دلالات المفارقة في أسماء الشخصيات الروائية في التجربة السردية الاغترابية لمحمد حسن علوان (سقف الكفاية/ صوفيا/ طوق الطهارة/ القندس) أنموذجا
الباحث المراسل | د. أمل المغيزوي | جامعة السلطان قابوس |
د. جوخة الحارثي | جامعة السلطان قابوس |
Date Of Acception :2023-06-07
Date Of Publication :2024-02-28
دلالات المفارقة في أسماء الشخصيات الروائية:
في التجربة السردية الاغترابية لمحمد حسن علوان (سقف الكفاية/ صوفيا/ طوق الطهارة/ القندس) أنموذجًا
الباحثة الرئيسة (الأولى):
أ. أمل المغيزوية
طالبة دكتوراه بجامعة السلطان قابوس
الباحثة المشاركة (المساعدة):
د. جوخة الحارثية
أستاذ الأدب المشارك
جامعة السلطان قابوس
الملخص:
لقد أمست تسمية الشخصيات من العناصر الرئيسة في عملية السرد الروائي، وأصبح اسم الشخصية من المصطلحات النقدية المهمة التي دارت حولها الكثير من الدراسات الأدبية المتباينة، ومن جهة أخرى يجسد الاسم العديد من الدلالات التي تنوعت بين الدلالات الضدية والمرادفة، تبعًا للهدف الذي يسعى إليه الروائي في اختيار هذا الاسم أو ذاك.
ولم تكن الرواية الخليجية بمنأى عن هذه التطورات الفنية، فظهرت الكثير من الروايات التي ارتكزت على الدلالات الضدية التي يفرزها الاسم الروائي لأهداف فنية وسردية، ساهمت بلا ريب في إضفاء إشارات بعينها على العمل الروائي، وجسدت التناقضات الكبيرة في حياة الفرد سواء أكان على المستوى الشخصي أم المستوى الاجتماعي.
إن الدلالات الضدية التي ارتكز عليها علوان في أعماله السردية، تحمل علامات لا يمكن تجاهلها؛ حيث تؤكد الحالة الاغترابية الفضفاضة التي تصطلي بها شخصياته الروائية، وهذه الحالة من الاغتراب تسير بخط متصاعد يبدأ من التسمية المختارة للشخصيات لتصل إلى كل ما يحيط بوجودها، فتتحد التسمية مع دواخل الشخصيات، وحياتها الخارجية، وعلاقتها بالآخر في المجتمع؛ لتزيد من حدة التدهور الذي يسير عبر أحداث الرواية في خط متصاعد حاد على كافة الأصعدة، ومن هنا، كان هدف الدراسة، تحديد مصطلح التسمية، وبيان أهميته، والارتكاز على مجموعة من الشواهد المختلفة عبر مجموعة من روايات علوان؛ لسبر تلك النزعة الاغترابية التي صنعت مأساة أبطاله، وأجبرتهم على خوض سلسلة من التناقضات العاصفة عبر خط حياتهم المتخبط.
أما المنهج الذي يستعين به هذا البحث لتحقيق أهدافه، وإبراز تجلياته، فهو المنهج النفسي الاجتماعي، الذي يدخل في صميم استجلاء العوالم الداخلية لشخوص المحكي السردي، والبحث عن آليات دفاعها، وهروبها عن مواجهة العوالم من حولها، كما يبحث عن المفارقة ودورها في زيادة جرعات الخيبة والإحباط التي تفاقم من معاناة البطل، وتضفي شيئًا من السخرية المريرة على الحدث السردي.
وقد توصل البحث إلى نتائج تسهم في بيان دلالات المفارقة الاسمية، ودورها في إضفاء هالة من السخرية الباطنية المريرة على النص الروائي، وتجسيد الصراع الدائر بين ما هو ظاهر وما هو باطن في مجال الاسم والعلمية، كما يكشف عن دور تلك الضدية في زيادة حدة الاغتراب، وتعاظم شعور الشخصية بالتبعثر الداخلي، والتيه الخارجي المستمر.
الكلمات المفاتيح: التسمية، الاغتراب، المنهج النفسي والاجتماعي، التجربة السردية، علوان.
Paradoxical meanings in the name of the novel’s characters:
In the narrative expatriate experience Mohammed Hassan Alwan (Sufficiency roof-Sophia-Purity collar-Beaver) as a Model
The main researcher (first):
Mrs. Amal Al-Mughaizwi
PhD student
Sultan Qaboos University
The participating researcher (assistant):
Dr. Jokha Al-Harthi
Associate Professor of literature
Sultan Qaboos University
Abstract:
Nowadays the designation becomes a main part in the fictional narrative process, and naming the characters becomes a part of criticism terminologies which has been analysis by different literacy’s studies. On the other hand, the name represents many Semantics that varied between the opposite semantics and synonyms semantics, depending on the novelist goal of choosing the name.
The gulf novel was not away from this artistic development, many novels concentrate on opposite semantics of the characters, representing the huge differences in the single life either on the personnel level or social level.
The opposite semantics that Alwan used in his narrative wok, have unneglectable signs that confirmed widely expatriate state which represented by his narrative characters, which confirmed the uncertainty state that effect their life negatively. Hence, the aim of this study is to define the term, indicate its importance and rely on a set of different evidence through a group of Mohammed Hassan Alwan’s novels, to emphasize that alienation tendency that made the tragedy of his characters and forced them to go through a series of stormy contradictions across their floundering life.
As for the approach that this research uses to achieve its goal and highlight its manifestation, it is the psychosocial approach, which is at the core of elucidating the inner social worlds of the characters of the narrative, about the mechanism of their defense and escape from the comforting worlds around them. The research has reached results that contribute to clarifying the connotations of the nominal paradox and its role in imparting an aura of bitter esoteric irony to the narrative text, and embodying the ongoing conflict between what is apparent and what is hidden in the naming of the characters, as it reveals the role of that opposition in increasing the intensity of alienation, and exacerbating personal feeling of internal scattering, and continuous external wandering.
Keywords: naming, alienation, psychological and social approach –narrative experience, Alwan.
المقدمة:
شهدت الحياة الراهنة كثيرًا من التغيرات الشاسعة والمتباينة التي اتسعت لتشمل جميع المجالات الحياتية المتباينة، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في خلق نوع من التخلخل النفسي في دواخل الفرد، وزرع حالة من الانفصال في علاقته بالمجتمع والآخر، ففقد كثير من الناس ما كان يبتغونه من توافق نفسي وانسجام حياتي، واتسم عالمهم بالتعثر والتشتت.
ويعد الاغتراب من المصطلحات المتجددة التي تبوأت مكانة سامقة في عصرنا الحاضر؛ نظرًا لتعقد الحياة من جهة، ومعاناة الإنسان نفسيًا واجتماعيًا في ظل صراعات كثيرة لا تتوقف ولا تهدأ، وفي ظل ذلك الصراع، عانى الفرد من ضياع هويته، وعاش متوحدًا مع ذاته، تائهًا في الأرض، هاربًا في أصقاع الأرض، فاقدًا لبوصلة مسيره.
ومن هنا تناولت الكثير من الروايات العربية ثيمة الاغتراب، وأكدت على شخصية الإنسان المغترب الذي يعاني الأمَرّين في حياته، وفَصّلت الحديث عن الاغتراب الذي يصطلي به على كافة الأصعدة والمستويات: روحيًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
وتحمل تجربة علوان السردية تفاصيل الإنسان الخليجي المغترب، الذي ساهمت المادة في زيادة جرعات الاغتراب في داخل روحه ونفسه، ففقد الشعور بالجمال من حوله، وفاقم تدهور العلاقات الاجتماعية، والتفكك الأسري من ازياد حجم المعاناة في أعماقه، فازدادت حلكة دواخله، وأفرزت شخصيات تائهة حائرة، فقدت الرغبة في الحياة، وحملها طوفان التشتت إلى أصقاع بعيدة.
والحالة الاغترابية التي تمر بها شخصيات علوان تمددت لتشمل أكثر الأشياء التصاقًا بها، فأصبح حتى الاسم يحمل مفارقة ساخرة، تثير زوبعة من التناقضات بين الواقع والمأمول، وعكس ذلك التباين حالة الانفصال الهائل بين الشخصيات وعوالمها الداخلية؛ الأمر الذي يفضي لحالة الانشطار التي سيطرت عليها، وخلقت منها كيانات حائرة، تسير عبر أحداث الرواية في منحنيات وعرة لا تعرف طعم الحياة ولا الأمل.
يسعى الروائي وهو يضع الأسماء لشخصياته أن تكون متناسبة ومنسجمة "بحيث تحقق للنص مقروئيته وللشخصية احتماليتها ووجودها، ومن هنا مصدر ذلك التنوع والاختلاف الذي يطبع أسماء الشّخصيات الروائية"[1]. ومن جهة أخرى فالاسم الشخصي علامة لغوية بامتياز، فهو يتحدد بكونه اعتباطيًا، إلا أننا نعلم أيضًا أن درجة اعتباطية علامة ما أو درجة مقصديتها يمكن أن تكون متغايرة ومتفاوتة؛ وعليه فمن المهم أن نبحث في الحوافز التي تتحكم في المؤلف وهو يخلع الأسماء على شخصياته[2]، فضلاً عن أن تسمية الشخصية فيها تعبير عن معطيات موضوعية للنص، "ومساهمة في إيصال رؤى ذاتية للمتلقي، إلى جانب ما يرتبط بالعنوان وأسماء الشخصيات من عناصر أخرى تحلل مقاصد الكاتب، وتفك عقدةً من عقد العمل السردي"[3].
وعلى هذا الأساس تصبح التسمية من العناصر الأساسية في عملية السرد الروائي، فلا يمكن تصور شخصيات روائية خالية من التسمية-إلا في حالات معينة مقصودة-، فالاسم يمنحها نوعًا من الدلالات والإشارات التي تسهم بشكل كبير في جلاء الكثير من الخصال والصفات التي تميز هذه الشخصية أو تلك، ومن هنا يخلص حمداوي بأن "التسمية العَلَمية للشخصية قد تتحول إلى أقنعة رمزية، وعلامات سيميائية دالة ومعبرة عن مدلولاتها المنتشرة فوق مساحة النص أو الخطاب الإبداعي"[4].
وفي الجملة فإن معظم المحللين والبنيويين للخطاب الروائي قد أصروا على أهمية إرفاق الشخصية باسم يميزها، فيعطيها بعدها الدلالي الخاص، "وتعليل ذلك عندهم أن الشخصيات لا بد أن تحمل اسمًا، وأن هذا الأخير هو ميزتها الأولى؛ لأن الاسم هو الذي
يعين الشخصية، ويحدد طبيعتها، ويجعلها معروفة وفردية"[5].
وعليه ارتأينا الوقوف لدراسة بنية الأسماء في التجربة الروائية لـ(محمد حسن علوان)؛ نظرًا لأهمية التسمية في الكشف عن دلالات كثيرة مرتبطة بموضوع الغربة والاغتراب، وتستند دراستنا لموضوع التسمية على مرتكز دلالات أسماء الشخصيات في تجربة علوان، وعلاقتها بالاغتراب.
وللوصول إلى المكامن العميقة في النفس البشرية، وتبيان ما يضج في أعماقها من ضجيج غير مسموع، وصخب لا يهدأ، وفي محاولة لدراسة الآخر الواقع في محيطها، ارتأينا اتخاذ المنهجين النفسي والاجتماعي مطية نسبر عبرهما ما استتر في حياة الشخصيات الروائية، ونرتكز عليهما لكشف ما خفي عبر أفعالها وردود أفعالها تجاه الحياة؛ لبيان دور التسمية في توسيع دائرة الاغتراب التي يعيشها أبطال الروايات قيد الدراسة.
وفي دراستنا لدلالات أسماء الشخصيات والمفارقة فيها، فإن البحث يطرح بالمقابل أسئلة عديدة أهمها: كيف يظهر التنافر بين التسمية وسلوكيات الشخصيات في الروايات قيد الدراسة؟
ما أبعاد المأساة التي تعيشها الشخصيات عبر الخطاب السردي في خضم بحثها عن ذاتها وعن سعادتها؟
ما الدلالات المنبثقة من عملية المفارقة بين الشخصية واسمها عبر تتابع الأحداث السردية؟
دلالات أسماء الشخصيات والمفارقة فيها:
لاحظنا من خلال التقصي الدقيق لأسماء الشخصيات في التجربة الروائية لـ (محمد حسن علوان) أن الكاتب صنع نوعًا من المفارقة؛ حيث لم يركز على الاعتبار التقليدي الذي تكون فيه أسماء الشخصيات منسجمة مع مضمون الرواية؛ فالملاحظ ورودها غير متوافقة مع سلوك الشخصيات في الحدث الروائي، وبعيدة كل البعد عن جميع الدلالات النفسية والاجتماعية التي يفرزها الاسم.
وتطمح هذه الروايات تصوير تلك المفارقة لإبراز نوع من السخرية، كما تسعى لنقد الحياة والواقع بكل تناقضاته وهفواته. وجاء تصوير تلك المفارقة للتأكيد على دورها الجوهري في تعميق ثيمة الغربة والاغتراب التي عاشتها الشخصيات الروائية، نظرًا لأهمية التسمية ودورها الحيوي في الكشف عن دلالات كثيرة تتعلق بالشخصية، وأنماط سلوكها، فكل ما يتعلق بالشخصية السردية من تصرفات وأفكار وردود أفعال نجده جاء مناقضًا لمدلول الاسم ومفارقًا له، ويمكن الاستدلال على ذلك بعرض جملة من الأسماء في الروايات قيد الدراسة:
1-رواية (سقف الكفاية): شخصية ناصر بين التخاذل وفقد الحب:
يحملُ الاسم كما يشير قاموس الأسماء العربية معنى" المخلص، والمعين، والمؤيد"[6]، وتعد شخصية (ناصر) شخصية رئيسة في رواية علوان (سقف الكفاية)، وهي الفاعل الأساسي في مسار الأحداث الروائية والعنصر المهيمن الذي ينظم العناصر الأخرى ويحددها، كما أنها شخصية ذات كثافة سيكولوجية، بما تنطوي عليه من صراع داخلي عميق يعكس أزمة نفسية تتمثل في ظهورها في صورة متخاذلة، منعزلة، تعاني من إخفاقها في تجربة الحب، وتتجرع كؤوس الخيبة المتتالية عبر أحداث العمل السردي؛ لذا تترسخ منذ البداية معاني المفارقة التي أراد الكاتب ترسيخها في ذهن القارئ؛ ليعزز من جو السخرية، فـ(ناصر) الذي من المفترض أن يكون معينًا، ومدافعًا عن الآخرين- كما يوحي اسمه- يصبح متخاذلًا يعاني من تبعات الحياة وأوزارها: "أجلو وجه حياتي فلا أجدُ في
تاريخي إلا الضعف والفقر والتخاذل"[7].
إن أزمة (ناصر) النفسية تتشكل نتيجة لفقده حبيبته(مها) التي تزوجت شخصًا آخر؛ بيد أن الشوق إلى حبيبته لا ينقطع، وقد تصلح كلمات علي حرب تفسيرًا لهذه الأزمة التي يمر بها البطل :" ذلك أن الرجل إذ يحب المرأة، إنما يحب ذاته، فلا فكاك لأحد عن هوى نفسه، كما لا فكاك له عن الوعي بذاته"[8]؛ لذا نجده يسم نفسه بأوصاف تدل على إحساسه بالتلاشي، والانكسار الداخلي: "رجلٌ أنا أم كيس رمل تتدربُ عليه الحياة!"[9]. ويُصوّر العاشق في الرواية إنسانًا ذليلاً وخانعًا، "فمن يحب يدفع غرامته-إن جاز القول- من حساب نرجسيته بالذات، ولا يستطيع أن يحظى بتعويض إلا إذا صار محبوبًا بدوره، الأمر الذي يسهم في خفض حس احترام الذات لنفسها[10]"؛ لذا يتفاقم الشعور بالخيبة والإحباط في نفس(ناصر)، فيتخذ من الشاعر(الشابي) بكل آلامه وأوجاعه نظيرًا له، ويؤكد هذا الاستدعاء التاريخي تدهور الحالة النفسية التي تسيطر على الذات؛ ويصبح الشابي مرآة تعكس أحاسيس الشخصية بالانتهاء والموت المعنوي، واختيار الراوي لشخصية (الشابي) جاء متوافقًا مع ملامح الحزن والانكسار التي تغزو حياة البطل، فـ(ناصر) هنا هو النسخة الأخرى من صورة الشابي بمنظورها الرمادي والسلبي في (يتمه وضعفه وحزنه وألمه): "ولماذا ديوان الشابي بين يديكِ؟ ..... لماذا هذا الشاعرُ مثلي، اليتيم مثلي، المريض مثلي، الضعيف مثلي، التعيس مثلي، الجريح مثلي، النحيل مثلي، المغلوب مثلي، الفقير مثلي، والمولود في فبراير، مثلي؟"[11].
إن مشاعر الحزن التي يحملها (ناصر)، يصفها فرويد بقوله: "فنحن لا نحمي أنفسنا من الألم أسوأ حماية ممكنة مثلما نحميها عندما نحب، ولا نعاني من تعاسة مطلقة لا شفاء لها مثلما نعاني حين نفقد الشخص المحبوب أو نفقد حبه"[12]؛ لذلك كان حزنه فضفاضًا دفعه لكتابة مجموعة رسائل لوالده المتوفي، كأنه بهذا التواصل يسعى لخلق جسر بين حاضره المتخم بالأوجاع وماضيه المثخن بالفقد، لعله يستطيع تسريب شيء من أحزانه الكثيرة: "يا أبي، في الوطن يوجد حزنٌ حتمًا"[13].
يقوم بناء شخصية (ناصر) كما وصفها الرشيد بو شعير على "آليات الاستجابة لا آليات الفعل؛ فهو يستجيب للشخوص الآخرين وللمواقف سلبيًا، ويستدر الألم والحزن بوصفه مازوخيًا يستمتع بإدمان العذاب"[14].وحين تزوره ذكرى (مها) يسقط في حالة عذاب ونزف داخلي وخارجي لا يتوقف، ويجلد نفسه بسياط التعذيب المستمر، فتعميق الحركة والأصوات في المشهد القصصي (يبكي-ينتحب- ترتجفان) انطوت على كم كبير من الانهزامية، والتمتع بتعذيب النفس، واستنكاه الوجع والألم : " كان كل ما في جسمي يبكي جميعًا، وأنا أنتحب بشدة، وأعض شفتيّ مثل مدمن، ويداي ترتجفان كأنه الموت. أقرفني الدمع في أنفي. مسحته بيدي فعادت حمراء. دماءٌ غزيرة قطرها أنفي. لوّثت بساط ديار ويديه وثوبه البيتي"[15]. إن المتتبع لأحوال البطل (ناصر) في رواية (سقف الكفاية)، تتشكل له صورة لإنسان مهزوز يعاني الأمرّيْن، ويعيش نوعًا من الاغتراب النفسي الذي "ينشأ عن التناقض بين الإنسان والعالم الخارجي، بين الواقع وبين الخيال، بين ما هو عليه وما يحلم به، بين ما يملكه وما يطمح إليه، بين العالم ونظام تفكيره، بين عالم الآخرين وعالمه الخاص، فينفصل المرء عن ذاته الإنسانية الحقه أو عن طبيعته الجوهرية"[16]". والاغتراب الذاتي أدى إلى شعور الشخصية بالضياع ، والإحساس بالانفصال عما ترغب في أن تكون عليه، فتعيش نوعًا من الفوضى والتخبط، وينظر إلى هذا الاضطراب الذي تتسم به الشخصية على أنه "اضطراب الشخصية الفصامية"[17]، ويتسم الشخص الفصامي بالعجز عن إقامة علاقات اجتماعية، والافتقار إلى مشاعر الدفء؛ لذلك نجده يتخذ من حديثه الداخلي(المونولوج) ذريعة للتشبث بعلاقات وهمية تتمثل في (الشعر والشعراء والقصائد) -نظرًا لكونه شاعرًا-فيبتعد عن المجتمع وعن العلاقات الاجتماعية إلا في حدود ضيقة، وتصبح الذات أسيرة علاقات وهمية تجسد مدى الضياع الذي تعيشه: " أحرقني يا ياني. أريد أن أترمد. أريد أن تنثرني الريح وأتلاشى"[18].
وتعد الأشعار والقصائد والأغاني التي تكثف حضورها في العمل السردي "وسائل للسيطرة على المصير حين يتفاقم القهر، ويستفحل عجز الإنسان، وتنعدم قدرته على التأثير في الأحداث. إنها دفاعات تساعد المرء على تحمل مصيره بالحد الأدنى من الصراع النفسي"[19]:"منذ أن مات السياب، وفلاسفة المطر حائرون في تركته:
" أتعلمين أي حزنٍ يبعثُ المطرْ؟
وكيف تنشُجُ المزاريبُ إذا انهمرْ؟
تذكرته وأنا أراقبُ ليلةَ المطر هذه، وأتمطى في حد الذهول الذي تركتني فيه الأمطار محبوسًا بين جدران الشقة"[20].
إن الحاجة إلى الابتعاد عن الآخرين هي التي تفوقت على غيرها من الحاجات في نفس (ناصر)؛ نتيجة لشعوره بالظلم إثر فقده لمن يحب، والمجتمع مشارك في هذا الظلم، إن الظلم أنتج الكراهية، وهي بدورها أنتجت العزلة؛ لذا نجه يتخذ مكانًا قصيًا يسميه بـ(غيهب الوجع)، يلجأ إليه البطل" لإسقاط الحالة الفكرية أو النفسية على المحيط الذي يوجد به"[21]، في محاولة يائسة للتعايش مع الحزن الفضفاض الذي يلفه ، والاختباء عن الوجود المحيط به: " كنت أجلس في معتزلي الحزين الذي اتخذته لنفسي بعد رحيلكِ الجديب. هضبةٌ صغيرةٌ تختبئ غرب المدينة"[22].
وفي نهاية المسار القصصي في الرواية يصرح (ناصر) بحمولات الحزن والألم التي اكتوى بها في وطنه، وفي غربته، ويقدم دليلاً رقميًا وحياتيًا يدل على عمق الألم الذي خرج من جوارحه لينسكب حبرًا موجعًا، حفظتها الذات في اللاشعور، وخرج منها للعالم الخارجي جزء يسير على هيئة كتاب ضم بين دفتيه مأساة إنسان مهزوم:
"جلست أحصي أحزاني:
8656 سطرًا
97523 كلمةً
417758 حرفًا
وأكثر من مئتي علبة سجائر.. حصادُ الحزن العيي. الحزنُ الذي يحتاج إلى كل هذه الصفحات ليعرف بنفسه فقط"[23].
ديار لا يملك دِيارًا:
لقد سعى السارد في اختياره اسم(ديار) إلى تجسيد دلالات عميقة ترتبط بالوطن، والدار، والموطن، والاستقرار، كما أن اسم (ديار) المشحون بطاقة كبيرة من معاني الألفة والوطن، كما يشير معجم القاموس المحيط: الديار:" المحل يجمع البناء والعرصة"[24]، يوظفه(علوان) ليصنع علامة مفارقة مؤلمة، فـ(ديار) هنا يعيش مغتربًا بلا وطن، ويفقد أسرته وأهله، ليشكل الكاتب صورة للعراق الحزين، مقدمًا أنموذجًا للشخصية العراقية التي تعاني من ويلات الحرب والجوع والتشريد، ومما لا شك فيه أن فساد الأنظمة في الدولة من شأنه أن يطوّق حرية الأفراد ويكبت آمالهم؛ لذا نجد الذات تعاني من حالة توزع وانقسام، والغربة التي اتخذها (ديار) كانت غربة قهرية طوعية في الوقت نفسه، قهرية لفقدانه الوطن والاستقرار، وطوعية لرغبته في تناسي جراح الماضي والحاضر، وتقديم تلك الصورة القاتمة لملامح الحياة التي يعيشها(ديار) جاء ليتوافق مع شخصية (ناصر) بطل الرواية، فالتسمية ساهمت في شحن الجو السردي بألوان قاتمة من السواد؛ لتبرز لغة السخرية من الواقع المرير، فـ(ناصر) ظل مهزومًا طوال سير الأحداث، و(ديار) عاش بلا وطن حتى نهاية الرواية.
لقد تفتحت حياة (ديار) على عالم من التباينات التي كبلت رغباته بسلاسل الأنظمة القاهرة، وأصبح مجبرًا على مغادرة وطنه نظرًا للقمع السياسي الممارس، كما أن بعض المشكلات والنزاعات التي تشوب النظام الحاكم تؤدي إلى ظهور طبقة سياسية مشوهة تعاني من الغربة والوجع، فيصبح المواطن سلعة رخيصة، ويصبح الوطن ملجأ للموت والخراب، والأدهى من كل ذلك حين تصبح معالم الطبيعة مشاركة في زيادة مساحة التبعثر والتشتت التي يعيشها الإنسان العراقي: "صارت بغداد مدينة تعبدُ الموت، وتقدم كل يوم قرابينها من الأطفال والثائرين. في الشوارع كلابٌ كثيرةٌ. ودجلة ما زال صامتًا حتى الآن، والفرات الذي عرفناه ثائرًا أصبح جاسوسًا للنظام"[25].
"ومع ارتحال الشخصية عن مكانها الأول، -الوطن، المنشأ-، والانتقال للعيش بمكان آخر، وسياق ثقافي مختلف تشعر معه بنوع من الاختلاف الهوياتي، بل قد تحس بنوع من القلق الكينوني ما يشعرها بنوع من الاغتراب الوجودي"[26]، فضياع (ديار) بين ملامح حياته المعقدة، وفقده لأسرته، كل هذه الظروف اتحدت ليصبح (ديار) ذاتًا مغلوبة تعاني من تبعات الانكسار، تبحث عن وطن بديل، وديار أكثر عطفًا ورحمةً: "عندما يعجز الوطن أن يمنحنا أكثر من صدوعٍ ضيّقة لدفن أبناءنا، هل نبقى؟"[27].
"إن النزعة القدرية في الرواية ساهمت في زعزعة كيان(ديار)، وفي عدم استقراره، ما دام الاختيار قد انتُزع منه، وأصبح منقادًا، ومتوجسًا من غدٍ لا يعلمه إلا الله".[28] ويظل اسمه يحمل تلك الدلالة الجارحة، التي تذكره بأنه كان يملك وطنًا، وكان يعيش في كنف أسرة وأهل قبل أن يفرض الموت والخراب سلطته على كل شيء: "مقابرُ جديدة تفتحُ أبوابها ويتدفّق سيل الموتى. في الرصافة، في الكرخ، في الكاظمية، في البصرة، في الرستمية، في كل مكان"[29].
2-رواية صوفيا: معتز وحياة بلا دهشة:
تبدو منذ الوهلة الأولى المفارقة التي صنعها الروائي في اختياره لبطل روايته (صوفيا)، فـ(معتز) الذي يرمز اسمه إلى العزة والرفعة والقوة فهو مشتق كما يشير المعجم إلى لفظ العِزة[30]، بينما يظهر في العمل السردي شخصًا ملولًا، ليس له هدف محدد في الحياة؛ لذا نجده يعاني من التشتت، وتدفعه شخصيته الملولة والمتعجلة إلى اتخاذ قرارات متسرعة؛ وعليه فهو يعيش حالة من الاغتراب الروحي التي تسيطر على حياته وقراراته:" لقد ضيعتُ حياتي في المنجم الخطأ ولم يبق في حقيبتي ما أقتاتُ عليه في موسم الرتابة وعند بيات الثلاثين، ليس عندي غذاءٌ كاف لبقية العمر، ولم أدخر يومًا بعض الدهشة البيضاء لذلك الملل الأسود!"[31].
ولقد غاص الراوي عبر ضمير المتكلم في أعماق شخصية(معتز)، "فتوحد مع الشخصية لينقل ما تشعر به، وما تفكر به في وجهة نظر داخلية"[32]، فجسد لنا أزماتها واضطرابها الداخلي. كما عكست حالة الملل التي تعيشها الذات، هشاشة دواخلها، وترددها الدائم، مما أدى إلى اتصافها بالاضطراب والتناقض في السلوك، وشخصية (معتز) تتيح لنا أن نتحرك في أفق واسع من نوازع النفس ونوازع الجسد والعقل، ونغوص في دروب شائكة؛ لنكتشف شخصية تتسم بالتصدع والانكسار، شخصية مثقلة بالعبث والسخرية، بعيدة كل البعد عن الرفعة والقوة والغلبة، وتماهي الذات مع حيوان الجمل جاء بطريقة –كاريكاتيرية- ساخرة، وتجسد هذه الروح الساخرة المفارقة النفسية لما يستشعره البطل في ذاته نحو مجتمعه: "أطلقت قدمي في بيروت مثل جملٍ شارد، ألوك الصمت، وأتأمل الأشياء بعين باردة، وأمشي مشيةَ الكثبان، يدًا في جيبي، ويدًا تتدلى، وأفكاري تتأرجح فوق رأسي مثل هودج"[33].
ولقد ألقى الاغتراب بظلاله على حياة (معتز) فكريًا واجتماعيًا؛ مما جعله رجلاً خاملًا يحتال لتغيير نمط الحياة الرتيبة من حوله بمحاولات سقيمة كالسفر المتكرر، والارتباط بامرأة على وشك الموت ورغم ذلك" تفشل الذات في مواجهة أزمات الحياة وإحباطاتها، الأمر الذي يؤكد على فقدانها مفهوم الوعي الذاتي الشخصي"[34]: "ربما لأن عقد الثلاثين كان عقدًا جديدًا وجدتني قد أفسدت مناطق واسعة في حياتي، وكتبتُ في أوراق خاطئة، وركضتُ حيث لا يوجد طريق"[35]. وكشف توالي الأحداث الروائية الروح الانهزامية التي تسيطر على شخصية (معتز) والتي تظهر بشكل جلي في ردة فعله تجاه المواقف والأحداث، كما تتكشف نوازعه الفردية وأنانيته، وتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الآخر، وقياسًا على السمات السابقة تشكل كل تلك المقومات الملامح الأساسية لصورة (معتز)، تلك الصورة التي تتقارب من تشكيل الإنسان الانتهازي الذي يتحين الفرص المواتية، ويستغلها لتحقيق أهدافه ومآربه: "وأنا لا أرفض دهشة محتملة على بعد أميال، ولا أرى أن ادعائي حالةَ الحب التي تريدها صوفيا يعد تزويرًا في عاطفة صورية لا أكثر، لماذا لا يكون تغييرًا في تعاطي الحب مثلاً؟ لماذا لا يكون اتفاقًا مباشرًا لتقديم الحب كجولة سياحية مؤقتة، مقابل نصيبي من التجربة، والإثارة، والمراقبة؟!"[36].
3-رواية طوق الطهارة: حسان ولعبة الجنس:
وقد جاء في معنى الاسم: حسان" جاعل الشيء حسنًا ومزينًا"[37]، وإذا انتقلنا إلى العالم السردي لعلوان، الذي يعرض فيه شخصية بطله (حسان) عبر ضمير المتكلم لتعرية دواخل الشخصيات، والبحث في عوالمها، لوجود السارد كشخصية في النص، وفي تعرية تلك الشخصية يعمد (علوان) لصنع مفارقة اسمية تؤكد الدور السلبي الذي لعبه (حسان) في حياة أسرته، والتشويه الذي طاله عبر مراحل حياته، فـ(حسان) لم يعد شخصًا يتصف بالجمال والإحسان، بل غاص في أوحال الحياة، وفقد طهارته وبراءته.
وتنطوي شخصية(حسان) على انهزام كبير بعد فشله في تجربة الحب، فتولدت مساحة كبيرة من الكراهية في داخله نتيجة للظلم الذي تعرض له، وأصبحت تلك العلاقات الجنسية الكثيرة محاولات نفسية تعويضية سقيمة لترميم الذات، والقضاء على مشاعر القهر والمرارة التي تغزوها، ورغم محاولات (حسان) التعلق بالنساء، واتخاذهن مرتكزًا لتقليل حدة الظلم التي يشعر به، غير أن حياته ظلت باهتة، يكسوها الاغتراب العاطفي، فتجربته مع(غالية) أورثته جروحًا وانكسارات عديدة، خاصة أن فقدان الحب يولد شعورًا داخليًا عميقًا يجسد انكسار الذات وضياعها، والحرمان من الألوان يحيل إلى السواد الذي يكتنف دواخل الشخصية، ويفقدها ملامحها المميزة: "ورغم أن حياتي ترسمها النساء، فقد كنتُ أرحل دائمًا قبل أن ينهين رسمهن...ولم أكن أعرف أني أغامر بالتعرض للحياة باهتًا، محرومًا من الألوان، ومُغيب التفاصيل المفرقة لملامحي، إنها خساراتٌ كبيرة فعلاً"[38].
إن الازدواجية عند(حسان) تمثل قمة الصراع النفسي بين ما يريده الإنسان وما يريده المجتمع، فثمة قيود تحد من حركته، كما أن هناك التزامات من المجتمع والأسرة تضغط عليه وترهقه، بينما تميل شخصيته لممارسة الجنس بلا تحفظ ولا رادع، الأمر الذي جعل حياته في كثير من فصول الرواية تقوم على مبدأ الجنس، واضعًا تبريرات واهية لممارساته:" يبدو أن ورقة النبل احترقت فعلاً، ولا جدوى من محاولة إحيائها، ومن الحماقة أن أحترق وراءها، وعليّ أن أتحمّل قليلاً من تعاسة اختيار أوقات غير لائقة للجنس في مزرعة شمالية، ونهارًا"[39].
مريم الباحثة عن العدم:
إن المرأة علامة كاملة في هذا العالم الروائي، علامة دالة وفاعلة، تتجلى في بهاء النص السردي وهنا في قلب طوق علوان يحمل اسم (مريم)-بطبيعته- الكثير من الدلالات الدينية التي ترمز إلى معاني الطهر، والعفة، والعبادة، كما يشير المعجم بأن اسم مريم هم اسم عبري بمعنى مرتفعة، أو سيدة البحر[40]، وفي الأفق تلوح المفارقة بشكل جلي في شخصية(مريم) المرسومة في ثنايا الرواية، فتبدو (مريم) منذ بداية السرد شخصية تنطوي على صراع داخلي يعكس أزمة نفسية تتمثل في علاقة (مريم) بذاتها وبالآخر، فتعيش حياة متناقضة، وتربطها علاقة غير شرعية بـ(حسان)، الذي يتخذها جسرًا للعبور بعد فشله في تجارب حبه السابقة:" جسرٌ من الكتابة جعل مريم وغيرها كثيرات يعبرن إلي، تدريجيًا بدأت أستنتج كم في هذه المدينة من الجياع والجائعات"[41].
ويفضح علوان عبر تلك المفارقة الواقع الاجتماعي الذي لا ينصف المرأة، ويندد بالمجتمع الذكوري الذي يقسو عليها، ويجعلها هدفًا للجنس والاستغلال، كما ثمة علاقة جدلية بين (مريم) والآخر (المجتمع)، فـ(مريم) تجد نفسها أمام اختيار صعب يدفعها للبحث عن ذاتها من خلال مواجهة هذا الآخر أو بالأحرى الصدام معه؛ ذلك لأنه يعج بالكراهية والشرور والأنانية، وهذه البحث عن قيمة الذات هو الذي دفع (مريم) للتخلي عن أطفالها:" كانت مطلقة، وأمًا لثلاثة أطفال لم تعد تراهم منذ أن قررت هي بنفسها ألا تراهم. سيكونون بخير لو ظلوا أبعد... وأنا أيضًا، وعندما شعرت بأن ذلك لم يقنعني، قالت لي بصوت خفيض: لا أستطيع أن أجعل من أطفالي ضمادات لي"[42].
لقد سعى السارد إلى خلق عالم ذكوري مستبد، وعكس عبر المفارقة التي صنعها اسم (مريم)، واقعا اجتماعيًا قاسيًا، يقوم على الجنس والعلاقات العابرة، وأصبحت (مريم) جسدًا عابرًا استخدمه (حسان) لينفض من عقله وقلبه تبعات الاغتراب العاطفي "الذي يولد نتيجة الحب المقرون بالفشل واللوعة والحرمان تبعًا للظروف المحيطة، والطبيعة النفسية والاجتماعية للشخصية"[43]: تخاطبني مريم بلقب (حبيبي)، وأنا أشعر بأن الكلمة ثقيلة جدًا على سمعي، وكأنها طبل صفيق. لم أكن أستطيع أن أطلب منها اختيار كلمة أخرى حتى لا أبدو سمجًا متعاليًا."[44].
سارة والتيه:
يتصل هذا الاسم بمعاني عديدة تدور حول السرور والفرحة، فقد جاء في معجم أسماء البنات ومعانيها:" وهناك من تسمى سارة بمعنى: تسر الناظرين والسامعين"[45] أما في الرواية فلم يأتي مدلوله متوافقًا مع معناه اللغوي، بل جاء مغايرًا لدلالته الإيجابية، يجسد رغبة الشخصية الجامحة في الفوقية والسيادة والسلطة؛ من أجل التخفيف من وطأة عقدة الشعور بالنقص والإحساس بالدونية الذي يسيطر عليها، وهذا ما أقره أخوها (أيمن) حين تحدث عنها: "حدث مرة أن أخبرني أيمن بعد وقت طويل أنها تمرّدت حتى قطع تمرّدها قلب أبيها، وتزوجت سرًا من رجل غير سعودي"[46].
وتعكس الرواية ذاتية (سارة) الضائعة، الحافلة بالتناقضات وهذا ما أكده (حسان) حين حكى قصتها، ووصفها بخصال تشير لحالة التشرذم، والانقسام الذاتي والاجتماعي الذي تعاني منه، ورغم محاولاتها القضاء على شعور النقص، إلا أن طلاقها فاقم ذلك الإحساس فعاشت حالة من الغياب المعنوي والمادي: "ولهما أختٌ مطلّقة وغائبة عن المشهد تمامًا"[47].
وبين اسم (سارة) وظروفها وأحوالها تناقض كبير، فـ(سارة) التي من المفترض أن تجلب السعادة لأسرتها، أضحت وصمة عار، تعيش مهمشة في عزلة اجتماعية، فرضها طبيعة قرارها الخاطئ الذي ما زالت تتجرع تبعاته بكل ألم واغتراب: "عادت سارة بعد نزوة زواجها إلى السعودية، وانفصلت عن زوجها، وظلّت منذ عودتها منقطعة عن أبيها تمامًا. لم أصدق أيمن بادئ الأمر عندما أخبرني أنهما يعيشان في بيت واحد، ولم يحدث أن التقت أباها منذ ثلاث سنوات، وحتى الآن"[48]، فـ(سارة) تعيش حالة من الانفصال الكلي عن سلطة الأب والأسرة عمومًا، بل أن التشتت يتمدد ليصل إلى تماهي الذات مع حالة من الانعزال والتوحد مع نفسها، لتنفي بذلك وجود الآخر جسديًا ومعنويًا؛ وعليه يشكل الاغتراب مكونًا راسخًا في نفس (سارة) منذ عهد حداثتها، وهو ما يشكك الذات في إمكانية العودة للأهل وترحيبهم بها، وينتج من اختلال التوازن الوجودي وانعدام تحقيق الذات،" حالة مفرطة من التوتر والقلق وانعدام الاعتبار الذاتي. وتبرز الحاجة إلى حلول لمجابهة هذه الوضعية المأزقية، حلول تعيد بعض التوازن وتؤمن بعض الكبرياء وتجعل الوجود محتملاً ومبررًا"[49]، فتلجأ سارة لممارسة مجموعة من المشاريع التجارية –رغم أنها تنتهي بالفشل- تؤكد من خلالها وجودها في الحياة: " أيامها خاوية تمامًا منذ أن تخرّجت في الجامعة، وكل يوم تطرأ لها فكرة مشروع ناقص، وربما كان هذا ما يجعلها حانقة وعصبية غالبًا"[50].
4-رواية القندس: غالب المغلوب على أمره:
إن المتتبع لأحوال البطل في رواية (القندس)، تتجلى له المفارقة الكبيرة للتسمية التي اختارها الروائي لشخصية (غالب)، فـ(غالب) الذي من المفترض أن يكون منتصرًا ومتفوقًا على الآخرين- كما دلّ معجم العين" الأغلبُ: الغليظ الشديد القصرة، وأسد أغلَب"[51]- ، أصبح مغلوبًا على أمره، يعاني من اغتراب نفسي حاد -نتيجة أسباب اجتماعية عاطفية، تدفعه للهرب بعيدًا، ويستحضر في بلاد الغربة معاناته وانكساراته بعد أن وصل سن الأربعين، وتظل شخصيته السلبية وانهزامه ماثلاً في كل فصول الرواية:" ومنذ ولدتُ وأنا أحدث نفسي ببداية جديدة ثم أجدني مشغولًا بإيصاد الأبواب وتضميد الماضي وإقفال الحسابات"[52]، ويعاني (غالب) من عقدة النقص والدونية؛ لذا نجده يرفض شكله، "وتصبح المرآة التي يتحاشى النظر إليها رمزًا للمعرفة، بما تتضمنه من تحول داخلي لدى الإنسان، يتمثل في وعيه بمعرفة ذاته حال رؤيته صورته المنعكسة"[53]، فـ(غالب) الذي يتجنب رؤية صورته المنعكسة على صفحة المرآة، يتولد لديه وعي بأن هذه الصورة مشوهة، وهذا التشويه يدفعه للشعور بالإحباط والتهميش:" في شقتي مرآة صغيرة جدًا حتى إني أضطر أحيانًا لأن ألوّح لها لتراني. اخترتها بهذا الحجم حتى تكفي لحلاقة عاجلة فقط وعلقتها في مستوى أدنى من قامتي حتى لا يداهمني وجهي بالخطأ"[54]. ومرحلة المرآة هنا "تصور الطبيعة الصراعية التي تقوم عليها العلاقة الثنائية: الأنا والآخر. فهي المرحلة التي تتكون فيها " الأنا" عن طريق عملية التوحد-توحد المرء بصورته في المرآة"[55]، كما يمثل النظر في المرآة شكل تجبيري يجمع الأجزاء من أجل إقامة صورة كلية للجسم الذي ينتمي إلى هوية معينة. تمكن الصورة في المرآة أن تقول: " إنه جسمي"[56]، وتمثل المرآة من جهة أخرى ظل الذات وصورتها، واتصال الذات مع المرايا يجسد اتصال الأنا مع الأنا-ولعل عدم توافق(غالب) مع نفسه وشعوره بالدونية والتهميش، أسهم في بث روح العدوانية وعدم التآلف في علاقته مع صورته المنعكسة، فرفض رؤية انعكاس وجه في المرآة؛ لأن ذلك التشكيل المرئي يفضح الاهتزاز الخارجي والداخلي الذي يسيطر عليه.
العلاقة العكسية (الضدية)
غالب التي تربط (غالب) بالمرآة المرآة
ومن الملاحظ أن وميض السخرية الذي نجده مبثوثًا بين فصول الرواية، هو نتاج الضعف والتعب الذي خلفه شعوره بالوحدة والاغتراب، "فنجده يسخر حتى من شكله، مما يلفت الانتباه إلى مقدار الوجع الذي يشعر به كلما عبر هذا الموضوع ذاكرته"[57]:" ترهّل خداي وعنقي أخيرًا مثل كتلة عجين اختمرت طويلاً. بعد ذلك جمع حادث السيارة كل تلك الملامح المبعثرة أصلاً وبعثرها مرة أخرى بمعرفته. صار وجهي بقعة من الفوضى،
وميدانًا للخصومات اليائسة"[58].
واللجوء إلى الأسلوب التهكمي يسنح بالتغلغل في أعماق الذات المضطهدة التي صارت ترى العالم مجرد كذبة كبيرة دنست عفتها أيدي المزيفين والكاذبين، فترفض الآخر المتمثل في الأسرة والمجتمع، ويمتد الرفض ليطال حتى شكلها وملامحها؛ لتصل الذات إلى أقصى مراحل الرفض والخواء النفسي، وتضخيم الصورة الهزلية التي رسمها البطل لنفسه (ترهل-بقعة من الفوضى-ميدانًا للخصومات) تحمل دلالات عميقة لوجع الذات وانكسارها.
وتحفل حياة (غالب) بالكثير من المتناقضات، وتصبح الذات فريسة لمجموعة مقارنات بينها وبين الآخر في نطاق العائلة الواحدة، الأمر الذي يدفعها للسفر والتنقل للتخفيف من حدة الصراع الداخلي الذي تعيشه، بيد أنها تقع ضحية للغربة والانهزامية التي تسيطر عليها:" ما زالت الغربة تمرن أسنانها الصغيرة على حدود وجهي وأصابعي. أعرف أن هذه الأسنان ستنمو لتصبح أحدّ وعلى جسدي أن يصبح أقسى"[59]، ورغم تصاعد حدة النزاع الدائر بين (غالب) و(الغربة)، (تمرن أسنانها/ ستنمو لتصبح أحد)، غير أن البطل يقع في مأزق اختلال علاقاته بالآخر (الأسرة) فيضطر لتحمل تلك العدائية في المكان الآخر، ويجهز عدته (على جسدي أن يصبح أقسى)، لمواجهة قسوة الغربة وجروحها الكثيرة والعميقة.
وضياع (غالب) بين ظروف حياته المعقدة، وفقده المرأة التي أحب، وإخفاقه الدائم المستمر، كل هذه الأمور اتحدت ليصبح (غالب) أشبه باللامنتمي، عندما استوعب أن كل ما يدور حوله غير منتظم، وأن حياته ليست سوى ضريح من المعاناة والقلق، كما استوعب فقدانه للأسرة والحبيبة والأصدقاء، وهذا ما عبر عنه "كولن ولسن" في كتابه اللامنتمي "حين قال:" إنه الإنسان الذي يدرك ما تنهض عليه الحياة من أساس واهٍ، والذي يشعر بأن الاضطراب والفوضوية هما أعمق تجذرًا من النظام الذي يؤمن به قومه"[60].وفي نهاية الرواية يؤكد علوان عمق الانكسار الداخلي الذي طال (غالب)، فرفضه لذاته استمر حتى فقد سماته البشرية وأصبح قندسًا حقيقيًا، يبحث عن السعادة عبر اختلاف فصول السنة:" أخذ كل قندس نصيبه من قوت الشتاء والصيف، وقرر أن يعيش ربيعه أخيرًا، قبل أن يدهمه الخريف"[61].
بدرية وثنائية الداخل والخارج:
منذ بداية خيط السرد الروائي، يحرص (علوان) على تحديد السمات الجسدية والنفسية لشخصية (بدرية)، فيرسمها بطريقة مغايرة للدلالات المألوفة التي تتبادر إلى أذهاننا، وتختفي كل المعاني الجميلة التي من المفترض أن تتسم بها، لاسيما أنها تنسب إلى البدر وهو القمر في تمامه[62]، فيبدأ برسم صورة مضخمة ومضحكة، مستخدمًا ضمير المتكلم في اتحاد بين شخصية السارد والبطل معًا، متحدثًا عن حيوان (القندس) الذي وازن بينه وبين صورة (بدرية):"أما ردفه السمين فذكرنيبأختي بدرية في زيارتي الأخيرة لها قبل أن أجي إلى بورتلاند وأكرّر على سمعها امتعاضي من رؤيتها تجرّ وراءها امرأتين أخريين كلما أولتني ظهرها حاملةً صينية شاي ومكسرات رديئة"[63]، وتتواصل المفارقة التي تشكل ملامح (بدرية) بطريقة مركزة، فينتقل الراوي في حديثه من السمات الجسدية التي تتماهى مع حيوان القندس بطريقة كوميدية، إلى الملامح النفسية التي تكشف حجم الهوة بينها وبين (غالب) بطل الرواية، ولتصنع مأساة حياة كاملة: "رغم أنها شقيقتي الوحيدة، وعلينا أن نقول لبعضنا البعض أكثر مما نقوله لبقية إخوتنا غير الأشقاء، غير أننا لم نفعل ذلك قط[64]".
وتعكس الحياة التي تعيشها (بدرية) شعورها باللاجدوى، واللاهدف، فهي تسعى لنقش اسمها على أي جدار في العالم، خشية النسيان؛ لذلك تتلاشى كل الدلالات المدهشة من حياة (بدرية) لتظل مشحونة بالألم والهروب والاغتراب النفسي، "والذي يدفعها إلى الشعور بعدم قدرتها على إيجاد الأنشطة المكافئة والملائمة ذاتيًا"[65]"ولكنها ما زالت غريبة على كل الأشياء، فلا تكاد تتعلق بشيء، ولا تفضل شيئًا، ولا تميل لشيء، ولا تشتهي شيئًا... تراكمت في داخلها أحلام مبهمة وطموحات لا تستطيع هي نفسها أن تصفها في جملة مفيدة"[66]، وتظهر شخصية (بدرية) معجونة بملامح التردد وعدم القدرة على الثبات، ويبدو أن تلك البقايا من الأحلام الكامنة داخلها لم تكتمل؛ نظرًا للتمزقات الداخلية التي واكبت بداية خطواتها الطفولية، فَزُرِع الخوف في أعماقها مبكرًا، وظلت حوافه الحادة تجرح خطواتها اللاحقة، وتمطرها بالخوف واليأس، والعجز عن السير بثبات في خط مستقيم.
سلطة الأب وجبروته عند أبي غالب (عبد الرحمن):
تتحول التسمية التي تحمل دلالات الرحمة والرأفة التي وسعت كل شيء[67] -لاسيما أنها اتصلت بلفظ الجلالة- إلى مفارقة شاسعة، بعد أن يبدأ الراوي (غالب) حديثه المستمر، ليكشف عن علاقات متوترة، وهويات مطموسة، فالأب الذي كان من الطبيعي أن يشكل لـ(غالب) مساحة أمان وواحة يستظل في فَيّها، يتحول إلى كابوس آخر يؤرق حياته، بعد اختياره قرار الانفصال عن أمه وهو ما يزال طفلاً صغيرًا، وتترسخ صورة الانفصال في لاشعور (غالب)؛ لذا نجدها تظهر بشكل مستمر لتعبر عن التأثير الكبير الذي خلفته في حياته وسلوكه : "عندما رحلت أمي تغيّرت الأدوار وأصبح أبي هو الذي يشتمها أمامنا. كلما أتينا على سيرتها قطع كلامنا بكلمته الحازمة:" الله والتبن"[68]، وتستمر العلاقة بين الأب و(غالب) في حالة من التمزق الدائم، وتعلن الذات عبر سردها عن الندوب التي التصقت بشعورها الداخلي؛ وبذلك "يصبح الأب منبعًا للإحباطات، ومصدرًا للقلق والتوتر المستمر في الأسرة، الأمر الذي يقضي على علاقة التوافق العاطفي بين الأب من جهة وبين الابن من جهة أخرى"[69]، وهو ما يفاقم إحساس (غالب) بالاغتراب: "زارني أبي في المدرسة وحولني إلى أضحوكة عندما جرني من شعري الذي أطلته على هيئة ذيل الحصان أمام زملائي بعرض ساحة المدرسة حتى بلغنا السّيارة"[70]، ويُجسد الصراع بين الأنا (غالب) وبين الآخر (الأب) التنافر الكبير الذي تولد بينهما، خاصة بعد أن اعترف (غالب) بأنه ضحية ممارسات ظالمة مارسها (الأب) بحقه، بيد أن (الأنا) في حديثها تعترف بأنها لعبت دور الضحية والجلاد في آن واحد، فحدث الانفصال بينهما:" طالما أراد مني أن أكون ما لا أريد. هذا التنافر المعتاد لم يجعله أبًا كافيًا ولم يجعلني ابنًا بارًا. كنا منفصلين قبل أن يموت بسنوات طويلة"[71].
وهذا الانفصال الحاد هو الذي ساعد في تكثيف إحساس البطل بالتهميش، فترسخت في ذاكرته الحوادث التي تؤكد حجم المرارة التي ترسخت في لا وعيه ووعيه، والتي جعلت علاقاته بمحيطه الأسري علاقات واهية تقوم على التنافر الحاد، والصراعات الدائمة.
الخاتمة:
إن الراوي وهو يتتبع خطى الشخصيات يحرص على بيان كل التفاصيل الموصولة بها؛ لذا نجد تلك الشخصيات تعاني من الإحباط، والجمود، شخصيات تعودت الانكفاء على النفس والغياب داخل الذات، ولا ينسى الراوي في خضم ذلك السرد أن يصنع مفارقة بين تسمية شخصياته، وبين أفكارها وسلوكها وعواطفها، منددًا بتفكك الأسرة، وجور المجتمع وسلطته اللامحدودة، والتي تعد سببًا رئيسًا يدفع الشخصيات للعيش في عزلة؛ وعليه تظهر شخصيات أعمال (علوان) مسكونة بالخوف والاغتراب، ويداخلها شعور مضطرب إثر حالة الرحيل المستدام الذي تبحث من خلاله عن ذاتها، وعالمها المثالي وأبدًا لا تجده، لتستمر في كل فصول الرواية ضبابية أحلامها، وهشاشة الحياة التي تعيشها، وتبدو ملامح التشظي خيطًا خفًيا يربط بين جميع تلك الشخصيات التي ترزح تحت وطأة أزمات نفسية واجتماعية كثيرة، وتحاول عبثًا الخلاص من مآزقها الوجودية، فتتوزع حياتها ومشاعرها في دروب شتى، وتزداد بواعث الألم في حياتها.
وفي ضوء دراسة نماذج سردية من تجربة محمد حسن علوان حول دلالات الضدية في التسمية وعلاقتها بالاغتراب، خرج البحث بجملة من النتائج، منها:
*المفارقة في التسمية ساهمت في خلق جو جنائزي، وكشفت عن لعبة السخرية التي من خلالها عبر الروائي عن تداعي العوالم الداخلية لشخصياته، ومعاناتها من التشرذم والتبعثر. وكان لتلك المفارقة دور جوهري عميق وكبير في زيادة حدة الصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصيات على الصعيدين الداخلي والخارجي.
*كان لمصطلح الضدية الذي ارتكز عليه الروائي اليد الطولى في تعميق ثيمة الاغتراب وتكثيف دلالاتها؛ فقد أظهر الشخصيات بمظهر بائس، ودفعها لممارسة جملة من الحيل الدفاعية النفسية، في هروبها من المساحة الضيقة الخانقة العكسية التي وضِعَتْ فيها.
*حملت الشخصيات أسماء بعيدة كل البعد عن مقوماتها العامة؛ وعليه اكتملت صورة المأساة التي صنعها الروائي منذ بداية سرده؛ لتزيد من مساحة التنافر بين أبطال عمله، وبين أقرب الأشياء إليه (اسمه)، فالغالب أصبح مغلوبًا، والناصر صار مخذولًا، وتحول الجمال إلى القبح في لعبة سردية تفصح عن الكثير من الانكسار والمرارة.
*تسير شخصيات علوان في دائرة مفرغة، تعاني فيها من الإحباط والقلق، نظرًا لمبدأ التنافر الحاد القائم بينها وبين الآخر في كل صوره، فالانفصال عن التكوين الأسري، وفقدها لحضن الأم، وعطف الأب، واحتواء الأخ، وفشلها في العثور على صديق يشاركها لحظات حزنها وفرحها، ولد في داخلها حالة من التيه والوجع الذي تكابده بلا توقف.
*فشلت الشخصيات في احتواء تبعات الحزن والمرارة في دواخلها، فأضحى اللجوء للجنس، والسفر، والانشغال بالدراسة، وكتابة الشعر والروايات محاولات سقيمة مؤقتة، لم تنجح في التقليل من حدة الانفصال والتشتت الذي يتضخم ويتكاثر عبر تتابع الأحداث السردية.
ولعل النتائج التي توصل إليها بحثنا وإن شابه بعض القصور، فإنه يعد محاولة متواضعة للكشف عن دلالات المفارقة في أسماء الشخصيات الروائية في تجربة سردية كتب فصول مأساتها الروائي محمد حسن علوان؛ ليلفت الانتباه إلى الوجع المتنامي داخل حياة الإنسان المعاصر، الذي يكابد ويشقى في ظل ظروف تحاربه وتعاديه، واجتهادًا –نرجو أن يؤتي ثماره- في بيان ملامح الاغتراب التي تحاصر الفرد من كل الجهات، وتفصله عن الحياة، وعن الوجود الحقيقي الفعّال، وبهذا المعنى فإن بحثنا يفتح الباب على مصراعيه لدراسة روايات علوان وفق مناهج متعددة للكشف عن عوالمها الواسعة المتداخلة.
الهوامش والإحالات:
1-بحراوي، حسن، بنية الشكل الروائي (الفضاء/ الزمن / الشخصية)، بيروت: المركز الثقافي العربي، ط1 ،1990م، ص247.
2- المرجع السابق، ص247.
3- الخطيب، عماد، دلالة أسماء الشخصيات في الرواية الأردنية، (دراسة سيميائية في نماذج مختارة)، القدس: مجلة جامعة القدس المفتوحة، العدد (25)، أيلول، 2011م، ص134.
4- حمداوي، جميل، مستجدات النقد الروائي، شبكة الألوكة، ط1، 2011م، ص344..
5- المرجع السابق، ص335.
6-عبد الرحيم، محمد، (المتقن)/دليل الأسماء العربية ومعانيها (أسماء الإناث والذكور ومعانيها)، بيروت: دار الراتب الجامعية، ط1، (د.ت)، ص215.
7- علوان، محمد حسن، سقف الكفاية، بيروت: دار الساقي، ط 15، 2017م، ص54.
8- حرب، علي، الحب والفناء، (تأملات في المرأة والعشق والوجود)، سوريا: دار المناهل، ط1، 1990م، ص24.
9- علوان، سقف الكفاية، ص54.
10-فرويد، سيغموند، الحياة الجنسية، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت: دار الطليعة، ط3، 1999م، ص144.
11- علوان، سقف الكفاية، ص58.
12- فرويد، سيغموند، قلق في الحضارة، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت: دار الطليعة، ط4، 1996م/ ص31.
13- علوان، سقف الكفاية، ص108 ص109.
14- بو شعير، الرشيد، مساءلة النص الروائي (في السرديات العربية الخليجية المعاصرة)، أبو ظبي، هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة، ط1، 2010م، ص239.
15- علوان، سقف الكفاية، ص348 ص349.
16- خروف، بن سماح، الاغتراب في رواية كراف الخطايا لعبد الله عيسى لحيلح، (رسالة ماجستير)، الجزائر: جامعة الحاج لخضر، 2012م، ص17.
17- ويشعر المريض بهذا الاضطراب بتطور فجائي لأفكار اضطهادية، وقد يصاحب الحالة اكتئاب أو هوس، ينظر: القشاعلة، بديع، المعاني (مصطلحات في علم النفس)، فلسطين: مكتبة السيكولوجي، ط1، 2019م، ص94.
18- علوان، سقف الكفاية، ص87.
19- حجازي، مصطفى، التخلف الاجتماعي (مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور)، المغرب: المركز الثقافي العربي، ط9، 2005م/ ص164.
20-علوان، سقف الكفاية، ص101.
21- لحمداني، حميد، بنية النص السردي، ص71.
22-علوان، سقف الكفاية، ص24.
23- المرجع السابق، ص463.
24-الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، راجعه: أنس الشامي وزكريا جابر، (حرف الدال)، القاهرة: دار الحديث، مج الأول، 2008م، ص574.
25-علوان، سقف الكفاية، ص198.
26-عطية، رضا، الاغتراب في شعر سعدي يوسف، القاهرة: الهيئة المصرية العامة، ط1، 2018م، ص151.
27- علوان، سقف الكفاية، ص198.
28- الكريوي، إدريس، بلاغة السرد في الرواية العربية (رواية علي القاسمي، مرافئ الحب السبعة نموذجا)، الجزائر: منشورات الاختلاف، ط1، 2014م، ص152.
29- علوان، سقف الكفاية، ص198.
30- إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، تركيا: المكتبة الإسلامية، الجزء الأول، (حرف العين)، ط2، 1972م، ص598.
31- علوان، صوفيا، بيروت: دار الساقي، ط9، 2017م، ص22.
32- جيرالد برنس، المصطلح السردي، ترجمة: عابد خزندار، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، ط1، 2003م، ص36.
33-علوان، صوفيا، ص85.
34- سليمان، سناء، تحسين مفهوم الذات، القاهرة: عالم الكتب، ط1، 2005، ص31.
35- علوان، صوفيا، ص125-ص126.
36- المرجع السابق، ص35.
37- الأرناؤوط، شفيق، قاموس الأسماء العربية، بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1889م، ص40.
38- علوان، طوق الطهارة، بيروت: دار الساقي، ط4، 2013م، ص194.
39- المرجع السابق، ص146.
40- الحتي حنا نصر، قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، بيروت: دار الكتب العلمية، ط3، 2003م، ص99.
41-علوان، طوق الطهارة، 189.
42- المرجع السابق، ص188.
43-الفلاحي، أحمد، الاغتراب في الشعر العربي، الأردن: دار غيداء، ط1، 2013م، ص98.
44- علوان، طوق الطهارة، ص198.
45- سليم، محمد إبراهيم، أسماء البنات ومعانيها، القاهرة: مكتبة ابن سينا، ط1، 1989، ص71.
46- علوان، طوق الطهارة، ص164.
47- المرجع السابق، ص164.
48-المرجع السابق، ص164.
49-حجازي، مصطفى، التخلف الاجتماعي (مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور)، ص98.
50- علوان، طوق الطهارة، ص168.
51- الفراهيدي، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، مادة (غ ل ب)، سلسلة المعاجم والفهارس، العراق: دار الرشيد، ط1، 2003م، ص420.
52-علوان، محمد حسن، القندس، بيروت: دار الساقي، ط3، 2013م ص132.
53- البلالي، عائشة، دراسة تحليلية للمضامين النفسية في رواية (الطواف حول الجمر) لبدرية الشحي، مقال نشر في إبريل 2011، والرابط في أدناه:
https://asyahbuali.wordpress.com/2011/04/12
54- علوان، القندس، ص9.
55- إبراهيم، السيد، المتخيل الثقافي ونظرية التحليل النفسي المعاصر، القاهرة: مركز الحضارة العربية، ط1، 2005م، ص33.
56- كاترين كليمان، التحليل النفسي، تعريب: محمد سبيلا وحسن أحجيج، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، ط1، 2004م، ص58.
57- العتيبي، زكية، شخصية الشاب المهمش في الأدب السعودي، (شخصية البطل في رواية القندس أنموذجًا)، السعودية: مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، 2016م، ص24 إلى ص20.
58- علوان، القندس، ص10.
59- المرجع السابق، ص118.
60- كولن ولسون، اللامنتمي، ترجمة علي مولا، لبنان: دار الآداب، ط5، 2004م، ص5.
61- علوان، القندس، ص319.
62- ناصيف وليد، الأسماء ومعانيها، دمشق: دار الكتاب العربي، ط1، 1997م، ص34.
63- علوان، القندس، ص5.
64-المرجع السابق، ص63.
65-عبدو، نبيلة وآخرون، الاغتراب في الشعر العربي المعاصر، السياب أنموذجًا، رسالة ماجستير، الجزائر: جامعة أكلي محند أولحاج، 2013م، ص11.
66- علوان، القندس، ص67.
67- الحتي حنا نصر، قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، ص13.
68- علوان، القندس، ص107.
69- عبد المجيد، خولة، الاغتراب النفسي لدى المراهق، الأردن: دار الجنان، ط1، 2015م، ص45.
70-علوان، القندس، ص115.
71- المرجع السابق، ص312.
المراجع والمصادر:
أولا: المصادر:
- علوان، محمد حسن، سقف الكفاية، بيروت: دار الساقي، ط 15، 2017م.
2-علوان، صوفيا، بيروت: دار الساقي، ط9، 2017م.
3-علوان، طوق الطهارة، بيروت: دار الساقي، ط4، 2013م.
4- علوان،محمد حسن، القندس، بيروت: دار الساقي، ط3، 2013م.
ثانيا: المراجع:
1- إبراهيم، السيد، المتخيل الثقافي ونظرية التحليل النفسي المعاصر، القاهرة: مركز الحضارة العربية، ط1، 2005م.
2- إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، تركيا: المكتبة الإسلامية، الجزء الأول، ط2، 1972م.
3-الأرناؤوط، شفيق، قاموس الأسماء العربية، بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1889م.
4- بحراوي، حسن، بنية الشكل الروائي (الفضاء/ الزمن / الشخصية)، بيروت: المركز الثقافي العربي، ط1 ،1990م.
5- بو شعير، الرشيد، مساءلة النص الروائي (في السرديات العربية الخليجية المعاصرة)، أبو ظبي، هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة، ط1، 2010م.
6- جيرالد برنس، المصطلح السردي، ترجمة: عابد خزندار، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، ط1، 2003م.
7-الحتي حنا نصر، قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، بيروت: دار الكتب العلمية، ط3، 2003م.
8- حجازي، مصطفى، التخلف الاجتماعي (مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور)، المغرب: المركز الثقافي العربي، ط9، 2005م.
9- حرب، علي، الحب والفناء، (تأملات في المرأة والعشق والوجود)، سوريا: دار المناهل، ط1، 1990م.
10- حمداوي، جميل، مستجدات النقد الروائي، شبكة الألوكة، ط1، 2011م.
11- الخطيب، عماد، دلالة أسماء الشخصيات في الرواية الأردنية، (دراسة سيميائية في نماذج مختارة)، القدس: مجلة جامعة القدس المفتوحة، العدد (25)، أيلول، 2011م.
12- سليم، محمد إبراهيم، أسماء البنات ومعانيها، القاهرة: مكتبة ابن سينا، ط1، 1989.
13-- سليمان، سناء، تحسين مفهوم الذات، القاهرة: عالم الكتب، ط1، 2005.
14- عبد الرحيم، محمد، (المتقن)/دليل الأسماء العربية ومعانيها (أسماء الإناث والذكور ومعانيها)، بيروت: دار الراتب الجامعية، ط1.
15- عبد المجيد، خولة، الاغتراب النفسي لدى المراهق، الأردن: دار الجنان، ط1، 2015م.
16-عطية، رضا، الاغتراب في شعر سعدي يوسف، القاهرة: الهيئة المصرية العامة، ط1، 2018م.
17- الفراهيدي، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، مادة (غ ل ب)، سلسلة المعاجم والفهارس، العراق: دار الرشيد، ط1، 2003م.
18- فرويد، سيغموند، الحياة الجنسية، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت: دار الطليعة، ط3، 1999م.
19- فرويد، سيغموند، قلق في الحضارة، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت: دار الطليعة، ط4، 1996م.
20 الفلاحي، أحمد، الاغتراب في الشعر العربي، الأردن: دار غيداء، ط1، 2013م.
21- الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، راجعه: أنس الشامي وزكريا جابر، (حرف الدال)، القاهرة: دار الحديث، المجلد الأول، 2008م.
22- القشاعلة، بديع، المعاني (مصطلحات في علم النفس)، فلسطين: مكتبة السيكولوجي، ط1، 2019م.
23- كاترين كليمان، التحليل النفسي، تعريب: محمد سبيلا وحسن أحجيج، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، ط1، 2004م.
24- الكريوي، إدريس، بلاغة السرد في الرواية العربية (رواية علي القاسمي، مرافئ الحب السبعة نموذجا)، الجزائر: منشورات الاختلاف، ط1، 2014م.2
25-كولن ولسون، اللامنتمي، ترجمة علي مولا، لبنان: دار الآداب، ط5، 2004م.
26- لحمداني، حميد، بنية النص السردي، (من منظور النقد الأدبي)، بيروت: المركز الثقافي، ط1، 1991م.
27- ناصيف وليد، الأسماء ومعانيها، دمشق: دار الكتاب العربي، ط1، 1997م.
ثالثا: المؤتمرات:
1- العتيبي، زكية، شخصية الشاب المهمش في الأدب السعودي، (شخصية البطل في رواية القندس أنموذجًا)، السعودية: مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، 2016م.
رابعا: الرسائل الجامعية:
1- خروف، بن سماح، الاغتراب في رواية كراف الخطايا لعبد الله عيسى لحيلح، (رسالة ماجستير)، الجزائر: جامعة الحاج لخضر، 2012م.
2- عبدو، نبيلة وآخرون، الاغتراب في الشعر العربي المعاصر، السياب أنموذجًا، (رسالة ماجستير)، الجزائر: جامعة أكلي محند أولحاج، 2013م.
خامسا: المواقع الإلكترونية:
البلالي، عائشة، دراسة تحليلية للمضامين النفسية في رواية (الطواف حول الجمر) لبدرية الشحي، مقال نشر في إبريل 2011، والرابط في أدناه:
https://asyahbuali.wordpress.com/2011/04/12
[1] بحراوي، حسن، بنية الشكل الروائي (الفضاء/ الزمن / الشخصية)، بيروت: المركز الثقافي العربي، ط1 ،1990م، ص247.
[2] ينظر: المرجع السابق، ص247.
[3] الخطيب، عماد، دلالة أسماء الشخصيات في الرواية الأردنية، (دراسة سيميائية في نماذج مختارة)، القدس: مجلة جامعة القدس المفتوحة، العدد (25)، أيلول، 2011م، ص134.
[4] حمداوي، جميل، مستجدات النقد الروائي، شبكة الألوكة، ط1، 2011م، ص344.
[5]حمداوي، جميل، مستجدات النقد الروائي، ص335.
[6] عبد الرحيم، محمد، (المتقن)/دليل الأسماء العربية ومعانيها (أسماء الإناث والذكور ومعانيها)، بيروت: دار الراتب الجامعية، ط1، (د.ت)، ص215.
[7] علوان، محمد حسن، سقف الكفاية، بيروت: دار الساقي، ط 15، 2017م، ص54.
[8] حرب، علي، الحب والفناء، (تأملات في المرأة والعشق والوجود)، سوريا: دار المناهل، ط1، 1990م، ص24.
[9] علوان، سقف الكفاية، ص54.
[10] فرويد، سيغموند، الحياة الجنسية، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت: دار الطليعة، ط3، 1999م، ص144.
[11] علوان، سقف الكفاية، ص58.
[12] فرويد، سيغموند، قلق في الحضارة، ترجمة: جورج طرابيشي، بيروت: دار الطليعة، ط4، 1996م/ ص31.
[13] علوان، سقف الكفاية، ص108 ص109.
[14] بو شعير، الرشيد، مساءلة النص الروائي (في السرديات العربية الخليجية المعاصرة)، أبو ظبي، هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة، ط1، 2010م، ص239.
[15] علوان، سقف الكفاية، ص348 ص349.
[16] خروف، بن سماح، الاغتراب في رواية كراف الخطايا لعبد الله عيسى لحيلح، (رسالة ماجستير)، الجزائر: جامعة الحاج لخضر، 2012م، ص17.
[17] ويشعر المريض بهذا الاضطراب بتطور فجائي لأفكار اضطهادية، وقد يصاحب الحالة اكتئاب أو هوس، ينظر: القشاعلة، بديع، المعاني (مصطلحات في علم النفس)، فلسطين: مكتبة السيكولوجي، ط1، 2019م، ص94.
[18] علوان، سقف الكفاية، ص87.
[19] حجازي، مصطفى، التخلف الاجتماعي (مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور)، المغرب: المركز الثقافي العربي، ط9، 2005م/ ص164.
[20] علوان، سقف الكفاية، ص101.
[21] لحمداني، حميد، بنية النص السردي، ص71.
[22] علوان، سقف الكفاية، ص24.
[23] المرجع السابق، ص463.
[24] الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، راجعه: أنس الشامي وزكريا جابر، (حرف الدال)، القاهرة: دار الحديث، مج الأول، 2008م، ص574.
[25] علوان، سقف الكفاية، ص198.
[26] عطية، رضا، الاغتراب في شعر سعدي يوسف، القاهرة: الهيئة المصرية العامة، ط1، 2018م، ص151.
[27] علوان، سقف الكفاية، ص198.
[28] الكريوي، إدريس، بلاغة السرد في الرواية العربية (رواية علي القاسمي، مرافئ الحب السبعة نموذجا)، الجزائر: منشورات الاختلاف، ط1، 2014م، ص152.
[29] علوان، سقف الكفاية، ص198.
[30] إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، تركيا: المكتبة الإسلامية، الجزء الأول، (حرف العين)، ط2، 1972م، ص598.
[31] علوان، صوفيا، بيروت: دار الساقي، ط9، 2017م، ص22.
[32] جيرالد برنس، المصطلح السردي، ترجمة: عابد خزندار، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، ط1، 2003م، ص36.
[33] علوان، صوفيا، ص85.
[34] سليمان، سناء، تحسين مفهوم الذات، القاهرة: عالم الكتب، ط1، 2005، ص31.
[35] علوان، صوفيا، ص125-ص126.
[36] علوان، صوفيا، ص35.
[37] الأرناؤوط، شفيق، قاموس الأسماء العربية، بيروت، دار العلم للملايين، ط1، 1889م، ص40.
[38] علوان، طوق الطهارة، بيروت: دار الساقي، ط4، 2013م، ص194.
[39] المرجع السابق، ص146.
[40] الحتي حنا نصر، قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، بيروت: دار الكتب العلمية، ط3، 2003م، ص99.
[41] علوان، طوق الطهارة، ص189.
[42] علوان، طوق الطهارة، ص188.
[43] الفلاحي، أحمد، الاغتراب في الشعر العربي، الأردن: دار غيداء، ط1، 2013م، ص98.
[44] علوان، طوق الطهارة، ص198.
[45] سليم، محمد إبراهيم، أسماء البنات ومعانيها، القاهرة: مكتبة ابن سينا، ط1، 1989، ص71.
[46] علوان، طوق الطهارة، ص164.
[47] المرجع نفسه، ص164.
[48] المرجع نفسه، ص164.
[49] حجازي، مصطفى، التخلف الاجتماعي (مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور)، ص98.
[50] علوان، طوق الطهارة، ص168.
[51] الفراهيدي، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، مادة (غ ل ب)، سلسلة المعاجم والفهارس، العراق: دار الرشيد، ط1، 2003م، ص420.
[52] علوان، محمد حسن، القندس، بيروت: دار الساقي، ط3، 2013م ص132.
[53] البلالي، عائشة، دراسة تحليلية للمضامين النفسية في رواية (الطواف حول الجمر) لبدرية الشحي، مقال نشر في إبريل 2011.
[54] علوان، القندس، ص9.
[55] إبراهيم، السيد، المتخيل الثقافي ونظرية التحليل النفسي المعاصر، القاهرة: مركز الحضارة العربية، ط1، 2005م، ص33.
[56] كاترين كليمان، التحليل النفسي، تعريب: محمد سبيلا وحسن أحجيج، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، ط1، 2004م، ص58.
[57] العتيبي، زكية، شخصية الشاب المهمش في الأدب السعودي، (شخصية البطل في رواية القندس أنموذجًا)، السعودية: مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، 2016م، ص24 إلى ص20.
[58] علوان، القندس، ص10.
[59] المرجع السابق، ص118.
[60] كولن ولسون، اللامنتمي، ترجمة علي مولا، لبنان: دار الآداب، ط5، 2004م، ص5.
[61] علوان، القندس، ص319.
[62] ناصيف وليد، الأسماء ومعانيها، دمشق: دار الكتاب العربي، ط1، 1997م، ص34.
[63] علوان، القندس، ص5.
[64] المرجع السابق، ص63.
[65] عبدو، نبيلة وآخرون، الاغتراب في الشعر العربي المعاصر، السياب أنموذجًا، رسالة ماجستير، الجزائر: جامعة أكلي محند أولحاج، 2013م، ص11.
[66] علوان، القندس، ص67.
[67] ينظر: الحتي حنا نصر، قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها، ص13.
[68] علوان، القندس، ص107.
[69]عبد المجيد، خولة الاغتراب النفسي لدى المراهق، الأردن: دار الجنان، ط1، 2015م، ص45
[70] علوان، القندس، ص115.
[71] المرجع السابق، ص312.