ومزارع، وقرى الغير، وقد اشتهرت مراعٍ عدة في الولاية ولكنها انحصرت في الوقت الحالي بسبب التوسع العمراني والتنمية، ومن أهم هذه المراعي، هي: تلال الحَرَّ، والحَرَّ، والراس، والقرين، وجبل الرحاب، ووادي الشرجة، والجِبيّات، والحيل، وحيل القصد، والخِطَيم، ودار الصفاْ، ودغص، والدَعن، ودُوريّة، والشِراج، والغَنج، والغِيران، والحِصيّا، والغَمْد، وحيل الحِصيّا، وزرب الشريجات.

أنظمة الرعي في الرستاق:

وقد اتبع الرعاة في ولاية الرستاق عددًا من الأنظمة في رعي[5] أغنامهم وهي أنظمة توارثوها جيلًا بعد جيل، فظلوا محافظين عليها لسنوات عديدة إلى أن بدأت تقل في الوقت الحالي، وتنحصر في عدد قليل جدًا من الأماكن، ومن الأنظمة التي اتبعوها، هي:

أن يكون الرعاة هم أصحاب المواشي، وهذا النظام متبع في غالب الأمر من قبل الشواوي الذين يسكنون المناطق الجبلية العالية، فيهتمون شخصيًا بمواشيهم أي يخرجونها إلى المراعي، وقد تمتد المسافة التي يقطعونها بالماشية إلى 15 كيلو مترًا تقريبًا، فيمرون خلال رعيهم على عدد من القرى المجاورة، ولكنهم يحرصون على ألا تتعدى مواشيهم على مزارع القرى التي يمرون عليها، فيتولى مهمة الرعي شخص واحد من العائلة إذا كان عدد المواشي قليلًا وعادة يكون رب الأسرة هو من يقوم بهذه المهمة، وأكثر من شخص إذا كان عددها كبيرًا، يتناوبون في العمل على الرعي، ويتشارك في ذلك النساء والأطفال والرجال وكبار السن ممن تسمح لهم ظروفهم الصحية، فكانوا "ينشرون" يخرجون المواشي إلى الجبال في الصباح الباكر لترعى، ويعودون بها عندما "تَسلم" تغرب الشمس.  

يتبع أهل القرية نظامًا معينًا في الرعي وهو نظام "الدور" أي كل بيت في القرية الواحدة يمر عليه الدور بالتناوب في الرعي، وعُرف هذا النظام منذ سنوات طويلة وتوارثوها أبًا عن جد، حيث جرى العُرف في هذا النظام أن لكل بيت عددًا من الأيام يرعى فيها المواشي، يهتم أحد أفراد البيت "بتوليف" جمع كل مواشي أهل الحارة ليرعاها في الصباح الباكر من الساعة السابعة بعد تناول "الريوق" وجبة الإفطار حتى الساعة الحادية عشرة، ثم يأخذها وقت العصر بعد الصلاة ويعود بها قبيل آذان المغرب، وتعتمد عدد الأيام على عدد الأغنام التي يملكها الفرد فالحسبة هي أن لكل رأس يومًا تُرعى فيها المواشي بشكل متواصل حتى تنتهي الأيام التي عليه، لتخرج بعدها مع شخص آخر عليه دور الرعي. والجدير بالذكر أن أهل القرية يرعون الأغنام فقط أما بالنسبة للشواوي فإنهم يرعون الخرفان مع الأغنام في بعض الأحيان.

يوكل أصحاب الحرف في القرية مهمة رعي المواشي إلى بعض الرعاة ممن لا يمتهنون أية حرفة، وهم الأشخاص الذين عُرف عنهم الإخلاص في العمل والأمانة، فمهمته أن يستقبل أغنام أهل القرية جميعًا في مكان معين، بعدما يحدد لهم ساعة معينة يجمع فيها الأغنام، ويكون عادة بعد أن "ينقض ريقه" أي يتناول إفطاره، فيتجه مباشرة إلى المكان الذي يجمع فيه الأغنام وقبل أن يذهب بالمواشي يصرخ بأعلى صوته "علوووووووه طلقوا" هيّا أطلقوا أغنامكم من مرابطها ومن زرائبها وحظائرها، ويهدف من الصراخ إلى تنبيه من تأخر عن إحضار أغنامه وليذكرهم بالموعد، ثم بعد ذلك يخرج بها إلى المرعى وعليه عهدة الحفاظ عليها، من أن يصيبها أي مكروه، كما يحرص أشد الحرص على ألا "تخرب" تفسد زرع الأهالي في القرية أو القرى المجاورة، وبعد عودته من المرعى فإن الأهالي يلتقون به في المكان الذي جمع فيه الأغنام، وهناك يلتقي أصحاب المواشي ليرجع لهم مواشيهم فتبات معهم، يحفظونها ويحلبونها، ويعلفونها عند عودتها من المرعى.

يهتم صاحب الماشية برعي حيواناته (الخرفان والأغنام والجمال والحمير) بنفسه بمجرد أن يطلقهن إلى الجبل وتعود بنفسها إلى البيت عند الظهيرة، ثم يطلقونها للرعي وقت العصر وتعود قبيل المغرب بدون أن يظل صاحبها معها وهذا النظام المتبع في الوقت الحالي عند كثير من الريفيين. 

أسماء الحيوانات عند الرعي:

لقد أطلق الرعاة والمزارعون على المواشي مجموعة من الأسماء ينادون عليها، فتفهم مقصدهم خاصة إذا انحرفت عن القطيع، أو ابتعدت عنه، ولهذه الأسماء طوابع مختلفة فبعضها تُسمى بناء على لونها، فنسمع اسم "بقعة"، وبقيعوه"، وهو لقب يُطلق على الجعدة "الحملة" أو الشاة التي توجد على جسمها بقعة للون مختلف عن اللون الأساسي، ونسمع اسم "بيضا" وهو لقب يُطلق على الماعز ذات اللون الأبيض، "وحمرا" إذا كان لونها أحمر، وسودا أو سويدوه إذا كان لونها أسود، كما يُطلق عليها دغمة إذا كان لونها أسودًا داكنًا، وصفراء أو صفيروه إذا كان لونها يميل إلى الاصفرار، وغبرا أو غبيروه إذا كان لونها يميل إلى اللون البني الفاتح، كما يُطلق لقب "حقبا" على الشاة إذا كان لديها جِزّيرة داخل الصلب (جزيرة: لون مختلف عن اللون الأساسي)، وهو لقب يُطلق على الشاة الهزيلة أيضًا، كما نسمع لقب "الرقشا" وهو اسم يُطلق على الشاة مختلفة الألوان وهو عبارة عن اللون الأبيض ومعه لون آخر مختلف، ويطلق لفظ "شخطا" على الماعز التي يوجد بها خط ذو لون مختلف عن لونها الأساسي، ويُطلق لفظ "صهبا" على الشاة ذات اللون الأصفر، كما يُنادى على الشاة لقب "صمعه"  إذا كان ليس بها قرون، و" عصما" و "عصيموه" على الماعز التي تتصف بصغر أذنيها، أما لقب "قمّا" و"قميلة" فإنه يُطلق على الشاة صغيرة الحجم والأذنين، وعندما ينادي الرعاة على القطيع بأكمله فإنهم ينادونه بأصوات يدركها، ومن هذه الأصوات، هي: أُوُوُووُووُوُوُوُوُه عَس عَس، يِس يِس، عِت عِت، عؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤه عؤؤؤؤؤؤؤؤه أما "الجعد" فإنهم ينادونها بأصوات تشبه أصواتها، مثل: عاااااااااااا عاااااااااا عااااااا.

إن الألقاب التي يطلقها الرعاة لم تقتصر على الماعز فقط بل على الإبل كذلك، فأطلقوا عليها تسميات مختلفة، من أهمها: ود غزيّل، ود النار، ود المقشر، بطاح، بنات طويرة، خمرة، سمحة، شقيرة، سوغان، فكانت تستجيب للنداء عندما تُنادى بأسمائها، والغريب في الأمر أن العلاقة التي تربط المواشي بأصحابها تترجمت على هيئة لغة مفهومة بينهم بدليل أنها "تبلّغ" تصيح حينما تشعر بالجوع والعطش أو عندما تكون في خطر محدق، فيدرك من خلال صوتها مطلبها، فيوفر لها المأكل والمشرب إذا كانت جائعة و"يهور" يرفع صوته عاليًا بكلمة (أأأأأيه، توووووه توووووه) ليبعد الذئاب عن الماشية، أو يُسرع لإنقاذها إذا كانت قد "حصلت" علقت بين أغصان بعض الأشجار، مثل "السدر"، " أو الغاف"، أو "البوت"، كما كانوا " يَشِلّون" يأخذون مواشيهم، فيرددون أصواتاً مخصصة لها، لتنبيهها على العودة من المرعى، أو لتحذيرها من الخروج عن القطيع، وضرورة العودة إليه، وأحيانًا يصفّرون لها.

كان الشواوي في بعض الأحيان يتركون الحمير ترعى مع الأغنام، فيخففون عن ظهرها الحمل، فينزعون "الثوج" أي ما تحمله الحمير على ظهورها ويوضع عليه المتاع، لترعى بحرية وسهولة، ولكنهم يظلون يراقبونها بحرص شديد خشية أن يصيبها مكروه، وعندما يهمون بالعودة إلى المنزل ينادونها بأصوات خاصة شأنها في ذلك شأن الأغنام، فيقولون لها: " دَش دَش دَش دَش".

بعض الأغاني الشعبية التي يرددها مربو الحيوانات:

لقد كانت النسوة عند خروجها إلى المراعي لرعي المواشي تمارس أنشطة أخرى أهمها: الخياطة، وجمع الحطب، وقد كانت النسوة تردد وهي في المرعى مجموعة من الأغاني الشعبية، وهي ما تعرف في الرستاق "يِشوّقن" "ويعوّبن"؛ أي ينشدن الأناشيد الجميلة، بأداء موسيقي رائع؛ ليخففن عن أنفسهن مشاق العمل، ومن التعويبات، هي: 

أحطب حطب سيم ريحي ميتغالي

 

 

تمنيتها في عمري يا العوبي يا العوب

 

قهوة قليتوها سكان مطرح

 

 

روحي خذيتوها ياحوله يا عين

 

هينش وهينيني صبيعة مويمتي

 

 

مرويده عيني يا لعوبي يا عوب

 

هنتين دلني تولا نقا البوش

 

 

من دار شلني يال العوب يا عوب

 

ومنها:

نرعى فمرعاكم

 

 

أنشاور القلب إن كان يبغاكم 

 

 ومنها:

صْغَيُر في رْجُولُه نْطَال الوطية

 

 

عن الحَفَى رْجُولُه عُوبِي يَا عُوب

 

صْغَيُّر في مِيضَانُه ومَا صْخَيتِبُه الزِين

 

 

عَن الشمس وِصْخَانَة يَا عُوبِي العوب

 

ومنها:

السِيل شَرْقِيَة والسِيل شرقية مَا قَادرة اليوم

 

 

أَضْرُب بَرْقِية وأَضْرُب برقية يَا حُولة يا عين

 

السيل أقريات السيل أقريات حتيلي شوبين

 

 

تَفْرُوحَة بِنَية تفروحة بنية يَا حُولة يا عين 

 

ومنها:

أشلي تعا جدّي يو عوب العوب

 

 

بعته بقرشين وبدني حلى يدي يو عوب العوب

 

 ومنها:

القهوة المحترقة 

 

 

أبغي البرياني لا من بدت فرقة

 

حطبوا حطب سمرة

 

 

يوم حكم قابوس صُبحت عمان معتمرة

 

 

وقد كان أصحاب الإبل يرددون بعض التغرودات عند رعيهم إبلهم ويتبع هذه التغرودات أصوات حداء الإبل، وقد تردد هذه التغاريد أثناء سفر الرعاة حاملين بضائعهم من وإلى الرستاق، ويُطلق على هذه التغريدات، مصطلح الهمبل، ومن أبرزها:

شهبار خبت والعلائم بانت

 

 

حتى يبان الدوح منها لانت

 

ومنه:

صفرا ضبيعة وناقتي المياحي

 

 

منهوبتي يوم التفق صياحي

 

ومنه:

خبت سميحة وما بتي البلدان

 

 

تبغى السديرة ومركز الغزلان

 

ومنه:

يا حميد ويش حن سوينابهن

 

 

ما بين خور وبالريا وزنابهن

 

أما الحجر بتدوس شو خصنا بهن

 

 

أما البحر بنخوضه تجشابهن

 

 لقد تركت هذه الأغاني الشعبية أثرًا اجتماعيًا انعكس تأثيره على الفرد وعلى المجتمع ككل؛ لأن الجميع كانوا عندما يذهبون للرعي أو عندما يلتقون في المرعى من مختلف القرى المجاورة، فإنهم يتعاونون فيما بينهم على مراقبة الأغنام، وعلى تجميع الحطب، وعلى قطع أشجار المرعى التي تُوضع أسفل المواشي وأثناء قيامهم بهذه الممارسات جميعها فإنها بكل تأكيد تُسهم في تأصيل مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وهي: التعاون، والمحبة، والأمان، والسلام، وتُسهم أيضا في تقارب أبناء المجتمع من خلال المصاهرة، كما أن قوافل الجمال التي تنطلق من الرستاق وإليها عند توقفها في المحطات كانت تعد فرصة يتعرف فيها أصحابها على أفراد القرى التي يقفون عندها، مما ساعد ذلك على التعارف وعلى خلق منظومة اجتماعية أكبر،  مع العلم بأن أصحاب المواشي يتعاونون مع بعضهم البعض في توفير المأكل والمشرب، وفي القضاء على قطاع الطرق إذا اعترضتهم.

 

 المصطلحات المرتبطة بالحيوان والرعي في الرستاق:

ارتبط بنظام الرعي والحيوان عددٌ من المصطلحات ونستعرض هنا بعضها مع تعريف معناها، ومقابلتها بما ورد في أمهات المعاجم، وقد رتبت الألفاظ ترتيبا ألفبائيا، دون تجريدها من حروفها الزوائد؛ وذلك ليسهل الوصول إليها، واهم الألفاظ الواردة:

 

 

 

الهمزة

أَفْرِد ʔafred

 

أعزل الماشية عن غيرها من المواشي، وأمره فرد الهوش. وفي العين الفَرْدُ ‌ما ‌كانَ ‌وحدَه، يقال: فَرَدَ يَفرُدُ، وانفَرَد انفِراداً. وأفرَدْتُه: جَعَلْتُه واحداً (الفراهيدي، 1988).

أنْصَخرُهʔanṣaḫruh

 

نعزل الدابة أي الماشية إذا كانت مريضة أو منكسرة.

 

أُولف ʔuwalif

 

أجمع الماشية في مكان واحد.

الباء

بْدَاد bdād

 

مفرده بُدَّة، وهي قطعة من حرير أسفله ليف يُوضع على الناقة، وتركب فوق السنام من الأمام. وفي القاموس وبدادُ ‌السَّرْجِ ‌والقَتَبِ، وبَديدُهُما: ذلك المُحْشُوُّ الذي تَحْتَهُما لِئَلَاّ يُدْبِرَ الفَرَس (الفيروز أبادي، 1991).

بِرْكَة birkah

 

تجمع على بْرَك، وهي أماكن تجمعات مائية يستغلها الرعاة لسقي أغنامهم، وفي العين والبِرْكةُ والبِرْكُ: ‌شبه ‌حوض يحفر في الأرض ولا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض (الفراهيدي، 1988).

البِشْمَة lbišmah

 

وصول الماشية إلى مرحلة التخمة، ويُقال التيس بشمان. وفي الجمهرة بشم يبشم بشما، وأصل البشم ‌التُّخمَة ‌للبهائم خَاصَّة ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي النَّاس (ابن دريد، 1987) . 

بَعَر baʕar

 

مفرده بعرة، وهي رجيع المواشي. وفي القاموس البَعْرُ، ويُحَرَّكُ: ‌رَجيعُ ‌الخُفِّ والظِّلْفِ، واحِدَتُهُ بهاءٍ، ج: أبْعارٌ، والفِعْلُ: كمَنَعَ (الفيروز أبادي، 1991).

بقعة buqʕah

 

اسم من أسماء الجعد،  وهي التي توجد فيها بقعة ملونة مختلفة عن لونها الأساسي. وفي العين البَقَعُ: ‌لَوْنٌ ‌يُخالفُ بَعْضُهَ بعضاً، مثل الغُرابِ الأسْوَد ِفي صَدْرِه بيَاض، غراب أبقع، وكلب أبْقَعُ (الفراهيدي، 1988).

بْقِير bqīr

 

مفرد بقر، وهي إناث الثور، ويغلب عند اجتماع الإناث والذكور، الإناث على الذكور. وفي الجمهرة وَالْبَقر: ‌مَعْرُوفَة ‌من ‌الأهلي ‌والوحشي. وَجمع الْبَقر باقر وبقير وبيقور (ابن دريد، 1987).

بَكْرَة bakrah

 

أنثى البعير عندما تكون صغيرة حتى تصل إلى ست سنوات. وفي القاموس البِكْرُ بالضم، وبالفتح: وَلَدُ الناقَةِ، أو الفَتِيُّ منها، أو الثَّنِيُّ إلى أنْ يُجْذِعَ، أو ابنُ المَخاضِ إلى أن يُثْنِيَ، أو ابنُ اللَّبونِ، أو الذي لم يَبْزُلْ، ج: أبْكُرٌ وبُكْرانٌ وبِكارَةٌ، بالفتح والكسر (الفيروز أبادي، 1991).

التاء

تابا tābā

 

ولد الحمار.

تابع tābiʕ

ويصغر على تويبع، وهو صغير الحمار ويُسمى أيضاً جحش.

تْبَلُغ tballuğ

 

صياح الماعز عندما تكون في خطر أثناء الرعي، لتُبلّغ صاحبها فيُسرع لإنقاذها، كما تبلغه بشعورها بالجوع والعطش، فيسرع بتقديم الأكل والشرب لها.

تْحِن tḥin

 

صياح الناقة على ولدها شوقا. وفي الجمهرة حن يحن حنينا إِذا اشتاق، وحنت النَّاقة إِذا ‌نزعت ‌إِلَى ‌وطنها أَو وَلَدهَا. وَكَذَلِكَ الْبَعِير إِلَى وَطنه (ابن دريد، 1987).

تْخَنِي tḫanī

 

طريقة إزالة شعر الماشية من الجلد بعد ذبحها، وهو إضافة السح (التمر)، والملح.

تُرْغِي turğī

 

صياح الناقة. وفي العين ‌رغا ‌البعير، والنّاقة، يرغو رُغاء، والضَّبُعُ تَرْغو، وسَمِعْتُ رَواغيَ الإِبِل، أي: رُغاءَها وأصواتَها. وأَرْغى فلانٌ بَعيرَهُ: إذا فَعلَ بِهِ فِعْلاً يَرْغو منه، لِيسمعَ الحيُّ صوته فيدعوه إلى القِرَى (الفراهيدي، 1988).

تَشْويق tašwīq

 

ما يردده الرعاة عند رعي الأغنام تخفيفاً عن أنفسهم.

تفخ tafḫ

 

جيف خلية النحل. ولعلهم أخذوها مما ورد في العين، معتمدين على الإبدال، فقد ورد في العين: والفُتُوخ: خواتيم لا فصوص فيها، كأنها حلق، الواحدة فَتْخَةٌ. ذلك أن حاشية كتاب العين، كما يشير محقق الكتاب إلى أن الأصول لهذه المادة تفخ، "جاء في الأصول المخطوطة أن المادة تفخ في حين أن الشرح يشير إلى أنها فتخ، بدلالة ورود الفاختة وهي أصل الاشتقاق لهذا المعنى الذي ورد في الشرح" (الفراهيدي، 1988).

الثاء

ثَنَايا ṯanāyā

 

حبال من صوف الخروف، أو شعر الماعز. وفي الجمهرة والثناية والمثناة: ‌حبلان ‌من ‌صوف أَو شعر (ابن دريد، 1987).

ثَوْج ṯūg

 

محفظة مصنوعة من الخوص، تُوضع على ظهر الحمير لحمل الأغراض. وفي الجمهرة الثوج: شَيْء يعْمل من خوص ‌نَحْو ‌جوالق ‌الجص يحمل فِيهِ التُّرَاب عَرَبِيّ صَحِيح (ابن دريد، 1987).

الجيم

جَاعِد gāʕid

 

فراش مصنوع من جلد المواشي دون نزع شعره.

جْحَاب gḥāb

 

ما بقي من أطراف البرسيم بعد أن تأكل الأغنام منه، ليُوضع أسفل البقر.

جَحْش gaḥš

 

ولد الحمار. وفي العين الجَحْشُ: ‌وَلَدُ ‌الحمار، والعَدَدُ: جِحَشة، والجميعُ جِحاشُ (الفراهيدي، 1988).

جِدْروهَا  gidrūhā

 

دفن الماشية بعد موتها حتى لا تخرج روائحها النتنة.

الحاء

حَاشِي ḥāšī

 

مولود الناقة. وفي العين الحَشْوُ: ‌صغارُ ‌الإِبل، وحَشْوُها: حاشيتها أيضاً (الفراهيدي، 1988).

حَبْنَا ḥabnā

 

شجرة تنمو في أماكن تواجد المياه، وتُقدم علفاً للحيوانات، وتأكلها الأغنام في المرعى. وفي الجمهرة والحبن: ‌الدفلى لُغَة يَمَانِية. وفيه: ‌الدِّفْلَى شجر مَعْرُوف مُرّ يكون فِي الأودية. قَالَ الشَّاعِر: أمَرُّ من ‌الدِّفْلَى وَأحلى من العَسَلْ)، ويسمّى الحَبْنَ لُغَة يَمَانِية (ابن دريد، 1987).

حِج ḥig

ابن الناقة عندما يصل عمره من سنة ونصف إلى سنتين.

الخاء

خباط ḫbāṭ

 

 الخباط هو ضرب أعواد الشجرة ليتساقط منها الورق أو الثمار على السمة، وقد تُجمع للماشية أو ترعى مباشرة تحت الشجرة، ويُقال السمرة مخبوطة أي تم ضربها بعصا خاصة تسمى محجان، وهي طويلة وبها حنية ليتناول بها الأعواد البعيدة وهزها، زهرة السمر تُسمى برم، والثمار أي القرون تُسمى قرموص، وثمار السرح تُسمى سمنقع. وفي العين الخبط خبط ورق العضاة وهو أن تضرب بالعصا حتى يتناثر ثم تعلفه الإبل (الفراهيدي، 1988).

خَرْج ḫarg

 

فراش مصنوع من الصوف يُوضع على ظهر الحمار. وفي العين والخُرْجُ، والخِرَجَةُ جمعه: ‌جُوَالِقٌ ‌ذو أونين (الفراهيدي، 1988).

خَرْفَة ḫarfah

 

الضأن الذكر الذي لم يكمل سنة. وفي العين والخروف: الحمل الذَّكَرُ، ‌وجمعه ‌الخِرفانُ، والعدد أخرفة (الفراهيدي، 1988).

خُف ḫuf

 

قدم الناقة. وفي الجمهرة الخُفُّ، بالضم: ‌مَجْمَعُ ‌فِرْسِنِ ‌البَعيرِ، وقد يكونُ لِلنَّعامِ، أو الخُفُّ: لا يكونُ إلَاّ لهما ج: أخْفَافٌ (الفيروز أبادي، 1991).

الدال

دَرْس dars

 

تجمع على دروس، وهي الحظيرة، ومكان ربط المواشي والأغنام.

دْهُونَة dhūnah

 

 

الزبد أو السمن.

الذال

ذْويبا  ḏwæbā

 

مرض يصيب الإبل.

ذِيبَة  ḏībah

 

داء يصيب الحمير وهو مرض خطير يسبب وفاتها. وفي العين الذِّئبْةُ: ‌داءٌ ‌يأخذُ ‌الدابَّة (الفراهيدي، 1988).

الراء

 راعي rāʕī

 

وينطقها الشواوي، بقلب العين همزة، رائييهن الهوش أي مالك الهوش، ومن يسرحها ويرعاها ويهتم بشؤونها.

رُبْقَة rubqah

 

ويقال لها مربقة حبل ملفوف بالخلق (القماش) يوضع على رقبة البقر، أو قدم الدابة مما يسهل تحركها ولا يؤثر عليها على المدى الطويل. وفي الجمهرة والربق: ‌حبيل ‌يشد فِي عنق الْحمل أَو البهمة وَالْجمع أرباق وَيُقَال لَهُ الربقة أَيْضا. وبهم مربق إِذا قرن بالأرباق وَالشَّاة مربوق وربيق (ابن دريد، 1987).

 

 

الزاء

زْرِيبة zrībah

 

وتجمع على زْرَب، وهي مكان إيواء الماعز والخراف، وقد ورد في العين الزَّرْبُ والزَّرِيبة موضع الغنم (الفراهيدي، 1988).

زَمْبُور zambūr

 

داء يُصيب الإبل يعمل على امتصاص الدم.

السين

سَخَل saḫal

 

وتنطق بالسين وبالصاد، سخل وصخلة، ومؤنثه سخلة وصخلة، ويصغر على سخيل، وصخيل، وهو صغير الماعز ذكرا كان أو أنثى. وفي القاموس السَّخْلَةُ: ‌ولَدُ ‌الشاةِ ما كان، ج: سَخْلٌ وسِخالٌ وسُخْلانٌ، وسِخَلَةٌ، كعِنَبَةٍ، نادِرَةٌ (الفيروز أبادي، 1991). وفي العين السَخْل: ‌ولد ‌الشاة، ذكرا كان أو أنثى، والسَّخْلَةُ: الواحدة، والجميع: السخل والسخال (الفراهيدي، 1988).

سِعِن siʕin

 

بكسر السين وتسكين العين، وتجمع على سعانا، وهي وعاء مصنوع من جلد الغنم يُوضع عليه الماء للشرب. وفي العين السَّعْنُ ‌يتّخذ ‌من ‌الأدم شبه الدلو إلا أنه مستطيل مستدير، ربما جعلت له قوائم ويُنْتَبَذُ فيه. وقد يكون على تلك الخلقة من الدلاء صغيراً [فتسميه] «4» العرب السَّعنَ، وجمعه: سِعَنَةٌ وأسعان. قال: سَعْنٌ وسُعْنٌ كلاهما. وقال عرّام: السَّعْنُ عندنا قِرْبَة باليةٌ قد تَخَرَّق عُنُقُها يُبّرد فيها الماء، ولا يسمى الدلو سعنا(الفراهيدي، 1988).

 

الشين

شاة šāh

 

أنثى الماعز عندما تكبر. وفي القاموس والشَّاةُ: الواحِدَةُ من الغَنَمِ، للذَّكَرِ والأُنْثَى، ‌أو ‌يكونُ ‌من ‌الضَّأنِ والمَعَزِ والظِّباء والبَقَرِ والنَّعامِ وحُمُرِ الوَحْشِ (الفيروز أبادي، 1991).

شَت šat

 

وعاء مصنوع من سعف النخيل يُوضع فيه الزبدة بعد إخراجها من الحليب.

شْجُب šgub

 

ثلاث خشبات من سعف النخيل يُحمل عليها الهرقة التي يُمخض عليها الحليب. وفي الجمهرة ويسمون الثَّلَاث الخشبات الَّتِي ‌يعلق ‌عَلَيْهَا ‌الرَّاعِي سقاءه ودلوه: الشجب وَقد تسمى: الْحمار (ابن دريد، 1987).

الصاد

صْبَاب ṣbāb

 

إسهال يصيب الإبل.

صَرْب ṣarb

 

الدهن الذي يُستخدم في الطبيخ بدلاً من الزيت والمستخرج من إذابة شحوم البقر أو الغنم.

صْروبة ṣrūbah

 

ذبح الممتليء من إناث البقر وإناث الغنم واشتراك أهل الحي في دفع المبلغ المحدد، كل حسب حاجته من اللحم. 

صْفِيحة ṣfīḥah

 

تجبير بالكرب من خلال خرطها من ثلاثة جوانب أو أربعة جوانب (مخراط)، ويتم عمل حبل ويُربط في الدابة.

صُورجَة ṣūrgah

 

حظيرة لتربية المواشي والأبقار.

الضاد

ضَرْب ḍarb

 

صوف الماشية بعد فتله. وفي العين والضَّريبة: ‌الصُّوفُ ‌يُضْرَبُ بالمِطرَق(الفراهيدي، 1988).

ضِرع ḍirʕ

 

ثدي المواشي. وفي الجمهرة والضَّرْع: ‌ضرْع ‌الشَّاة، وَالْجمع ضُروع. وَامْرَأَة ضَرْعاءُ: عَظِيمَة الثّديين، وَالشَّاة كَذَلِك (ابن دريد، 1987).

ضَفَّة ḍaffah

 

حب في فم الناقة.

الطاء

طَبِيخ ṭābīḫ

 

ونطقت تبيخ بتفخيم التاء، وهي طبخ القاشع (السمك المجفف) مع قصب الزرع ويُقدم للأبقار طعاماً لها.

طُعْمَة ṭuʕmah

 

ونطقت طِعمة بكسر الطاء، وهي غذاء المواشي والأغنام والأبقار ويتكون من سبوس وتمر.

طَلِي ṭaIī

 

صغير الماعز عند ولادته. وفي العين الطَّلَا: ‌الوَلَدُ ‌الصَّغيرُ من كلِّ شيءٍ (الفراهيدي، 1988).

 

 

العين

عْجِل ʕgil

 

يؤنث على عجلة، ويصغر على عجيل، وهو صغير ذكر البقرة. وفي العين والعَجَلُ ‌عَجَلُ ‌الثِّيران، ويُجمع على أعجال (الفراهيدي، 1988).

عَصص ʕaṣaṣ

 

روث البقر بكمية كبيرة ويحتاج إلى الحشائش (الهوالة والظفرة والصخبر) لتتمكن المواشي من النوم والجلوس.

الغين

غْبَار ğbār

 

ويُسمى الطبيخ، وهو طبخ ورق الليمون وجذوع الموز ليكون علفاً للمواشي، أو طبخ الأعلاف والتمر والسمك المجفف ليقدم للثور المستخدم في الهيس.

غِدران ğidrān

 

مفرده غدر، وهو تجمعات المياه في الجبال وفي الفتحات الموجودة على الأرض بعد سقوط الأمطار. وفي العين والغَديرُ: ‌مستنقع ‌ماء ‌المطر صغيراً كان أو كبيراً ولا يبقى إلى القَيْظِ إلا ما يَّتخِذُه الناس من عد «1» أو حائِرٍ أو وجذٍ أو وقطٍ أو صهريجٍ (الفراهيدي، 1988).

الفاء

فْخَار fḫār

 

وتؤنث على فخارة، وهي طبخ ما قُطع من البرسيم، أو الحشائش الخضراء، أو الحشائش المجففة، أو ورق الموز، أو أوراق الليمون مع السمك المجفف والتمر، لتقديمها للمواشي.

فِرِيق firīq

 

مكان مخصص تُوضع بداخله الأغنام وهو عبارة عن جدار من الحصى مبني على فتحة كهف، وعادة ما يكون الفريق خاص بالشواوي.

القاف

قْحَافا qḥāfā

 

حجارة الجبل يُصنع منها زرائب للحيوانات. 

قْلُول qlūl

 

المياه التي تتجمع في مجموعة من الحجارة وتكون على شكل حفر، ويعتمد عليها الرعاة في سقي أغنامهم.

قَنَام qanām

 

ورق شجرة الزيتون (العتم) عندما تكون الشجرة صغيرة. فتقنمها الرعاة أي يحضرون ورق شجرة العتم من المراعي إلى المنازل عند عودتهم من المرعى.

الكاف

كاف kāf

 

ما يُوضع على ظهر الحمار ليسهل الركوب والحمل عليه.

كَبْش kabš

 

يجمع على كبشان، وهو ذكر الخروف.

كْدَاس kdās

 

الحشائش الجافة الجاهزة التي تُقدم للماشية. وفي الجمهرة والكُدْس: ‌الطَّعَام ‌الْمُجْتَمع، عَرَبِيّ صَحِيح، وَالْجمع أكداس، وَأهل الشَّام يَقُولُونَ: الكداديس، وَالْوَاحد كُدِّيس، زَعَمُوا (ابن دريد، 1987).

كْرَاع krāʕ

 

ركبة الماشية. وفي الجمهرة والأكارع ‌من ‌ذَوَات ‌الظلْف خَاصَّة كالأوظفة من الْإِبِل وَالْخَيْل، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سُمّيت الْخَيل كُراعا (ابن دريد، 1987)ً.

 

 

 

اللام

اللاوي lāwī

 

داء يصيب الإبل. وفي الجمهرة واللوى مَفْتُوح الأول مَقْصُور: ‌دَاء ‌يُصِيب ‌الْإِنْسَان ‌فِي ‌بَطْنه لوي يلوى لوى شَدِيدا (ابن دريد، 1987).

لَقية laqyah

 

ابن الناقة بعد سنتين. 

لَمْعَة lamʕah

 

نقطة في بطنها، ويقال للشاة السوداء التي فيها بياض لمعة. وفي العين وتلمَّع ضرعُها ‌إذا ‌تلوّن ألواناً عند الإنزال، وفيه ويقال: لَمْعَة ‌سوادٍ ‌أو ‌بياضٍ أو حُمرة (الفراهيدي، 1988).

الميم

مَالود mālūd

 

صغير الماعز عند ولادته.

مُحْجَان muḥgān

 

عصا طويلة معقوفة الطرف يُخبط بها السمر لإسقاط ورقه وثمره. وفي العين المِحْجَنة والمِحْجَن: ‌عصا ‌في ‌طرفها عقافة (الفراهيدي، 1988).

مْحَقْبَة mḥaqbah

 

حبل من الصوف يشد به رحل البعير والزانة. وفي العين الحَقَبُ: ‌حَبْل ‌يُشَدُّ ‌به ‌الرَّحْل ‌إلى ‌بطْن البعير كي لا يَجْتَذبَه التَصدير: وحَقِبَ البعيرُ حَقَباً فهو حَقِب أي تَعَسَّرَ عليه البَوْل (الفراهيدي، 1988).

مْحَقْصَة mḥaqṣah

 

محقصة ومحقاص، وهي أداة من الخشب تُستخدم لحقص ذكور الغنم حتى لا تستطيع النزو على الماشية.

المَحْوِي lmaḥwī

 

عدة توضع على ظهر الجمال مصنوعة من الليف والقماش.

مْدِيد mdīd

 

ما يُقدم للأغنام من الماء الناتج من طبخ ورق البرسيم أو الحشائش مع السمك المجفف والتمر. وفي العين والمَديدُ: ‌شَعيرٌ ‌يُجَشُّ ‌ثم ‌يُبَلُّ فتَضفَره الاِبِل (الفراهيدي، 1988).

مَرْبَض marbaḍ

 

أماكن مأوى الجعد والغنم، ويقولون يربض هوشه أي ينوم هوشه ويأخذها إلى مأواها. وفي الجمهرة ‌ومرابض ‌الْغنم: مَوَاضِع ربوضها (ابن دريد، 1987).

مَرْصغَة marṣğah

 

حبل يُربط به البعير ويكون متصلاً في الأرض بخشبة متينة؛ حتى لا يتمكن البعير من الحركة ومغادرة المكان. وفي الجمهرة والرِّساغ: ‌حَبل ‌يُشدّ ‌فِي ‌رُسغ الْبَعِير أَو الْحمار ثمَّ يُشدّ الى شَجَرَة أَو وَتِد (ابن دريد، 1987).

مْرِيس mrīs

 

منقوع الماء مع التمر لإزالة شعر الماعز بعد سلخه؛ ليسهل استخدام الجلد، وقد يقدم المريس طعاما للأبقار. وفي الجمهرة والمَريس ‌مثل ‌المَريد يُقَال للتمر إِذا مرسته فِي مَاء أَو لبن: مَريس ومَريد يُقَال: مَرَدْتُه أمرُده مَرْداً، ومَرَسْتُه أمرُسه مَرْساً، فَإِذا فُعل بِهِ ذَلِك شُرب (ابن دريد، 1987). 

النون

نَبْط nabṭ

 

ابن الناقة الذي ولد قبل موسم الحرارة.

نِشْلِيهن nišlīhin

 

ترديد أصوات معينة للمواشي والأغنام، لتنبيهها بالعودة من المرعى أو تحذيرها من الخروج عن القطيع وضرورة العودة إليه. وفي العين ‌أشليت ‌الكلب واستشليته، إذا دعوته. وكلّ من دعوته لتنجِّيه من الهلاكِ أو الضِّيق فقد استشليته. وتقول: ‌أشليتُ ‌الكلب والفرس، إذا دعوته باسمه ليقبل إليك (الفراهيدي، 1988).

نِقْشد niqšid

 

إذابة الزبدة في نار وتحويلها إلى سمن بإضافة بعض المكونات إليها مثل الملح والسنّوت.

الهاء

هَبّان habbān

 

أداة من جلد الغنم ليمخض فيها الحليب.

هَرْقَة harqah

 

وعاء يُصنع من جلد الأغنام ومن جلد الخروف خاصة لمخض الحليب.

هَميس hamīs

 

طبخ شحم الغنم أو البقر في إناء معدني مع الملح؛ حتى تذوب الشحوم، ثم يُحفظ ما ذاب من الشحم في إناء فخاري يُسمى الجرة، ويُستخدم الهميس دهن في الطبخ بدلاً من الزيت.

الواو

وَحَم  waḥam

 

مرض الإبل عند حملها. وفي العين: والوَحَمُ والوِحام في ‌الدّوابّ ‌إذا ‌حملت استعصت (الفراهيدي، 1988).

وَنَّة wannah

أشعار مغناه وقت المراكيض، وتقال في قافلة الإبل.

الياء

يدثر  ydaṯṯar

 

تصرف صغار المواشي تصرف الكبار وتستطيع الأكل والاعتماد على نفسها.

يْرُم yrum

 

قدرة المولود على الأكل بعد ولادته، وذلك عند بلوغه 18 يوما بعد ولادته، فيُسمح له بالخروج مع القطيع للرعي. وفي العين: ‌والشّاة ‌تَرُمُّ الحشيش بمِرَمَّتَيْها، أي: بشَفَتَيْها (الفراهيدي، 1988).

يْرُوب yrūb

 

يُترك الحليب بعد حلبه يوماً كاملاً، وهي ما تُعرف بالبسترة، بمعنى أن يُترك الحليب في جفرة ويُوضع في الجفرة ماء، أو أن يُوضع الحليب في إناء خاص في الهواء الطلق البارد. وفي الجمهرة: ‌والروب: ‌مصدر ‌راب اللَّبن يروب روبا ورؤوبا وروبانا إِذا خثر (ابن دريد، 1987).

يُقْشِد yuqšid

 

تحويل الزبدة إلى سمن وإضافة الملح إليها، لتُصبح صالحة للاستعمال في الطعام.

يْهَاب yhāb

 

وجمعها يهب، وهي جلد المواشي والأبقار.

يُهْدُر yuhdur

 

يهدر البعير ويهودر، أي يصدر صوتاً. وفي الجمهرة: ‌والهَدْر: ‌مصدر هَدَرَ البعيرُ يهدِر هَدْراً وهَديراً، إِذا ردَّد صَوته فِي حَنْجَرته (ابن دريد، 1987).

 

 

 

 

الخاتمة:

من المهم القول إن ما عرضناه من مصطلحات مرتبطة بالرعي والحيوان في قرى ولايات الرستاق لا ينحصر فقط فيما ذكرناه في الجدول أعلاه، ولكن المصطلحات كثيرة، ولا يسعنا هنا أن نعرضها كلها، ولكن مع الأسف الشديد هذه المصطلحات قد اختفى معظمها؛ نظرا لغياب هذه المهنة، فقد ابتعد كثير من الناس عن تربية المواشي.

كشفت هذه الدراسة أن الأصوات اللغوية تتفاوت عند سكان هذه المناطق حسب طبيعة الظروف الجغرافية التي يعيش فيها الأفراد والمزارعون، وقد برزت لنا ظواهر في تفاوت الأصوات اللغوية، ولعل سبب ذلك تباين الطبيعة الجغرافية لكل منطقة من المناطق التي ظهرت فيها هذه الظاهرة، فسكان الجبل لهم لهجتهم الخاصة بهم، وسكان الجبل ممن يطلق عليه الشوان لهم لهجتهم الخاصة بهم، وسكان المدينة لهم لهجتهم الخاصة بهم، وسكان الوادي من غير الشوان لهم لهجتهم الخاصة بهم، ومن أبرز الظواهر في ذلك:

يعتمد سكان الجبال على نطق الطاء تاء مفخمة، ويبرز ذلك في كل أحاديثهم، وقد ذكرت في هذه الدراسة بعض الألفاظ الزراعية التي ارتبطت بتلك المناطق، أهمها (تبيخ) ويقصد بها ما يقدم للأبقار بعد طبخ القاشع (السمك المجفف) مع قصب الزرع.

كشفت لنا هذه الدراسة علاقة بعض الألفاظ بالعربية الفصيحة، وتبين أن بعض الألفاظ كانت موجودة منذ عصر الخليل بن أحمد الفراهيدي، وحافظت على بقائها إلى عصر أجدادنا وآبائنا، في حين أن هناك ألفاظا كانت مهملة ميتة لم نجد لها وجودًا في أمهات المعاجم العربية، ومنها كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، وكتاب جمهرة اللغة لابن دريد، وكتاب القاموس المحيط للفيروز أبادي.

ج- كشفت لنا هذه الدراسة عن ظهور الترادفات اللغوية؛ وهو ما يعرف في الجانب اللغوي بظهور كلمات عدة لمعنى واحد، ومن الألفاظ التي برزت لتدل على وجود ظاهرة الترادف كلمة زريبة، وكلمة درس، وكلمة حظيرة، فهي ألفاظ تدل جميعها على مكان إيواء الحيوانات وتربيتها.

 

المصادر والمراجع:

البخاري، أبو عبدالله محمد بن إسماعيل، (2002)، صحيح البخاري، دار ابن كثير، ط1، دمشق، بيروت.

الحتروشي، سالم بن مبارك، (2013)، خصوصية الموقع الجغرافي والجيولوجي للرستاق، بحث ضمن بحوث حصاد الندوة التي أقامها المنتدى الأدبي في 23 – 24 أكتوبر 2001، ندوة الرستاق عبر التاريخ 8، المنتدى الأدبي، ط3، سلطنة عمان، مسقط.

درويش، محمد يحيى حسين، (1990)، تربية ورعاية وإنتاج الحيوان الزراعي، مطبعة الأنجلو المصرية، ط2، مصر.

ابن العوام، أبو زكريا يحيى بن محمد بن أحمد بن العوام الإشبيلي(2012)، كتاب الفلاحة، تحقيق د. أنور أبو سويلم، د.سمير الدروبي، د.علي أرشيد محاسنة، منشورات مجمع اللغة العربية الأردني، (ب. ط)، الأردن.

الفراهيدي، الخليل بن أحمد، (1988)، كتاب العين، تحقيق مهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، مؤسسة دار الهجرة، ط2، إيران.

الفيروز أبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، (1991)، القاموس المحيط، دار إحياء التراث العربي، ط1، بيروت، لبنان.

ابن دريد، محمد بن الحسن بن دريد، (1987)، جمهرة اللغة، تحقيق رمزي منير بعلبكي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، (ب.ط)، بيروت.

 

 


[1]  تعد ولاية الرستاق إحدى ولايات جنوب الباطنة في الجزء الشمالي من سلطنة عُمان، وتشتهر بها عددٌ من الأودية الرئيسية وهي: وادي بني غافر، وادي بني هني، ووادي السحتن، ووادي بني عوف.

 

[2] ترى المراجع العلمية أن تاريخ استئناس الحيوانات الزراعية، يقع بين عامي 5000- 4000 قبل الميلاد، وقد كان المصريون من أوائل الشعوب التي استأنست هذا الحيوان الزراعي، وقد استدلوا على ذلك بالرسوم الموجودة على آثارهم، وتجمع الآراء على أن مناطق الاستئناس لغالبية الحيوانات الزراعية هي آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وتشير الآراء إلى أن الاستئناس بدأ في مناطق أواسط وغرب آسيا، وفي بعض مناطق مصر وأوروبا. ( درويش، 1990).

[3] من الحيوانات التي اهتم أهل الرستاق بتربيتها الأغنام بنوعيها الماعز والضأن، ويطلق عليها في لهجة أهل الرستاق الهوش، كما اهتموا بتربية الأبقار، والحمير، والجمال.

[4] تعد الغابات والمناطق الجبلية أفضل المراعي للمعز، في حين أن الضأن تفضل المراعي المكشوفة ذات الأعشاب القصيرة، كما أن المعز تتكيف مع التنقل أكثر من غيرها حركة وسرعة، ويمكن للضأن أن تنتشر في المناطق شبه الصحراوية التي يصعب على المعز العيش فيها، وتختلف المعز عن الضأن في أن المعز تضع مرة واحدة في السنة، وإذا كان مرعاها كثير الخصب تضع مرتين في السنة، وتفضل على الضأن بغزارة اللبن، وتخن الجلد. (شرف، 1957، وابن العوام، 2012).

[5]  لم يكن الرعي من الحرف المحتقرة؛ لأن جميع الأنبياء مارسوا هذه الحرفة، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام أن أحمد بن محمد المكي قال حدثنا عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه السلام قال: "ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة". ( البخاري، 2002).