كلمة العدد
الباحث المراسل | د. يعقوب سالم آل ثاني | قسم اللغة العربية |
تاريخ نشر البحث :2025-04-22
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
يسرُّ مجلة الخليل للدراسات اللغوية والأدبية أن تقدِّم للباحثين والمختصين عددها السادس عشر، متضمنا ستة بحوث علمية، تم اختيارها وفق معيارين: المعيار الأول هو اجتيازها مراجعة المحكمين المختصِّين الذين اعتمدتهم المجلة من داخل الجامعة وخارجها حسب نظام النشر المجلة.
أما المعيار الثاني في اختيار هذه البحوث فيتجلى في الحرص على أن تكون البحوث متنوعة في مجال اللغة والأدب والنقد؛ حيث طرقت موضوعات جديرة بالبحث والاهتمام في الدراسات الأسلوبية والبلاغية، وفي دراسة قضايا الرواية والمسرح؛ آملين أن تسهم في تقديم مادة علمية ملهمة، وتكون مرجعا للباحثين والمختصين.
استفتحت المجلة عددها بمعالجة تطبيقية لأحد منجزات بهاء طاهر السردية "قالت ضحى" لبيان مدى هيمنة تجربةٍ على تجربة أخرى، وانعكاسها على ملامح التجربة الأخرى، فسعى الباحث إلى الكشف عمَّا هو لغوي وما هو فني، ومدى انسجامه مع طبيعة الفن الذي ينتمي إليه العمل، والكشف عما هو ثقافي، يحيل إلى عالم الخارج الذي يعدُّ بدرجة كبيرة حاكما لعملية التأليف وعملية القراءة في الوقت نفسه، وقد أفادت الدراسة في منهجها من الرؤى المتصلة بالتيار السيميائي في معالجة النص مع الإفادة من السرديات الحديثة فيما يخص الراوي والشخصية ومنظور الرؤية.
وسعت الدراسة الثانية إلى العناية بنسق الأيديولوجيا القومية في رواية "دلشاد"، إذ برزت في الرواية أحداث سردية متعددة تعبِّر عن أنساق ثقافية في المجتمع العماني عامَّة، وفي مدينتي مسقط ومطرح خاصة، والتي تعود إلى أحداث وقعت قبل الحرب العالميَّة الأولى وامتدت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
والتفت البحث الثالث إلى دراسة " تقنية الاستهلال السردي في الراية العربية"، ومراد الباحث الكشف عن تقنية الاستهلال في أربع روايات عربية: رواية (السّيّد مرّ من هنا) لمحمد بن سيف الرحبي، ورواية (نارنْجة) لجوخة الحارثيّة، ورواية (المُخوْزِق) لأشرف فقيه، ورواية (الشّراع المقدّس) لعبد العزيز آل محمود.
وقدَّم الباحث في البحث الرابع المعنون بـ"مصادر مسرح باكثير" المصادر التي استقى منها باكثير مسرحيَّاته الشعرية، وقد حددها بخمسة مصادر هي: تجاربه الشخصية، والأحداث المعاصرة، والتأريخ، وسير أعلام المسلمين، ومسرح شكسبير، وسعى إلى الربط بين المصادر والمقاصد التي كان يبثها باكثير في أعماله الدرامية والشعرية.
وفي مجال الدراسات الأسلوبية جاء البحث الخامس ليدرس التشكيل الأسلوبي في النصِّ القرآني ودوره في إحياء اللغة العربية، دراسة وصفية على سورة النبأ، وهدفت الدراسة إلى التعريف بالتشكيل الأسلوبي، ومناقشة مستوياته في النص صوتا وتركيبا ودلالة في سورة النبأ، ثم دوره في تقديم المعنى بأساليب متعددة.
ودرس الباحث في البحث السادس “دلالة الاختلاف في تراكيب آيات المتشابه اللفظي بالإظهار في موضع الإضمار"، فابتدأ بدراسة الظاهرة معرفا بها، ثم تتبع آيات المتشابه اللفظي التي قام فيها الإظهار مقام الإضمار، ذاكرا عللها ومتتبعا أغراضها البلاغية.
وختاما يظل مجال البحث والدراسة في اللغة والأدب والنقد واسعا ممتدا متعددا في اتجاهاته وزواياه، والمجلة -بإذن الله- ماضية في رسالتها، ونشر ما يرد إليها من بحوث جادة تمثل إضافة في مجال الاختصاص.