الکاف الجارة وأثرها في السیاق القرآني

الباحث المراسلأحمد بن محمد الفارسي جامعة منبوة

Date Of Publication :2022-11-16
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

 

   لقد کان القرآن الکریم -ولا یزال- محل اهتمام الباحثین والدارسین للکشف عن مواطن إعجازه فی مختلف الفنون؛ لذا کان الهدف من هذه الدراسة معرفة دلالات حرف الجر الکاف فی السیاق القرآنی وکیفیة استعمالاتها، فهو سیاق لا یدانیه أی سیاق بشری لا فی فصاحته وبلاغته، ولا فی أسلوبه ونظمه، ولا فی ترکیبه ومعانیه؛ لأن قائله االله تبارک وتعالى، فهو أعظم سیاق على الإطلاق، ولقد سعت الدراسة إلى الإجابة عن هذه الإشکالیة: هل تتغیر دلالات حرف الجر الکاف فی القرآن الکریم بتغیر السیاق أم تثبت على معناها الأصلی؟ إن مثل هذه الدراسات تعین الدارسین على فهم القرآن الکریم وتفسیره، ولقد اشتغلت الدراسة على جمع المادة المتعلقة بحرف الجر الکاف ومعانیه، ثم تطبیقه على نماذج من الآیات القرآنیة.

إن حروف الجر من أکثر الأدوات استعمالا، وأکبرها دوراً فی أداء المعانی، وأجدرها بالنظر والتأمل، وأحقّها بطول الدربة والدرایة؛ إذ لا یکفی للتثبت فی صحة اختیار حرف منها لتصریف فعل لمعنى من معانیه، الرجوع إلى المعاجم وحدها، أو الوقوف على کتب النحو فقط، أو تصفح کتب البلاغة والأدب نثره وشعره فحسب، بل لابد لأحکام استعمال هذه الحروف من أن تحظى من کل ذلک بنصیب، وتمسک منه بطرف حتى یتحصل لک ما یبصرک فی إجرائها فی مجاریها الصحیحة.

إن من أهم وسائل التعبیر الدقیق إتقان استعمال حروف الجر؛ لأن لها معانٍ یتمیز بعضها من بعض؛ فإن وظیفتها الدلالیة إیصال معنى الفعل أو ما فی حکمه إلى الاسم المجرور بها فی صورة من صور المفعول، وهذه الصور تتعدد حسب المراد من وقوع الفعل على مفعوله؛ فهی إما فی صورة المفعول به، أو المفعول له، أو المفعول فیه، أو المفعول معه، أو المفعول المطلق؛ ولهذا ینبغی اختیار حرف الجر المناسب لمعنى الفعل وما یراد منه عند إدخاله على الاسم الذی یعد فی الحکم مفعولا؛ لأن الداعی لاستعمال حرف الجر الاستفادة بما یحمله من معنى فرعی دقیق یظهر فی صورة من صور المفعول، أو غیرها من الصور.

تعد حروف الجر من أدوات تعدیة الفعل اللازم إلى المفعول به حکما، والفعل قد یتعدى بعدد من حروف الجر على مقدار المعانی التی یتحمله؛ لأن هذه المعانی صالحة له أو کامنة فیه، ولا یثیرها أو یظهرها إلا حروف الجر، فهی التی توجه دلالة الفعل وتکمل الفائدة من الکلام؛ لهذا یتوقف على معرفتها فهم کثیر من الأسالیب البلاغیة فهما دقیقا.

لهذه الأسباب، رأى الباحث أن هذا الموضوع جدیر بالبحث والدراسة، لمحاولة الوصول إلى الأهداف الآتیة:

 1- خدمة لغة القرآن الکریم الخالدة خلوده.

2- جمع کل ما یتصل بحرف الجر الکاف من مصادره من کتب اللغة والنحو والبلاغة والتفسیر والأدب، ثم تنظیمه حسب ما یقتضیه البحث العلمی.

3- الوقوف على کل ما یتعلق بحرف الجر الکاف من أحکام ودلالات؛ لیکون وسیلة لفهم کثیر من الأسالیب البلاغیة الرفیعة.

4- الوقوف على الرأی الأصوب، أو المذهب الأرجح بین الآراء التی تختلف فی قضیة من القضایا اللغویة التی لها ارتباط بحرف الجر الکاف.

حدود الدراسة:

تمثل سورة البقرة من القرآن الکریم حدود الدراسة التطبیقیة؛ لوجود حرف الجر الکاف فیها بکثرة.

الصعوبات التی واجھت الباحث:

لعلّ مسألة العثور على مصدر من کتب فی ھذه الحروف یمثل ھاجساً یؤرق الباحثین؛ لذا تمثلت العقبة التی واجھت الباحث فی بحثه عدم حصوله على بعض المصادر والمراجع.

منھج البحث:

المنھج الذی سار علیه الباحث ھو المنھج الوصفی التحلیلی، وأثبت المراجع لأصحابها، وفی اختلاف النحویین ذکرت شواھد المدرستین ورجحت ما ظھر لى قوة حجتّه.

الدراسات السابقة:

1)          اللام المفردة فی سورة البقرة، رسالة ماجستیر إعداد الطالب: محمد سعد محمد أحمد/ جامعة الخرطوم- کلیة التربیة 1997م.

2)          اللام المفردة ووظیفتھا النحویة والدلالیة، رسالة ماجستیر إعداد الطالب/ فائز عیسى حمزة، جامعة النیلین سنة 1999م.

3)          أسرار حروف الجر فی القرآن الکریم، عبد الرّؤوف أبو شقرة، موقع العرب وصحیفة کل العرب – الناصرة 2014م.

4)          دلالات حروف الجر فی القرآن الکریم دراسة لبعض الحروف فی نماذج من الآیات القرآنیة، رسالة ماجستیر، نعیمة عزی، جامعة عبد الرحمان میرة – بجایة - الجزائر.

ما تمیز به البحث عن الدراسات السابقة:

لا یکاد یخلو کتاب من کتب النّحو إلاّ وتعرض لدراسة حروف الجرّ، إلاّ أننی لم أقف على کتاب اختصّ بھذه الدراسة على ھذا النحو وإن کانت ھناک مؤلفات اختصّت بدراسة الحروف بعامة منھا على سبیل المثال: کتاب معانی الحروف للرمانی، وکتاب الجنى الدانی فی حروف المعانی، للمرادی، وکتاب رصف المبانی فی شرح حروف المعانی، للمالقی، وکتاب معانی الحروف للزجاجی، وکتاب اللامات: للزجاجی ومن الدراسات الحدیثة: (الحروف العاملة فی القران الکریم بین النحویین والبلاغیین) وھی عبارة عن رسالة دکتوراة قدمھا (ھادى عطیة مطر الھلالی). ویرى الباحث أن حرف الجرّ الکاف لم یفرد له کتابا خاصا به، بل تم تناولھا ضمن حروف المعانی الأخرى؛ لذا جاءت الضرورة بالبحث فی ھذا الموضوع وجمعھا فی مکان واحد.

وتم تقسیم هذا البحث إلى مقدمة وفصلین وخاتمة، الفصل الأول: مدخل نظری ویشمل: أولا: السیاق القرآنی، وثانیا: حرف الجر ویشمل ثلاثة مباحث، المبحث الأول: تعریف الحرف لغة واصطلاحا، والمبحث الثانی: حروف الجر: تعریفها وأسماؤها وعملها وأقسامها ووظائفها، والمبحث الثالث: معانی الکاف. والفصل الثانی: یشمل: مدخل تطبیقی ویتکون من ثلاثة مباحث، المبحث الأول: إضاءات على النصّ "سورة البقرة" والمبحث الثانی: المدونة، والمبحث الثالث: الائتلاف والاختلاف ویشمل: الاطراد فیما تقدم حرف الجر (الکاف): (اطراد الجملة الفعلیة والاسمیة، واطراد الأفعال التی تقدمت حرف الجر (الکاف) فی سورة البقرة) والاطراد فیما د خل علیه حرف الجر الکاف: (اطراد دخول حرف الجر (الکاف) على (ما)، واطراد دخول حرف الجر الکاف على (مثل)، والاطراد فی أسلوب الأمر، والاطراد فی التراکیب: (الاطراد فی قوله تعالى )کَمَا آمَنَ( مرتین، و الاطراد فی قوله تعالى: )مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم( مرتین). والاختلاف فی معانی حرف الکاف فی الآیتین الآتیتین: (قوله تعالى )کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ ( [البقرة:151] وقوله تعالى )وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ([البقرة:198].

الفصل الأول: مدخل نظری ویشمل:

أولا: السیاق القرآنی:

   معنى السیاق لغةً واصطلاحاً السیاق فی اللغة مأخوذة من مادة (سوق)، وتعنی حدو الشَّیء([1])، ویُستوحى منه أنَّ السیاق عبارة عمَّا یحیط باللفظ من قرائن ودلالات تصرف الذهن عن المعنى القریب المأنوس والمتبادر من اللفظ إلى معنى آخر یکون هو المقصود والمراد للمتکلِّم، وأنَّ هذه الدلالات تکون تارة لفظیّةً فتضم مع اللفظ الأوّل وینظر إلى مجموعها معاً، وتارة أخرى حالیّةً ومقامیّةً تقتنص من الظروف المصاحبة مع اللفظ ولا یفسّر بمعزلٍ عنها.
ثانیا: حرف الجر:

المبحث الأول: معنى الحرف لغة واصطلاحاً:

  1. معنى الحرف فی اللغة:

للحروف فی اللغة معان کثیرة، هی: الطرف، والشفیر، والحد، والجانب، والناحیة، والکلمة، واللهجة، واللغة، والطریقة، والوجه، والمیل أو العدول، والناقة الضامرة أو المهزولة، أو العظیمة، ومسیل الماء، وآرام سود ببلاد سلیم. جاء فی الصحاح ((حرف کل شی: طرفه وشفیره وحده، ومنه طرف الجبل، وهو أعلاه المحدد))([2]). وفی لسان العرب: ((والحرف فی الأصل: الطرف والجانب، وبه سمّی الحرف من حروف الهجاء... وحرف الشیء ناحیته، وفلان على حرف من أمره. أی ناحیة منه))([3]). ومن هذا المعنى قوله تعالى: )وَمِنَ النَّاسِ مَن یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ( [الحج: 11] أی: على جانب وطرف الدین، قال ابن کثیر: "قال مجاهد وقتادة وغیرهما: (على حرف): على شک، وقال غیرهم: على طرف، ومنه حرف الجبل؛ أی: طرفه، أی: دخل فی الدین على طرف، فإن وجد ما یحب استقر، وإلا انشمر"([4]) أی انکمش وتقلص. وأضیف فی ترتیب القاموس إلى ما ذکر: "... والناقة الضامرة أو المهزولة أو العظیمة ومسیل الماء، وآرام سود ببلاد سُلیم"([5]). وحرف السیف حده، وحرف الوادی شفیره، والحرف من الإبل النجیبة الماضیة التی أنضجتها الأسفار، شبهت بحرف السیف فی مضائها ونجائها ودقتها، وقیل: هی الضامرة الصلبة، شبهت بحرف الجبل فی شدتها وصلابتها([6]). ومثال ذلک الحرف فی قول الشاعر:

 جُمالیة حَرفٌ سِنادٌ، یَشُـلّها وَظیفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ریِّانُ سَهْوقُ([7]).

 یصف الناقة بالحرف لشدتها وصلابتها، ومنه أیضا قول الشاعر:

 حَرفٌ أخوها أبوها من مُهًجَّنَةِ    وعَمُّها خالُها قوداءُ شِمْلِیلُ([8]).

وقد یستعمل الحرف بمعنى الکلمة، یقال هذا الحرف لیس من لسان العرب، وقد یراد به اللهجة، أو اللغة، أو الطریقة، أو الوجه([9]). ومنه الحدیث الشریف: "إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تیسر منه"([10]).

والحرف -بضم الحاء- کل ما فیه حرارة ولذع، والحرف أیضا: حب الرشاد([11]) والفعل من الحرف -بفتح الحاء-یأتی منه المتعدی واللازم، فالمتعدی نحو: حرف الشی عن وجهه یحرفه حرفا، أی: صرفه وغیره. واللازم نحو: حرف عنه یحرف حرفا، أی: مال وعدل عنه. أما الفعل من الحرف -بالضم- فلا یأتی منه إلا اللازم: یقال: حرف الشی یحرفه حرفا وحرافة، إذا صار لاذعا للفم واللسان، ویقال: بصل حریف، أی: فیه حرافة ([12]) وأحرف استغنى بعد فقر، أو عامل، أو کدّ على عیاله، أو جازى على خیر أو شر. وحارف: قاس، أو کافأ، یقال حارف الجرح، إذا قاسته، وحارف فلانا: إذا عاملته فی حرفته وکافأه. ورجل محارف: محدود محروم، وهو خلاف مبارک. وحرف الشئ: إذا أماله، یقال: حرف القلم: إذا قطعه محرفا، وحرف الکلام: إذا غیره وصرفه عن معانیه، ومنه قوله تعالى: ) یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ( (المائدة:13) ویقال: انحرف عنه وتحرف واحرورف، إذا مال وعدل عنه([13]) ویقال: احترف التجارة، إذا اتخذها حرفة، والحرفة: وسیلة الکسب من زراعة وتجارة وصناعة وغیرها. و(حرف) المتعدی أصل للمحراف، وهو المسبار الذی یقاس به الجرح([14]).

  1. معنى الحرف فی الاصطلاح:

یطلق الحرف فی الاصطلاح ویراد به أمران:

الأول: أن یراد به حروف التهجی، وتسمى حروف المعجم؛ لأن المعجم یرتب على أساس ترتیبها، وهی تسعة وعشرون حرفا([15]). وتسمى أیضا بحروف المبانی لأن الکلمة تترکب منها، وتتکون صیغتها منها، فهی أساس بنیة الکلمة، وهی لیست المقصودة فی هذا البحث. أما تسمیة الحرف حرفا فقد علل ذلک ابن جنی بقوله: "سمیت حروف المعجم حروفا؛ وذلک أن الحرف حد منقطع الصوت وغایته وطرفه؛ کحرف الجبل ونحوه، ویجوز أن تکون سمیت حروفا لأنها جهات للکلم ونواح، کحروف الشئ وجهاته المحدقة به"([16]).

الثانی: أن یراد به أحد حروف المعانی، وقد عرف بتعریفات کثیرة، أدقها تعریف بعض النحویین([17]) له بأنه: "کلمه تدل على معنى فی غیرها فقط" وتربط بین أجزاء الکلام وتترکب من حرف أو أکثر من حروف المبانی، وهی أحد أقسام الکلام الثلاثة من اسم وفعل وحرف. فقولهم: "کلمة" جنس یشمل الاسم والفعل، وبها یعرف أن ما لیس بکلمه، لا یکون إلا حرفا، کهمزة النقل، وهمزة الوصل، ویا التصغیر، فإن هذه من حروف المبانی؛ ولهذا أن تصدیر هذا التعریف بـ(کلمة) أدق من تصدیره بـ(ما) لإبهامها([18]) وقولهم: "تدل على معنى فی غیرها" فصل، یحرج به الفعل وأکثر الأسماء؛ لأن الفعل یدل على معنى فی نفسه، لا فی غیره، وکذلک أکثر الأسماء([19]). وقولهم: "فقط" فصل ثان، یخرج به من الأسماء ما یدل على معنى فی نفسه ومعنى فی غیره، کأسماء الشرط، والاستفهام؛ فإن کل واحد منها یدل -مع دلالته على معنى فی نفسه-على معنى فی غیره بسبب تضمنه معنى الحرف، فـ(من) فی قوله تعالى: )فمًن یًعْمًل مثقَالَ ذَرَّةٍ خَیراً یَرهُ([الزلزلة:7]، تدل على معنى فی نفسها وهو شخص عاقل، وتدل أیضا على معنى فی غیرها، وهو ارتباط جمله الجزاء بجملة الشرط؛ لتضمنها معنى (إن) الشرطیة؛ فلهذا السبب زید فی التعریف (فقط) لیخرج به مثل هذا الاسم([20]).

وأما تسمیته حرف المعنى حرفا فراجعة إلى سببین:

 الأول: أنه حد ما بین الاسم والفعل ورباط لهما. قال الزجاجی: "وسمی القسم الثالث حرفا؛ لأنه حد ما بین هذین القسمین، ورباط لهما، والحرف حد الشئ، فکأنه لوصله بین هذین کالحرف التی تلی ما هو متصل به"([21]).

 الثانی: أنه طرف لما معناه یظهره عنده من الأسماء التی یدخل علیها. قال العکبری: "وسمی القسم الثالث حرفا؛ لأنه حرف کل شئ طرفه، والأدوات بهذه المنزلة؛ لأن معانیها فی غیرها، فهی طرف لما معناها فیه"([22]). ویسمى هذا حرف المعنى؛ لأنه یدل على معنى، ولکن هذا المعنى فی غیره، لا فی نفسه، کما سبق ذکره؛ ولهذا فإن دلالة الحرف على معنى فی غیره متوقفة على اقترانه بغیره، بخلاف الاسم والفعل، فإن دلالة کل واحد منها على معناه غیر متوقفة على اقترانه بغیره، فإن قلت مثلا: (الکتاب) فهم من (أل) تعریف الاسم الذی بعدها. ولو قلت(أل) مفردة، لم یفهم منها معنى، وإذا قلت (لم یقرأ محمد کتاب)، فهم من (لم) نفی القراءة عن محمد، وإذا قلت (لم) مفردة، لم یفهم منها معنى، وکذلک حرف الجر، فإنه لا یفید معنى حتى یضاف إلى ما بعده، وهکذا سائر حروف المعانی([23]) ویسمى النحاة حروف المعانی أحیانا بأدوات الربط؛ وذلک أن الکلمة إما أن تدل على ذات، وإما أن تدل على معنى مجرد (أی: حدث) وإما أن تربط بین الذات والمعنى المجرد منها فإن دلت على الذات فهی الاسم، وإن دلت على المعنى المجرد من الذات من الفعل، وإن ربطت بین الذات والمعنى، أو بین الذاتین، أو بین المعنیین فهی الحرف([24]).

وتنقسم حروف المعانی من حیث الاختصاص وعدمه إلى ثلاثة أقسام:

 الأول: مختص بالاسم، کأحرف الجر، وإن وأخواتها.

 الثانی: مختص بالفعل، کأحرف الجزم، وأحرف النصب، والسین، وسوف، وقد. الثالث: مشترک بین الاسم و الفعل، مثل (ما) و (إن) وأخواتها المکفوفة عن الفعل، وحروف العطف.

وتنقسم من حیث العمل وعدمه إلى ثلاثة أقسام:

الأول ما یعمل، وهذا على أربعة أنواع:

النوع الأول: یعمل رفعا ونصبا معا فی الأسماء، مثل: (ما) الحجازیة، و(لا) النافیة، أو نصبا ورفعا معا، مثل (إن) وأخواتها.

النوع الثانی: یعمل الجر فی الأسماء، وهو حرف الجر.

النوع الثالث: یعمل النصب فی الأفعال، وهو حرف النصب للفعل المضارع النوع الرابع: یعمل الجزم فی الأفعال، وهو حرف الجزم للفعل المضارع.

الثانی: ما یجوز أن یکون عاملاً وغیر عامل، ومنه اللام، والواو، و(لا).

الثالث: ما لا یعمل، ویسمى المهمل، مثل الهمزة، (وأل)، والفاء، و(ألا)، واو، والواو، والسین، و(سوف)، و(قد)، وما إلى ذلک.

وتنقسم من حیث الدلالة على ثلاثة أقسام([25]):

الأول: ما یدل على معنى فیما یدخل علیه، وذلک فی ثلاثة مواضع:

  ‌أ- أن یدخل على الاسم، نحو: (الرجل)، فـ(أل) أفادت معنى التعریف فی الاسم، ونحو (سافر من الفلبین إلى لیبیا) فـ(من) أفادت ابتداء السفر من الفلبین، و(إلى) أفادت انتهاءه إلى لیبیا.

  ‌ب-أن یدخل على الفعل، مثل (قد) فی نحو: (قد أفلح المجتهدون) فقد أفادت (قد) تقریب الحدث الماضی من الحاضر، ومثل (سوف) فی نحو: (سوف یأتی یوم الحساب)، فقد أفادت (سوف) تخلیص الفعل للاستقبال بعد أن کان شائعا فی الحال والاستقبال.

  ‌ج- أن یدخل على الکلام التام، مثل همزة الاستفهام فی نحو: (أتخلد فی الدنیا؟) فقد أحدثت الهمزة معنى الاستفهام فی الکلام التام، بعد أن کان خبرا.

الثانی: ما یدل على تعلیق لفظ بلفظ آخر وربطه به، ویکون فی ثلاثة مواضع:

أ- أن تدخل لربط اسم باسم آخر، نحو قوله تعالى: ) وَأَطِیعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ ([آل عمران: 132] وربط فعل بفعل، نحو قوله تعالى: )جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ([الإسراء: 81]

 ب- أن یدخل لربط فعل باسم، نحو: (وصل الإنسان إلى القمر بفضل العلم)، فقد ربطت (إلى) الحدث -وهو وصل- بالاسم الذی بعدها، وأوصلته إلیه، وهذا معنى التعدیة.

 ج- أن یدخل لربط جملة بجملة أخرى، کـــــــ (إن) فی قوله تعالى: ) إِن تَنصُرُوا اللَّهَ یَنصُرْکُمْ( (محمد: 7)، وکان الأصل قبل دخول (إن): تنصرون الله ینصرکم، ولیس بین الجملتین اتصال ولا تعلق، فلما دخلت (إن) علّقت إحدى الجملتین بالأخرى، وجعلت الأولى شرطا، والثانیة جزاءً([26]).

الثالث: ما یدل على تأکید معنى الجملة، وهو أن یدخل الحرف فی الکلام زائداً؛ لأن زیادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة کلها، وتفید ما یفید تکرارها دون الحرف الزائد، مثل الباء فی قوله تعالى )وَکَفَى بِاللّهِ شَهِیداً((النساء:166)، قال الزجاجی: "معناه: وکفى الله شهیدا، والباء دخلت مؤکده، المعنى: اکتفوا بالله فی شهادة".

المبحث الثانی:

  1. تعریف حروف الجر وعددها:

جاء عند ابن الحاجب([27])؛ تعریف حروف الجر بقوله: "حروف الجر: ما وضع للإفضاء بفعل أو شبهه أو معناه إلى ما یلیه"([28])، وشرح الرضی([29]) هذا التعریف بأن المراد بـ (الإفضاء): الوصول؛ أی: لإیصال الفعل إلى الاسم، وهو تعدیته إلیه؛ لیکون هذا الاسم المجرور به مفعولاً به لذلک الفعل، فیکون منصوب المحل، وأن المراد بشبه الفعل: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، والمصدر، وأن المراد بمعنى الفعل: الظرف و الجار والمجرور، ومثّل لهذا الأخیر بنحو( زید عندک أو فی الدار لإکرامک )، فقال: ((فاللام فی لإکرامک یعدّی الظرف لإکرامک؛ وهو فی الحقیقة معد للفعل المقدر، أو لشبهه؛ وذلک لأنّ التقدیر: زید أستقرّ أو مستقرّ، لکن لمّا سدّ الظرف مقام الفعل أو شبهه، جاز أن یقال: إن الجار معدٌ للظرف، وکذا فی (یا زید)، فإن (یا)، قائم مقام أنادی))([30])، وهذا التعریف یبیّن حروف الجرّ من ناحیة وظیفتها المعنویة، دون وظیفتها اللفظیة، وهی جرّ أخر الاسم الذی بعدها؛ ولهذا ینطبق فقط على حروف الجر الأصلیة؛ لأنها تقوم بإفضاء الفعل أو ما فی حکمه إلى الاسم، ولا ینطبق على حرف الجر الزائد([31]) والشبیهة بالزائدة([32])؛ لأنها تقومان فقط بجر الاسم. ولهذا فالأولى أن تعرّف حروف الجرّ بأنها ((کل حرف یجر الاسم الذی بعده بنفسه))، وهذا ینطبق على حروف الجرّ الأصلیة، والزائدة، الشبیهة بالزائدة.

وأمّا عدد حروف الجرّ فقد اختلف النحویون فیه، فسیبویه([33]) ذکر ثمانیة عشر حرفا، وهی: (إلى) والباء، والتاء و (حاشا) و (حتى) و(خلا) و (رب) و (على) و (عن) و (فی) والکـاف و (کی) و (اللام) و (لولا) و (مذ) و (منذ) و (من) و(الواو)([34]). ولم یذکر (عدا) و (متى) و (لعل).

وجاء فی العوامل المائة النحویة ((وهی سبعة عشر حرفاّ))([35])، ولم یعد (کی)، و (لعل)،  و (لولا)، و (متى) من حرف الجرّ. وعدها الزمخشری([36]) ثمانیة عشر حرفا، ولم یعد (لعل) و (لولا)، و (متى) من حروف الجر([37]). وذکر ابن الحاجب ثمانیة عشر حرفاً أیضاً([38])؛ ولکنه عدّ منها واو (رب)، لم یعد منها (کی)، و (لعل) و (لولا) و (متى).

وذکر ابن مالک([39]) فی الألفیة عشرین حرفاً قائلاً:

 هاک حروف الجر وهی: "من، إلى، حتى، خلا، حاشا، عدّا، فی، عن، على، مذ، منذ، ربّ، اللام، کی، واو وتا والکاف، والباء، و لعل، ومتى"([40]) وأضاف إلیها فی شرح الکافیة الشافیة([41]) وشرح التسهیل([42]) (لولا) الامتناعیة.

 وذکر أبو حیان([43]) فی ارتشاف الضرب ثمانیة وعشرین حرفاً، مقَّسماً إیاها إلى أحادیة وثنائیة وثلاثیة ورباعیة، فالأحادیة ثمانیة، هی: الباء، واللام، والکاف، والتاء، والواو، و (م)، وهمزة القطع، وهمزة الاستفهام، والثنائیة ستة أحرف، هی: (من)، و (فی)، و(عن)، و (مع)، و (ها)، و(کی)، والثلاثیة ثمانیة أحرف، وهی: )إلى )، و(على)، و(رب)، و(منذ)، و(خلا)، و(عدا)، و(متى)، و(بله )، والرباعیة خمسة أحرف، هی: (أیمن)، و (حتى)، و(حاشا)، و(لعل)، و(لولا). وأخرج من حروف الجر الثنائیة (مع)، ومن الرباعیة (أیمن)، إذ رجُح کونهما اسمین([44]). فأصبح عدد حروف الجر عنده ستة وعشرین حرفا غیر أن المشهور من حروف الجر عشرون حرفاً، کما ذکره ابن مالک فی الألفیة.

  1. عمل حروف الجر وأسمائها:

عمل حروف الجر هو جر آخر الاسم الذی یتبعه مباشرةً، جراً لازماً، ظاهراً أو مقدراً أو محلیاً، فالظاهر کالذی فی الأسماء المجرورة فی قوله تعالى: )لِّلَّهِ ما فِی السَّمَاواتِ وَمَا فِی الأَرْضِ ({البقرة: 284}. والمقدر کالذی فی (فتى) فی قولهم: ((ما من فتى یجتهد فی طلب العلم إلا ویکون اجتهاده نجاحاً))([45]) والمحلى کالذی فی الأسماء المبینة فی قولهم: ((لا أتألم ممن یسعى بالوقیعة بین الناس، قدر تألمی من الذین یعرفونه، وهم -إلى ذلک- یستجیبون لما یقول....))([46]) أما السبب فی کون هذه الحروف عاملة، فراجع إلى أمرین، أحدهما: أنها مختصة بالأسماء؛ ((لأن الغرض منها إیصال الفعل القاصر عن الوصول إلى ما یقتضیه، والفعل لا یقتضی إلا الاسم))([47])، والآخر: أنها لم تتنزل منزلة الجزء مما اختصت به([48]) والحرف إذا اختص بالدخول على شیء معین، فمن حقه أن یعمل فیه العمل الخاص به، والجر هو الإعراب الخاص بالأسماء([49])؛ إذ لن تجد فعلا مجرورا ولا حرفا مجرورا. وهذا یشیر إلى أن عمل هذه الحروف، إنما جاء على ما هو الأصل فیه؛ لذلک لا یسأل عن علة عملها الجر، وإن الذی یستوجب السؤال أو التساؤل، إنما هو مجی الشیء على غیر أصله؛ لأنه یعد حینئذ غریبا. یقول یاسین العینی([50]): ((وعملها الجر على الأصل من کون ما اختص بقبیل حقه أن یعمل العمل الخاص بذلک القبیل، فلا حاجة لقول السیوطی ([51]) فی الهمع: لم تعمل رفعا؛ لأنه إعراب العمد، ومدخولها فضلة، ولا نصبا؛ لأن محل مدخولها نصب، بدلیل الرجوع إلیه، ولو نصب لاحتمل أنه بالفعل))([52]) وعلى الرغم من أن عمل هذه الحروف قد جاء على أصله، ولا یثیر التساؤل فإن بعض النحویین حاولوا تعلیل کون هذه الحروف جارة، مثل الأنباری (ت577هــ)([53])، والعکبری (ت616هــ)([54]) وابن یعیش (ت643هـ)([55])، والسیوطی (ت911هـ) وغیرهم. أما الأنباری فقد جاء بتعلیلین: أحدهما: أن هذه الحروف إنما عملت الجر؛ لأن إعراب الأسماء رفع ونصب وجر، فلما سبق الابتداء إلى الرفع فی المبتدأ، والفعل إلى الرفع فی الفاعل، وإلى النصب فی المفعول، لم یبق إلا الجر؛ فلهذا وجب أن تعمل الجر. والآخر:- وهو الأجود عنده من الأول- وهو أن هذه الحروف، إنما عملت الجر؛ لأنها تقع وسطاً بین الاسم والفعل، والجر وقع وسطا بین الرفع والنصب، فأعطى الأوسط الأوسط([56]) أمّا العکبری فقال: ((وإنما عملت الجر دون غیره لأمرین: أحدهما أن الفعل عمل الرفع والنصب، فلم یبق للحرف ما ینفرد به إلا الجر، والثانی أن الحرف واسطة بین الفعل وبین ما یقتضیه، فجعل عمله وسطاً، والجر من الیاء، وهی من حروف وسط الفم، بخلاف الرفع، فإنه من الضم، والضم من الواو، والواو من الشفتین، وبخلاف النصب، فإنه من الألف و الألف من أقصى الحلق))([57])، والذی یلاحظ أن هذا التعلیل یکاد یکون التعلیل الأول نفسه، وأقل ما یقال إنّ هذا التعلیل متأثر بالتعلیل ألأول، وأضاف بعض الشرح لمضمونه، اللهم إلا إذا کان مصدرهما واحدا.

وأمّا ابن یعیش فقد حاول هو أیضا أن یعلل کون هذه الحروف جارة، بأن العرب أرادوا الفصل بین الفعل الواصل بنفسه، وبین الفعل الواصل لغیره؛ وذلک لیمتاز السبب الأقوى عن السبب الأضعف؛ أی: لیفرقوا بین الفعل المتعدی والفعل اللازم، فی أن المتعدی یصل إلى المفعول مباشرة فیعمل فیه النصب، وأن اللازم لا یصل إلى المفعول إلا بواسطة حرف من حروف الجر؛ وذلک لضعفه عن الوصول إلى المفعول، وجعلوا لفظ ما بعد هذه الحروف مجرورا لیخالف لفظ ما بعد المتعدی([58]) وهذا التعلیل له من القوة والرجاحة نصیب؛ إذ ینطبق على کثیر من الأفعال؛ ولکن حروف الجر لا تقدم دلیلاً کافیاً على التفریق بین الفعل المتعدی والفعل اللازم؛ إذ إن هناک أفعالا تستعمل متعدیه حیناً وغیر متعدیه حیناً آخر، مثل:  دخل، وجاء، ووصل، وشکر، ونصح، وعلم... والجدیر بالإشارة هنا أن النحویین متفقون على أن العلة فی کون هذه الحروف عامله، هی کونها مختصة بالأسماء؛ ولکنهم اختلفوا فی تعلیل کونها جارة. ولعل أصح ما قیل فی ذلک ما بینه المرادی([59]). وهو یتحدث عن أقسام الحروف الثلاثة، وهی المختص بالاسم، والمختص بالفعل، والمشترک بین الاسم والفعل، وقال: "فأما المختص بالاسم فلا یخلو من أن یتنزل منه منزل الجزء، أولا، فإن تنزل منزل الجزء لم یعمل، کلام التعریف، إن لم یتنزل منزلة الجزء فحقه أن یعمل؛ لأن ما لازم شیئا، ولم یکن کالجزء منه أثر فیه غالباً، وإذا عمل فأصله أن یعمل الجرّ؛ لأنه کالعمل المخصوص بالاسم، ولا یعمل الرفع والنصب إلا لشبهها بما یعملهما، کـ (إن) وأخواتها، فإنها نصبت الاسم ورفعت الخبر؛ لشبهها بالفعل... ولولا شبه الفعل لکان حقها أن تجر؛ لأنه الأصل، وقد جروا بـ(لعلّ) فی لغة منبهه على الأصل([60])" ویفهم مما أورده المرادی أن للحرف ثلاثة شروط فی العمل:

 الأول: أن یکون مختصاً بالدخول على الاسم و الفعل.

 الثانی: أن یتنزل منزلة الجزء مما اختص به من اسم أو فعل.

 الثالث: أن یعمل العمل الخاص بما اختص به فالمختص بالاسم یعمل العمل الخاص به، وهو الجرّ، والمختص بالفعل یعمل العمل الخاص به، وهو الجزم، ولا ینکسر هذا الأصل، إلا لشبه الحرف بالفعل فی وجه من أوجه الشبه بینهما. وهذا یشیر إلى أن حروف الجر إنما عملت الجر فی الاسم؛ لأن الجر خاص به، وبهذا أرى أن هذا التعلیل أصحّ ما قیل فی هذا الموضوع؛ لأنه یعبر عن أصالة حروف الجر فی العمل على الجر الخاص بالاسم؛ لأن ما تفیده من معنى لا یکون إلا فی الاسم.

  1. أقسام حروف الجرّ:

لحروف الجر تقسیمات کثیرة؛ وذلک باعتبارات مختلفة أهمّها: تقسیمات من حیث استعمالها وغیرها، وتقسیمها من حیث الاسم الذی تجره، وتقسیمها من حیث کثرة استعمالها فی الجر وقلته.

 فتنقسم حروف الجر من حیث استعمالها أصلیة وغیر أصلیة إلى ثلاثة أقسام: الأول: حروف الجر لا تستعمل إلا أصلیة أو شبهها([61])، وهی التی تؤدی معنى فرعیا جدیدا فی الجملة، وتوصل عاملها إلى مجرورها؛ لأنها رابطة بینهما. ویشمل هذا القسم الحروف التالیة: (إلى) و(فی) و(عن) و(على) و(مذ) و(کی) و(الواو) و(التاء) و(متى). وحرف الجر الأصلی لا بد له من متعلق به، وهذا المتعلق به هو العامل فیه، وهو فی الغالب یکون فعلا، وقد یکون مشتقا، أو اسم فعل، أو اسما جامدا مؤولا بمشتق.

الثانی: حروف جر قد تستعمل زائدة زیادة محضة([62])، وهی التی لا تحمل معنى جدیدا فی الجملة، وإنما یؤتی بها لتأکید المعنى العام فی الجملة کلها، وهی: (من) والباء واللام والکاف، وتأتی (من) صلة فی نحو قوله تعالى: )هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُکُم ( [فاطر:3] والباء فی نحو قوله تعالى: ) کَفَى بِاللّهِ شَهِیدا ([الرعد:43]. واللام فی نحو قوله تعالى: ]یَا أَیُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِی فِی رُؤْیَایَ إِن کُنتُمْ لِلرُّؤْیَا تَعْبُرُونَ ([یوسف:43]، والکاف فی نحو قوله تعالى: )لَیسَ کَمِثْلِهَ، شَیْءٌ وَهُوَ السَّمِعُ البَصِیرُ([الشورى _11] والحرف الزائد من حیث الإعراب یقال عنه مع حرف من حروف القرآن الکریم صله تأدباً مع کتاب الله تعالى. وهذه الحروف لا تتعلق مع مجرورها بشیء؛ ولهذا کانت زیادتها محضة؛ لأن الجملة لا تتأثر بحذفها، والاسم المجرور بها یکون مجروراً لفظا فی محل رفع أو نصب، أو جر، على حسب مقتضى العامل . والثالث: حروف جر شبیهه بالزائدة؛ وهی التی تجر الاسم بعدها لفظاً، وله محل من الإعراب، حسب مقتضى العامل، وتفید معنى جدیداً مستقلاً، لا معنى فرعیاً مکملا لمعنى الجملة([63]). ویشمل هذا القسم من حروف الجر الحروف الآتیة، هی:(ربّ) و(لعل) و(خلا) و(عدا) و(حاشا)([64]) و(لولا)، إذا ولیها ضمیر متصل. وهذه الحروف لا تحتاج مع مجرورها إلى شیء تتعلق به؛ ولهذا شبهت بحروف الجر الزائدة؛ غیر أنها لا یمکن الاستغناء عنها لفظا ولا معنى؛ ولهذا تعد شبیهه بحروف الجر الأصلیة.

أوجه الاشتراک والاختلاف بین هذه الأقسام:

تشترک حروف الجر الزائدة مع حروف الجر الأصلیة فی أمر واحد، وهو جر الاسم بعدها، وتختلفان فی ثلاثة أمور([65]):  

1-      أن حرف الجر الأصلی لابد أن یأتی بمعنى فرعی جدید لم یکن فی الجملة قبل دخوله فیها، بخلاف حرف الجر الزائد فإنه لا یأتی بمعنى جدید وإنما یؤکد المعنى العام الذی تتضمنه الجملة قبل دخوله فیها.

2-      أن حرف الجر الأصلی لابد أن یتعلق مع مجروره بعامل محتاج إلیهما فی تکملة معناه وتقییده، أما حرف الجر الزائد مع مجروره فلا یتعلقان بشیء.

3-      أن حرف الجر الأصلی یجر الاسم بعده لفظاً، دون أن یکون لهذا الاسم محل آخر من الإعراب، أما حرف الجر الزائد فإنه یجر الاسم بعده لفظاً ولکن لا أن یکون له محل من الإعراب، وإذا جاء تابع لهذا الاسم المجرور به جاز فیه أمران: إما الجر مراعاة اللفظ المتبوع، وإما حرکة أخرى یراعى فیها محل المتبوع من الإعراب. أما حروف الجر الشبیهة بالزائد، فتشترک مع حروف الجر الأصلیة فی أمرین هما: جرّ الاسم بعدها، وإفادة الجملة معنى جدیداً ویکون هذا المعنى الجدید مع حرف الجر الأصلی فرعیاً مکملاً لمعنى الجملة، ویکون حرف الجر الشبیه بالزائد مستقلاً لا فرعاً، وتختلفان فی أمرین ([66]):

‌أ-   أن حرف الجر الشبیهة بالزائد، لا یحتاج مع مجروره إلى شیء یتعلق به، کما سبق ذکره بخلاف حرف الجر الأصلی، فإنه یحتاج مع مجرورة إلى ما یتعلق به.

‌ب-  أن مجرور حرف الجر الشبیهة بالزائد له محل من الإعراب حسب مقتضى العامل، بخلاف حرف الجر الأصلی؛ فإن مجرورة لا یکون له محل آخر من الإعراب. وتشترک حروف الجر الشبیه بالزائد مع حروف الجر الزائدة فی ثلاثة أمور:

-      جر الاسم بعدهما لفظاً.

-      استحقاق الاسم المجرور بها محلاً من الإعراب، فوق إعرابه اللفظی.

-      عدم حاجتها مع مجرورهما إلی شیء یتعلقان به. وتختلفان فی أمر واحد، وهو أن حرف الجر الشبیه بالزائد تأتی بمعنى جدید مستقل، بحلاف حروف الجر الزائد؛ فإنها یؤتی بها التأکید معنى الجملة العام وتقویته. وتنقسم حروف الجر من حیث الاسم الذی تجره إلى ثلاثة أقسام:

 الأول: ما لا تجر إلا الأسماء الظاهرة، ویشمل عشرة أحرف، هی: (مذ) و(منذ) و(حتى) والکاف، والواو، والتاء، و(ربّ) و(کی) و(لعل) و(متى).

الثانی: ما یجر الأسماء الظاهرة والمضمرة، ویشمل عشرة أحرف، هی:  (من) و(إلى) و(خلا) و(عدا) و(حاشا) و(فی) و(عن) و(على) و(اللام) و(الباء).

  1. وظائف حروف الجر:

 لحروف الجر وظیفتان أساسیتان: هما وظیفة لفظیة، ووظیفة معنویة (دلالیة). أما وظیفتها اللفظیة فهی جرها مدخلها من الأسماء، جراً لازماً، ظاهراً، أو مقدراً، أومحلیاً. وأما وظیفتها الدلالیة فهی ما تؤدیه من معان ودلالات فی الجمل التی تکون فیها وقبل البحث فی وظیفتها الدلالیة، نعرض أولاً الوظائف التی تقوم بها المفعولات الخمسة؛ لأن الجار مع مجرورة قد یقوم مقام أحد هذه المفعولات الخمسة،؛ وبذلک سیتضح لنا کیف تقوم حروف الجر ببعض وظائفها الدلالیة فی الکلام، فأقول:

‌أ-         المفعول المطلق یؤکد الفعل، أو یبین نوعه، أو عدد مراته، أو ینوب عنه.

‌ب-    المفعول به یبین الجهة التی وقع علیها الفعل، أو ما یشبهه مما یجعل معنى للحدث.

‌ج-     المفعول لأجله یبین سبب حدوث الفعل.

‌د-        المفعول معه یبین الجهة التی جرى علیها الفعل مصاحبا لها.

‌ه-        المفعول فیه یبین الزمان أو المکان الذی حدث فیه الفعل.

ولا تؤدی هذه المفعولات الخمسة وظائفها هذه إلا إذا تحققت لکل واحد منها شروط معینة، فالمفعول المطلق یجب أن یکون مصدراً من لفظ فعله، أو ما ینوب عنه،  والمفعول به یجب أن یکون فعله متعدیاً، والمفعول لأجله یجب أن یکون مصدراً قلبیاً مشارکاً لفعله فی الزمن والفاعل، والمفعول معه یجب أن تکون (الواو) التی قبله بمعنى (مع)، أی: واو المعیة، والمفعول فیه یجب أن یکون ظرفاً مبهماً([67]) وإذا أخذنا لفظ (المکتبة) مثالاً، ونرید منها أن تقدّم لفعل ما إحدى الوظائف السابقة، ولکن لیس فیها شرطها الواجب توفره؛ وذلک لأن الفعل الذی قبلها مثلا هو (جلس)، وهو لازم لا یتعدى بنفسه، فکیف تقدّم تلک الکلمة وظیفتها لهذا الفعل اللازم، واللغة العربیة تأبى أن تقول: (جلست المکتبة)؟ إنه لیس هناک وسیلة للتعبیر الصحیح عن ذلک المعنى إلا بواسطة حرف الجر الأصلی (فی)؛ لأن من معانیها الأساسیة الظرفیة وبهذا تقول: (جلست فی المکتبة). وکلمة (السهم) مثلاً، لا یمکن استعمالها مفعولا مطلقاً مبیناً للنوع أو الهیئة؛ لأنها لیست مصدراً ولا واحداً مما ینوب عن المصدر، ومع ذلک یمکن أن تؤدی وظیفة المفعول المطلق، إذا أدخلت علیها حرف الجر الأصلی (الکاف) التی تفید التشبیه، فتقول: )انطلقت الطائرة کالسهم) وکلمة (الهرة)، لا یمکن نصبها مؤدیه وظیفة المفعول لأجله، التی هی بیان سبب وقوع الفعل؛ لأنها لیست مصدراً قلبیاً، ومع هذا یمکن أن تجعلها سبباً لوقوع الحدث، إذا جررتها بحرف الجر الأصلی (فی) التی من معانیها بیان السبب، کما فی قول النبی ﷺ: "دخلت امرأة النار فی هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأکل من خشاش الأرض"([68]). أی بسبب هرة هذه إذا أهم وظیفة من وظائف حروف الجر الدلالیة، إنها وسیلتنا للتعبیر الصحیح عن وظیفة من وظائف المفعولات الخمسة، حین لا تتحقق الشروط المطلوبة لتصبها، فکل اسم لا یمکن نصبه، یجوز أن یجر بحرف الجر المناسب، لیصیر واحدا من المفعولات الخمسة.

المبحث الثالث: معانی الکاف:

الکاف حرف جر یأتی لمعان أشهرها ما یأتی:

 1- التشبیه، وهو الأصل فیها، وأکثر معانیها تداولا. وتدخل غالبا على المشبه به، وهو نوعان([69]): حسّی، نحو قوله تعالى: )خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ کَالْفَخَّار([الرحمن:14] ومعنوی، نحو (الذکاء کالکهرباء، کلاهما لا یدرک إلا بآثاره).

 2- التعلیل، أثبته بعض النحاة، کابن مالک([70]) عن الأخفش، والمرادی([71])، وابن هشام([72])، والسیوطی([73])، والأشمونی([74])، وقال ابن هشام: "وقید بعضهم جوازه بأن تکون الکاف مکفوفة بــ(ما)، کحکایة سیبویه، کما أنه لا یعلم فتجاوز الله عنه"، والحق جوازه فی المجرد من (ما) نحو: )وَیْکَأَنَّهُ لَا یُفْلِحُ الْکَافِرُونَ( [القصص:82] أی: أعجب لعدم فلاحهم، وفی المقرونة بـــ(ما) الزائدة، کما فی المثال، وبــ(ما) المصدریة، نحو:)کَمَآ أَرَسَلنَا فِیکُم( [البقرة: 151] الآیة، قال الأخفش: "أی لأجل إرسالی فیکم رسولا منکم فاذکرونی". .یعنی هذا أن الکاف تأتی لتعلیل، سواء کانت مکفوفة بــ(ما) معنى التعلیل الزائدة، أم المصدریة، أم غیر مکفوفة، خلافاً لمن قیًد جوازه بأن تکون الکاف مکفوفة بــــــ(ما) وهو ابن مالک ومن وافقه؛ لأنه یقول: "وتحدث (ما) الکافة فی الکاف معنى التعلیل، کقوله تعالى: )وَأَحسِن کَمَآ أَحسَنَ اللَّهُ إِلَیکَ([القصص:77]"([75]). وأما الکـاف غیر المکـفوفة فلا تکاد تفید هذا المعنى.

3_الاستعلاء، أی: موافقة (على)، ذکره الهروی([76]) عن الأخفش، وذکره ابن مالک([77]) عن الفراء، وذکره المرادی وابن هشام([78]) عن الأخفش والکوفیین. ومثّل لها الهروی بقوله تعالى: )فَاستًقِم کـــَمَآ أُمِرتَ( [هود:112] أی على ما أمرت، وکذلک نحو: (دعه کما هو) أی دعه على الذی هو فیه([79]) ومثل لها ابن مالک والمرادی وابن هشام بقول بعضهم -وقد قیل له: کیف أصبحت؟-: ((کخیر)) أی: على خیر. وقولهم: ((کن کما أنت)) أی: على ما أنت علیه. فالکاف بمعنى (على) و(ما) موصولة، وأنت مبتدأ حذف خبره. وله توجیهات أخرى([80]).

 4- التوکید، وتفیده الکاف إذا جاءت زائدة، کما سبق بیانه.

 تلک أشهر معانی الکاف، وهناک معنیان لها لم یکونا فی اشتهار المعانی المذکورة:

 أحدهما: المبادرة، وذلک إذا اتصلت بـ(ما)، نحو: (سلّم کما تدخل) و (صلّ کما یدخل الوقت)، نقل هذا ابن هشام عن ابن الخباز([81])، وأبی سعید السیرافی([82]). ووصفه بأنه غریب جدا([83])؛ لکن الرضی یرى أیضا للکاف هذا المعنى، وعبر عنه بقران الفعلین فی الوجود، ومثل له بنحو: (ادخل کما یسلم الإمام)، و(کما قام زید قعد عمرو)([84]).

والآخر: معنى (لعل) ذکره سیبویه عن الخلیل، وتبعه الرضی، قال سیبویه: "سألت الخلیل عن قول العرب: انتظرنی کما آتیک، وارقبنی کما ألحقک، فزعم أن (ما) والکاف جعلتا بمنزلة حرف واحد، وصیّرت للفعل کما صیرت للفعل (ربّما)، والمعنى: لعلی آتیک، فمن ثم لم ینصبوا به الفعل، کما لم ینصبوا بـ(ربما) قال رؤبة:

 ((لا تشتم الناس کما لا تشتم))"([85]). أی لا تشتم الناس لعلک لا تشتم.

الفصل الثانی:  مدخل تطبیقی ویشمل:

المبحث الأول: إضاءات على النصّ "سورة البقرة":

 سورة البقرة، سورة مدنیة، عدد آیاتها مائتان وست وثمانون آیة، وهی السورة الثانیة بحسب الرسم القرآنی، وهی السورة الأولى من قسم الطوال ومما ورد فی فضلها. أخرج الإمام أحمد والإمام مسلم حدیثا طویلا عن رسول الله ﷺ منه اقرأوا الزهراوین: البقرة وآل عمران، فإنهما یأتیان یوم القیامة کأنهما غمامتان یحاجان عن أهلهما "ثم قال: اقرأوا البقرة فإن أخذها برکة، وترکها حسرة، ولا تستطیعها البطلة"([86]). وتتألف سورة البقرة من مقدمة وثلاثة أقسام وخاتمة، أما المقدمة فتتألف من الآیات (1-20) وتبدأ بعد الأحرف (ألم) بتقسیم الناس إلى ثلاثة أقسام: متقین، وکافرین، ومنافقین. وکلام بعد ذلک عن المتقین وصفاتهم، ثم عن الکافرین وأوضح علاماتهم، ثم عن المنافقین وحقیقتهم وعلاماتهم وتوضیحات فی شأنهم. والأحرف (ألم) تعد آیة، ووصف المتقین فی أربع آیات، وآیتین فی وصف الکافرین، وثلاث عشرة آیة فی المنافقین، وقال مجاهد فی هذا: "أربع آیات من سورة البقرة فی نعت المتقین، وآیتان فی نعت الکافرین، وثلاث عشرة فی المنافقین.."([87]) وأما القسم الأول فیمتد من الآیة الحادیة والعشرین إلى نهایة الآیة السابعة والستین بعد المائة، مبتدئا بدعوة الناس لسلوک طریق العبادة والتوحید طریقا موصلا إلى التقوى، ثم یسیر القسم لیناقش قضیة الکفر، ولیعمق قضیة السیر فی التقوى من طریق تأکید طاعة الأمر، واجتناب النهی، وعرض الآثار الخطیرة لمخالفة الأوامر، والوقوع فی النهی، وعرض نماذج الاستقامة فی قصة إبراهیم u. ولا ینتهی القسم إلا وقد تأکدت قضیة التقوى وقضیة العبادة والتوحید.

 ثم یأتی القسم الثانی الآیات من (168-202) فیؤکد قضیة التقوى، ویرسم طرائق التحقیق بها على مستوى الفرد، وعلى مستوى الأمة، ویعمق مفهوم الشکر، وطرائقه، ولا ننتهی من هذا القسم إلا وقد توضحت قضیة التقوى، وقضیة العبادة، وقضیة الشکر وقضیة الصراط المستقیم، وقضیة الانحراف عنه، واتجاهات المنحرفین، وفی ذلک یتم الکلام عن الإیمان وأرکان الإسلام: الإیمان، والصلاة، والزکاة والصوم، والحج، فتصبح أرضیة النفس والقلب والعقل جاهزة للسیر فی الإسلام کله. وههنا یأتی القسم الثالث الآیات من (202-284) داعیا إلى الدخول فی الإسلام کله، فیعرض قضایا فی الحرب والعلاقات الاجتماعیة فی محیط الأسرة وفی قضایا السیاسة والاقتصاد.

ثم تأتی خاتمة السورة وهی تنتظم الآیتین الأخیرتین فی السورة، وقد ورد فیهما أکثر من نص یخصهما بالذکر، وتربط هذه الخاتمة کل شی بقضایا الإیمان والتوجه إلى الله معلمة فی ذلک مربیة علیه.
المبحث الثانی:  المدونة:

الجداول الآتیة توضح ورود حرف الجر الکاف فی سورة البقرة.

الجدول العام الذی یوضح مواضع ورود حرف الجر (الکاف) فی سورة البقرة

م

الآیة

رقم الآیة

تکرار الحرف

1

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ کَمَاآمَنَ السُّفَهَاء

13

2

2

مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَکَهُمْ فِی ظُلُمَاتٍ لاَّ یُبْصِرُونَ

17

1

3

أَوْ کَصَیِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ

19

1

4

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُم مِّن بَعْدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً

74

1

5

أَمْ تُرِیدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَکُمْ کَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ

108

1

6

الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ

146

1

7

کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِنَا وَیُزَکِّیکُمْ وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

151

1

8

مِنَ النَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِینَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ

165

1

9

وَقَالَ الَّذِینَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا کَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ کَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا

167

1

10

وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُواْ کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمَا لاَ یَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء

171

1

11

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ

183

1

12

وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ

198

1

13

فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آبَاءکُمْ

200

1

14

اذْکُرُواْ اللّهَ کَمَاعَلَّمَکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

239

1

15

أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلَى قَرْیَةٍ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

259

1

16

مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی کُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ

261

1

17

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِکُم بِالْمَنِّ وَالأذَى کَالَّذِی یُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ ولا یؤمن بالله والیوم الآخر فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَیْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَکَهُ صَلْداً

264

2

18

وَمَثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِیتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ فَإِن لَّمْ یُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ

265

1

19

الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبَا لاَ یَقُومُونَ إِلاَّ کَمَا یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ الْمَسِّ

275

1

20

وَلاَ یَأْبَ کَاتِبٌ أَنْ یَکْتُبَ کَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ

282

1

21

رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا

286

1

المجموع

21

23

*الجداول التفصیلیة التی توضح ورود حرف الجر الکاف فی سورة البقرة.

أولا: جدولان یوضحان نوع الجملة التی ورد فیها حرف الجر (الکاف) فی سورة البقرة

1)   الجملة الفعلیة: ورد حرف الجر الکاف فیها (ست عشرة مرة)

م

الآیة

رقم الآیة

1

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ

13

2

قَالُواْ أَنُؤْمِنُ کَمَا آمَنَ السُّفَهَاء

13

3

أَمْ تُرِیدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَکُمْ کَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ

108

4

الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ

146

5

کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِنَا وَیُزَکِّیکُمْ وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

151

6

مِنَ النَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِینَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ

165

7

وَقَالَ الَّذِینَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا کَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ کَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا

167

8

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ

183

9

وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ

198

10

فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آبَاءکُمْ

200

11

اذْکُرُواْ اللّهَ کَمَا عَلَّمَکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

239

12

أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلَى قَرْیَةٍ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

259

13

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِکُم بِالْمَنِّ وَالأذَى کَالَّذِی یُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ

264

14

الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبَا لاَ یَقُومُونَ إِلاَّ کَمَا یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ الْمَسِّ

275

15

وَلاَ یَأْبَ کَاتِبٌ أَنْ یَکْتُبَ کَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ

282

16

رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا

286

2) الجملة الاسمیة: ورد حرف الجر الکاف فیها (سبع مرات)

م

الآیة

رقم الآیة

1

مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَکَهُمْ فِی ظُلُمَاتٍ لاَّ یُبْصِرُونَ

17

2

أَوْ کَصَیِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ

19

3

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُم مِّن بَعْدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً

74

4

وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُواْ کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمَا لاَ یَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء

171

5

مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی کُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ

261

6

فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَیْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَکَهُ صَلْداً

264

7

وَمَثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِیتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ فَإِن لَّمْ یُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ

265

ثانیاً: الجداول الآتیة توضح ما تقدم حرف الجر الکاف

1) تقدم الفعل المضارع على حرف الجر الکاف عشر مرات.

م

الآیة

 

رقم الآیة

1

قَالُواْ أَنُؤْمِنُ کَمَا آمَنَ السُّفَهَاء

 

13

2

أَمْ تُرِیدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَکُمْ کَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ

 

108

3

الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ

 

146

4

کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِنَا وَیُزَکِّیکُمْ وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

 

151

5

مِنَ النَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِینَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ

 

165

6

وَقَالَ الَّذِینَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا کَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ کَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا

 

167

7

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِکُم بِالْمَنِّ وَالأذَى کَالَّذِی یُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ

 

264

8

الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبَا لاَ یَقُومُونَ إِلاَّ کَمَا یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ الْمَسِّ

 

275

9

وَلاَ یَأْبَ کَاتِبٌ أَنْ یَکْتُبَ کَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ

 

282

10

رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا

 

286

2) تقدم کلمة (مثل) على حرف الجر الکاف ست مرات.

م

الآیة

رقم الآیة

1

مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَکَهُمْ فِی ظُلُمَاتٍ لاَّ یُبْصِرُونَ

17

2

أَوْ کَصَیِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ

19

3

وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُواْ کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمَا لاَ یَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء

171

4

مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی کُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ

261

5

فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَیْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَکَهُ صَلْداً

264

6

وَمَثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِیتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ فَإِن لَّمْ یُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ

265

3) تقدم فعل الأمر على حرف الجر الکاف أربع مرات.

م

الآیة

رقم الآیة

1

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ

13

2

وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ

198

3

فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آبَاءکُمْ

200

4

اذْکُرُواْ اللّهَ کَمَا عَلَّمَکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

239

4) تقدم الفعل الماضی على حرف الجر الکاف مرتین.

م

الآیة

رقم الآیة

1

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ

183

2

أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلَى قَرْیَةٍ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

259

 

 

5) تقدم الضمیر المنفصل على حرف الجر الکاف مرة واحدة.

م

الآیة

رقم الآیة

1

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُم مِّن بَعْدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً

74

 

ثالثاً: الجداول الآتیة توضح دخول حرف الجر الکاف على ما بعده.

1)   دخول حرف الجر الکاف على (ما) اثنتی عشرة مرة.

م

الآیة

رقم الآیة

1

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ

13

2

قَالُواْ أَنُؤْمِنُ کَمَا آمَنَ السُّفَهَاء

13

3

أَمْ تُرِیدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَکُمْ کَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ

108

4

الَّذِینَ آتَیْنَاهُمُ الْکِتَابَ یَعْرِفُونَهُ کَمَا یَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ

146

5

کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِنَا وَیُزَکِّیکُمْ وَیُعَلِّمُکُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُعَلِّمُکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

151

6

وَقَالَ الَّذِینَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا کَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ کَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا

167

7

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ

183

8

وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ

198

9

اذْکُرُواْ اللّهَ کَمَا عَلَّمَکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

239

10

الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبَا لاَ یَقُومُونَ إِلاَّ کَمَا یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطَانُ مِنَ الْمَسِّ

275

11

وَلاَ یَأْبَ کَاتِبٌ أَنْ یَکْتُبَ کَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ

282

12

رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصْراً کَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا

286

2)   دخول حرف الجر الکاف على (مثل) خمس مرات.

م

الآیة

رقم الآیة

1

مَثَلُهُمْ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَکَهُمْ فِی ظُلُمَاتٍ لاَّ یُبْصِرُونَ

17

2

وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُواْ کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمَا لاَ یَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء

171

3

مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی کُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ

261

4

فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَیْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَکَهُ صَلْداً

264

5

وَمَثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِیتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ فَإِن لَّمْ یُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ

265

 

3)   دخول حرف الجر الکاف على (الذی) مرتین.

م

الآیة

رقم الآیة

1

أَوْ کَالَّذِی مَرَّ عَلَى قَرْیَةٍ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا

259

2

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِکُم بِالْمَنِّ وَالأذَى کَالَّذِی یُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ

264

4)   دخول حرف الجر الکاف على (الاسم المعرف بالإضافة) مرتین.

م

الآیة

رقم الآیة

1

مِنَ النَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً یُحِبُّونَهُمْ کَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِینَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ

165

2

فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آبَاءکُمْ

200

 

5)   دخول حرف الجر الکاف على (الاسم النکرة) مرة واحدة.

م

الآیة

رقم الآیة

1

أَوْ کَصَیِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ یَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِی آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ

19

6) دخول حرف الجر الکاف على (الاسم المعرفة) مرة واحدة.

م

الآیة

رقم الآیة

1

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُم مِّن بَعْدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً

74

رابعاً: الاطراد فی أسلوب الأمر:

م

الآیة

رقم الآیة

1

وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ

198

2

فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آبَاءکُمْ

200

3

اذْکُرُواْ اللّهَ کَمَا عَلَّمَکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ

239

 

خامساً: الاطراد فی التراکیب:

1)   الاطراد فی قوله تعالى )کَمَا آمَنَ( مرتین:

م

الآیة

رقم الآیة

1

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ

13

2

قَالُواْ أَنُؤْمِنُ کَمَا آمَنَ السُّفَهَاء

13

2)   الاطراد فی قوله تعالى ) مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ( مرتین:

م

الآیة

رقم الآیة

1

مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی کُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ

261

2

وَمَثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِیتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ فَإِن لَّمْ یُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ

265

 

المبحث الثالث: الائتلاف والاختلاف.

1)   الاطراد فیما تقدم حرف الجر (الکاف):

أ- اطراد الجملة الفعلیة والاسمیة.

اطَّرد حرف الجر (الکاف) قبل الجملة الفعلیة (ست عشرة مرة) أما فی الجملة الاسمیة (سبع مرات) والسؤال الذی یطرح نفسه لماذا سبق حرف الجر (الکاف) الجملة الفعلیة أکثر من الجملة الاسمیة؟ ولعل الجواب هو أن الجملة الفعلیة أکثر تکراراً من الجملة الاسمیة على وجه العموم فی العربیة وهی کثرة لافتة للنظر وتحتاج إلى شیء من التعلیل، وربما یرجع ذلک إلى أن الجملة الفعلیة تُعبر عن التجدد سواء کان هذا التجدد زمانیا، الذی یفید الحصول شیئاً فشیئاً على وجه الاستمرار، أم تجددا حدثیا، الذی یفید الحصول بعد العدم أما الجملة الاسمیة، فهی تفید الثبات أو عدم التجدد غالباً مع الاحتفاظ بالزمن وهو أمر استقر قبوله عند علماء البلاغة؛ وذلک لأن حرکة الفعل فی العربیة أکثر من الجملة الاسمیة.

ب‌- اطراد الأفعال التی تقدمت حرف الجر (الکاف) فی سورة البقرة.

 تنوع استعمال القرآن الکریم فی سورة البقرة للأفعال التی تقدمت حرف الجر الکاف، فقد جاء النص القرآنی متحرکاً بین الفعل الماضی والأمر والمضارع ، إذ سبق الفعل المضارع حرف الجر (الکاف) عشر مرات، وسبق فعل الأمر حرف الجر (الکاف) أربع مرات، وسبق فعل الماضی حرف الجر (الکاف) مرتین، وإحداهما فعل ماض مبنی للمجهول. فلماذا تقدم الفعل المضارع حرف الجر (الکاف) أکثر من غیره من الأفعال؟ ولعل السبب فی کثرة الأفعال المضارعة التی سبقت حرف الجر (الکاف) هو أن سورة البقرة (مدنیة)، والسور المدنیة تکثر فیها الأحکام والشرائع الدینیة والنبویة وتفصیل العبادات والمعاملات؛ لأن المخاطبین قد تقرر فی نفسهم التوحید، فهم بحاجة لتفصیل العبادات (من صدقه أو إنفاق أو الصوم أو الحج أو الدین ...). وعندما ننظر فی الآیات نجد أن الأفعال المضارعة التی سبقت حرف الجر (الکاف) أغلبها تدل على الأحکام والشرائع والعبادات والمعاملات، وأن هذه الأحکام والشرائع لیست خاصة بزمن معین أو قوم معینین؛ إنما صالحة لکل زمان ومکان، فوافق تقدم الأفعال المضارعة حرف الجر (الکاف) أکثر من غیره للدلالة على الحرکة والاستمرار، ولأن المعاملات توجب الفعل، ولعل أمرا آخر هو لماذا تتقدم الأفعال حرف الجر (الکاف) الذی یفید التشبیه عشر مرات؟ ربما لیبین لنا مدى روعة هذا التشبیه من الحرکة والاستمرار الذی یبرزه الفعل المضارع أکثر من غیره من الأفعال الماضیة أو أفعال الأمر.

 

2)   الاطراد فیما دخل علیه حرف الجر الکاف:

أ‌-      اطراد دخول حرف الجر (الکاف) على (ما) اثنتی عشرة مرة، فهی تشکل القسم الأکبر من الاطرادات.

 لماذا دخلت الکاف على (ما) أکثر من غیرها من التراکیب؟ لعل الجواب هو أن (کما) لفظ مرکب من الکاف الجارة و(ما) الاسمیة أو الحرفیة و (ما) الاسمیة تکون إما اسماً موصولاً أو نکرة موصوفة، وأما (ما) الحرفیة فتکون إما مصدریة أو زائدة کافة أو غیر کافة، وتفید معنى التشبیه والتعلیل والتوکید فی الآیات الواردة فی سورة البقرة، وتقع (کما) بعد الجمل کثیرا صفة فی المعنى، فتکون نعتاً لمصدر أو حالا، وهی لفظة عامة ومشترکة لیست خاصة. فإذا أراد التشبیه بین حدث وحدث استعمل (کما)، وهی أیضا من الألفاظ الخاصة بالقرآن، فنحن لا نستعملها، فهی من الأسالیب القرآنیة التی یعرف بها. ومن أمثلة ذلک ما أثبته بعض النحاة، کابن مالک([88]) عن الأخفش، والمرادی([89])، وابن هشام([90])، والسیوطی([91])، والأشمونی([92])، أن الکاف للتعلیل فی نحو قوله تعالى: ) وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ ( [البقرة:198]. وقال ابن هشام: "وقید بعضهم جوازه بأن تکون الکاف مکفوفة بــ(ما)، کحکایة سیبویه ((کما أنه لا یعلم فتجاوز الله عنه))، والحق جوازه فی المجرد من (ما) نحو: )وَیْکَأَنَّهُ لَا یُفْلِحُ الْکَافِرُونَ( [القصص:82] أی: أعجب لعدم فلاحهم، وفی المقرونة بـــ(ما) الزائدة، کما فی المثال، وبــ(ما) المصدریة، نحو:)کَمَآ أَرَسَلنَا فِیکُم( [البقرة: 151] الآیة، قال الأخفش: ((أی لأجل إرسالی فیکم رسولا منکم فاذکرونی)). وهو ظاهر فی قوله تعالى: )وَاذکروُهُ کَمَا هَدَاکُم("([93]). یعنی هذا أن الکاف تأتی للتعلیل، سواء کانت مکفوفة بــ(ما) معنى التعلیل الزائدة، أم المصدریة، أم غیر مکفوفة؛ خلافاً لمن قید جوازه بأن تکون الکاف مکفوفة بــــــ(ما)، وهو ابن مالک ومن وافقه؛ لأنه یقول: "وتحدث (ما) الکافة فی الکاف معنى التعلیل، کقوله تعالى: )وَاذْکرُوهُ کمَا هداکم (([94]) أی:  لهدایته إیّاکم وأما الکـاف غیر المکـفوفة فلا تکاد تفید هذا المعنى. ومثّل لها الهروی بقوله تعالى: )فَاستًقِم کـــَمَآ أُمِرتَ( [هود:112] أی على ما أمرت. غیر أن المرادی یرى أن ردها إلى معنى التشبیه أولى من ادعاء معنى الاستعلاء([95]). وجعل الرضی قولهم: ((کن کما أنت)) من تشبیه مضمون جملة بمضمون أخرى، والتقدیر عنده: کن فی المستقبل کما أنت کائن الآن([96])، لکن جاء فی لسان العرب: "ومن کلام العرب إذا قیل لأحدهم: کیف أصبحت؟ أن یقول: کخیر، والمعنى على خیر، قال الأخفش: فالکاف فی معنى (على)، قال ابن جنی: وقد یجوز أن تکون فی معنى الباء، أی بخیر، قال الأخفش: ونحو منه قولهم: کن کما أنت"([97]).

وقال الرضی فی معانی (کما): "وثانیها أن تکون (کما) بمعنى (لعلّ)، حکى سیبویه عن العرب: انتظرنی کما آتیک، أی لعلّی آتیک، قال رؤبة: ((لا تشتم الناس کما لا تشتم)). فیکون قد تغیر معنى الکلمة بالترکیب..."([98]).

قال ابن هشام: "تقع (کما) بعد الجمل کثیراً، صفة فی المعنى، فتکون نعتا فی المصدر، أو حالاً ویحتملها قوله تعالى: ) کَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِیدُهُ ( [الأنبیاء:104] فإن قدرته نعتاً لمصدر فهو إما معمول لـــــ(نعیده): أی نعیده أوّل خلق إعادة مثل ما بدأناه، أو لــ(نطوی)([99])؛ أی: نفعل هذا الفعل العظیم کفعلنا هذا الفعل، وإن قدرته حالا، مفعول نعیده، أی: نعیده مماثلا للذی بدأنا، وتقع کلمة (کذلک) أیضا کذلک"([100]) وما قدمناه من أوجه (کما) وأنها مرکبة هو مذهب الجمهور. وذهب المالقی إلى أن (کما) تأتی أحیانا بسیطة غیر مرکبة، ولها ثلاثة مواضع.

الأول: أن تکون بمعنى (کی) فتنصب المضارع، نحو: أکرمتک کما تکرمنی، قال الشاعر: وطرفـــک إما جئــتنا فاحســبنه کما یحسبوا أن الهوى حیث تنظر([101]).

الثانی: أن تکون بمعنى (کأن) نحو: (شتمنی کما أنا أبغضه)أی: کأنی أبغضه.

الثالث: أن تکون بمعنى (لعل) نحو: (لا تضرب زیدا کما لا یضربک).

أی: لعله لا یضربک، وهی فی الأخیرین غیر عاملة لفظا، وإن کانت فی موضع عامل عنده من جهة المعنى([102]). ورد علیه المرادی بقوله: "ولم أر أحدا ذکر أن (کما) تکون حرفا بسیطاً غیر هذا الرجل، ولیس الأمر کما ذکر، و(کما) فی هذه المواضع الثلاثة مرکبة من کاف التشبیه، أو کاف التعلیل و(ما)، واختلف النحویون فی وجه النصب بـ(کما) فی قوله ((کما یحسبوا...)) فقال أبو علی الفارسی: الأصل (کیما) فحذفت الیاء، ونقل عن الکوفیین"([103]). هذا وقد أورد الأنباری هذا الخلاف، ونسب إلى الکوفیین أن (کما) تأتی بمعنى (کیما) وینصب بها ما بعدها، ولکن لا یمنعون جواز الرفع، وأشار إلى أن أبا العباس المبرد استحسنه، ثم أورد شواهدهم ومنها البیت الذی أورد المالقی، ونسب إلى البصریین القول بأنَّ (کـما) لا تأتی بمعنى (کیما) ولا یجوز النصب بها، ورجح هذا، وأورد الردود على شواهد الکوفیین، وأن الراویة فی البیت المذکور "لکی یحسبوا"([104]) ورد ابن مالک ما ذکره الفارسی من أن الأصل (کیما) وحذفت الیاء، بأن هذا تکلّف لا دلیل علیه ولا حاجة إلیه، ویرى أن الکاف أحدثت فیها (ما) الکافة معنى التعلیل، فنصب المضارع لشبهها بـــ(کی)([105]).

ورده أبو حیان -فیما نقل عنه البغدادی- بقوله: "لیس کما ذکر، بل هو تأویل علیه دلیل، وإلیه حاجة؛ وذلک أنه لم یثبت النصب بــ(کما) فی موضع خلاف هذا المختلف فیه، فیحمل هذا علیه، والنصب ثابت بــ(کیما) والعلّة فی (کیما) أصل، وفی کاف التشبیه المکفوفة بــــ(ما)لیس أصلاً... فالأولى أن یعتقد أصلها (کیما) لظهور فیها، ولثبوت النصب بــــ(کیما)"([106]) وذکر البغدادی أن ابن عصفور جزم أن أصلها (کیما) فحذفت الیاء ضرورة، وأن ابن جنی نسب هذا التخریج فی (إعراب الحماسة) إلى الکسائی، لا إلى شیخه أبی على الفارسی، وأن ثعلب([107]) نسبه فی (أمالیه) إلى الکسائی أیضاً، ولکن بشرط ألا یفصل بین (کما) والمضارع فاصل، فإذا حیل بینهما لم تنصب، ثم قال: "فعلم أن ما نسب إلى الفارسی هو مذهب ألکسائی، وأن شرط نصب المضارع عندهم أن تتصل به، فلو انفصلت عنه لم تنصب، بل یکون مرفوعاً"([108]). وقال محقق الإنصاف محمد محیی الدین عبد الحمید -بعد أن أورد ما قال الفارسی وابن مالک: "وهما رأیان متقاربان، غیر أن رأی أبی علی الفارسی أدق؛ فإن کون (الکاف) ناصبة لکونها بمعنى (کی) بعید، ومما یبعده أن الکاف من عوامل الأسماء، فکیف تکون من عوامل الأفعال!"([109]) هذا خلاصة ما وقفت علیه من أقوال النحویین فی شأن (کما)، وبعدها نخلص إلى القول إن (کما) لفظ مرکب من الکاف و(ما)، وتفید معنى التشبیه والتعلیل والاستعلاء والمبادرة والترجی. وإذا نصبت المضارع بعدها فأصلها (کیما) حذفت منها الیاء. ولم یرد ذلک إلا فی البیت المذکور.

والجدیر بالذکر أن الکاف استعملت فی هذا العصر استعمالا جدیدا، مثل قولهم: (فلان کعربی یرى ضرورة وحدة العرب)، و(تکلم کممثل للاتحاد)، وکان هذا أثرا من آثار الترجمة من اللغات الأجنبیة إلى العربیة. ویرى الدکتور محمد عبد الرحمن مرحبا أن هذا الاستعمال للکاف من التشویهات التی أحدثتها الترجمة التجاریة الحرفیة الرخیصة فی العربیة، وأن هذه الکاف أخذت تحل محل استعمال الحال، والمفعول له، والمفعول الثانی، والمفعول المطلق. وقال: "اقرأ هذه العبارات: (ما أحسنه کمتعلم)! و(ما أحسنه ککاتب)! و(دخل علیهم کرئیس للبلاد)، و(قال کتعلیق على کلامه)، و(اعتبر العربیة کلغة أساسیة)، و(عامله کحیوان). والأصح أن یقال:(ما أحسنه متکلما)! و(ما أحسنه کاتبا)! و(دخل علیهم رئیسا للبلاد) و(قال تعلیقا على کلامه)، و(اعتبر العربیة لغة أساسیة)، و(عامله معاملة حیوان)"([110]).

لکن الأستاذ عبدالله کنون، عضو مجمع اللغة العربیة بالقاهرة -فیما ذکر عنه الأستاذ عبد اللطیف أحمد الشویرف-اقترح على المجمع إقرار الاستعمال الحدیث للکاف فی مثل قولهم: (فلان کسفیر یمثل بلاده خیر تمثیل)؛ لأن الکاف هنا للتشبیه، ویراد بها ما یراد بکلمة (مثل)، فالمراد: فلان نفسه؛ وإنما یستعمل هذا التعبیر لقصد الکتابة التی هی أبلغ من التصریح([111]) وذکر الأستاذ الشویرف أنّ لجنة الأصول بالمجمع، درست اقتراح عبدالله کنون، وأقرّت استعمال الکاف فیما تستعمل فیه حدیثاً، وقررت ما یأتی: "تجری أقلام الکتاب المعاصرین بنحو قولهم: فلان کأدیب، وهو کسفیر وأنا کعربی ... إلخ. وترى اللجنة أن مثـــل هذا التعبیر فصیح یجری على الضوابط العامة، وأن الکاف للتشبیه أو للتعلیل أو زائدة"([112])، وقد وافق المجمع علیه بالأکثریة. ووافقهم على ذلک لأن هذه الاستعمالات لا تتعارض مع القواعد النحویة والصرفیة واللّه أعلم.

ب- اطراد دخول حرف الجر الکاف على (مثل):

 سبق حرف الجر الکاف کلمة (مثل) ست مرات، ودخل حرف الجر الکاف على مثل خمس مرات. فهل الکاف المتصلة بـ (مثل) زائدة؟

 اختلف العلماء بزیادتها عند دخولها على کلمة (مثل)، فقال الأخفش بزیادة الکاف فی قوله تعالى: ) أو کالذی مر على قریة ( [البقرة:259]. واشترط ابن مالک على جواز زیادتها أمن اللبس([113]) وتبعه فی ذلک الرضی ووضع له ضوابط بقوله: "ویحکم بزیادتها عند دخولها على (مثل) أو دخول (مثل) علیها إذ الغرض أنه لا یشبه بالمشبه، فلابد من زیادة إحدى أداتی التشبیه، وزیادة ما هو حرف أولى..."([114]) وهذا الضابط ینضبط فقط فیما لم یکن خبرا لکلمة (مثل)، أما إذا کان الکاف و(مثل) واقعین خبرا لـ(مثل)، فالکاف أصلیة تفید تشبیه حالة بحالة أخرى، قال الزمخشری: "فإن قلت: ما معنى قوله تعالى: مثلهم کمثل الذی استوقد نارا"، وما مثل المنافقین ومثل الذی استوقد نارا حتى شبه أحد المثلین بصاحبه؟ قلت قد استعیر المثل استعارة الأسد للمقدام للحال أو الصفة أو القصة إذا کان لها شأن وفیها غرابة کأنه قیل: حالهم العجیبة الشأن کحال الذی استوقد نارا ..."([115]) وتبعه فی ذلک ابن عاشور إذ یرى شیوع إطلاق لفظ (مثل) على الحالة العجیبة الشأن، ولا یستغنى عن الإتیان بحرف التشبیه حتى مع وجود لفظ المثل، فصارت الکاف فی قوله تعالى: "کمثل" دالة على التشبیه ولیست زائدة کما زعمه الرضی فی شرح الحاجبیة... ألا ترى کیف استغنى عن إعادة لفظ (مثل) عند العطف فی قوله تعالى: (أو کصیب) ولم ویستغن عن الکاف([116]). والذی یتبین لی أن زیادة الکاف مضبوطة بضابطین، الأول: ألا تلتبس فی الکاف الأصلیة؛ وذلک بأن تدخل على کلمة (مثل) أو تدخل (مثل) علیها أو تدل هی على ما یقتضی التشبیه. والآخر: ألاّ یخبر بمجرورها عن کلمة (مثل) بفتح المیم والثاء والله أعلم.

3)   الاطراد فی أسلوب الأمر.

 تقدم فعل الأمر فی سورة البقرة حرف الجر (الکاف) أربع مرات وهی على فعلین الفعل الأول (اذکروا) والفعل الثانی (آمنوا) وقد تکرر الفعل (اذکروا) ثلاث مرات أما الفعل (آمنوا) مرة واحدة. وندرس أسلوب الأمر هنا على أنه أسلوب إنشائی ومن الملاحظ أن صیغة الأمر فی الآیات الکریمات تقوم أساسا على الحوار من أجل تناول فی الکلام حقیقی بین آمر ومأمور وأبرز معنى آتى به هذه الآیات هو معنى الوعظ ویکاد یختص هذا المعنى بالسیاقات الاجتماعیة، ومن أمثلة ذلک الآیات الآتیة، قال تعالى: )وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ وَإِن کُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّینَ[[البقرة 198] وهذه الآیات تتحدث عن الحج. وقال تعالى: )فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَذِکْرِکُمْ آبَاءکُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْراً([البقرة:200] وهذه الآیات تتحدث عن الحج أیضاً. وقال تعالى )فَاذْکُرُواْ اللّهَ کَمَا عَلَّمَکُم مَّا لَمْ تَکُونُواْ تَعْلَمُونَ([البقرة:239] وهذه الآیات تتحدث عن صلاة الخوف.

وهنا سؤالان سنحاول الإجابة عنهما، السؤال الأول: لماذا قال فی الآیة الأولى واذکروه بالضمیر المتصل وصرح فی الآیتیین الثانیة والثالثة بلفظ الجلالة (الله)؟ والسؤال الثانی: لماذا قال تعالى فی نهایة آیة الحج )وإن کنتم من قبله لمن الضالین( وفی نهایة آیة صلاة الخوف قال تعالى: "ما لم تکونوا تعلمون"؟ ولعل الجواب عن السؤال الأول وهو لماذا لم یصرح بلفظ الجلالة (الله) واستغنى عنه بالضمیر الغائب؛ وذلک منعا للتکرار؛ ولأن الضمیر فی "واذکروه" عائد على لفظ الجلالة (الله) فی الآیة نفسها فی قوله تعالى: "واذکروا الله عند المشعر الحرام واذکروه کما هداکم واللغة العربیة قائمة على الإیجاز والتخفیف" -والله أعلم. وأما السؤال الثانی: ولعل الإجابة عنه هی: إن فی آیات الحج ذکر الله تعالى الهدایة )واذکروه کما هداکم( وانتهت الآیة الکریمة بقوله تعالى: )إن کنتم من قبله لمن الضالین( وآیة صلاة الخوف قال تعالى )واذکروا الله کما علمکم( وانتهت الآیة بقولة تعالى )ما لم تکونوا تعلمون(؛ وذلک لأن فی آیة الحج یذکرهم بما کان من أمرهم قبل أن یهدیهم والجماعة المسلمة الأولى تدرک حق الإدراک مدى وعمق هذه الحقیقة فی حیاتهم، لقد کانت قریبة عهد بما کان فیه العرب من ضلال فی التصوّر ومظهر عبادة الأصنام والشرک وغیرها من ضلال فی الحیاة الاجتماعیة والأخلاقیة. ولا شک أنهم حین یسمعون قوله تعالى: )واذکروه کما هداکم وإن کنتم من قبله لمن الضالین( تتواکب على خیالهم وذاکرتهم ومشاعرهم صور حیاتهم الضالة، ثم یلتفتون إلى أنفسهم لیروا مکانهم الجدید الذی رفعهم إلیه الإسلام، والذی هداهم الله إلیه بهذا الدین، خاصة أن عبادة الحج کانت موجودة منذ الجاهلیة ولکن بصفة مغایرة لصفة الحج فی الإسلام. أما آیة صلاة الخوف إذ قال تعالى: )واذکروا الله کما علمکم ما لم تکونوا تعلمون( فیکون هذا الموطن موطن تعلیم لصلاة الخوف وکیفیتها فهم لا یعرفونها فوافقت نهایة الآیة بدایتها -والله أعلم.

4)     الاطراد فی التراکیب:  

أ- الاطراد فی قوله تعالى )کَمَا آمَنَ( مرتین: لماذا تکررت "کما آمن" مرتین؟

لعل الجواب هو أن دعوة الکفار للإیمان جاءت من المرکبات الآتیة فی قوله تعالى: )آمِنُواْ کَمَا آمَنَ النَّاسُ( من أسلوب أمر ثم کاف التشبیه والجملة الفعلیة )کَمَا آمَنَ(، وأما جواب الکفار فقد جاء من المرکبات الآتیة: استفهام إنکاری ثم کاف التشبیه والجملة الفعلیة )کَمَا آمَنَ( وبنظرة واحدة نجد أن مرکبات الدعوة إلى الإیمان تساوی مرکبات الإجابة عن هذه الدعوة تقریباً وهذا على ما أعتقد لموسیقى الأصوات المحصورة فی الإطار الدلالی (اللفظ) وتکریر الاستعمال فی السیاق الواحد من حیث الدال والمدلول، وأن هذا التکرار تقتضیه الضرورة اللغویة والمقصود بالضرورة اللغویة أن ترکیب الجملة فی الآیة قد یتطلب تکرار لفظ سبق ذکره فی نفس الآیة ودون هذا التکرار تختل بنیته أو یعمى مدلوله ولا یسمح بالاستغناء عن تکراره بضمیر أو مصدر أو غیرها من التراکیب والله أعلم.

ب‌- الاطراد فی قوله تعالى: )مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم( مرتین فی آیتین مختلفتین وهما فی قوله تعالى: "مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِی کُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ"(261) وقوله تعالى: "وَمَثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِیتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ کَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُکُلَهَا ضِعْفَیْنِ فَإِن لَّمْ یُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ"(265) إذ تکرر مطلع کل من الآیتین بقوله تعالى: ) مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ( الآیة (261) الآیة (265)، ولکن لماذا؟ لعل السبب هو الاهتمام بالنیات لإبرازها ولفت النظر إلیها؛ لأنه کرر نفس مطالع الآیات فالقارئ لهذه الآیات أول ما یتساءل لماذا تکرر قوله تعالى: )مَّثَلُ الَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم(، ثم اختلفت من بعد ذلک وبالنظر فی الآیات نجد الفرق المرکزی هو نیة الإنفاق ومنه الجزاء المترتب عن النیة من الله تعالى. وقد سبق قوله تعالى: )مثل الذین ینفقون أموالهم (265)( قوله تعالى: )یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِکُم( (260) فالله أراد أن یبین للناس أن الصدقة التی تبذل ریاء الناس التی یتبعها المن والأذى لا تثمر شیئاً ولا تبقى؛ إذ نستخلص من هذه الآیات أن الأعمال بالنیات وضرب الله هذه الأمثال لیتأملون الحجر الصلب الأملس المستوی الذی غطته طبقة خفیفة من التراب، فظنت فیه الخصوبة، فإذا وابل من المطر یصیبه ویترکه صلداً صافیا؛ أی ذهاب الأجر والثواب وأما فی الآیة الأولى الإنفاق فی سبیل الله، والآیة الثانیة ابتغاء مرضات الله، ففیها الخیر والنماء الأجر والثواب. وما هذا کله إلا لاختلاف النیات -والله أعلم- وقد اختلف العلماء أیهما أفضل الإنفاق فی سبیل الله أم الإنفاق ابتغاء مرضات الله؟ فقال السید محمد الألوسی([117]) إن الإنفاق فی سبیل الله هو إنفاق فی عالم الملک عن مقام تجلی الأفعال وأما الإنفاق ابتغاء مرضات الله هو الإنفاق عن مقام مشاهدة الصفات وهو الإنفاق لطلب رضا الله تعالى، ومن تمثیله الجنة یعلم مقدار فضله على الأول الممثل بحبه، ولعل فضل أحدهما على الآخر کفضل الجنة على الحبة، ومما یزید فی الفرق أن الجنة مع إیتاء أکلها تبقى بحالها بخلاف الحبة ولتأکید الإشارة إلى ارتفاع الرتبة أنه أتى بالربوة وهی المرتفع من الأرض -والله أعلم.

 

5)   الاختلاف فی معانی حرف الکاف فی الآیتین الآتیتین:

 أ- قوله تعالى: )کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ([البقرة:151].

ب- قوله تعالى: )وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ( [البقرة:198].

 ذکر ابن هشام من معانی "حرف الکاف" التعلیل وقال أثبته قوم ونفاه الأکثرون، وقید بعضهم جوازه بأن تکون مکفوفة بما، ثم قال: والحق جوازه فی المجرورة من (ما) وفی المقرونة بما الزائدة وبما المصدریة نحو )کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ( [البقرة: 151] قال الأخفش أی لأجل إرسالی فیکم رسولاً منکم فاذکرونی وهو ظاهر فی قوله تعالى: )وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ( [البقرة:198]، فهو یقدر الکاف تعلیلیة وما مصدریة فی هاتین الآیتین، وذکر زعم الزمخشری وابن عطیة وغیرها أنها کافة، قال: "وما ذکرناه فی الآیتین من أن ما مصدریة قاله جماعة وهو الظاهر، وزعم الزمخشری وابن عطیة أنها کافه وفیه إخراج الکاف عما ثبت لها من عمل الجر لغیر مقتض"([118])، وبالرجوع إلى الکشاف نجد الزمخشری یجوز فی الآیة الثانیة أن تکون ما فیها مصدریة وأن تکون کافة([119])، وفی الآیة الأولى یجوز أن یتعلق کما لأرسلنا بما قبله: "أی لأتم نعمتی علیکم فی الآخرة بالثواب کما أتممتها علیکم فی الدنیا بإرسال الرسول، أو بما بعده کما ذکرتکم بإرسال الرسول "فاذکرونی بالطاعة"([120]) . ویبدو أن الزمخشری یجعل الکاف للتشبیه لا للتعلیل فی هذه الآیة، ولا یمنع أن تکون ما مصدریة فیها؛ بدلیل أنه یحلل المغنى فی التقدیرین بالمصدر "بإرسال الرسول"، وهو ما یشهد له قوله الصریح فی الآیة السابقة، وأما ابن عطیة فقد جوز ما جوزه الزمخشری من تعلق "کما أرسلنا" بما قبلة واستحسنه وبما بعده "فاذکرونی" کما جوز تعلقه بـ"تهتدون" فی آخر الآیة السابقة؛ أی اهتداء کما فیکون نعتا لمصدر، وقال: قیل هو فی موضع نصب على الحال، ولکنه لم یقل شیئا ظاهرا فی "ما" ولم یقدر ما بعدها بمصدر فیبدو أنها کافة والکافة للتشبیه([121]). وفی الآیة الأخرى "واذکروه کما هداکم" لم یزد على القول فیها والکاف فی کما نعت لمصدر محذوف([122])، وقد سلک العکبری فی تقدیر تعلق "کما أرسلنا" مسلکها ولکنه أوضح أن ما مصدریة([123])، وقال فی "کما هداکم" الکاف فی موضع نصب نعتا لمصدر محذوف، ویجوز أن تکون حالاً من الفاعل تقدیره: فاذکروه مشبهین لکم حین هدایتکم، فالظاهر من کلامه أن الکاف غیر تعلیلیه فیها، وأما تفسیر ابن جریر الطبری أن کما للتعلیل فی الآیتیین السابقتین وقال: (یعنی بذلک جل ثناؤه واذکروا الله أیها المؤمنون عند المشعر الحرام بالثناء علیه والشکر له على أیادیه عندکم ولیکن ذکرکم له بالخضوع له على ما أنعم علیکم من التوفیق)([124]). وفی الإتقان الکاف حرف جر له معانی منها التعلیل نحو قوله تعالى: )کَمَا أَرْسَلْنَا فِیکُمْ رَسُولاً مِّنکُمْ([البقرة:151] . أما الأخفش قال فی هذه الآیة: أی لأجل إرسالنا فیکم رسولا منکم فاذکرونی وأما الآیة "واذکروه کما هداکم" أی لأجل هدایة إیــــــــاکـم والظاهر مما سبق أن ((کما)) فی الآیتین للتعلیل وهو الصحیح للأسباب السابقة -والله أعلم.

 

الخـاتمة

بعد هذه الدراسة لحرف الجر (الکاف) نخلص إلى أهم النتائج، منها ما یأتی:

  • یعمد القرآن إلى أسلوب التشبیه فی القضایا الخطیرة ذات الشأن، فهو لا یأتی بهذا الأسلوب إلا حینما یکون هناک أمر یرید تقریره وتثبیته فی النفوس، وهذا ما یجعله یختلف عن کثیر من التشبیهات عند الناس.
  • استعملت الکاف فی هذا العصر استعمالا جدیدا، مثل قولهم: (فلان کعربی یرى ضرورة وحدة العرب)، و(تکلم کممثل للاتحاد)، وکان هذا أثرا من آثار الترجمة من اللغات الأجنبیة إلى العربیة.
  •  أن الکاف تأتی للتعلیل، سواء کانت مکفوفة بــ(ما) معنى التعلیل الزائدة، أم المصدریة، أم غیر مکفوفة.

 أخیرا فإن البحث قد فتح الباب لدراسة التطور الدلالی للحروف، وهی محاولة نرجو أن تستمر حتى نتمکن من تطبیق هذه الدراسة على القرآن الکریم بأکمله.

الهوامش والحواشی

 


([1]) ابن منظور، محمد بن مکرم بن علی أبو الفضل جمال الدین الأنصاریّ الرفعی الأفریکی (ت 711هـ) لسان العرب، ط 2، بیروت: دار صادر، 414هـ. 2/838 (حرف).

([2]) الجوهری، إسماعیل بن حماد، تاج اللغة وصحاح العربیة، تح: أحمد عبد الغفور عطا، ط4، دار العلم للملایین، بیروت، لبنان، 1342. (حرف).

([3]) لسان العرب، 2/838 (حرف).

([4]) القرشی، جمال الدین أبی الفداء إسماعیل بن کثیر القرشی، تفسیر ابن کثیر، ط،4 دار الأندلس، بیروت.4/619

([5]) الزاوی، الطاهر أحمد الزاوی، ترتیب القاموس المحیط، ط3، الدار العربیة للکتاب، طرابلس، لیبیا، 1980م. ط3/1980م.1/622، (حرف).

([6])  لسان العرب 2/838 (حرف).

([7]) البیت لذی الرمة (غیلان بن عقبة) دیوانه. تح: عبد القدوس أبو صالح، ط1، مؤسسة الإیمان، بیروت، ط1/1982م. ص471، سناد: شدیدة الحلق، الوظیفة: عظیم الساق، أزج: بعید، ریان: ممتلئ.

([8]) البیت لکعب بن زهیر، وهو فی دیوانه، تح: على فاعور، ط1، دار الکتب العلمیة، بیروت، ط1/1987م. ص63. الناقة الضامرة، المهجنة: الکریمة، القوداء: طویلة العنق، الشملیل: الخفیفة السریعة.

([9]) مجمع اللغة العربیة، المعجم الوسیط،ط1، القاهرة، 1972. 1/167، (حرف)

([10]) صحیح البخاری بحاشیة السندی، دار المعرفة بیروت، لبنان، 3/227.

 ([11]) المعجم الوسیط1/أ، 16(حرف).

([12]) المصدر السابق 1/أ، 16(حرف).

([13]) ولسان العرب 2/838، (جرف).

([14]) المعجم الوسیط 1/167، (حرف).

([15]) سیبویه، عمرو بن عثمان بن قبر الحارثی بالولاء، أبو بشر الملقب: سیبویه (180هـ)، الکتاب، تح: عبد السلام هارون، ط1، (القاهرة: 1408هـ - 1988م) .ط1/ 4/431. أما المعجم الوسیط فعدد الحروف فیه ثمانیة وعشرون حرفا، انظر 1/167 (حرف)؛ لأن ألف المد لم یعده من الحروف.

([16]) أبوالفتح عثمان بن جنی (ت329هـ)، سر صناعة الأعراب، تح: مصطفى السقا وآخر، وزارة المعارف العمومیة، ط1، مطبعة مصطفى البابی الحلبی، القاهرة، 1954م، 1/16.

([17]) الزجاجی، الإیضاح فی علل النحو، تحقیق .د. مازن مبارک، ط4، دار العروبة، القاهرة، 1959م. 54

([18]) المرادی، الحسن بن قاسم، الجنى الدانی فی حروف المعانی، تح: فخر الدین قباوه، ومحمد ندیم فاضل، ط2، دار الأفاق الجدیدة، بیروت ط2/1983م. ص أ، ب21.

([19]) الجنى الدانی للمرادی، ص أ، ب21.

([20]) المصدر نفسه، 21.

([21])  الزجاجی أبو إسحاق، إبراهیم بن السری بن سهل (ت: 311هـ)، الإیضاح فی علل النحو، تح: مازن مبارک، دارالعروبة، ط4، القاهرة،1959م، ص44.

([22]) العکبری، أبو البقاء عبدالله بن الحسن، اللباب فی علل البناء والإعراب، تح: غازی مختار طلیمات، وعبد الإله نبهان، ط1، دار الفکر المعاصر، بیروت، ودار الفکر، دمشق،1995م. 1/50.

([23]) ابن یعیش، أبو البقاء یعیش بن علی الأسدی الموصلی شرح المفصل للزمخشری الأسدی الموصلی، (المتوفى: 643هـ) قدم له: الدکتور إمیل بدیع یعقوب، ط1، الناشر: دار الکتب العلمیة، بیروت - لبنان، 1422هـ - 2001م.

([24]) ابن هشام، عبد الله بن یوسف بن أحمد بن عبد الله ابن یوسف، أبو محمد، جمال الدین، ت 761هـ، شرح شذور الذهب فی معرفة کلام العرب، تح: عبد الغنی الدقر، الشرکة المتحدة للتوزیع، سوریا، ص16.

([25]) الزمخشری، المفصل فی صنعة الإعراب، تح: الدکتور على بو ملجم، ط1، (بیروت: مکتبة الهلال، 1993م). 1/4.

([26]) المفصل فی صنعة الإعراب، ص137.

([27]) هو عثمان بن عمر الکردی (ت 646هـ)، الزرکلی، خیر الدین بن محمود بن محمد الدمشقی (المتوفى: 1396هـ) الأعلام، ط6، الناشر: دار العلم للملایین، 1984م. 4/211.

([28]) المفصل فی صنعة الإعراب، ص 8/أ5 ب 137.

([29]) الرضى، محمد بن الحسن، الاستراباذی، نجم الدین، ت 686هـ، شرح شافیة ابن الحاجب، تحقیق وشرح: محمد محی الدین عبد الحمید وآخرون نشر سنة 1395هـ - 1975م، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 4/260.

([30]) شرح الرضی 4/261.

([31]) وهی الباء والکاف واللام  و (من)

([32]) وهی (ربّ) و(لعل) و(لولا) و (خلا) و(عدا) و(حاشا)

([33]) هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، إمام النحاة (ت180هـ)، الأعلام، 2/346.

([34]) الکتاب، 1/71.

([35]) الجرجانی، أبو بکر عبد القاهر بن عبد الرحمن، العوامل المائة النحویة فی أصول علم العربیة (المتوفى: 471هـ)، تح: د. البدراوی زهران، دار المعارف – القاهرة، 89.

)36) هو أبو القاسم جار الله محمود بن عمر (ت538هـ) الأعلام، 3/365.

 ([37])شرح المفصل، 8/7_49.

([38]) شرح الرضی، 4/260.

([39]) هو جمال الدین محمد بن عبدالله بن مالک الطائی الأندلسی (ت672هـ)، الأعلام، 6/233.

([40]) شرح ابن عقیل على الألفیة، 2/3.

([41]) أبو عبد الله جمال الدین محمد بن عبد الله ابن مالک الطائی الجیانی (ت 672هـ)، شرح الکافیة الشافیة، تح: عبد المنعم أحمد هریری، ط1، جامعة أم القرى، مرکز البحث العلمی، وإحیاء التراث الإسلامی، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة، مکة المکرمة، 1982م، ص787.

([42]) ابن مالک محمد بن عبد الله، الطائی الجیانی، أبو عبد الله، جمال الدین (المتوفى: 672هـ)، شرح تسهیل الفوائد، تح: د. عبد الرحمن السید، محمد بدوی المختون، ط1، هجر للطباعة والنشر والتوزیع والإعلان (1410هـ - 1990م 3/185_186).

([43]) هو محمد یوسف الأندلسی (ت745هـ)، الأعلام، 7/157.

([44]) أبو حیان، محمد بن یوسف بن علی، (ت 745هـ)، ارتشاف الضرب من لسان العرب، المکتبة المرکزیة – الریاض، 2، ص 426-470.

([45]) عباس حسن (ت 1398) النحو الوافی، ط 15. دار المعارف، 2/أ، ب433.

([46]) النحو الوافی 2/أ، ب433.

([47]) أبو البقاء عبد الله بن الحسین بن عبد الله العکبری البغدادی محب الدین (المتوفى: 616هـ) تح: عبد الإله، ط1، دار الفکر - دمشق، 1416هـ 1995م، 1/47.

([48]) الجنى الدانی، ص26.

([49]) الرمانی، علی بن عیسى الرمانی النحوی أبو الحسن، معانی الحروف، تح: عبد الفتاح إسماعیل شلبی، ط2، السعودیة، دار الشروق، جدة،1401 -1981، ص41.

([50]) هو یاسین زین الدین العینی، ولد بحمص وتوفی فی القاهرة سنة 1061هـ، الأعلام، ص305.

([51]) هو جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر بن محمد الخضیری (ت911هـ) انظر الأعلام 3/301، ونشأة النحو 291.

 ([52]) الأزهری، خالد، شرح التصریح على التوضیح، بحاشیة یاسین العینی، ط2، دار الکتب العلمیة – بیروت، 2006م.

([53]) هو أبوالبرکات عبد الرحمن بن محمد بن عبید الأنباری، الأعلام، 2/169.

([54]) هو أبو البقاء عبد الله بن الحسین العکبری، الأعلام، 4/80.

([55]) هو أبو البقاء یعیش بن موفق الدین بن علی بن یعیش، الأعلام، 8/206.

([56]) الأنباری، أبو البرکات عبد الرحمن بن محمد، أسرار العربیة، تح: محمد بهجة الإطار، مجمع اللغة العربیة، دمشق 1957، ص253.

([57]) اللباب فی علل البناء والإعراب 1/352.

([58]) شرح المفصل، 8 ، ص8 ص9.

([59]) هو الحسن بن قاسم المصری (ت749هـ)، الأعلام 2/211.

([60]) الجنى الدانی، ص26.

([61]) حرف الجر الشبیه بالأصلی هو لام الجر الزائد زیادة غیر محضة؛ لأنها تأتی لتقویة عاملها الضعیف، فإذا إفادة عامله معنى التقویة کان هذا مغنى جدیداً جلبته معها؛ ولذا یجب تعلقها مع مجرورها بعاملها، ولا یمکن الاستغناء عنها؛ ولذالک کانت شبیهه بحروف الجر الأصلیة، النحو الوافی، 2/435.

([62]) أی: أنها تستعمل أصلیه، وقد تستعمل زائدة ولا یستعمل من حروف الجر زائدا، إلا هذا القسم، اللهم إلا ما أشار إلیه ابن مالک فی جواز زیادة (عن) و (على) و(فی).

)63) النحو الوافی، 2/452.

([64]) بعض الباحثین مثل مؤلف النحو الوافی وغیره یرون أن (خلا) و (عدا) و (حاشا) من حرف الجر الأصلیة، ثم تتعلق بعاملها، والصحیح أنها شبیهه بالزائد؛ لأنها موضوعه لتنحیه مجرورها عن عاملها. ابن قدامة، أبو محمد موفق الدین عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسی (المتوفى: 620هـ)، مکتبة القاهرة الطبعة: 1388هـ - 1968م، 178،578.

([65])  النحو الوافی 2/451.

([66]) المصدر السابق، 2/453.

([67]) الأنطاکی، محمد، المحیط فی أصوات العربیة ونحوها وصرفه، ط2، دار الشرق العربی، بیروت، ط32/132.

([68])  البخاری محمد بن إسماعیل أبو عبدالله البخاری الجعفی، صحیح البخاری، تح: محمد زهیر بن ناصر الناصر ط1، دار طوق النجاة، 1422هـ، 2/266، باب خمس من الدواب. الخشاش: حشرات الأرض.

)69) النحو الوافی، 2/515.

([70]) شرح التسهیل 3/169،173.

([71]) الجنى الدانی، ص84.

([72]) ابن قدامة أبو محمد موفق الدین عبد الله بن أحمد بن محمدالمقدسی (المتوفى: 620هـ)، المغنی، مکتبة القاهرة. 1388هـ - 1968م، ص234.

([73]) همع الهوامع، 4، ص194 ص195.

-        ([74]) الأشمونی، علی بن محمد بن عیسى، أبو الحسن، نور الدین، الشافعی، (900هـ)، شرح الأشمونی على ألفیة ابن مالک، ط1، 1419هـ-1998م، دار الکتب العلمیة، بیروت، 2/224.

([75]) قال ابن هشام: "والکاف للتشبیه، ثم عدل عن ذلک لإعلام بخصوصیة المطلوب" المغنی 234، ولهذا أفادت التعلیل.

([76]) الهروی، علی بن محمد النحوی الهروی، الأزهیة فی علم الحروف، تح: عبد المعین الملوحی، ط2، مجمع اللغة العربیة بدمشق، 1413 – 1993م، ص290.

([77]) شرح التسهیل، 3/170.

([78]) الجنى الدانی ص84، والمغنی، ص235.

([79]) الأزهیة، ص290.

([80]) منها: أ (ما) موصولة، وأنت خبر حذف مبتدأه، أی هو أنت، ب- أن (ما) زائدة ملغاة، والکاف: جارة، وأنت ضمیر مرفوع أنیب عن المجرور. أی: کن کأنت، والمعنى: کن فیما یستقبل مماثلا لنفسک فیما مضى، ج-أن (ما) کافة، وأنت: مبتدأ حذف خبره، أی علیة، أو کائن. د-أن (ما) کافة أیضا، وأنت: فاعل، والأصل: کما کنت، ثم حذف کان فانفصل الضمیر. والظاهر على هذا التقدیر أن (ما) مصدریة، انظر المغنى، ص235 ص236.

([81]) هو أحمد بن الحسین بن أحمد الإربلی الموصلی (ت639هـ) من کتبه: الغرة المخفیة فی شرح الدرة الألفیة، وشرح ألفیة ابن معط،   الأعلام 2/117.

([82]) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان، عالم بالنحو والأدب (ت368هـ) من مؤلفاته: شرح کتاب سیبویه، وکتاب أخبار النحویین البصریین، والإقناع، انظر الأعلام 2/196.

([83])   المغنی 237.

([84]) شرح الرضی، 4/ 328.

([85]) الکتاب 3/116، ورؤبة: هو ابن عبد الله العجاج بن رؤبة التمیمی السعدی، راجز مشهور (ت145هـ) الأعلام 3/34.

([86]) ابن کثیر فی تفسیر القرآن الکریم، 1/31

([87]) الواحدی، أبو الحسن علی بن أحمد بن محمد بن علی الواحدی، النیسابوری، الشافعی (المتوفى: 468هـ) أسباب النزول، تح: عصام بن عبد المحسن الحمیدان، ط2، دار الإصلاح - الدمام   1412 هـ - 1992، ص11.

([88]) شرح التسهیل، 3/169،173.

([89]) الجنى الدانی، ص84.

([90]) المغنی، ص234.

([91]) همع الهوامع، 4، ص194 ص195.

([92]) شرح الأشمونی، 2/224.

([93]) المغنی، ص234.

([94]) شرح التسهیل، 3/173.

([95]) الجنى الدانی، ص85.

([96]) انظر شرح الرضی، 4/327.

([97]) لسان العرب 5/3957 (کوف)

([98]) شرح الرضی4، ص327 ص328.

([99]) الآیة بکاملها ((یوم نطوی السماء کطی السجل للکتب، کما بدأنا أول خلق نعیده، وعدا علینا،إنا کنّافعلین)).

([100]) المغنی، ص236 ص237.

([101]) البیت لعمر بن أبی ربیعة، وهو فی وشرح التسهیل 3/173، والجنى الدانی، ص483.

([102])  المالقى، أحمد بن عبد النور، رصف المبانی فی شرح حروف المعانی، تح: أحمد الخراط، دار القلم، ص214.

([103]) الجنى الدانی، ص484 ص485.

-        ([104]) الأنباری، عبد الرحمن بن محمد بن عبید الله الأنصاریّ، أبو البرکات، کمال الدین الأبناریّ (ت 577هـ) الإنصاف فی مسائل الخلاف بین النحویین البصریین والکوفیین، ط 1 (المکتبة العصریة) 1424هـ - 2003 م، 2/585-592.

([105]) شرح التسهیل، 3، ص173 ص174.

([106]) شرح أبیات المغنی 4/118.

([107]) هو أبو العباس أحمد بن یحی بن زید بن سیار، من أئمة الکوفیین فی النحو واللغة (ت291هـ) انظر الأعلام 1/267.

([108]) شرح أبیات المغنی 4/119.

([109]) الإنصاف 2، ص586.

([110]) تشویهات فی اللغة العربیة أحدثتها الترجمة د. محمد عبد الرحمن مرحبا، مجلة اللسان العربی، المجلد7،1/159.

([111]) الشویرف، عبد اللطیف أحمد ، تصحیحات لغویة، دار الیمامة، 2002م، ص338 ص339.

([112]) المصدر السابق، ص339.

([113]) شرح التسهیل 3/170.

([114]) شرح الرضی 4/324-325.

([115])  الزمخشری أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، الزمخشری جار الله (المتوفى: 538هـ) ط3، دار الکتاب العربی - بیروت، 1407هـ 1/83.

([116]) ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور النتوسیّ (ت 1292هـ) التحریر والتنویر، تونس - الدار التونسیة، 1984م.1/304.

([117]) روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی الألوسی، (المتوفى: 1270هـ) تح: علی عبد الباری عطیة، ط1، دار الکتب العلمیة - بیروت 1415هـ.

([118]) المغنی ص192.

([119]) الکشاف جـ1/186.

([120]) المصدر السابق جـ1/154_155.

  ([121])ابن عطیة، أبو محمد، عبد الحق بن غالب بن عب الرحمن بن تمام بن عطیة الأندلسی المحاربی ( ت 542هـ )، المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز، تح: عبد السلام عبد الشافی محمد، ط1، 1422هـ، دار الکتب العلمیة، بیروت، جـ1/453.

([122]) المحرر الوجیز، جـ1/560.

([123]) حسن شحاته، قواعد الإملاء العربی، مکتبة الدار العربیة للکتاب،2005م، جـ1/69.

([124]) الآملی، محمد بن جریر، جامع البیان فی تأویل القرآن، (المتوفى: 310هـ) تح: أحمد محمد شاکر، ط1، مؤسسة الرسالة 1420 هـ - 2000م، جـ2/163.

 

المصادر والمراجع:

 

أولا: القرآن الکریم.

ثانیا:

(1) ابن عاشور،  محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور النتوسیّ ( ت 1292) التحریر والتنویر، تونس،  الدار التونسیة، 1984م.1/304.

(2) ابن عطیة، أبو محمد، عبد الحق بن غالب بن عب الرحمن بن تمام بن عطیة الأندلسی المحاربی (ت 542هـ)، المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز، تحقیق: عبد السلام عبد الشافی محمد، ط 1 1422هـ،  دار الکتب العلمیة،  بیروت، جـ1/453.

(3)   ابن قدامة أبو محمد موفق الدین عبد الله بن أحمد بن محمدالمقدسی (المتوفى: 620هـ)،  المغنی، مکتبة القاهرة. 1388هـ - 1968م، 234.

(4) ابن قدامة، أبو محمد موفق الدین عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسی (المتوفى: 620هـ)،  مکتبة القاهرة الطبعة: 1388هـ - 1968م، 178،578.

(5) ابن مالک محمد بن عبد الله، الطائی الجیانی، أبو عبد الله، جمال الدین (المتوفى: 672هـ)، شرح تسهیل  الفوائد، تحقیق: د. عبد الرحمن السید، د. محمد بدوی المختون، ط1، هجر للطباعة والنشر والتوزیع والإعلان، (1410هـ - 1990م)  3/185_186).

(6) ابن منظور، محمد بن مکرم بن علی أبو الفضل جمال الدین الأنصاریّ الرفعی الأفریکی ( ت 711هـ ) لسان العرب، ط 2، بیروت: دار صادر،  414هـ. 2/838 (حرف).

(7) ابن هشام، عبد الله بن یوسف بن أحمد بن عبد الله ابن یوسف، أبو محمد، جمال الدین، ت 761هـ،  شرح شذور الذهب فی معرفة کلام العرب، تحقیق: عبد الغنی الدقر، الشرکة المتحدة للتوزیع،  سوریا، ص16.

(8) ابن یعیش، أبو البقاء یعیش بن علی الأسدی الموصلی شرح المفصل للزمخشری الأسدی الموصلی، (المتوفى: 643هـ) قدم له: الدکتور إمیل بدیع یعقوب، ط1، الناشر: دار الکتب العلمیة، بیروت - لبنان، 1422 هـ - 2001م.

(9) أبو البقاء عبد الله بن الحسین بن عبد الله العکبری البغدادی محب الدین (المتوفى: 616هـ)، تحقیق: د.عبد الإله،  ط1، دار الفکر - دمشق، 1416هـ 1995م، 1/47.

(10)                        أبو حیان،  محمد بن یوسف بن علی،  (ت 745هـ)، ارتشاف الضرب من لسان العرب،  المکتبة المرکزیة – الریاض، .2/426-470

(11)                        أبو عبد الله جمال الدین محمد بن عبد الله ابن مالک الطائی الجیانی ( ت 672 هـ )،  شرح الکافیة الشافیة،  تحقیق: عبد المنعم أحمد هریری،  ط 1،  جامعة أم القرى،  مرکز البحث العلمی،  وإحیاء التراث الإسلامی، کلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة، مکة المکرمة، 1982م،/787

(12)                        أبوالفتح عثمان بن جنی (ت329هـ)، سر صناعة الأعراب، تحقیق: مصطفى السقا وآخر، وزارة المعارف العمومیة، ط1، مطبعة مصطفى البابی الحلبی، القاهرة، 1954م، 1/16.

(13)                        الأزهری، خالد، شرح التصریح على التوضیح، بحاشیة یاسین العینی، ط2، دار الکتب العلمیة – بیروت، 2006م.

(14)                        الأشمونی،  علی بن محمد بن عیسى،  أبو الحسن،  نور الدین،  الشافعی، (900هـ)، شرح الأشمونی على ألفیة ابن مالک، ط1، 1419هـ-1998م، دار الکتب العلمیة، بیروت.2/224

(15)                        الآملی، محمد بن جریر، جامع البیان فی تأویل القرآن، (المتوفى: 310هـ) تحقیق: أحمد محمد شاکر، ط1، مؤسسة الرسالة 1420 هـ - 2000 م  جـ2/163.

(16)                        الأنباری، عبد الرحمن بن محمد بن عبید الله الأنصاریّ، أبو البرکات، کمال الدین الأبناریّ ( ت 577هـ ) الإنصاف فی مسائل الخلاف بین النحویین البصریین والکوفیین،ط1، (المکتبة العصریة) 1424هـ - 2003 م.2/585-592

(17)                        الأنباری، أبو البرکات عبد الرحمن بن محمد، أسرار العربیة، تحقیق: محمد بهجة الإطار، مجمع اللغة العربیة، دمشق 1957، ص253.

(18)                        الأنطاکی، محمد، المحیط فی أصوات العربیة ونحوها وصرفه، ط2، دار الشرق العربی، بیروت، ط32/132

(19)                        البخاری محمد بن إسماعیل أبو عبدالله البخاری الجعفی، صحیح البخاری، تحقیق: محمد زهیر بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة، 1422هـ، 2/266، باب خمس من الدواب. الخشاش: حشرات الأرض.

(20)                        تشویهات فی اللغة العربیة أحدثتها الترجمة، د. محمد عبد الرحمن مرحبا، مجلة اللسان العربی، المجلد7،1/159.

(21)                        الجرجانی، أبو بکر عبد القاهر بن عبد الرحمن، العوامل المائة النحویة فی أصول علم العربیة (المتوفى: 471هـ)، تحقیق: د. البدراوی زهران، دار المعارف – القاهرة89.

(22)                        الجوهری، إسماعیل بن حماد، تاج اللغة وصحاح العربیة، تحقیق: أحمد عبد الغفور عطا، ط4،  دار العلم للملایین، بیروت، لبنان، 1342.  1342. (حرف).

(23)                        حسن شحاته، قواعد الإملاء العربی، مکتبة الدار العربیة للکتاب،2005م، جـ1/69

(24)                        الرضى، محمد بن الحسن، الاستراباذی، نجم الدین، ت 686هـ، شرح شافیة ابن الحاجب، تحقیق وشرح: محمد محی الدین عبد الحمید وآخرون نشر سنة 1395هـ - 1975م، دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان.4/260.

(25)                        الرمانی، علی بن عیسى الرمانی النحوی أبو الحسن، معانی الحروف، تحقیق: عبد الفتاح إسماعیل شلبی، ط2، السعودیة، دار الشروق، جدة، 1401 -1981، ص 41.

(26)                        روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم والسبع المثانی الألوسی، (المتوفى: 1270هـ) تحقیق: علی عبد الباری عطیة،  ط1، دار الکتب العلمیة - بیروت 1415 هـ.

(27)                        الزاوی، الطاهر أحمد الزاوی، ترتیب القاموس المحیط، ط 3، الدار العربیة للکتاب، طرابلس، لیبیا، 1980م، ط3/1980م.1/622، (حرف).

(28)                        الزجاجی أبو إسحاق،  إبراهیم بن السری بن سهل ( ت: 311هـ )، الإیضاح فی علل النحو، تحقیق: د. مازن مبارک، دارالعروبة، ط4، القاهرة، 1959م، ص44.

(29)                        الزجاجی، الإیضاح فی علل النحو، تحقیق: د. مازن مبارک، ط4، دار العروبة، القاهرة، 1959م، ص54

(30)                        الزمخشری أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد(المتوفى: 538هـ)، الکشاف عن حقائق غوامض التنزیل، ط3، دار الکتاب العربی - بیروت، 1407هـ 1/83

(31)                        الزمخشری،  المفصل فی صنعة الإعراب،  تحقیق: الدکتور،  على بو ملجم ط 1 (بیروت: مکتبة الهلال،  1993). 1/4-

(32)                        سیبویه،  عمرو بن عثمان بن قبر الحارثی بالولاء،  أبو بشر الملقب: سیبویه ( 180 هـ)،  الکتاب، تحقیق: عبد السلام هارون، ط 1( القاهرة: 1408هـ - 1988م ) .

(33)                         الشویرف، عبد اللطیف أحمد ، تصحیحات لغویة، دار الیمامة،  2002م، 338-339

(34)                        صحیح البخاری بحاشیة السندی، دار المعرفة بیروت، لبنان،3/227

(35)                        عباس حسن ( ت 1398 ) النحو الوافی،  ط 15. دار المعارف.2/أ،  ب433

(36)                        العکبری، أبو البقاء عبدا لله بن الحسن، اللباب فی علل البناء والإعراب، تحقیق: غازی مختار طلیمات، ود. عبدالإله نبهان، ط1، دار الفکر المعاصر، بیروت، ودار الفکر، دمشق،1995م. 1/50.

(37)                        القرشی، جمال الدین أبی الفداء إسماعیل بن کثیر القرشی،  تفسیر ابن کثیر، ط4 دار الأندلس، بیروت.4/619

(38)                         المالقى، أحمد بن عبد النور، رصف المبانی فی شرح حروف المعانی، تحقیق: أحمد الخراط، دار القلم -214  

(39)                        مجمع اللغة العربیة، المعجم الوسیط،ط1، القاهرة، 1972. 1/167، (حرف)

(40)                        المرادی، الحسن بن قاسم، الجنى الدانی فی حروف المعانی، تحقیق: د.فخر الدین قباوه، ومحمد ندیم فاضل، ط2، دار الأفاق الجدیدة، بیروت ط2/1983م.ص أ،ب21.

(41)                        الهروی، علی بن محمد النحوی الهروی، الأزهیة فی علم الحروف، تحقیق: عبد المعین الملوحی، ط2، مجمع اللغة العربیة بدمشق، 1413 – 1993م، ص290

(42)                         الواحدی،  أبو الحسن علی بن أحمد بن محمد بن علی الواحدی، النیسابوری، الشافعی (المتوفى: 468هـ) أسباب النزول، تحقیق: عصام بن عبد المحسن الحمیدان، ط2، دار الإصلاح - الدمام   1412 هـ - 1992،  ص11.