آل المهلب: أصولهم العمانیة وتراثهم الأدبي
الباحث المراسل | د. محمود بن ناصر الصقری | جامعة نزوى |
لم یکن الحدیث عن المهلب وآل المهلب حدیثاً عابراً مدفوعاً بالأهواء، ولکن کان منطلقه بیان ما أشکل على بعضهم، وتوضیح کل الملابسات التی اعتقدها بعضهم فی نسب هذا القائد الکبیر، وجذوره التاریخیة الممتدة بموطنه الأصلی (عُمان)، التی ظلت تلازمه فی حیاته، وتلازم أبناءه وأحفاده من بعده. والکتابة عن أسرة المهلب وکشف السِّتار عن الصفحات الناصعة التی سطروها فی شتى المجالات العسکریة والفکریة والأدبیة، هی من الواجب الذی یُحتِّمه حب المعرفة، وکشف کل الغموض عن کل ما قیل ویقال عن هذه الأسرة.
وکان للأدب -بشتى فروعه- فی عصر الدولة الأمویة بصفة عامة، وعند المهالبة بصفة خاصة بصمة کبیرة على مجریات الحیاة وأحداثها، خصوصًا أن هذا العصر شهد اضطرابات کثیرة نتیجة وجود کثیر من الأحزاب التی کانت تتنازع على الخلافة، وأثّرت هذه الأحداث جمیعها فی الحرکة الأدبیة فی الشعر والنثر. وفی خضمّ الأحداث المضطربة فی هذه الدولة برز بلاط المهالبة الذی قصده القاصی والدانی من الشعراء والأدباء، الذین تسابقوا لمدحهم وعطائهم، بعد أن تسامعوا بکرمهم وسخائهم غیر المحدود، وکان له الأثر الکبیر فی کثرة نتاجهم الأدبی شعرًا ونثرًا.
لم یحظ أدب المهالبة بالاهتمام الکافی لدراسته والتعمق فیه، رغم اشتماله على مجالات عدة غیر الشعر کالخطب والوصایا، وهی مجالات برع فیها المهلب وآل المهلب فی کثیر من المواقف والأحداث التی شهدوها فی وقائعهم وحروبهم التی خاضوها، وارتبطت بفکرهم وعقیدتهم العسکریة التی تربوا وعاشوا علیها؛ لذا توضح هذه الدراسة جانبًا مهمًا من حیاة أسرة المهالبة، وهو الجانب الأدبی، الذی بقی مطمورا ومخفیًا عن جمیع الناس قصدًا أو بدون قصد. تتناول الدراسة بالبحث والتحلیل عمانیة المهلب بن أبی صفرة، والأدلة الثابتة على عمانیته المرتبطة بالنشأة والمکان، وأقوال الثقات العارفین بالأنساب فی ذلک العصر، ثم تحلل الأدب فی بلاط المهالبة فی جانبیه الشعری والنثری، وبیان نبذة فاحصة عن الصورة العامة لهذه الجوانب المهمة من الأدب فی هذا البلاط.
المهلـــب بن أبی صفـــــرة:
هو المهلب بن أبی صفرة، واسم أبی صفرة ظالم بن سراق أو سارف بن صبیح بن کندی ابن عمر بن وائل بن الحارث بن العتیک بن الأزد([1]). ولد المهلب بعد عام الفتح سنة تسع للهجرة، أی قبل وفاة الرسول -ﷺ- بسنتین([2])؛ وذلک یتناسب مع القول إنه عاش ثلاثاً وسبعین سنة، إذ أُرِّخ لوفاته فی عام 82هـ وقیل عام 83هـ، وعدَّ بعض المؤرخین المهلب فی الصحابة، وهذا لا یستقیم مع القول إن تاریخ وفاته المذکور، وإنه عاش ثلاثاً وسبعین سنة([3]).
کان المهلب بن أبی صفرة فارساً محنَّکا مقداماً من أشجع الناس وأدهاهم، برز فی مجال الحرب والقتال، وکان أیضاً سیداً جلیلاً نبیلاً، وحکیماً بلیغاً، کما کان میمون النقیبة، حسن السیاسة([4]). وقد تحلى المهلب بن أبی صفرة بصفات وفضائل، کالکرم والجود والإیثار والحلم، والصدق والأمانة والوفاء، وهو إلى جانب ذلک من التابعین لرجال الحدیث الثقات، وله روایة عن النبی-ﷺ- مرسلة: "وکان أجمع الناس للخصال المحمودة للرجال"([5]). وکذلک روى عن عبدالله بن عمرو بن العاص وابن عمر وسمرة بن جندب والبراء بن عازب وعن من سمع رسول الله -ﷺ- یقول: (.. إن بیّتـــم فلیکن شعارکــم حم لا ینصـــرون ..) ([6]).
انتساب آل سعید ( الأسـرة الحاکمة فی عُمان ) للمهلب بن أبی صُفْـرة:
ینتسب آلبوسعید فی عُمان، ومنهم الأسرة المالکة التی حکمت عُمان بعد الیعاربة فی العام 1741م إلى یومنا هذا، ینتسبون إلى أبی سعید المهلب بن أبی صُفرة الأزدی العتکی العُمانی، وهذا هو المشهور والمعروف، علیه تکون هذه القبیلة هی واسطة عقد آل المهلب، وإن تأخر بظهور دولتهم الزمن، فقد ارتبط حاضر مجدها التلید بماضیها المجید، بما أنجبته من رجال أفذاذ من علماء وأئمة وملوک وفقهاء وأفاضل وأدباء([7]).
وعن انتساب قبیلة (آلبوسعید) إلى المهلب بن أبی صُفرة، یقول الشیخ الفقیه سیف بن حمود البطاشی: "سمعت الشیخ العلامة محمد بن شامس البطاشی یقول إنه سمع الشیخ سعید بن مسعود البوسعیدی من أهل منح، یقول إنَّ آل بوسعید یتصل نسبهم بالمهلب بن أبی صُفرة، والشیخ سعید هذا رجل عارف نسّابة، وأخبرنی الشیخ محمد أیضاً أنَّ المهلب من أهل أدم، ولعل هذا هو الأقرب إلى الصواب، لا ما یذکره بعض المؤرخین من غیر العُمانیین الذین یتلقون الأخبار بالإنابة، ویسجلون الحقائق مغلوطة کقولهم إنَّ أبا صُفرة کان من جملة السبی وکان صغیراً له ذؤابتان، فهل یستقیم هذا وأبو صُفرة وفد على الخلیفة عمر -رضی الله عنه- بالمدینة، وعنده عدد من أولاده أصغرهم المهلب، بل رُوی أنه وفد على النبی –ﷺ– ولذلک عدّه بعضهم من الصحابة، وکثیراً ما یقع لهم مثل ذلک، فهذا یاقوت الحموی،([8]) ذکر فی معجمه مُدنا من عُمان منها (أدم) قال عنها إنها من نواحی عُمان الشمالیة، و(بهلا) قال هی بلد على ساحل عُمان، وتوام (البریمی) قال اسم قصبة عُمان مما یلی الساحل، و(صحار) قصبتها مما یلی الجبل، والأمر بعکس ذلک، وقس علیه ما شابهه مما ینسبه النَّسَّابون دون معرفة".
وعن انتساب (آل بوسعید) إلى المهلب بن أبی صُفرة، یقول الشیخ العلامة محمد بن شامس البطاشی فی هذا المعنى وهو یذکر دولة آل بوسعید:
أوّل مـن أسَّس هـذی الدولـة أحمـــد ذو النجـدة ثم الصولــة
نجل سعید ذو العلا بن أحمدِ مــن آلِ بُوسعیـــــد قوم نجــــدِ
نسبتُهــم إلى المهلَّبِ الَعَلــمْ نجل أبی صُفرة والطَّودِ الأشـمْ
وهو الذی یدعــى أبا سعیــد کـذا روى لنا أولــو التمجیــــد
فلا أرى صواب ما قال بــهِ بعـض أولـی العلوم فـی کتابــهِ
حیث غدا ینسبهم إلى خلـفْ نجل أبی سعید العالی الشـــرفْ
فخلف المذکور فــی التعیینِ کـان بحـادی العشـر من قــرونِ
أیــام أمـــلاک بنــی نبهانـا المتأخـــــرین فــــــی عمـــــانا
والبوسعیدیَّـــون قد تکوَّنــوا مــن قبـــل ذیکُــــم وقــد تبیَّنـوا
وانتشروا إلى عُمان من قِدَمْ فــی مَنَــحٍ ونــــزوةٍ وفـــی أَدَمْ
وَسَمَـــدٍ وغیرها من القُـرى وذاک واضـــح یـراه من یـــرى
عُمانیـة المهلـب بن أبی صُفــرة:
حاول بعضهم التشکیک فی نسب المهلب بن أبی صفرة ومکان مولده وتاریخه، بل والتشکیک فی عُمانیة الرجل التی أکدّها النَّسَّابون العُمانیون وغیر العُمانیین، الذین لهم باع طویل فی الأنساب.
ونسبة بعضهم للمهلب بن أبی صُفرة بأنه من أهل دبا، فهو مردود علیهم جملة وتفصیلاً، على أنَّ دبا کانت تابعة لعُمان فی ذلک الوقت، ودبا فی وقتنا الحالی بمسماها القدیم تنقسم إلى قسمین: دبا العُمانیة، ودبا الفجیرة، فلماذا ردوا نسبة المهلب بن أبی صُفرة إلى دبا الفجیرة وأغفلوا دبا العُمانیة، وتناسوا أنَّ (دبــا) لم تکن قدیماً إلا بمسمى واحد خاضعة لعُمان من کل النواحی.
وهناک حقائق وأدلة تؤکد أنَّ المهلب بن أبی صُفرة کان من عُمان، وهذا ما یؤکده الشیخ سیف البطاشی، الذی نوّه إلیه فی معرِض ما قاله عن هذا الموضوع([9])؛ إذ یقول: "وهنا ملاحظتان مهمتان ینبغی الوقوف عندهما والتعقیب علیها: إحداهما: ما نُسب من الارتداد إلى أهل دبا من عُمان. والثانیة: عدّ أبی صُفرة من أهل دبا".
أما ما نُسِبَ إلى أهل (دبا)([10]) من الارتداد فإنَّ أصحابنا من عُمان لم یثبت ذلک عندهم مع قرب الدار وقرب العهد، ولم یذکروا هذه القضیة على الصفة التی ذکرها غیرهم، بل ینفون ارتداد أهل دبا، وما کانت تلک الشهرة التی ألصقت بهم وتلقفها مؤرخو قومنا من بعید، ما هی إلا نزعة اختلفت فیها المفاهیم، کما قال الشیخ العلامة سالم بن حمود السیابی فی تاریخه، وأنَّ المُصَدِّق اعتمد على شبهة فظنَّها حقاً، فأساء، وربما وقع مثل ذلک من أهل الجهل وعوام المسلمین بغیر قصد الارتداد.
وملخَّص قضیة (دبا) کما هی فی الکتب العُمانیة أنَّ أبا بکر الصدیق -رضی الله عنه- بعث حذیفة بن محصن الغلفانی لأخذ الصدقة من أهل عُمان، فلما جاء (دبا) لأخذ الصدقة منهم، وهم مُقرُّون بالحکم کله، أعطوه الصدقة جمیعاً، لم یمنعها منهم أحد، غیرَ أنَّ امرأة منهم شاجرت بعض المصدقین، وهی مُقرَّة غیر مُنکرة بحق الصدقة، فزعمت أنه استوفى حقه جمیعاً، وزعم هو أنه بقی علیها بقیة، فتنازعا فی ذلک؛ فقرعها قرعة؛ فاستغاثت ببعض أهلها فأغاثها، وأقبلوا على الذی قرعها ومن معه من المصدقین؛ فتواقعوا وتنادوا عند ذلک یا آل بنی فلان، وقیل إنَّ المرأة کانت علیها فریضة شاة مُسنة فأعطتهم عتوداً أو عناقاً مکان الشاة المسنة، فأبوا أن یقبلوها، فأخذوا ما أرادوا، فنادت یا آل مالک، وکانت دعوة جاهلیة، یقال إنَّ من دعا بها حل دمه حین یدعو بها أو یتوب، فاقتتلوا ما شاء الله أنْ یقتتلوا، ثم إن المصدقین غلبوا وظهروا علیهم، وجاء حذیفة فقبض علیهم وفیهم ذریة من لم یقاتلهم من النساء والولدان، وذریة من کان قد غاب أو کان قد مات وهو مسلم، ونساؤه من غیر إنکار منهم بشیء من التنزیل ولا امتناع منهم بما قبلهم من الحق، فلم یبق أحد منهم قدر علیه إلا سباه، ومضى بهم إلى المدینة بدعوى الارتداد الذی فهمه من تداعیهم لا غیر، وذلک فی آخر خلافة أبی بکر، وقیل أول خلافة عُمر -رضی الله عنهما.
ولما تحقق الخلیفة الثانی أمر أهل (دبا) وبما سمعه منهم ومن رؤسائهم الذین وفدوا إلى المدینة، غضب على العامل الذی سباهم، وقال له: "والله لو علمتک سبیتهم بدین دونی تقطع فیهم لقطعتک طوائف، ثم بعثت إلى کل مصر منک بطائفة". وقد حمله الغضب على هذا القول، ثم نقض -رضی الله عنه- أمر أهل (دبا) وأبطل الحکم الذی حکم به المصدق فیهم وردَّهم إلى منازلهم بعُمان، وردَّ علیهم أموالهم التی ظنَّها المصدق غنیمة، وعَّوضهم بما أُصیب منهم وما أصابهم من البلاء بثلاث مائة"، وإلى ذلک أشار العلّامة نورالدین السالمی - رحمه الله- بقوله:
تـأوَّل الســابـی لهــم یــوم دبا وأنکــر الفــاروق ذاک المذهبـــا
وقال الإمام نورالدین السالمی فی تحفة الأعیان بعد أن نقل کلام الشیخ خلف بن زیاد([11]): "هذا حاصلُ قضیة دبا عند المسلمین کما هی فی الکتب العُمانیة، وهم أعرف بحالهم وأخبر بقومهم، ولا یصح ما ذکره ابن الأثیر فی کامله([12])، إذ قال: وأما عُمان فإنه نبغ بها ذو التاج لقیط بن مالک الأزدی، وکان یسمى فی الجاهلیة الجلندى، وادعى بمثل ما ادعى من تنبـأ، وغلب على عُمان مرتدًا". وقال العلَّامة نورالدین السالمی بعد ذلک انتهى کلام ابن الأثیر، وهذا کله باطل. وکفى بقول هذا العلامة الجلیل حجة على بطلان قول ابن الأثیر، ومن قال بمثل قول هذه القضیة([13])
وقال الشیخ خلف أیضاً فی سیرته: ثم نقض عمر – رضی الله عنه – أمر أهل (دبا) وردهم إلى منازلهم بأموالهم، إلا من استخفى بشیء منهم خیانة وأجاز المسلمین بما أصیب منهم وأصابهم من البلاء بثلاث مائة، وأخرج لهم ذلک من مال الله. فلو کان یرى سبیهم وغنیمتهم لم یردهم بأموالهم إلى دیارهم وفیها خمس الله، ولم یکن لیجعل بما أجاز به المسلمین فیما أصیبوا به وأصیب منهم جائزة منه یخرجها لهم من مال الله. ولو کان یحل سبی أهل القبلة الیوم لکان سبی أهل (دبا) حراماً، حیث سبوا جمیعاً من أجل قائل منهم، وفیهم من لم ینکر الصدقة، وفیهم ذریة من قد مات، وذریة من هو غائب وهو مسلم. وبذلک تتضح الحجة على بطلان دعوى الردة المنسوبة إلى أهل (دبا) أو کما یسمیها بعضهم – جهلاً وعدواناً – ردة أهل عُمان، إذ أدخلوهم فی جملة المرتدین مثل قوم مسیلمة وسجاح وطلیحة، وذلک کله لا أصل له.
فأنتَ من الغوائل حین تُرمى ومن ذمِّ الرِّجـــــال بمنتــزاحِ
ویدل لذلک أیضاً أنَّ بعض أشراف عُمان فی ذلک الوقت، وهم سبیعة بن عراک، والعلا بن سعد الخمامی، والحارث بن کلثوم الحدیدی ومن معهم من قومهم، ساروا إلى المدینة لیخبروا الخلیفة بما وقع من المصدق على أهل (دبا)، فقالوا: یا خلیفة رسول الله، إنَّا على إسلامنا لم ننتقل عنه، ولم نمنع زکاة ولم ننزع یداً من طاعة، ولم نرجع عن دین، وقد عجل علینا عاملک، وکففنا أیدینا إلى أن أتیناک. فهذا القول من هؤلاء الرؤساء أمام الخلیفة لم یترک مقالاً لقائل یطعن به على أهل (دبا)، ویصفهم بالارتداد، فهم على ما یتبادر من قضیتهم لم ینتقلوا عن الإسلام کما ظن بهم، ثم أن فی قولهم للخلیفة: (قد عجل علینا عاملک، وکففنا أیدینا إلى أن أتیناک) یدل على أنَّ أهل (دبا)، وبعبارة أوضح (أهل عُمان)، قد تأدبوا مع عامل الخلیفة ومن معه، وکفوا أیدیهم وهم فی دارهم ینظرون إلى أخواتهم ونسائهم یُساقون ویُحملون وهم یعرفون من أنفسهم أنهم لم یرجعوا عن الإسلام، فصبروا على ذلک حتى أتاهم الفرج على ید الفاروق، فردهم إلى أوطانهم بأموالهم. ویدل له ما روی أنَّ عمراً قال لأبی بکر – رضی الله عنهما – لما أنزلهم فی دار رملة بنت الحارث وهو یرید أن یقتل المقاتلة: "یا خلیفة رسول الله، قومٌ مؤمنون، إنما شحوا على أموالهم"، فقال: "انطلقوا إلى أی البلاد شئتم، وأنتم قومٌ أحرار". وسواء صحَّت هذه الروایة أو التی قبلها فمؤداهما واحد([14]).
وفیما یتعلق بقولهم إنَّ أبا صُفرة من أهل (دبا)، وإنَّ أبا صُفرة کان فی جملة السبی المحمولین إلى المدینة، "هو قولٌ ظاهر البطلان، فقد ردَّه ابن قتیبة([15]) على قائله الواقدی([16]) فی قضیة سبی أبی صُفرة المزعوم، ویردَّه ما نقلناه من قول بعض العلماء العمانیین الذین هم أعرف ببلدهم، والذین لم یذکروا قضیة (دبا) على الصفة التی ذکرها غیرهم، بل ذکروها بعکس ذلک، إذ وصفوهم بالثبات على الإسلام، وأنهم لم یرجعوا عنه، وکذا لم یذکروا أبا صُفرة أنه من أهل (دبا) وهم أعرف برجالهم، لاسیما مع شهرة أبی صُفرة ورئاسته فی قومه بنی عمران. وکذا العوتبی الصحاری، وهو من أقدم العلماء الذین ألَّفوا فی أنساب أهل عُمان وأخبارهم، قد ذکر قضیة (دبا) على الوجه الصحیح، ولم یذکر أبا صُفرة أنه من أهل (دبا)([17])، ولو کان منهم لذکره فیهم، ولا یبعد أنه من داخلیة عُمان، وقد تقدم ما قیل عن ولده المهلب إنه من أهل أدم، فالکلام فیه کالکلام فی ولده([18]).
ویؤکد صاحب الأغانی قول بعض العلماء العمانیین على عُمانیة المهلب بن أبی صُفرة، فیقول: "وفد ابن الجلندى فی الأزد، أزد عُمان، فکان فیمن وفد منهم أبو صُفرة فدخل إلى عمر – رضی الله عنه – مع ابن الجلندى"([19]). ومن الأدلَّة الکثیرة على أن المهلب بن أبی صُفرة کان عُمانیاً من أهل عُمان ما قاله الطبری وهو یذکر حرب المهلب: "وثابت إلیه سریة من عُمان"([20])، ولو کان غیر ذلک لما ذکر الطبری ارتباط المهلب ببلده عُمان حتى قتاله وجهاده. وروی أن الحجاج بن یوسف الثقفی قال لیزید بن المهلب: "یا مزونی"– أی یا عُمانی؛ لأن عُمان کانت تسمى مزوناً، ومعلوم أنَّ الحجاج بن یوسف الثقفی من أعرف الناس بالأنساب والأصول فی ذلک الوقت. وسمع مسلمة بن عبدالملک رجلا من أهل الشام یقول: "ماذا لقینا من ابن حائک کندة، یعنی ابن الأشعث – ثم أنساناه هذا المزونی – یعنی یزید بن المهلب"، وذلک بعد وقعة العقر ببابل وقتل آل المهلب، ولما سمع مسلمة کلام الرجل قال له: "اسکت فوالله لولا حسد العرب له ومشی فارس قریش إلیه ما کان خلیفتک غیره"([21]). وقال جریر:
وأطفأت نیران المزون وأهلها وقــــــد حاولوهـــــا فتنة أنْ تسعَّـــــرا
فلم تُبقِ منهم رایةً یرفعونهــــا ولم تُبقِ من آل المهلب عسکرا([22])
وقال أیضاً :
وآلُ المُهلَّب فرَّطـوا فی دینهـــــم وطغوا کمــــــــا فَعَلَتْ ثمودُ فبـــــاروا
هل تذکرون إذِ الحِساسُ طعامکُم وإذ الصَّفـــــــاوةُ أرضُکُم وصحـــــارُ
ودلالة الأبیات السابقة واضحة فی إشارة جریر بقوله «المزون»، و«صحار» فی معرِض هجائه لآل المهلب، وبیان موطنهم ونسبهم الحقیقی، ولو کان غیر ذلک أیضاً لذکره جریر صراحة، وهو العارف بکل مفردات العربیة وأصولها. ولما أراد عمر بن عبدالله الأنصاری عامل عمر بن عبدالعزیز – رضی الله عنه – على عُمان الخروج من عُمان بعد موت عمر، قال لزیاد بن المهلب: "هذه البلاد بلاد قومک فشأنک بها". وقال ابن خلکان([23]): "قال محمد واسع، لما جاء نعی یزید بن المهلب أتتنی باکیة عُمانیة، تندب لی قتلى المهلب. ولما بلغ المأمون هجاء أبی عینیة لنزار نذر دمه فهرب من البصرة على عُمان، فلم یزل متواریاً فی الأزد حتى مات المأمون. فقد هجا الشاعر أبو عیینة المهلبی فی أیام المأمون نزاراً، وفضّل علیها قحطان، فردَّ علیه أحد الشعراء، وهو ابن زعبل یهجوه:
أعبد من عبید عُمــــــا ن عـــــــــــاب مناقـب السبــــطِ
وتهجـو الغرَّ من مُضَرٍ کفــــــــى هــــــــذا مــن الشَّططِ
تیمَّــم فــــی مُقیّــــــرةٍ مسیراً غیـــــر معتبِـطِ"([24])
فیتضح، من خلال النصوص السابقة، أنَّ آل المهلب عُمانیون وإن نأت بهم الدیار، وابتعد کثیر منهم عن وطنهم الأصلی، وبقی منهم فی عُمان، ولا یمکن لأحد أن ینازع فی ذلک إلا جاهل بالتاریخ، أو من یتلقى الأخبار من بعید، ویکتب کل ما سمعه بدون تمحیص أو تثبّت، وبذلک یکون قد تنکر للتاریخ وطمس هویته بقلب الحقائق.
الأدب فــی بـــلاط المهالبــــــــــة:
کان للفظة الأدب عند العرب دلالات کثیرة منذ العصر الجاهلی امتدادا للعصور اللاحقة، وقد کان الاستعمال الأول لهذه اللفظة عند العرب فی کلامهم شعرًا ونثرًا بمعنى الدعوة إلى الطعام، یقولون: أدبَ القوم یأدبهم أدبًا([25]). وظلت لفظة الأدب بهذا المعنى، ولکنها فی الوقت نفسه تحمل معنى آخر وهو معنى تعلیمی، ارتبطت ببعض المؤدبین الذین کانوا یعلمون أولاد الخلفاء خصوصا فی العصر الأموی، وأتاح لکلمة الأدب أن تکون مقابلة لکلمة العلم وما یتصل بها([26]). وکانت المؤثرات السیاسیة فی الدولة الأمویة من أبرز المؤثرات فی الحیاة الأدبیة، وأسس الأمویون ملکًا وراثیًا یقوم على تداول الحکم فیما بینهم دون سواهم، وقمعوا کل معارضة تنزع إلى سلبهم ملکهم. وقد قابل معارضو بنی أمیة استئثارهم بالحکم بمعارضة عنیفة من کل الطوائف، ومنهم الخوارج الذین کانوا یریدون الخلافة شوریة، لا تکون وقفًا على قریش وحدها، بل یتولاها کل من تتوافر فیه المؤهلات المطلوبة ولو کان عبدًا حبشیًا. ومن معارضی الأمویین، الشیعة الذین کانوا یرون آل البیت أحق بتولی الأمر من جمیع بطون قریش ومن جمیع المسلمین، ویجعلون الإمامة أمرًا إلهیاً. على أن حزبی الخوارج والشیعة ما لبثا أن انقسما إلى فرق تختلف فیما بینها فی طائفة من المعتقدات، فانقسم الخوارج إلى أزارقة -وهم من أشدهم تطرفًا- وإباضیة([27])، ونجدات وصفریة، وانقسم الشیعة إلى إمامیة اثنى عشریة، وإمامیة سبعیة (إسماعیلیة)، وکیسانیة، وزیدیة. وقام کل من الخوارج والشیعة بثورات متصلة طوال العصر الأموی.
ومن أهم ثورات الخوارج التی تمخّض عنها عصر بنی أمیة، ثورات الخوارج الأزارقة، استطاع فیها القائد المحنک المهلب بن أبی صفرة أن یبعد خطرهم ویصد حملاتهم، وأن یقضی علیهم آخر الأمر. وکان لثورة الخوارج وتصدی آل المهلب لها بإیعاز من الخلافة الأمویة، الأثر الکبیر فی إثراء الأدب فی العصر الأموی بصفة عامة، وفی بلاط المهالبة بصفة خاصة. وثمة عامل کان له أقوى الأثر فی الحیاة الأدبیة، وهو بلاط المهالبة، وموقفه من الشعراء والخطباء، فقد دأب المهلب وآل المهلب على إکرام الشعراء، فأغدقوا علیهم الأموال بسخاء، وشجعوا الشعراء والخطباء فی مجالسهم، وفی محافلهم ومیادین المعارک التی یشارکون فیها، بالإضافة إلى إغداقهم الأموال والهدایا على کل من طرق بابهم من الشعراء وبلغاء العرب، فتسابقوا إلى بلاطهم رغبة فی نیل عطایاهم السخیة.
وارتبط الأدب فی بلاط المهالبة بکل ما یرتبط من أشعار أو خطب قالها المهلب وآل المهلب فی مجالسهم وحروبهم التی خاضوها، بالإضافة إلى کل شعر ونثر قیل فیهم مدحًا أو هجاءً أو إشارة إلى شیء ما یتعلق بهم، سواء کان ذلک فیما یرتبط بنسبهم أم ما کان له ارتباط بذکر مناقبهم وخصالهم وصفاتهم. وساعد السخاء الذی کان علیه المهالبة الکثیر من الشعراء على أن یفدوا علیهم؛ طمعًا فی کرمهم وعطایاهم وذکرهم الذی ملأ الآفاق، کما قال قبیصة المهلبی: وهب مخلد ابن یزید من لدن خروجه من (مرو) إلى أن ورد دمشق ألف ألف درهم. وکان مخلد سیِّداً کریماً، امتدحه کثیر من الشعراء، ومنهم الکمیت بن زید الأسدی، إذ یقول فیه:
قاد الجیوشَ لخمس عشرةَ حجة ولداتــهُ عن ذاکَ فی أشغــــــــــــالِ
فغَــدَتْ بهـم همَّــاتهم وسَمَتْ بهِ هِمــــــمُ الملوکِ وسورة الأبطـــــالِ
فکأنمـا عــاش المهـــلّب بینَهُـــم بِأغـــرّ قاسَ مثــــالهُ بمثـــالِ([28])
وکان المهلب بن أبی صفرة شاعرًا مجیدا، له کثیر من الأشعار التی قالها فی میادین الحروب والطعان، ومن ذلک قوله:
لئن فقئت عینی لقد بقیت نفسی وفیهــــــــا بحمــــــد الله عن تلک ما یُنسی
إذا جاء أمرُ الله أعیا خیـولـنـــا ولا بُدّ أن تعمى العیون لدى الرمسِ([29])
وکان لکعب بن معدان الأشقری -شاعر بلاط المهالبة- دور کبیر فی إثراء حرکة الشعر والنثر فی هذا البلاط، خصوصًا بعد ذهابه إلى الحجاج بن یوسف الثقفی مبشّرًا بانتصار المهلب وجیشه على الأزارقة والقضاء علیهم بجیرفت، فلما دخل على الحجاج أنشده القصیدة التی یقول فیها:
یـــا حفــص إنی عدانی عنکُمُ السَّفــرُ وقـد أَرقْــتُ فــآذى عینــیَ السَّهَـــــــــــــــرُ
علِّــــقتَ یــا کعب بعــد الشَّیبِ غانیــة والشیبُ فیه عن الأهــواء مزدجــــــــــــــرُ
أممســکٌ أنت عنهـا بالـذی عهــــدت أم حبلهـــا إذ نـــأتک الیـــوم منبتِـــــــــــــرُ
علِّــــقت خـوداً بأعلى الطَّــفِ منزلهـا فی غرفـــةٍ دونهـا الأبواب والحجَــــــــــــرُ
درمــــاً مناکبهـــا ریَّـــاً مآکمهــــــــــا تکـــاد إذ نهضــتْ للمشـــی تنبتِــــــــــــــــرُ
وقـــد ترکــت بشــطِّ الــزابیین لهـــــا داراً بهــا یَسعـــدُ البــادونَ والحضــــــــــــرُ
واختــرت داراً بهـا حیٌّ أُسَــرُّ بهــــم مــا زال فیهم لمــن یختــــــــارهم خِیَـــــــــرُ
لما نأتْ بـی بلادی سِــرتُ منتجعـــاً أرجـــــــــو نــوالک لمـا مسَّنــــــی الضَّـرَرُ
لـــولا المهلَّــب مــا زرنـا بلادهُـــمُ مـا دامت الأرض فیهـا الماء والشَّجَرُ([30])
"فلما سمع الحجَّاج من کعب هذه القصیدة ضحک وقال له: إنَّک لمنصف یا کعب. ثم قال له: فکیف کان بنو المهلب؟ قال: حماة للحریم نهاراً، وفرساناً باللیل أیقاظاً. قال: أین السماع من العیان؟ قال: السماع دون العیان، قال: صفهم رجلاً رجلاً، قال: المغیرة فارسهم وسیَّدهم، ناراً ذاکیة وصعدة عالیة، وکفى بیزید فارساً شجاعاً، لیث غاب، وبحرُ جَـمٍّ عُباب، وجوادهم قبیصة، لیث المغاز وحامی الذِّمار، ولا یستحی الشجاع أنْ یفرَّ من مدرک، وکیف لا یفرّ من الموت الحاضر والأسد الخادر، وعبدالملک سمٌّ ناقع وسیفٌ قاطِع، وحبیب الموت الزعاف إنما هو طود شامخ وفخر باذِخ، وأبو عیینة البطل الهمام والسیف الحسام، وکفاک بالمفضل نجدة لیث هدَّار وبحر موَّار، ومحمد لیث غاب وحسام ضراب. قال: فأیُّهم أفضل؟ قال: هم کالحلقة المفرغة، لا یدری أین طرفاها. قال: فکیف جماعة الناس؟ قال: على أحسن حال، أدرکوا ما رجوا، وآمنوا مما خافوا، وأرضاهم العدل، وأغناهم النفل. قال: فکیف رضاهم عن المهلب؟ قال: أحسن رضا، وکیف لا یکونون کذلک وهم لا یعدمون منه رضا الوالد، ولا یعدم منهم برّ الولد. قال: فکیف فاتکم قطری بن الفجاءة؟ قال: کدناهُ فتحوَّل عن منزلةٍ، وظنَّ أنه قد کادنا. قال: فهلا تبعتموه، قال: حال اللیل بیننا وبینه، فکان التحرُّز إلى أنْ یقع العیان ویعلم الأمر، وما یصنع أحزم، وکان الجد عندنا آثر من القلّ. فقال الحجَّاج: المهلب کان أعلم بک حیث بعثک، وأمر له بعشرة آلاف درهم، وحمله على فرس، وأوفده على عبدالملک بن مروان فأمر له بعشرة آلاف أخرى"([31]).
ولما سمع الحجَّاج بن یوسف الثقفی ما سمع من کعب الأشقری من الثناء على المهلب وأولاده، استحسن ذلک منه، فکتب إلى المهلب یشکره ویأمره أن یولِّی کرمان من یثق به، ویجعل فیها من یحمیها، ویقدم علیه فی أسرع وقت فی آل بیته وفرسانه، ولا یتخلف منهم أحداً. فاستعمل المهلب على کرمان یزیداً ابنه، وسار هو إلى الحجَّاج بأهله وفرسانه، فلما قدم علیه بالبصرة أکرمه وأجلسه إلى جانبه، وقال: "یا أهل العراق، أنتم عبید المهلب"([32]).وکان رد کعب على الحجاج خطبة بلیغة تبین المناقب والصفات التی کان علیها المهلب وآل المهلب، خصوصا فی میادین الحرب والطعان.
وکان أیضا للخطب التی برع فیها آل المهلب فی أثناء حروبهم وغزواتهم الأثر الکبیر فی إثراء حرکة الأدب النثریة فی بلاط المهالبة. وکان بعض هذه الخطب وسیلة استمالة للناس، وتحریکهم على خصوم آل المهلب فی کثیر من المواقف الحربیة التی کانت للمهلب وآل المهلب ضد الأزارقة، أو بین آل المهلب والدولة الأمویة. ومن ذلک خطبة المهلب فی البصرة، التی وصل إلیها فنادى فی الناس فاجتمعوا وارتقى المنبر، فخطب:
"أیها الناس، إنه قد غشیکم عدو جاحد، یسفک دماءکم، وینهب أموالکم، فإن أعطیتمونی خصالاً أسألکموها قمتُ لکم بحربهم، واستعنت بالله علیهم، وإلا کنتُ کواحدٍ منکم لمن تجتمعون علیه فی أمرکم. قالوا: وما الذی ترید؟ قال: أنتخب منکم أوساطکم لا الغنی المثقل، ولا السبروت المخف، وعلى أنَّ لی ما غلبت من الأرض، ولا أخالف فیما أُدبِّر، فناداه الناس: لک ذلک، وقد رضینا به"([33]).
وکانت بعض الخطب تقوم على النصائح والمواعظ، خاصة فی الأمور الحربیة، کما فی نصائح المهلب لأبنائه: "لا تبدؤوهم بقتال حتى یبدؤوکم فیبغوا علیکم، فإنهم إذا بغوا نُصِرتُم علیهم". وکان ینهاهم عن مطاردتهم إذا ولَّوا الأدبار منهزمین، وقد نهى ابنه المغیرة عن مطاردتهم وهم جرحى بقوله: "فإنَّ الکلب إذا جرحته عقر"([34]).
الخاتمة:
إنّ عمانیة آل المهلب حقیقة لا یمکن إنکارها أو الشک فیها؛ فالنصوص التاریخیة السلیمة، والأدلة القطعیة، والأقوال المؤکدة من السلف سندًا ونصًا، تؤکد على ذلک وتثبته، وهذه الحقیقة لا یمکن إغفالها أو إنکارها، خصوصا من العارفین والمؤرخین الذین لدیهم باع طویل فی توثیق الحقائق التاریخیة وثبتها بکل دقة وأمانة.
وکما أن الشهرة التی اکتسبها المهلب وآل المهلب على مستوى العالم الإسلامی نتیجة إسهاماتهم الحضاریة والعسکریة والأدبیة، تدل على المکانة الاجتماعیة التی کانوا یتمتعون بها فی عمان، خصوصًا فی عهد أبی صفرة قبل انتقالهم إلى مرکز الخلافة الإسلامیة، إذ بدأت انطلاقتهم القیادیة الفاعلة والمؤثرة، خصوصا فی الجانب العسکری والسیاسی.
وکان بلاط المهالبة مهوى الشعراء، ومقصد الخطباء والبلغاء، رغبة وطمعًا فی نیل عطایاهم والتقرب منهم؛ فکان لذلک الأثر الأکبر فی إثراء الحرکة الأدبیة فی بلاط المهالبة، إضافة إلى القصائد والخطب التی قالوها ارتباطا بالأحداث السیاسیة والعسکریة التی کان المهالبة فی معترکها، ورأس الحربة فی کل أحداثها، وقادوها بحنکتهم ودهائهم حتى وصلوا بها إلى الغایة التی کانوا یأملونها، حتى قرب نهایتهم وتفرّق شملهم، وهزیمتهم فی عهد الخلیفة الأموی یزید بن عبدالملک.
([1]) الکلبی، هشام بن محمد السائب: جمهرة النسب، ط1، مکتبة النهضة العربیة، بیروت، 1981م، ص50.
([2]) على عکس بعض المغالطات المشبوهة لکتب حدیثة صدرت، التی أرَّخت ولادته فی العام الأول من الهجرة النبویة الشریفة.
([3]) البطاشی، سیف بن حمود: تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، ( د.ت)، ص27.
([4]) الجاحظ: البیان والتبین، قدم له وبوبه وشرحه علی أبو ملحم، ط2، منشورات دار ومکتبة الهلال، بیروت ، 1992م، م3، ص41.
([5]) نافع توفیق العبود: آل المهلب بن أبی صفرة ودورهم فی التاریخ حتى منتصف القرن الرابع الهجری، ط1، مطبعة الجامعة، بغداد، 1979م، ص32-48.
([6]) البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، ص28.
([7]) المرجع نفسه: ص13.
([8]) یاقوت الحموی: معجم البلدان، م2، دار صادر، بیروت، 1979م، ص180.
([9]) البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل مهلب، ص18.
([10]) دبا: تقع على بحر عُمان، وکان الجلندى بن المستکبر حاکم عُمان یعشرهم، وکانت قصبة عُمان قدیماً غیر أنها ضعفت بعد الإسلام، وطغت علیها صُحار فی الأهمیة الإداریة والتجاریة. ینظر: المقدسی: أحسن التقاسیم فی معرفة أحوال الأقالیم، وضع مقدمته وهوامشه وفهرسه محمد مخزوم، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1987، ص74-88.
([11]) نور الدین عبدالله بن حمید السالمی: تحفة الأعیان بسیرة أهل عمان، المطبعة السفلیة، مصر، 1347هـ ، ص70.
([12]) ابن الأثیر، الکامل، ج4
([13]) البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، ص20.
([14]) البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل مهلب، ص22.
([15]) ابن قتیبة: المعارف، حققه وقدم له ثروت عکاشة، ط4، دار المعارف، القاهرة، 1981م، ص390.
([16]) الواقدی، محمد بن عمر: فتوح الشام، تح: عمر أبو النصر، بیروت، 1966م، ص90.
([17]) ینظر: العوتبی، الأنساب، ج2، ص131.
([18]) ینظر: البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، ص22.
([19]) الأصفهانی، أبو الفرج: الاغانی، دار الکتب العلمیة، 2002م، ج2، ص76.
([20]) الطبری، محمد بن جریر: تاریخ الأمم والملوک، تح: محمد أبو الفضل إبراهیم، ط4، دار المعارف، القاهرة، 1977، ج6، ص171.
([21]) البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، ص9.
([22]) شرح دیوان جریر، قدم له وشرحه، تاج الدین شلق، دار الکتاب العربی، بیروت، 1994م، ط2، ص263.
([23]) ابن خلکان: وفیات الأعیان،ج6.
([24]) الأصفهانی: الأغانی، ج2.
([25]) ینظر: معجم الصحاح، مادة أدب .
([26]) ضیف، شوقی: تاریخ الأدب العربی ( العصر الجاهلی) ط1، دار المعارف، ص8.
([27]) وقع الکثیر من المؤرخین فی خطأ تاریخی بتصنیفهم الإباضیة ضمن الخوارج، وهم منهم براء، إذ لا یلتقی الإباضیة مع الخوارج إلا فی مسألة خروجهم عن الإمام علی بن أبی طالب -کرم الله وجهه- فی معرکة صفین الشهیرة. والوقائع التاریخیة تشهد أن الإباضیة أنفسهم حاربوا الخوارج، ولم یخرجوا معهم فی قتال أو سبی أو سفک دماء أو تکفیر للمسلمین؛ حتى أطلق علیهم "القعدة" لقعودهم وعدم خروجهم مع الخوارج. للاستزادة فی هذا الجانب، ینظر: السابعی، ناصر بن سلیمان: الخوارج والحقیقة الغائبة. ط1، مکتبة الجیل الواعد، 1420هـ- 1999م.
([28]) الأصفهانی: الأغانی، ج16، ص440.
([29]) الحنفی، علاء الدین مغلطای بن قلیج بن عبدالله البکجری: إکمال تهذیب الکمال، تح: عادل بن محمد وأسامة بن إبراهیم، الفاروق، ط1، الحدیثة للطباعة والنشر، 1422هـ/2001م، ج11، ص389.
([30]) دیوان کعب بن معدان الأشقری، ص53.
([31]) المسعودی: مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج3، ص185 ص186 .
([32]) النویری، شهاب الدین أحمد بن عبدالوهاب: نهایة الأرب فی فنون الأدب، الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، د.ت، ج21، ص158 .
([33]) الدنیوری، أبو حنیفة أحمد بن أبی داود: الأخبار الطوال، تح: عبد المنعم عامر، منشورات المکتبة الحیدریة، طهران، د.ت، ص271 ص272.
([34]) ابن أعثم، الفتوح، م3، ص213.
ابن أعثم، الفتوح، م3، ابن خلدون، تاریخ ابن خلدون (العبر ودیوان المبتدأ والخبر)، دار الکتاب اللبنانی، بیروت، 1986م، ج3 .
ابن خلکان: وفیات الأعیان، ج4.
ابن قتیبة: المعارف، حققه وقدم له ثروت عکاشه، ط4، دار المعارف، القاهرة، 1981م.
الأصفهانی، أبو الفرج: الأغانی، دار الکتب العلمیة، 2002م.
الجاحظ: البیان والتبین، قدم له وبوبه وشرحه علی أبو ملحم، منشورات دار ومکتبة الهلال، بیروت، ط2، 1992م، م3.
الحموی، یاقوت: معجم البلدان، م2، دار صادر، بیروت، 1979م.
الحنفی، علا الدین مغلطای بن قلیج بن عبدالله البکجری: إکمال تهذیب الکمال، تح: عادل بن محمد وأسامه بن ابراهیم، ط1، الناشر: الفاروق الحدیثة للطباعة والنشر، 1422هـ/ 2001م.
الدنیوری، أبو حنیفة أحمد بن أبی داود: الأخبار الطوال، تح: عبدالمنعم عامر، منشورات المکتبة الحیدریة، طهران، د.ت.
دیوان کعب بن معدان الأشقری،
السالمی، نور الدین عبدالله بن حمید: تحفة الأعیان بسیرة أهل عمان، المطبعة السفلیة، مصر، 1347هـ .
سیف بن حمود البطاشی: تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، ( د.ت).
شرح دیوان جریر، قدم له وشرحه، تاج الدین شلق، دار الکتاب العربی، بیروت، 1994م، ط2.
ضیف، شوقی: تاریخ الأدب العربی (العصر الجاهلی) ، دار المعارف، ط1.
الطبری، محمد بن جریر: تاریخ الأمم والملوک، تح: محمد أبو الفضل إبراهیم، ط4، دار المعارف، القاهرة، 1977.
العبود، نافع توفیق: آل المهلب بن أبی صفرة ودورهم فی التاریخ حتى منتصف القرن الرابع الهجری، ط1، مطبعة الجامعة، بغداد، 1979م.
المسعودی: مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج3.
النویری، شهاب الدین أحمد بن عبدالوهاب: نهایة الأرب فی فنون الأدب، الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، د.ت، ج21.
هشام بن محمد السائب الکلبی: جمهرة النسب، مکتبة النهضة العربیة، بیروت، الطبعة الأولى، 1981م.
الواقدی، محمد بن عمر: فتوح الشام، تح: عمر أبو النصر، بیروت، 1966م.