الحوار في الأحادیث النبویّة الصحیحة، وفي الأحادیث الموضو عة في سلسلتي الألبانیّ؛ أنواعه، وطرائق التعبیر عنه، دراسة أسلوبیّة
الباحث المراسل | جمال زهران الحراصی | طالب دكتوارة بجامعة السلطان قابوس |
یعدّ الحوار فی الأحادیث النبویّة الصحیحة المرویّة لنا عن النبیّ ﷺ من المظاهر المرتبطة بکون هذا الحدیث حدیثًا شفویًّا یتبادل فیه صاحب الحدیث مع المستهدف به الکلام الشفویّ، وهو، أی الحوار، یقع بتخطیط مسبق، وإرادة له من صاحب الحدیث، ویقع کثیرًا دون إرادة له من صاحب الحدیث، وإنما بسبب تدخّل طارئ من المستهدف بالحدیث.
وقد کان هناک کثیر من الدراسات السابقة التی عالجت موضوع الحوار فی الأحادیث النبویّة، ومن أهمّها دراسة خلیل محمّد أیوب الموسومة بأسلوب الحوار فی الحدیث النبویّ، دراسة بلاغیّة، وغیرها من الدراسات، ولکنّ دراستنا هذه تختلف عن تلک الدراسات فی کونها تعتمد مدوّنة تتسم بالشمول لکثیر من مدوّنات الحدیث النبویّ، وتعتمد منهج المقارنة الأسلوبیّة بین الحدیث الصحیح والحدیث الموضوع المکذوب على النبیّ ﷺ، للوصول إلى معرفة بعض طرائق الوضع بتقلید أسالیب روایة الحدیث النبویّ، واعتمدنا فی ذلک على سلسلتی الألبانی، وهی واحدة من أحدث أعمال المحدّثین الکبیرة فی مجال التمییز بین الحدیث الصحیح والموضوع، واختیر الحدیث الصحیح دون غیره من أنواع الحدیث المقبول (الحسن والضعیف)؛ لأنّه أعلى درجات الحدیث صحّة، وأضبطها سندًا، فهو القمّة التی یسعى الوضّاع لتقلیدها.
ستتتبع الدراسة الحوار بنمطیه فی السلسلة الصحیحة للألبانیّ لمعرفة أنواعه، وطرائق عرضه فی الحدیث النبویّ، ثمّ تنتقل الدراسة إلى الأحادیث الموضوعة فی سلسلة الأحادیث الضعیفة، والموضوعة للألبانی؛ للوصول إلى أوجه التقارب، وجوانب التباعد بینهما، ویسبق کلّ ذلک التمهید بالنظر فی مفهوم الحوار لغة، واصطلاحًا.
1ـ تعریف الحوار لغة:
الحاء، والواو، والراء ثلاثة أصول أحدها لون، والآخر الرجوع، والثالث أن یدور الشیء دورًا[1]، والحَوْرُ: الرجوع عن الشیء وإلى الشیء، والتحاورُ: التجاوب، وهم یتحاورون أی یتراجعون فی الکلام، والمحاورة مراجعة المنطق، والکلام فی المخاطبة، والمجاوبة[2]، والمحاورة والمحْوَرَة والمَحُورَة: الجواب[3]، وتحاوروا: تراجعوا الکلام بینهم، وتحاوروا: تجادلوا، ومنه قوله تعالى: "والله یسمع تحاورکما"[4]، والمُحاورة: مراجعة الکلام، والمُحاورة: نوع أدبیّ تتجادل فیه الشخصیات فی موضوع ما[5].
والحوار على وزن الفِعال؛ لأنّ فعله یکون قیاس مصدره على فِعال ومُفاعَلة مثل: قتال، ومُقاتلة، وخِصام، ومُخاصمة[6]، وکلا فعلیه الدالّین علیه: حاوَرَ، وتحاوَرَ یدلان على معنى التشارک بین اثنین، فأکثر[7].
ویتبین لنا مما سبق ذکره ما یأتی:
1ـ الحوار یقع بین اثنین، أو أکثر؛ لأن صیغة الفعل تدلّ على المشارکة.
2ـ الإشارة إلى فائدة الحوار، فالرجوع عن الشیء، والتجاوب، والتراجع فی الکلام تدلّ على ذلک.
3ـ قد یشتدّ الحوار ویتطوّر إلى ما یسمّى الجدال، ویکون کذلک إذا تکافأت العلاقة بین المتحاورین، وهیمن التقریر، والدحض، أو الإثبات، والنفی مع قرع الحجة بالحجة إلى أن یُقنِع طرفٌ الطرفَ الآخرَ، أو إلى أن یقتنع الطرفان بالاتفاق على الاختلاف[8]، فالحوار أوسع من الجدال، وإنّما الجدال حالة من حالات الحوار متفرّعة عنه.
4ـ وممّا یجدر ذکره هنا أنّ الفعل المضارع "یحاور" جاء مرتین فی القرآن الکریم فی سورة الکهف، وأن المصدر "تحاور" جاء مرة واحدة فی القرآن الکریم فی سورة المجادلة[9]، والتحاور هو المراجعة فی الکلام[10].
2ـ تعریف الحوار اصطلاحًا:
الحوار هو الأقوال المتبادلة بین شخصیتین، فأکثر منذ لحظة الالتقاء إلى لحظة الافتراق مع ما یصاحب هذه الأقوال من هیئات، وإیماءات، وحرکات[11]، وهو یشیر إلى کل تبادل للکلام بین شخصین فی أغلب الأحیان، فیتضادّ المناجاة[12]، وهو یرتبط بمصطلحات: التعاون، والتبادل، والتفاعل، والتدخّل[13]، وهو من وسائل الاتصال الفعّالة إذ یتعاون المتحاورون لأجل معرفة الحقیقة، والتوصّل إلیها، فهو مطلب إنسانی لإشباع حاجة الإنسان للاندماج فی الجماعة والاتصال بالآخرین[14]، وهو یختلف عن المناجاة بتعدّد الأطراف المشارکة فی الکلام، بینما تتأسس المناجاة على انفراد المتکلّم[15].
وبالنظر فیما سبق ذکره عن المعنى الاصطلاحی للحوار نجد أن بعض التعریفات قد وسّعت دائرة الحوار لیشمل إضافة إلى الکلام الهیئات، والإیماءات، والحرکات، وبعضها قصره على الکلام وحده، ونجد الاعتماد على ضرورة تبادل الکلام بین أطراف الحدیث وسیلة للتمییز بین الحوار، وغیره من حدیث النفس، ونجد تأکید المعانی الإنسانیة المرجوّة من الحوار، مثل: التعاون، والاتصال بالجماعة، وبناء على ذلک، فإننا سنعتمد الأحادیث التی یشترک فیها طرفان، أو أکثر فی الحوار، وسنترک الأحادیث التی یکون فیها الحوار من طرف واحد دون وجود استجابة، أو تفاعل من الطرف الآخر.
المطلب الأوّل ـ الحوار فی الأحادیث الصحیحة:
یقع الحوار بشکل عامّ فی 184 حدیثًا قولیًّا صحیحًا بنسبة مئویّة قدرها 5.6% تقریبًا من جملة عدد الأحادیث القولیّة الصحیحة فی سلسلة الألبانیّ البالغ عددها 3248 حدیثًا قولیًّا صحیحًا[16]
أوّلا ـ الحوار فی الأحادیث النبویّة الصحیحة عندما یکون النبیّ ﷺ هو الطالب له، والبادئ به:
هذا النمط من الحوار نجده فی 44 حدیثًا نبویًّا صحیحًا من جملة الأحادیث النبویّة الصحیحة التی جاء فیها الحوار البالغ عددها 184 حدیثًا صحیحًا بنسبة مئویّة قدرها 23.9% تقریبًا.
1ـ أنواع الحوار فی هذا النمط:
فی هذا النمط ثلاثة أنواع من الحوار بحسب مقدار الأخذ، والردّ، وبحسب مقدار عدد الأطراف المتحاورة، والجدول (1) فی الصفحة الآتیة یوضّح هذه الأنواع، وأعدادها، ونسبها المئویّة.
جدول (1) أنواع الحوار فی الأحادیث الصحیحة وأعدادها ونسبها المئویّة عندما یکون النبیّ ﷺ هو البادئ به
م | أنواع الحوار | العدد | النسبة المئویّة |
1 2 3 | البسیط الثنائی المتواصل الثنائی المتواصل متعدّد الأطراف | 34 9 1 | 77.3% تقریبًا 20.4% تقریبًا 2.3% تقریبًا |
مج | ثلاثة أنواع | 44 حدیثًا صحیحًا | 100% |
یلحظ من الجدول السابق أنّ الحوار البسیط الثنائی هو الأکثر حضورًا، ویتبعه الحوار المتواصل الثنائی، بینما یکون الحوار المتواصل متعدّد الأطراف هو الأقل حضورًا فی هذا النمط من الحوار.
یکون الحوار بسیطًا إذا کان الأخذ، والردّ بین الطرفین المتحاورین لا یتجاوز مرّة واحدة بالنسبة للطرف المستهدف بالحوار، ویکون الحوار ثنائیًّا إذا کان بین طرفین فقط، وقد یکون الطرف المستهدف بالحوار مکوّنًا من فرد واحد، أو من مجموعة من الأفراد، ومثاله هذا الحدیث 1614 "أرأیت لو کان بفناء أحدکم نهر یجری، یغتسل منه کلّ یوم خمس مرّات، ما کان یبقى من درنه؟ قالوا: لا شیء، قال: إنّ الصلوات
تُذهب الذنوب کما یُذهب الماء الدرن"[17]، فالمستهدف بالحوار شارک فی الحوار مرّة واحدة، فلذا هو حوار بسیط، وقد کان بین طرفین: النبیّ ﷺ، والجماعة المخاطبة (الصحابة)، فلذا هو حوار ثنائیّ، حتى وإن کان الطرف الثانیّ مجموعة من الأفراد.
ویکون الحوار متواصلًا إذا کان الأخذ، والردّ بین الطرفین المتحاورین یزید على المرّة الواحدة لکلا الطرفین، ومثاله هذا الحدیث 2874 "ألا تسألونی ممّا ضحکت؟ قلنا: یا رسول الله ممّا ضحکت؟ قال: رأیت ناسًا من أُمّتی یساقون إلى الجنّة فی السلاسل، ما أکرهها إلیهم. قلنا: من هم؟ قال: قوم من العجم یسبیهم المهاجرون، فیدخلونهم فی الإسلام"[18]، فکلا الطرفین: النبیّ ﷺ، والصحابة، قد شارک فی الحوار أکثر من مرّة واحدة.
ویکون الحوار متعدد الأطراف إذا شارک فیه أکثر من طرفین، ومثاله الجزء الثانی من الحوار فی الحدیث 3341 "... فذهبت به إلى رحلی، فبات عندی، فلمّا أصبح غدوت به إلى رسول الله ﷺ فلمّا رآه رسول الله ﷺ قال: ویحک یا أبا سفیان، ألم یأن لک أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: بأبی أنت وأمّی، ما أکرمک [وأحلمک] وأوصلک، والله لقد ظننت أن لو کان مع الله غیره، لقد أغنى عنّی شیئًا [بعد]، قال:
ویحک یا أبا سفیان، ألم یأنِ لک أن تعلم أنّی رسول الله؟ قال: بأبی أنت وأمّی، ما أحلمک وأکرمک وأوصلک، هذه ـ والله ـ کان فی نفسی منها شیء حتى الآن، قال العبّاس: ویحک یا أبا سفیان، أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله، وأنْ محمدًا رسول الله قبل أن یضرب عنقک، قال: فشهد بشهادة الحقّ، وأسلم. قلت: یا رسول الله، إنّ أبا سفیان رجل یحبّ هذا الفخر، فاجعل له شیئا. قال: نعم، من دخل دار أبی سفیان، فهو آمن، ومن أغلق بابه، فهو آمن، ومن دخل المسجد، فهو آمن. فلمّا ذهب لینصرف، قال رسول الله ﷺ: یا عبّاس، احبسه بمضیق الوادی عند خطم الجبل، حتى تمرّ به جنود الله، فیراها ..."[19]، فالحوار هنا جاء بین ثلاثة أطراف: النبیّ ﷺ، وأبی سفیان، والعبّاس، فالعباس وأبو سفیان لیسا طرفًا واحدًا.
2ـ طرائق عرض الحوار فی هذا النمط لدى رواة الحدیث النبویّ الصحیح:
أ ـ عندما یکون الحوار بسیطًا ثنائیًّا:
النموذج الأوّل: إسناد ردّ المحاوِر للنبیّ ﷺ إلى الغائب:
یمکن اختصار هذا النموذج بالمخطّط الآتی:
(... قال ... قال ...)
، فـ (...) الأولى تدلّ على قول النبیّ ﷺ الذی بدأ به الحوار، وحرّکه لدى المخاطبین، و(قال) مع فاعلها سواء أکان ضمیرًا (متصلًا أو غائبًا)، أم کان اسمًا ظاهرًا تدلّ على ردّ الطرف الذی یحاوره النبیّ ﷺ، و(...) الوسطى تدلّ على مقول القول الذی ردّ به ذلک الطرف على قول النبیّ ﷺ، و(قال) الأخرى أسندت إلى النبیّ ﷺ، و(...) الأخرى هی مقول القول الدالّة على تعقیب النبیّ ﷺ على ردّ الطرف الآخر.
یُسْنَد الردّ على قول النبیّ ﷺ إلى ضمیر الغائب المفرد المذکّر الذی یعود على رجل ذُکِر فی أوّل الحدیث النبویّ الصحیح، ومثاله هذا الحدیث 394 "یا عثمان، إنّی لم أومر بالرهبانیّة، أرغبت عن سنّتی؟ قال: لا یا رسول الله. قال: إنّ من سنّتی أن أصلّی، وأنام، وأصوم، وأطعم، وأنکح، وأطلّق، فمن رغب عن سنّتی، فلیس منّی. یا عثمان، إنّ لأهلک علیک حقًّا، ولنفسک علیک حقًّا"[20].
ویعود ضمیر الغائب فی بعض الأحادیث إلى اسم یُذْکَر فی مناسبة الحدیث، ومثاله هذا الحدیث 2702 "أعندکم ما یغنیکم؟ قال: لا. قال: فکلوها (یعنی الناقة، وکانت قد ماتت)"[21].
ویُسْنَد الردّ إلى اسم نکرة، ومثاله هذا الحدیث 402 "ما بال قوم جاوزهم القتل الیوم حتى قتلوا الذریّة؟ فقال رجل: یا رسول الله، إنّما هم أولاد المشرکین. فقال: ألا
إنّ خیارکم أبناء المشرکین ..."[22]، ویُسْنَد إلى نکرة موصوفة، ومثاله هذا الحدیث
3602 "أیعجز أحدکم أن یکسب کلّ یوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: کیف یکسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: یسبّح مائة تسبیحة، فیُکْتَب له مائة حسنة، أو یُحَطّ عنه ألف خطیئة "[23].
ویُسْنَد الردّ إلى اسم معرفة، ومثاله هذا الحدیث 2665 "إذا فُتِحَت علیکم [خزائن] فارس والروم أیّ قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نقول کما أمرنا الله. قال ﷺ: أو غیر ذلک، تتنافسون، ثمّ تتحاسدون، ثمّ تتدابرون، ثمّ تتباغضون، أو نحو ذلک، ثمّ تنطلقون فی مساکن المهاجرین، فتجعلون بعضکم على رقاب بعض"[24]، وفی أحادیث أخرى یُسْنَد الردّ إلى ضمیر الجماعة، ومثاله هذا الحدیث 713 " أبشروا أبشروا ألیس تشهدون أن لا إله إلا الله وأنّی رسول الله؟ قالوا: نعم. قال: فإنّ هذا القرآن سبب طرفه بید الله، وطرفه بأیدیکم، فتمسّکوا به، فإنّکم لن تضلّوا، ولن تهلکوا بعده أبدًا"[25].
النموذج الثانی ـ إسناد الردّ إلى راوی الحدیث نفسه بضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد أو الجمع:
یمکن اختصار هذا النموذج فی المخطّط الآتی:
(... قلت: ... قال: ...)
أو (... قلنا: ... قال: ...)
ومثال إسناد الردّ إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد هذا الحدیث 2403 "هل تدری أین تغرب هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنّها تغرب فی عین حامیة"[26]، ومثال إسناد الردّ إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على الجمع هذا الحدیث 1743 "یا أبا تراب ألا أحدثکما بأشقى الناس رجلین؟ قلنا: بلى یا رسول الله. قال: أحیمر ثمود الذی عقر الناقة، والذی یضربک على هذه (یعنی قرن علیّ) حتى تبتلّ هذه من الدم (یعنی لحیته)"[27].
النموذج الثالث ـ الجمع بین إسناد الردّ إلى الغائب، وإسناده إلى المتکلّم:
یمکن اختصار هذا النموذج فی المخطّط الآتی:
(... قال: قلت: ... قال: ...)
فالتعبیر بـ (قال: قلت:) یدلّ على ردّ المخاطب على خطاب النبیّ ﷺ له، وفیه یتداخل صوت الراوی الآتی (قال) بصوت الراوی الأوّل (قلت)، فجمع التعبیر بین إسناد القول إلى الغائب بـ (قال)، وإسناده إلى المتکلّم بـ (قلت).
ومثاله هذا الحدیث 206 "کیف بک یا عبد الله بن عمرو إذا بقیت فی حثالة من الناس مرجت عهودهم، وأماناتهم، واختلفوا، وصاروا هکذا: وشبّک بین أصابعه. قال: قلت: یا رسول الله، ما تأمرنی؟ قال: علیک بخاصّتک، ودع عنک عوامّهم"[28]، وربّما أتى فاعل الردّ اسمًا ظاهرًا، ولیس ضمیرًا مستترًا للغائب، ومثاله هذا الحدیث 930 "من یأخذ عنّی هؤلاء الکلمات، فیعمل بهنّ، أو یعلّم من یعمل بهنّ؟ فقال أبو هریرة: فقلت: أنا یا رسول الله. فأخذ بیدی فعدّ خمسًا، فقال: اتقِ المحارم تکن أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لک تکن أغنى الناس، وأحسن إلى جارک تکن مؤمنًا، وأحبّ للناس ما تحبّ لنفسک تکن مسلمًا، ولا تکثر الضحک؛ فإنّ کثرة الضحک تمیت القلب"[29].
النموذج الرابع ـ إسناد الردّ إلى المجهول:
یمکن اختصار هذا النموذج فی المخطّط الآتی:
(... فقیل له: ... قال: ...)
ومثاله هذا الحدیث 1744 "ألا أخبرکم بشیء إذا نزل برجل منکم کرب، أو بلاء من بلایا الدنیا دعا به یُفْرَج عنه؟ فقیل له: بلى، فقال: دعاء ذی النون: لا إله إلا أنت سبحانک إنّی کنت من الظالمین"[30].
ـ النموذج الخامس ـ سرد الراوی الحرکة التی قام بها، وأغنت عن الردّ على حوار النبیّ ﷺ له:
مثاله هذا الحدیث 2580 "أیّهما أفضل؟ فأشرت له إلى أحدهما، فقال: خذه، وأعطى صاحبَ الحائطِ الآخرَ، وخلّى سبیلی"[31]، فدلّت الجملة "فأشرت له إلى أحدهما" إلى استعمال المحاوِر لغة الإشارة بدلًا من الردّ، وأغنت تلک الإشارة عن جملة "الأفضل لی هذا الثوب"، ولعلّ طبیعة الموقف المتمثّل فی الخوف، والخجل اللذین سیطرا على المحاوِر جعلته یلجأ إلى استعمال لغة الإشارة بدلًا من التلفّظ بالقول، فالنفس الإنسانیّة بما یعتروها من حالات الرضا، والسرور، والغضب، والنفور، والاستحسان، والاشمئزاز، وغیر ذلک ینعکس أثرها على اللغة[32].
ب ـ عندما یکون الحوار متواصلًا ثنائیًّا:
النموذج الأوّل ـ إسناد الردّ إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث 159 "إنّ هذه الأمّة تبتلى فی قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن یسمعکم من عذاب القبر الذی أسمع منه. قال زید: ثمّ أقبل علینا بوجهه، فقال: تعوّذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوّذوا بالله من عذاب القبر. قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال: تعوّذوا بالله من فتنة الدجّال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال"[33]، وقد یکون فاعل الردّ ضمیرًا مستترًا، ولیس ضمیرًا متصلًا دالًّا على الجماعة، ومثاله هذا الحدیث 3281 "یا عائشة، أتعرفین هذه؟ قالت: لا یا نبیّ الله. قال: هذه قینة بنی فلان، تحبّین أن تغنّیک؟ قالت: نعم. فأعطاها طبقا، فغنّتها، فقال النبیّ ﷺ: قد نفخ الشیطان فی منخریها"[34].
النموذج الثانی ـ إسناد الردّ إلى راوی الحدیث نفسه بالضمیر الدالّ على الجمع:
مثاله هذا الحدیث 2874 "ألا تسألونی ممّا ضحکت؟ قلنا: یا رسول الله ممّا ضحکت؟ قال: رأیت ناسًا من أمّتی یُساقون إلى الجنّة فی السلاسل، ما أکرهها إلیهم!
قلنا: من هم؟ قال: قوم من العجم یسبیهم المهاجرون، فیدخلونهم فی الإسلام"[35].
النموذج الثالث ـ الجمع بین إسناد الردّ إلى الغائب، وإسناده إلى المتکلّم:
مثاله هذا الحدیث 3406 "ما تعدّون الرقوب فیکم؟ قال: قلنا: الذی لا یولد له. قال: لیس ذلک بالرقوب، ولکنّه الرجل الذی لم یقدّم من ولده شیئا. قال: فما تعدّون الصرعة فیکم؟ قال: قلنا: الذی لا یصرعه الرجال. قال: لیس بذلک، ولکنّه الذی یملک نفسه عند الغضب"[36]، فدلّ الفعل (قال) على إسناد الردّ إلى الغائب، ودلّ الفعل (قلنا) على إسناد الردّ إلى جماعة المتکلمین، وهو أمر یدلّ على حرص الراوی الآتی على نقل کلّ ما سمعه من الراوی الأوّل.
ـ النموذج الرابع ـ التناوب بین إسناد الردّ إلى المتکلّم، وإسناده إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث 848 "أتدرون ما هذان الکتابان؟ فقلنا: لا یا رسول الله إلا أن تخبرنا. فقال للذی فی یده الیمنى: هذا کتاب من ربّ العالمین فیه أسماء أهل الجنّة، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثمّ أجمل على آخرهم، فلا یزاد فیهم، ولا یُنْقَص منهم أبدًا. ثمّ قال للذی فی شماله: هذا کتاب من ربّ العالمین فیه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثمّ أجمل على آخرهم، فلا یزاد فیهم، ولا یُنْقَص منهم. فقال أصحابه: ففیم العمل یا رسول الله إن کان أمر قد فُرِغ منه؟ فقال: سدّدوا وقاربوا؛ فإنّ صاحب
الجنّة یُخْتَم له بعمل أهل الجنّة، وإن عمل أیّ عمل، وإنّ صاحب النار یُخْتَم له بعمل أهل النار، وإن عمل أیّ عمل. ثمّ قال رسول الله ﷺ بیدیه فنبذهما، ثمّ قال: فرغ ربّکم من العباد، فریق فی الجنّة، وفریق فی السعیر"[37]، ففی الردّ الأوّل "فقلنا" أسند القول إلى جمع المتکلّمین، وفی الردّ الثانی "فقال أصحابه" أسند القول إلى جماعة الغائبین، فکأنّ الراوی اشترک فی القول الأوّل، ولم یشترک فی القول الآخِر.
ج ـ عندما یکون الحوار متواصلًا متعدّد الأطراف، فإنّ له نموذجًا واحدًا هو: إسناد الردّ إلى الغائب لأحد الطرفین المحاوِرین، والمناوبة بین إسناده إلى الغائب، وإسناده إلى المتکلّم للطرف الآخِر:
مثاله الحوار الثانی فی الحدیث 3341 "... فذهبت به إلى رحلی، فبات عندی، فلمّا أصبح غدوت به إلى رسول الله ﷺ فلمّا رآه رسول الله ﷺ قال: ویحک یا أبا سفیان، ألم یأن لک أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: بأبی أنت وأمّی، ما أکرمک [وأحلمک] وأوصلک، والله لقد ظننت أن لو کان مع الله غیره، لقد أغنى عنّی شیئًا [بعد]، قال: ویحک یا أبا سفیان، ألم یأنِ لک أن تعلم أنّی رسول الله؟ قال: بأبی أنت وأمّی، ما أحلمک وأکرمک وأوصلک، هذه ـ والله ـ کان فی نفسی منها شیء حتى الآن، قال العبّاس: ویحک یا أبا سفیان، أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله، وأنْ محمدًا رسول الله قبل أن یضرب عنقک، قال: فشهد بشهادة الحقّ، وأسلم. قلت: یا رسول الله، إنّ أبا سفیان رجل
یحبّ هذا الفخر، فاجعل له شیئًا. قال: نعم، من دخل دار أبی سفیان، فهو آمن، ومن أغلق بابه، فهو آمن، ومن دخل المسجد، فهو آمن. فلمّا ذهب لینصرف، قال رسول الله ﷺ: یا عبّاس، احبسه بمضیق الوادی عند خطم الجبل، حتى تمرّ به جنود الله، فیراها ..."[38]، فالطرف الأوّل (أبو سفیان) أُسْنِد الردّ إلیه باستعمال صیغة الغائب، وأمّا الطرف الآخِر (العبّاس) فتمّت المناوبة بین استعمال صیغة الغائب فی المرّة الأولى، واستعمال صیغة المتکلّم فی المرّة الأخرى.
ثانیا ـ الحوار فی الأحادیث الصحیحة عندما یکون المخاطَب فی الحدیث هو البادئ بالحوار:
هذا النمط من الحوار نجده فی 140 حدیثًا نبویًّا صحیحًا من جملة الأحادیث النبویّة الصحیحة التی جاء فیها الحوار البالغ عددها 184 حدیثًا صحیحًا بنسبة مئویّة قدرها 76.1% تقریبًا.
1ـ أنواع الحوار فی هذا النمط:
فی هذا النمط ثلاثة أنواع من الحوار بحسب مقدار الأخذ، والردّ، وبحسب مقدار عدد الأطراف المتحاورة، والجدول (2) فی الصفحة الآتیة یوضّح تلک الأنواع، وأعدادها، ونسبها المئویّة.
جدول (2) أنواع الحوار فی الأحادیث الصحیحة وأعدادها ونسبها المئویّة عندما یکون المخاطب هو البادئ بالحوار
م | أنواع الحوار | العدد | النسبة المئویّة |
1 2 3 | البسیط الثنائی المتواصل الثنائی المتواصل متعدّد الأطراف | 116 22 2 | 82.9% تقریبًا 15.7% تقریبًا 1.4% تقریبًا |
مج | ثلاثة أنواع من الحوار | 140 | 100% |
یلحظ من الجدول السابق أنّ الحوار البسیط الثنائی هو الأکثر حضورًا، ویلیه الحوار المتواصل الثنائی، بینما یکون الحوار المتواصل متعدّد الأطراف هو الأقل حضورًا فی هذا النمط من الحوار.
2ـ طرائق عرض الحوار فی هذا النمط لدى رواة الحدیث النبویّ الصحیح:
أ ـ عندما یکون الحوار بسیطًا ثنائیًّا:
النموذج الأوّل ـ إسناد قول المحاوِر للنبیّ ﷺ إلى الغائب:
یُسْنَد قول المحاوِر للنبیّ ﷺ إلى اسم عَلَم مذکور فی الحدیث، ومثاله هذا الحدیث 2864 "إنّه سیلی أمورکم من بعدی رجال یطفئون السنّة، ویُحدِثون بدعة، ویؤخّرون الصلاة عن مواقیتها. قال ابن مسعود: کیف بی إذا أدرکتهم؟ قال: لیس ـ یا ابن أمّ عبد
ـ طاعة لمن عصى الله. قالها ثلاثًا"[39]، وقد یُسْنَد القول إلى کلمة معرفة تدلّ على جمع من الناس، ومثاله هذا الحدیث 2888 "وددت أنّی لقیت إخوانی، فقال أصحابه: أولیس نحن إخوانک؟ قال: أنتم أصحابی، ولکنّ إخوانی الذین آمنوا بی ولم یرونی"[40].
ویُسْنَد القول إلى کلمة نکرة، ومثاله هذا الحدیث 48 "إنّ الله عزّ، وجلّ خلق آدم، ثمّ أخذ الخلق من ظهره، وقال: هؤلاء إلى الجنّة ولا أبالی، وهؤلاء إلى النار ولا أبالی، فقال قائل: یا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر"[41]، ویُسْنَد القول إلى نکرة موصوفة، ومثاله هذا الحدیث 1027 "من کان له ثلاث بنات یؤویهنّ، ویکفیهنّ، ویرحمهنّ، فقد وجبت له الجنّة البتّة. فقال رجل من بعض القوم: وثنتین یا رسول الله؟ قال: وثنتین"[42].
ویُسْنَد القول إلى ضمیر الجماعة، ومثاله هذا الحدیث 167 "والذی نفسی بیده، لا یضع الله رحمته إلا على رحیم. قالوا: کلّنا یرحم. قال: لیس برحمة أحدکم صاحبه، یرحم الناس کافّة"[43]، ویُسْنَد القول إلى ضمیر المفرد الغائب العائد على اسم ذُکِر فی أوّل الحدیث، أو ذُکِر فی مناسبة الحدیث، ومثاله هذا الحدیث 1459 "أشیروا على النساء فی أنفسهنّ، فقال: إنّ البکر تسْتحی یا رسول الله. قال: الثیّب تُعْرب عن نفسها بلسانها، والبکر رضاها صماتها"[44].
النموذج الثانی ـ إسناد القول إلى راوی الحدیث نفسه بضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد أو الجمع:
مثال إسناده إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد هذا الحدیث 481 "لا تقوم الساعة حتى یتسافدوا فی الطریق تسافُد الحمیر. قلت: إنّ ذلک لکائن؟ قال: نعم، لیکوننّ"[45]، ومثال إسناده إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على الجمع هذا الحدیث 3939 "أُعْطیتُ ما لم یُعطَ أحد من الأنبیاء. فقلنا: یا رسول الله، ما هو؟ قال: نُصِرْتُ بالرُّعب، وأُعْطیتُ مفاتیح الأرض، وسُمِّیتُ أحمد، وجُعِل التراب لی طهورًا، وجُعِلَت أمّتی خیر الأمم"[46]، وقد یستعمل الراوی، وجماعة المخاطبین لغة الجسد لإحداث الحوار، ومثاله هذا الحدیث 2487 " إنّ منکم من یقاتل على تأویل هذا القرآن کما قاتلت على تنزیله، فاستشرفنا وفینا أبو بکر، وعمر، فقال: لا، ولکنّه خاصف النعل. یعنی علیًّا رضی الله عنه"[47].
وقد یأتی إسناد الراوی القول إلى ذاته باستعمال الفعل المضارع، ومثاله هذا الحدیث 2629 "کان یخرج یُهْریقُ الماء، فیتمسّح بالتراب، فأقول: یا رسول الله، إنّ الماء منک قریب؟ فیقول: وما یدرینی لعلّی لا أبلغه"[48].
النموذج الثالث ـ إسناد قول المحاوِر إلى المجهول:
مثاله هذا الحدیث 366 "إنّ التجار هم الفجّار. قیل: یا رسول الله، أولیس قد أحلّ الله البیع؟ قال: بلى، ولکنّهم یُحدِّثون؛ فیکذبون، ویحلفون؛ فیأثمون"[49].
النموذج الرابع ـ الجمع بین إسناد القول إلى الغائب، وإسناده إلى المتکلّم:
مثاله هذا الحدیث 1444 "استعیذوا بالله من عذاب القبر. قالت: قلت: یا رسول الله، وإنّهم لیُعَذَّبون فی قبورهم؟ قال: نعم عذابا تسمعه البهائم"[50].
النموذج الخامس ـ الجمع بین إسناد القول إلى الغائب، وإسناده إلى المجهول:
مثاله هذا الحدیث 199 "ما أصاب أحدا قطُّ همٌّ، ولا حزن، فقال: اللهمّ، إنّی عبدک، وابن عبدک، وابن أمتک، ناصیتی بیدک، ماضٍ فیّ حکمک، عدل فیّ قضاؤک، أسألک بکلّ اسم هو لک، سمّیت به نفسک، أو علّمته أحدًا من خلقک، أو أنزلته فی کتابک، أو استأثرت به فی علم الغیب عندک، أن تجعل القرآن ربیع قلبی، ونور صدری، وجلاء حزنی، وذهاب همّی، إلا أذهب الله همّه، وحزنه، وأبدله مکانه فرجًا. قال: فقیل: یا رسول الله، ألا نتعلّمها؟ فقال: بلى ینبغی لمن سمعها أن یتعلّمها"[51].
النموذج السادس ـ حکایة قول المحاور بدلًا من إسناده إلیه:
مثاله هذا الحدیث 2091 "کان أکثر دعائه: یا مقلّب القلوب، ثبّت قلبی على دینک. فقیل له فی ذلک، فقال: إنّه لیس آدمیّ إلا وقلبه بین إصبعین من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ"[52]، فدلّت الجملة "فقیل له فی ذلک" على الحوار، وأغنت عن السؤال المسند إلى المجهول، والذی تقدیره "فقیل له: لماذا تدعو بهذا الدعاء کثیرًا؟"[53]، وقد یُسْنِد الراوی حکایة القول إلى ذاته، ومثاله هذا الحدیث 2224 "ما تستقلّ الشمس فیبقى شیء من خلق الله عزّ، وجلّ إلا سبّح الله عزّ، وجلّ، وحمده، إلا ما کان من الشیطان، وأعتى بنی آدم، فسألت عن أعتى بنی آدم، فقال: شرار الخلق، أو قال: شرار خلق الله"[54].
ب ـ عندما یکون الحوار متواصلًا ثنائیًّا:
النموذج الأوّل ـ إسناد القول إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث 2810 "ضحک ربّنا عزّ، وجلّ من قنوط عباده، وقرب غیره، فقال أبو رزین: أو یضحک الربّ عزّ، وجلّ؟ قال: نعم. قال: لن نعدم من ربّ یضحک
خیرًا"[55]، فهنا أُسْنِد القول إلى اسم عَلَم[56].
وقد یأتی القول مسندًا إلى کلمة نکرة، ومثاله هذا الحدیث 385 "نهى عن النفخ فی الشراب، فقال له رجل: یا رسول الله، إنّی لا أروَى من نفَس واحد، فقال له رسول الله ﷺ: فأبنِ القدح عن فیک، ثمّ تنفّس. قال: فإنّی أرى القذاة فیه. قال: فأهرقها"[57]، وقد یکون إسناد القول إلى نکرة موصوفة، ومثاله هذا الحدیث 3437 "یطلع علیکم أهل الیمن کأنّهم السحاب، هم خیار من فی الأرض. فقال رجل من الأنصار: ولا نحن یا رسول الله؟ فسکت، قال: ولا نحن یا رسول الله؟ فسکت، قال: ولا نحن یا رسول الله؟ فقال فی الثالثة کلمة ضعیفة: إلا أنتم"[58].
ویُسْنَد القول إلى الضمیر المتّصل الدالّ على الجماعة، ومثاله هذا الحدیث 1018 "رأیت غنمًا کثیرة سوداء، دخلت فیها غنم کثیرة بیض، قالوا: فما أوّلته یا رسول الله؟ قال: العجم، یشرکونکم فی دینکم، وأنسابکم. قالوا: العجم یا رسول الله؟ قال: لو کان الإیمان معلّقا بالثریا لناله رجال من العجم، وأسعدهم به الناس"[59].
وقد یکون القول مسندًا إلى ضمیر مستتر، ولیس إلى ضمیر متصل دالٍّ على الجماعة، ومثاله هذا الحدیث 1228 "اعبد الله ولا تشرک به شیئًا. قال: یا نبیّ الله، زدنی. قال: إذا أسأت، فأحسن. قال: یا نبیّ الله، زدنی. قال: استقم، ولتحسن خلقک"[60]، وقد تناوب فی الحدیث 2836 إسناد القول إلى لضمیر الدالّ على الجماعة، وإسناده إلى ضمیر المفرد الغائب "ما من أمّتی من أحد إلا وأنا أعرفه یوم القیامة. قالوا: وکیف تعرفهم یا رسول الله فی کثرة الخلائق؟ قال: أرأیت لو دخلت صِیَرة فیها خیل دُهْم بُهْم، وفیها فرس أغرّ محجّل، أما کنت تعرفه منها؟ قال: بلى. قال: فإنّ أمّتی یومئذ غرّ من السجود، محجّلون من الوضوء"[61].
النموذج الثانی ـ إسناد القول إلى المتکلّم مفردًا أکان أم جمعًا:
مثال إسناد القول إلى المتکلّم المفرد هذا الحدیث 2623 "ومن أمرک أن تعذّب نفسک؟ صم شهر الصبر، ومن کلّ شهر یومًا. قلت: زدنی. قال: صم شهر الصبر، ومن کلّ شهر یومین. قلت: زدنی أجدُ قوّة. قال: صم شهر الصبر، ومن کلّ شهر ثلاثة أیّام"[62]، ومثال إسناده إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على الجمع هذا الحدیث 2486 "إنّها ستُفْتَح علیکم الدنیا حتى تنجّدوا بیوتکم کما تُنَجَّد الکعبة. قلنا: ونحن على دیننا
الیوم؟ قال: وأنتم على دینکم الیوم. قلنا: فنحن یومئذ خیر، أم ذلک الیوم؟ قال: بل أنتم الیوم خیر"[63].
النموذج الثالث ـ التناوب بین إسناد القول إلى الغائب، وإسناده إلى المتکلّم معًا، وبین إسناده إلى الغائب وحده:
مثاله هذا الحدیث 1953 "یا عائشة قومک أسرع أمّتی بی لحاقًا. قالت: فلمّا جلس، قلت: یا رسول الله، جعلنی الله فداءک، لقد دخلت وأنت تقول کلاما ذعّرنی. قال: وما هو؟ قالت: تزعم أنّ قومی أسرع أمّتک بک لحاقًا. قال: نعم. قالت: وممّ ذاک؟ قال: تسْتحْلِیهم المنایا، وتنفس علیهم أمتهم. قالت: فقلت: فکیف الناس بعد ذلک، أو عند ذلک؟ قال: دبى تأکل شداده ضعافه حتى تقوم علیهم الساعة"[64]، فجاء الجمع بین ضمیری الغائب، والمتکلّم مرّتین، وجاء إسناد القول إلى ضمیر الغائب وحده مرّتین کذلک[65].
النموذج الرابع ـ التناوب بین إسناد القول إلى المتکلّم، وإسناده إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث 575 "على کلّ نفس فی کلّ یوم طلعت فیه الشمس صدقة منه على نفسه. قلت: یا رسول الله، من أین أتصدّق ولیس لنا أموال؟ قال: لأنّ من أبواب
الصدقة التکبیر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنکر، وتعزل الشوکة من طریق الناس، والعظمة، والحجر، وتهدی الأعمى، وتُسمع الأصمّ، والأبکم حتى یفقه، وتدلّ المستدلّ على حاجة له قد علمت مکانها، وتسعى بشدّة ساقیک إلى اللهفان المستغیث، وترفع بشدّة ذراعیک مع الضعیف، کلّ ذلک من أبواب الصدقة منک على نفسک، ولک فی جماعک زوجتک أجر. قال أبو ذرّ: کیف یکون لی أجر فی شهوتی؟ فقال: أرأیت لو کان لک ولد، فأدرک، ورجوت خیره، فمات، أکنت تحتسبه؟ قلت: نعم. قال: فأنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه. قال: فأنت هدیته؟ قال: بل الله هداه. قال: فأنت ترزقه؟ قال: بل الله کان یرزقه. قال: کذلک فضعه فی حلاله، وجنّبه حرامه، فإن شاء الله أحیاه، وإن شاء أماته، ولک أجر"[66]، فبدایة الحوار کانت بإسناد المتکلّم القول إلى نفسه، ولکنّه فی بقیّة الحوار کان یناوب بین إسناد القول إلى الغائب (أبی ذرّ)، وإسناده إلى نفسه.
النموذج الخامس ـ التناوب بین إسناد القول إلى المجهول، وإسناده إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث 3058 "إنّ الفسّاق هم أهل النار. قیل: یا رسول الله، ومن الفسّاق؟ قال: النساء. قال رجل: یا رسول الله، أولسن أمّهاتنا، وأخواتنا، وازواجنا؟ قال: بلى، ولکنّهنّ إذا أُعطین لم یشکرن، وإذا ابْتُلین لم یصبرن"[67].
ج ـ عندما یکون الحوار متواصلًا متعدّد الأطراف، فإنّ له نموذجًا واحدًا هو: إسناد القول إلى الغائب لکلا الطرفین المحاورین:
مثاله هذا الحدیث 3103 "أبشر یا کعب. فقالت أمّه: هنیئا لک الجنّة یا کعب. فقال: من هذه المتألّیة على الله؟ قال: هی أمّی یا رسول الله. فقال: وما یدریک یا أمّ کعب؟ لعلّ کعبًا قال ما لا یعنیه، أو منع ما لا یُغنیه"[68].
المطلب الثانی ـ الحوار فی الأحادیث الموضوعة:
یقع الحوار بشکل عامّ فی 61 حدیثا قولیًّا موضوعًا بنسبة مئویّة قدرها 3.3% تقریبًا من جملة عدد الأحادیث القولیّة الموضوعة فی سلسلة الألبانیّ البالغ عددها 1861 حدیثًا قولیًّا موضوعًا[69].
أوّلا ـ الحوار فی الأحادیث الموضوعة التی تزعم أنّ النبیّ ﷺ هو الطالب له، والبادئ به:
هذا النمط من الحوار نجده فی 8 أحادیث موضوعة من جملة الأحادیث الموضوعة التی جاء فیها الحوار البالغ عددها 61 حدیثًا موضوعًا مع کون اثنین منها مشترکین بین النمطین، لوجود حوارین من النمطین فی کل واحد منهما، وبناء
على ذلک تکون النسبة المئویّة لهذا النمط هی 10.2% تقریبًا.
1ـ أنواع الحوار فی هذا النمط:
فی هذا النمط ثلاثة أنواع من الحوار بحسب مقدار الأخذ، والردّ، وبحسب مقدار عدد الأطراف المتحاورة، والجدول (3) یوضّح هذه الأنواع، وأعدادها، ونسبها المئویّة.
جدول (3) أنواع الحوار فی الأحادیث الموضوعة وأعدادها ونسبها المئویّة فی النمط الذی یزعم أنّ النبیّ ﷺ هو البادئ به
م | أنواع الحوار | العدد | النسبة المئویّة |
1 2 3 | البسیط الثنائی المتواصل الثنائی المتواصل متعدّد الأطراف | 6 1 1 | 75% 12.5% 12.5% |
مج | ثلاثة أنواع | 8 أحادیث موضوعة، منها 2 مشترکة مع النمط الآخر | 100% |
یلحظ من الجدول السابق أنّ الحوار البسیط الثنائی هو الأکثر حضورًا، فنسبته تعادل ثلاثة أرباع الحوار، بینما النوعان الآخران: المتواصل الثنائی، والمتواصل متعدّد الأطراف یتقاسمان الربع فقط.
2ـ طرائق عرض الحوار فی هذا النمط لدى واضعی الحدیث الموضوع:
أ ـ عندما یکون الحوار بسیطًا ثنائیًّا، فإنّه یأتی على نموذج واحد فقط هو إسناد الردّ إلى الغائب:
یُسْنَد الردّ إلى ضمیر الغائب المفرد المذکّر الذی یعود على رجل ذُکِر فی أوّل الحدیث الموضوع، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 5139 "یا خالد بن الولید، ألا أعلمک کلمات تقولهنّ، [لا تقولهنّ] ثلاث مرّات حتى یُذهب الله ذلک عنک؟ قال: بلى یا رسول الله، بأبی أنت وأمّی، فإنّما شکوت ذلک إلیک رجاء هذا منک. قال: قل: أعوذ بکلمات الله التامّة من غضبه، وعقابه، وشرّ عباده، ومن همزات الشیاطین، وأن یحضرون"[70].
ویعود ضمیر الغائب فی بعض الأحادیث الموضوعة إلى اسم یُذْکَر فی مناسبة الحدیث، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 5330 "أتؤمن بشجرة المسک، وتجدها فی کتابکم؟ قال: نعم. قال: فإنّ البول، والجنابة عرق یسیل من ذوائبهم إلى أقدامهم کالمسک"[71].
ویُسْنَد الردّ إلى ضمیر الجماعة، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 554 "إنّ حادینا نام، فسمعنا حادیکم، فملت إلیکم، فهل تدرون أنّى کان الحداء؟ قالوا: لا والله. قال: إنّ
أباهم مضر خرج إلى بعض رعاته، فوجد إبله قد تفرّقت، فأخذ عصا، فضرب بها کفّ غلامه، فعدا الغلام فی الوادی وهو یصیح: یا یداه، یا یداه، فسمعت الإبل، فعطفت علیه، فقال مضر: لو اشتقّ مثل هذا، لانتفعت به الإبل، واجتمعت، فاشتقّ الحداء"[72].
ب ـ عندما یکون الحوار متواصلًا ثنائیًّا، فإنّه یأتی على نموذج واحد فقط هو إسناد الردّ إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث الموضوع 5906 "أفیکم أحد یعرف القسّ بن ساعدة الأیادیّ؟ قالوا: نعم کلّنا نعرفه. قال: ما فعل؟ قالوا: هلک. قال: ما أنساه بسوق عکاظ فی الشهر الحرام على جمل أحمر یخطب الناس، وهو یقول: ..."[73]، فهنا أُسْنِد الردّ إلى ضمیر من ضمائر الغیبة، وهو واو الجماعة.
ج ـ عندما یکون الحوار متواصلًا متعدّد الأطراف، فإنّ له نموذجًا واحدًا فقط هو إسناد الردّ إلى الغائب لکلا الطرفین المحاوِرین:
مثاله هذا الحدیث الموضوع 3183 "یا غلام، قل: لا إله إلا الله. قال: لا أستطیع أن أقولها. قال: ولمَ؟ قال: لعقوق والدتی. قال: أحیّة هی؟ قال: نعم. قال: أرسلوا إلیها، فأرسلوا إلیها، فجاءت، فقال لها ﷺ: ابنک هو؟ قالت: نعم. قال: أرأیتِ لو أنّ نارًا
أُجِّجَت، فقیل لک: إن لم تشفعی له، قذفناه فی هذه النار؟ قالت: إذن کنت أشفع له. قال: فأشهدی الله، وأشهدینا معک بأنّک قد رضیتِ. قالت: قد رضیت عن ابنی. قال: یا غلام، قل: لا إله إلا الله، فقال: لا إله إلا الله، فقال ﷺ: الحمد لله الذی أنقذه من النار"[74]، فکلا الطرفین: الغلام، وأمّه أُسْنِد إلیهم الردّ بضمیر المفرد الغائب.
وبناء على ما سبق، نجد أنّ الأحادیث الموضوعة التی تزعم بدء الحوار من النبیّ ﷺ یکون إسناد الردّ للمحاورین باستعمال ضمائر الغائبین (الضمیر المستتر، وواو الجماعة)، ولا نجد فیها إسناد الردّ إلى ضمائر المتکلمین، أو إسناد الردّ إلى المجهول، أو الجمع بین إسناد القول إلى الغائب، وإسناده إلى المتکلّم، أو المناوبة بین إسنادین.
ثانیاـ الحوار فی الأحادیث الموضوعة التی تزعم أنّ المخاطب هو الطالب له، والبادئ به:
هذا النمط من الحوار نجده فی 55 حدیثًا موضوعًا من جملة الأحادیث الموضوعة التی جاء فیها الحوار البالغ عددها 61 حدیثًا موضوعًا مع وجود حدیثین مشترکین بین النمطین، فعلى ذلک تکون النسبة المئویّة لهذا النمط هی 89.8% تقریبًا.
1ـ أنواع الحوار فی هذا النمط:
فی هذا النمط ثلاثة أنواع من الحوار بحسب مقدار الأخذ، والردّ، وبحسب مقدار عدد الأطراف المتحاورة، والجدول (4) فی یوضّح تلک الأنواع، وأعدادها، ونسبها المئویّة.
جدول (4) أنواع الحوار فی الأحادیث الموضوعة وأعدادها ونسبها المئویّة فی النمط الذی یزعم بدء الحوار من المخاطب
م | أنواع الحوار | العدد | النسبة المئویّة |
1 2 3 | البسیط الثنائی المتواصل الثنائی المتواصل متعدّد الأطراف | 42 12 1 | 76.4% تقریبًا 21.8% 1.8% تقریبًا |
مج | ثلاثة أنواع من الحوار | 55 حدیثًا موضوعًا، منها حدیثان مشترکان مع النمط الأوّل | 100% |
یلحظ کذلک أنّ الحوار البسیط الثنائی هو الأکثر حضورًا، ویلیه الحوار المتواصل الثنائی، بینما یکون الحوار المتواصل متعدّد الأطراف هو الأقل حضورًا فی هذا النمط من الحوار.
3ـ طرائق عرض الحوار فی هذا النمط لدى واضعی الأحادیث الموضوعة:
أ ـ عندما یکون الحوار بسیطًا ثنائیًّا:
النموذج الأوّل ـ إسناد قول المحاوِر إلى الغائب:
یُسْنَد القول إلى اسم عَلَم یزعم الحدیث الموضوع أنّه حاوَرَ النبیّ ﷺ، ویکون ذلک العَلَم مذکورا فی الحدیث الموضوع سواء باسمه، أو بکنیته، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 5901 "شفاعتی لأهل الذنوب من أمّتی. قال أبو الدرداء: وإن زنى، وإن سرق؟ فقال: نعم، وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبی الدرداء"[75]، وقد یُسْنَد القول إلى کلمة معرفة تدلّ على جمع من الناس، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 3247 "رحم الله إخوانی بـ (قزوین)، یقولها ثلاثا، فقال أصحابه: یا رسول الله، بآبائنا، وأمّهاتنا، ما قزوین هذه؟ وما إخوانک الذین هم بها؟ قال: قزوین باب من أبواب الجنّة، وهی الیوم فی ید المشرکین، ستُفْتَح فی آخر الزمان على أمّتی، فمن أدرک ذلک الزمان، فلیأخذ نصیبه من فضل الرباط فی قزوین"[76].
ویُسْنَد القول إلى اسم نکرة، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 3275 "ارحموا حاجة الغنیّ. فقال رجل: وما حاجة الغنیّ؟ قال: الرجل الموسر یحتاج، فصدقة الدرهم علیه عند الله بمنزلة سبعین ألفًا"[77].
ویُسْنَد القول إلى ضمیر الجماعة، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 821 "احبسوا على المؤمنین ضالّتهم. قالوا: وما ضالّة المؤمنین؟ قال: العلم"[78]، ویُسْنَد القول إلى ضمیر المفرد الغائب العائد إلى اسم ذُکِر فی مناسبة الحدیث الموضوع، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 924 " إنّ من الذنوب ذنوبًا لا یکفّرها الصلاة ولا الصیام ولا الحجّ ولا العمرة. قال: فما یکفّرها یا رسول الله؟ قال: الهموم فی طلب المعیشة"[79].
ویُسْنَد القول إلى نکرة موصوفة مع تغلیب الظنّ بذکر اسمه، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 6534 "حوضی أشرب منه یوم القیامة، ومن اتّبعنی من الأنبیاء، ویبعث ناقة ثمود لصالح، فیحتلبها، ویشربها والذین آمنوا معه، حتى توافى بها الموقف معه ولها رغاء. فقال رجل من القوم، وأظنّه معاذ بن جبل: یا رسول الله، وأنت یومئذ على العضباء؟ قال: لا، ابنتی فاطمة على العضباء، وأحشر أنا على البراق، وأختصّ به
دون الأنبیاء..."[80].
النموذج الثانی ـ إسناد قول المحاوِر إلى راوی الحدیث نفسه بضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد أو الجمع:
مثال إسناده إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد هذا الحدیث الموضوع 1608 "کان یکثر من أکل الدبّاء، فقلت: یا رسول الله، إنّک تکثر من أکل الدبّاء. قال: إنّه یکثر الدماغ، ویزید فی العقل"[81]، ومثال إسناده إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على الجمع هذا الحدیث الموضوع 3312 "أحبّ الأعمال إلى الله ذکر الله. قلنا: ومن الغزو فی سبیل الله؟ قال: نعم، ولو ضرب بسیفه الکفّار حتى یختضب دما، لکان ذاکر الله أفضلهم درجة"[82].
ب ـ عندما یکون الحوار متواصلًا ثنائیًّا:
النموذج الأوّل ـ إسناد قول المحاوِر إلى الغائب:
مثاله هذا الحدیث الموضوع 6593 "یا عبد الرحمن، إنّک من الأغنیاء، ولن تدخل الجنّة إلا زحفًا، فأقرض الله یطلق قدمک. فقال عبد الرحمن: ما الذی أقرض أو
أخرج (وفی روایة: ما الذی أقرض الله یا رسول الله؟) قال: تبدأ بما أمسیت فیه. قال: أمن کلّه أجمع یا رسول الله؟ قال: نعم، وخرج عبد الرحمن [وهو یهمّ بذلک]، فبعث إلیه رسول الله ﷺ، فقال: [إنّ جبریل قال:] مر عبد الرحمن فلیضف الضیف، ولیطعم المسکین، ولیعطِ السائل [ویبدأ بمن یعول]، فإنّ ذلک یجزیه من کثیر ممّا هو فیه"[83]، فهنا أُسْنِد قول المحاوِر إلى اسم عَلَم ذُکِر فی أوّل الحدیث[84].
ویُسْنَد قول المحاوِر إلى الضمیر المتّصل الدالّ على الجماعة، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 527 "الأضاحی سنّة أبیکم إبراهیم، قالوا: فما لنا فیها؟ قال: بکلّ شعرة حسنة، قالوا: فالصوف؟ قال: بکلّ شعرة من الصوف حسنة"[85].
وقد یکون فاعل القول ضمیرًا مستترًا دالًّا على مفرد مذکّر غائب، ولیس ضمیرًا متصلًا دالًّا على الجماعة، ومثاله هذا الحدیث الموضوع 1368 "والذی بعثنی بالحقّ ما أخّرتک إلا لنفسی، فأنت عندی بمنزلة هارون من موسى، ووارثی. فقال: یا رسول الله، ما أرث منک؟ قال: ما أورثت الأنبیاء. قال: وما أورثت الأنبیاء قبلک؟ قال: کتاب الله، وسنّة نبیهم، وأنت معی فی قصری فی الجنّة مع فاطمة ابنتی، وأنت أخی،
ورفیقی، ثمّ تلا رسول الله ﷺ هذه الآیة "إخوانًا على سرر متقابلین" (الأخلّاء فی الله ینظر بعضهم إلى بعض)"[86].
النموذج الثانی ـ إسناد قول المحاوِر إلى راوی الحدیث نفسه بضمیر المتکلّم الدالّ على المفرد أو الجمع:
مثال إسناده إلى المتکلّم المفرد هذا الحدیث الموضوع 662 "صنفان من أمّتی لا تنالهما شفاعتی: القدریّة، والمرجئة. قلت: یا رسول الله، ما المرجئة؟ قال: قوم یزعمون أنّ الإیمان قول بلا عمل. قلت: ما القدریّة؟ قال: الذین یقولون المشیئة إلینا"[87].
ومثال إسناده إلى ضمیر المتکلّم الدالّ على الجمع هذا الحدیث الموضوع 3056 "إنّ الله أیّدنی بأربعة وزراء نقباء: اثنین من أهل السماء، واثنین من أهل الأرض. فقلنا: من الاثنان من أهل السماء؟ قال: جبریل، ومیکائیل. قلنا: من الاثنان من أهل الأرض؟ قال: أبو بکر، وعمر"[88].
النموذج الثالث ـ سرد قول المحاوِر، والتعبیر عنه بصیغة الجمع:
مثاله هذا الحدیث الموضوع 6113 "إنّ مؤمنی الجنّ لهم ثواب وعلیهم عقاب. فسألناه عن ثوابهم، وعن مؤمنیهم، فقال: على الأعراف، ولیسوا فی الجنّة مع محمّد ﷺ، فسألناه: وما الأعراف؟ قال: حائط الجنّة تجری فیه الأنهار، وتنبت فیه الأشجار، والثمار"[89].
ج ـ عندما یکون الحوار متواصلًا متعدّد الأطراف، فإنّ له نموذجًا واحدًا فقط هو: إسناد قول المحاوِر إلى الغائب لکلا الطرفین المحاورین:
مثاله هذا الحدیث الموضوع 5625 "یا أمّ الفضل، إنّک حامل بغلام. قالت: یا رسول الله، وکیف وقد تحالف الفریقان أن لا یأتوا النساء؟ قال: هو ما أقول لک، فإذا وضعتیه، فأتینی به. قالت: فلمّا وضعته أتیت به رسول الله ﷺ ، فأذّن فی أذنه الیمنى، وأقام فی أذنه الیسرى [وألباه من ریقه، وسمّاه عبد الله]، وقال: اذهبی بأبی الخلفاء. قالت: فأتیت العباس، فأعلمته، وکان رجلًا جمیلًا لباسًا، فأتى النبیّ ﷺ، فلمّا رآه رسول الله ﷺ، قام إلیه، فقبّل بین عینیه، ثمّ أقعده عن یمینه، ثمّ قال: هذا عمّی، فمن شاء فلیباه بعمّه. قالت: یا رسول الله، بعض هذا القول. فقال: یا عبّاس، لمَ لا أقول هذا القول، وأنت عمّی، وصنو أبی، وخیر من أخلف بعدی من أهلی. فقال: یا رسول الله، ما شیء أخبرتنی به أمّ الفضل عن مولودنا هذا؟ قال: نعم یا عبّاس، [هو ما أخبرتک أبو الخلفاء] إذا کانت سنة خمس وثلاثین ومئة، فهی لک، ولولدک، منهم السفّاح، ومنهم
المنصور، ومنهم المهدیّ"[90].
الخاتمة، ونتائج الدراسة:
یقع الحوار بشکل عامّ بنسبة مئویّة قدرها 5.6% من جملة الأحادیث القولیّة الصحیحة فی سلسلة الأحادیث الصحیحة للألبانیّ، وبنسبة مئویّة قدرها 3.3% من جملة الأحادیث الموضوعة فی سلسلة الأحادیث الضعیفة، والموضوعة للألبانیّ.
وتوصّلت الدراسة إلى:
ـ النسبة المئویّة للنمط الأوّل من الحوار فی الأحادیث الصحیحة 23.9%، وهی فی الأحادیث الموضوعة 10.2%.
ـ أنواع الحوار فی النمط الأوّل هی نفسها فی الأحادیث: الصحیحة، والموضوعة، والنسب المئویّة لها متقاربة.
ـ طرائق عرض الحوار فی النمط الأوّل فی الأحادیث الصحیحة تنفرد بالتنوّع، والثراء بین إسناد الردّ إلى الغائب، وإلى المتکلّم، وإلى المجهول، والجمع بین إسنادین، والمناوبة بین إسنادین، بینما هی فی الأحادیث الموضوعة محصورة فی إسناد الردّ إلى الغائب فقط.
ـ فی النمط الثانی نجد أنواع الحوار فی الأحادیث: الصحیحة، والموضوعة هی نفسها مع اختلاف طفیف بینها فی النسب المئویّة.
ـ فی طرائق عرض الحوار فی هذا النمط نجد الأحادیث الصحیحة أیضا انفردت بالتنوّع والثراء بین إسناد القول إلى الغائب، وإلى المتکلّم، وإلى المجهول، وحکایة القول بدلًا من إسناده، والجمع بین إسنادین، والمناوبة بین إسنادین، بینما هی اقتصرت فی الأحادیث الموضوعة على إسناد القول إلى الغائب، وإلى المتکلّم، وحکایة القول بدلًا من إسناده، ولکنّها انفردت بإسناد القول إلى النکرة مع تغلیب الظنّ بذکر اسمه.
ـ من وسائل الوضع إضافة الحوار إلى حدیث صحیح (الحدیث 554)، وأن یکون أوّل الحدیث الموضوع، أو وسطه صحیحًا (الحدیث 662)، وتلفیق الحدیث الموضوع من حدیثین صحیحین مع إضافة الحوار فیه (الحدیث 5901).
الهوامش والإحالات:
1ـ ابن فارس، أحمد بن فارس بن زکریّا، معجم مقایس اللغة، تح: إبراهیم شمس الدین، ط2، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2008م، مج1، ص 324.
2ـ ابن منظور، جمال الدین محمّد بن مکرم، لسان العرب، دار صادر، بیروت، 2014م، ج4، ص264، والفراهیدیّ، الخلیل بن أحمد، کتاب العین، تح: عبد الرحمن هنداوی، ط1، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2003م، ج1، ص370، والزمخشریّ، محمود بن عمر، أساس البلاغة، تح: محمّد باسل عیون السود، ط2، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2010م، مج1، ص221، والزبیدیّ، محمّد مرتضى، تاج العروس، ط1، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2007م، ج11، ص57، والرازیّ، محمّد بن أبی بکر، مختار الصحاح، ط1، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 1999م، ص106، والمعجم الکبیر، مجمع اللغة العربیّة بالقاهرة، 2000م، ج5، ص826.
3ـ الفیروز أبادیّ، محمّد بن یعقوب، القاموس المحیط، ط2، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 2003م، ص 356، وتاج العروس، ج11، ص57، والمعجم الکبیر، ج5، ص826، ومصطفى، إبراهیم، وآخرون، المعجم الوسیط، ط2، دار الدعوة، إستانبول، ص206.
4ـ تاج العروس، ج11، ص57، والمعجم الوسیط، ص205، والمعجم الکبیر، ج5، ص826.
5ـ المعجم الکبیر، ج5، ص835.
6ـ العقیلیّ، عبد الله بن عقیل، شرح ابن عقیل، ط2، دار الفکر، 1985م، مج2، ص131، وابن هشام، عبد الله بن یوسف بن أحمد، أوضح المسالک، ط1، دار الطلائع، القاهرة، 2009م، ج3، ص206، والحملاویّ، أحمد، شذا العرف، ط1، المکتبة العصریّة، بیروت، 2014م، ص83، وأطفیّش، أمحمّد یوسف، الکافی فی التصریف، تح: عائشة بنت یطّو، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط، 2012م، ص89، والراجحیّ، عبده، التطبیق الصرفیّ، دار النهضة العربیّة، بیروت، ص70.
7ـ شذا العرف، ص49 ص52.
8ـ القاضی، محمّد، وآخرون، معجم السردیّات، ط1، دار محمّد علیّ، تونس، 2010م، ص160.
9ـ عبد الباقی، محمّد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم، ط1، دار الحدیث، القاهرة، 1996م، ص270.
10ـ الصابونیّ، محمّد علیّ، صفوة التفاسیر، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 1993م، ج3، ص334 ص335.
11ـ معجم السردیّات، ص159.
12ـ مانغونو، دومنیک، المصطلحات المفاتیح لتأویل الخطاب، تر: محمّد بن یحیاتن، ط1، الدار العربیّة للعلوم، الجزائر، 2008م، ص37.
13ـ السابق، انظر الصفحات؛ 33 ،43 ،74 ،79.
14ـ خضر، إبراهیم خلیل، مهارات الاتصال، ط2، المکتبة الجامعیّة، نابلس، 2014، ص78.
15ـ زیغد، سعیدة علیّ، تحلیل الخطاب الحواری فی نظریة النحو الوظیفی، ط1، دار مجدلاوی، عمّان، 2015، ص59.
16ـ فی سلسلة الأحادیث الصحیحة للألبانی مجموعة من الأحادیث القولیّة الصحیحة المکرّرة، وقد نبّه المؤلّف على بعضها.
17ـ الألبانیّ، محمّد ناصر الدین، سلسلة الأحادیث الصحیحة، ط1، مکتبة المعارف، الریاض، 2002م، مج4، ص150.
18ـ السابق، مج6، ص877.
19ـ السابق، مج7، ص1023 إلى ص1029.
20ـ السابق، مج1، ص750، ومثله فی ذلک الحدیثان: 3018، و1104.
21ـ السابق، مج6، ص453، ومثله فی ذلک الأحادیث: 2892، و2952، و3047.
22ـ السابق، مج1، ص759.
23ـ السابق، مج7، ص1597، ومثله الحدیث 3153.
24ـ السابق، مج6، ص355، ومثله الحدیث 313.
25ـ السابق، مج2، ص330، ومثله الأحادیث: 845، و847، و852، و1486، و1614، و2700، و3056، و3192، و3230، و3428، و3544.
26ـ السابق، مج5، ص528، ومثله فی ذلک الأحادیث: 853، و3011، و3145.
27ـ السابق، مج4، ص324، وأراد بأبی تراب علیًّا لما رأى علیه من التراب، و"أحدثکما" أی: أنت وصاحبک الذی معک، وهو عمّار بن یاسر، ومثله فی ذلک الحدیث 2459.
28ـ السابق، مج1، ص416.
29ـ السابق، مج2، ص600 ص601.
30ـ السابق، مج4، ص325.
31ـ السابق، مج6، ص160.
32ـ عبد التواب، رمضان، المدخل إلى علم اللغة، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1980م، ص150.
33ـ سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج1، ص294.
34ـ السابق، مج7، ص837، ومثله فی ذلک الحدیثان: 2102، و3215.
35ـ السابق، مج6، ص877، ومثله الحدیثان: 255، و849.
36ـ السابق، مج7، ص1199.
37ـ السابق، مج2، ص503.
38ـ السابق، مج7، ص1023 إلى ص1029.
39ـ السابق، مج6، ص863، ومثله فی ذلک الأحادیث: 1، و505، و1423، و2514، و2879، و3156، و3229، و3325، والأعلام المذکورون فی هذه الأحادیث هم: عائشة، وعمر، وثوبان، وأبو بکر الصدیق، ومعاذ، وأبو هریرة رضی الله عنهم.
40ـ السابق، مج6، ص904، ومثله فی ذلک الحدیثان: 1079، و3394.
41ـ السابق، مج1، ص113، ومثله فی ذلک الأحادیث: 782، و2178، و2302، و3091، و3371.
42ـ السابق، مج3، ص24، ومثله الأحادیث: 2680، و3188، و3441.
43ـ السابق، مج1، ص321، ومثله الأحادیث: 29، و494، و613، و680، و721، و791، و921، و948، و951 و1317، و1461، و1527، و1650، و2044، و2177، و2420، و2582، و2601، و2602، و2768، و2771، و2778، و2986، و3044، و3053، و3141، و3165، و3208، و3211، و3307، و3520، و3555، و3612، و3952.
44ـ السابق، مج3، ص442، ومثله فی ذلک الأحادیث: 1152، و2562، و2769، و3142، و3298، و3336، و3341، و3464.
45ـ السابق، مج1، ص867، ومثله فی ذلک الأحادیث: 823، و976، و987، و1315، و1864، و1881، و2719، و3079، و3090، و3138، و3157، و3201، و3491.
46ـ السابق، مج7، ص1643، ومثله الحدیث 1483.
47ـ السابق، مج5، ص639.
48ـ السابق، مج6، ص265.
49ـ السابق، مج1، ص707، ومثله فی ذلک الأحادیث: 89، و398، و907، و1114، و1273، و1619، و1887، و2039، و1492، و1798، و3419، و1621، و2253، و2501، و2679، و2772، و3526، و3604، و499.
50ـ السابق، مج3، ص429، ومثله فی ذلک الحدیثان: 205، و2721.
51ـ السابق، مج1، ص383.
52ـ السابق، مج5، ص126.
53ـ مثله فی ذلک الحدیثان: 4، و2794.
54ـ السابق، مج5، ص264.
55ـ السابق، مج6، ص732.
56ـ مثله فی ذلک الحدیثان: 2606، و3388.
57ـ السابق، مج1، ص739، ومثله فی ذلک الحدیثان: 958، و2246.
58ـ السابق، مج7، ص1288.
59ـ السابق، مج3، ص14 ص15، ومثله الحدیثان: 1682، و2425.
60ـ السابق، مج3، ص230، ومثله فی ذلک الحدیث 2630.
61ـ السابق، مج6، ص809.
62ـ السابق، مج6، ص244، ومثله الحدیث 43.
63ـ السابق، مج5، ص637.
64ـ السابق، مج4، ص596.
65ـ مثله فی ذلک الحدیث 3254، وفیه جاء الجمع بین ضمیری: الغائب، والمتکلم ثلاث مرّات، وجاء إسناد القول إلى ضمیر الغائب وحده مرتین.
66ـ السابق، مج2، ص117 ص118.
67ـ السابق، مج7، ص158، ومثله الحدیث 573.
68ـ السابق، مج7، ص277، ومثله الحدیث 3021.
69ـ یکون معها فی ذلک الأحادیث التی تأخذ حکمها، وهی الأحادیث التی وصفها المؤلف بتعبیرات: کذب، أو باطل، أو لا أصل له، وما لیس بحدیث.
70ـ الألبانیّ، محمّد ناصر الدین، سلسلة الأحادیث الضعیفة، والموضوعة، ط1، مکتبة المعارف، الریاض، 1992م مج11، ص235.
71ـ السابق، مج11، ص534، ومثله فی ذلک الحدیث الموضوع 5066.
72ـ السابق، مج2، ص31، ومثله فی ذلک الجزء الثانی من الحوار الموجود فی الحدیث الموضوع 994، والجزء الثانی من الحوار الموجود فی الحدیث الموضوع 4890.
73ـ السابق، مج12، ص833.
74ـ السابق، مج7، ص166 ص167.
75ـ السابق، مج12، ص827، وهو حدیث ملفّق من حدیثین صحیحین، السابق، مج12 ص828 ص829 ومثله فی ذلک الأحادیث الموضوعة: 727، و4890، و6550، و6551، و6631، و6829، والأعلام المذکورون فی هذه الأحادیث هم: معاذ بن جبل، وعائشة، وحذیفة، وأبو بکر، وأبو سعید الخدریّ رضی الله عنهم.
76ـ السابق، مج7، ص241.
77ـ السابق، مج7، ص275، ومثله فی ذلک الأحادیث الموضوعة: 205، و6048، و6271، و4704.
78ـ السابق، مج2، ص224، ومثله الأحادیث الموضوعة: 935، و1308، و4374، و4974، و6273.
79ـ السابق، مج2، ص339.
80ـ السابق، مج14، ص85.
81ـ السابق، مج4، ص112، ومثله فی ذلک الأحادیث الموضوعة: 912، و4143، و5590، و5988، و6863.
82ـ السابق، مج7، ص317، ومثله فی ذلک الحدیثان الموضوعان: 5201، و6471.
83ـ السابق، مج14، ص225.
84ـ مثله فی ذلک الحدیثان الموضوعان: 6592، و6814.
85ـ السابق، مج2، ص14، ومثله فی ذلک الحدیثان الموضوعان: 5739، و6179، ویبدو أنّ السؤال عن الصوف لا داعی له؛ لکونه داخلًا فی عموم التعبیر "بکلّ شعرة".
86ـ السابق، مج3، ص548.
87ـ السابق، مج2، ص115.
88ـ السابق، مج7، ص57، ومثله فی ذلک الحدیثان: 3986، و6445.
89ـ السابق، مج13، ص257.
90ـ السابق، مج12، ص270.
المصادر والمراجع:
1ـ ابن فارس، أحمد بن فارس بن زکریّا، معجم مقاییس اللغة، تحقیق: إبراهیم شمس الدین، ط2، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2008م.
2ـ ابن منظور، جمال الدین محمّد بن مکرم الأفریقیّ، لسان العرب، ط8، دار صادر، بیروت، 2014م.
3ـ ابن هشام، عبد الله بن یوسف بن أحمد، أوضح المسالک إلى ألفیّة ابن مالک، ط1، دار الطلائع، القاهرة، 2009م.
4ـ أطفیّش، أمحمّد یوسف، الکافی فی التصریف، تحقیق: عائشة بنت یطو، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط، 2012م.
5ـ الألبانیّ، محمّد ناصر الدین، سلسلة الأحادیث الصحیحة، ط1، مکتبة المعارف، الریاض، 2002م.
6ـ الألبانیّ، محمّد ناصر الدین، سلسلة الأحادیث الضعیفة والموضوعة، ط1، مکتبة المعارف، الریاض، 1992م.
7ـ أیّوب، خلیل محمّد، أسلوب الحوار فی الحدیث النبویّ؛ دراسة بلاغیّة، دار النوادر، 2012م.
8ـ الحملاویّ، أحمد، شذا العرف فی فنّ الصرف، ط1، المکتبة العصریّة، بیروت، 2014م.
9ـ خضر، إبراهیم خلیل، مهارات الاتصال، ط2، المکتبة الجامعیّة، نابلس، 2014م.
10ـ الراجحیّ، عبده، التطبیق الصرفیّ، دار النهضة العربیّة، بیروت (بلا تأریخ).
11ـ الرازیّ، محمّد بن أبی بکر، مختار الصحاح، ط1، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 1999م.
12ـ الزبیدیّ، محمّد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، ط1، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2007م.
13ـ الزمخشریّ، محمود بن عمر، أساس البلاغة، تحقیق: محمّد باسل عیون السود، ط2، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2010م.
14ـ زیغد، سعیدة علیّ، تحلیل الخطاب الحواریّ فی نظریّة النحو الوظیفیّ، ط1، دار مجدلاوی، عمّان، 2015م.
15ـ الصابونیّ، محمّد علی، صفوة التفاسیر، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 1993م.
16ـ عبد الباقی، محمّد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم، ط1، دار الحدیث، القاهرة، 1996م.
17ـ عبد التواب، رمضان، المدخل إلى علم اللغة، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1980.
18ـ العقیلیّ، عبد الله بن عقیل، شرح ابن عقیل على ألفیّة ابن مالک، ط2، دار الفکر، 1985م.
19ـ الفراهیدیّ، الخلیل بن أحمد، العین، تحقیق: عبد الرحمن هنداویّ، ط1، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2003م.
20ـ الفیروز أبادیّ، محمّد بن یعقوب، القاموس المحیط، ط2، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 2003م.
21ـ القاضی، محمّد، وآخرون، معجم السردیّات، ط1، دار محمّد علیّ، تونس، 2010م.
22ـ مانغونو، دومنیک، المصطلحات المفاتیح لتحلیل الخطاب، ترجمة: محمّد بن یحیاتن، ط1، الدار العربیّة للعلوم، الجزائر، 2008م.
23ـ مصطفى، إبراهیم، وآخرون، المعجم الوسیط، ط2، دار الدعوة، إستانبول، 1989م.
24ـ المعجم الکبیر، إصدار مجمع اللغة العربیّة بالقاهرة، 2000م (لا نجد بیانات الطباعة).
[1] ابن فارس، أحمد بن فارس بن زکریّا، معجم مقایس اللغة، تح: إبراهیم شمس الدین، ط2، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2008م، مج1، ص 324.
[2] ابن منظور، جمال الدین محمّد بن مکرم، لسان العرب، دار صادر، بیروت، 2014م، ج4، ص264، والفراهیدیّ، الخلیل بن أحمد، کتاب العین، تح: عبد الرحمن هنداوی، ط1، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2003م، ج1، ص370، والزمخشریّ، محمود بن عمر، أساس البلاغة، تح: محمّد باسل عیون السود، ط2، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2010م، مج1، ص221، والزبیدیّ، محمّد مرتضى، تاج العروس، ط1، دار الکتب العلمیّة، بیروت، 2007م، ج11، ص57، والرازیّ، محمّد بن أبی بکر، مختار الصحاح، ط1، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 1999م، ص106، والمعجم الکبیر، مجمع اللغة العربیّة بالقاهرة، 2000م، ج5، ص826.
[3] الفیروز أبادیّ، محمّد بن یعقوب، القاموس المحیط، ط2، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 2003م، ص 356، وتاج العروس، ج11، ص57، والمعجم الکبیر، ج5، ص826، ومصطفى، إبراهیم، وآخرون، المعجم الوسیط، ط2، دار الدعوة، إستانبول، ص206.
[4] تاج العروس، ج11، ص57، والمعجم الوسیط، ص205، والمعجم الکبیر، ج5، ص826.
[5] المعجم الکبیر، ج5، ص835.
[6] العقیلیّ، عبد الله بن عقیل، شرح ابن عقیل، ط2، دار الفکر، 1985م، مج2، ص131، وابن هشام، عبد الله بن یوسف بن أحمد، أوضح المسالک، ط1، دار الطلائع، القاهرة، 2009م، ج3، ص206، والحملاویّ، أحمد، شذا العرف، ط1، المکتبة العصریّة، بیروت، 2014م، ص83، وأطفیّش، أمحمّد یوسف، الکافی فی التصریف، تح: عائشة بنت یطّو، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط، 2012م، ص89، والراجحیّ، عبده، التطبیق الصرفیّ، دار النهضة العربیّة، بیروت، ص70.
[7] شذا العرف، ص49 ص52.
[8] القاضی، محمّد، وآخرون، معجم السردیّات، ط1، دار محمّد علیّ، تونس، 2010م، ص160.
[9] عبد الباقی، محمّد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکریم، ط1، دار الحدیث، القاهرة، 1996م، ص270.
[10] الصابونیّ، محمّد علیّ، صفوة التفاسیر، دار إحیاء التراث العربیّ، بیروت، 1993م، ج3، ص334 ص335.
[11] معجم السردیّات، ص159.
[12] مانغونو، دومنیک، المصطلحات المفاتیح لتأویل الخطاب، تر: محمّد بن یحیاتن، ط1، الدار العربیّة للعلوم، الجزائر، 2008م، ص37.
[13] السابق، انظر الصفحات؛ 33 ،43 ،74 ،79.
[14] خضر، إبراهیم خلیل، مهارات الاتصال، ط2، المکتبة الجامعیّة، نابلس، 2014، ص78.
[15] زیغد، سعیدة علیّ، تحلیل الخطاب الحواری فی نظریة النحو الوظیفی، ط1، دار مجدلاوی، عمّان، 2015، ص59.
[16] فی سلسلة الأحادیث الصحیحة للألبانی مجموعة من الأحادیث القولیّة الصحیحة المکرّرة، وقد نبّه المؤلّف على بعضها.
[17] الألبانیّ، محمّد ناصر الدین، سلسلة الأحادیث الصحیحة، ط1، مکتبة المعارف، الریاض، 2002م، مج4، ص150.
[18] السابق، مج6، ص877.
[19] الألبانیّ، مج7، ص1023 إلى ص1029.
[20] الألبانیّ، مج1، ص750، ومثله فی ذلک الحدیثان: 3018، و1104.
[21] السابق، مج6، ص453، ومثله فی ذلک الأحادیث: 2892، و2952، و3047.
[22] السابق، مج1، ص759.
[23] السابق، مج7، ص1597، ومثله الحدیث 3153.
[24] الألبانی، مج6، ص355، ومثله الحدیث 313.
[25] السابق، مج2، ص330، ومثله الأحادیث: 845، و847، و852، و1486، و1614، و2700، و3056، و3192، و3230، و3428، و3544.
[26] السابق، مج5، ص528، ومثله فی ذلک الأحادیث: 853، و3011، و3145.
[27] الألبانی، مج4، ص324، وأراد بأبی تراب علیًّا، لما رأى علیه من التراب، و"أحدثکما" أی: أنت وصاحبک الذی معک، وهو عمّار بن یاسر، ومثله فی ذلک الحدیث 2459.
[28] السابق، مج1، ص416.
[29] الألبانی، مج2، ص600 ص601.
[30] السابق، مج4، ص325.
[31] السابق، مج6، ص160.
[32] عبد التواب، رمضان، المدخل إلى علم اللغة، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1980م، ص150.
[33] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج1، ص294.
[34] السابق، مج7، ص837، ومثله فی ذلک الحدیثان: 2102، و3215.
[35] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج6، ص877، ومثله الحدیثان: 255، و849.
[36] السابق، مج7، ص1199.
[37] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج2، ص503.
[38] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج7، ص1023 إلى ص1029.
[39] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج6، ص863، ومثله فی ذلک الأحادیث: 1، و505، و1423، و2514، و2879، و3156، و3229، و3325، والأعلام المذکورون فی هذه الأحادیث هم: عائشة، وعمر، وثوبان، وأبو بکر الصدیق، ومعاذ، وأبو هریرة رضی الله عنهم.
[40] السابق، مج6، ص904، ومثله فی ذلک الحدیثان: 1079، و3394.
[41] السابق، مج1، ص113، ومثله فی ذلک الأحادیث: 782، و2178، و2302، و3091، و3371.
[42] السابق، مج3، ص24، ومثله الأحادیث: 2680، و3188، و3441.
[43] السابق، مج1، ص321، ومثله الأحادیث: 29، و494، و613، و680، و721، و791، و921، و948، و951 و1317، و1461، و1527، و1650، و2044، و2177، و2420، و2582، و2601، و2602، و2768، و2771، و2778، و2986، و3044، و3053، و3141، و3165، و3208، و3211، و3307، و3520، و3555، و3612، و3952.
[44] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج3، ص442، ومثله فی ذلک الأحادیث: 1152، و2562، و2769، و3142، و3298، و3336، و3341، و3464.
[45] السابق، مج1، ص867، ومثله فی ذلک الأحادیث: 823، و976، و987، و1315، و1864، و1881، و2719، و3079، و3090، و3138، و3157، و3201، و3491.
[46] السابق، مج7، ص1643، ومثله الحدیث 1483.
[47] السابق، مج5، ص639.
[48] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج6، ص265.
[49] السابق، مج1، ص707، ومثله فی ذلک الأحادیث: 89، و398، و907، و1114، و1273، و1619، و1887، و2039، و1492، و1798، و3419، و1621، و2253، و2501، و2679، و2772، و3526، و3604، و499.
[50] السابق، مج3، ص429، ومثله فی ذلک الحدیثان: 205، و2721.
[51] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج1، ص383.
[52] السابق، مج5، ص126.
[53] مثله فی ذلک الحدیثان: 4، و2794.
[54] السابق، مج5، ص264.
[55] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج6، ص732.
[56] مثله فی ذلک الحدیثان: 2606، و3388.
[57] السابق، مج1، ص739، ومثله فی ذلک الحدیثان: 958، و2246.
[58] السابق، مج7، ص1288.
[59] السابق، مج3، ص14 ص15، ومثله الحدیثان: 1682، و2425.
[60] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج3، ص230، ومثله فی ذلک الحدیث 2630.
[61] السابق، مج6، ص809.
[62] السابق، مج6، ص244، ومثله الحدیث 43.
[63] السابق، مج5، ص637.
[64] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج4، ص596.
[65] مثله فی ذلک الحدیث 3254، وفیه جاء الجمع بین ضمیری: الغائب، والمتکلم ثلاث مرّات، وجاء إسناد القول إلى ضمیر الغائب وحده مرتین.
[66] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج2، ص117 ص118.
[67] السابق، مج7، ص158، ومثله الحدیث 573.
[68] السابق، مج7، ص277، ومثله الحدیث 3021.
[69] یکون معها فی ذلک الأحادیث التی تأخذ حکمها، وهی الأحادیث التی قال وصفها المؤلّف بتعبیرات: کذب، أو باطل، أو لا أصل له، وما لیس بحدیث.
[70] الألبانیّ، محمّد ناصر الدین، سلسلة الأحادیث الضعیفة، والموضوعة، ط1، مکتبة المعارف، الریاض، 1992م مج11، ص235.
[71] السابق، مج11، ص534، ومثله فی ذلک الحدیث الموضوع 5066.
[72] السابق، مج2، ص31، ومثله فی ذلک الجزء الثانی من الحوار الموجود فی الحدیث الموضوع 994، والجزء الثانی من الحوار الموجود فی الحدیث الموضوع 4890.
[73] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج12، ص833.
[74] السابق، مج7، ص166 ص167.
[75] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج12، ص827، وهو حدیث ملفّق من حدیثین صحیحین، السابق، مج12 ص828 ص829 ومثله فی ذلک الأحادیث الموضوعة: 727، و4890، و6550، و6551، و6631، و6829، والأعلام المذکورون فی هذه الأحادیث هم: معاذ بن جبل، وعائشة، وحذیفة، وأبو بکر، وأبو سعید الخدریّ رضی الله عنهم.
[76] السابق، مج7، ص241.
[77] السابق، مج7، ص275، ومثله فی ذلک الأحادیث الموضوعة: 205، و6048، و6271، و4704.
[78] السابق، مج2، ص224، ومثله الأحادیث الموضوعة: 935، و1308، و4374، و4974، و6273.
[79] السابق، مج2، ص339.
[80] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج14، ص85.
[81] السابق، مج4، ص112، ومثله فی ذلک الأحادیث الموضوعة: 912، و4143، و5590، و5988، و6863.
[82] السابق، مج7، ص317، ومثله فی ذلک الحدیثان الموضوعان: 5201، و6471.
[83] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج14، ص225.
[84] مثله فی ذلک الحدیثان الموضوعان: 6592، و6814.
[85] السابق، مج2، ص14، ومثله فی ذلک الحدیثان الموضوعان: 5739، و6179، ویبدو أنّ السؤال عن الصوف لا داعی له؛ لکونه داخلًا فی عموم التعبیر "بکلّ شعرة".
[86] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج3، ص548.
[87] السابق، مج2، ص115.
[88] السابق، مج7، ص57، ومثله فی ذلک الحدیثان: 3986، و6445.
[89] سلسلة الأحادیث الصحیحة، مج13، ص257.
[90] السابق، مج12، ص270.