صورة الأنا في مخیلة المؤرخ العماني لتاریخ شرق إفریقیة

الباحث المراسلد. محمود بن يحيى الكندي جامعة نزوى

Date Of Publication :2022-11-16
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

 

تناولت العلوم الإنسانیّة مفهوم الأنا والآخر حسب الاختصاص، ووظّفته بوصفه ظاهرة من الظواهر الإنسانیّة الأساسیّة فی وجودها؛ إذ لا توجد الأنا بمعزل عن الآخر، بل إنّ "وجود الغیر یکشف عن وجودی"([1])، وعلى هذا التصوّر؛ فوجود الأنا مرهون بوجود الغیر، وانعدام الغیر یعنى ضبابیّة وعی الذات بنفسها، وهو شکل من أشکال العدم. وقد تعمّق النظر إلى الأنا والغیر فی المنظور الفلسفی فی شتّى الاتجاهات الفلسفیّة، واستفاد علم النفس والتحلیل النفسی من الجدلیّة والصراع بین الأنا والآخر فی فهم الظاهرة الإنسانیّة وإدراک عمق النفس الإنسانیّة.

ومن العلوم الإنسانیّة التی تلقّفت جدلیّة الأنا والآخر علوم اللغة بمفهومها العامّ، وأصبحت جدلیّة الأنا والآخر من الموضوعات التی یمکن أن یدرسها تحلیل الخطاب عندما تتجلّى هذه الظاهرة فی تلاوین الکلام واختیارات المتکلّم أو الکاتب، ویکون درسها فی هذا المستوى ضمن اشتغال علم اللغة فیما هو لغویّ منجز، کما یمکن درس هذه الجدلیّة فی أبعادها المتجلیّة وراء النصّ، ویکون درسها فی هذا الجانب ضمن ما هو میتالغویّ. وعلى الأوّل نؤسس موضوع البحث الذی نرومه؛ الذی یستعین بمناهج تحلیل الخطاب فی رصد تجلیات الأنا فی نصّ جهینة الأخبار فی تاریخ زنجبار لسعید بن علی المغیری.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا البحث لا یحفل بتدقیق الحقیقة التاریخیّة، ولا یحفل بمطابقة المؤرَّخ بالواقع الذی أُرّخ له، فهذا من شأن علم التاریخ، ولکنّه یتتبّع العبارات التی تتجلّى فیها صورة الأنا، فعمل فی النصّ لا خارجه، وإن جنح البحث إلى خارج اللغة فی تشکیل صورة الأنا وإدراک الجدل والصراع الذی یحدث فی دوائرها؛ فهو ممّا یردّ إلى البحث المیتالغویّ، وهو من صمیم شواغل علم اللغة.

ولاشکّ فی أنّ النصّ ینطق بطریقی التصریح والتلمیح، ومن المعانی الأول یمکن إدراک المعانی الثوانی، وتتبّع هذه المستویات ضرب من التفسیر أو التأویل، وهذا من مناهج تحلیل الخطاب ومسالکه، ولیس للباحث بُدٌّ فی اعتماد هذه المسالک فی إدراک صورة الأنا فی هذه المدوّنة التی نحسبها ونزعم أنّها ثریّة بهذه الظاهرة.

وجدیر بالذکر فی هذا المقام أنّنا نستعیر مصطلح الأنا من منظور علم الفلسفة والتحلیل النفسی غیر ملتزمین بالتدقیقات المفاهیمیّة الحاصلة بین الاتجاهات الفلسفیّة المتباینة، ولا بالتدقیقات التفصیلیّة بین الأنا والأنا العلیا فی التحلیل النفسی؛ لأنّ هذه التدقیقات لا تخدم البحث فی هذه الظاهرة، فما یرومه هو تبیّن صورة الأنا فی منجز لغویّ ینتمی إلى الکتابة التاریخیّة مستعینا فی ذلک بما تقدّمه الفلسفة وبما یقدّمه علم النفس من إضاءات مفیدة.

یصدر البحث من إشکالیّة تتمحور فی أبعاد صور الأنا فی مخیلة المؤرخ العمانی وهو یؤرخ لزاویة خاصة من زوایا التاریخ من طریق المغیری نموذجا، وتتشظّى هذه الإشکالیّة فی تساؤلات بحثیّة من قبیل: کیف کان وعی الأنا بذاتها فی مدونة البحث؟ وهل أثر الوعی بالآخر فی تصوّر الأنا؟ وما أبعاد الصورة التی یمکن رصدها للأنا فی خطاب المغیری فی مدوّنة البحث؟ وهل تجلّت صورة الأنا فی تشکّل واحد؟ أو أنّ الأنا یمکن أن تنشطر إلى مجموعة تصدر من المجموع نفسه.

ویلتزم البحث بمدونته وهو کتاب جهینة الأخبار فی تاریخ زنجبار، لسعید بن علی المغیری([2])، تحقیق محمد علی الصلیبی، الطبعة الثالثة، وزارة التراث القومی والثقافة، 1992. من القطع المتوسط فی 589 صفحة. یتکون من أربعة أبواب فی کل مجموعة من الفصول، بدأها المغیری بالاکتشافات العظیمة فی القرنین الخامس عشر والسادس عشر، وأنهاه بتاریخ زنجبار بین الحربین، مناقشا فیه قضایا خاصّة خارجة عن التراتبیّة التاریخیة، مثل قضیة الرقیق والرجل العربی والمرأة العربیة.

وهذه المدوّنة بوصفها کتابا تاریخیا لابدّ وأن تحضر فیها نظرة للأنا بصفتها أساسا من أسس سیرورة الإنسان وتدافعه فی الوجود، و"تکاد إشکالیة (الأنا والآخر) أن تکون حاضرة بشکل مباشر أو ضمنی فی کل الدراسات المتعلقة بالتفاعلات اللإنسانیة بمستویاتها وأشکالها کافة فی کل زمان ومکان"([3])؛ ومن هذه الزاویة وقع الاختیار لهذه المدوّنة، وهذا الکتاب "یتمیز بأن صاحبه کان شاهد عیان على بعض الأحداث التی دونها؛ لذا فإنه یعدّ من المصادر المهمّة فی تاریخ شرق افریقیة"([4]). وستکون الإحالة على مدونة البحث بذکر الصفحة فقط فی الهوامش.

دوائر الأنا فی خطاب المغیری:

یشیر مدلول (أنا) من المنظور الدلالی اللغوی إلى ضمیر المتکلّم المحیل على الذات المفردة، ویدخل فیه کل ما یحیل على هذه الذات من العناصر اللغویّة کیاء المتکلّم أو تاء المتکلّم، ولکنّ الأنا قد تتسّع لتشمل "نحن" عندما تصیر "نحن" بمثابة "أنا"، وتتجلّى هذه الذات فی صیغة المفرد أو فی صیغة الجمع فی تلاوین الکلام؛ فتعطی القول مدلولا خاصّا یمکن تخصیصه من زاویة مخصوصة مثل تصوّر الذات عن نفسها أو غیرها.

وفی المنظور الفلسفی الأنا عند لالاند "وعی ما هو علیه وذکرى ما کان علیه، فلیس [الأنا] سوى مجموعة الأحاسیس التی یشعر بها وتلک التی تذکّره بها الذاکرة"([5])، ویتجه هذا المنظور إلى الجانب العقلی والفکری المحض للأنا، وإلى وعی الفرد بواقعه؛ أی بما هو علیه بقیمته وأبعاده، وبما کان علیه فی مستوى الذکرى، وهذا التعریف یجعل للأنا موقعا من التاریخ، ولاشکّ فی أنّ الأنا تتجلّى فی التاریخ بوصفه عملا ینطلق من وعی ما.

وترتبط الأنا بالإدراک وهو الوعی بتعبیر لالاند،  فـ"الأنا عند کانط هو القوة المدرکة"([6])، وهذا الإدراک من منظور فردی مرتبط بالأنا ومکوّناتها، فالأنا على هذا الاعتبار ذات مدرکة بقوّة إدراکها الذاتیّة، وکل هذه المفاهیم المتعلّقة بالأنا تدور حول الوعی والشعور بهذا الوعی، ویقول هیجل فی شأن الأنا: هو "الشعور والوعی"([7]).

ولا تأتی أهمیّة الأنا فی کونها مسلک إدراک الذات وما هی علیه وما کانت علیه فحسب، فمع ذلک هی "الوسیط الذی من خلاله نحاول أن نبلغ إلى تصوّر الهو"([8])، وتکون الأنا فاعلة فی إدراک أناها والهو (الآخر)؛ فهی تعمل فیما یبدو فی اتجاهین متقابلین أو متناقضین، ولکنهما متضافران وجودا؛ فلا وجود لأحدهما مع عدم الآخر، وعدم أحدهما عدم للآخر، وکما یرى هیجل فی تصوره الدیالکتیک القائم بأن الشیء یحضر نقیضه یکون "الغیر وعیا بالذات"([9]).

ومن شأن الذات أن تنغلق على نفسها، ومن شأنها أن تتخذ موقفا من الآخر، ومن شأنها أن تتموقع فی الذات المفردة أو تجتمع فیها ذوات متباینة تتحدّ فیما یشبه الذات المفردة، وعلى هذا الأساس والأسس التی أسلفناها سنتلمس صورة الذات فی مدوّنة بحثنا.

  • ·       الأنا: الذات المؤلّفة (موقع السارد):

وهذه أبسط دوائر صورة الأنا التی تجلّت فی مدوّنة بحث (جهینة الأخبار)؛ فقد تجلّت فی الذات الساردة([10])، وهذه الصورة البسیطة من صور الأنا تتجلى فی کل المدونات التی من شأنها أن تنقل خبرا؛ إذ یتموقع المدوّن فی موقع السارد من أیّ مرویّة حسب جنسها التی تتشکّل فیه، کالروایات وکتب التاریخ وکتب الأخبار. وفی کتاب جهینة الأخبار یشدّ الباحث العنوان "جهینة الأخبار فی تاریخ زنجبار" نحو ملحوظات مهمّة، منها أنّ الکتاب یتموقع فیه السارد فی هیئة السارد العلیم، نستوحی هذا التموقع من إحالة عنوان الکتاب (جهینة الأخبار) إلى قول الشاعر [من الوافر] الذی غدا بمنزلة المثل فی التراث العربیّ([11]):

تُسَائِلُ عن حُصَیْنٍ کُلَّ رَکْبٍ   وعنْدَ جُهَیْنَةَ الْخَبَرُ الیَقِنُ

ویستفید مؤلف الکتاب من ارتباط جهینة بالخبر الیقین؛ لیفرض نفسه ساردا علیما، ویجعل من هذه الذات مرکز الصدق والتیقّن، وهی صورة رسمها المغیری لنفسه متصوّرا فیها أناه، وهذه استراتیجیّة فی الإقناع وممارسة السیطرة على المتلقی، ومن هذه العتبة؛ أی عنوان الکتاب یؤسّس المغیری لما سیأتی من أبواب، ولاسیّما فی سرد الأحداث التی عاصرها، وتموقع فیها موقع السارد من قلب الحدث.

وهذه الأنا فی صورتها البسیطة لا تعمّق جدلیّة الأنا مقابل الآخر، وما هی إلا استراتیجیّة باثّ لإقناع المتلقی، وعرضنا لها لاستفراغ الظاهرة جریا على مقتضیات المنهج.

  • ·       الأنا العمانی الإباضیّ:

تجلت صورة الأنا فی بعد آخر یمکن رصده فی ثنایا کتاب جهینة الأخبار، وهی فی بعدها المذهبی، إذ یتماهى المذهب مع الأنا لیکون مفردة من مفردات هویّتها ووجودها.

یقول المغیری واصفا الترکیبة السکانیّة فی بلدة ملیندی: "وبها الآن بعض من عرب عمان، وأغلبهم من أهل الیمن بإزکی من عمان، وکلهم إباضیة المذهب، وسیرتهم فی المواظبة على أداء الصلوات بوظائفها وتلاوة القرآن العظیم حسنة جدا، حتى إنهم یربون أولادهم الصغار على هذه السیرة والآداب العربیة، وهیأتهم عمانیة، ویجتنبون حلق اللحى"([12])، وهذا النصّ یرسم صورة مثالیة للأنا باعتبار أنّ المغیری إباضیّ المذهب، ویستحضر الصورة المثالیة لانتمائه المذهبیّ، وهو فی ذلک یرسم صورة مثالیة لمذهبه، فالاختیارات التی زخر بها النصّ تشی بهذه الصورة المثالیة من قبیل: (المواظبة، أداء الصلاة، تلاوة القرآن، حسنة جدا، یربّون أولادهم) وقد تماهى ما هو عرفیّ عمانیّ بما هو دینی إباضی؛ وقد سوّغ هذا التماهی للمغیری أن یقول عن هذه البلدة إنّها "کانت تسمى عمان الصغیرة"([13]).

وتتجلى صورة الأنا العمانی الإباضی فی هیئة مخصوصة فی مخیلة المغیری، وهو یستمدها من واقع یعیشه ویقارنه بآخر، فیرسم صورة العمانیّ بلحیته لا یأخذ منها شیئا، کما أشار فی النصّ السابق أنّ أهل ملیندی من العمانیین لا یأخذون من لحاهم شیئا. وقد فنّد صورة مرسومة نسبت إلى السیّد سعید، مستعینا بالصورة التی تمثّلها للعمانیّ الإباضیّ الذی لا یأخذ من لحیته شیئا، "ولأنّ السیّد سعید لا یرضى أن یؤخذ من لحیته شیء کما یُرى فی الصورة الموجودة"([14])؛ لذا فهذه الصورة لا یمکن أن تکون للسیّد سعید بن سلطان، ولا مستند للمغیری فی نفی هذه الصورة المرسومة إلّا الصورة التی رسمها فی مخیلته عن الإباضیّ العمانیّ فی أصل وضعها وکینونتها.

ویتکئ المغیری على البعد المذهبی فی الوجود العمانی وتأصیله فی شرق إفریقیة، وهذا یشی بوعی المغیری وهو یرسم صورة الأنا العمانیّة فی شرق إفریقیة، ویجذرها أصیلة لیست غریبة معتمدا على البعد المذهبی، ویظهر التماهی بین ما ینسبه إلى الإباضیّة وإمکان نسبته إلى عمان، فیکون الأنا العمانی معادلا للأنا الإباضیّ حین یقول: "من علماء الإباضیة الولید بن سلیمان بن مبارک الکلوی الإباضی من بلد الزنج؛ وذلک فی زمن عادی بن یزید البهلوی، فعلى هذا لیس من المستحیل أن یکون یومئذ لعرب عمان علاقات واتصالات بکلوة فی أیام ما کانت عامرة وعاصمة"([15])، ویحتمی المغیری فی تأصیل الأنا العمانیة بالجانب المذهبی، رغم أنّ أیّ إباضیّ وصل الشرق الإفریقی قد یکون من الیمن([16])، ولکن عبارات المغیری تدل على ربط الإباضی بالعمانی ربطا یصل إلى التماهی کما أسلفنا.

وقد اهتمّ المغیری بالمسألة المذهبیة فی کتابه، ولا شکّ لدینا أنّ هذا الاهتمام ممّا یفید فی تتبع صورة الأنا فی بعدها المذهبی، فتکون صورة الأنا الإباضیّ حاضرة فی کتاب جهینة الأخبار، ویمکننا أن نزعم أنّ کتاب جهینة الأخبار یقدّم معلومات مهمّة فی الحرکة المذهبیة فی الخارطة الإسلامیّة([17]).

ولم یفت المغیری أن یرسم صورة مشرقة عن الأنا العمانیّ الإباضیّ موسومة بالتسامح ویضفی علیها هذا البعد المهمّ([18])، ومن الملحوظ أنّ المغیری یرسم هذه الصورة فی الحکام والسلاطین تارکا الرعیة على دین الملک، حیث یقول: "ومن جمیل أخلاق سلاطین زنجبار عدم التعصّب فی الجنسیة والأدیان ... ومهما تصفحت تاریخ زنجبار لا تجد فرقا بین العرب وسائر الأجناس"([19])، فالتسامح مع الجنس والدین، وهما بعدان مهمان فی التسامح والتعایش وقبول الآخر. ویخصص القول فی التسامح المذهبی إذ یقول ناقلا رسالة السید سعید بن سلطان فی أنّ "کل مذهب یتبع مذهبه، هذا ما جرت به العادة من قدیم بذلک"([20])، وکما یظهر فی الرسالة أنّ هذه هی العادة المتبعة فی الشرق الإفریقی فی ظلّ حکم العرب العمانیین، یدلّ على ذلک استخدامه عبارة (جرت به العادة)، وقد أفرد المغیری مبحثا خاصا بعنوان: أوامر السید سعید إلى عمّاله بعدم التعرّض للمذاهب الدینیّة([21]).

  • الأنا العربیّة:

وهذه أوسع صورة دوائر الأنا التی یمکن رصدها فی کتاب جهینة الأخبار، وفی هذه الدائرة من دوائر الأنا یذوب ما سبق من الصور والدوائر ویصبّ؛ فالأنا بوصفها شخصا أو الأنا بوصفها منسوبة إلى إقلیم معیّن (العمانیّ) أو الأنا بوصفها منسوبة إلى مذهب (الإباضیّ) کل ذلک یصبّ فی الأنا بوصفها جنسا وقومیّة (العربیّ).

یقول المغیری: "ونزلنا أضیافا بدار الشیخ على بن سعید البطاشی، وهو من أغنیاء العرب فیها"([22])، وهذا الشیخ من العرب العمانیین، واکتفى بوصفه أنّه من العرب، وهذا الاختیار سواء أکان واعیا أم غیر واع؛ یشی بتماهی صورة العمانیّ فی صورة العربیّ، وبذا تکون سمة العربیّ دائرة أوسع من دوائر الأنا عند المغیری.

ومثل هذا کثیر فی کتاب جهینة الأخبار، وقد صرّح المغیری أنّ من أهمّ ما یرومه من تصنیفه کتاب جهینة الأخبار إظهار دور العرب ومفاخرهم، فهو "غیر مبال ولا خاش ولا متألم بما سیقوله کلّ منتقد حقدا کان أو حسدا من عند نفسه الأمّارة بالسوء، لأنّی (المغیری) حریص جدا على إظهار مفاخر العرب"([23])، فکل ما تحقّق فی الشرق الإفریقی من مجد ومفاخر یعزوه إلى العرب عامّة لا العمانیین خاصّة، ومع أنّ ممّا شاع استعمال کلمة العرب ویراد بها العمانیین فی حدیث أهل زنجبار من العمانیین؛ لکنّنا نرى أنّ لهذه المواضعة مسوّغا وأصلا یقضی بأنّ مفهوم العرب شامل لکلّ عربیّ وطأت قدمه تلک الدیار، فأنتج فیما یمکن عدّه فی حضارة العرب عامّة.

ویرسم المغیری صورة العرب بسمات مشرقة إذ یقول: و"العرب لم یتعرضوا للأهالی بشیء من الأذى"([24])، فالتسامح والتعایش سمة العرب الذین عمروا شرق إفریقیة، لم یؤذوا السکان الأصلیین، ولم یعیشوا بمعزل عنهم، بل خالطوهم وعاملوهم معاملة حسنة.

ویرکز المغیری فی إظهار بعد التعایش فی أبهى صوره، وهو الاندماج والتزاوج؛ فقد "امتزج دم العربی بدم الأسود امتزاجا؛ حتى لا یقدر أحد أن یفرّق بین العربی والإفریقی إلا فی بعض الأشخاص النادرین"([25])، وهذا دلیل أکید على ترسخ قیمة التعایش والتسامح فی صورة الأنا العربیّة فی الشرق الإفریقی کما یرسمها المغیری.

ویظهر التماهی بین العنصر العمانی ضمن الجنس العربیّ واضحا جلیّا فی عبارات المغیری من مثل قوله: "ولا یبرح من قلب القارئ أن العرب العمانیین کانت لهم السیادة على ساحل إفریقیة الشرقیة والجزر المحیطة بها"([26])، ومع تخصیص هذا النصّ العنصر العمانیّ، لکنّه یظهر مغروسا فی جنسه العربیّ باستعمال مرکب وصفیّ (العرب العمانیین) وصف به العامّ بالخاصّ وهو فی الحقیقة یمزج الخاصّ فی العامّ، ولئن کان الإجراء (السیادة على الساحل) من قبل الأنا الخاصّة (العمانیّ)([27])؛ فإنّ المفخرة بالهمّة العالیة تنسب إلى العرب کافّة إذ یقول: "الهمّة العالیة التی بذلها العرب لجدیرة حقا أن تکتب مآثرها وأخبارها بماء الذهب على صفحات اللجین"([28])، فلو کان العمل من صنع الأنا فی صیغتها الخاصّة (الأنا العمانیّة) فالفخر یکون بصیغة الأنا الواسعة (الأنا العربیّ)([29]).

  • ·       نقد الذات:

عدل الباحث عن عنونة المبحث بوسم (الأنا العلیا)؛ کیلا یغرق البحث فی مصطلحات علم النفس والتحلیل السیکولوجی، ویتضمن مفهوم مصطلح نقد الذات فیما یتضمنه من دلالات مفهوم الأنا العلیا. فالأنا العلیا "یتماثل دوره مع دور القاضی أو الرقیب تجاه الأنا، ویرى فروید فی الضمیر الخلقی وملاحظة الذات وتکوین المثل العلیا بعضا من الأنا الأعلى"([30])، وبذا یتوثق شکل من أشکال الترادف بین نقد الذات والأنا العلیا، ودلالة نقد الذات ألصق بما نروم نقاشه فی هذا الصدد.

ومن الوعی أن تتخذ الأنا نفسها موضوعا للتفکیر، وبذا تکون أقدر على تجرید نفسها بعدّها ظاهرة للبحث والتأمل، ولا یحصل هذا إلا بالوعی بوجود مسافة کافیّة للموضوعیة بین الذات وما تقوم به وتنجزه؛ فـ"تصوّرنا عن الأنا العلیا ینزع إلى أن یکون غیر واضح عندما تکون العلاقة متناغمة بینها وبین الأنا"([31])، وهذا التناغم یلغی مسافة التأمل؛ فلا تستطیع الذات (الأنا) أن تتخذ نفسها موضوعا للبحث والتأمل. إنّ هذه المسافة لضرورة لقیام عملیّة النقد على أسس موضوعیة.

ومع ما رصده الباحث من حضور الأنا فی دوائرها المختلفة فیما أسلف من معالجة؛ إلا أنّنا رصدنا مواضع غیر قلیلة تفطّن فیها المغیری إلى هذه الذات، وجرّدها موضوعا للنقد، ورصد جانبا من سلبیاتها وإخفاقاتها، ومواضع النقد هذه تجعلنا نطمئنّ إلى مستوى معین من الموضوعیّة والحیاد فی إعادة صیاغة التأریخ مثبتا فی الورق مارّا بمخیلة ذات تعید إنتاجه من منظورها أو ربما کان من مخیلتها([32]).

ویظهر نقد الذات عند المغیری فی سیاقات مختلفة، ویشی بمستویات متباینة، فمن هذا النقد ما یظهر مع الذات متجردة من تقابلها مع الآخر، ومنه ما یظهر فی جدلها مع الآخر، وللمغیری قدرة على أن ینفذ من مقابلة الأنا والآخر إلى قضیّة أخرى، وتکون الذات هی موضوع هذا الجدل والتفکیر؛ فمن الجدلیّة فی نظر هیجل "انتقال الذهن من قضیة ونقیضها إلى قضیة ناتجة عنها"([33]) وبهذه الجدلیّة طرق المغیری فی نقده الأنا (الذات) زوایا متنوّعة، وسندلل على صورة هذه الأنا وهی تنقد نفسها متخذةً من نفسها موضوعا للبحث والتأمل فی النقد.

فعلى المستوى المنهجیّ فی کتابة التاریخ یعترف المغیری بإهمال العرب العمانیین وتأخرهم فی علوم صناعة التاریخ وتوثیقه، إذ یقول: "وحیث إنّ العرب العمانیین فی ذلک الوقت لیس لهم إلمام ومعرفة فی تخطیط الأرض ورسم الخرائط؛ فنأسف جدّا على إهمالهم التاریخ بعدم الاعتناء به"([34])، وقد علّل أسفه بنقص ما لدى العرب العمانیین من معرفة فی تخطیط الأرض ورسم الخرائط، وهی مقدمة قیاس مضمر یتکئ المغیری علیه لیؤسس شرعیّة خطابه التاریخی ووجاهته.

ولئن بدا خطاب نقد الذات فی عبارته الآنفة منفکا من ربقة جدلیة الآخر؛ فهناک ما یشی بنقد الذات فی مقابلتها بالآخر، إذ یقول: "وها أنا ذا أبینها فی هذا التاریخ، والأسف ملء جوانحی، حیث أعتمد على نقل مآثر العرب ومفاخرهم، وقوة ظهور سلطانهم فی هذه القارة الإفریقیة مما دوّنته التواریخ الأوروبیة"([35]). ویتشکّل أسف المغیری من طریقین: طریق مع الذات وآخر مع الآخر؛ وقد جرّد أناه من ذاتها وقابلها مع نفسها، وجرّدها مع الآخر؛ فکان الأسف واحدا من طریقین.

وفی المستویین کلیهما؛ أی نقد الذات مقابَلة مع نفسها أو مقابَلة مع الآخر یثبت المغیری قدرة على صیاغة خطاب نقدیّ عمیق یتخذ الذات موضوعا للنقد والتأمل، وهذه الإشارات التی رصدناها کانت على صعید المنهج فی تدوین التاریخ، فهی فی موضوع علمیّ ینبغی فیه للمصنّف أن یتجرّد من الذاتیّة، ویتصف بالموضوعیّة.

ولم یقتصر المغیری على النقد فی الزاویة العلمیّة بل تعدّاه إلى جوانب أخرى تجلت فیها قدرته على نقد الذات وربما إلى حدّ جلدها (إضاءة)، فقد قدّم نقدا عمیقا لشخصیة العربیّ الذی یدعی ویتفاخر مع کونه فی موضع لا یؤهله لذلک الفخر. یقول المغیری: "وصار ذلک العربی الذی یدعّی السیادة والسؤدد والغنى فی هذه الإفریقیة الشرقیّة، وفی جزرها تحت رحمة ذلک الهندی الذی استولى على أعمال التجارة"([36])، فکیف یفخر العربی وهو تحت رحمة الهندی، واختیار المغیری لفظة (یدّعی) واصفا بها العربیّ، یشی بأنّ المغیری یرى هذا الفخر فی هذا المقام محض ادعاء فارغ، وهذه نقطة نقد لزاویة طالما أغرق المغیری فی إثباتها فی خطابه وأمعن؛ ونعنی بها مفاخر العرب فی إفریقیة الشرقیّة.

ولم یقف المغیری فی نقد الذات عند هذا الحدّ فحسب، بل جاوزه لمستوى أعمق، وإلى زاویة حرجة؛ عندما أدان العرب فی إهمالهم نشر الدین الإسلامی فی ربوع إفریقیة کافّة، وسنثبت النصّ الذی یصرّح فیه المغیری بهذه القضیة الحرجة على طوله، إذ یقول:

"وقد غفل العرب خصلة من خصال المآثر الحمیدة فی اکتشافهم للبرّ الإفریقی، وهو نشر الإسلام والعلوم والدین بین جماعة الإفریقیین فی داخلیة البرّ الشاسع، ولو کان اهتمام العرب بانتشار الإسلام من أول رسوخ قدمهم فیه؛ لکان البرّ متنوّرا بنور الإسلام، ولکان الإفریقی ذلک الصقع کلهم مسلمین على الإطلاق، ولم یجد المبشّرون بالدین المسیحی مجالا واسعا فی تنصّر الإفریقیّ، لکن اشتغل العرب الفاتحون بجمع المال وعظمة السلطان الذی اضمحلّ، ولم یبق له أثر قطّ"([37]).

ومن المعلوم أنّ العرب قد أکثروا من تبریر فتحهم الأقطار التی فتحوها بنشر الإسلام([38])، ولیس الأمر کذلک فی نصّ المغیری، فهو یرى أنّ العرب قصّروا فی هذا المضمار، وکان ینتظر منهم نشاطا أکبر فی نشر الإسلام، وأثبت أنّهم انصرفوا إلى العارض الزائل عن الثابت الباقی؛ فقد انصرفوا إلى جمع المال وعظمة السلطان عن نشر الإسلام، ولا یحتاج هذا النقد إلى برهان فی عمقه وحرج موضوعه، ولاشکّ لدینا فی أنّه لدلیل قاطع على قدرة المغیری على صیاغة خطاب نقدیّ واع، والمغیری یقدّم تبریرا آخر لفتح هذه الأقطار طالما کان مسکوتا عنه غیر مصرّح به؛ ونعنی به جمع المال وبسط السلطان، کما یدلّ على ذلک نصّ خطاب المغیری وفحواه.

وقد طرق خطاب المغیری الناقد تفاصیل حیاة العربیّ ناقدا إیّاها فی مواضع تستحق فیها النقد؛ فعندما صار العربیّ متکاسلا لم یتوان المغیری عن وصفه بهذه الصفة([39])، فی جدلیّة مع الآخر الهندی الذی وصفه بالعمل والاجتهاد. ومما نعى فیه المغیری على العرب فی شؤون حیاتهم صفة "الجهل والإسراف الذی خیّم على العرب من قلّة العلم؛ لعدم وجود مدرسة عربیّة تعلّم أولادهم"([40]).

ویتضح مما سبق جلیّا سعی المغیری إلى تقدیم نقد واع وجریء للذات، فهو واع بالزوایا التی یمکن أن تکون مفاصل نقد، وجریء فی طرحها لا یعبأ فی دکّ المسلمات المتواضع علیها، ولا یحفل بما یمکن أن یکون تناقضا فی خطابه هو نفسه؛ إذ کیف یسعى فی مصنفه إلى إثبات مفاخر العرب وهو ذاته یقوم بخلخلة هذه المفاخر والنظر فی أوجه قصورها؟

خاتمة

من شأن المؤرّخ أن یستحضر صورة الآخر، وتبعا لذلک ستحضر صورة الأنا حضورا واعیا فی خطابه، وقد سعى هذا البحث إلى تلمّس صورة الأنا ضمن جدلیّة التنافس والتدافع التی لابد أن تکون حاصلة فی سیرورة التاریخ، وفی تدوین هذا التاریخ وتوثیقه، ولم یسع فی هذا البحث إلى إدراک حقیقة هذه الصورة؛ فالحقیقة تطلب ولا تدرک، وإنّما سعى إلى تلمس صورة الأنا فی نصّ رأى الباحث أن یعالجه مغلقا فی کثیر من الأحیان؛ أی بما ینطقه ویشیر إلیه دالا علیه بالتصریح والتلمیح فی رسم صورة الأنا.

وقد تبیّن فی البحث نتائج، أبرزها:

  • وجود دوائر عدیدة من صورة الأنا فی مدونة البحث.
  • رسم الکاتب لکلّ دائرة من الدوائر أبعادها وملامحها، بحسب موقعها من الأنا الصغرى أو الآخر فی بعض المواضع.
  • أفضت هذه آبعاد دوائر الأنا التی رسمها الکاتب فی مدونة البحث إلى تبلور صورة کلیّة عن الأنا فی مخیلة الکاتب.
  • تشکلت أبعاد صورة الأنا فی بعض دوائرها ضمن جدلیّة الأنا والآخر، وبعضها خارج نطاق هذه الجدلیّة.
  •  رسم الکاتب صورة نمطیّة للأنا فی المجتمع الذی ینتمی إلیه.

وینفتح البحث على مشاریع أخرى قد یتطلع إلیها الباحثون، فیمکن أن یحفر البحث التاریخیّ أو عبر اللغویّ فی خصائص الخطاب التاریخیّ العمانیّ، أو یقوم الدرس المقارن بموازنة صورة الأنا والآخر بین مدوّنات التاریخ العمانیّ العمانیّة والإفریقیّة، وإلى غیر ذلک من الآفاق البحثیة التی یمکن أن ینفتح علیها هذا البحث.

الهوامش والإحالات


([1]) سارتر، جان بول، الوجود والعدم، تر: عبد الرحمن بدوی، ط2، دار الآداب، بیروت، 1966، ص586.

([2]) سعید بن علی بن جمعة المغیری (1882 – 1963م)، ولد فی عمان فی جعلان بنی بو حسن، وهاجر إلى افریقیة، ومات بها، عینته حکومة زنجبار عضوا فی المجلس التشریعی، ومنحته لقب صاحب العزّة، صاحـَب السید خلیفة بن حارب إلى أوروبا فی رحلات عدّة، وقلّده وسام الکوکب الدریّ. الموسوعة العمانیّة، وزارة التراث والثقافة، عمان، ج 5، ص1789.

([3]) السیّد، عمر، الأنا والآخر من منظور قرآنی، دمشق، دار الفکر، 2008، ص29.

([4]) الموسوعة العمانیّة، وزارة التراث والثقافة، عمان، ج3، ص989.

([5]) لالاند، أندریه، موسوعة لالاند الفلسفیّة، تر: خلیل أحمد خلیل، بیروت، منشورات عویدات، ط2، 2001، ص824.

([6]) حنفی، عبدالمنعم، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، القاهرة، مکتبة مدبولی، ط3، 2000، ص108.

([7]) المرجع نفسه، ص١٠٨. 

([8]) آنا، فروید،: الأنا ومیکانزمات الدفاع، تر: صلح مخیمر وعبده میخائیل رزق، القاهرة، المکتبة الأنجلو مصریة، 1972، ص10.

([9]) هیجل، جورد فیلهلم، علم ظهور العقل، تر: مصطفى صفوان، ط3، بیروت، دار الطلیعة، 2001، ص143.

([10]) استعرنا هذا المصطلح من السردیات؛ إذ یکون السرد "هو النشاط السردی الذی یضطلع به الراوی وهو یروی" وهذا ما یقوم به المؤرخ. راجع: القاضی، محمد، وآخرون، معجم السردیات، تونس، دار محمد علی، الطبعة الأولى، 2010، ص243.

([11]) المیدانی، أبو الفضل أحمد بن محمد، مجمع الأمثال، ج2، ص المیدانی، مجمع الأمثال، تح: محمد محی الدین عبدالحمید، بیروت، المکتبة العصریة، 1992، ص158.

([12]) نفسه، ص166.

([13]) نفسه، ص166.

([14]) نفسه، ص255.

([15]) نفسه، ص138.

([16]) وقد أشار المغیری نفسه مقتبسا من المسعودی ما یشی بذلک؛ إذ یقول: "کما ذکر المسعودی فی کتابه مروج الذهب أنّ جزیرة تمباکو أو أنجوان من جزائر القمر افتتحها الأزد الإباضیة سنة 864م"، ص171.

([17]) یوجد فی کتاب جهینة الأخبار إشارات مفیدة فی هذا الجانب، ولا سیّما فیما یفید فی دراسة مراحل انحسار المذهب الإباضی وطرقه فی الجانب الجنوبی الشرقی من العالم الإسلامی من مثل قوله:

"ونقل المسیو کارثی ... أن أسرة عربیة عمانیة قامت ببلدة تشیتغنی من بلد جزر القمر ... وقت تزوج واحد منهم بابنة السلطان مایوث، ثمّ خلفه على السلطنة ولده، وخرج على مذهب الإباضیة إلى مذهب الشافعیّة"، ص171.

وقوله:  "ومن غیر شک فإن المزارعة کانوا إباضیة المذهب، وفیما أظنّ أن مزارعة ممباسة وبعضا من مزارعة الجزیرة الخضراء قلدوا مذهب الإمام الشافعی فی أواخر دولة السید برغش بن سعید"، ص229.

([18]) لیس من شواغلنا البحث عن حقیقة هذه الصورة؛ فهذا من شأن المؤرخین، ولکنّنا نتتبع صورة الأنا کما هی علیه فی مدونة بحثنا ملتزمین بالمنهج الذی رسمناه لبحثنا عن الأنا فی هذه المدونة.

([19]) نفسه، ص262.

([20]) نفسه، ص271.

([21]) نفسه، ص271.

([22]) نفسه، ص139.

([23]) نفسه، ص57.

([24]) نفسه، ص282.

([25]) نفسه، ص284.

([26]) نفسه، ص193.

([27]) یقول فی موضع آخر: "وقد سیطر العنصر العمانی على جمیع داخلیّة البرّ سیطرة دائمة وثابتة"، ص255.

([28]) نفسه، ص248.

([29]) ما أحوج الوطن العربیّ فی هذه الفترة إلى مثل هذا الخطاب!

([30]) بلانش وبرتراند، بنتالیس، معجم مصطلحات التحلیل النفسی، تر: مصطفى حجازی، بیروت، المنظمة العربیة للترجمة، 2011، ص203.

([31]) آنا فروید، الأنا ومیکانزمات الدفاع، ص9.

([32]) ونرى أنّ هذا دأب کتب التاریخ أجمعها.

([33]) مجمع اللغة العربیّة، المعجم الفلسفی، القاهرة، الهیئة العامة لشؤون المطابع الأمیریة، 1983، ص60.

([34]) نفسه، ص67.

([35]) نفسه، ص57.

([36]) نفسه، ص262.

([37]) نفسه، ص248.

([38]) ولا نرى هذا المبرر منتفیا على کلّ حال، کما أنّنا لا نرى إطلاقه دقیقا من الناحیة العلمیة، ولعلّ المغیری یرى هذا الرأی کذلک.

([39]) نفسه، ص262.

([40]) نفسه، ص262.

  

المصادر والمراجع:

 

  • مدونة البحث:

1)    المغیری، سعید بن علی، جهینة الأخبار فی تاریخ زنجبار، تحقیق: محمد على الصلیبی، ط3، عمان، وزارة التراث القومی والثقافة، 1992.

  • الموسوعات:

2)    الموسوعة العمانیّة، عمان، وزارة التراث والثقافة، 2013.

  • مراجع البحث:

3)    آنا، فروید، الأنا ومیکانزمات الدفاع، ترجمة: صلح مخیمر وعبده میخائیل رزق، القاهرة، المکتبة الأنجلو مصریة، 1972.

4)    بلانش وبرتراند، بنتالیس، معجم مصطلحات التحلیل النفسی، ترجمة: مصطفى حجازی، بیروت، المنظمة العربیة للترجمة، 2011.

5)    حنفی، عبدالمنعم، المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة، القاهرة، مکتبة مدبولی، ط3، 2000.

6)    سارتر، جان بول،، الوجود والعدم، ترجمة: عبد الرحمن بدوی، ط2، بیروت، دار الآداب، 1966.

7)    السیّد، عمر، الأنا والآخر من منظور قرآنی، دمشق، دار الفکر، 2008.

8)    القاضی، محمد، وآخرون، معجم السردیات، تونس، دار محمد علی، الطبعة الأولى، 2010.

9)    لالاند، أندریه، موسوعة لالاند الفلسفیّة، ترجمة: خلیل أحمد خلیل، بیروت، منشورات عویدات، ط2، 2001.

10)            مجمع اللغة العربیّة، المعجم الفلسفی، القاهرة، الهیئة العامة لشؤون المطابع الأمیریة، 1983.

11)            المیدانی، أبو الفضل أحمد بن محمد، مجمع الأمثال، ج2، ص المیدانی، مجمع الأمثال، تحقیق: محمد محی الدین عبدالحمید، بیروت، المکتبة العصریة، 1992.

12)          هیجل، جورج فیلهلم، علم ظهور العقل، ترجمة: مصطفى صفوان، ط3، بیروت، دار الطلیعة، 2001.