دراسة تأثيلية للألفاظ المتعلقة بحرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان

الباحث المراسلد. محمد موفق الحسن جامعة صحار
د. علي سالم سيف المانعي جامعة صحار

تاريخ تسليم البحث :2023-05-31
تاريخ قبول البحث :2023-06-11
تاريخ قبول البحث :2023-06-20
تاريخ نشر البحث :2024-02-28
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

دراسة تأثيلية للألفاظ المتعلقة بحرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان

 

د. محمد موفق الحسن، أستاذ مساعد، جامعة صحار

د. علي بن سالم المانعي، أستاذ مساعد، جامعة صحار

 

الملخص:

سعى البحث إلى تسليط الضوء على أهمية الدراسات التأثيلية من خلال تجربة تطبيقية على مجموعة من الألفاظ المتعلقة بحرفة صناعة الخناجر في سلطنة عُمان. بغية تحقيق مجموعة من الأهداف الحضارية واللغوية. واعتمد البحث المنهج التأثيلي الذي يرتكز على التحليل التاريخي المقارن للألفاظ بغية الوصول إلى الأصل اللغوي الذي انحدرت منه؛ فتميّز الألفاظ ذات الجذور العربية، والألفاظ الدخيلة التي اقْتُرِضت من اللغات الأخرى إن وُجِدت. ثم تدرس التغيرات الصوتية والدلالية التي مرت بها هذه الألفاظ حتى وصلت إلى صورتها الراهنة.

وقد خلص البحث إلى أن الغالبية العظمى من الألفاظ المستعملة في حرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان عربية الأصل، وعدد قليل منها دخيل. وأن جلّ الألفاظ الدخيلة فارسية الأصل تتموضع في حقل أدوات التصنيع ومواده، وبعضها دخيل قديم ورد ذكره في المعاجم العربية على أنه معرّب. 

تم تمويل المشروع البحثي الذي أدى إلى هذه النتائج من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بسلطنة عمان بموجب برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة بالعقد البحثي رقم (MoHERI/BFP/SU/01/2021).

 

الكلمات المفتاحية: الإيتيمولوجيا، التأثيل، التراث اللغوي، الحرف التقليدية، سلطنة عُمان.

 

 

An Etymological study of the Terminology Related to the Craft of Making Traditional Dagger (H̱anjar) in the Sultanate of Oman

 

Mohammed Mowaffaq Al-Hassan, Assistant Professor, Sohar University

mhasan@su.edu.om

 

Ali Salem Al-Manei, Assistant Professor, Sohar University

amanei@su.edu.om

 

Abstract:

This study seeks to elucidate the importance of etymological studies through an applied study on a group of terms related to the craft of making daggers in the Sultanate of Oman.

Study adopted the etymological approach, which is based on the comparative historical analysis of the words in order to reach the linguistic origin from which they are derived. It distinguishes the words that have Arabic roots, and the extraneous words that were borrowed from other languages, if any. Then it studies the phonetic and semantic changes that these words went through until they reached their current form.by showing its source and the origin from which it descended distinguishing the words that have Arabic roots from the extraneous words that were borrowed from other languages, if any. Then study investigates the phonetic and semantic changes that these words have undergone until they reached their current form.

Study concluded that the vast majority of the terms under study are of Arab origin, and a few of them are foreign of Persian origin located in the field of manufacturing tools and materials. Study also concluded a set of phonemic changes that occur in the pronunciation of Arabic words.

 

Keywords: Etymology; Cultural heritage; Traditional Crafts; Omani dagger; Oman

 

 

مقدمة

علم التأثيل Etymology

التأثيل لغة: جاء في معجم لسان العرب: " أَثْلَةُ كل شيء أَصله. وأَثَلَ يأْثِل أُثولًا وتَأَثَّل تأَصَّل، وأَثَّل مالَه أَصَّله، وتَأَثَّل مالًا اكتسبه واتخذه وثَمَّره، وأَثَّل اللهُ مالَه زكاه وأَثَّل مُلْكَه عَظَّمه، وكلُّ شيء قديم مُؤَصَّلٍ أَثيلٌ ومُؤَثَّل ومُتأَثِّل (ابن منظور،1993، أثل).

وجاء في القاموس المحيط: أثَلَ يَأْثِلُ أُثُولًا، وتَأثَّلَ: تَأَصَّلَ (الفيروزآبادي، 2005، أثل). 

التأثيل اصطلاحًا: ورد في معجم لاروس: étymologie من الكلمة اللاتينية etymologia ومن الإغريقية etumologia، وهو العلم الذي يهدف إلى البحث عن أصول كلمات لغة معينة، وإعادة بناء أصل هذه الكلمات (Larousse.fr). ويعرفه قاموس أكسفورد بأنه: "دراسة أصول الكلمات وتاريخها، ومعانيها" (Oxford Advanced Learner's Dictionary).

والتأثيلية Etymology فرع من اللسانيات تبحث في تاريخ الكلمات بغية تحديد أصولها التي اشتقت منها؛ إلّا أنها تختلف عن اللسانيات التاريخية في أنها تركز على الألفاظ واشتقاقاتها، وحتى على أصواتها وتغيراتها الصرفية؛ ومن ثمّ فهي أكثر تحديدًا مقارنة باللسانيات التاريخية التي تقدم معلومات عامة عن اللغات (Lehmann, 2001). وتضع التأثيلية نفسها في علاقة تكافئية مع بعض فروع اللسانيات التاريخية الأخرى (Dworkin, 2015).

أما في صورته المعربة؛ فيرد مصطلح Etymology معربًا على صفحة مكتب تنسيق التعريب بشكلين: الأول: أثالة، ويتم تعريفه بأنه: علم يبحث عن العلاقات التي تربط كلمة بوحدة قديمة جدا تعد هي الأصل. والثاني: تأثيل، اشتقاق، ويُعرّف بأنه: علم تأصيل الكلمات وطرق اشتقاقها في اللغة. (Arabization coordination office). والغريب أنه يشار إلى كلا التعريبين على أنهما مصطلحان معربان موحدان ومصادق عليهما.

والحقيقة أن مفهوم التأثيلية تتعاوره عدة مصطلحات عند الباحثين العرب مثل (التأثيل، والتأصيل، والترسيس) إذ يميز عبد الحق فاضل بين مستويين من البحث عن أصول الكلمات فيجعل التأثيل اصطلاحًا: "علم أصول الألفاظ، وهو مشتق من الأثل بمعنى الأصل؛ فهو على هذا اصطلاح مقابل للكلمة (Etymology)؛ أما الترسيس فهو ردّ الألفاظ إلى بدايتها، وأنه مشتق من الرس بمعنى البداية، ومن الممكن أن يقابله في اللغات الأوربية (Radixation) (الصالح، 2009: 348)، (فاضل، 1966). ولعل الفرق الدقيق بين التأثيل والترسيس يتمثل في أن "التأثيل" رد الكلمة إلى أمها مباشرة أو جدتها المباشرة أو القريبة. أما الترسيس فإعادة اللفظة إلى جدتها الأولى في صورتها التي نطق بها أول إنسان (عواريب، 2015، ص 123).

ويمكن إجمالًا القول إن التأثيل هو علم أصول الألفاظ أي العودة باللفظ إلى الأصل الممكن للكلمة، وهو مجال من مجالات اللسانيات التاريخية يرتكز على علم الأصوات التاريخي، والتطور الدلالي للمفردات المدروسة؛ فهو إذن يندرج ضمن الأركييولوجيا اللسانية (عزوز، 2011، ص 961). وهو علم تتجاذبه حقول لغوية كثيرة منها فقه اللغة، وعلم المصطلح، واللسانيات، والمفردات والمعاجم؛ لأنه مادته الأساس هي الكلمات (علي، 2004، ص 10). 

تعريف الحرفة

يدور معنى الحِرفة في المعاجم العربية حول العمل والكسب. يقول ابن دريد: " والحرفة المكسب أَو الطعمة. حِرْفَة فلَان من كَذَا وَكَذَا أَي مكسبه مِنْهُ" (1987، مادة حرف). وجاء في صحاح الجوهري: "والحرفة أيضا الصناعة والمُحْتَرِفُ الصانع" (1979، حرف). ويقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: " الحِرْفَةُ: الطُّعْمَةُ، والصِناعَةُ يُرْتَزَقُ منها، وكُلُّ ما اشْتَغَلَ الإِنْسَانُ به" (2005، حرف). 

فقد ربط اللغويون الأوائل بين الحرفة والكسب المادي والارتزاق، ولم يفرقوا بين الحرفة والصناعة (البغدادي، 2013: 29)، لكنهم ميزوا بين الحرفة والمهنة؛ فالمهنة هي العمل والخدمة العامة يقدمها الإنسان لنفسه أو لغيره بدون أن تقترن بالكسب المادي. يقول الفيروزآبادي: "المهنة: الحذق بالخدمة والعمل، ومَهَنَه، وأمهنَه: استعمله للمهنة، فامتهن، والماهن: العبد والخادم (البغدادي، 2013: 31). ويؤكد ذلك ابن منظور فيقول: "المهنة: الحذق بالخدمة والعمل ونحوه...، وقد مهن يمهن: إذا عمل عملًا في صنعته، والماهن: العبد" (1993، مهن). فالفرق بين الحرفة والمهنة أنّ الحرفة تقوم أساسًا على العمل اليدوي والكسب المادي، في حين أنّ المهنة تعني الخدمة والعمل بدون القصد إلى النفع المادي بصورة أساسية (البغدادي، 2013، ص 32).

أهمية الدراسة وأهدافها

رغم الأهمية القصوى التي تحظى بها الدراسات التأثيلية (الإيتيمولوجية) في توثيق الثراث اللغوي، وتبيين جذوره وصلاته باللغة الفصحى؛ إلا أنّ هذا النوع من الدراسات التأثيلية لا يزال شحيحًا في المكتبة العربية عمومًا. ومن هنا يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على أهمية الدراسات التأثيلية من خلال تجربة تطبيقية على مجموعة من الألفاظ المتعلقة بحرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان. وتهدف هذه الدراسة التأثيلية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الحضارية واللغوية:

1. تسليط الضوء على قطاع غاية في الأهمية من الناحية الحضارية لسلطنة عمان والخليج العربي؛ من خلال حفظ وتوثيق الألفاظ المستخدمة فيه.

2. إعداد معجم تأثيلي مصور بهذه الألفاظ.

3. وضع بطاقة تعريف تاريخية لكل مفردة من خلال دراستها دراسة تأثيلية تُبيّن مصدرها، وأصلها الذي انحدرت منه؛ فتميّز الألفاظ ذات الجذور العربية، والألفاظ الدخيلة التي اقْتُرِضت من اللغات الأخرى إن وُجِدت. ثم تدرس التغيرات الصوتية والدلالية التي مرت بها هذه الألفاظ حتى وصلت إلى صورتها الراهنة.

أسئلة الدراسة

تسعى الدراسة إلى الإجابة عن عدد من الأسئلة: ما أصول الكلمات المتعلقة بحرفة صناعة الخناجر في سلطنة عمان؟ وما مدى قربها من اللغة العربية الفصحى؟ وما التغييرات التي طرأت عليها؟

عينة الدراسة

حدّد البحث الألفاظ المتعلقة بحرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان عينة للدراسة، وقد جُمعت العينة من خلال مقابلات أجراها فريق البحث مع مجموعة من الحرفيين الممارسين لهذه الصناعة على النمط التقليدي في محافظة شمال الباطنة؛ ثم فُرّغت التسجيلات الصوتية، وفُرِزت الألفاظ المتعلقة بهذه الحرفة شاملة الأدوات المستخدمة في الصناعة، ومراحل العمل، وأجزاء المنتج النهائي ومتعلقاته. وفيما يأتي أسماء الحرفيين السليقيين الذين أُخذت الألفاظ منهم:

  • حسن بن محمد بن علي البلوشي/ صُحار.
  • محمد بن حمد بن عبد الله الحكماني/ الخابورة.
  • محفوظة البلوشية/ الخابورة.

منهج الدراسة

اعتمد البحث المنهج التأثيلي الذي يرتكز على التحليل التاريخي المقارن للألفاظ بغية الوصول إلى الأصل اللغوي الذي انحدرت منه، وقد اتبع البحث الخطوات الآتية في دراسة الألفاظ:

1. إيراد المعنى الاصطلاحي للفظ؛ أي المعنى الذي يؤديه ويشير إليه عند أصحاب هذه الحرفة.

2. تأثيل اللفظ بالتنقيب في المعاجم العربية القديمة للبحث عن الأصل اللغوي القديم الذي انحدر منه إن كان اللفظ عربيًا، أو البحث في المعاجم الأجنبية لتأصيل مصدر اللفظ إن كان اللفظ دخيلًا.

3. دراسة التغييرات الصوتية والصرفية والدلالية التي تعرض لها اللفظ، وذلك عن طريق تثبيت النطق الحالي للفظ كما يرد على ألسنة مستعمليه، ومقارنته بالأصل اللغوي الذي انحدر منه.

تعريف بصناعة الخناجر في سلطنة عُمان

اشتهرت عمان بصناعة الخناجر منذ عصورها القديمة، وقد استمر الخنجر سلاحًا متداولًا عبر العصور في عمان حتى أصبح أحد الموروثات القيمة التي يعتز بها الشعب العماني. وأصبح سمة بارزة وجزءًا أساسيًا في الزي الوطني العماني في معظم المناسبات الرسمية والاجتماعية، ويتكون الخنجر العماني من عدة أجزاء أهمها: القرن (المقبض)، الغمد، الحزاق (الحزام)، ويختلف شكله حسب محافظات السلطنة (الهيئة العامة للصناعات الحرفية، 2009، ص 190). 

الشكل العام للخنجر العماني:

نورد فيما يلي المواصفات القياسية للخنجر العماني كما وردت بالقرار الوزاري المنشور بالجريدة الرسمية العًمانية (الجريدة الرسمية العُمانية، 2017): يكون الشكل العام للخنجر العماني بمقبضه على هيئة أسطوانة بيضاوية لا تتجاوز المسافة بين ضلعيها القريبين أربعة سنتيمترات، والبعد بين رأسي الأسطوانة البيضاوية عشرة سنتيمترات، وتتغير هذه القياسات حسب حجم الخنجر، ثم تنحني هذه الأسطوانة البيضاوية يسارًا على هيئة مثلث يكون مقدار الزاوية الداخلية فيه من (585) إلى (595) درجة، ويدور ضلع الزاوية الخارجية على محور الزاوية الداخلية بمقدار البعد بين رأسي الأسطوانة بمقدار ربع محيط الدائرة، ثم يلتقي خط محيط الدائرة من الخط الواصل من الزاوية الداخلية ليكون مثلثًا.

الشكل 1
الأجزاء الرئيسية للخنجر

 

أجزاء الخنجر:

 

 

الجزء العلوي

ويتكون من:

 القرن (المقبض): هو الذي يتصل بالنصلة، وهو أعلى جزء في الخنجر، يختلف حجمه ونقشه حسب نوع الخنجر، ويعد الأهم في مكونات الخنجر، ويصنع من مواد مختلفة باختلاف محافظات السلطنة (كالخشب، أو الصندل أو العاج، أو قرون بعض الحيوانات أو من مواد شمعية صلبة). وللمادة التي يُصنع منها الخنجر علاقة كبيرة بقيمة الخنجر المادية والمعنوية.

الطوق: وهو الشريط الفضي أو الذهبي المزخرف بالنقوش، ويثبت بين ملتقى النصلة والمقبض (القرن)، ويعمل في الوقت نفسه غطاءً للنصلة عند إدخالها إلى الغمد.

النصلة (شفرة الخنجر): معدن حاد، هلالي الشكل، طرفه الأعلى عريض، وبه بروز كالمسمار مثبت في الجزء السفلي من المقبض، ويكون الطرف السفلي للنصلة حادًا، وتدخل النصلة في تجويف الخنجر (الشحف)، وتأخذ انحناءة الخنجر وتصنع عادة من الحديد القوي (الفولاذ) كما تتميز النصلة بوجود بروز في المنتصف يسمى السيلان، وتختلف الخناجر من حيث قوة النصلة وجودتها، فهي أبرز ما يحدد قيمة الخنجر وأهميته.

الشكل 2
أجزاء الجزء العلوي من الخنجر

 

 

الجزء السفلي 

ويتكون من:

الغمد: موضع إدخال النصلة، وهو عبارة عن قطعتين متكاملتين، وهما:

الشحف: هيكل من الخشب عالي الجودة، خال من الشقوق، وخفيف الوزن، وهو الذي يحدد شكل الخنجر ويكون جرابا للنصل، ويسمى أيضا (الخشاب) أو خشاب الخنجر، ومسمى الشحف يطلق على الغمد قبل اكتمال صنع الخنجر، وفي حالة اكتمال العمل يطلق عليه اسم القطاعة.

القطاعة: تطلق على غمد الخنجر بعد اكتمال العمل به، وهي قطعة جلدية تأخذ شكل الشحف نفسه، وتغطيه بالكامل، وتكون مخيطة بأسلاك فضية من الخارج، ومغطاة من الداخل بالمخمل أو الجلد، ويسمى الجزء السفلي منها (المكحلة)، وتمتد حتى موضع القبع، وهو الجزء المدبب الذي يغطي الطرف النهائي للمكحلة.

الصدر: يقع في أعلى الغمد (القطاعة)، ويلي الطوق من أسفل، وهو عبارة عن صفيحة فضية بيضاوية الشكل تكون مفتوحة من أعلى، ليتسنى إدخال النصلة، وتكون منقوشة بالفضة أو الذهب، وتكون مساحته ضعف مساحة الطوق تقريبا، ويصنع الصدر من مادة الطوق نفسها، وتكون النقوش منسجمة، ومتماثلة بين الصدر والطوق.

الطمس: شريط من الجلد بارز يُلفّ حول الخنجر أسفل الصدر، وتوضع عليه أسلاك دقيقة عبارة عن خيوط جلدية، رصت بعضها فوق بعض، لتشكل حلقة بيضاوية تُثبّت على جانبيها حلقتان سميكتان من الفضة تشكلان موضع ربط الحزاق (الحزام)، وأخريان فوقه تثبتان بمسمار من الفضة بطرفي الخنجر، ويلف حول الطمس سلك من الفضة بطريقة متداخلة بين الحلقات العلوية وبشكل فني، لزيادة صلابة تماسك الخنجر، ويثبت الطمس بطريقة تحدد درجة ميلان الخنجر، ويمكن أن يبطن الطمس بصفيحة فضية بالكامل أو من الأمام فقط، كما يمكن أن تكون أطرافه جلدية مطرزة بالفضة.

الدراسة التأثيلية

في الفقرات الآتية سنطبق دراسة تأثيلية على مجموعة من الألفاظ المستخدمة في حرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عمان؛ حيث نورد اللفظ مضبوطًا بالشكل، ثم نتبعه بشكله الحالي كما يُنطق عند مستعمليه، ثم نوضّح المعنى الاصطلاحي الذي يُقصد عند أرباب هذه الحرفة. ثم نُأثِّل اللفظ مبيّنين الأصل اللغوي الذي انحدر منه من خلال مجموعة من المعاجم العربية هي: لسان العرب، والقاموس المحيط، والصحاح، وتاج العروس، هذا إنْ كان عربيًا، أمّا إذا كان اللفظ دخيلًا؛ فنبيّن اللغة التي دخل منها من خلال مجموعة من المعاجم الأجنبية. ثم نتبع ذلك بتبيين التغيرات الصوتية والصرفية التي شهدها اللفظ في استعماله الحالي إن وُجدت. وقبل البدء بالدراسة التأثيلية يَحسُن توضيح الطريقة التي ستُكتَب بها المصطلحات كما تُنطق عند مستعمليها الحاليين، من حيث كتابة الأصوات غير العربية سواء الأصوات الصامتة أو الأصوات الصائتة:

  • سيُكتب الصوت المقابل لصوت (g) على النحو الآتي: (گ).
  • يتضمن نطق بعض الألفاظ الحالي عند مستعمليها تحريكًا للساكن نصف حركة، أو عدولاً عن تحقيق الحركة إلى نصف حركة أو شيء شبيه بالنبر؛ فسيرمز لهذا الصوت بالرمز: ( ٗ ). 
  • سيُرمز للصائت الطويل الذي يُشبه صوت (O) عن طريق عدم كتابة الحركات على الصوت الصامت والصوت الصائت الذي يليه كما في (طوق)؛ فعدم رسم حركة الضم على الطاء، والسكون على الواو سيعني أن الصوت هو (O). أما إذا كان الصوت واو مدٍّ فصيحة؛ فسيُعَبّر عنها بوضع الحركة على الصامت، والسكون على الصائت كما في (بْنُوْد) مثلًا؛ فوجود الضمة على الضاد، والسكون على الواو سيعني أن الصائت هو واو مد كما تنطق في الفصحى.
  • سيُرمز للصائت الطويل الذي يُشبه الإمالة عن طريق عدم كتابة الحركات على الصوت الصامت والصوت الصائت الذي يليه كما في (سير)؛ فعدم رسم حركة الكسر على السين، والسكون على الياء سيعني أن الصوت هو إمالة. أما إذا كان الصوت ياء مدٍّ فصيحة؛ فسيُعَبّر عنها بوضع الحركة على الصامت، والسكون على الصائت كما في (بٗزِيْم) مثلًا؛ فوجود الكسرة على الزاي، والسكون على الياء سيعني أن الصائت هو ياء مد كما تنطق في الفصحى.

خَنْجَر (خَنگر/ خَنْيَر)

المعنى الاصطلاحي: سلاحٌ قصير يتألف من مقبض ونصلة تُغمد في غمد هلالي الشكل، وقد استمر الخنجر سلاحًا متداولًا عبر العصور في عُمان حتى أصبح أحد الموروثات القيمة التي يعتز بها الشعب العماني. وأصبح سمة بارزة وجزءًا أساسيًا في الزي الوطني العماني في معظم المناسبات الرسمية والاجتماعية.

التأثيل: الخنجر كلمة عربية. جاء في القاموس المحيط: خَنْجَرُ وخِنْجَرُ: السِّكِّينُ، أو العَظيمة منها.

الدلالة: واضحُ أن الكلمة شهدت تطوراً دلالياً باتجاه تخصيص الدلالة؛ فبعد أن كانت تدل على السكين عامةً، أو على السكين العظيمة، باتت تختص بالدلالة على هذا النوع من الأسلحة المعروف بغمده وشكله المميّز.

التغيرات الصوتية

لكلمة الخنجر طريقتان في النطق سُجّلتا عند الحرففين الذين جُمعت منهم مادة البحث في شمال الباطنة:

          الأولى: بإبدال الجيم (گ).

          الثانية: بإبدال الجيم ياءً.

مِقْبَض (مٗگبْظ)

المعنى الاصطلاحي: المِقْبَض هو من الأجزاء العلوية للخنجر، ومتصل بالنصلة (السكين).

التأثيل: المقبض كلمة عربية تحمل المعنى نفسه. جاء في القاموس المحيط: مَقْبَضُ ومَقْبِضُ ومِقْبَضُ ومَقْبَضَةُ ومَقْبِضَةُ ومِقْبَضَةُ: ما يُقْبَضُ عليه من السيفِ وغيرِه.

الدلالة: متطابقة

التغيرات الصوتية

عُدِل عن تحقيق نطق الكسرة البعد الميم إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

أُبدِلت القاف (گ).

أُبدِلت الضاد ظاءً.

ويُسمى المِقْبَض أيضًا: 

قَرْن (گَرٗن)

التأثيل: القرن كلمة عربية. جاء في اللسان: القَرْنُ للثَّوْر وغيره: الرَّوْقُ، والجمع قُرون، لا يُكسَّر على غير ذلك، وموضعه من رأْس الإنسان قَرْنٌ أَيضًا، وجمعه قُرون، وكَبْش أَقْرَنُكبير القَرْنَين. ورُمْح مَقْرُون: سِنانُه من قَرْن وذلك أَنهم ربما جعلوا أَسِنَّةَ رماحهم من قُرُون الظباء والبقر الوحشي.

الدلالة: تُستعمل اللفظة حاليًا لتدل على مِقْبَض الخنجر عن طريق المجاز؛ فسُمّي المقبض قرنًا مجازًا لأنه غالبًا يصنع من قرون بعض الحيوانات فغلب عليه.

التغيرات الصوتية

أُبدِلَت القاف (گ).

عُدِل عن السكون في صوت الراء إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

الشكل 3
بعض أشكال مقابض الخنجر وأشكالها. (موقع الخنجر العماني: https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

نَصْل (نَصٗل)

المعنى الاصطلاحي: سكين حادة من الجهتين ذات انحناء بزاوية تبلغ 45 درجة، وتثبت أسفل المقبض.

التأثيل: النصل كلمة عربية. جاء في لسان العرب: النَّصْلُ حديدةُ السهم والرمحِ، وهو حديدة السيف ما لم يكن لها مَقْبض... فإِذا كان لها مَقْبِض فهو سيف.

الدلالة: متطابقة

التغيرات الصوتية

عُدِل عن السكون في نطق الصاد إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

ويُسَمّى أيضًا:

نَصْلة

وفي هذه الحال تكون التغيرات على النحو الآتي:

أُنِّثت اللفظة بزيادة تاء المؤنّث.

طوق (طوگ)

المعنى الاصطلاحيقطعة فنية "أسطوانية الشكل" مزخرفة بنقوش عمانية مصنوعة من الفضة وأحيانًا يدمج معها بعض النقوش الذهبية، يتوسط الطوق المقبض والنصلة. ويعمل الطوق على تثبيت النصلة بالمقبض، عند إدخال النصلة بالغمد يصبح الطوق جزءا مكملًا للصدر، وتأتي أهمية الطوق بالإضافة إلى تثبيت النصلة بالمقبض على إخفاء الغراء المستخدم لتثبيت النصلة بالمقبض.

الشكل 4
يوضح موقع الطوق (موقع الخنجر العماني: https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: الطَّوْقُ كلمة عربية. جاء في اللسان: الطَّوْقُ: حَلْيٌ يجعل في العنق. وكل شيء استدار فهو طَوْق كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير القُطْب ونحو ذلك. وقيلالطَّوْقُ ما استدار بالشيء والجمع أَطْواقٌ والمُطَوَّقةُ: الحمامة التي في عنقها طَوْقٌ.

الدلالة: استُخدِمت الكلمة للدلالة على هذا الجزء من الخنجر حاملةً الدلالة الأصلية نفسها: "الطَّوْقُ ما استدار بالشيء".

التغيرات الصوتية

عُدِل عن المقطع الصوتي: صامت (ط) + صائت قصير (فتحة) + صامت (واو) إلى المقطع الصوتي: صامت (ط) + صائت طويل أشبه بالضمة المفتوحة (O).

أُبْدِلَت القاف (گ). 

صَدْر (صَدٗر)

المعنى الاصطلاحي: أعلى قطعة موجودة في غمد الخنجر وتغطي "الغمد" من الخارج، وهي عبارة عن قطعة "أسطوانية الشكل" مزخرفة بنقوش عمانية مصنوعة من الفضة، ويعد الصدر القطعة الفارقة التي تميز خنجرًا عن آخر من خلال النقوش المزخرفة عليه، وتتطابق النقوش المزخرفة عليه مع النقوش الموجودة على الطوق والقبع. يوجد على الصدر شق عرضي ضيق (من الأعلى) تتوسطه فتحة دائرية ضيقة تسهل إدخال النصلة "بالغمد".

الشكل 5
يوضح بعض أشكال الصدر: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: الصَّدْر كلمة عربية. جاء في القاموس المحيط: "الصَدْرُ: أعْلَى مُقَدَّمِ كُلِّ شيءٍ وأولُه، وكلُّ ما واجَهَكَ.

الدلالة: استعيرت لفظة الصَّدر للدلالة على هذا الجزء من الخنجر وفقًا لدلالتها الأصلية: " أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله"؛ فالصدر أعلى قطعة موجودة في غمد الخنجر وأوله.

التغيرات الصوتية

عًدًل عن السكون في نطق الدال إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

غِمْد (غٗمٗد)

المعنى الاصطلاحي: الغمد مكان إدخال النصلة، ويكون في الخنجر العماني هلالي الشكل. والغمد عبارة عن قطعتين خشبيتين مجوفتين تلصق الواحدة فوق الأخرى تسمى كل واحدة منها بـ "الشحف" محليًا. يغطي الغمد من الخارج: (الصدر والطمس والقطاعة والقبع)، وتشكل هذه الأجزاء مجتمعة إطارًا تجميليًا للغمد.

 

الشكل 6
يوضّح شكل الغمد الخشبي قبل التزيين بالفضة: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: الغِمد: كلمة عربية. جاء في اللسان: "الغِمْدُ: جَفْنُ السيف، وجمعه أَغمادٌ وغُمودٌ. وجاء في المعجم الوسيط: الغِمْدُ: غِلافُ السَّيف. والجمع: غُمُدٌ، وأَغماد.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

عُدِل عن الكسرة الصريحة في نطق الغين إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

طَمْس (طَمٗس)

المعنى الاصطلاحي: هو شريط جلدي مستطيل الشكل يتوسط الخنجر "عرضًا" ويكون أسفل الصدر، يصنع عادةً من الجلد، وتأتي أهميته في تثبيت الحزام عليه. بعد الانتهاء من تثبيت الطمس على الغمد يغطى من الخارج بصفيحة فضية، تُثبت عليها حلقتان متقابلتان، وتُثبّت حلقتان هرميتا الشكل على نهاية الطمس من الخارج، وفي النهاية يقوم الحرفي بتمرير سلكين فضيين يلتويان بعضهما على بعض، ويُركّبان بطريقة محترفة على منطقة الطمس من الجهتين الأمامية والخلفية، لإضفاء لمسة جمالية على الخنجر، وعادة ما يكون هذا السلك الفضي على شكل ظفيرة.

 

الشكل 7
يوضح شكل الطمس وموضعه: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: الطمس كلمة عربية. جاء في الصحاح: " لطُموسُ: الدروسُ والامِّحاءُ. وقد طَمَسَ الطريقُ يَطْمُسُ ويَطْمِسُ وطَمَسْتُهُ طَمْساً، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وانْطَمَسَ الشيء وتَطَمَّسَ، أي امَّحَى ودَرَس. وقوله تعالى: "رَبَّنا اطْمِسْ عَلَى أموالهم"، أي غَيِّرْها.

الدلالة: يبدو أن كلمة طَمْس استخدمت للدلالة على هذا الجزء من الخنجر لكونه يُغَطّى (يُطْمَس) بعد من الخارج تركيبه على الغمد بصفيحة فضية.

التغيرات الصوتية 

لا يوجد. 

قُبْع (گُبٗع)

المعنى الاصطلاحي: هي قطعة فضية تشكل الجزء النهائي المنحني في الخنجر، وتكون بمثابة الغطاء النهائي للغمد من الجزء الأسفل.ولإضفاء لمسات جمالية على الخنجر تكون النقوش الموجودة على القبع عادةً متطابقة مع النقوش الموجودة على منطقة الصدر والطوق. 

 

الشكل 8 
يوضح شكل القبع وموضعه: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: القبع كلمة عربية من الجذر (قبع). جاء في لسان العرب: القُبوعُ: أَن يُدْخِلَ الإِنسانُ رأْسه في قميصه أَو ثوبه، يقال قَبَعَ يَقْبَعُ قُبوعًا. وانْقَبَعَ: أَدخل رأْسه في ثوبه. وقَبَعَ رأْسَ يَقْبَعُه: أَدخله هناك. والقَبْعُتغطيةُ الرأْس بالليل لِرِيبة وقَنْبَعَتِ الشجرةُ إِذا صارت زهرتها في قُنْبُعةٍ أَي غِطاءٍ.

وجاء في القاموس المحيط:

ـ قبيعَةُ السيف: ما على طَرَفِ مَقْبِضِه من فِضَّةٍ أو حَديدٍ،
ـ قَوْبَعُ: قَبيعةُ السيفِ.
ـ القُبْعُ: الشَّبُّورُ. والشَبُّور: البُوقُ
ـ قُبَّعَة: خِرْقَةٌ كالبُرْنُسِ، ولا تَقُلْ: قُنْبَعَةٌ.

الدلالة: كما نلاحظ أن جميع المعاني السابقة لا تبتعد عما تشير إليه كلمة قبع؛ فهي جزء يشبه البرنس، أو البوق يدخل فيها رأس الغمد؛ فاستعمال الكلمة للدلالة على هذا الجزء مجاز على سبيل المشابهة.

التغيرات الصوتية

الاحتمال الأول. أن تكون مأخوذة من القُبْع؛ فتكون التغيرات على النحو الآتي:

إبدال القاف (گ)

تحريك الساكن الأوسط بضمة

التغيرات الصرفية: لا يوجد

الاحتمال الثاني. أن تكون مأخوذة من قُبَّعة؛ فتكون التغيرات على النحو الآتي:

إبدال القاف (گ)

إبدال الفتحة ضمة والعدول عن التضعيف

حِزام (حْزام)

المعنى الاصطلاحي: عبارة عن قطعتين منفصلتين إحداهما عن الأخرى، مصنوعتين من الجلد - الطبيعي أو الصناعي - إحداهما أطول من الأخرى، وتُخاط عليهما نقوش جميلة من أسلاك فضية، وقد يمزج معها أسلاك ذهبية اللون من "النايلون" كما في بعض الخناجر، والجزء الأطول من الحزام يسمى حزام (حزاق)، والجزء الأقصر منه يسمى (تبليغة). ويعمل الحزام على تثبيت الخنجر على خاصرة لابسه بالمقاس المناسب له.

الشكل 9
يوضح طريقة ربط الحزام: (https://khanjar.om/Parts_ar.html) 

 

 

التأثيل: الحزام كلمة عربية من الجذر (حزم). جاء في اللسان: الحَزْمِ: الشدّ بالحِزامِ والحبل استيثاقًا من المَحْزوم. والمِحْزَمُ والمِحْزَمةُ والحِزام والحِزامَةُ: اسم ما حُزِمَ به، والجمع حُزُمٌ.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

تسكين صوت الحاء.

ويسمى الحزام أيضًا

حِزاق (حْزاگ)

التأثيل: الحزاق كلمة عربية من الجذر (حزق). جاء في تاج العروس: حَزَقَ الرِّباطَ والوَتَرَ حَزْقًا أي: جَذَبَهُما شَدِيدًا وكلُّ رِباطٍ: حزاقٌ. وحَزَقَ الرَّجُلَ يَحزقه حزَقًا عَصَبَهُ. وحَزَقَ الشيء حَزقًا: عَصَرهَ وضَغَطَه. وبالحَبْلِ: شَدَّهُ.

الدلالة: متطابقة

التغيرات الصوتية

تسكين صوت الحاء.

إبدال القاف (گ).

ويسمى أيضًا

سَيْر (سير)

التأثيل: السير كلمة عربية من الجذر (سير). جاء في لسان العرب: والسَّيْرُ ما يُقَدُّ من الجلد والجمع السُّيُورُ والسَّيْرُ ما قُدَّ من الأَدِيمِ طُولًا والسِّيْرُ الشِّرَاكُ وجمعه أَسْيَارٌ وسُيُورٌ وسُيُورَةٌ والسَّيْرُ، بالفتح: الذي يُقَدُّ من الجِلْدِ ـ ج: سُيُورٌ.

الدلالة: متطابقة

التغيرات الصوتية

إمالة الفتحة والعدول عن المقطع الصوتي: صامت (س) + صائت (فتحة) + صامت (ياء) إلى المقطع الصوتي: صامت (س) + صائت طويل (الفتحة الممالة).

رَزَّة

المعنى الاصطلاحي: هي قطعة فضية دائرية منقوشة شبيهة بزر الملابس، ومثبت عليها من الجهة الخلفية سلكان قابلان للطي، يعمل الحرفي على إدخال السلكين المتصلين بالرزة داخل الثقب الموجود على نهاية الحزام، ثم يقوم بطي السلكين في الاتجاه المعاكس وتثبيتهما على أطراف الحزام من الجهتين.

الشكل 10
يوضح شكل الرّزّة: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: الرَّزّة كلمة عربية من الجذر (رزز). جاء في اللسان: رَزَّ الشيءَ في الأَرض وفي الحائط يَرُزُّه رَزًّا فارْتَزَّ أَثبته فَثَبَتَ. والرَّزُّ: رَزُّ كلِّ شيءٍ تثبته في شيء مثل رَزّ السِّكينَ في الحائط يَرُزُّهُ فَيَرْتَزُّ فيه. وَرَزَّت الجرادة ذَنَبَها في الأَرض تَرُزَّه رَزًّا وأَرَزَّتْه أَثُبَتَتْه لِتَبِيضَ. والرَّزَّة: الحديدة التي يُدْخَل فيها القُفْلُ، وقد رَزَزْتُ الباب أَي أَصلحتُ عليه الرَّزَّة.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

لا يوجد

إبْزيم (بٗزِيم) 

المعنى الاصطلاحي: هي قطعة فضية نصف دائرية، عليها نقوش دقيقة تثبت على الجزء الأقصر من الحزام باستخدام الرزة، ولها لسان يدخل في أحد الثقوب الموجود في الجزء الثاني، وتعمل كالقفل الذي يربط طرفي الحزام بحسب المقاس الذي يريده الشخص.

الشكل 11
يوضّح شكل البزيم وموضعه: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: الإبزيم كلمة عربية. جاء في اللسان: الإبْزيمُ والإبْزامُ الذي في رأس المِنْطَقة وما أَشبهه وهو ذو لِسانٍ يُدْخَل فيه الطَرَف الآخر والجمع الأَبازيمُ.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

حُذفت الهمزة، وحرّكت الباء بحركتها أي الكسرة، ثم عُدِل عن الكسرة الصريحة إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

بُنُود (بٗنُوْد)

المعنى الاصطلاحي: قطع جلدية صغيرة تُستخدم لتثبيت الحلقات. 

الشكل 12
يوضح البنود: (https://khanjar.om/Parts_ar.html)

 

 

التأثيل: فارسية. بند: مفصل، رباط، حبل (كسرائي، 2014، ص88).

 

تِيزاب

المعنى الاصطلاحي: يَستخدم الحرفي محلولًا سائلًا يسمى "التيزاب" لتلميع الفضة أثناء مراحل صناعة الخنجر في أجزائه المختلفة، فبعد الانتهاء من مرحلة تعريض القطع الفضية للنار تُوضع مباشرة داخل مادة "التيزاب" لإزالة السواد الذي نتج عن اللهب، ويستخدمها بعض الحرفيين في تنظيف الخنجر.

التأثيل: تيزاب: فارسي، وأصل معناه (الماء الحادّ)، وهو مركب من (تيز) بمعنى حاد، و (آب) بمعنى ماء (عبد الرحيم، 2011).

سِنْدان (سٗنْدانة)

المعنى الاصطلاحي: السندان قطعة حديدية عريضة ترتكز على قاعدة ويستخدمها الحرفي ليطرق عليها المعادن.

التأثيل: فارسية. من آلات الحدادين. لفظه الفارسي سِنْدَان (المحبّي، 1994).

مِطْرَقة (مٗطٗرْگة)

المعنى الاصطلاحي: يستخدمها الحرفي لطرق المعادن على السندان.

التاُثيل: لفظ عربي. جاء في تاج العروس: الطَّرْقُ: الضّرْبُ هذا هو الأصْلُ. أو الضَّرْبُ بالمِطْرَقَة بالكَسرِ للحدّادِ والصّائِغِ يطْرُق بها أي: يضْرِبُ بها وكذلك عَصا النّجّادِ التي يَضْرِبُ بها الصّوف.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

تحريك الميم نصف حركة أو نبر بسيط.

تحريك الطاء نصف حركة أو نبر بسيط.

تسكين الراء

إبدال القاف (گ).

مِصَبّ (مٗصَب)

المعنى الاصطلاحي: المجرى الذي تُسكب فيه الفضة أو الذهب المذاب ليُصار إلى تحويلها إلى قضبان تمهيدًا لتشكيلها لاحقًا.

الشكل 13
يوضح شكل المصب

 

 

التأثيل: عربية. جاء في اللسان: صبَّ الماءَ ونحوه يَصُبُّه صبًّا فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ: أَراقه، وصَبَبْتُ الماءَ: سَكَبْتُه. والكلمة غير واردة بوزنها هذا في المعاجم العربية؛ لكن اشتقاقها صحيح قياسي على وزن الآلة مِفْعَل من الجذر (صبَّ).

التغيرات الصوتية: العدول عن الكسرة الصريحة في الميم إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

بُوْتيّة

المعنى الاصطلاحي: وعاء معدني سميك متين يستخدم لتذويب الذهب والفضة؛ حيث توضع فلزات أو سبائك المعدن فيه ليدخل الموقد، أو يعرّض للنار ليذوب المعدن فيه؛ ثم يُصار بعدُ إلى سكبه.

التأثيل: فارسية: بُوتِه (كسرائي، 2014، ص 88). عُرّبت قديمًا ودخلت العربية بصيغة: بودقة: بودقة: بُودَقَةُ: مولد معرب بُوْتَه، وهو ما يصفى فيه الذهب والفضة، معروف عند الصَّاغَة (الخفاجي، 1952).

التغيرات: عُدل عن البنية الأصلية للكلمة إلى بنية شائعة في العربية: مثل: حوريّة.

نَقْش (نَگٗش)

المعنى الاصطلاحي: الزخرفة التي يطبقها الحرفي على الخنجر.

التأثيل: عربية من الجذر (نقش). جاء في اللسان: نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشًا وانْتَقَشَه: نَمْنَمَه، فهو مَنْقُوشٌ ونَقَّشَه تَنْقِيشًا، والنَقّاشُ صانِعُه، وحِرْفتُه النِّقَاشةُ، والمِنقاش الآلةُ التي يُنْقَش بها.

الدلالة: متطابقة

التغيرات الصوتية

إبدال القاف (گ).

تحريك القاف نصف حركة أو نبر بسيط.

قَلَم (گَلَم)

المعنى الاصطلاحي: الأداة التي يستخدمها الحرفي في قطع الذهب أو الفضة أو نقش الزخرفة عليهما، وتكون أداة تشبه الإزميل ورأسها مدبب أو محدد.

الشكل 14
نماذج من الأقلام المستخدمة في حرفة صناعة الخناجر

 

 

التأثيل: كلمة عربية من الجذر (قلم) الذي يدل على القطع وعلى الكتابة. جاء في اللسان: القَلَم: الذي يُكتب به، والجمع أقلام وقِلام. وكلُّ ما قطَعت منه شيئًا بعد شيء فقد قَلَمْته؛ من ذلك القلم الذي يكتب به.

الدلالة: متطابقة فقلم الحِرفي يستخدم للقطع وللنقش.

التغيرات الصوتية

إبدال القاف (گ).

كُلاّب (كٗلاّب)

المعنى الاصطلاحي: أداة صغيرة من حديد ذات فكَّين ومقبضين مثبَّتين معًا ليعملا على نزع المسامير ونحوها.

الشكل 15
يوضّح شكل الكلّاب

 

 

التأثيل: عربية من الجذر (كلب). جاء في تاج العروس: والكَلْبَتَانِ بتقديم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة: ما يَأْخُذُ به الحَدّاد الحديد المُحْمَى يقال: حَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْنِ وحَديدتَان ذَواتُ كَلْبَتْينِ وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية: العدول عن الضمة في أول الكلمة إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

مِقَصّ (مٗگَص) 

المعنى الاصطلاحي: أداة تشبه الكماشة أو الكلاب لكن فكيها على شكل حدين قاطعين تستخدم لقص المعادن.

التأثيل: مِقَص كلمة عربية من الجذر (قصّ). جاء في لسان العرب: القَصُّ: أَخذ الشعر بالمِقَصّ، وأَصل القَصِّ القَطْعُ، يقال: قصَصْ ما بينهما أَي قطعت والمِقَصُّ: ما قصَصْت به أَي قطعت.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

العدول عن الكسرة الصريحة إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

إبدال القاف (گ).

مِهْباش (مٗهْباش)

المعنى الاصطلاحي: أداة معدنية تشبه الملقط الكبير يستخدمها الحرفي لمعالجة النار وتجميع الحطب أو الجمر في موقد الصهر.

الشكل 15
يوضّح شكل المهباش

 

 

التأثيل: مهباش كلمة عربية، اسم آلة من الجذر (هبش). جاء في لسان العرب: الهَبْشُ: الجمْعُ والكسْبُ. يقال: هو يَهْبِشُ لِعِياله. ورجل هَبَّاشٌ مُكْتَسِب جامعٌ. وهَبَشَ الشيءَ يَهْبِشُه هَبْشًا واهْتَبَشَ وتَهَبَّشَه: جمَعَه.

الدلالة: لفظ مهباش غير موجود في المعاجم العربية؛ فهو مُحْدَث اشتُق على وزن من أوزان اسم الآلة القياسية (مِفْعال) من الجذر اللغوي (هَبش) الذي يعطي معنى: جمْعُ الشيء، أو تلمَّس الوسائل للحصول عليه والتقاطه، وهو ما يفعله الحرفي بالمهباش؛ إذ يستخدمه وسيلة يلتمس بها التقاط المعدن الساخن وجمعه.

التغيرات الصوتية

العدول عن الكسرة الصريحة بعد الميم إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

مِسْحَل (مٗسْحَل)

المعنى الاصطلاحي: المِسحل: المبرد، أداة تُستخدم لبرد المعادن.

الشكل 16
يوضّح شكل المسحل

 

 

التأثيل: المِسحل لفظ عربي، اسم آلة على وزن (مِفْعَل) من الجذر (سحل). جاء في اللسان: سَحَلَ الشيءَ بَرَدَه والمِسْحَل المِبْرَد والسُّحَالة ما سَقَط من الذهب والفضة ونحوهما إِذا بُرِدا.

الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

العدول عن الكسرة الصريحة بعد الميم إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

مِخْرّز (مٗخْرَز)

المعنى الاصطلاحي: أداة تشبه المِسلّة أو الإبرة الكبيرة، ومزودة بمقبض خشبي تستعمل لثقب الجلد وخياطته.

 

الشكل 17
يوضّح شكل المخرز

 

 

التأثيل: المِخْرَز لفظ عربي، اسم آلة على وزن (مِفْعَل) من الجذر (خرز). جاء في اللسان: الخَرْزُخياطة الأَدَم، وكلُّ كُتْبَةٍ من الأَدمخُرْزَة، يعني كلَّ ثُقْبَةٍ والجمع خُرَز. والخَرَّاز: صانع ذلك، وحرفته الخِرازَة، والمِخْرَزُ ما يُخْرَزُ به.
الدلالة: متطابقة.

التغيرات الصوتية

العدول عن الكسرة الصريحة بعد الميم إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

سِيْم

المعنى الاصطلاحي: سلك الفضة الذي يُسحَب تمهيدًا لاستخدامه في زخرفة الخنجر.

الشكل 18
سيم الفضة

 

 

التأثيل: فارسية: فضة، سلك (كسرائي، 2014، ص 308).

 

مِنْطَل (مَنْطَل)

المعنى الاصطلاحي: قالب أو لوحة حديدية عليها ثقوب متعددة الأحجام، تستخدم لتشكيل أسلاك الفضة التي تخرج من ثقوبها على شكل أسلاك متعددة السماكة بحسب كبر الثقب.

الشكل 19
يوضّح شكل المنطل

 

 

التأثيل: المنطل لفظ عربي، اسم آلة على وزن (مَفْعَل) بمعنى المِعصرة من الجذر (نطل). جاء في القاموس المحيط: نَطَلَ الخَمْرَ: عَصَرَها. المَناطِلُالمَعاصِرُ.

الدلالة: المَنْطل لفظ عربي موجود في المعاجم العربية بمعنى المعصرة، وقد استعمل للدلالة على هذه الآلة لشبه عملها بعمل المعصرة، وكأنها تعصر الفضة فتخرج من ثقوبها.

التغيرات الصوتية: 

لا يوجد.

جوخ

المعنى الاصطلاحي: نوع من الأقمشة يدخل في صناعة بعض أجزاء الخنجر كبطانة للقطاعة، أو بطانة للحزام.

التأثيل: فارسية. وهي من (چوخا) بالفارسية، ومعناه: بقيرة من صوف (عبد الرحيم، 2011).

 

مِلْزَم (مَلْزَم)

المعنى الاصطلاحي: أداة يستخدمها الحرفي للإمساك بقطعة المعدن وتثبيتها.

الشكل 20
يوضّح شكل الملزم

 

 

التاثيل: لفظ عربي، اسم آلة على وزن (مِفْعَل) من الجذر (لزم). جاء في اللسان: اللُّزومُ معروف. لزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْمًا ولُزومًا ولازَمه مُلازَمَةً ولِزامًا والتزَمَه وأَلزمَه إِيَّاه فالتزَمَه ورجل لُزَمَةٌ يَلْزَم الشيء فلا يفارِقه والمِلْزَم بالكسر خشبتان مشدودٌ أَوساطُهما بحديدة تُجْعَل في طرفها قُنّاحة؛ فتَلْزَم ما فيها لُزومًا شديدًا تكون مع الصَّياقِلة والأَبَّارِين.

الدلالة: متطابقة

التغيرات الصوتية

لا يوجد.

طاوة

المعنى الاصطلاحي: الوعاء الذي يستخدم لتذويب الرصاص كالبوتقة.

الشكل 21

يوضّح شكل الطاوة

 

 

التأثيل: فارسية. لفظها (تابِه) أو (تاوه) بمعنى مقلاة (كسرائي، 2014، ص 136).

 

خَرّامَة

المعنى الاصطلاحي: أداة تستخدم لإحداث ثقوب في الجلد المستخدم في صناعة حزام الخنجر.

الشكل 22
يوضّح الخرّامة

 

 

التأثيل: جاء في اللسان: رجل أَخْرَمُ الأُذن كأَخربِها مثقوبُها، والأَخْرَمُ المثقوبُ الأُذن والذي قُطِعَتْ وتَرَةُ أَنفه أَو طرفه شيئًا لا يبلغ الجَدْعَ وقد انْخَرَمَ ثَقْبُه، وأَصل الخَرْمِ الثقب والشق.

الدلالة: اللفظة غير موجودة بصيغتها في المعاجم العربية لكنها على الأوزان العربية لاسم الآلة بالدلالة نفسها من الجذر (خرم) بمعنى ثقب.

التغيرات الصوتية

لا يوجد

مِنْشار (مٗنْشارة)

المعنى الاصطلاحي: منشار مخصص لقطع المعادن.

التأثيل: لفظ عربي، اسم آلة من الجذر (نشر). جاء في اللسان: نَشَر الخشبة ينشُرها نشرًا نَحتها، والمِنْشار ما نُشِر به.

الدلالة: اللفظة موجودة في المعاجم العربية بالدلالة نفسها.

التغيرات الصوتية

العدول عن الكسرة الصريحة إلى نصف حركة أو نبر بسيط.

التغيرات الصرفية

أُنِّثَت اللفظة بزيادة علامة التأنيث.

مِلْقَط (مٗلْگَط)

المعنى الاصطلاحي: ملقط معدني كبير يستعين به الحرفي لالتقاط الأشياء ومسكها.

التأثيل: الملقط لفظ عربي، اسم آلة من الجذر (لقط). جاء في اللسان: اللَّقْطُ أَخْذُ الشيء من الأَرض لقَطَه يَلْقُطه لَقْطًا والتقَطَه أَخذه من الأَرض.

الدلالة: لم ترد كلمة مِلقَط بمعنى اسم الآلة في المعاجم القديمة؛ إلاّ أن دلالة الفعل الذي اشتقت منه مطابقة لما تُستخدم له، وقد وردت اللفظة بوصفها اسم آلة في المعاجم الحديثة؛ فقد جاء في المعجم الوسيط: (المِلْقاط): أداة من ساقين تستعمل لالتقاط الأشياء الصغيرة. (ج) ملاقيط. (المِلْقَط): المِلْقاط. (ج) ملاقط.

التغيرات الصوتية

أبدلت الكسرة بعد الميم فتحة.

أبدلت القاف (گ).

 

 

الخاتمة

حاول البحث تطبيق دراسة تأثيلية على الألفاظ المستعملة في حرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان. وقد بيّن البحث أهمية التأثيل بوصفه علمًا يمكن من خلاله تأصيل الموروث اللغوي، وتوضيح أصوله العربية، وصلاته الوثيقة باللغة العربية الفصحى. إضافة إلى أهميته لفهم مظاهر التغيرات اللغوية التي تطّرد في منطقة لغوية معينة مما يتيح تتبع مساراتها وفهم آلياتها. وقد خلص البحث إلى وضع مسردٍ بالألفاظ المستعملة في حرفة صناعة الخناجر التقليدية في سلطنة عُمان، وقد تضمن المسرد اللفظ المستعمل بنطقه الحالي، ثم توضيح لمعناه الاصطلاحي الذي يؤديه حاليًا عند أصحاب هذه الحرفة، ثم تأثيل له يبيّن أصله اللغوي الذي انحدر منه. وقد تبيّن من خلال تحليل عينة الدراسة على المستوى المعجمي أنّ:

1. الغالبية العظمى من الألفاظ المستعملة في حرفة صناعة الخناجر العُمانية عربية الأصل، وعدد قليل منها دخيل. إذ بلغ عدد الألفاظ المدروسة (37) لفظًا؛ منها (30) لفظًا من أصول عربية، و(7) ألفاظ من أصول غير عربية.لفاأألف

2. جميع الألفاظ ذات الأصل العربي إما أنها موجودة بلفظها في المعاجم العربية القديمة، أو أنها صيغت على الأوزان القياسية للمشتقات العربية من جذور عربية فصيحة.

3. جلّ الألفاظ الدخيلة تتموضع في حقل أدوات التصنيع ومواده.

4. جلّ الألفاظ غير العربية دخيلة من الفارسية، وبعضها دخيل قديم ورد ذكره في المعاجم العربية على أنه معرّب.

أما من خلال تحليل ألفاظ عينة الدراسة على المستوى الصوتي والصرفي؛ فيتبيّن ما يلي:

1. ثمة إبدالات صوتية مطردة وهي:

  • اطّراد إبدال صوت القاف بالصوت (گ)
  • إبدال صوت الضاد ظاءً.

2. يطّرد في أوزان اسم الآلة (مِفْعَل)، و(مِفْعال) عدم تحقيق الكسر في أول الوزن، والعدول عنه إلى نصف حركة باتجاه الكسر مثل: (مٗنْشارة، مٗهْباش).

3. يطّرد في وزن اسم الآلة (مَفْعَل) تحقيق الفتح في أول الوزن مثل: (مَنْطَل، مَلْزَم).

4. يُعدل عن ا  لسكون إذا جاء وسطًا في وزن ثلاثي إلى نصف حركة مثل (نَگٗش).

 ويوصي البحث بتكثيف الدراسات التأثيلية في اللغة العربية مما يسهم في زيادة الصلات بين الموروث اللغوي في العالم العربي وجذوره الفصيحة.

 

المصادر والمراجع

البغدادي، أنوار أحمد خان (2013). الحرف والصناعات في القرآن الكريم. دار الكتب العلمية.

الجريدة الرسمية العمانية، عدد 1217. شوهد بتاريخ 25/1/2023، والرابط في أدناه:

https://www.mjla.gov.om/legislation/gazettes/details.aspx?Id=341&type=G

الجوهري، إسماعيل بن حماد (1979). الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (ط2). دار العلم للملايين.

الحرّاصي، عبد الله بن ناصر وآخرون (2013). الموسوعة العمانية، (ط1). منشورات وزارة التراث والثقافة بسلطنة عمان.

الخفاجي، شهاب الدين (2015). شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل. تعليق وتصحيح محمد عبد المنعم الخفاجي. دار المكتبة الأزهرية للتراث. 

الزبيدي، محمد بن محمد بن عبد الرزاق المرتضى (1965-2001). تاج العروس من جواهر القاموس. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

الصالح، صبحي (2009). دراسات في فقه اللغة (ط3). دار العلم للملايين.

عبد الرحيم، د. فانيامبادي (2011). معجم الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها (ط1). دار القلم – الدار الشامية.

عزوز، أحمد (2011). وظيفة التأثيل في الصناعة المعجمية العربية. مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 64(4)، 955-974. http://www.arabacademy.gov.sy/uploads/magazine/mag86/mag86-4-2.pdf

علي، محمد محمد يونس (2004). مدخل إلى اللسانيات. دار الكتاب الجديد.

عواريب، سليم (2015). الأصول الأبستيمولوجية والأنطولوجية لمصطلحي التأثيل والترسيس في اللغة. مجلة مقاليد، 9، 123-127. https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/129/5/9/103259

فاضل، عبد الحق (1966). لمحات من التأثيل اللغوي. مجلة اللسان العربي، 4. 8-17.

الفيروزآابادي، مجد الدين (2005). القاموس المحيط (ط8). دار الرسالة.

مجمع اللغة العربية بالقاهرة (2004). المعجم الوسيط (ط4). مكتبة الشروق الدولية.

المحبي، محمد أمين بن فضل الله بن محمد (1994). قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل. تحقيق عثمان محمود الصيني (ط1). مكتبة التوبة.

مكتب تنسيق التعريب: https://cutt.ly/02MB5Rj

ابن منظور، محمد بن مكرم بن على (1993). لسان العرب (ط3). دار صادر.

الهيئة العامة للصناعات الحرفية (2009). الحرف العمانية دراسة توثيقية (ط1). مطبوعات الهيئة العامة للصناعات الحرفية.

 

References

Dworkin, Steven N. (2015). Etymology. In James D. Wright (Eds.), International Encyclopedia of the Social & Behavioral Sciences (2nd ed.), Elsevier. 207-211. https://doi.org/10.1016/B978-0-08-097086-8.53007-4.

Larousse.fr. https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/%C3%A9tymologie/31605

Lehmann, W.P. (2001). Etymology. In Neil J. Smelser, Paul B. (Eds.), Baltes International Encyclopedia of the Social & Behavioral Sciences, Pergamon. 4874-4877. https://doi.org/10.1016/B0-08-043076-7/03051-5

Oxford Advanced Learner's Dictionary. https://www.oxfordlearnersdictionaries.com/definition/english/etymology?q=etymology

 

جدول بالألفاظ الواردة في الدراسة التأثيلية

اللفظ

مكان وروده في البحث

خَنْجَر

ص 6

مِقْبَض

ص 7

قَرْن

ص 7

نَصْل

ص 8

طَوق

ص 9

صَدر

ص 10

غِمد

ص 10

طَمس

ص 11

قُبع

ص 12

حِزام

ص 14

حِزاق

ص 14

سَير

ص 15

رَزّة

ص 15

إبْزيم

ص 16

بُنود

ص 16

تَيزاب

ص 17

سِندان

ص 17

مِطرقة

ص 17

مِصب

ص 18

بُوتيّة

ص 18

نَقْش

ص 18

قَلم

ص 19

كُلاّب

ص 20

مِقص

ص 20

مِهباش

ص 21

مِسحل

ص 22

مِخرز

ص 22

سِيم

ص 23

مِنطل

ص 24

جُوخ

ص 24

مِلزم

ص 25

طاوة

ص 25

خَرّامة

ص 26

مِنشار

ص 27

مِلقط

ص 27