النّتَاج المعجمي في التراث العُماني من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجریین

الباحث المراسلد. حمد بن محمد الرُّ مْحِي جامعة الشرقية

Date Of Publication :2022-11-16
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

 

توطئة

فی الدرس اللسانی المعاصر تقوم المعجمیّة على علمین أساسین: علم المعجم وعلم صناعة المعجم، أما علم المعجم (Lexicology) فهو مرتبط بالنظریة المعجمیَّة، "وموضوعها البحث فی الوحدات المعجمیّة من حیث مکوناتها وأصولها وتولیدها ودلالاتها"([1]).  

أما علم صناعة المعجم ((Lexicography فهو مرتبط بالمعجمیة التطبیقیّة، وتشمل خمس خطوات: جمع المعلومات والحقائق، واختیار المداخل، وترتیبها طبقًا لنظام معیّن، وکتابة المواد، ثم نَشْر النتاج النهائی، فهذا النتاج النهائی هو ما نعبِّر عنه بالمعجم أو القاموس([2])، والعلاقة القائمة بین هذین العلمین([3]) أنَّ (علم المعجم) یُهیِّئ المعلومات الوافیة عن المواد التی تدخل فی المعجم([4]).

وسیاق هذه الدراسة فی إطار العلم الثانی: (علم صناعة المعجم)، وهو عِلْم عَرِیق عند العرب؛ إذ اعتنوا بصناعة المعجم العربی قدیمًا وحدیثًا بمناهج شتى ودوافع متنوعة على مَرّ عصورهم، منذ کتاب "العین" لإمام العربیة الخلیل بن أحمد الفراهیدی الأزدی العُمانی(175هـ/791م) إلى المعاجم العربیة المعاصرة، کالمعجم الوسیط الصادر عن مجمع اللغة العربیة بالقاهرة.

ونتج عن هذا الثراء فی العربیة حراک علمی قیّم، یبحث فی تصنیف المعاجم، ومناهج ترتیبها، ودوافع تألیفها، ففی التصنیف ظهرت معاجم الألفاظ ومعاجم المعانی؛ وذلک من حیث ترتیب المداخل وفق الدال والمدلول، وفی منهج الترتیب ظهرت لنا مدارس کالمدرسة الصوتیة والقافیّة والألفبائیة، وفی دوافع التألیف ثَمَّة کتب اختصّت باللفظ الغریب، وأخرى باللفظ الشائع المستعمل، وکتب الغریب أیضًا منها ما اختصّ بغریب القرآن الکریم، ومنها ما اختصّ بغریب الحدیث النبوی.

ومن عنایة اللغویین فی الصنعة المعجمیة أنّهم أقاموا معاجم لتکون شرحًا لألفاظ کتاب من الکتب، کما هو الشأن فی "المِصْباح المُنِیر" للمُقْرِئ الفَیُّومی(770هـ/1368م) الذی هو فی أساسه شَرْح لغریب کتاب "الشرح الکبیر" لأبی القاسم الرافعی القزوینی(623هـ/1225م)، و"اللفظ المُسْتَغْرَب من شواهد المُهَذّب" للشیخ محمد بن علی القَلْعِی العُمانیّ المِرْباطیّ([5])، (577هـ/1181م) الذی جعله شرحًا لألفاظ کتاب "المهذّب" لأبی إسحاق الشیرازی (476هـ/1083م).     

وللعمانیین دور بارز على مرّ العصور فی صناعة المعجم، ککتاب العین للخلیل بن أحمد الفراهیدی (175هـ/791م)، والمجامیع اللغویة لکُراع النَّمْل أبی الحسن علی بن الحسن الهنائی(310هـ/922م) کالمُنَجَّد والمُنْتَخَب والمُجَرَّد، وجَمْهَرة اللُّغَة لأبی بکر محمد بن الحسن بن درید الأزدی (321هـ/933م)، ومعجم الماء لأبی محمد عبدالله بن محمد الأزدی الصُّحاری (ق5هـ/ ق10م)، والإِبانة لأبی المُنْذر سَلَمة بن مُسْلم العَوتَبی الصُّحاری([6]) (ق5-6هـ/ ق10-11م)، و"اللفظ المُسْتَغْرَب من شواهد المُهَذّب" للقَلْعِیّ الآنف ذِکْرُه، وکذا معجمه المفقود "کَنْز الحُفَّاظ فی غرائب الألفاظ".

وما وصلنا من هذه المعاجم مطبوعٌ محقَّق -کما هو معلوم- وتناولته أقلام الباحثین تحلیلًا ومناقشة لقضایاه المعجمیة، وأقیم لهؤلاء الأعلام ندوات ومؤتمرات بحثت نتاجهم العلمی ولا سیما المعجمیّ([7])؛ لکنّ أکثر الدراسات اللغویة فی النتاج المعجمی العُمانیّ تقف عند هذا الحدّ الزمنیّ؛ أی القرن السادس الهجری، وتسکت عن القرون الهجریة الآتیة، فتترک الباحثین فی تساؤل عن حال النتاج المعجمی العُمانیّ بعد هذا الحدّ الزمنی، أَبَقِیَ هذا الجهد اللغوی مستمرًا فیما بَعْدُ أم توقَّفَ؟ 

من هنا یسعى هذا البحث بمنهج وصفی تحلیلی إلى الإجابة عن الأسئلة الآتیة:

  1. ما الآثار المعجمیّة العُمانیّة فی المدة من القرن العاشر الهجری إلى نهایة القرن الثالث عشر الهجری؟
  2. ما أشکال التصنیف المعجمی العُمانیّ فی هذه الحقبة الزمنیة؟ وما أنواع المعاجم التی ظهرت فیها؟
  3. ما مضمون تلک الآثار المعجمیة مادة وترتیبًا ومعالجة؟

ولمعالجة هذا الموضوع سیقف البحث -بعد تعریف مصطلح المعجم- على النتاجات المعجمیة العمانیة یقسِّمها إلى قسمین: معاجم عمانیة، ورسائل وفصول معجمیة فی التراث العمانی، وسیکون تناول کل نتاجٍ منها على حِدَة؛ لاستیضاح مادته المعجمیة فی ترتیبها ومعالجتها، ومحاولة الوقوف على مصادرها اللغویة.

وتأتی أهمیة هذا البحث إلى أن الحقبة الممتدة من القرن العاشر الهجری إلى نهایة القرن الثالث عشر الهجری لم تقمْ دراسة -حسب عِلْم الباحث- تعتنی بحَصْر النتاج المعجمی العُمانی فیها، وتصنیفه ومعالجة منهج مادته المعجمیة، أمَّا القرون الثلاثة السابقة للحِقْبة المدروسة -وهی من القرن السابع إلى التاسع- فلم یقف البحث فیها على نتاج معجمی عُمَانیّ حسب ما کُشِفَ إلى الآن من نتاج علمی فی هذه القرون الثلاثة.

وثمة صعوبات یجدها الباحث فی هذا الموضوع، أبرزها أنَّ أکثر النتاج العُمانیّ لا یزال مخطوطًا فی المکتبات أو المراکز البحثیة، أومحفوظًا فی خزائن أهلیة، من هنا لا یجد الباحث طریقًا للوصول إلیها إلا من طریق تتبع قوائم کَشّافات المخطوطات؛ مما نال حظًّا من التصنیف، ویبقى الإشکال عند الباحثین فی تلک المخطوطات التی لا تزال مغیَّبة فی خزانات أهلیّة، ولم تتناولها أقلام الباحثین تصنیفًا أو دراسة.

من هنا لم یکن أمام الباحث إلا تناول ذلک النتاج المعجمی المطبوع أو المصنَّف أو ما وقع علیه النظر من المخطوطات الأخرى، وما لا یدرک کلّه لا یترک جلّه، ولعل قابل الأیام یجود بنتاجات معجمیة عُمانیة أخرى. 

مصطلح المعجم:

یرى أحمد عبد الغفور عطار أن مصطلح (المعجم) یُطلق على "کتاب یضم أکبر عدد من مفردات اللغة، مقرونة بشرحها وتفسیر معانیها، على أن تکون المواد مرتّبة ترتیبًا خاصًّا، إمّا على حروف الهجاء أو الموضوع"، لکن هذا المفهوم یُخرج کثیرًا من الآثار المعجمیة فی التراث العربی، کالمجامیع اللغویة والرسائل اللغویة ذات المنهج المعجمی، هذا فضلًا عن أنّ مادة المعجم لا یلزم أن تکون مفردات لغویة، فقد تکون مصلحات فی علم من العلوم، وقد تکون المادة المعجمیة فی صورة تراکیب مرتبة خدمةً لهدف علمی أو تعلیمی.   

ویُوسِّع یسری عبدالغنی دائرة تعریف المعجم بقوله: "یطلق تعبیر (المعجم) بمعناه العام على کل قائمة تحتوی مجموعة من الکلمات من أی لغة مع مراعاة ترتیبها بصورة معینة، ذات منهج، ومع تفسیرها بذکر معناها الحقیقی أو المجازی، أو بذکر معناها واستعمالاتها المختلفة"([8])، وربّما یُفْهَم أنَّ احتواء المعجم على (مجموعة من الکلمات) إنَّما هو للمفرد منها دون المرکَّب؛ لکنَّنا سنرى لاحقًا أنَّ المرکَّب من الأسماء یُحْمَل مَحْمَل المفرد فی منهج ترتیب المعجم، فأسماء النبات مثل: "آذان الغار"، و"إکلیل الملک" تُرتَّب فی باب الهمزة وفق الترتیب الألفبائی، و"البقلة الحمقاء" فی باب الباء وهکذا، فالعبرة هنا بأوائل الحروف بغض النظر إن کان الاسم مفردًا أم مرکَّبًا.

و(المعجم) عند محمد علی الخولی: "مرجع یشتمل على کلمات لغة ما، أو مصطلحات عِلْم ما، مرتَّبةً ترتیبًا خاصًّا، مع تعریف کل کلمة أو ذِکْر مرادفها أو نظیرها فی لغة أخرى، أو بیان اشتقاقها أو استعمالها أو معانیها المتعددة أو تاریخها أو لفظها"([9])، وهذا التعریف یعتنی بجوانب معجمیّة لها حضور فی العصر الحدیث، کمعاجم المصطلحات، والمعاجم المتعدِّدة اللغة، والمعجم التاریخی.

وتوسُّع تعریف المعجم عند یسری عبدالغنی والخولی یدخل فیه: "کتب النوادر والغریب، ورسائل الألفاظ التی توضع لهدف تعلیمی تربوی، وهی التی تتناول ألفاظًا مستقاة من نصوص یصعب فهمها، أو جُمِعَت على نحو خاصّ"([10])، ویدخل فی هذا المفهوم أیضا ما عُرِفَ فی تراثنا اللغوی ککتب الهَمْز والحیوان وخَلْق الإنسان([11]).

ووفق هذا المفهوم أیضًا یدخل فی النتاج المعجمی المنظومات المصوغة لبیان معانی الألفاظ، کما هو الشأن فی المُثَلَّثات کمُثَلَّثَة قُطْرُب؛ فإنَّها فی صورة رسائل معجمیة وإنْ کانت فی بناء نَظْمی، وممن توسَّع فی ذلک من المعاصرین وأدخلها فی مفهوم المعجم الباحثُ أحمد الشرقاوی؛ إذ یرى أنَّ مصطلح (المعجم) یقع على "کل کتاب احتوى مفردات مشروحة لغویًّا، وإنْ امتزج بمباحث نحویة وصرفیة أو تضمن نصوصًا أدبیة ما کانت المادة اللغویة هی الغالبة فیه على ما سواها"([12]).

من هنا ستقف الدراسة على جهود معجمیة فی قسمین: المعاجم العمانیة، ورسائل وفصول معجمیة فی التراث العمانی؛ وذلک وفق الآتی:

أولًا: المعاجم العمانیة:

وسنقف هنا على ثلاثة معاجم عُمانیة، هی:

-         السِّرُّ العَلِیّ فی خَواصّ النَّبات بالتَّصْرِیف السَّواحِلی.

-         مُبْتَدَأُ الأَسْفَار فی بیان نُبْذة یَسِیرة من لغة أهل زنجبار بالمشهور من اللغة العربیة.

-         مِسْکَة المُسَّاک المُوقِع الأسماءَ فی شَرَکِ الاشْتِرَاک.

1-   السِّرُّ العَلِیّ فی خَواصّ النَّبات بالتَّصْرِیف السواحلی:

هذا السِّفْر للشیخ ناصر بن أبی نبهان جاعد بن خمیس الخروصی (1262هـ/1845م)، ولا یزال مخطوطًا، فی مجموعٍ یَضُمّ هذا المعجم ومعجم (مَبْتَدَأ الأَسْفَار) بمکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی بولایة السیب، تحت رقم (1133 - قسم المخطوطات)([13])، وهو مکتمل، وناسخه سالم بن خمیس بن خلفان بن أبی نبهان جاعد بن خمیس الخروصی، وکان تمام نسخه یوم 12 من صفر سنة 1268هـ.

ولهذا السِّفْر نسخة مخطوطة أخرى مختصرة، وهی أیضًا بمکتبة السید محمد أیضًا، مُصَنَّفة تحت رقم (1531- قسم المخطوطات)، وناسخها بأرض شومبة الخضراء حمود بن عامر العَزْری یوم 22 من الحجّ الأکبر سنة 1345هـ([14]).

وبناه مؤلِّفه فی شکل معجم (عربی-سواحلی)، وأراده لیکون مُعْجَمًا للنبات، یُستوضَح منه أسماءُ النبات، ومکان وجوده، وعلاجه النافع، وطریقة تحضیر العلاج؛ فبسط فیه "أسرار عروق النبات، وأوراقه، وثمراته، وأغصانه"([15]).

واستهلَّه بمقدمة معجمیة تحدّث فیها عن بعض الخصائص الصوتیة والصرفیة فی اللغة السواحلیة، وتلک المقدمة تکشف أمرین مهمین:

ü    أولهما: دور الشیخ فی التقعید اللغوی للغة السواحلیة([16]).

ü    ثانیهما: رَسْم معالم منهجیة لمعجمه ببیان خصائص اللغة السواحلیة؛ مما له أثر فی المعالجات الصوتیة والصرفیة لمفردات المعجم.

وبعد مجاوزة هذه المقدمة المعجمیة یُقسّم کتابه إلى قسمین:

الأول منهما: سَرَدَ فیه أسماء النباتات، دون ذِکْر لمنافعها إلا قلیلًا.

والثانی: أعاد فیه سَرْدَ أسماء النباتات، لکن بتفصیل یُبیِّن مکان وجودها، وعلاجها النافع وطرائق تحضیره.

وفی کلا القسمین اعتمد فی تسلسل موادّ معجمه على الترتیب الألفبائی، الذی یُسمِّیه بالترتیب (الأبتثیّ)، إذ یقول متحدِّثا عن أسماء النبات: "نرسمها مرتبة على الحروف الأبتثیة: أ ب ت ث إلى آخرها"([17])، فاسم النبات فی معجمه یرد بالاسم العربی والسواحلی، وأحیانًا یورد الاسمَ العمانی والاسم العربی والاسم السواحلی، وأحیانًا یذکر مع الاسم السواحلیّ الاسمَ الزنجباریّ، إن کان له اسم آخر، مستعملًا فی ذلک الترمیز الرقمی لکل لغة، فیجعل رقم (2) للاسم العربی، ورقم (7) للاسم الزنجباری، ورقم (5) للاسم العمانی، ویضع للغة السواحلیة رقم (6).

ولتوضیح ذلک یقول فی باب الهمزة مستعملًا الترمیز الرقمی لکل لغة:

  • "ابو قابوس، وهو الغاسول.
  • الاثب2، لثب5، مثابی7.
  • اذان الغار2، مشکیز فانی7.
  • الاشنان وهو الذی منه (القلعی).
  • اظلم7، العظلم5، الوسم2.
  • آفوا 7، البنفسج2، رازقی5 "([18]).

وأحیانًا یذکر مع الاسم الزنجباریّ الاسمَ السواحلیّ، من ذلک قوله: "فَصْلٌ فی مبازی لغة سواحلیة، ومبراری لغة زنجباریة، هو التوریان لغة عمانیة"([19])

أما معالجة المادة المعجمیة وهی اسم النبات فاعتنى فیها ببیان لغاتها العربیة والعمانیة والسواحلیة والزنجباریة ما أمکن ذلک، وإلا یکتفی ببیان الاسم العربی أو العمانی مع الاسم السواحلی، کما أنه یعتنی بضبط بنیة الاسم السواحلی، کما یعتنی بوصف شَکْل النبات ومکوناته، وتوضیح منافعه العلاجیة، وبیان مکان وجوده([20])، وذِکْر الأحکام الشرعیة لبعض العلاجات التی ینقلها من المصادر([21]).

ویعتمد فی مصادره على السَّماع، والمشاهدة والتجربة، والنقولات من المصادر المختصّة بهذا العِلْم([22])، کما یُوَشِّی الشیخُ معجمَهُ أحیانًا برسومات توضیحیة([23]).

ولهذا المعجم أهمیة، إذ إنه معجم ثنائیّ اللغة (عربی-سواحلی)، یسدّ فراغًا فی المکتبة العمانیّة خصوصًا والمکتبة العربیة عمومًا، فی بیان أسماء النبات والعلاجات والأدویة النباتیة فی عِلْم الصیدلة بین العربیة والسواحلیة، فی تلک الحقبة الزمنیة حیث الحضور العُمانیّ فی شرق إفریقیة، وتعود أهمیة هذا المعجم أیضًا إلى مقدمته التی رسمت ملامح التقعید اللغوی للغة السواحلیة، وما لها من خصائص صوتیة وصرفیة وترکیبیة.

2-   مُبْتَدَأُ الأَسْفَار فی بیان نُبْذة یَسِیرة من لغة أهل زنجبار بالمشهور من اللغة العربیة: 

هذا المعجم أیضًا للشیخ ناصر بن أبی نبهان الخروصی، وأنشأه لیکون معجمًا لغویًّا، یجمع اللفظ العربی وما یقابله من الألفاظ الزنجباریة.

 ولا یزال الکتاب مخطوطًا، وسبق أنَّه ضمن مجموعٍ یَضُمّه وکتابَ (السِّرّ العَلِیّ فی خَواصّ النَّبات بالتصریف السواحلی)، وسبق أنَّ هذا المجموع مصنَّف تحت رقم (1133 - قسم المخطوطات) بمکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی بولایة السیب، لکنّ نسخة المخطوط التی بین یدی الباحث غیر مکتملة؛ إذ تتوقف عند حرف الخاء، وعلى هذا لا نجد فی هذا المخطوط سوى ثمانی عشرة صفحة فقط، تَضُمّ سبعة أبواب، وتلک الأبواب تحوی حروف المعجم من الهمزة إلى الخاء.

واعتنى الشیخ فی مقدِّمة هذا المعجم -کما فی معجم (السِّرّ العَلِیّ)- ببیان رسوم معجمه مما تقتضیه الصنعة المعجمیة، وما تستدعیه اللغة السواحلیة فی تشکّل أصواتها وبنیة صیغها بالموازنة بینها وبین النظام اللغوی فی اللغة العربیة([24]).

وأشار فی مقدمة معجمه إلى سبب اختیاره اللغة الزنجباریة دون غیرها من لغات شرق إفریقیة؛ لکثرة القاصدین إلى زنجبار، وکونها بندر قطب السواحل فـ"دَعَتِ الحاجة إلیها أکثر من غیرها، ودَعَتِ الحاجة إلى معرفة لغتهم أکثر من غیرها من لغات السواحل"([25]).

وسلک الشیخ فی ترتیبه الترتیب الألفبائی، یقول فی ذلک: "وسنأتی -إن شاء الله- بیان ذلک فی ترتیب الکلام على أ ب ت ث إلى آخر الحروف الثمانیة والعشرین حرفِ الیاء"([26])؛ فجعل الشیخ کلّ حرف بابًا؛ لیکون معجمه فی ثمانیة وعشرین بابًا بعدد حروف الهجاء، إلا أنَّ المخطوط غیر مکتمل کما سلف.

وثمّة ملحظ فی ترتیب بعض الألفاظ ومعالجة بعض الموادّ المعجمیة، من ذلک أنّ الکلمات التی یکون بها ألف ذات أصل واوی أو یائی لا یلتفت إلى هذا الأصل فی ترتیبها، وإنما یجعل الألف بمرتبة الهمزة فی الترتیب، فمثلا تأتی عنده لفظة (إباحة) أولا ثم لفظة (أبّ)؛ إذ یعدّ الألف فی وسط کلمة (إباحة) همزة فکانت قبل (أبّ)([27])، والمعهود فی معاجم التراث اللغویة إیراد لفظ (الإباحة) فی مادة (بوح)؛ مراعاة للأصل الواوی لألفها([28]).

وأحیانًا یُتبع ببعض الموادّ المعجمیة متعلقاتها المعنویة من المواد الأخرى سالکًا منهج معاجم المعانی کما صنع –مثلًا- فی مادة (باب) إذ ألحق بها الألفاظ التی هی أسماء لأجزاء الباب وإن اختلف ترتیبها الألفبائی، ثم توسّع أیضا فذکر بعضًا من مکوّنات البیت([29]).

أمّا فی معالجته لموادّ معجمه فإنه یقتصر على إیراد اللفظ العربی أولًا ثم یتبعه بما یقابله من اللغة الزنجباریة دون استطراد بشرح أوتوضیح، إلا قلیلًا([30])، وذلک کقوله:

  • §       "باء أی رجع: أَمَـ رُودِ
  • البأساء والبأس: نَجْو’فُ
  • الباب: مْلانْجُ
  • باح به: أَمَـ فَنُوَ"([31]).

وفی حالات قلیلة یوضح معنى اللفظ، کأن یکون لفظًا غریبًا، کقوله فی مادّة (التِّنِّین): "التِّنِّین: على صورة الحیّة، أضخم من جِذْع النَّخْلة"([32])، ویندر کذلک أن یتعرَّض لتصریف الکلمة، کقوله فی صدر باب (الجیم): "جاءَ: أَمَـ کُوِج، سیجیء: أَتَ کُوِج"([33])، وفی باب (حرف الهمزة والألف) یأتی بلفظة (الإرادة)، ثم یتبعها ببعض مشتقاتها من الأفعال فی سیاق ضمائر مختلفة کُلٌّ منها له مقابلٌ مختلف فی اللغة الزنجباریة، فیقول: "الإرادة: أُرِید: نتاکَـ، "أَتُرِید؟، تُرِید: ونی نتاکَـ"، "هی لا تُرِید، لا أرید: سْتاکِـ، لا یُرِید: هتاکِـ"([34]).

ویتوسع أحیانا فیورد ترجمة اللفظ على اختلاف أحواله وصفاته، کما صنع فی لفظ الأرض؛ إذ أورد له ما یقابله فی الزنجباریة حین یکون لفظًا عامًّا، وحین تکون الأرض مرتفعة، أو نازلة، وحین تکون لم یزل فیها ماء([35]).

ویورد أحیانًا تراکیب وجُمَلًا تستعمل فی سیاقات لغویة خاصّة، کما صنع فی مادة (الباب) حین ساق بعض الجُمَل المتعلقة بهذه المادة، مثل ترجمة جملة "افتح الباب"، و"اغلق الباب"، و"اجعل الحَلْقة فی رزّ الباب"([36]).

وهذا المعجم یُعَدّ -على ما وصلنا منه- من المعاجم العمانیة النادرة والمهمة کما هو الشأن فی معجم (السِّرّ العَلِی)؛ إذ جعله مؤلِّفه معجمًا ثنائیّ اللغة (عربی-زنجباری)، فی حقبة زمنیة تعکس البُعْد الحضاری العُمانیّ فی شرق إفریقیة، هذا فضلًا عن أهمیة المعجم فی مقدمته التی سعتْ إلى وضع الملامح الأولى للتقعید اللغوی للغة الزنجباریة.

3-   مِسْکة المُسَّاک المُوقِع الأسماءَ فی شَرَک الاشْتِرَاک:

"مِسْکة المُسَّاک المُوقِع الأسماءَ فی شَرَک الاشْتِرَاک" مخطوط فی اللغة للأدیب المؤّرخ حمید بن محمد بن رُزَیق العبیدانی النَّخلی الشهیر بابن رُزَیق (1291ه/1874م)([37])، جمع فیه ألفاظًا معانیها متقاربة تدلّ على شیء واحد، فهو یقع فی علم اللغة فی نطاق "الترادف"، الذی هو ما اختلف لفظه واتّفق معناه.

والمخطوط مصنّف تحت رقم (3215) بدار المخطوطات بوزارة التراث والثقافة، ویقع فی 135 صفحة، فی کل صفحة نحو 16 إلى 17 سطرا، وفی کل سطر نحو سبع کلمات، مکتوب بخط مشرقی واضح مشکول.

وللمخطوط مقدّمة([38]) صاغها المؤلِّف مسجوعة، ولیس ذلک بغریب على الأدیب ابن رزیق، وفی هذه المقدّمة أبان عن اسم الکتاب ومؤلِّفه والباعث على تألیفه، ومصدره الذی اعتمد علیه، فالباعث على تألیفه یشیر إلى رغبة المؤلف فی سَدّ فراغ فی تراث المکتبة اللغویة، فیُصرّح بأنَّ جَمْع الأسماء للحیوان الناطق وغیر الناطق وللجماد الصامت وغیر الصامت "غیر موجود، فی باب کتاب مشهود اختصارًا، فضلًا عن الإسهاب الممدود"([39])، إلى أن یقول: "فلأجل هذا حدانی جنانی على جمع اشتراکها فی شَرَک هذه الصحیفة، اللطیفة، إذ هی إلیهنّ صارت کالوظیفة، فنسّقت کلّ واحد فی سلکه، وقرّرته فی سلطانه وملکه؛ لیسهل على الطلبة بعد الشّتات، اقتران الجزئیات للکلیّات"([40]).

لکننا نفاجأ بأن المخطوط یخلو من خاتمة، أو بما یفید انتهاء الکتاب کما أراده مؤلفه، فعادة نجد بعض المؤلفین یضع فی بدایة المخطوط أبواب کتابه؛ فیکون بذلک قرینة نستأنس بها على اکتمال المخطوط من عدمه حال خُلُوّه من قرینة دالّة على انتهائه، أو یکون للمخطوط خاتمة صریحة من مؤلفه بتمامه، لکن شیئًا من ذلک لا نجده فی المخطوط.

فالصفحة الأخیرة -من المخطوط الذی بین یدی الباحث- جزء من الباب الذی یسمّیه "الباب الرابع والثلاثون: فیما یُحْتاج إلى معرفته من الرجال والنساء"، وبهذه الصفحة ثمانیة أسطر ونحو نصف سطر فحسب، دون بیان لإتمام هذا الباب أو انتهاء الکتاب، بل الأرجح أن هذا الباب لم یکمله ابن رزیق؛ فإنّه عقده لبیان أسماء الأعضاء فی جسم الإنسان وأسماء الجزئیات التی تترکب فیها، وبدأ بأعلى الرأس إلى ما یدنو من الأعضاء فی الجسم، ثم توقف فی آخر المخطوط عند الرُّکْبة فی ترتیبها من الجسم، فی قوله: "والرّضفة: العظم المُطْبق على رأس الرُّکْبة"([41])، وکان الأصل أن یکتمل الباب ببیان ما تبقى من أعضاء جسم الإنسان من نحو السَّاق والقَدَم، وفق ما سار علیه من بدایة الباب.

إذًا هکذا هو حال هذا المخطوط فی خاتمته، فهل للمخطوط نسخة أخرى کاملة غیر التی بین یدی الباحث؟ أو هل أن ابن زریق لم یُقدَّر له أن یُتمّ کتابه کما أراد له أن یکون؟ هذه تساؤلات لیس بین أیدینا الآن جواب عنها؛ لذا سنقف على هذا المخطوط کما هو علیه، نعرض خِطّته ومصادره.

أمّا خِطّة بناء الکتاب فتسیر على منوال کتب اللغة الأخرى التی تمثّل معاجم فی المعانی، من نحو کتاب الألفاظ لابن السّکیت(244هـ/858م) وهو أقدمها، و"المُنْتَخَب من غریب کلام العرب" لکُراع النَّمْل أبی الحسن علی بن الحسن الهنائی الأزدی (310هـ/922م)، و"نظام الغریب" لأبی محمد عیسى بن إبراهیم بن عبدالله الربعی (480هـ/1087م)، و"کفایة المتحفظ ونهایة المتلفظ فی اللغة العربیة" لأبی إسحاق إبراهیم بن إسماعیل الأَجْدَابی الطرابلسی (نحو 470هـ/1077)، وهذا الأخیر من مصادر ابن رزیق، کما سیتبین لاحقًا.

وصَرَّح ابن رزیق فی مقدمته بأحد هذه المصادر وهو کتاب "نظام الغریب"؛ وذلک فی سیاق حدیثه عن توسّعه فی کتابه عما هو فی کتاب "نظام الغریب"، إذ یقول: "ولعَمْری ولا فَخْر لقد أتى صاحب کتاب "نظام الغریب"، بنَزْر عند هذا الترتیب العجیب"([42])

أمّا بناء ابن رزیق خطّة کتابه على منوال تلک الکتب فیظهر فی تشابه موضوعات الأبواب، وهذا الأمر یصدق على تلک المصادر المذکورة؛ إذ اللاحق یتأثّر بالسابق، مع اختلاف فی ترتیب الموضوعات، والزیادة والنقص فیها، وفی منهج معالجة موادّها، بما یعکس کل من ذلک رؤیة مؤلِّفه.

فلو أجرینا موازنة بین "مِسْکة المُسَّاک" وکتاب الربعی "نظام الغریب" -لتَصْریحه به فی مقدمة کتابه- لوجدنا نظام الغریب یشتمل على نحو مائة باب، بدأها بباب "ما جاء من الغریب فی خلق الإنسان"، وانتهى بباب "ما نطقت به العرب على التثنیة"([43])، أما مخطوط "مِسْکة المُسَّاک" فیحوی أربعة وثلاثین بابًا، یبدؤها بباب "أسماء الرجال الشائع فَخْرُهم مع الخصوص والعوامّ"، ویتوقف عند باب "فیما یُحْتاج إلى معرفته من الرجال والنساء".

لکن کتاب "مسکة المساک" عمد إلى ضمّ بعض الأبواب التی جاءت منفصلة فی "نظام الغریب"، مع زیادة ونقص عمّا هو فی "نظام الغریب" ولینجلی لنا ذلک بوضوح نقف بدایة على الحقول الدلالیة التی تُشَکِّل أبواب "مسکة المساک"؛ إذ نجدها تتوزع فی خمسة حقول دلالیّة، نوردها حسب ترتیبها، مع وجود تداخل بینها أحیانًا سنُشیر إلیه، وهذه الحقول هی:

أولًا: حقل الإنسان: وهذا له ثمانیة أبواب، الستّة الأُوَل والبابان الأخیران، فالستة الأُوَل جاء فیها عن: الرجال الکرام، فالرجال اللئام، فالنساء الحِسان، فالنساء القِباح الصورة، فالشیوخ المُسنّة، فالعجائز([44])، والبابان الأخیران جاء فیهما عن: خَلْق الإنسان من البدایة إلى النهایة، ثم فیما یُحْتاج إلى معرفته من الرجال والنساء([45]).

ثانیًا: حقل الحرب وأسلحتها: وجاء فی أربعة أبواب، ثلاثة متتابعات، من الباب السابع إلى التاسع، وهی:  السیوف، فالرِّماح، فالقِسِیّ والنبال، وباب منفرد وهو الباب الثانی والعشرون الذی وقع فاصلًا بین حقل الحیوان وحقل الطبیعة([46])، وهو باب: الحرب والجیش والدرع وأسماء القتام المثار یوم الحرب([47])، ویمکن أن نلحق بها کذلک باب "أسماء الدواهی من الزمان" السابق لباب "الحرب والجیش"؛ وذلک لقربه من معانی الشدّة والحیلة التی تقتضیها الحرب.

ثالثًا: حقل الحیوان: جاءت أبوابه متتابعة فی اثنی عشر بابًا، من الباب العاشر إلى الباب الحادی والعشرین، وهی: الخیل، فالإبل، فالأسد، فالذئب، فالضبع، فالثعالب والحمیر الوحشیة، فالظباء والبقر الوحشیة، فالنعام، فالطیر، فالنحل والجراد والعوامّ، فالحیّات والعقارب([48]).

رابعًا: حقل الکون والطبیعة: جاء فی تسعة أبواب، من الباب الثالث والعشرین إلى الباب الثانی والثلاثین، باستثاء الباب الثلاثین وهو باب العسل والخمر، أما أبواب هذا الحقل فهی: السماء، فالشمس والقمر والکواکب، فالأرض، فالجبال، فالأنهار والعیون والسحاب والمطر، فالریاح، فالبحر، ثم اللیل والنهار، فالعناصر کالسماء والکوکب والنار والهواء والماء، وما یطرأ لها من تحولات وتأثیرات وترکیبات([49]).

خامسًا: حقل الشراب: وهذا لیس له إلا باب واحد هو الباب الثلاثون: "فی أسماء العسل والخمر"([50]).

وبهذه الحقول الدلالیة یتبین لنا خطة "مسکة المسالک"، وعودًا على بدء فحین نوازن بین هذه الخطة وخطة "نظام الغریب"([51]) نلحظ الأمور الآتیة:

  • "مسکة المساک" ضمّ بضع أبواب منفصلة فی "نظام الغریب" وجعلها بابًا واحدًا، کما فی الباب الثانی والعشرین "الحرب والجیش والدروع" فهی باب واحدٌ فیه، وهی فی "نظام الغریب" ثلاثة أبواب، فضلًا عن أنّ "مسکة المساک" زاد فی آخر هذا الباب "أسماء القتام المُثار فی الحرب"، ووفق منهج "نظام الغریب" تشکّل هذه الزیادة بابًا مستقلًّا، فإذًا هذا الباب فی "مسکة المساک" یوازی أربعة أبواب فی "نظام الغریب".
  • "مسکة المساک" قد یزید فی الباب الواحد موضوعات لیست فی "نظام الغریب"، وهذا وقع فیما لا یقل عن خمسة أبواب فیه، کما هو الشأن فی باب (النحل والجراد والهوام)، إذ لم یرد فی "نظام الغریب" باب الهوام، وفی باب (الشمس والقمر والکواکب) لم یرد فی "نظام الغریب" باب الکواکب، وفی باب "الحیات والعقارب" أیضًا لم یرد فی "نظام الغریب" باب العقارب.
  • "مسکة المساک" قد ینفرد بأبواب لیست فی "نظام الغریب" کما فی باب أسماء اللیل والنهار، والعکس صحیح، فقد انفرد "نظام الغریب" بأبواب لیست فی "مسکة المساک" مثل الأبواب المتعلقة بحقل النبات، کباب النخیل، وباب فی أسماء النبات والأشجار والمراعی، وباب فی أسماء الریاحین.
  • "نظام الغریب" أکثر تنوُّعًا فی حقوله الدلالیة من "مسکة المساک" الذی بین أیدینا، فنجد فی "نظام الغریب" مثلًا ما یتصل بحقل النبات مما ذُکر آنفا، وما یتصل بزینة الإنسان من الحلی والثیاب والطیب.

أما مصادر الکتاب فأهمها "القاموس المحیط" للفیروزآبادی، وابن رُزَیق صرَّح به فی المقدمة، إذ یقول: "فاستخرجتُ هذه الجواهر من القاموس الفاخر"([52])، وثانی هذه المصادر الصریحة نَقْله عن أبی جعفر محمد بن موسى الأردبیلی فی مواضع من المخطوط، ففی الباب الأول فی مادة (الحکیم) ینقل عنه مستطردًا بیان أن الحِکْمة لا سبیل إلى إذاعتها([53]).

ونقل عنه کذلک موضوع الأجسام السماویة فی باب (السماء وما یطلق علیها من الأسماء)([54])، وفی باب (أسماء الأنهار والعیون والسحاب والمطر) ینقل عنه موضوع البخار وما یتشکّل منه بعد صعوده إلى طبقات الهواء([55])، والباب الثانی والثلاثون نقله کاملًا عنه، فی موضوعات العناصر، وتأثیر السماوات على السفلیات، وحقائق الأجسام، وحصر نتائج البرهان على مسائل العلم، وفی المرکبات. 

وفی باب (أسماء العسل والخمر) نقل شرح عبارة "کل مُسْکِر خَمْر، وکل خَمْر مُسْکِر"([56]) من کتاب (مِعْیار العلم فی فنّ المنطق) لأبی حامد الغزالی (505هـ/1111م).

وفی باب (أسماء الأنهار والعیون والسحاب والمطر) ینقل -دون تسمیة المصدر- عن (بعض أهل العلم) -على حدّ تعبیره- موضوع السحاب فی تولّده وما یصدر عنه وما یخرج منه وعن مسیره([57]).

ونحو ذلک أیضًا فی باب (خَلْق الإنسان من البدایة إلى النهایة)([58])، فیشیر إلى نقله من "بعض العلماء"، وهو یرید العلامة أبا إسحاق الأَجْدَابی فی کتابه "کفایة المتحفظ ونهایة المتلفظ فی اللغة العربیة"([59])، وکذا اعتمد علیه فی الباب الأخیر (فیما یُحْتاج إلى معرفته من الرجال والنساء)([60]).

أما منهجه فی الأبواب ففی استفتاح الأبواب یبدأ أحیانًا بتعریف الکلمة التی هی عنوان الباب، ویعتنی ببیان بعض الصیغ الصرفیة کالجموع والتصغیر، کما هو الشأن فی الباب الخامس "فی أسماء الشیوخ المُسِنّة الذین فارقوا الشباب ورافقوا الشّیب" فیبین دلالة "الشیخ" فی هذا الباب ویذکر جموعه وتصغیره، وکذا کلمة "شیب" الواردة فی عنوان الباب، وکلمة "کهل"([61])، ونحو ذلک فی أبواب: السیف، والرمح، والقوس، والخیل، والأسد.

أما ترتیب مواد کلّ باب على منهج من مناهج ترتیب المعاجم کالترتیب الألفبائی أوالترتیب القافی فلا یلتزم به، شأنه شأن معاجم المعانی ککتاب الألفاظ لابن السکیت، والمخصص لابن سِیدَه، والکتابین السابق ذکرهما: "نظام الغریب"، و"کفایة المتحفظ".

ویوجز فی بیان معنى المادة اللغویة، فلا یستطرد غالبًا فی الشرح والتوضیح، من نحو قوله فی مطلع باب (أسماء الخیل): "الخیل: یطلق على الواحد والجمع، والخیول جمع الواحد منها، والشَّرْجَب: الفرس الکریم، والشَّازِب: الفرس الخشن والضامر الیابس، الجمع([62]) شُزَّب، والسوابح: الخیل لسبحها بیدیها فی مسیرها، والبُؤَب، کزُفَر: الفرس القصیر الغلیظ اللحم الفسیح الخَطْو..."([63])

ولإیجازه فی ذلک تجد ظاهرة الاستشهاد اللغوی قلیلة عنده، من نحو استشهاده ببیت لامرئ القیس وذی الرُّمَّة، وبالمثل العربی: "إن فلانًا لیکسر علیک أَرْعاظ النُّبْل"([64]).

ولأن الاستشهاد هنا یتعلق بإیضاح المعنى لا بإثبات وقوع اللفظ فی العربیة، توسّع فی التمثیل من کلام من جاوز عصر الاحتجاج اللغوی، فتجده فی ذلک یورد شعرًا للبحتری، والحریری، وصفی الدین الحلّی، والشیخ أبی نبهان جاعد بن خمیس الخروصی([65])، أو کلامًا منثورًا من مقامات الحریری. فی قوله: "وأنَّى للظالع أن یُدْرِک شَأْو الضلیع"([66]).

ومن معالم المنهج فی "مسکة المساک" استطراده فی بعض الأبواب فیما ینقله من مصادره للتوسّع فی شرح مادتها، کمادة الحکمة والسحاب، وهو استطراد یخرج بالکتاب عن منهجه الذی وُضِعَ له، إذ یتوجه الکتاب إلى العنایة بمفهوم المصطلح لا دلالته اللغویة، وهو خلاف ما عُقِدَ له الکتاب.

وذلک واضح أیضًا فی الباب الثانی والثلاثین المتضمن موضوعات عن العناصر کالسماء والکوکب والنار والهواء والماء، وما یطرأ علیها من تحولات وتأثیرات وترکیبات([67])، فهذا الباب وإن کان داخلًا فی حقل الکون والطبیعة مع الأبواب السابقة؛ لکنه یفارقها فی عنایته باستطراد علمی فی الشرح وتناول لمفهوم المصطلح.

على أنّ ذلک لا یُقلِّل من أهمیة المخطوط فی عنایته اللغویة فی الأبواب الأخرى، وإفادته من مصادر لغویة ثرّة، مع وقوفه فی مواضع قلیلة معقِّبًا على دلالة لفظ أو مؤیِّدًا لاستدراکات سابقة([68]).

ثانیا: رسائل وفصول معجمیة فی التراث العمانی:

انطلاقًا من المفهوم الواسع للمعجم -کما سبق فی بدایات البحث- وُجِدَ فی التراث العُمانیّ بعض الرسائل اللغویة، وهناک أیضًا فصول ضُمِّنَت فی بعض المُصَنَّفات نَحَتْ منحىً معجمیًّا فی ترتیب مادتها، فهی أقرب إلى الرسائل المعجمیّة المفردة فی تألیفها؛ لکن منهج التصنیف اقتضى أن تکون فصلًا أو أکثر من فصول الکتاب؛ خدمةً لموضوعه وإمعانًا فی معالجة قضیته.

ولاستیضاح مضامین تلک المناحی المعجمیة ستقف الدراسة على ما یأتی:

-         منظومة ابن هاشم فی المُثَلَّث من اللغة.

-         رسالة فی مسائل اللغة.

-         فَصْل (تَفْسِیر الأَدْوِیة على حُرُوف المُعْجَم).

-         من الآثار العلمیة فی فنّ الکتابة: (التهذیب)، و(جامع الخیرات).

1-   منظومة ابن هاشم فی المُثَلَّث من اللغة:

مصطلح (المُثَلَّث) فی اللغة یُراد به تلک الألفاظ التی "تتعاقب على أولها أو وسطها الحرکات الثلاث مع اختلاف المعنى أو مع اتِّحاده"([69])، وأوَّل مَن اعْتَنَى بجَمْع المُثَلَّث أبو علی محمد بن المُسْتَنِیر قُطْرُب (نحو 206هـ/821م)، أمَّا نَظْم المُثَلَّث فتَنَازَع فی نِسْبَته العلماء، بین من ینسبه إلى قُطْرُب، ومن ینسبه إلى سدید الدین أبی القاسم عبدالوهاب بن الحسن بن برکات المُهَلَّبی البهنسی (685هـ/1286م)([70])، ومن ینسبه إلى محمد بن علی بن زُرَیق (977هـ/1569م)، وأقرب هذه الآراء إلى الصَّحة أنَّ قُطْرُبًا ألَّف المُثَلَّث نَثْرًا، وأمَّا ناظم المثلث فهو سدید الدین المهلبی، أما ابن زُرَیق فنَظَمَ شَرْحَ المثلث، إذ تعقَّب کُلّ بیت للفظ المُثَلَّث من أبیات المهلبی ببیت یشرح معنى الألفاظ، فابن زُرَیق دَاخَلَ شَرْحَه النَّظْمی فی نَظْم المهلبی([71])، ویکون المهلبی بذلک قد جعل المثلث معجمًا منظومًا بعد أن کان منثورًا عند قُطْرُب.

وفی هذا السیاق نجد نتاجًا عمانیًّا یُشارک نتاجات المثلثّ فی اللغة، وهو "منظومة ابن هاشم فی المثلث من اللغة" لخَلَف بن هاشم بن عبدالله بن هاشم القُرِّی (القرن التاسع الهجری) وهو من بلدة عِینی من الرُّسْتاق، ینتمی إلى الأسرة العلمیة المعروفة التی اشتهرت بالطبّ خاصّة فی القرنین العاشر والحادی عشر([72])، ویبدو للباحث فهد السعدی أنَّ صاحب هذه المنظومة "ابن عمّ خلف بن محمد، والد الطبیب راشد بن خلف بن محمد"([73]).

وصاغ خلف بن هاشم منظومته فی سبعة وأربعین بیتًا، وبناها على مجزوء بحر الرجز فی نمط مُربَّع، یُقیم فیه کلّ مقطوعة على أربعة أشطر، یکون الشطر الرابع قافیة للنظم على حرف الباء المکسور، واستفتح المنظومة بمقدمة من مقطوعة واحدة، وختمها بمقطوعتین؛ وذلک معهود فی بناء نظم المثلث، یقول الناظم بعد المقدِّمة فی تَثْلِیث کلمة (البرّ)([74]) [مجزوء الرجز]:

قُمْ فاسْتَعِذْ بالبَرّ .. ثُمَّ اجْتَهِدْ فی البِــــرّ

ثُمَّ احْصدَنْ لِلْبُرِّ .. یا نِعْمَهُ مِنْ مَکْسَبِ

ونسج معجم المثلث فی نَظْمه على هذا المنوال، جاعلًا اللفظ فی سیاق جُمْلة تُقرِّب معناها المقصود، والألفاظ التی وردت فی نظمه بلغت ثلاثة وأربعین لفظًا، معظمها واردةٌ فی متون المثلثات السابقة له([75])، وهی وفق ترتیبها فی النظم کما یأتی: (البرّ، والبسط، والجمام، والجنّة، والحباب، والرشا، والعجب، والفهر، والقرى، واللّقى، المنا، والودّ، والجال، والجود، والحبّ، والخشاش، والدفّ، والرّبع، والزّجاج، والسّورة، والسّنة، والسّوار، والصّفر، والطّوال، والظّلم، والعرض، والعار، والعضّ، والعدا، والعقار، والغسل، والغال، والقیل، والقلب، والقلا، والقطر، والکرا، واللّها، واللبان، والمرّة، والمنّة، والنّاب، والنّی).

ولم یُراعِ ترتیب الألفاظ على حروف المعجم، وهو أمرٌ سار علیه مَنْ سبقه، کما هو الشأن عند سدید الدین المهلبی ناظم مثلث قطرب([76])؛ لکنّ المهلبی جعل مقطوعات منظومته منسوقة على حروف المعجم فی الحرف الأول من الکلمة الأولى فی کل مقطوعة([77])، وهذا لم ینهجه خلف بن هاشم.

2- رسالة (مسائل فی اللغة):

وهی رسالة للشیخ محمد بن عبدالله بن مَدَّاد النّاعِبی النَّزْوِیّ (917هـ/1511م) نُشِرَتْ بعنوان: (مسائل فی اللغة)، وتضمّ نحو أربعة وثمانین لفظًا، بعضها أسماء أعلام بیَّنَ الشیخ ضبطَها، وکثیر منها مفردات لغویة بیَّن الشیخ معانی أکثرها، ومنها ما اقتصر على بیان ضبطها فحسب، ولعله اقتصر على ذلک لوضوح معناها.

والرسالة تخلو من مقدمة تکشف سبب تألیفها، وإنما جاء فی مطلعها بعد البسملة: "مسائل عن الشیخ العالم النحریر محمد بن عبدالله بن مدّاد، رحمه الله رحمة الأبرار الأخیار، وجعل الجَنّة مأواه، ومن عذاب النار رحمه وکفاه؛ إنه أرحم الراحمین، قال:...." ثم ترد تلک الألفاظ متتابعة.

ولهذا الغموض شَکَّ ضابط الرسالة الباحث فهد بن علی السعدی فی مُحرّر هذه الرسالة؛ إذ یقول: "ولا أدری إن کان الناعبی قد حرّرها بنفسه أو أنّه أملاها على تلامذته"([78]).

لکنّ الباحث سلطان بن مبارک الشیبانی یؤکَّد أنَّ هذه الرسالة توضیح لألفاظ الجزء الرابع من کتاب الضیاء للعوتبی، وبعد الرجوع إلى هذا الکتاب ومعارضة ألفاظ هذه الرسالة به([79])، کان الأمر کما وصفه الشیبانی.

وتوضیحًا لمحتوى الرسالة فهی تضمّ -کما سبق- بعض أسماء الأعلام وألفاظًا لغویة عالجها الشیخ بإیجاز مبیِّنًا معناها أو ضبطها، فمن أسماء الأعلام الواردة قوله:

"مَسْلَمَة: اسم رجل بفتح المیم واللام"([80]).

وقوله: "مُحَبَّر بن مَحْبُوب: على وزن مُفَعَّل مُشَدَّد العین"([81]).

وفی بیان معانی بعض المفردات قوله:

"والغَیْرانُ: بفتح الغین الذی یغار على أهله، وفی الحدیث: "الغَیْرَةُ من الإیمان"([82]).

وقوله: "حَبَلُ الحَبَلَة بفتح الباء واللام، وهو نِتَاج النِّتَاج"([83]).

وقوله: "الحَجْر بفتح الحاء([84]): الثِّبَانُ من الرجل والمرأة، والحِجْر بکسر الحاء: الحرام، والحِجْر أیضا: العقل، والحِجْر: قریة ثمود"([85]).

ویکون اللفظ أحیانًا فی دلیل شرعِیّ، کقوله:

"ونهى رسول الله r عن مَهْر البَغِیّ مُشَدّد الیاء".

"ونهى رسول الله r عن حُلْوان الکاهن بضم الحاء، وهو أجرته".

"النامصة والوامضة والنابضة التی تَنْتِف شَعْر الجَبْهة من النساء، والواشِرَة التی تَجْزِم ضروسها بالمیشار لتزینها، وقد لعن الرسول r من فعلَتْ ذلک".([86])

وهذا النمط من التألیف له حضورٌ فی التراث الإسلامی، کما هو عند أبی منصور الأزهری(370هـ/980م) فی کتابه (الزاهر فی غریب ألفاظ الشافعی)([87])، وعند محمد بن علی القَلْعِی المِرْباطیّ(577هـ/1181م) فی کتابه (اللفظ المُسْتَغْرَب من شواهد المُهَذّب)([88])، الذی شَرَحَ فیه ألفاظ "المُهَذَّب" للشیرازی وضَبَطَ أسماء الأعلام فیه، وثمّة مَنْ تأثَّر بالقلعی، کمحمد بن بَطَّال الراکبی(633هـ) فی کتابه (النظم المستعذب فی شرح غریب المهذب)، والإمام محیی الدین أبو زکریا یحیى بن شرف النووی(676هـ/1277م) فی کتابه (تهذیب الأسماء واللغات)([89]).

3- فَصْل (تَفْسِیر الأَدْوِیة على حُرُوف المُعْجَم):

 هو عبارة عن فصل ختم به الطبیب الشیخ راشد بن عمیرة بن ثانی العِینِیّ الرستاقیّ (حیّ إلى 1019هـ/1610م) کتابَیْه (فاکهة ابن السبیل) و(مختصر فاکهة ابن السبیل)، وألجأ ابنَ عمیرة إلى وضع هذا الفصل أنّه اعتمد فی تألیف کتابَیْه على مصادر طبیّة غیر عمانیة([90])، فتناثر فیهما من تلک المصادر أسماء الأدویة مما اصطلح علیه الأطباء العرب نَقْلًا من لغات أعجمیة، أو مما صاغته البیئة العربیة، فکانت بعض تلک الاصطلاحات غریبة على البیئة العمانیة، فجاء هذا الفصل فی شکل معجم یکشف من اللسان العمانیّ الاسم الذی یقابل تلک الاصطلاحات المنقولة من المصادر، وقد بلغت عنده نحو مائتین وثلاثة وتسعین مصطلحا.

وثمة فَرْق یسیر فی معالجة بعض الموادّ اللغویة فی الکتابین، فتجد بعض التوضیح فی المختصر لم یورده فی الفاکهة، مثلما فعل فی اسم (البقلة الحمقاء)([91])؛ لکنه أحیانًا یترک التوضیح الذی تضمنه کتاب الفاکهة ویقتصر على بیان الاسم المقابل للمصطلح کما فعل فی مصطلح (أسفیذاج)([92])

ولعل السبب الذی دعا ابن عمیرة إلى إعادة ذلک الفصل فی کتابه المختصر -رغم أنه أورد تلک الأسماء فی کتابه السابق (فاکهة ابن السبیل)- أنه فی کتاب الفاکهة ساقها دون ترتیب محدّد، أمَّا فی المختصر الذی ألَّفه لاحقًا فقد أعاد ذلک الفصل مراعیًا ترتیب موادِّه فی أبواب على حروف المعجم دون التفات إلى ترتیبها داخل الباب الواحد.

ولیتضح ذلک فی الکتابین نجد فی کتابه الفاکهة بدأ بنبات (عنب الثعلب)، فنبات (الحرف)، فـ(القاو)، فـ(الأیهقان)، فـ(الخطر)([93])، وانتهى بنبات (هیرون) فنبات (الشعشعان)، فـ(الکاکنج)، فـ(سیسارون)، فـ(نار المشک)، فـ(بلاذر)([94]).

أمّا فی کتابه المختصر فجاءت الموادّ منسوقة فی أبوابها على حروف المعجم وفق الترتیب الألفبائی؛ لکنه لم یلتفت إلى ترتیب موادّ کل باب من الأبواب کما أشیر آنفا، ففی موادّ حرف الهمزة –مثلًا- بدأ المؤلِّف بـ(الأیهقان)، فـ(إلیة)، فـ(إیرسا)، فـ(أسفوطن)، فـ(إذخر)، فـ(إکلیل الملک)، فـ(أبهل)...إلخ([95])، وفی حرف الباء جاءت أولًا (بابونج)، فـ(بنج أسود)، فـ(بزر قطونا)، فـ(باذاورد)، فـ(بورق)... إلخ([96])، وهکذا دوالیک فی سائر الأبواب.

ولأن الموادّ فی المختصر روعی فیها هذا الترتیب، فالنبات الذی له أکثر من اسم یضع المؤلِّف کلّ اسم منها فی بابه، ثم یُحیل القارئ إلى الاسم الأسبق من تلک الأسماء المترادفة، وأحیانًا یُحیل إلى اسم لاحق، ففی باب الجیم مثلا یرد فیه من الإحالات ما یأتی:

"جرجیر: ذُکِرَ مع أَیْهُقان.

جرجر: یُذْکَر مع السرو.

جفت البلوط: یُذْکَر مع شاهبلوط"([97]).

ولحرص المؤلِّف على الدِّقْة فی صنعته المعجمیة یعید ذِکْر تلک الأسماء المترادفة فی الباب المُحَال إلیه، فالأسماء المذکورة آنفًا حین نرجع إلى الموادّ المحَال إلیها نجدها واردة هناک أیضًا([98]).

ویغلب علیه فی معالجة تلک الأسماء أنه یکتفی بذِکْر الاسم وما یرادفه من الأسماء الأعجمیّة والعربیة، فإن کان له فی اللسان العمانی اسم آخر غیر الاسم العربی الشائع ذکره المؤلِّف فی الغالب، کقوله:

"عرعر: وزعرور، و(الزیتون) الجبلی: العتم"([99])، یقصد أنّ العتم هو اسمه فی اللسان العمانی.

وقوله: "خطر: والوسمة، والرتق، والقارة، والخطمی الأسود، والنیلنج، والنیل: هو العَلْظَم"، یقصد أنّ العَلْظَم هو اسمه فی اللسان العمانی([100]).

وقوله: "حمسیرک [حمسرک]: وحبة العین، وفنجنکشت، وتشم [التشمیزج] هو: حبة السوداء بلغة أهل عُمان، وهی حبة العین [کحل السودان]"([101]).

وأحیانًا ینصّ على اللغة الأعجمیّة التی أُخِذَ منها الاسم کقوله فی مادة (کزبرة): "کزبرة: وبالفارسیة: کشنیز، وتسمّى کسفرة، وکسبرة، والنقذة: [دنیاء] هو الجلجلان"([102]).

کما ینصّ أحیانًا على لغات فی الجزیرة العربیة من عُمان وغیرها، کقوله عن الدواء (حمسیرک): "هو: حبة السوداء بلغة أهل عُمان"([103])، وعن (مریاویا): "هو التوتیاء الهندی الذی یشبه الزجاج الأخضر بذلک یسمونه أهل هرموز"([104])، وعن (منلافیة) یقول: "منلافیة: ورازیانج ورازیان بلغة أهل الحجاز"([105]).

وأحیانا یذکر المکان الذی یوجد به النبات، کالجبل الأخضر بعُمان([106])، والقَطِیف([107])، ومصر([108])، وخراسان وماوراء النهر([109])، والهند، وبلد فارس([110]).

وترد بعض النباتات أیضًا منسوبة إلى بلدنها فعن (حرف البلسان) یقول: شجرة مصریة، وکذا یذکر الخرزَ الرومی، والصعتر الرومی، والسعد الرومی، والبورق الأرمنی، والسنبل الهندی، والتمر الهندی([111]).

کما یشیر إلى مشاهداته لتلک الأدویة خارج وطنه عُمان، فی نحو بلاد فارس والقطیف([112]).

ورغم أنّ ابن عمیرة اقتصر فی صنعته المعجمیة على أدویة وردت فی کتابَیْه، فإنّه حفظ لنا الاسم العمانیّ لتلک الأدویة فی عصره، وهذا فی حدّ ذاته یعکس دور البیئة اللغویة العمانیّة فی إغناء اللغة العربیة بمرادفات لغویة، هذا فضلًا عمّا حوته هذه الصنعة المعجمیّة من إشارات لغویة مازت اللفظ العربی من الأعجمی.

4- من الآثار العلمیة فی فنّ الکتابة: (التَّهْذِیب) و (جامِع الخَیْرات):

أ- فصول معجمیة فی کتاب (التَّهْذِیب):

الشیخ محمد بن عامر بن راشد بن سعید بن عبد الله المعولی (1190هـ/1777م) المشهور بابن عَرِیق([113])، له مؤلَّف طریف فی فنِّ الکتابة، وهو من الفنون التی یقلّ أنْ یُفرد لها تصنیفٌ خاصٌّ فی تراثنا العمانی.

وهذا المؤلَّف هو کتاب (التَّهْذِیب)، یقول ابن عَرِیق فی مقدمته: "وینبغی لمن ابْتُلِیَ بالکتابة بین الناس (أنْ) یواظب على تعلیم ما صنفناه هنا، و(یعمل)([114]) على الصواب منه وبالله التوفیق، وقد سمیت هذا الکتاب کتاب التَّهْذِیب؛ لما فیه من التأدیب، یُهذِّب صاحبه، ویؤدِّب طالبه"([115]).

ولا یزال هذا السِّفْر مخطوطًا، بمکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی بالسِّیب، مصنَّفا تحت الأرقام: (1381، 1398، 1399)، باستثناء الباب الرابع منه الذی جعله المؤلِّف خاصًّا بعلوم القرآن الکریم، والباحث: عبدالله بن سعید بن ناصر القَنُّوبی دَرَسَ هذا الباب وحَقَّقَه، فصدر الکتاب فی جزئین اثنین([116])، وما عدا هذا الباب فلا یزال مخطوطًا، کما سبقت الإشارة آنفًا. 

وأقام ابن عَرِیق کتابه على عشرة أبوابٍ، عالج فیها ما یلزم الکاتب معرفته من العربیة فی أصول لغتها ونحوها وصَرْفها ورَسْم ألفاظها، وسَرَد طائفة من ألفاظها مبیّنًا دلالاتها، وخصّص الباب الرابع من تلک الأبواب "فی القرآن وأحکامه وسوره وآیاته وکلامه وحروفه وغرایب إعرابه وشیء من... ([117])"([118]).

وتظهر ملامح الصنعة المعجمیة فی هذا المؤلَّف فی أبواب ساقت ألفاظًا منسوقة على الترتیب الألفبائی، ویظهر أنّ تلک الألفاظ انتقاها المؤلِّف؛ لکونها مما یلزم کاتب القضاء معرفته، مما یعرض استعماله فی مثل هذا النمط من الکتابات.

من ذلک أنَّه عقد فصلًا لطائفة من الألفاظ جاءت منسوقة على الترتیب الألفبائی، وعالج فی ألفاظ هذا الفصل التباینَ الدلالی للفظة الواحدة باختلاف ضبط حرفها الأول ضمًّا وفَتْحًا وکسْرًا([119])، وهو ما یُعرف اصطلاحًا بالمُثَلَّث فی اللغة، واستفتح هذا الفصل بقوله: "وینبغی للمتعلم أنْ یفطن فی اللغات والمعانی، ویمیز الفرق بین جمیع الأشیاء من المتشابه فی اللفظ المتخالف فی المعانی على ترتیب مثالات المعجم"([120])، ویبدأ بحرف الهمزة الذی یسمیه (الألف) کما هو معهود عند المتقدمین أیضا، ویقول فیه: "أول ذلک الألف: أَمّة: بفتح الألف: الجُرْح فی الرأس، إِمّة بکسْر الألف: نِعْمَة، وأُمّة مضمومة الألف: الجماعة، والأُمّة بالضم: القامة والنِسْیان، من قوله تعالى: )وَادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ([یوسف:45] أی: نِسْیَان"([121]).

وعلى نسق هذا الفصل یعقد فصلًا آخر إلا أنّه أطول من السابق، یعالج فیه أیضًا دلالات ألفاظ یختلف فیها المعنى باختلاف ضبط حرف من حروفها أیًّا کان موقعه من الکلمة، أو یکون للفظ معنى واحد یوضّحه ثم ینتقل إلى ما بعده، ففی حرف الألف یبدأ بلفظة (أمهات)، ثم لفظة (إدبار) فی نحو قوله تعالى: )وَإِدْبَارَ النُّجُومِ([الطور:49]، فیعالج فی هذه اللفظة اختلاف دلالتها من حیث فتح الهمزة وکسرها، وکذا بعده لفظة (آخر) یعالج فیها اختلاف دلالتها من حیث کسر الخاء وفتحها([122]).

ب- کتاب (جامِع الخَیْرات):

وممّا أُلِّف أیضًا فی التراث العمانی فی فنّ الکتابة کتاب "جامع الخیرات" للشیخ سالم بن راشد بن سالم بن ربیعة القصابی البهلوی (بین 1162 و1171هـ/1749-1757م)([123]).

وهذا الکتاب لا یزال مخطوطًا بدار المخطوطات بوزارة التراث والسیاحة تحت رقم (1712)، یقع فی 496 صفحة، وهو مختصٌّ فی الکتابة الشرعیة، ومؤلِّفُه أقامه على ثلاثین بابًا، حَوَتْ مسائل فقهیة وضَبْطًا لألفاظ وصیغ کتابیّة خدمة لهذا الموضوع، وما یتصل بها من مسائل صرفیة وإملائیة تُعین الکاتب على ضبط کتابته وفق سنن العربیة، یقول القصابی فی خُطبة کتابه: "وسمَّیته (جامع الخیرات)، وضمَّنته ما استحسنته من الصفات، وهو فی أدب الکاتب وما یجوز له من الکتابة وما لا یجوز، وفی الکتابة ومعانیها وصفاتها وأحکامها، وما یثبت منها وما لا یثبت، وفی ألفاظ الکتابة، وما تجوز فیه الکتابة وما لا تجوز فیه الکتابة، ومعانی جمیع ذلک"([124]).

وعقد الباب الأول فی الکاتب وفی الکتابة ما یجوز منها وما لا یجوز، وما یثبت منها وما لا یثبت، فجعله فی مسائل فقهیة تتعلق بالکتابة الشرعیة([125]).

أما الباب الثانی فعقده فی أسماء البشر ونسبهم وأسماء البلدان، وفیما یؤنث ویُذکَّر، وفیما تُکتب ألفه ممدودة أو مقصورة، وفی صفة عدد المؤنث والمذکَّر وما أشبه ذلک([126])، وعقد فیه فصولًا معجمیة سرد فیها ألفاظًا تُکتب ألفها ممدودة وألفاظًا أخرى تُکتب مقصورة([127])، معتمدًا فی ذلک على کتاب (أَدَب الکاتب).

أمَّا الباب الثالث فعقده فی التمییز بین الألفاظ التی تُکتب بالضاد من الألفاظ التی تُکتب بالظاء، مما یجری استعمالها فی اللسان العُمانی، کما نثر فی آخر هذا الباب منظومة الحریری فی حرف الظاء([128]) التی جاءت فی المقامة الحلبیّة من مقاماته الأدبیّة([129]).

أمّا الأبواب الأخرى من بدایة الباب الرابع إلى نهایة الباب الثلاثین فسَاقَ فیها صیغ الوصیة والإقرار والعقود کعقود البیع ونحوها([130])، مما له صلة بأبواب فقهیة کفقه الأسرة وفقه المعاملات.

وما یعنینا فی هذا المخطوط مما له صلة بالأثر المعجمی جانبان مهمّان:

أولًا: الباب الثالث السابق ذِکْره نقل فیه عن علماء عمانیین ألفاظًا من الواقع العُمانی یضبط فیه صوت الضاد أو الظاء فی اللفظ([131])، من أعلام الناس والقبائل والمواضع والصفات ونحو ذلک.

فمما جاء مرسوما بالضاد من أعلام الناس والقبائل: جهضم، وغضیفان، وضنُوه، وضمّوه، والجهضمی، والحضرمی، ومن أعلام الأماکن: ضمّ، والمضیبی، وضوت، وضنک، ومما جاء بالضاد أیضًا: فضل وفضالة وفضیلة وضبیان وضاوی وعاضد النخل وضبوب والغضف والضحضاح والضویحیة، ومن الأعلام المرسومة بالظاء: فلج بو لغیظة، ومسجد الظفریة، وفلج الظبی، والغیظرانة اسم مال، ومن الصفات: الحاظی والحظیّة([132]).

 ولم یکتفِ بنقل اللفظ أحیانًا بل یتعقَّب بالتوضیح وبیان الرأی، کقوله: "وأمَّا عظیقة وعضیقة فلا أعلمها من کلام العرب، وإنْ کانوا صحَّفوا الذال ظاء أو ضادا فعسى، وإلا فهو عذیقة بالذال المنقوطة بواحدة من فوق من عذق النخلة والله أعلم"([133]).

وموضوع هذا الباب من الموضوعات الصوتیة التی شغلت بال اللغویین قدیما، فألّفوا فیه کُتبًا ورسائل وصاغوا فیه منظومات([134])؛ لصعوبة التمییز صوتیًّا بین الکلمات المشتملة على صوت الضاد من الکلمات المشتملة على صوت الظاء؛ وذلک یعود إلى اشتراک الصوتین فی صفة الإطباق، ولصعوبة تحقیق صوت الضاد فیمیل اللسان إلى إخراجه من مخرج الظاء، وهذا اللبس الصوتی هو الذی جَرّ إلى وقوع التباین رسم هذا الصوت فی الکلمة الواحدة تارة ظاء وتارة ضادًا.

وهذا اللبس الصوتی لم یسلم منه اللسان العُمانی، فوقع الخلطُ فی کتابة الألفاظ، من ذلک الخلاف فی کتابة اسم جَدّ العلامة (أبی بَکْر أحمد بن سلیمان النّاعِبیّ) المعروف بابن النَّضْر، بین من یکتبه بالضاد الساقطة (النَّضْر)، ومن یکتبه بالظاء المُشَالة (النَّظر)، حتى أصبح کل واحد من الرَّسْمَین بعد ذلک یمثّل رأیًا له تعلیله الدلالی، فهو من النَّضارة فیکتب بالضاد، أو من النَّظَر فیکتب بالظاء، )وَلِکُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهَا([البقرة:148].

وثانیا: الأبواب من بدایة الباب الرابع إلى نهایة الباب الثلاثین، فهی أقرب إلى أن تکون معجمًا من المعاجم الفقهیّة فی صیغ الوصایا والإقرارات والعقود، فجاءت فی شَکْل "قوالب کتابیة مُعَدّة أثرت عن العلماء الثقات ووردت فی کتب الفقه التی یطمأن إلیها بکونها تتضمن ما یشبه المواد القانونیة التی یرجع إلیها کل عامل فی أی حقل عملی"([135]).

وجاءت تلک الصیغ مقسّمة فی حقول فقهیّة کل حسب موضوعه، کالوصایا والبیوع والإثبات والرهن، والوکالات کالوکالة فی البیوع والمقاسمات فی الأصول، والوکالة للمساجد والأیتام والأغیاب والوقوفات ولإنفاذ وصیة الهالک وغیرها مما هو معهود فی موضوعات کتب الفقه الإسلامی.

والترتیب الموضوعی الذی سار علیه القصابیّ فی تقسیم هذه الصیغ یسهِّل على المختصِّین الوصولَ إلى الصیغة المقصودة فی الکتابة.

ولا تتوقف أهمیة هذا السِّفْر فی کونه یحوی معجمًا فی صیغ الکتابة الشرعیة فحسب، بل یتجاوز ذلک إلى أهمیة ما تضمنته تلک الصیغ الشرعیة من مفردات یمکن أنْ تُشکِّل معجمًا لفظیًّا لمفردات عُمانیة فی عَصْر الیعاربة الذی عاش فیه الشیخ القصابی؛ فنجد فی تلک الصیغ "الکثیر من تجلیات الحیاة الاجتماعیة، کمفردات العمارة وأثاث البیت، ونظام الوقف، والمؤسسات الدینیة، کالمساجد ومدارس القرآن الکریم، والکثیر من السنن والعادات المتبعة فی المجتمع العمانی"([136]).

وعنایة بهذا السِّفْر القیّم جاءتْ "رسالة فی الکتابة وألفاظ المعاملات الشرعیة" اختصارًا لـ"جامع الخیرات" واقتصارًا لأبواب منه، وهی للشیخ سعید بن أحمد بن سعید بن أحمد بن سعید الکندی السمدی النزوی(1206ه/1792م)([137])، ولا تزال مخطوطة بمکتبة الشیخ ناصر بن راشد الخروصی تقع فی ثمان وأربعین صفحة.

واختصرها الشیخ الکندی من کتاب "جامع الخیرات" السابق ذِکْره، واقتصر فیها على واحد وعشرین بابًا من جملة ثلاثین بابًا من کتاب "جامع الخیرات"، والشیخ الکندی یُصرّح بذلک فی خاتمة رسالته، إذ یقول بعد تمام آخر باب من أبوابها: "تَمَّت الألفاظُ التی انْتَخَبْتُها من کتاب "جامع الخیرات" عشیّة السبت، للیلة خلتْ من شهر جمادى الأولى، من سنة أربع سنین وخمسین سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة النبویة"([138]). 

الخاتمة

وأخیرًا بعد هذا الدراسة الموجزة تبیّن لنا أنّ للتراث العُمانی دورًا فی صناعة المعجم فی الحقبة الزمنیة من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجریین، فوقفت الدراسة على نتاج معجمیّ بین کتب ورسائل وفصول، وتبین أن تلک الآثار المعجمیة فی الحقبة المدروسة:

  • وقفت الدراسة فیها على ثلاثة معاجم، وأربعة آثار بین رسائل وفصول معجمیّة، فالمعاجم: اثنان منهما للشیخ ناصر بن أبی نبهان الخروصی وهما (السِّرُّ العَلِیّ فی خواصّ النَّبات بالتصریف السواحلی) و(مُبْتَدَأُ الأَسْفَار فی بیان نُبْذة یسیرة من لغة أهل زنجبار بالمشهور من اللغة العربیة)، ومعجم لابن رُزَیق النخلی وهو (مِسْکة المُسَّاک المُوقِع الأسماءَ فی شَرَکَ الاشتراک)، أمَّا الرسائل والفصول المعجمیة فهی: (منظومة ابن هاشم فی المثلث من اللغة)، و(رسالة فی مسائل اللغة) لابن مدَّاد النَّاعِبِیّ، وفَصْل (تَفْسِیر الأَدْوِیة على حُرُوف المُعْجَم) لابن عمیرة القُرِّی، وفصول معجمیّة فی کتاب (التهذیب) لابن عَریق المعولی، وکتاب (جامع الخیرات) للشیخ سالم بن راشد القصَّابِیّ.
  • تنوعت بین کونها معاجم لغویة بحتة کما فی "مبتدأ الأسفار" و"مسکة المساک"، ومنها ما کان مختصًّا بفنّ من الفنون کمعجم (السرّ العلیّ) فی النباتات وعلاجاتها، ومن نافلة القول إن الفصول المعجمیّة جاءت خدمة لفنّ الکتاب الذی تضمّنها کــ"فصل تفسیر الأدویة على حروف المعجم"، الذی جاء خدمة للکتاب الطبِّی الذی تضمّنه، وهو "فاکهة ابن السبیل"، کما أنَّ معظم فصول کتاب (جامع الخیرات) من الفصل الرابع إلى الفصل الثلاثین شکَّلت للکتاب معجمًا فقهیًّا فی صیغ الکتابة الشرعیّة.
  • تنوعت معاجمها بین معاجم ألفاظ سارت فی ترتیب موادّها على الترتیب الألفبائی، وهذا النوع یمثّلها معجمًا "مبتدأ الأسفار" و"السر العلیّ"، ومعاجم معانٍ جاءت ألفاظها مرتّبة على المعانی الدّالة علیها، کما فی معجم "مسکة المساک"، وهذا النهج أیضًا سار علیه کتاب (جامع الخیرات) فی فصوله المعجمیة؛ إذ رتَّب الصیغ الشرعیة وفق موضوعها الفقهی.
  • لا تتوقف أهمیتها عند صناعتها المعجمیة بل تتعداها إلى قضایا لغویة أخرى، فمعجم "السرّ العلی" و"فصل تفسیر الأدویة على حروف المعجم" یشکّلان مصدرًا رئیسًا فی الوقوف على أسماء من اللسان العُمانیّ فی مجال النبات والأدویة فی تلک الحقبة التاریخیة، لا سیما عند المشتغلین بتحقیق التراث العُمانی، وألمح "جامع الخیرات" إلى ظاهرة التباس الضاد بالظاء فی الواقع اللغوی العمانی فی عصره، کما أنَّ هذا الکتاب مع یوازیه من کتب التراث العُمانیّ یمکن أن یُشکَّل منه معجم ألفاظ عُمانیّة فی حقبته الزمنیّة.
  • یتمیز منها معجمًا الشیخ ناصر الخروصی (مبتدأ الأسفار) و(السرّ العلیّ) بثنائیّة اللغة (عربی-سواحلی) فی مادتهما اللغویة، وبعنایتهما بملامح التقعید اللغوی للغة السواحلیة، وما تختصّ به من سمات صوتیة وصرفیّة وترکیبیة، وکلّ ذلک یفتح آفاقًا بحثیّة لدراسة هذه اللغة وما یطرأ لها من تغییرات انطلاقًا من مادة هذین المعجمین.

 

الهوامش والإحالات

 


([1]) مراد، إبراهیم، مقدمة لنظریة المعجم، مجلة المعجمیة، تونس، ع 9-10، 1994م، ص30.

([2]) القاسمی، علی، علم اللغة وصناعة المعجم، ط2، جامعة الملک سعود، الریاض، 1411هـ -1991م، ص3.

([3]) هذا التقسیم لم یکن محلّ اتفاق بین المعجمیین العرب المعاصرین، فمنهم من یجعل مصطلح (المعجمیّة) ردیفًا لمصطلح (صناعة المعجم)، هذا القسم الأول، والقسم الثانی هو علم المعجم، (انظر: الحمزاوی، محمد رشاد، من قضایا المعجم العربی قدیما وحدیثا، دار الغرب الإسلامی، تونس، 1986م، ص170.)

([4]) القاسمی، علی، المعجمیة العربیة بین النظریة والتطبیق، مکتبة لبنان ناشرون، بیروت، 2003م، ص20.

([5]) یرد فی بعض کتب التراجم أن القلعی توفی عام (630هـ) وقیل أیضًا بغیر ذلک، لکنَّ الباحثین المعاصرین حقَّقوا وفاته فی سنة (577هـ)، بدلائل منها: الشاهد الصخَّری على قبره الذی یُؤرِّخ وفاته فی هذه السنة، ثم القرائن التاریخیة من الأعلام والشخصیات التی عاصرها، ثم إنَّ یاقوت الحموی المُتَوفَّى عام (622هـ) یذکر وفاة القلعی بمرباط، فکیف تکون وفاته عام (630هـ)؟!. (العمری، سعید بن خالد بن أحمد، ملامح عصر الإمام محمد بن علی القلعی: الحیاة السیاسیة والفکریة فی القرن السادس الهجری-الثانی عشر المیلادی، ندوة: الإمام القلعی، بیت الغشام للنشر والترجمة، مسقط، 2015م، ص53).

([6]) هناک خلاف فی تحدید المدة التی عاشها فیها العوتبی، انظر مقدِّمة مُحَقِّقَی کتاب: العوتبی، أبو المنذر سلمة بن مسلم، کتاب الضیاء، تح: سلیمان بن إبراهیم بابزیز الوارجلانی وداود بن عمر بابزیز الوارجلانی، وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة، مسقط، 1436هـ/2015م، ج1، ص16-28.

([7]) یکفی الإشارة هنا إلى المؤتمرات التی نظمتها وحدة الدراسات العُمانیة بجامعة آل البیت بالأردن عن الخلیل بن أحمد وابن درید والعوتبی، هذا فضلا عن الندوات المنعقدة فی السلطنة عن هؤلاء الأعلام، منها ندوة اللجنة الوطنیة العمانیة للتربیة والثقافة والعلوم عن ابن الذهبی (أبی محمد الصحاری)، وکذا الرسائل الأکادیمیة التی سُجِّلت داخل السلطنة وخارجها لدارسة الصناعة المعجمیة فی آثارهم اللغویة.

([8]) عبد الله، یسری عبد الغنی، معجم المعاجم العربیة، دار الجیل، بیروت، 1411هـ/1991م، ص9.

([9]) الخولی، محمد علی، معجم علم اللغة النظری، مکتبة لبنان، بیروت، 1982م، ص74.

([10]) السابق، ص9.

([11]) انظر: السابق، ص19 ص20.

([12]) إقبال، أحمد الشرقاوی، معجم المعاجم، ط3، دار الغرب الإسلامی، تونس، 2011م، ص: ی.

([13]) السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی، السیب – مسقط، رقم (1133)، ص1. 

([14]) السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی (مخطوط)، السیب – مسقط، رقم (1531)، ص154. 

([15]) المرجع السابق، ص2.

([16]) للتوسع انظر: الرمحی، أحمد بن محمد، الشیخ ناصر بن أبی نبهان الخروصی فی آثاره اللغویة، ذاکرة عمان، مسقط، 1438هـ/2017م، ص 61-70.

([17]) السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1133)، ص2.

([18]) السابق، ص11./ کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1531)، ص13.

        تنویه: نقلت النصّ کما ورد فی الأصل، فلم أضع همزات القطع فی مثل: (الاثب، والاشنان)

([19]) کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1133)، ص24.

([20]) کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1531)، ص144.

([21]) کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1133)، ص92. 

([22]) کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1531)، ص: 85، 26./ کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1133)، ص6. 

([23]) کتاب السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، رقم (1133)، ص284.

([24]) الشیخ ناصر بن أبی نبهان الخروصی فی آثاره اللغویة، ص61.

([25]) الخروصی، الشیخ ناصر بن أبی نبهان، مُبْتَدَأ الأَسْفَار فی بیان نُبْذة یسیرة من لغة أهل زنجبار بالمشهور من اللغة العربیة (مخطوط)، ضمن مجموع یضمّ: السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی، السیب – مسقط، رقم (1133)، ص165.

([26]) السابق، ص166.

([27]) السابق، ص166.

([28]) ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مکرم بن علی، لسان العرب، ط3، دار الفکر، بیروت، 1414هـ/1994م مادة: بوح.

([29]) مُبْتَدَأ الأَسْفَار فی بیان نُبْذة یسیرة من لغة أهل زنجبار، ص172.

([30]) السابق، ص173.

([31]) السابق، ص170.

([32]) السابق، ص173.

([33]) السابق، ص174.

([34]) السابق، ص167.

([35]) السابق، ص167.

([36]) السابق، ص172.

([37]) انظر تر: السعدی، فهد بن علی بن هاشل، معجم شعراء الإباضیة "قسم المشرق"، مکتبة الجیل الواعد، مسقط، 1428ه/2007م، ص69. 

([38]) ابن زریق، حمید بن محمد بن رزیق العبیدانی النَّخَلی، مسکة المساک الموقع الأسماء فی شَرَک الاشتراک (مخطوط)، دار المخطوطات، وزارة التراث والثقافة، مسقط، رقم: 3215، ص1-3. 

([39]) مسکة المساک الموقع الأسماء فی شَرَک الاشتراک، ص2. 

([40]) الصفحة نفسها. 

([41]) السابق، ص133. 

([42]) السابق، ص3. 

([43]) الربعی، أبو محمد عیسى بن إبراهیم بن عبدالله، نظام الغریب "فی اللغة"، بعنایة: بولس برونله، مطبعة هندیة بالموسکی، مصر، 1912م، ص4-244. 

([44]) مسکة المساک الموقع الأسماء فی شَرَک الاشتراک، ص3-55. 

([45]) السابق، ص125-133. 

([46]) السابق، ص55-60. 

([47]) السابق، ص89. 

([48]) السابق، ص60-88.

([49]) السابق، ص91-125. 

([50]) السابق، ص114. 

([51]) نظام الغریب "فی اللغة"، ص313-315. 

([52]) مسکة المساک الموقع الأسماء فی شَرَک الاشتراک، ص2 ص3. 

([53]) السابق، ص10. 

([54]) السابق، ص92. 

([55]) السابق، ص108 ص109. 

([56]) السابق، ص114-115./ الغزالی، أبو حامد محمد بن محمد الطوسی، معیار العلم فی فن المنطق، ت: سلیمان دنیا، دار المعارف، مصر، 1961م، ص(133-134)، (171-172).

([57]) مسکة المساک الموقع الأسماء فی شَرَک الاشتراک، ص106 ص107. 

([58]) السابق، ص125. 

([59]) الأَجْدَابی، إبراهیم بن إسماعیل بن أحمد بن عبد الله اللواتی أبو إسحاق الطرابلسی، کفایة المتحفظ ونهایة المتلفظ فی اللغة العربیة، تح: السائح علی حسین، دار اقرأ للطباعة والنشر والترجمة، طرابلس-لیبیا، ص70-82. 

([60]) مسکة المساک الموقع الأسماء فی شَرَک الاشتراک، ص59-68. وانظر أیضا: ص84.

([61]) السابق، ص52 ص53. 

([62]) وردت فی الأصل: جمع.

([63]) السابق، ص60. 

([64]) السابق، ص 118، 67، 59. 

([65]) السابق، ص109، 76، 60، 30. 

([66]) السابق، ص7. 

([67]) السابق، ص119. 

([68]) السابق، ص28، 31، 79. 

([69]) معجم المعاجم، ص302./ البطلیوسی، ابن السید، المثلث، ت: صلاح مهدی الفرطوسی، دار الرشید - وزارة الثقافة والإعلام، العراق، 1401هـ-1981م، ج1، ص298.

([70]) شوقی، جلال، المثلثات اللغویة متونها ومنظوماتها حتى نهایة المائة السابعة للهجرة، حولیة کلیة الإنسانیات والعلوم الاجتماعیة، جامعة قطر، ع 9، 1406هـ/1986م، ص175-180.   

([71]) علی، فائزة علی عوض العلیم، قطرب وأثره فی الدراسات اللغویة (رسالة ماجستیر)، کلیة التربیة -جامعة الخرطوم، یونیو، 2009م، ص45.  

([72]) القُّرِّی، خلف بن هاشم بن عبدالله بن هاشم الرستاقی، منظومة ابن هاشم فی المثلث من اللغة، ضبط نصها: سلطان بن مبارک بن حمد الشیبانی، ذاکرة عمان، مسقط، 1435هـ/2014م، ص5.

([73]) السعدی، فهد بن علی بن هاشل، معجم شعراء الفقهاء والمتکلمین الإباضیة "قسم المشرق" من القرن الأول الهجری إلى بدایة القرن الخامس عشر الهجری، مکتبة الجیل الواعد، مسقط، 1428هـ/2007م، ص84.

([74]) منظومة ابن هاشم فی المثلث من اللغة، ص11.

([75]) المثلث، ج1، ص146-237.

([76]) المثلثات اللغویة متونها ومنظوماتها حتى نهایة المائة السابعة للهجرة، ص181.

([77]) نفسه.

([78]) النّاعِبی، محمد بن عبدالله بن مَدَّاد النَّزْوِیّ، مسائل فی اللغة، ضبطها وصححها: فهد بن علی بن هاشل السعدی، ذاکرة عمان، مسقط، 1437هـ/2016م، ص6.   

([79]) انظر مثلا الألفاظ: (الطنبور والدهرة، وتمَّام بن یحیى، والآنک، واستوفز، والفقَاع، والحنتم، وفرقد السبخی) على التوالی فی [مسائل اللغة، ص: 18، 40، 24، 25، 37]  وکذا فی [کتاب الضِّیاء، ج4، ص:26، 36، 39، 40، 195، 185، 108].

([80]) مسائل فی اللغة، ص24.

([81]) السابق، ص25.

([82]) السابق، ص21.

([83]) السابق، ص32.

([84]) ترد فی المعجم بفتح الحاء وکسرها، جاء فی (لسان العرب): "وحِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه: مَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنْ ثَوْبِهِ" (لسان العرب، مادة: حجر).

([85]) مسائل فی اللغة، ص26.

([86]) السابق، ص21 ص22.

([87]) الأزهری، أبو منصور محمد بن أحمد، الزاهر فی غریب ألفاظ الشافعی، تح: محمد جبر الألفی، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، الکویت، 1399هـ/1979م.

([88]) القلعی، أبو عبدالله محمد بن علی بن الحسن، المعجم الفقهی: اللفظ المُسْتَغْرَب من شواهد المُهَذّب، تح: خالد إسماعیل حسان، راجعه: رمضان عبدالتواب، مکتبة الآداب، القاهرة، 1420هـ-2009م.

([89]) انظر دراسة المحقِّق لکتاب: المعجم الفقهی: اللفظ المستغرب، ص21 ص22.

([90]) 

-        ابن عمیرة، راشد بن عمیرة بن ثانی بن خلف، فاکهة ابن السبیل، ط2، وزارة التراث القومی والثقافة، مسقط، 1405هـ/1984م، ج1، ص1.

-        ابن عمیرة، راشد بن عمیرة بن ثانی العِینیّ الرستاقیّ العُمانی، مختصر فاکهة ابن السبیل، ت: عبدالله بن علی بن سعید السعدی، وزارة التراث والثقافة، مسقط، 1437هـ/2016م، ص81-83.

([91]) فاکهة ابن السبیل، ج2، ص265/ مختصر فاکهة ابن السبیل، ص452.

([92]) فاکهة ابن السبیل، ج2، ص265/ مختصر فاکهة ابن السبیل، ص450.

([93]) فاکهة ابن السبیل، ج2، ص261.

([94]) المرجع نفسه، ج2، ص266.

([95]) مختصر فاکهة ابن السبیل، ص447 ص448.

([96]) السابق، ص451.

([97]) السابق، 454.

([98]) انظر تلک الموادّ متتابعة فی: السابق، ص: 447، 463، 464.

([99]) السابق، ص467.

([100]) السابق، ص457.

([101]) السابق، ص456.  وما بین القوسین [...] زیادة من محقِّق الکتاب.

([102]) السابق، ص471.

([103]) السابق، ص456.    وما بین القوسین [...] زیادة من محقِّق الکتاب.

([104]) السابق، ص474.

([105]) السابق، 475.

([106]) السابق، ص448.

([107]) السابق، ص473.

([108]) السابق، ص451.

([109]) السابق، ص453.

([110]) السابق، ص455.

([111]) السابق، ص: 454، 455، 448، 459، 451، 476، 455.

([112]) السابق، ص: 455، 464، 473، 475.

([113]) انظر تر: معجم شعراء الإباضیة، ص338.

([114]) کلمة غیر واضحة فی الأصل المخطوط، ولعلها هکذا کما أثبتها.

([115]) المعولی، أبو سلیمان محمد بن عامر بن راشد الأفوی العمانی، التهذیب (مخطوط)، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی، السیب - مسقط، رقم التصنیف: 1399، ص2. 

([116]) المعولی، محمد بن عامر بن راشد، التهذیب فی الفصاحة والألفاظ (الباب الرابع: فی علوم القرآن)، تح: عبدالله بن سعید بن ناصر القنوبی، مکتبة خزائن الآثار، برکاء، 1438هـ/2017م.

([117]) غیر واضح فی الأصل.

([118]) التهذیب (مخطوط)، ج1، ص1.

([119]) السابق، رقم: 1398، ج2، ص415-417. 

([120]) السابق، ص415.

([121]) السابق، ص415.

([122]) السابق، ص418. 

([123]) معجم الفقهاء والمتکلمین الإباضیة "قسم المشرق"، ج2، ص21. 

([124]) القصابی، سالم بن راشد، جامع الخیرات (مخطوط)، وزارة التراث والسیاحة، مسقط، رقم: 1712، ص13.

([125]) السابق، ص14-267.

([126]) السابق، ص267-314.

([127]) السابق، ص304.

([128]) السابق، ص314-320.

([129]) الحریری، أبو محمد القاسم بن علی، مقامات الحریری، دار الباز للنشر والتوزیع، مکة المکرمة، 1398هـ/1978م، ص383.

([130]) جامع الخیرات، ص320-495.

([131]) السابق، ص314-319.

([132]) السابق، ص 315-320.

([133]) السابق، ص315.

([134]( انظر: معجم المعاجم، ص166-175.

([135]) انظر: العیسری، محمد بن عامر، من تراثنا فی أدب الکتابة بالعدل قراءة فی کتاب "جامع الخیرات" (2-2)، جریدة الوطن "موقع إلکترونی".

([136]) السابق.  

([137]) معجم الفقهاء والمتکلمین الإباضیة "قسم المشرق"، ج2، ص55. 

([138]) الکندی، سعید بن أحمد بن سعید بن أحمد بن سعید، رسالة فی الکتابة وألفاظ المعاملات الشرعیة (مخطوط)، مکتبة الشیخ ناصر بن راشد الخروصی، رقم: NK: 025، ص37. 

 

المصادر والمراجع

  

1)    ابن رزیق، حمید بن محمد بن رزیق العبیدانی النَّخَلی، مِسْکة المُسَّاک المُوقِع الأسماءَ فی شَرَک الاشتراک (مخطوط)، دار المخطوطات، وزارة التراث والثقافة، مسقط، رقم: 3215.     

2)    ابن عمیرة، راشد بن عمیرة بن ثانی العِینیّ الرستاقیّ العُمانی، مختصر فاکهة ابن السبیل، دراسة وتحقیق: عبدالله بن علی بن سعید السعدی، وزارة التراث والثقافة، مسقط، 1437هـ/2016م.

3)    فاکهة ابن السبیل، ط2، وزارة التراث القومی والثقافة، مسقط، 1405هـ/1984م.

4)    ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مکرم بن علی، لسان العرب، ط3، دار الفکر، بیروت، 1414هـ/1994م.

5)    الأَجْدَابی، إبراهیم بن إسماعیل بن أحمد بن عبد الله اللواتی أبو إسحاق الطرابلسی، کفایة المتحفظ ونهایة المتلفظ فی اللغة العربیة، تحقیق: السائح علی حسین، دار اقرأ للطباعة والنشر والترجمة، طرابلس – لیبیا. 

6)    الأزهری، أبو منصور محمد بن أحمد، الزاهر فی غریب ألفاظ الشافعی، حققه: محمد جبر الألفی، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة، الکویت، 1399هـ/1979م.

7)    إقبال، أحمد الشرقاوی، معجم المعاجم، ط3، دار الغرب الإسلامی، تونس، 2011م

8)    البطلیوسی، ابن السید،  المثلث، تحقیق ودراسة: صلاح مهدی الفرطوسی، دار الرشید - وزارة الثقافة والإعلام، العراق، 1401هـ-1981م.

9)    الحریری، أبو محمد القاسم بن علی، مقامات الحریری، دار الباز للنشر والتوزیع، مکة المکرمة، 1398هـ/1978م.

10)         الحمزاوی، محمد رشاد، من قضایا المعجم العربی قدیما وحدیثا، دار الغرب الإسلامی، تونس، 1986م.

11)         الخروصی، الشیخ ناصر بن أبی نبهان، السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی (مخطوط)، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی، السیب – مسقط، رقم (1133).     

12)         السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی (مخطوط)، السیب – مسقط، رقم (1531).

13)         مُبْتَدَأ الأَسْفَار فی بیان نُبْذة یسیرة من لغة أهل زنجبار بالمشهور من اللغة العربیة(مخطوط)، ضمن مجموع یضمّ: السرّ العلی فی خواص النبات بالتدبیر السواحلی(مخطوط)، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی، السیب – مسقط، رقم (1133).

14)         الخولی، محمد علی، معجم علم اللغة النظری، مکتبة لبنان، بیروت، 1982م.   

15)         الربعی، أبو محمد عیسى بن إبراهیم بن عبدالله، نظام الغریب "فی اللغة"، بعنایة: بولس برونله، مطبعة هندیة بالموسکی، مصر، 1912م. 

16)         الرمحی، أحمد بن محمد، الشیخ ناصر بن أبی نبهان الخروصی فی آثاره اللغویة، ذاکرة عمان، مسقط، 1438هـ/2017م.

17)         السعدی، فهد بن علی بن هاشل،  معجم شعراء الإباضیة "قسم المشرق"، مکتبة الجیل الواعد، مسقط، 1428هـ/2007م.

18)         معجم شعراء الفقهاء والمتکلمین الإباضیة "قسم المشرق" من القرن الأول الهجری إلى بدایة القرن الخامس عشر الهجری، مکتبة الجیل الواعد، مسقط، 1428هـ/2007م.

19)         شوقی، جلال، المثلثات اللغویة متونها ومنظوماتها حتى نهایة المائة السابعة للهجرة، حولیة کلیة الإنسانیات والعلوم الاجتماعیة، جامعة قطر، ع 9، 1406هـ/1986م، ص ص (169-215).

20)         عبد الله، یسری عبد الغنی، معجم المعاجم العربیة، دار الجیل، بیروت، 1411هـ/1991م.

21)         علی، فائزة علی عوض العلیم، قطرب وأثره فی الدراسات اللغویة (رسالة ماجستیر)، کلیة التربیة -جامعة الخرطوم، السودان، یونیو، 2009م.  

22)         العمری، سعید بن خالد بن أحمد، ملامح عصر الإمام محمد بن علی القلعی، الحیاة السیاسیة والفکریة فی القرن السادس الهجری-الثانی عشر المیلادی، ندوة: الإمام القلعی، بیت الغشام للنشر والترجمة، مسقط، 2015م. ص ص (11-63).

23)         العوتبی، أبو المنذِر سلمة بن مسلم، کتاب الضِّیاء، تحقیق: سلیمان بن إبراهیم بابزیز الوارجلانی وداود بن عمر بابزیز الوارجلانی، وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة، سلطنة عمان، 1436هـ/2015م.

24)         الغزالی، أبو حامد محمد بن محمد الطوسی، معیار العلم فی فن المنطق، تحقیق: سلیمان دنیا، دار المعارف، مصر، 1961م.

25)         القاسمی، علی، علم اللغة وصناعة المعجم، ط2، جامعة الملک سعود، الریاض، 1411هـ-1991م.

26)         المعجمیة العربیة بین النظریة والتطبیق، مکتبة لبنان ناشرون، بیروت، 2003م.

27)         القُّرِّی، خلف بن هاشم بن عبدالله بن هاشم الرستاقی، منظومة ابن هاشم فی المثلث من اللغة، ضبط نصها: سلطان بن مبارک بن حمد الشیبانی، ذاکرة عمان، مسقط، 1435هـ/2014م.

28)         القصابی، سالم بن راشد، جامع الخیرات (مخطوط)، وزارة التراث والسیاحة، مسقط، رقم: 1712.

29)         القلعی، أبو عبدالله محمد بن علی بن الحسن، المعجم الفقهی: اللفظ المُسْتَغْرَب من شواهد المُهَذّب، تحقیق ودراسة: خالد إسماعیل حسان، راجعه: رمضان عبدالتواب، مکتبة الآداب، القاهرة، 1420هـ-2009م.

30)         مراد، إبراهیم، مقدمة لنظریة المعجم، مجلة المعجمیة، تونس، ع 9-10، 1994م، ص ص (29-81).

31)         المعولی، أبو سلیمان محمد بن عامر بن راشد الأفوی العمانی، التهذیب (مخطوط)، مکتبة السید محمد بن أحمد البوسعیدی، السیب - مسقط، رقم التصنیف: 1399.

32)         التهذیب فی الفصاحة والألفاظ (الباب الرابع: فی علوم القرآن)، دراسة وتحقیق: عبدالله بن سعید بن ناصر القنوبی، مکتبة خزائن الآثار، برکاء، 1438هـ/2017م.

33)         النّاعِبی، محمد بن عبدالله بن مَدَّاد النَّزْوِیّ، مسائل فی اللغة، ضبطها وصححها: فهد بن علی بن هاشل السعدی، ذاکرة عمان، مسقط، 1437هـ/2016م.

 

مواقع رقمیة

 

1)    العیسری، محمد بن عامر، من تراثنا فی أدب الکتابة بالعدل قراءة فی کتاب "جامع الخیرات" (2ـ2)، جریدة الوطن، تاریخ الاطلاع: 20/6/2021م، الرابط:

 

http://www.alwatan.com/graphics/2010/05may/4.5/dailyhtml/ashreea.html#3

 

2)    الکندی، سعید بن أحمد بن سعید بن أحمد بن سعید، رسالة فی الکتابة وألفاظ المعاملات الشرعیة (مخطوط)، مکتبة الشیخ ناصر بن راشد الخروصی، الرقم: NK: 025 .

 

           تاریخ الاطلاع: 20/6/2021م، الرابط:

 

https://elibrary.mara.gov.om/almktbat-alamanett/mktbtt-alshekh-nassr-bn-rashd-alkhrwsse/ktab/?id=580#book/52