أضواء جدیدة في دور المهالبة السیاسي والثقافي في جُرجان ( 97 -386هـ/ 715- 996م )

الباحث المراسلأ.د. إبراهیم عبد المنعم سلامة أبو العلا جامعة الإسكندرية

تاريخ نشر البحث :2022-11-10
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

 

اعتمدت الحکومات المرکزیة والمستقلة منذ قیام الدولة العربیة الإسلامیة فی تدبیر شؤون الحرب والسیاسة والإدارة على النابهین من رجالات الأسر الشریفة. وکان آل المهلب العمانیون أسرة ذات ریاسة ونباهة منذ فجر الإسلام، فقد کان لهم دور بارز فی الفتوحات الإسلامیة على الجبهة الشرقیة فی عهدی عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وشارکوا مثل غیرهم من العشائر والقبائل العمانیة فی فتوح فارس والسند منذ استقرارهم بالبصرة فی خلافة عثمان بن عفان، وکانوا فی حزب الخلیفة علی بن أبی طالب بعد معرکة الجمل ضد خصومه. وقد اشتهر المهالبة، کما یذکر العوتبی، بالتزام طاعة أولی الأمر[1]، فالتحقوا بخدمة الأمویین وصاروا من رجالاتهم، وارتفعت مکانتهم لدیهم، فقد عهدوا إلى المهلب بن أبی صفرة مهاما عسکریة فی خراسان والسند وبلاد ما وراء النهر، وأوکلوا إلیه مهمة التصدی لخطر الخوارج الأزارقة والقضاء علیهم. وتقلد المهلب وأولاده أرقى المناصب الإداریة والعسکریة فی عهدی الخلیفتین عبد الملک بن مروان وولده سلیمان، وواصلوا جهودهم فی الفتوحات فی بلاد فارس وبلاد ما وراء النهر. وهکذا برز منهم رجال ذاع صیتهم فی الآفاق بما اتصفوا به من علم، وحزم وشجاعة، وکفایة إداریة، وجُود وکرم، وفی ذلک یذکر ابن خلکان: "وخلّف المهلب عدة أولاد نجباء کرماء أجواد أمجاد"[2]، وقد "أجمع علماء التاریخ على أنه لم یکن فی دولة بنی أمیة أکرم من بنی المهلب" [3].

  ورغم النکبة التی حلّت بآل المهلب على أیدی الأمویین فی موقعة العقر، وما أصابهم بعدها فی قندابیل (102هـ/ 720م)، من قتل وأسر وتشرید، فقد نشأ منهم جیل جدید بعُمان والعراق وخراسان وجُرجان وغیرها، وفی عصر الدولة العباسیة ضربوا فی کل فضیلة بسهم؛ فکان منهم القادة العسکریون، والوزراء والکتاب وولاة الأقالیم، وحَمَلة العلم ورواة الحدیث، والأدباء والشعراء. ومع أنهم فی الأصل عمانیون، غیر أن نشأتهم وإقامتهم خارج عُمان جعلتهم لا یُعرفون هناک إلا بالنسبة إلى البلد الذى سکنوه وتناسلوا به، فقیل: المهالبة البصریون، والکوفیون، والبغدادیون، والخراسانیون، والجرجانیون، والسمرقندیون، والمکیون، والمصریون، والأندلسیون وغیر ذلک.

   وقد کان لجُرجان - وهی حالیا مدینة إستراباذ من أعمال مازندران فی جمهوریة إیران الإسلامیة - شأن عظیم فی التاریخ العلمی الإسلامی؛ لشهرتها بکثرة النابغین من علمائها وشیوخها وفضلائها. وکان للمهالبة دور سیاسی وثقافی مهم بها؛ فهم الذین فتحوها ومَصرّوها، ونشروا الإسلام بها. وکانت من ولایاتهم زمن الأمویین، وتقلد خالد بن یزید ولایتها وقیادة جیوشها فی عهدی المهدی وولده الهادی العباسیین. وقد استقر بعضهم هناک وتناسلوا بها، ومن أشهرهم: عقب مخلد بن یزید بن المهلب، وأبناء عمه أبی عُیینة (عُیینة)[4]، (عزرة)[5]، بن المهلب وأحفادهم، وأسباطهم، ومنهم: أسباط الفقیه المُحدّث عبد الرحمن بن عبد المؤمن أبناء ابنته، ومنهم: زوجة الفقیه حمدان بن محمد المُشْتُوتی الجرجانی[6]، وکانوا من العلماء النابهین؛ لأنهم ینتسبون إلیهم من جهة الأم، وقد ورد فی الأثر أن ابن أخت القوم منهم[7]، کما یرجع إلیهم الفضل أیضًا فی تکوینهم العلمی المتین.

   وقد برز من هؤلاء المهالبة علماء فی الفقه، والحدیث، وروایة الأخبار، وکان منهم أیضًا شعراء، وزهاد. ومع ذلک، لم یوجه الکُتاب المحدثون لدورهم هذا ما یستحقه من اهتمام، فلم یفردوا له بحثاً قائمًا بذاته، وکل ما کتب عنه لا یعدو نتفًا متفرقة عن فتح یزید بن المهلب لجرجان، وبنائها فی ثنایا الحدیث عن الفتوحات الإسلامیة[8]، بینما أغفلوا إسهاماتهم الثقافیة الأخرى هناک، ولم یأتوا علیها، رغم معالجة بعض الباحثین فی الآونة الأخیرة موضوعات عن الحیاة الثقافیة بخراسان وبلاد ما وراء النهر فی القرنین الثالث والرابع للهجرة [9]. مما دفعنی لمعالجة هذا الموضوع فی هذه الدراسة؛ مستهدفًا إبراز ملامح هذا الدور وأهمیته، وتسلیط الضوء على بعض مآثر آلِ المهلب ومناقبهم المنسیة؛ بتوظیف بعض المصادر المنشورة والمُحققة التی لم توظف من قبل بالقدر الذی یتناسب وأهمیتها، منها: الأغانی لأبی الفرج الأصفهانی، والمُعجم فی أسامی شیوخ أبی بکر الإسماعیلی لأبی بکر الإسماعیلی الجرجانی، وتاریج جرجان للسهمی الجرجانی.

  وقد حددت الفترة من 97هـ/ 715م إلى 386 هـ/ 996م مجالا زمنیا للدراسة؛ لأن التاریخ الأول یمثل فتح جرجان ثم بناءها وتمصیرها على ید یزید بن المهلب فی العام التالی، وبدایة دور المهالبة السیاسی والثقافی بها. أما التاریخ الثانی فهو تاریخ وفاة أبی ذر جندب بن أحمد آخر من عثرنا علیه من مشاهیر آل المهلب هناک، کما کانت تلک الفترة تمثل الحقبة الذهبیة لإشعاع الحضارة الإسلامیة، وتعدد مراکزها الثقافیة شرقًا وغربًا، ومنها: جرجان. ومع ذلک فقد ظلت بصمات المهالبة باقیة بجرجان، وآثارهم العلمیة متداولة فی الآفاق فترة طویلة من الزمن بفضل النابهین من تلامیذهم وتلامیذ تلامیذهم.

أولًا: نسب المُهَالّبة

   هم بنو المُهَلّب بن أبی صُفرة العتکی. والمهلب کما یذکر ابن دُرید مفعّل من الهُلْب. والهُلْب الشّعر، والهُلْبة: الخصلة من الشعر[10]. وأبو صفرة هو ظالم (سالم وقیل غالب) بن سرّاق بن صبح بن کندی بن عمرو بن عدی بن وائل بن الحارث بن العتیک بن الأزد (الأسد) بن عمران الذى یرتفع نسبه إلى أزد عمان من عرب الیمن القحطانیة[11]، والعتیک رهط المهلب بن أبی صفرة کما جاء فی الاشتقاق لابن درید من قولهم: عتک علیه، إذا حمل إما بسیف أو غیره[12]. وکانت الأزد وما والاها تسکن مأرب فی نهایة القرن الأول المیلادی، ثم نزحت بعض قبائلها من الیمن لمّا أحست تقارب انتقاص العرم (وهی بلغة حمیر اسم للمسناة)، وخشیت السیل[13]، ثم هاجرت معظمها لما انکسر سد مأرب وتهدم بالفعل من جراء سیل العرم فی منتصف القرن السادس المیلادی، وما ترتب على ذلک فساد عمائر مأرب وکثیر من البلاد، وأزمات اقتصادیة حادة، واضطرابات سیاسیة شدیدة، وافترقت على نحو سبع وعشرین قبیلة[14]، وتوزعت هی وغیرها من القبائل والبطون الیمنیة التی اعتمدت فی حیاتها على السد کما یذکر معظم المؤرخین والنسابة فی أنحاء شبه الجزیرة العربیة وفی أطرافها، وفی العراق والشام، فأتت طائفة منهم الحجاز، وطائفة عمان، وطائفة السراة، وطائفة الأنبار والحیرة، وطائفة الشام، وقد أضیفت کل طائفة منها إلى المنطقة التی أقامت بها واستوطنتها؛ لتتمیز عن غیرها، فقیل أزد دبا، وأزد شنوءة، وأزد عمان، ومرجع الجمیع إلى الأزد الیمنیة[15].

  وکان مالک بن فهم الأزدى، کما یذکر الکلبی، أول من نزل عمان من الأزد وأول من لحق بها منهم، فیمن تبعه من ولده وقومه الأزد وغیرهم من أحیاء قضاعة[16]، وقام بتحریرها من الفرس وأصبح ملکا علیها[17]. وأخذت قبائل أخرى من الأزد تتوافد على عمان، فکان عمران بن عمرو مزیقیاء بن عامر ماء السماء أول من لحق منهم بمالک بن فهم وإخوانهم الأزد، لما علم بطیب عمان وخصبها، وعمران هو جد العتیک، وقد خرج معه ابناه الحجر والأسد (الأسود)، وتفرعت من الحجر والأسد قبائل کثیرة بعمان[18]. ونستدل من الروایات أن عمران بن عمرو عند نزوله بعمان استقر بالشاطىء الشرقی منها، ومنها انتقل بعض عقبه إلى مناطق أخرى[19]. وکانت دبا من مساکن العتیک، فابن قتیبة یذکر أن العتیک هم أزد دبا [20]. وتجدر الإشارة إلى أن الأزد ظلوا ینتقلون إلى عُمان حتى کثروا بها وقویت أیدیهم واشتدت شوکتهم، وتظاهر بعضهم إلى بعض، وقد وصفت عُمان بأنها دیار الأزد[21]، وهم الذین أطلقوا علیها هذا الاسم؛ "لأن منازلهم کانت على وادِ لهم بمأرب یقال له عُمان، فسموها به"[22]. کما نزلت عُمان قبائل أخرى من غیر الأزد، ومنهم سامة بن لؤی بن غالب وینسبه النسابون إلى قریش، وقد نزل بتوام (البریمی) فی جوار الأزد، وزوّج ابنته هند بالأسد بن عمران بن عمرو بن عامر، فولدت له العتیک بن الأسد[23].

   وقد اهتم الکُتاب القدامى من المهالبة وأنصارهم وموالیهم بنسبهم ومناکحهم وتاریخهم، فخصصوا لذلک بعض مصنفاتهم؛ فقد ألف خالد بن خداش بن عجلان المهلبی مولاهم (ت223هـ/ 838م)، وکان مؤرخًا ومحدثًا ثقة، کتابین عن تاریخهم، والخدمات الجلیلة التی أدوها للدولة الأمویة، وتصدیهم للخوارج الأزارقة، الکتاب الأول بعنوان: "أخبار آل المهلب"، والثانی بعنوان: "الأزارقة وحروب المهلب" [24]، وأفرد العلامة أبو الفرج الأصفهانی (ت362هـ/972م) صاحب ذی الوزارتین الحسن محمد بن هارون المهلبی (وزیر معز الدولة بن بویه فی عهد الخلیفة المطیع العباسی)، کتابًا عن نسبهم بعنوان: "نسب آل المهلب"[25]، وکان للمغیرة بن محمد المهلبی کتاب بعنوان: "مناکح آل المهلب"، وصنفیزید بن محمد المهلبی الشاعر کتابًا بعنوان: "کتاب المهلب وأخبار ولده" [26]، کذلک خصهم النسّابة الثقة محمد بن عبد الرحمن العبدی (توفی قبل سنة 103هـ/ 721م)، بکتابین هما: "مناکح آل المهلب"، و"نسب ولد أبی صفرة المهلب وولده" [27]. ولکن للأسف هذه الکتب مفقودة لم تصل إلینا، ولم نطلع على شیء منها. غیر أن المؤرخین والنسّابة، وأصحاب کتب الحدیث، والتراجم والسیر واللغة والأدب قد ذکروا أخبارًا متفرقة عن نسب آل المهلب وتاریخهم ونشاطهم السیاسی والحربی، ومآثرهم فی الإقدام والجود والکرم، والعلم والأدب فی ثنایا مصنفاتهم.

  وجدیر بالذکر أن بعض النسابة وکُتاب المثالب ومنهم: زیاد الأعجم صاحب کتاب المثالب الذی ألصق بالعرب کلها کل عیب وعار، وحق وباطل، والهیثم بن عدی، وکان دَعِیّا، فأراد أن یعُر أهل البیوتات تشفّیًا منهم، وأبو عبیدة مَعْمر بن المثنى وکان أصله یهودیًا، وابن مزروع، زعموا أن أصل المهالبة من عجم عُمان وأنهم تولوا الأزد، فلما سار المهلب وشرُف وعلا ذکره استلحقوه[28]. ومما لا شک فیه أن هذا الرأی زعم وافتراء وتشهیر متعمد من قبل کُتاب المثالب الشعوبیین والشعراء الذین هجوهم به، فأکثروا حسدًا لهم وتشفیًا منهم، خاصة بعد أن غضب زیاد الأعجم على المهلب بن أبی صفرة [29]، وتمرد یزید بن المهلب وإخوته على الخلیفة یزید بن عبد الملک وثورتهم علیه. وقد فطن بعض الکتاب، ومنهم: أبو الفرج الأصفهانی، إلى ذلک ورد علیهم، وفنّد ادعاءاتهم ووصفها بأنها لیست من الأقوال المعوّل علیها[30].

ثانیًا: دور المهالبة فی خدمة الدولة العربیة حتى سنة 86هـ/705م

2/ 1 دورهم فی عصر الخلفاء الراشدین

   کان أبو صفرة جد المهالبة شریفًا فی قومه بنی عمران، مقدّمًا فیهم، فلما أسلم[31]، زاد شرفه وقدّموه علیهم[32]. وتذکر الروایات أنه شارک فی الفتوحات الإسلامیة على الجبهة الفارسیة فی دولتی عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان؛ فغزا وقومه فی ثلاثة آلاف أکثرهم من أزد عُمان مع عثمان بن أبی العاص شهرک بفارس فی سنة 15هـ/ 636م، فهزموه، وقتل أبو صفرة شهرک بنفسه[33]، واستقر هو وقومه من الأزد بعد هذه المعرکة فی تَوّج من أرض فارس، فظل بها حتى خلافة عثمان بن عفان، ثم غزا مع عبد الرحمن بن سمرة القرشی إلى خراسان، فمکث بها زمنًا [34]، وعند عودته من خراسان التحق بحزب الخلیفة علی بن أبی طالب بعد موقعة الجمل، فولاه رئاسة الأزد فی العراق، وقلده على نهر تیرى ومناذر الکبرى [35]. وکان ابنه المهلب بن أبی صفرة صاحب لواء الأمان الذى عقده الخلیفة علی بن أبی طالب للجند الفارین بعد موقعة الجمل لیرجعوا إلى بلادهم، فرجع معظمهم إلى البصرة، و"تیمن الناس بلواء المهلب" [36]. وبعد وفاة أبی صفرة بالبصرة فی ولایة عبد الله بن عباس للخلیفة علی بن أبی طالب، آلت رئاسة قومه إلى المهلب أصغر أولاده (ولد قبل وفاة الرسول صلى الله علیه وسلم بسنتین)[37].

2/2 دورهم عصر الدولة الأمویة حتى سنة 86هـ/705م

  کان المهلب بن أبی صفرة فارسًا محنکًا مقدامًا من أشجع الناس وأدهاهم، برز فی مجال الحرب والقتال، وکان أیضًا سیدًا جلیلًا نبیلًا، وحکیمًا بلیغًا، کما کان میمون النقیبة، حسن السیاسة [38]. وقد تحلى المهلب بن أبی صفرة بصفات وفضائل کثیرة، کالکرم والجود والإیثار والحلم، والصدق والأمانة والوفاء. وهو إلى جانب ذلک من التابعین، ومن رجال الحدیث الثقات، وله روایة عن النبی صلى الله علیه وسلم مرسلة، "وکان أجمع الناس للخصال المحمودة للرجال" [39]. وقد خرج المهلب بن أبی صفرة غازیًا فی جیش عبد الرحمن بن سمرة القرشی لفتح سجستان فی سنة 42هـ/662م، فأبلى فی المعارک بلاءً حسنًا، وفتح معه زرنج[40]. وتذکر الروایات أنه تقلد ولایة ثغر الهند (مکران، والسند) فی عهد الخلیفة معاویة بن أبی سفیان سنة 44هـ/664م، فقام بغزوات مظفرة فی نواحی السند. وکان یقود جیشًا معظمه من قبائل الأزد فی هذه المعارک، وتمکن به من الوصول إلى القیقان، وقندابیل، ثم اتجه شمالًا لیفتح بته "بنّه"، ولاهور، وهما بین الملتان وکابل، واستطاع دحر الأعداء والقضاء علیهم[41]. وشارک المهلب بن أبی صفرة أیضًا مع الحکم بن عمرو الغفاری فی فتوحات خراسان سنة 47هـ/667م، فأظهر بأسًا ومهارة فی قتال العدو[42]. کما شارک فی فتح سمرقند، مع سعید بن عثمان بن عفان فی سنة 56هـ/675م، وفقئت عینه خلال هذه المعارک[43]. وفی سنة 61هـ/ 680م، اشترک مع سلم بن زیاد، والی خراسان وسجستان، فی غزو بلاد ما وراء النهر، وتمکن المهلب من إلحاق الهزیمة بجیش الترک، وقتل ملک الصغد فی المعرکة، وحاصر بخارى، فصالحه أهلها على أموال کثیرة، فأعجب به سلم بن زیاد، وقلده أمر خراسان عقب وفاة الخلیفة یزید بن معاویة سنة 64هـ/ 683م، ولکن المهلب تخلى عن منصبه وانسحب من خراسان وعاد إلى البصرة[44].

   وقد اشتهر المهلب بن أبی صفرة بحروبه المظفرة ضد الخوارج الأزارقة، فکان له معهم وقائع مشهورة بفارس والأهواز، واستطاع حمایة البصرة من خطرهم زمن ثورة عبد الله بن الزبیر، وفی ولایة الحجاج بن یوسف الثقفی على العراق فی عهد الخلیفة عبد الملک بن مروان[45]؛ ولذلک سمیت بصرة المهلب[46] . وقد کافأه الحجاج بن یوسف الثقفی على جهوده وبلائه فی القضاء على الأزارقة، فأسند إلیه ولایة خراسان سنة 78هـ/ 697م، فمکث المهلب فی البصرة للراحة، وبعث ابنه حبیبًا نائبا عنه إلى خراسان، فأقام بها عشرة أشهر حتى لحق به فی سنة 79هـ/ 698م. واستبشر أهل خراسان بولایة المهلب علیهم، وفرحوا فرحًا شدیدًا[47]، وفی سنة 80هـ/ 699م، أناب المهلب ابنه المغیرة على خراسان[48]، وتحرک منها لفتح بلاد ما وراء النهر، فقطع نهر بلخ ونزل على کِسّ[49]، واستولى علیها، واتخذها قاعدة له لانطلاق قواته للاستیلاء على المناطق المجاورة. ثم وجه ولده یزید (وکان قد ولاه کرمان من قبل)[50]؛ لفتح إقلیم الختل ببلاد ما وراء النهر، فاستولى علیه صلحًا. کما أرسل ابنه الآخر حبیًبا على رأس جیش کبیر إلى بخارى، فأوقع بأهلها وأخضعهم، ثم عاد إلى أبیه فی قاعدته کِس[51]. وعندما شعر المهلب بدنو أجله جمع أولاده و أوصاهم، واستخلف علیهم یزید وکان فی الثلاثین من عمره، وأمرهم بطاعته وعدم مخالفته. وعند موت المهلب بمرو فی ذی الحجة سنة 82 هـ/ 702 م، کتب یزید بن المهلب إلى الحجاج بوفاته واستخلافه إیاه، فأقره بموافقة الخلیفة عبد الملک بن مروان على خراسان[52].

   وواصل یزید بن المهلب مسیرة والده المظفرة فی الفتوحات، فزحف بقواته نحو قلعة نیزک الحصینة بباذغیس فی سنة 84هـ/ 703م، فحاصرها حصارًا شدیدًا، فصالحه نیزک على أن یدفع إلیه ما فی القلعة من الخزائن، ویرتحل عنها بعیاله، وکتب یزید بالفتح إلى الحجاج[53]. کما غزا خوارزم أیضًا فصالحه أهلها، ثم رجع إلى خراسان[54]. ومع ذلک، فقد سعى الحجاج عند الخلیفة عبد الملک بن مروان فی عزله عن خراسان لحسده آل المهلب، وتخوفه من یزید "لما یرى فیه من النجابة فیخشى منه لا یترتب مکانه، فکان یقصده بالمکروه فی کل وقت کی لا یثب علیه"[55]. وقد نجح الحجاج فی عزل یزید بن المهلب عن ولایة خراسان، وقلدها أخاه المفضل بن المهلب فی ربیع الآخر سنة 85هـ/ 704م، فولیها تسعة أشهر، فغزا باذغیس مرة أخرى ففتحها وأصاب مغنمًا، ثم غزا أخْرون وشومان، فظفر وغنم، ثم عزله الحجاج سنة 86هـ/705م، وقلدها قتیبة بن مسلم الباهلی [56].

  ولما وصل یزید بن المهلب العراق قبض الحجاج علیه وسجنه، وأخذ من بنی المهلب أیضًا مدرکًا وزیادًا وأبا عیینة، فحبسهم لانتظار عزل المفضل، فلما عزله قبض علیه وسجنه معهم، کما نکب بقیة إخوتهم؛ فعزل عبد الملک عن شرطته وسجنه معهم، وأخذهم بسوء العذاب، وعزل حبیب عن کرمان وسجنه بالبصرة وعذبه أیضًا، وأغرم الجمیع ستة ملایین درهم[57]. ومکث یزید بن المهلب وإخوته فی سجن الحجاج حتى سنة 90 هـ/708م؛ إذ تمکنوا من الهرب فی غفلة من حرسهم[58]، ولحقوا بسلیمان ابن عبد الملک ولی العهد مستجیرین به من الحجاج، فآمنهم وکتب إلى أخیه الخلیفة الولید کتابًا یطلب لهم الأمان[59]، وتعهد برد الأموال عن یزید، فأمنهم الخلیفة الولید وکتب إلى الحجاج عدم التعرض لهم، والتحریض علیهم[60]، فلما رأى ذلک الحجاج کفّ عن أبی عُیینة وحبیب، وأسقط عنهم الأموال التی کان أغرمهما إیاها. وأقام یزید بن المهلب عند سلیمان مکرمًا، وکان کما یذکر الطبری من أحسن الناس عنده منزلة، ولم یتمکن الوشاة من إفساد هذه العلاقة القویة، وظل الحال على ذلک حتى وفاة الولید بن عبد الملک وتولى سلیمان الخلافة سنة 96هـ/ 714م[61].

ثالثًا: دور المهالبة السیاسی بجرجان

3/1 اسم جرجان وموقعها الجغرافی وبدایة اتصال المسلمین بها

   جرجان مدینة مشهورة، لعبت دورًا مهمًا فی عصر الساسانیین[62]، وهی إحدى کور إقلیم الدیلم الخمس[63]، وتقع فی أقصى شمال بلاد فارس جنوبی شرقی بحر قزوین، ویحدها من الجنوب إقلیم خراسان، وشرقًا إقلیم خوارزم، وغربًا بحر قزوین وإقلیم طبرستان. اعتبرها بعض الجغرافیین المسلمین تابعة لإقلیم خراسان، فی حین ذکرها بعضهم الآخر من أعمال طبرستان بسبب وقوعها بینهما[64]. وکانت جرجان وطبرستان عند فتحهما من عمل خراسان[65]. وسُمیت جُرجان بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها جُرجان بن لاوذ بن سام بن نوح علیه السلام، وفی روایة أخرى نسبة إلى جرجیج بن ولاد[66]. وکان العجم من الفرس یستوطنون جُرجان، وکان یحکمهم ملک یلقب بالمرزبان، ولم تکن جُرجان مدینة ممصرة یومئذ، إنما کانت منطقة تحیط بها الجبال، ویغلب على أعمالها الجبال والقلاع، وقد حصّنها أهلها بحائط من آجر لا یرام، لصد هجمات المغیرین علیها والطامعین فیها، خاصة جیرانهم الترک سکان خوارزم "وهو حائط طویل أحد طرفیه داخل فی البحر أربعة فراسخ، والطرف الآخر حیال جبال خراسان، وعلى کل فرسخ حصن"[67]. ویتضح من الروایات أن أتراک خوارزم حاولوا مرارًا الاستیلاء على جرجان، وکانت حصانة أسوارها تمنعهم من الوصول إلیها[68]. ویبدو أن الأتراک لجأوا إلى الحیلة للاستیلاء على جرجان حتى ظفروا بها وتغلبوا على أهلها، وکان یحکمهم ملک اسمه صول. وأذاق الترک أهل خراسان شراً، کما استولوا على دهستان والبحیرة [69] .

    وفی عهد الخلیفة عمر بن الخطاب تطلع المسلمون إلى فتح جرجان بعدما فتحوا الری وقومس؛ ففی عام 18هـ/639م، زحف المسلمون بقیادة سوید بن مقرن على رأس قواته نحو جرجان وعسکر ببسطام، فکاتبه رزبان صول ملک جرجان وبادره بالصلح على الجزیة ویکفیه حرب جرجان، وأن یُعینه سوید إن غُلب، فقبل سوید ذلک وکتب بینه وبینهم عهدًا آمنهم فیه على أنفسهم وأموالهم وملکهم وشرائعهم، واستقبله رزبان صول قبل دخوله جرجان، فدخل معه وعسکر بها حتى جبى الخراج، وسمى ثغورها، فسَدْهَا بعناصر ترکیة، ورفع الجزیة عمن قام بمنعتها وأخذ الخراج من الباقین[70]. ثم غزاها سعید بن العاص والی الکوفة فی خلافة عثمان بن عفان سنة 29هـ / 640م ( وقیل 30هـ /650م)، فاستقبله أهلها بالصلح وأطاعوه وهابوه، وصالح ملکهم على مائتی ألف درهم (ویقال على ثلاثمائة ألف درهم)، فکان یؤدیها إلى غزاة المسلمین[71].

  وجدیر بالذکر أن الفتح الإسلامی لجرجان لم یکن مستقرًا؛ فکان أهلها یؤدون الجزیة تارة، ویمنعونها تارة أخرى، ثم انغلقت وارتد أهلها عن الإسلام، فامتنعوا عن دفع الخراج[72]. ولم یکتفوا بذلک بل قطعوا الطریق المؤدیة إلى بلاد ما وراء النهر، وهاجموا المسلمین، کما أفسدوا طریق خراسان فلم یسلکه أحد من ناحیة قومس إلا على وجل وخوف من أهلها [73]. ورغم جهود قتیبة بن مسلم العسکریة وفتوحاته الکثیرة فی بلاد ما وراء النهر، وتأمینه الطریق من قومس حین ولى خراسان، إلا أنه لم یضع حدًا لتجاوزات الجرجانیین وعبثهم؛ فکان ذلک سبب غزو یزید بن المهلب لجرجان وطبرستان واهتمامه بهما؛ عندما قلده الخلیفة سلیمان بن عبد الملک أمر خراسان. وکان الخلیفة سلیمان بن عبد الملک، کما یذکر الطبری، معجبًا بفتوحات قتیبة بن مسلم فی بلاد ما وراء النهر، وکان کلما فتح قتیبة فتحًا یتباهى به ویُحدث یزید بن المهلب عنه، کان یزید بن المهلب یُقلل من شأن هذه الفتوحات ویقول للخلیفة سلیمان: "ما فعلت جرجان، حالت بین الناس والطریق الأعظم، وأفسدت قومس وأبرشهر"، ویقول أیضًا: "هذه الفتوح لیست بشیء، الشأن فی جرجان"[74]. فلما ولاه الخلیفة سلیمان بن عبد الملک خراسان لم یکن له همة غیر جرجان؛ فعندما وصل إلى قومس وجد رائحة منتة، فاستفسر عنها، فعلم أنها رائحة قتلى المسلمین الذین قتلهم صول الترکی عند إغارته على هذه الناحیة، فقال: "قبح الله قتیبة، ترک هؤلاء وهم فی بیضة العرب وأراد غزو الصین"[75].

3/2 یزید بن المهلب والفتح الأول لجرجان 97هـ/ 715م

  یذکر البلاذری أن یزید بن المهلب استأذن الخلیفة سلیمان بن عبد الملک، وکان قد ولاّه خراسان ولایة عامة فی غزو جرجان فأذن له. فبعث یزید ابنه مخلدًا على خراسان لیمهد له الأمر قبل وصوله، فلما قدم یزید بن المهلب خراسان أقام بها أشهر الشتاء یجهز لغزو جرجان، ثم زحف نحوها فی ثلاثین ألفًا من أهل الشام والعراق وخراسان سوى الموالی والمطوعة، فاعترضه صول الترکی صاحب دهستان والبحیرة (وهی جزیرة فی البحر بینها وبین دهستان خمسة فراسخ، وهما من جرجان مما یلی خوارزم)[76]. فابتدأ بقهستان فحاصرها وأقام علیها وکان أهلها من الترک، فکانوا یخرجون للقتال فیهزمهم المسلمون، فیرتدون إلى داخل حصنهم، ثم یعاودون الکرة مرات فیقاتلهم المسلمون ویشتدون علیهم. وقد احتفظت المصادر بأخبار مهمة عن شجاعة بعض فرسان المسلمین وبسالتهم فی القتال ضد أتراک قهستان؛ نذکر منها: قوة ضربات محمد ابن عبد الرحمن بن أبی سبرة الجعفی وشدة بأسه فی قتالهم، فالطبری یذکر أنه حمل على ترکی یصد الناس عنه، فاختلفا ضربتین فثبت سیف الترکی فی بیضة ابن أبی سبرة، وضربه الأخیر فقتله ورجع وسیفه یقطر دماً وسیف الترکی فی بیضته، فنظر المسلمون إلى أحسن منظر رأوه فی قتال أهل قهستان[77].

   ونستدل من الروایات أیضًا على شجاعة یزید بن المهلب وبسالته وحُسن بلائه فی المعارک التی کان یقودها بنفسه؛ فقد خرج ومعه أربعمائة من قادة جیشه یبحث عن مکان یدخل منه على أهل دهستان، فهجم علیه جماعة منهم وکانوا نحو أربعة الآف، واشتبک الفریقان فی معرکة عنیفة، فلما شعر المسلمون بصعوبة القتال طلبوا من قائدهم یزید بن المهلب أن ینصرف ویواصلوا هم القتال، فأبى أن یفعل وغشی القتال بنفسه، و قاتل قتالًا شدیدًا، وقاتل أصحابه فأحسنوا القتال حتى انصرف عنهم عدوهم ولم یظفروا منهم بشیء[78]. ولاشک أن انتصارات یزید بن المهلب والمسلمین على أتراک دهستان قد أمدتهم بدفعة معنویة هائلة جعلتهم یصرون على فتح مدینتهم عنوة.

   وقد واصل المسلمون قتال أتراک دهستان وشدوا علیهم فیه، وکانوا کلما خرجوا من مدینتهم صدمهم المسلمون وهزموهم، فیتقهقرون إلى داخلها، وأنزل یزید بن المهلب جنوده لحصارها من کل جانب، وقطع الإمدادات التی کانت تأتیهم وتساعدهم على تحمل الحصار ومواصلة القتال، فأصابهم الجهد والضعف وعجزوا عن قتال المسلمین، فلما اشتد علیهم الحصار والبلاء الذی دام ستة أشهر أرسل صول إلى یزید بن المهلب یسأله الصلح، على أن یؤمنه على نفسه وأهل بیته وماله، ویدفع إلیه دهستان وأهلها وما فیها، فقبل یزید بن المهلب ذلک وصالح علیه، ودخل المدینة فاستولى على ما کان فیها من الأموال والکنوز والسبی، وأمر بقتل أربعة عشر ألف ترکی من أهلها صبرًا فقتلوا، وکتب بهذا الفتح إلى الخلیفة سلیمان بن عبد الملک[79] .

    ویبدو أن شدة یزید بن المهلب وقسوته فی معاملة أتراک دهستان عند دخولها، قد أدخلت الرعب والفزع فی نفوس أهالی جرجان، مما دفعهم إلى مسالمته وموادعته. ویؤید هذا التخریج أنهم خرجوا لاستقباله عندما بلغهم خبر زحفه إلیهم، وخشوا أن یعاملهم نفس معاملة أهل دهستان، لغدرهم ونکوصهم على عهد المسلمین، یسألوه تجدید الصلح القدیم الذی کان بینهم وبین سعید بن العاص[80]، وزادوه وهابوه "فأجابهم إلى ذلک وصالحهم" [81].

   وجدیر بالذکر أن الطبری یذکر روایة أخرى، تفید أن فتح جرجان کان ثمرة تعاون بین یزید بن المهلب وبعض رؤساء جرجان السابقین، فقال: "إن صولاً الترکی صاحب دهستان والجزیرة کان یُغیر على فیروز بن قول مرزبان جرجان وبینهما خمسة وعشرون فرسخا، فیصیب من أطراف جرجان ثم یرجع". ویبدو أن عدم قدرة مرزبان جرجان على مدافعة صول الترکی کانت سبباً فی انقلاب ابن عم له یدعى المرزبان علیه ونجاحه فی الإطاحة به، وفرار فیروز بن قول من جرجان إلى البیاسان، فدخل صول جرجان، وبدأ یستعد لملاحقة صاحب البیاسان؛ مما دفعه إلى التحالف مع یزید بن المهلب صاحب خراسان ضد صول، فخرج إلیه بخراسان وأحکم معه التدبیر للإیقاع بصول، ونصحه أن یکتب کتاباً إلى الإصبهبذ صاحب طبرستان - وکان موالیًا لصول- یظهر فیه التعظیم له، ویسأله أن یحتال لصول حتى یقیم بجرجان، وله على ذلک مکافأة مالیة کبیرة تبلغ خمسین ألف مثقال، وکان یزید بن المهلب یعلم أن صاحب طبرستان سیبعث بکتابه هذا إلى صول یتقرب به إلیه، فیتحول صول عن جرجان وینزل البحیرة، وهذا ما کان یهدف إلیه یزید؛ لیسهل علیه دخول جرجان ثم مهاجمة صول والقضاء علیه. ونجحت خطة یزید مع فیروز بن قولفی الإیقاع بصول، الذی تحول هو ورجاله إلى الجزیرة، وشحنها بالأطعمة والعتاد لیتحصن بها، ولما بلغ یزید ابن المهلب هذه الأخبار، استخلف أولاده وأولاد أخوته على أعماله بخراسان وما وراء النهر؛ لیتفرغ لقتال أهل جرجان، فاستخلف ابنه مخلد بن یزید على خراسان، وابنه معاویة بن یزید على سمرقند وکس ونسف وبخارى، وحاتم بن قبیصة بن المهلب على طخارستان، ثم زحف فی ثلاثین ألف ومعه فیروز بن قول نحو جرجان، فدخلها لم یعازره أحد، وأصاب بها أموالًا کثیرة، وهرب المرزبان منها[82].

   وأیا کان الأمر، فبعد أن فرغ یزید بن المهلب من فتح جرجان، تطلع إلى طبرستان وعزم على أن یسیر إلیها، فقلد رجاله على نواحی جرجان وترک معهم حامیات؛ لحفظها وتأمین الفتح، فاستعمل عبد الله بن المعمّر الیشکری على دهستان والبیاسان وخلّف معه أربعة الآف جندی، ثم سار إلى أدانی جرجان مما یلی طبرستان، واستعمل على أندرستان أسد (راشد) بن عمرو وجعل معه أربعة الآف من رجاله، ودخل طبرستان، فأرسل إلیه الإصبهبذ صاحبها یسأله الصلح، وأن یرحل عن بلاده، فأبى یزید بن المهلب وطمع أن یفتحها، وأقام معسکره بأطرافها، وبعث ثلاث سرایا من رجاله لتطویق الإصبهبذ، فجعل على قیادتها أخاه أبا عیینة وابنه خالد بن یزید وأبا الجهم الکلبی، وعهد إلى أبی عیینة القیادة عند اجتماعهم[83]. ویفهم من الروایات أن صاحب طبرستان أدرک صعوبة مواجهة جیوش المسلمین منفردًا، فاستنجد بأهالی المناطق المجاورة، فتقدم أهالی جیلان والدیلم لمساندته، ودارت بینهم وبین المسلمین معرکة حامیة بسفوح جبال طبرستان. وقد أبلى المسلمون بلاءً حسنًا وانتصروا على أعدائهم، ففروا أمامهم وصعدوا الجبال، فأتبعهم المسلمون للقضاء علیهم، فرماهم العدو بالنشاب والحجارة، فانهزموا وتقهقروا إلى معسکر یزید، وکف عدوهم عن إتباعهم[84] .

  ویبدو أن الأصبهبذ صاحب طبرستان خشی من تجمع قوات المسلمین وتوحید صفوفهم ومعاودتهم قتاله من جدید، انتقامًا لهزیمتهم، فأراد إبعادهم عن بلده دون الدخول معهم فی معرکة حاسمة، فلجأ إلى الحیلة لتحقیق ذلک، فکتب إلى أهالی جرجان ورئیسهم المرزبان یخبرهم بانتصاره على یزید بن المهلب وأصحابه، ویطلب منهم أن ینقلبوا على من عندهم من المسلمین، وأن یقطعوا الطرق المؤدیة إلى بلاد الإسلام؛ لیمنعوا وصول الإمدادات منها إلى جیش یزید بن المهلب، ووعدهم الإصبهبذ أن یکافأهم على ذلک، فنکص أهل جرجان العهد وثاروا علیهم، وهاجموهم وهم آمنون فی منازلهم، فقتلوهم جمیعا وفیهم خمسین رجلاً من أبناء عمومة یزید بن المهلب فی لیلة، "فأصبح عبد الله بن المعمر مقتولًا وأربعة آلاف من المسلمین لم ینج منهم أحد، وکتبوا إلى الإصبهبذ بأخذ المضایق والطرق"[85]. وبلغت یزید بن المهلب أخبار نکبة المسلمین بجرجان فعظم علیه ذلک، کما هاله قطع الطرق ومنع وصول الإمدادات إلیه، فسعى لیصلح أهالی طبرستان وبعث أبا معمر حیان النبطی الترکی من أهالی بلاد ما وراء النهر، وکان من دهاة رجاله؛ لیفاوض الإصبهبذ فی شأن الصلح "فصالحه على سبعمائة ألف، وقیل خمسمائة ألف وأربعمائة وقر زعفران أو قیمته من العین، وأربعمائة رجل، على کل رجل بُرنس وطیلسان، ومع کل رجل لجام فضة وسرقَة خز وکسوة"، فقبل ابن المهلب ذلک الصلح، وأرسل من یحمل ما صالحهم علیه حیان النبطی، وانصرف إلى جرجان[86].

  ومن المرجح أن یزید بن المهلب سعى إلى الصلح مع أهالی طبرستان لتأزم موقف قواته هناک، وخوفه من تحالف أهالی جرجان مع أهالی طبرستان على قتاله، مما قد یُعرض قواته للخطر، وکذلک رغبته فی العودة إلى جرجان لیثأر من أهلها لغدرهم بالمسلمین. ویتضح من الروایات أنه کان مستعداً لقبول أی شروط صلح قاسیة یُملیها الإصبهبذ لتوقیع هذا الصلح معه؛ فالطبری یذکر أن یزید بن المهلب "قد طابت نفسه على أن یُعطیهم ما سألوا ویرجع إلى جرجان"[87]. ونستدل من إحدى روایات الطبری أیضًا أن دهاء أبی معمر حیان النبطی وقدرته على خداع الإصبهبذ، وکذلک رغبة الأخیر فی إبعاد خطر المسلمین المحدق ببلاده، کان وراء قبوله هذه الشروط الصعبة للصلح مع ابن المهلب[88].

3/3 یزید بن المهلب والفتح الثانى لجرجان 98هـ / 716م

   بعد أن فرغ ابن المهلب من صلح طبرستان سار إلى جرجان، فلما بلغ المرزبان الخبر خشی انتقامه؛ لغدره بجنده ونقضه عهده. فجمع قواته وتوجه إلى حصن وجاه فاحتمى به، وکان حصناً منیعاً لا یرام تحیط به الغیاض من کل جانب، ولا یؤخذ إلا من طریق واحد. وکان المرزبان قد شحنه على ما یبدو بالمؤن والعتاد والعدة تحسبًا لحصار طویل. وأقبل ابن المهلب نحوهم وحاصرهم ونصب المنجنیق علیهم مدة سبعة أشهر، فکانوا یخرجون مراراً فیقاتلونه ویرجعون إلى حصنهم[89]. ولقد لعبت المصادفة دورًا مهمًا فی اکتشاف المسلمین طریقاً آخر للوصول إلى حصن وجاه. فالطبری یذکر أن الهیّاج ابن عبد الرحمن الأزدی من أهل طوس، وکان منهوما بالصید[90]، خرج یتصید فأبصر طریقًا فی الجبل، فتتبع الأثر حتى اکتشف معسکر الجرجانیین، فرجع إلى أصحابه وقد بَعُد عنهم، فخشی ألاّ یهتدی إلى موضع الجرجانیین عند الرجوع إلیه بصحبة المسلمین، فمزق قباءه وعقد على الشجر علامات حتى وصل، فأتى ابن المهلب فأخبره بمکان معسکر أهل جرجان، فکافأه بأربعة الآف درهم. واغتنم هذه الفرصة للاستیلاء على حصن وجاه المنیع الذی استعصى علیه طیلة سبعة أشهر، ووضع خطة عسکریة محکمة تقوم على مباغتة أهل الحصن بقوة تتکون من ألف وأربعمائة رجل من رجاله، بینما یتقدم هو وبقیة جنده لقتالهم عند أسوار حصنهم کالمعتاد والقضاء على مقاومتهم؛ ولکنه علم أن الطریق الخلفیة للاستیلاء على الحصن لا تتسع لجنده، فانتخب منهم ثلاثمائة مقاتل واستعمل علیهم ابنه خالد بن یزید، وقال له: "إن غلبت على الحیاة فلا تُغلبن على الموت، وإیاک أن أراک عندی منهزماً"، وضم إلیه جَهم بن زحرْ الجُعفی[91].

    وأحکم یزید بن المهلب تدبیره لإنجاح خطته، فقرر أن یبدأ بمهاجمة الحصن عند الظهیرة فیشغل المدافعین عنه، بینما تهاجم القوة الأخرى أهل الحصن من خلفهم عند العصر، فیطبقون علیهم ویحطمون مقاومتهم، ویستولون على الحصن. ولما انتصف النهار أمر یزید بن المهلب جنده أن یُشعلوا النار فی کل الحطب الذی جمعوه حول الحصن، فصار مثل الجبال من النیران، ففزع أهل الحصن منها وخرجوا إلیهم، فحمل علیهم المسلمون وقاتلوهم قتالًا شدیدًا. وعند العصر هجم جهم بن زحر وقواته على عسکر الترک وهم آمنون، فما شعروا إلا بالتکبیر من ورائهم، ففزعوا فزعًا شدیدًا، ودفعهم جهم بن زحر عن باب الحصن وفتحه، فی حین ارتد جمیع المقاتلین أمام یزید إلى حصنهم، فتتبعهم إلى داخله وهزمهم هزیمة منکرة، فاستسلموا له ونزلوا على حکمه[92].

   وکتب یزید بن المهلب إلى الخلیفة سلیمان بن عبد الملک خبر فتح طبرستان وجرجان[93]، وأنه قد تحصل عنده من خُمس الفیء - بعد أن أدى لجمیع جنده نصیبهم من الفیء والغنیمة - مبلغًا ضخمًا، ویستأذنه فی الانصراف إلیه لیسلمه هذا المال، فلما قرأ الخلیفة کتاب الفتح سره سرورًا شدیدًا [94]. ونستدل من الروایات أن یزید بن المهلب کان مُعتزاً بفتح طبرستان وجرجان مُتباهیًا به، فقد عظّم للخلیفة سلیمان بن عبد الملک هذا الفتح الذی تم على یدیه فی عهده، ولم یتحقق لأکاسرة فارس، وأعیا حکام المسلمین منذ خلافة عمر بن الخطاب ومن جاء بعده من أمراء المؤمنین[95]. ومن المرجح أن اعتزاز یزید بن المهلب بفتح طبرستان وجرجان وتباهیه به وإشارته إلى أنه لم یتحقق فی عهود الحکام السابقین وقادتهم، إنما یرجع إلى أسباب عدة ، منها: أهمیة هذا الفتح، ورغبته فی إظهار مقدرته العسکریة الفائقة کفاتح عظیم، وأنه یتفوق على غیره من قادة الفتح الإسلامی فی المشرق، ومنهم: قتیبة بن مسلم الباهلی؛ إذ کان الخلیفة سلیمان بن عبد الملک یتباهى بفتوحاته فی بلاد ما وراء النهر، وأخیراً الإشارة إلى دوره فی خدمة دولة الإسلام؛ ففتح جرجان وتثبیته کان مقدمة لانتشار الإسلام بها، وهجرة القبائل العربیة إلیها.

  وجدیر بالذکر أن المغیرة بن أبی قرة مولى بنی سدوس کاتب یزید بن المهلب کان قد نصحه أن یکتب للخلیفة سلیمان بن عبد الملک بالفتح دون أن یُسمی له خمس الفیء، وأن یسأله القدوم علیه بدمشق ویشافهه بما یحب من أمر هذا المال. وبرر له ذلک أن الخلیفة قد یستکثر هذا المال فیأمر بحمله إلیه، أو یهبه له فیتکلف یزید الهدیة، فلا یأتیه من قِبل یزید شیء إلا استقله، کما برر له ذلک أیضًا: إن هذا المال سیبقی علیه فی دواوین بنی أمیة، وسیُحاسب علیه عند ولایة خلیفة آخر ممن قد یتحاملون علیه، فرفض یزید هذه النصیحة وأمضى الکتاب کما هو، فوقع فی یدی عمر بن عبد العزیز الذی ولّى الخلافة بعد وفاة سلیمان بن عبد الملک، فأخذ یزید به وحبسه[96]. ویعلق الحمیری على ذلک فقال: "وکأن الذى أشار علیه رأى الغیب من ستر رقیق"[97].

3/4 نکبة المهالبة على ید الأمویین وضیاع سلطانهم بجرجان

  مکث یزید بن المهلب بجرجان بعد فتحها بعض الوقت فقام ببنائها، ثم قلد علیها جهمًا بن زخر الجعفی، وسار إلى خراسان فی طریقه إلى الشام لملاقاة الخلیفة سلیمان بن عبد الملک، فتلقته الهدایا. وتصادف أن مات الخلیفة سلیمان بن عبد الملک فی صفر سنة 99هـ / سبتمبر717م، فوقع کتاب یزید بن المهلب إلیه فی ید الخلیفة عمر بن عبد العزیز، فکتب إلیه یطلب البیعة منه ومن أهل البلاد التی یتقلدها، وأن یستخلف على خراسان ویقبل إلیه، فاستخلف علیها ابنه مخلدًا وسار إلى العراق فی طریقه إلى الشام. وفی الطریق بلغته أنباء عزله عن العراق وولایة عدی بن أرطأة الفزاری، وعند وصوله إلى العراق قبض والیها علیه، وطالبه بالأموال التی جباها من بلاد خراسان وجرجان وطبرستان، فأنکرها یزید، فأوثقه فی الحدید وحبسه[98]. وحاول بعض الأزد عشیرة ابن المهلب إنقاذه قبل أن یصل إلى الشام، ففشلوا. واقتاده الحراس حتى سلّموه إلى الجند بعین التمر، فحملوه إلى الخلیفة عمر بن عبد العزیز، فحبسه وابنه معاویة بحصن حلب[99]، وطالبه بالأموال التی کتب بها إلى سلیمان، فأنکرها یزید وادعى أنه کتب بها إلى سلیمان من باب المباهاة لیُسمع الناس به، وأن سلیمان لم یکن لیطالبه بها [100]، فاستنکف الخلیفة هذا الادعاء، وأصر على اتهامه لیزید باختلاسها، فطلب منه یزید أن یُطلق سراحه لیجمع له الأموال التی یطالبه بها، فرفض الخلیفة ذلک، وقال له: "أتأخذها من الناس مرة أخرى" [101].

  کذلک نکب الخلیفة عمر بن عبد العزیز یزید بن المهلب فی بقیة أولاده، فعزلهم عن أعمالهم التی استخلفهم والدهم علیها، ومنهم: مخلد بن یزید، فعزله عن خراسان وقلدها للجراح بن عبد الله الحکمی، فأقبل مخلد بن یزید من خراسان على الشام لیتشفع لأبیه عند الخلیفة عمر بن عبد العزیز، وعرض علیه أن یُصالح یزید على ضیاعه وفاءً للمال الذى یتهمه فیه، فرفض الخلیفة وأصر على أخذ یزید بالمال الذی ذکره فی کتابه لسلیمان[102]. ویبدو أن رفض الخلیفة لهذا الاقتراح کان بسبب إنکار یزید اختلاس هذا المال، ورفضه أن یُقسم على ذلک[103]، ولاعتقاده أیضًا أن هذه الضیاع کانت هی الأخرى من بیت مال المسلمین، فلا یحق لیزید أن یتصرف فیها.

   واستمر یزید بن المهلب فی حبسه حتى بلغه خبر احتضار الخلیفة عمر بن عبد العزیز فی سنة 101هـ / 720م، فهرب وابنه معاویة بمساعدة موالیه، بعد أن برطل عامل حلب والجند المکلفین بحراسته، خوفًا من بطش یزید بن عبد الملک ولی العهد لسوء العلاقة بینهما؛ لأسباب منها: تعالِ ابن المهلب علیه وتوعده بقتاله عند ولایته الخلافة[104]، وقیامه بتعذیب آل عُقیل رهط الحجاج الثقفی - وکانوا أصهار یزید بن عبد الملک – فی أثناء ولایته على العراق سنة 97هـ/ 715م، وکان ابن عبد الملک قد تشفع لأصهاره، فلم یقبل ابن المهلب شفاعته، فهدده بتقطیع جسده لئن صارت الخلافة إلیه، وأقسم على ذلک[105].

   انزعج الخلیفة یزید بن عبد الملک لفرار یزید بن المهلب، واهتم بتعقبه والقبض علیه قبل أن یتفاقم أمره، وأدرک بثاقب نظره أنه سیلجأ إلى البصرة حیث عشیرته بنی المهلب وأعوانه وأنصاره من الأزد؛ فأمر عدی بن أرطأة والیه على البصرة أن یقبض على منْ بها من آل المهلب وموالیهم وشیعتهم ویحبسهم. فوقع فی قبضته المفضل وحبیب ومروان وعبد الملک إخوة یزید وضیّق علیهم، ونجا محمد بن المهلب من هذا المصیر[106]. وجدیر بالذکر أن یزید بن المهلب وإخوته مالوا إلى الصلح مع عدی بن أرطأة، وحقن دماء أهل البصرة فرفض[107]، فبعث إلیه أن یطلق سراح إخوته مقابل الصلح، وتعهد له أن یترکه على حکم البصرة على ألا یتعرض له عند قتال الخلیفة یزید ابن عبد الملک وجیوشه، فلم یقبل ذلک منه[108]. ونستدل من الروایات أن عبد الملک بن المهلب لم ییأس من عقد الصلح مع الخلیفة یزید بن عبد الملک، فقد أرسل إلیه من محبسه ولده حمید بن عبد الملک، یطلب الأمان لیزید وأهل بیته، فوافق الخلیفة وبعث إلى یزید ابن المهلب رسولین بالأمان، ولکن الأخیر رفض الانصیاع وموادعة الخلیفة الأموی، فتفاقم الوضع بینهما، وأخذ یستعد للاستیلاء على البصرة[109].

وهکذا فشلت محاولات الصلح بین الأطراف المتنازعة، ویرجع ذلک فیما أرى إلى فساد نوایاهم وشک کل منهم فی الآخر؛ فعبد الملک بن المهلب یطلب الأمان له ولإخوته خشیة أن یفتک بهم الخلیفة یزید بن عبد الملک وهم فی قبضته، ولم یجنح یزید بن المهلب للسلم کافة، بل کان مصممًا على التمرد، وعرض الصلح على صاحب البصرة فقط، لیستمیله إلیه ویستقطبه إلى جانبه حتى یتفرغ لقتال الخلیفة. وقد لحق یزید بن المهلب بالبصرة، فانتصر على جیشها بمساعدة أنصاره وأعوانه الذین کان یتزعمهم محمد بن المهلب، وغلب علیها وقبض على عاملها عدی بن أرطأة فحبسه، فهرب وجوه أهل البصرة منها ولحق بعضهم بالکوفة وبعضهم الآخر بالشام، وأخلى یزید بن المهلب سبیل إخوته من السجن، وخلع یزید بن عبد الملک[110]، وطلب الخلافة لنفسه[111]، وبعث بعماله إلى الأهواز وفارس وکرمان ومُکران وعُمان والسند والهند والبحرین فاحتوى علیها، وبعث أخاه مدرکًا بن المهلب إلى خراسان للاستیلاء علیها وحشد الحشود منها، فلم یوفق فی ذلک[112].

  تأزم الموقف بین الطرفین وحشد کل منهما جیوشه لقتال الآخر، واستوثق أهل البصرة کما تذکر الروایات لیزید بن المهلب رغم موقف الحسن البصری غیر المؤید له، وتحریضه للبصریین بعدم الانضمام إلیه[113]، وکان یزید بن المهلب قد خطب فیهم وحدد أهدافه من الخروج على الخلیفة یزید بن عبد الملک، فبایعوه على کتاب الله وسنة نبیه -صلى الله علیه وسلم-، وتعهدوا له ألا تطأ جنود الأمویین بلدهم، ولا تعاد علیهم سیرة الحجاج بن یوسف الثقفی[114]، فاستخلف علیهم أخاه مروان بن المهلب، وتحرک فی اتجاه مدینة واسط فنزلها وأقام بها أیامًا یسیرة [115]، "وحشدت له الأزد وأحلافها، وانحاز إلیه أهله وخاصته، وعظم أمره واشتدت شوکته" [116]، وبذل الأموال فکثر أنصاره[117]، وبلغ عددهم مائة وعشرین ألف مقاتل[118]. ونستدل من الروایات أن جیش یزید ابن المهلب قد تضخم إلى هذا الحد بانضمام بعض أهل الکوفة والجبال، کما أقبل إلیه أیضًا جند من الثغور[119]، ومن البحرین وعُمان[120]. کذلک شارک معه بعض موالیه من مسلمی جرجان، منهم: صول الترکی أحد رؤساء جرجان السابقین، وأبلوا فی القتال بلاءً حسنًا [121]. وجدیر بالذکر أن معظم آل المهلب، وأبرزهم عبد الملک بن المهلب، وبعض أخواته المُهلبیات، وقومهم الأزد بالبصرة وعُمان کانوا من أتباع الدعوة الإباضیة فی مرحلة الکتمان، وکان جابر بن زید إمام الإباضیة المُعلم الدینی لآل المهلب؛ إذ اعتاد أن یزورهم ویلقنهم تعالیم الإسلام، ویأمرهم بالعمل الصالح، وکانت بینه وبین بعضهم مراسلات[122]، مما یفسر وجود الإباضیة بکثرة فی معسکر یزید بن المهلب.

وبعث الخلیفة یزید بن عبد الملک ابن أخیه العباس بن الولید بن عبد الملک فی عشرین ألفاً من جنود أهل الشام، فنزل الحیرة [123]، ثم أقبل بعد ذلک مسلمة بن عبد الملک فی جیش ضخم من أهل الشام بلغت عدته سبعین (وقیل ثمانین) ألف مقاتل معظمه من القبائل الیمنیة، لیس معهم من ربیعة ولا مضر إلا قلیل، ونزل الکوفة، مما یدل على أن هذه الثورة لم تکن صراع قبلی بین الیمنیة والقیسیة. وخطب یزید ابن المهلب فی جنده وألهب حماسهم لقتال جیوش أهل الشام[124]، ثم تحرک من واسط واستخلف علیها ابنه معاویة بن یزید وجعل عنده الرجال والأموال والأسرى، وسار للقاء جیش أهل الشام وقدّم أخاه عبد الملک بن المهلب نحو الکوفة لضربها والاستیلاء علیها، وسار هو حتى نزل العقر من أرض بابل، فاصطدم جیش عبد الملک بن المهلب بجیش العباس بن الولید بشدة وهزمه، ثم استعاد أهل الشام رباطة جأشهم وکروا على قوات المهالبة فهزموهم، وانسحب عبد الملک بن المهلب بمن معه حتى انتهى إلى أخیه عند العقر[125].

  أقبل مسلمة بن عبد الملک بقواته ونزل العقر بمواجهة جیش ابن المهلب فی الأسبوع الأول من شهر صفر 102هـ/ منتصف أغسطس 720م، وأخذ کل منهما ینظم صفوفه استعدادًا للمواجهة المرتقبة، واستغرق ذلک ثمانیة أیام[126]. وخلال ذلک أرسل مسلمة ابن عبد الملک إلى یزید بن المهلب یسأله الصلح وحقن دماء المسلمین، وتعهد له بالأمان وأن یقلده وبقیة إخوته ما یرغبون من البلاد، وأعلن استجابته لدعوة یزید بن المهلب إلى التمسک بالکتاب والسنة والاحتکام إلیهما[127]. ورغم ذلک فقد مضى یزید بن المهلب فی الاستعداد لمواجهة أهل الشام، ووضع خطة الهجوم علیهم لمعرفته بغدرهم ومکر قائدهم مسلمة بن عبد الملک، غیر أنه اصطدم بمعارضة بعض رجاله من الإباضیة والمُرْجئة الذین رفضوا البدء بالهجوم على أهل الشام قبل أن یحتکموا إلى کتاب الله وسُنة رسوله -صلى الله علیه وسلم[128]. وهکذا وقع انقسام خطیر فی صفوف یزید بن المهلب یذکرنا بما حدث فی صفوف الخلیفة علی بن أبی طالب عند قتاله لأهل الشام بقیادة معاویة بن أبی سفیان قبل موقعة صفین[129].

  وفی یوم الجمعة 14 من صفر 102هـ/ 23 أغسطس720م، عبأ مسلمة بن عبد الملک قواته وبادر جیش ابن المهلب بالهجوم، فی حین أرسل أحد رجاله لحرق الجسر، فاضطر یزید بن المهلب إلى مواجهته، فجعل على میمنته حبیب بن المهلب ومعه بعض الفقهاء الإباضیة، ومنهم: جعفر بن السماک العبدی وحَتّات بن کاتب العُمانیان، وعلى میسرته المفضل بن المهلب، ونشبت الحرب بین الفریقین، ولم یشتد القتال، فلما رأى جند ابن المهلب الدخان، انهزموا عنه وعن أخیه حبیب فلقب لذلک بالحرون[130]، وولى أکثرهم الأدبار، فاستنکر یزید منهم ذلک[131]. ولما بلغ یزید بن المهلب مقتل أخیه حبیب بن المهلب، ومعظم رجاله، ومنهم: الفقیهین العُمانیین[132]، شعر بهوان الحیاة بعده، وقرر مواصلة القتال حتى الموت، فنکص معظم رجاله الذین رفضوا القتال وتسللوا عنه، وبقیت معه جماعة من وجوه الإباضیة والمرجئة وبعض موالیه، فاخترق بهم صفوف أهل الشام بفدائیة یقصد قتل مسلمة بن عبد الملک "فکلما مّر بخیل کشفها، أو جماعة من أهل الشام عدلوا عنه وعن سنن أصحابه"، حتى تکاثروا علیه فقتلوه وانهزم باقی أصحابه[133]، وقتل معه محمد بن المهلب وجماعة من أصحابه، منهم: السمیدع رأس الإباضیة[134]، وصول الجرجانی[135]. وتذکر الروایات أن یزید ابن المهلب خاض هذه المعرکة وهو یعانی مرضًا شدیداً فی بطنه أصابه بالحمى، فوضع على کرسی، إلا أنه لما شعر بالهزیمة امتطى جواده وقاتل إلى أن قُتل[136]. وکان یزید ابن المهلب عند موته فی التاسعة والأربعین من عمره، وکان کما قال ابن خلکان فی رثائه من النجباء الکرماء العظماء الفرسان[137].

  وتذکر الروایات أن المفضل بن المهلب أحسن تعبئة قواته وظل یقاتل جیش أهل الشام، فلما شاع خبر مقتل إخوته تفرّق الناس عنه، وقد أصیبت عینه، فانسحب بمن بقى من ولد المهلب إلى واسط وکان علیها معاویة بن یزید بن المهلب، فلما علم بهزیمة جیش المهالبة ومقتل والده وأعمامه، أخرج اثنین وثلاثین أسیرًا کانوا عنده فضرب أعناقهم انتقامًا لقتلاه[138]، ثم حملوا الأموال والخزائن وخرجوا نحو البصرة، وقد اجتمع بها أیضًا بقیة آل المهلب وکانوا یخشون من بطش الخلیفة یزید بن عبد الملک، خاصة وقد أمر أخیه مسلمة -کما یذکر ابن أعثم- أن یطلبهم حیث کانوا فیقتلهم ولا یبقی على أحد منهم[139]. وولى آل المهلب أمرهم المفضل بن المهلب أکبرهم سنًا ومقامًا، وحملوا عیالهم وأموالهم ومتاعهم، وأعدوا السفن وتجهزوا للرکوب فی البحر فی طریقهم إلى قندابیل بالسند[140]. وکان یزید ابن المهلب قد قلد وداع بن حُمید الأزدی أحد رجال قومه (الأزد) المقربین إلیه ولایة قندابیل عندما أعلن الثورة على یزید بن عبد الملک، وطلب الخلافة لنفسه، وزحف لقتال أهل الشام، وأوصاه أن تکون قندابیل ملجأ آمناً لأهل بیته إذا قتل فی المعرکة المرتقبة "فیتحصنوا بها حتى یأخذوا لأنفسهم أماناً"، وأخذ علیه العهود والمواثیق بنصرتهم عند لجوئهم إلیه[141]. ومن المرجح أن یزید بن المهلب اختار قندابیل لتکون ملجأ آمنًا لأهله وحصنًا منیعًا لهم؛ لبعدها عن دمشق مرکز الخلافة الأمویة، وعن العراق الموالی لبنی أمیة، فلا تصل إلیهم أیدی الخلیفة یزید بن عبد الملک بسهولة، ولاشک أنه أخبر أهله بهذا الأمر وأمرهم باللجوء إلى قندابیل إذا دارت علیهم الدائرة.

  أبحرت السفن بآل المهلب من البصرة، ثم رست بالبحرین وبها هرم بن القرار العبدی عامل یزید بن المهلب، وأرادوا النزول بها للراحة والتزود بالمؤن، فأشار علیهم والیها ألاّ یفارقوا سفنهم، ففیها بقاؤهم وسلامتهم، وبرر لهم ذلک بخوفه إن خرجوا من السفن أن یتخطفهم الناس، ویتقربوا بهم إلى بنی أمیة[142]، وکانت نصیحة هرم بن القرار صائبة رغم ما تنطوی علیه من قلة الوفاء للمهالبة، وعدم موآزرته لهم فی محنتهم؛ فما کان یستطیع حمایتهم من بطش الأمویین وسطوة جیوشهم، ولعله فی الوقت نفسه کان یرغب فی إبعادهم عن التفکیر فی الاحتماء بالبحرین، لما قد یجره علیه ذلک من غضب الأمویین منه وعزله من منصبه[143]. وتفهم المهالبة موقف والی البحرین رغم حاجتهم إلى الراحة وعدم قدرتهم على البقاء کثیرًا فی البحر، وتوجهت سفنهم إلى عُمان، وکان علیها زیاد بن المهلب من قبل أخیه یزید[144]، فآواهم کما یذکر العوتبی الصحاری ورحب بهم فی وطنهم الأصلی، وشجعهم على البقاء بین أهلهم حیث الأمان والاستقرار، فأبوا خوفاً من أن تنالهم سیوف الأمویین فرحلوا ورحل معهم زیاد[145]. ونستدل من روایة العوتبی أن المهالبة لم یلجاؤوا إلى عُمان للاحتماء بها والاستقرار فیها، وإنما توجهوا إلیها لطلب الراحة والتزود بالمؤن، ثم رحلوا منها خوفًا من أن تصل إلیهم أیدی الأمویین لقربها من البصرة. ویذکر الطبری أنهم مضوا بسفنهم حتى وصلوا قبالة کرْمان[146]، فرست هناک ونزلوا منها، وحملوا عیالاتهم وأموالهم على الدواب إلى کرمان، والتف حولهم هناک جمع کثیر من أنصارهم الذین کانوا قد فروا إلیها عندما لاحت بوادر هزیمة یزید بن المهلب فی العقر، وتحصنوا بها[147].

  وکانت عیون الأمویین تراقب تحرکات فلول المهالبة بعد فرارهم من البصرة، للقضاء علیهم قبل أن یتمکنوا من حشد حشودهم واصطناع الأعوان. فالطبری یذکر أن مسلمة ابن عبد الملک بعث مدرکاً بن ضب الکلبی فی عشرة آلاف رجل من أهل الشام فی طلب آل المهلب وأنصارهم الفارین إلى کرمان، فلحق بهم وقد اجتمعوا على المفضل بن المهلب، واشتبک الجانبان فی معرکة عنیفة استبسل فیها المهالبة وأنصارهم حتى هزموا. وأسفرت المعرکة عن قتل عدد کبیر من رجال المفضل بن المهلب، وأسر بعض أصحابه ومنهم ابن صول ملک جرجان، کما رجع ناس من أصحاب یزید بن المهلب وطلبوا الأمان من مسلمة بن عبد الملک فآمنهم، وتمکن المفضل بن المهلب من الفرار من المعرکة ومن معه من أهله وبقیة أنصاره وتوجه إلى قندابیل[148]. ویبدو أنهم سلکوا الطریق التجاری البری الذی کان یربط کرمان بالسند مروراً بمُکران[149]، وهذا یفسر روایة العوتبی الذی ذکر أنهم اتجهوا إلى مکران للاحتماء بها [150]. فلعلهم أخذوا قسطا من الراحة بها خاصة وهی إحدى محطات هذا الطریق[151]، کما أنها کانت کما یذکر المقدسی من إقلیم السند مضافة إلیه "لأنها بقربه مصاقبة له" [152]، قبل مواصلة فرارهم إلى قندابیل.

  ویبدو أن مسلمة بن عبد الملک ساءه فشل مدرک بن ضب فی القضاء على المهالبة وأنصارهم فی کرمان، فعزله وقلد هلال بن أحْوَز المازنی التمیمی قیادة الجیش وسیّره فی أثرهم، خشیة أن ینجحوا فی الاستیلاء على الأطراف الشرقیة للدولة الإسلامیة، وإشاعة الفتنة بها ضد الأمویین[153]، وأمره "أن لا یلقى منهم من بلغ الحلم إلا ضرب عنقه"[154]، فلحقهم قبل أن یدخلوا قندابیل[155]. ونستدل من الروایات أن القائد الأموی الجدید لجأ إلى الحیلة لتضییق الخناق على المهالبة وإضعاف شوکتهم قبل لقائهم تمهیداً للقضاء علیهم؛ فعمد إلى استمالة ودّاع بن حمید الأزدی صاحب قندابیل وأرسل إلیه لیتنکر لبنی قومه ویدیر لهم ظهر المجن، ویبدو أنه أغراه بالبقاء فی ولایته مقابل تعاونه معه فی القضاء علیهم. ونجحت خطة هلال بن أحوز فی استمالة صاحب قندابیل، فمنع المهالبة من دخولها، وانضم إلى جیش الأمویین فی قتالهم، فجعل هلال بن أحوز على المیمنة، وابنه عبد الملک بن هلال على المیسرة، واستکمالاً لخطته أعلن قائد جیش الأمویین الأمان للناس عندما اصطفوا للقتال، فاستجاب له أنصار المهالبة وتفرقوا عنهم[156]. وهکذا تعرض المهالبة للهزیمة قبل أن تبدأ المعرکة مع قوات الأمویین کما حدث یوم العقر، بسبب خذلان أنصارهم وانفضاضهم عنهم.

  فلما رأى المهالبة انفضاض الناس عنهم عزموا على القتال ووطنوا أنفسهم على الموت، وقرر مروان بن المهلب قتل نساء أهل بیته خوفًا من وقوعهم فی الأسر، فنهاه أخوه المفضل عن ذلک، وتقدموا بسیوفهم فقاتلوا بفدائیة[157]، وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظیمة قبل أن یتکاثروا علیهم ویثخنوا القتل فیهم حتى کادوا أن یفنوهم[158]، فقتل منهم یومئذ: المفضل وعبد الملک وزیاد ومروان بنی المهلب، ومعاویة بن یزید بن المهلب، و المنهال بن أبی عیینة بن المهلب، وعمرو والمغیرة ابنی قبیصة بن المهلب[159]، ویعلق الجاحظ على کثرة قتلى آل المهلب على أیدی الأمویین بقوله: "ولم یظهر من عدد القتلى مثل الذی ظهر فی آل أبی طالب، وآل الزبیر، وآل المهلب" [160]. وتمکن أبو عیینة بن المهلب وعمر بن یزید بن المهلب وعثمان بن المفضل بن المهلب من الفرار والاحتماء فی غیاض بلاد الهند، ثم لحقوا بعد ذلک برتبیل أحد ملوک بلاد الترک[161]، وبعث هلال ابن أحوز برؤوس القتلى والنساء والأولاد والأسرى من آل المهلب إلى مسلمة بن عبد الملک بالحیرة، فقدّم النساء والذریة لیبیعهم فی سوق الرقیق، فاشتراهم منه الجراح بن عبد الله الحکمی بمائة ألف درهم، فلم یأخذ منه مسلمة شیئًا وأطلق سراحهم، وألحقهم بقومهم بالبصرة، إلا تسعة فتیان بعث بهم مع رؤوس القتلى والأسرى إلى الخلیفة یزید ابن عبد الملک، فأمر بنصب الرؤوس بحلب[162]، وبضرب أعناق الأسرى بین یدیه وکانوا ثلاثة عشر رجلًا، منهم: المعارک وعبد الله والمغیرة والمفضل ومنجاب أولاد یزید بن المهلب، ودرید والحجاج وغسان وشبیب والفضل أولاد المفضل بن المهلب، والمفضل بن قبیصة بن المهلب[163]. وقد علق الفرزدق على نکبة المهالبة بقندابیل قائلًا [164]:

لقد کان   فی  آل المهلب،    عبرة          وأشیاعهـــم لم  یبق  إلا  شریدها

یُقحّمُهم فی السند سیف ابن أحـــوز         وفرسانــــــه  شهب یُشب وقودها

أسود لقاء  من  تمیم   سمت   لهم           سریع  إلى  ولغ   الماء  ورودها

وقد اقتدى الخلیفة یزید بن عبد الملک فی قتله آل المهلب صبرًا بین یدیه بفعل الخلیفة یزید بن معاویة بالعلویین "لیُری أهل الشام أنه قتل أهل بیت أعز العرب فی وقته، کما قتل یزید بن معاویة أهل بیت نبی الله -صلى الله علیه وسلم"[165]. فضربت العرب المثل بهذین البیتین فقالوا: "ضحى بنو حرب بالدین یوم کربلاء، وضحى بنو مروان بالمروءة (بالکرم) یوم العقر ببابل"[166]. ومن ناحیة أخرى أمر الخلیفة یزید بن عبد الملک بمصادرة أموال آل المهلب وضیاعهم ودوابهم فی کل مکان، وأقطعها لأولاده وکبار رجال دولته[167]. ویذکر العوتبی أن مسلمة بن عبد الملک أمر رجاله أن یهدموا دور آل المهلب بالبصرة، فتولى هدمها عمر بن یزید بن عمیر الأسدی[168]. کما لحقت النکبة أیضًا برجال المهالبة وأعوانهم الذین خدموا لهم فی ولایاتهم؛ فابن الأثیر یذکر أن سعید بن عبد العزیز الأموی والی خراسان وصهر مسلمة بن عبد الملک نکب جهمًا بن زحر الجعفی وثمانیة آخرین من رجال یزید بن المهلب، عندما رُفع إلیه أنهم اختانوا أموالًا من فیء المسلمین فی أثناء مشارکتهم یزید بن المهلب فی فتوحاته، فحبسهم وجَرّسهم وضربهم، فمات بعضهم، منهم: جهم بن زحر فی أثناء تعذیبهم، وأشرف الآخرون على الموت فأخرجهم والی خراسان للمشارکة فی صدّ الترک والصغد عن ولایته[169].

  وهکذا قُضی على کثیر من رجالات المهالبة فی المأساة الدمویة بقندابیل، وحلت بهم وبأعوانهم النکبات على ید الخلیفة یزید بن عبد الملک بعدما تفانوا فی خدمة الأمویین سنوات طویلة کانوا فیها من الأعمدة الأساسیة لدولتهم. وتذکر إحدى الروایات أن المهالبة مکثوا بعد هذه النکبة عشرین سنة یولد فیهم الذکور ولا یموت منهم غلام[170]. ویمکن قبول هذه الروایة رغم ما بها من مبالغة، وکأن القدر أراد أن یعوضهم بهؤلاء الذکور عما فقدوه من رجالهم منذ أن حلت بهم النکبة فی العقر حتى قندابیل. وجدیر بالذکر أن المهلب بن أبی صفرة کان یقول: "لیس أنمى من بقیة السیف"، فوجد الناس کما یذکر الجاحظ "تصدیق قوله فیما نال ولده من السیف وصار فیهم من النماء"[171].

  ونستدل من الروایات أن بعض المهالبة عادوا بعد نکبتهم إلى الظهور من جدید، دون أن یکون لهم دور مؤثر فی الأحداث السیاسیة لسنوات طویلة؛ فبعدما قضى الأمویون على تمردهم ونکبوهم، عادوا وصفحوا عن بقیتهم دون أن یعتمدوا علیهم فی شؤون دولتهم؛ فابن الأثیر یذکر أن هند بنت المهلب أرسلت إلى الخلیفة یزید بن عبد الملک تتشفع لأخیها أبی عیینة وتطلب له الأمان، فآمنه، وأن عمر بن یزید بن المهلب وعثمان ابن المفضل بن المهلب بقیا ببلاد الترک حتى ولی أسد بن عبد الله القسری خراسان فی سنة 106هـ/ 724م، فکتب إلیهما بأمانهما فقدما خراسان[172]. وبعد أکثر من عشرین عاما على نکبتهم حسن رأی الأمویین فی المهالبة، وبدأوا یعتمدون علیهم تدریجیًا فی بعض أمور دولتهم، فقد کان مروان بن یزید بن المهلب (الذى نجا من نکبة أهله وسکن السند) من بین القادة الذین اعتمد علیهم عمرو بن محمد بن القاسم والی السند فی أواخر عهد الخلیفة هشام بن عبد الملک سنة 124 هـ/743 م[173].

ویتضح من الروایات أن المهالبة لم ینسوا ما حل بهم من مذابح ونکبات وتهمیش على أیدی الأمویین، وأنهم بدأوا یستعیدون بعض نفوذهم المفقود، کما یتضح من الروایات أیضًا أنهم تعاونوا مع دعاة العباسیین للقضاء على الدولة الأمویة؛ فثاروا على ولاتهم فی السند[174]، وفارس والأهواز سنة 129 هـ/748 م[175]. وانضم بعضهم إلى أبی مسلم الخراسانی فی قتال جیوش الأمویین[176]. کذلک انخرطوا فی صفوف الدعوة العباسیة، وصاروا من أخلص أعوان دعاتها بالعراق حتى حققت أهدافها بالقضاء على الدولة الأمویة؛ فعندما ظهر أمر أبی سلمة الخلال بالکوفة، عهد إلى سفیان بن معاویة بن یزید بن المهلب إعلان الثورة فی البصرة على والیها الأموی، فلبس السواد شعار العباسیین وأظهر دعوتهم، وحارب والی البصرة واستولى علیها[177].

(هـ) علاقة المهالبة السیاسیة بجرجان واستیطانهم بها خلال العصر العباسی

   لم ینس العباسیون للمهالبة دورهم المهم فی دعم ثورتهم على الأمویین، فحسن رأیهم فیهم، ووثقوا بهم، وقربوهم إلیهم ورفعوا منزلتهم لدیهم؛ للاستفادة من قدراتهم الحربیة والإداریة التی اشتهروا بها فی ظل الدولة الأمویة. ومن مظاهر تقدیر العباسیین للمهالبة أن الخلیفة السفاح کافأ سفیان بن معاویة بن یزید بن المهلب على جهوده وبلائه فی نصرة العباسیین، فأسند إلیه ولایة البصرة، ورد إلیه ضیاع جده یزید بن المهلب التی صادرها الأمویون بالبصرة بعد نکبتهم للمهالبة [178].کما اعتمد خلفاء العصر العباسی الأول على المهالبة أیضًا کقادة للجیوش وولاة للأقالیم التابعة لهم، وبرز منهم: روح بن حاتم بن قبیصة بن المهلب، وکان من وجوه دولتهم، وقد ولی لخمسة من حکامهم، وهم: أبو العباس السفاح، والمنصور، والمهدی، والهادی، والرشید[179]. ومن المهالبة أیضًا: یزید ابن حاتم بن قبیصة، وکان کثیر الشبه بجده المهلب فی حروبه ودهائه وکرمه وسخائه[180]، وکان کما یذکر ابن الأبار خاصّا بالخلیفة أبی جعفر المنصور، وکان لا یحجب عنه، وقد تقلد ولایات کثیرة قبل قدومه إلى إفریقیة سنة 154هـ/ 772م، منها: أرمینیة، والسند، ومصر، وأذربیجان وغیر ذلک[181]. کذلک أسند العباسیون إلى بنی حاتم بن قبیصة بن المهلب ولایة إفریقیة، فحکموها أکثر من ربع قرن من الزمان (151- 178هـ/ 768-794م) وهی فترة من أعصب فترات إفریقیة قبل استقلالها على ید الأغالبة[182].

  ونستدل من الروایات أن علاقة المهالبة السیاسیة بجرجان لم تنقطع فی عصر الدولة العباسیة، فقد قلد الخلیفة محمد المهدی (158-169هـ/775-785م) خالد بن یزید بن حاتم بن قبیصة بن المهلب ولایتها، فأثبت کفایة إداریة ومقدرة عسکریة مثل والده یزید ابن حاتم وعمه روح بن حاتم، وظل بها حتى عهد الخلیفة موسى الهادی (169-170هـ/785-786م)[183]. ویبدو أن ولایة خالد بن یزید لجرجان کانت ولایة عامة، فقد کان قائدا لجندها وصاحب خراجها[184]. ویتضح من الروایات أنه اصطحب بعض أقاربه المهالبة البصریین معه، ومن بینهم: أبو عیینة بن محمد بن أبی عیینة بن المهلب، وأخوه عبد الله بن محمد، وغیرهم من الأزد وموالیهم، فکانوا فی جملة جیشه الذی خرج به إلى جرجان. ویتضح من الروایات أیضًا أنه أسند إلى هؤلاء المهالبة بعض المناصب الإداریة والعسکریة بها[185]. وجدیر بالذکر أن علاقة أبی عُیینة بن محمد المهلبی ساءت بخالد بن یزید لتقتیره معه، فهجاه وقرر قتله، غیر أنه تراجع عن ذلک لمکانة والده یزید بن حاتم کأحد وجوه بنی المهلب، وکان کریما معه، ولکنه انتهز ولایة موسى الهادی الخلافة وسعى فی عزله عن منصبه بالتشنیع علیه عنده، فکتب إلى أحد أقاربه المهالبة، وکان یخدم فی بلاط الخلفاء ببغداد، قصیدة شعریة یؤلب فیها الخلیفة الهادی على والی جرجان، ویلتمس منه السماح له بالعودة من جرجان، جاء فیها:

قل لموسى یا مالک الملک طوعًا          بقیادِ و فی یدیک العنانُ

أنت بحر لنـــــا   ورأیک     فینا          خیــرُ رأی رأى سلطان

فاکفنا خالداً فقد سامنا الخســــــفَ          رماه    لحتفه   الرحمن

فوافق الخلیفة على طلبه، وأقفله من جیش خالد إلى العراق[186].

     وجدیر بالذکر أن علاقة المهالبة بجرجان لم تنقطع مع ذویهم بالعراق، فقد کان البرید یحمل الرسائل المتبادلة بینهم، لیطمئن کل منهم على أحوال الآخر، فالأصفهانی یذکر أن داود بن محمد المهلبی أخا الشاعر أبی عُیینة قد تزوج وهو غائب بجرجان، فکتب إلیه یخبره بذلک، وکتب إلیه أیضًا بسلامته وسلامة أهل بیته، وبعض أخبارهم، ومطالبهم منه[187]. کما ورد إلی أبی عیینة أیضًا کتاب آخر من بعض أهله یخبرونه بوفاة أحد إخوته[188]. ونستدل من إحدى روایات الأصفهانی أن بعض المهالبة خرجوا من العراق إلى جرجان فی أثناء ولایة خالد بن یزید، فقد أشار إلى خروج داود بن محمد المهلبی إلى أخیه أبی عیینة بجرجان، فمات فی الطریق[189].

   ومن المرجح أن ولایة خالد بن یزید المهلبی لجرجان قد حفزت بعض أقاربه خاصة ممن کان لأسلافهم علاقة وطیدة بها، على الخروج إلیها، والاستقرار فیها، ومنهم: أولاد مخلد بن یزید بن المهلب، وقد أصابه الطاعون بدابق ومات بها سنة 100هـ/ 718م، ولدیه من العمر 27 سنة [190]. فهؤلاء لم تاتِ نکبة المهالبة فی العقر وقندابیل علیهم، لصغر سنهم حینئذ، فالسهمی یذکر "وکان لمخلد بن یزید ابن یقال له خداش، وله ابن یقال له مخلد بن خداش، ولهم أثر بجرجان وخراسان"[191]. ومنهم أیضًا: بعض أبناء أبی عیینة بن المهلب، فقد انتقلوا للإقامة بجرجان واتخذوها مستقرًا لهم ولأولادهم، وقد فشا نسلهم وتکاثروا بها[192].

رابعًا: دور المهالبة الثقافی بجرجان

4/1 مقدمات الدور الثقافی للمهالبة بجرجان

   لم یمکث یزید بن المهلب طویلًا فی جرجان بعد فتحها فی سنة 98هـ/ 716م، فالسهمی یذکر أنه مکث بها سنة واحدة، وعند وفاة الخلیفة سلیمان بن عبد الملک عزله الخلیفة عمر بن عبد العزیز[193]. ونستدل من الروایات أن بقاء یزید بن المهلب بجرجان نفسها کان أقل من السنة التی أشار إلیها السهمی، فقد خرج منها لفتح طبرستان قبل عزله[194]. غیر أن المدة التی قضاها بها کانت ملیئة بالأعمال والمنجزات المُهمة التی تعد مقدمات لدور المهالبة الثقافی هناک؛ وأساسًا قویًا لحرکة فکریة واسعة، متمثلة فی نشر الإسلام، وتعلیم اللغة العربیة؛ فقد بنى جرجان فی وادٍ عظیم یطل على البحر والجبال، ولم تکن بُنیت قبل ذلک، إنما کانت منطقة جبلیة وعرة، یحیط بها سور من آجر، وأحد طرفیه فی البحر، ولها مسالک وأبواب[195]، وسورّها بسور حصین لحمایتها من المغیرین علیها، واختط بها نحو أربعین مسجدًا أولها المسجد الجامع، ورتب منازل القبائل بخططها، وأباح لشیوخ القبائل من قادة جیشه أن یشیدوا مساجد لهم، فاختط کل واحد منهم مسجداً لنفسه، وجمیع هذه المساجد معروفة بجرجان، ویقع بعضها داخل قصبتها وبعضها الآخر فی المربض[196].

   ولم یکن یزید بن المهلب فاتح جرجان وبانیها فحسب، بل کان أیضًا من الدعاة بها إلى الإسلام. یؤکد ذلک حرصه على بناء المساجد الکثیرة بها فی مدة زمنیة قصیرة؛ لما للمساجد من دور مهم فی تحویل المدن المفتوحة إلى مدن إسلامیة، ونشر الإسلام بین سکانها الأصلیین. کذلک قام یزید بن المهلب ورجال جیشه من الفقهاء والتابعین، ومن أبرزهم: کرز بن وبرة الحارثی الزاهد العابد، وکان قد اتخذ لنفسه مسجداً فی طرف سلیماناباد[197]، بدور مهم فی نشر الإسلام ومبادئه التی تنطوى على الإخاء والمساواة والعدل بین الجرجانیین، وإقناعهم بها، فأسلم کثیر منهم على أیدیهم، نذکر منهم: صول أحد رؤساء جرجان السابقین الذی اهتدى إلى الإسلام واقتنع بمبادئه. فالسهمی یذکر أنه سأل یزید بن المهلب حین افتتح جرجان عن أجْل شخصیة مسلمة لیسلم على یده، فأرسله إلى الخلیفة سلیمان بن عبد الملک، فلما قدم علیه بالشام دله على قبر الرسول -صلى الله علیه وسلم- بالمدینة، لیسلم عنده لفضله، فأسلم صول الجرجانی عند القبر ثم انصرف إلى بلده وقد حَسن إسلامه، وصحب یزید بن المهلب وصار من أخلص أعوانه[198]، مما یبرز دور یزید بن المهلب فی هدایة بعض الجرجانیین خاصة رؤسائهم إلى الإسلام.

وکان یزید بن المهلب بن أبی صفرة من التابعین، رضوان الله علیهم أجمعین[199]. وقد لقى الصحابی الجلیل أنس بن مالک، -رضی الله عنهما، وسمع منه، وروى عنه بعض الروایات، منها قول الرسول -صلى الله علیه وسلم-:"قلْ ما استلحق قوم رجلا إلا ورثهم"[200]، رواه الطبرانی[201]، وقد خطب یزید بن المهلب فی أصحابه، ومنهم: یونس بن أبی إسحاق السبیعی بطبرستان فی عام 98هـ/ 716م، خطبة عصماء، وحدّثهم فیها بهذا الحدیث الشریف. ونستدل من روایة الطبرانی أن أحد الفقهاء قد جرّح روایة یزید ابن المهلب لهذا الحدیث، فقال فی مجلس حضره عیسى بن موسى: "لو کان هذا الحدیث عن غیر یزید"، فقال عیسى: "کان یزید أشرف من أن یکذب فی الحدیث"[202]. ویدل ذلک على کثرة روایته للحدیث الشریف، وصِدقه فی روایته، خاصة وقد صحب بعض التابعین ممن التحق بجیشه وکانوا من جملة جنده، کما حدّث یزید بن المهلب أیضًا عن أبیه المهلب، وعمر بن عبد العزیز قبل أن یلی الخلافة، وقد روى عن یزید ولده عبد الرحمن بن یزید، وأخوه أبو عیینة بن المهلب، وأبو إسحاق السبیعى، وغیرهم[203].

   وجدیر بالذکر أن روایات یزید بن المهلب الحدیثیة قد انتشرت وتناقلها الفقهاء وطلاب العلم بجرجان، وغیرها من البلدان الإسلامیة الأخرى خاصة العراق وخراسان، فقد کان یزید والیا علیهما. فالسهمی یذکر نقلًا عن شیوخه ببغداد عن مهدی بن هلال البصری أن یزید بن المهلب قال: "أوحى الله عز وجل إلى نبی من أنبیائه: إنی إذا ذکرت عملاً صالحًا (فی الآباء) حفظت فیهم الأبناء، سل الأبناء: هل أطاعنی منهم أحد فشقی بطاعته أو عصانی فسعد بمعصیته؟"[204].

4/2 إسهام المهالبة فی العلوم الدینیة بجرجان

  ظهرت حاجة المسلمین إلى العلوم الدینیة لخدمة أغراض عملیة تتعلق بالتشریع؛ لذلک عرفت باسم العلوم الشرعیة أیضًا، وأهمها: الفقه، وعلوم القرآن الکریم، والحدیث. وقد اشتغل بعض مهالبة جرجان بهذه العلوم، وبرزوا فیها:

4/2/1 الفقه

هو العلم الذی یبحث فی استنباط الأحکام الشرعیة من مصادرها، وقد أفاد فی ذلک من علمی التفسیر والحدیث اللذین نشآ وتطورا معه. وقد  بدأت الحرکة الثقافیة التی غرس یزید بن المهلب ورجال جیشه من الفقهاء والتابعین بذرتها، تأخذ مظهرها الحقیقی بجرجان فی القرنیین الثالث والرابع الهجریین، بفضل الأعداد الهائلة من العلماء، فکثرت المؤلفات وازدحمت المساجد والمجالس بالحلقات العلمیة المختلفة، مما عمل على إشعال الجذوة العلمیة. وکان للفقـهاء مکانة عظیمة فی نفـوس أهـل جرجان، فکانوا یُجلـونهم ویرجعون إلیهم فی کـافة أمـورهم الدینـیة، وفی ذلک یقول المقدسی: "ورسمهم بجرجان أن التذکیر للفقهاء وأهل الروایات[205]، وکانوا یسُّمون العالم معلمًا[206].

وکان إبراهیم بن هانئ بن خالد بن یزید بن عبد الله بن المهلب بن أبی عُیینة بن المهلب بن أبی صفرة (ت301هـ / 913م) أشهر الفقهاء المهالبة فی جرجان، وکان کما یصفه السهمی من العلماء والزهاد[207]. وقد تتلمذ على مشاهیر شیوخ عصره ومنهم: إسماعیل بن زید الجرجانی وکان من کبار الفقهاء الشافعیة[208]. وقد حدّث إبراهیم بن هانئ تلامیذه بجرجان بما سمعه من روایات شیخه إسماعیل بن زید الجرجانی، منها: ما سمعه عن أسانیده عن هشام بن عروة عن أبیه عن السیدة عائشة، رضی الله عنها، أنها قالت: کان النبی، صلى الله علیه وسلم، إذا تعارّ - استیقظ- من اللیل قال: "لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بینهما العزیز الغفار"[209]،  وهو حدیث إسناده صحیح، رواه الإمام ابن السنی فی کتابه "عمل الیوم واللیلة"، والإمام النووی فی کتابه "الأذکار" باب "ما یقول إذا استیقظ فی اللیل وأراد النوم بعده"[210].

  وکان حمدان بن عمر الجرجانی من شیوخ ابن هانئ الذین سمع منهم وحدّث عنهم. وقد حدّث ابن هانئ عن شیخه عن أسانیده عن أبی صالح عن تمیم الداری أن النبی، صلى الله علیه وسلم، قضى بالیمین مع الشاهد[211]. وتتلمذ ابن هانئ أیضًا على ید عبد الوهاب بن علی بن عمران الجرجانی وحدّث عنه، ویذکر السهمی نقلا عن أبی بکر الإسماعیلی تلمیذ ابن هانئ أنه حدّث عن عبد الوهاب بن علی الجرجانی عن أسانیده عن یونس بن أبی الفرات الإسکافی البصری عن قتادة عن أنس بن مالک أنه قال: "ما علمت النبی، صلى الله علیه، أکل على سکرجة قط، ولا خبز له مرقق قط، ولا أکل على خوان"، قیل لقتادة: فعلى ما کانوا یأکلون؟ قال: على السُفر. أخرجه البخاری والترمذی وغیرهما بإسناد صحیح، وهو حدیث حسن غریب[212].

   کما تتلمذ ابن هانئ على ید أحمد بن منصور الرمادی (ت265هـ/ 879م) وکان ثقة حافظًا [213]، وأخذ منه کما یذکر السهمی کثیر من الروایات، وللأسف لم یحتفظ لنا السهمی ولا غیره ممن ترجموا لابن هانئ بأی روایة منها، بینما احتفظ -أی السهمی- بکثیر من روایات أحمد بن منصور الرمادی التی سمعها منه فقهاء جرجانیون آخرون ورووها عنه[214]. وسمع ابن هانئ أیضًا من شیخ الإسلام إمام أهل زمانه عبد الله بن عبد الرحمن الدّارمی السمرقندی صاحب "السنن" (ت255هـ/869م)، وکان من الحفاظ المتقنین[215]، وروى عنه کما یذکر ابن عدی عدة روایات منها: روایة عن شیخه محمد بن عیینة عن أسانیده عن یحیى بن سعید عن أنس بن مالک أنه قال: کان رسول الله إذا کان فی سفر من أسفاره فصلى الفجر أخذ مقود راحلته ثم مشى هنیهة [216]. ویذکر أبو بکر الإسماعیلی أن ابن هانئ روى کذلک عن شیخه یعقوب بن إسحاق القلوسی عن شیوخه عن نافع عن ابن عمر أن النبی، صلى الله علیه وسلم، قال:"البیعان بالخیار ما لم یتفرقا" [217]، أخرجه عبد الرزاق والدارمی والشیخان، وغیرهم[218].

وکان إبراهیم بن هانئ إمام الشافعیة بجرجان فی وقته[219]، ولقد أسهم فی نشر المذهب الشافعی فیها، وأکثر من روایة الحدیث شأنه فی ذلک شأن کبار الفقهاء الشافعیة الذین اهتموا بالحدیث وأخذوا به، حتى لا ترى بجرجان صاحب حدیث إلا شافعیًا، کما صار مصطلح "أصحاب الحدیث"، و"مذهب الحدیث" فی جرجان وخراسان یدل على المذهب الشافعی، إلا إذا ذکر بقرینة [220]. وتتلمذ على یدیه جمع غفیر من أهل جرجان وغیرها من البلدان الإسلامیة، وقد أصبح بعضهم من أعلام المذهب الشافعی فی المشرق الإسلامی وتبوؤوا فیه مراتب عظیمة، ومن أبرزهم: أبو بکر الإسماعیلی وکفى به فخرًا، وتتلمذ علیه من صغره [221]، والحافظ المتقن عبد الله بن عدی[222]، والحافظ إسحاق بن إبراهیم بن محمد البحری الجرجانی (ت337هـ/ 946م)، الذى سمع منه وحدّث عنه، فقد أخذ منه روایاته عن شیخه إسماعیل بن زید الجرجانی[223]، کذلک سمع منه عن شیوخه بعض الوصفات الطبیة للتداوی بآیات القرآن الکریم، وسجلها فی کتابه الذى ألفه فی الطب [224]. ومنهم أیضًا: إبراهیم ابن موسى السهمی الجرجانی (ت 324 هـ/ 935م) وتفقه على یدیه للشافعی[225] . کذلک تتلمذ ولده یوسف بن إبراهیم فی صغره على ابن هانئ، وکان یحضر إلیه من بکراباد؛ لیتفقه على یدیه ویتعلم مذهب الشافعی[226]. ومن تلامیذه أیضًا: محمد بن جعفر بن خازم الفقیه الشافعی (ت324 هـ/ 935م)، وقد سمع منه وروى عنه، وقد أصبح هذا العالم کما یصفه معاصروه أفقه شیوخ عصره[227]. ومن المرجح أن ابن هانئ کان یعقد حلقاته العلمیة ویجلس لتلامیذه ومریدیه فی مسجده الذی شیده لله بجرجان، وکان یقع فی داخل محلة مسجد دینار بجوار منزله. ونظرًا لشهرة هذا الفقیه العالم على ما یبدو فقد عُرفت السکة المؤدیة إلى مسجده ومنزله باسمه "سکة أبی عمران بن هانئ"، وظلت هذه التسمیة حتى زمن السهمی (الربع الأول من القرن الخامس الهجری)[228].

ومن المهالبة کذلک الفقیه أبو ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن ( ت386هـ / 966م) ممن اشتهر بالفقه الشافعی فی القرن الرابع بجرجان. وکان کما یصفه السهمی فقیهًا کریم النفس متدینًا [229]. ویتضح من قائمة شیوخه أنه تتلمذ على ید کوکبة کبیرة من العلماء الجرجانیین والغرباء والمقیمین بها وروى عنهم، نذکر منهم: أبو یعقوب البحری ومحمد بن الحسین بن ماهیار وحمزة العقبی وأحمد بن سهل القطان ودعلج والطلحی الکوفی ونعیم، وغیرهم. کما کان والده أحمد بن عبد الرحمن معلمه الأول، فقد تتلمذ على یدیه وسمع منه أخبارًا وروایات کثیرة عن جده الفقیه المحدّث عبد الرحمن بن عبد المؤمن، ومنها روایاته عن شیوخ جده، ومنهم: عیسى بن محمد بکیر السلمی[230]، ومحمد بن عبدک الخراسانی[231].

ورغم أن السهمی قد أسهب فی ذکر شیوخ أبی ذر جندب المهلبی، فإنه أطنب فی تعریفنا بتلامیذه الذین تلقوا العلم على یدیه. ویبدو أنه -أی السهمی- کان من تلامیذه الذین التفوا حوله وتلقوا العلم على یدیه ورووا عنه، فهو یذکر أنه سمع من شیخه أبی ذر جندب عن شیخه أبی بکر محمد بن عبد الله الشافعی عن أسانیده عن أنس بن مالک، رضى الله عنه، تفسیر النبی، صلى الله علیه وسلم، لقوله تعالى: ﴿لها سَبعَةُ أبوابِ لکُلِ بَابِ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومُ﴾ الآیة [232]، بأنهم "جزء أشرکوا بالله وجزء شکوا فی الله وجزء غفلوا عن الله"[233]. کما سمع السهمی من شیخه أبی ذر جندب کذلک روایات والده عن جده، وشیوخ جده[234].

  ولم یکن نجباء بیت المهلب بجرجان من الرجال فحسب، بل شارکتهم النساء فی النجابة أیضًا. ومن أشهرهن الفقیهة أم الفضل هبة العزیز بنت أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن المُهلبیة أخت أبی ذر جندب بن أحمد. ومن المرجح أنها تتلمذت على ید والدها أحمد بن عبد المؤمن بن عبد الرحمن، وأنه کان معلمها الأول. ولاشک أنها سمعت منه - مثل أخیها أبی ذر جندب - أخباراً عن جدهما عبد الرحمن بن عبد المؤمن ومشاهیر علماء بیت المهلب وغیرهم من فقهاء جرجان وروایاتهم. ویتضح من الروایات أنها أسهمت فی الحیاة العلمیة ببلدها جرجان بفعالیة کبیرة، فأخذت عن شیوخ عصرها بجرجان وغیرهم من العلماء الوافدین علیها من الأقطار الإسلامیة الأخرى. فقد سمعت من الفقیه المُحدّث علی بن محمد بن حاتم بن دینار بن عبید القومسی مولى بنی هاشم (ت322هـ/934م) بجرجان فی سنة 317هـ / 929م، وکان صدوقًا فی روایاته، وروت عنه روایات کثیرة، منها ما رواه عن شیوخه عن أسانیدهم عن سعید بن جبیر عن ابن عباس، رضى الله عنهما، أن النبی، صلى الله علیه وسلم، قال: "لیس الخبر کالمعاینة" [235]، وهو حدیث صحیح من الأحادیث المشهورة على الألسنة[236].

ونستدل من إحدى الروایات أن علاقة هبة العزیز العلمیة بأخیها أبی ذر جندب بن أحمد کانت متینة، وأنهما کانا یتدارسان العلوم الفقهیة وروایات شیوخهما معًا. فقد أخبرت هبة العزیز بنت أحمد تلامیذها، ومنهم: السهمی نفسه، وقد روى عنها کثیر من الروایات، بقراءة أخیها أبی ذر جندب علیها روایة شیخها علی بن محمد بن حاتم القومسی عن أستاذه أحمد بن النعُمان الحمصی أحد الأحادیث النبویة الشریفة عن فضل تعلیم الشیوخ القرآن الکریم لتلامیذهم والثواب العظیم الذی ینالونه من وراء ذلک، فعندما مر إسماعیل بن عیاش الحمصی أحد رواة الحدیث الشامیین بمجلس علم یقرأ فیه الفقیه أزهر بن عقیل القرآن لتلامیذه، خاطبه بقوله: "یا أزهر! علّم وأبشر"، فإن محمد بن زیاد الألهانی حدثنا عن أبی أمامة الباهلی أن النبی، صلى الله علیه وسلم، قال: "من علم عبدًا (رجلًا) آیة من کتاب الله فهو مولاه، لا ینبغی له أن یخذله ولا یستأثر علیه، فإن فعل فقد فصم عروة من عرى الإسلام"[237]. وهو حدیث موضوع اشتهر على الألسنة [238]. وأخرجه ابن عدی من طریق عبید بن رزین الألهانی، وهو مما انفرد به عبید بن رزین عن إسماعیل بن عیاش[239]. ومما لاشک فیه أن هبة العزیز المهلبیة عملت لکی تنال ثواب تعلیم القرآن کما بشر به الرسول، صلى الله علیه وسلم، وفقا للحدیث الذی سمعته عن شیخها وروته بدورها لتلامیذها، فحرصت على تعلیمهم قراءة القرآن وتفسیره، کما روت لهم ما سمعته و تعلمته على ید شیوخها.

ومن الفقهاء المهالبة أیضًا عبد الرحمن بن محمد بن حمدان المشتوتی، وکان من وجوه فقهاء جرجان وعلمائها، ویذکر السهمی أنه تقلد منصب القضاء بها[240]. ویبدو أنه تتلمذ شأن أبناء العلماء على ید والده الفقیه محمد بن حمدان وأخذ منه وروى عنه. ویتضح من الروایات أنه درس على مشاهیر علماء بلده وروى عنهم، ومنهم: أبی نعیم الإسترباذی ویحیى بن محمد بن صاعد[241].

4/2/2 علم الحدیث

  اتجهت همة أهل جرجان إلى دراسة علم الحدیث منذ زمن مبکر من تاریخهم؛ لأهمیته کمصدر ثان للتشریع الإسلامی، ولما یلقیه من أضواء على سیرة النبی، صلى الله علیه وسلم. وقد بلغ الجرجانیون الغایة فی هذا العلم، ونبغ منهم طوائف من العلماء ألفوا فیه مصنفات مشهورة. ویذخر کتاب تاریخ جرجان للسهمی بتراجم هؤلاء المحدثین وإسهاماتهم العلمیة، وسوف نتعرض لبعضهم فی ثنایا هذا البحث. وکان محمد بن مخلد (خالد) بن خدّاش بن مخلد بن یزید بن المهلب بن أبی صفرة من المهالبة الذین اشتهروا بالعلم فی جرجان. ویتضح من الأخبار القلیلة التی عثرنا علیها فی المصادر المتاحة بین أیدینا أنه تتلمذ على فقهاء عصره بجرجان، کما أخذ عن والده مخلد بن خداش روایاته عن شیوخه، ومنها: الحدیث الشریف الذى رواه جده یزید بن المهلب عن أنس بن مالک. وقد تتلمذ بعض طلاب العلم الجرجانیین وغیرهم ممن وفدوا على جرجان لیتتلمذوا على علمائها، على ید محمد بن مخلد بن خداش، فأخذوا منه ورووا عنه، ونذکر منهم: محمد بن أحمد ابن ماهان الأیلی[242]، وعبد الله بن مسلم بن قتیبة الدینوری ( ت276هـ/ 889م) صاحب کتاب "غریب الحدیث"[243]، ویعقوب بن یوسف بن الحکم الجوباری الجرجانی (ت292هـ/ 904م) المعروف بتنبلة شیخ أبی بکر الإسماعیلی وعبد الله ابن عدی الجرجانیین[244]. ولاشک أنه حدّثهم بروایاته الحدیثیة والتاریخیة التی سمعها عن شیوخه خاصة تاریخ بنی المهلب وإسهاماتهم العظیمة فی الفتوحات الإسلامیة وإعلائهم رایة الإسلام. یؤید هذا التخریج أنه سلیل هذه الأسرة، کما أن تلمیذه ابن ماهان الأیلی قد روى عنه عن شیوخه الحدیث النبوی الشریف الذی رواه جده یزید بن المهلب فی ثنایا خطبة فتح طبرستان[245]، کذلک یذکر ابن قتیبة الدینوری أنه سمع منه عن أبیه مخلد بن خداش بعض أخبار یزید بن المهلب فیما رواه عن نفسه، منها: حدیث عمر بن عبد العزیز ونصیحته له حین قلّده الخلیفة سلیمان بن عبد الملک ولایة العراق فی سنة 96هـ/ 714م، بتقوى الله والعمل لما بعد الموت، فقد قال له: "فإنا لما دفنا الولید -یقصد الخلیفة الولید بن عبد الملک- رکض فی لحده"، أی ضرب برجله الأرض[246].

    وکان الفقیه المُحدّث خالد بن یزید بن عبد الله بن المهلب رأس بیت من مشاهیر المحدثین المهالبة الذین ینتسبون إلى أبی عُیینة بن المهلب بن أبی صفرة بجرجان. وللأسف فقد ذکره السهمی بین علماء جرجان دون أن یترجم له، فقد اکتفى بذکر اسمه فی موضع ترجمته فی حرف الخاء فحسب[247]. غیر أننا عثرنا على نص فی ترجمة أحد علماء جرجان هو محمد بن أبی حماد التلوجی المتطبب الجرجانی یتضح منه أن خالد بن یزید کان فقیها محدثاً، وأن بعض طلاب العلم الجرجانیین أخذوا منه وروا عنه منهم صاحب الترجمة المشار إلیه[248]. ولاشک أن ولدیه هانئ وعبد المؤمن قد تتلمذا علیه وسمعا منه شأنهم فی ذلک شأن أبناء العلماء فی جرجان وغیرها من بلدان العالم الإسلامی الأخرى.

ومن رجالات المهالبة الذین اشتهروا بعلم الحدیث فی جرجان عبد المؤمن بن خالد ابن یزید بن عبد الله بن المهلب بن عیینة. وکان کما یذکر السهمی قد تتلمذ على ید شیخه أبی محمد المذکور سابقا وسمع منه بعض روایاته وکتبها عنه، ومنها ما رواه عبد الله بن المبارک عن أسانیده عن النبی، صلى الله علیه وسلم، أنه قال: "کثر ما یجد العبد فی حسناته یوم القیامة الهم والحزن"، ولما سئل عبد الله بن المبارک هل کان النبی یقصد هموم الدنیا وأحزانها؟ قال: "إی والله! هموم الدنیا وأحزانها"[249]. ونستدل من روایة السهمی أن عبد المؤمن بن خالد کان - مثل معظم رجال الحدیث - یدون الروایات والأخبار التی کان یسمعها فی مجالس العلم وغیرها فی کتب، وأنه قد ترک هذه الکتب لولده من بعده فاستفادوا منها، ونقلوا منها فی کتبهم، فأسهموا بذلک فی نشر هذه الروایات، وقد صار بعضها مصدرًا للسهمی نفسه فی کتابه تاریخ جرجان[250].

   وکان الحافظ عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن یزید بن عبد الله بن المهلب ابن عیینة المهلبی (ت309هـ/921م)، من أبرز علماء الحدیث بجرجان؛ إذ کان کما یذکر السمعانی "من بیت الحدیث وأهله" [251]. ووصفه تلمیذه أبو بکر الإسماعیلی إمام الشافعیة بجرجان وابن ماکولا بأنه کان صدوقًا ثبتًا یعرف الحدیث[252]. وأکد ذلک ابن العماد الحنبلی بقوله: "وکان من الثقات الحفاظ والأثبات الأیقاظ" [253]. وکان عبد الرحمن بن عبد المؤمن -کما یذکر الذهبی- من کبراء جرجان وعلمائها [254]، وکان معاصرًا لابن عمه إبراهیم بن هانئ، وتتلمذا معًا على شیوخ عصریهما ورویا عنهم، نذکر منهم: عبد الوهاب بن علی بن عمران الجرجانی[255]. وسختویه بن الجنید الدباغ الجرجانی[256] . کما کان معاصرًا للفقیه المُحدّث أحمد بن حفص السعدی الجرجانی المعروف بحمدان (ت293 أو 294هـ/ 905 - 906م)[257]، وزامله فی مجالس العلم عند کثیر من شیوخ أهل جرجان ورویا عنهم.

    ومن شیوخ عبد الرحمن بن عبد المؤمن أیضًا الفقیه المحدث أحمد بن علی بن عمران الجرجانی (ت253هـ/ 866م)، وقد روى عنه عن شیوخه خبرًا أخلاقیًا مهمًا یخص طلاب الحاجات، فعن الأعمش عن أبی إسحاق عن أبی الأحوص عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "إذا طلب أحدکم الحاجة فلیطلبها طلبًا یسیرًا، فإنما له ما قدر له، ولا یأتی أحدکم صاحبه فیمدحه فیقطع ظهره"[258]. کما سمع عبد الرحمن بن عبد المؤمن أیضًا من عدد آخر من فقهاء أهل جرجان ومحدثیها وروى عنهم، منهم: إدریس بن إبراهیم الرویشی الجرجانی[259]، وسعد بن یزید الجرجانی[260]، وعمران بن موسى الطبری[261]، وسلیمان بن داود بن أبی الغصن الجرجانی نزیل الری وکان صاحب حدیث مکثر[262]، وإبراهیم بن موسى الوزدولی الحنفی وکان شیخ أصحاب الرأی فی جرجان فی عصره. وقد روى ابن عبد المؤمن عنه عن شیوخه عن موسى بن زیاد بن الدیلم عن الحسن البصری حدیثاً مهماً للرسول، صلى الله علیه وسلم، یوضح فیه أن التواضع خصلة من خصال العلماء الحسنة، فالرسول، صلى الله علیه وسلم یقول: "من زعم أنه عالم فهو جاهل"[263]. کما تتلمذ على ید ابنه الحافظ الصدوق إسحاق بن إبراهیم العصار الجرجانی (ت257هـ/ 870م)، وکان من أصحاب الحدیث الثقات فیما یروون، وکان قد صنف کتبًا وسیرًا کثیرة من أشهرها کتاب المسند [264]، وروى عبد الرحمن بن عبد المؤمن أیضًا عن إبراهیم ابن عبد الله الخزاف الجرجانی المعروف بالقصیر[265]، وإسماعیل بن إبراهیم الحریری الجرجانی (ت247هـ/ 861م) وکان شیخًا صالحًا [266]، ومحمد بن عبد الله بن الحسین العصار الجرجانی وکان أول من أظهر مذهب الحدیث بجرجان[267].

کما سمع عبد الرحمن بن عبد المؤمن من محمد بن بندار السباک وروى عنه، عن شیوخه عن ابن أبی لیلى عن أبی الزبیر عن جابر حدیثاً غریباً للنبی، صلى الله علیه وسلم، وهو "إذا تبسم الرجل فی الصلاة تمت صلاته"[268]. وأخرجه ابن عدی وقال: "وهذا الحدیث عن ابن أبی لیلى غیر محفوظ" [269]. وسمع أیضًا عن عمار بن أبی عمار بعض الروایات عن شیوخه عن عبد الرحمن بن أبزی أنه صلى خلف عمر بن الخطاب، رضی الله عنه، فسمعه یجهر ببسم الله الرحمن الرحیم[270]. وتتلمذ أیضًا على ید أحمد بن یحیى بیاع السابری (ت254هـ / 868م)، وسمع منه وروى عنه روایات کثیرة، ومنها ما سمعه عن شیوخه بإسناد أن عکرمة سمع ابن عباس یقول: "لا ینبغی الصلاة من أحد على أحد إلا على النبی صلى الله علیه وسلم"[271]. کما تتلمذ على ید عبد المؤمن بن إبراهیم بن أبی حماد البزاز الجرجانی، وروى عنه عن شیخه أبی عمر الحوضی عن بعض العلماء تخریجًا مهمًا لقصة الهدهد المشهورة مع سلیمان بن داود، علیهما السلام، التی وردت فی سورة النمل[272].

وقد بلغ عبد الرحمن بن عبد المؤمن مکانة علمیة عظیمة فی علم الحدیث، ودَوّت شهرته فی الآفاق، وأقبل علیه طلاب العلم الجرجانیون من کل حدب وصوب ینهلون من فیض علمه؛ یسمعون منه ویکتبون ویروون عنه، ونذکر منهم: علی بن محمد بن أحمد المعروف بأبی الحسن القصری (ت368هـ / 978م)، وقد روى عنه عن شیخه محمد بن حمید الرازی عن أسانیده خبرًا مهمًا یتعلق بصلاة القیام وعدد رکعاتها، فعن عبد الله أنه قال: "خرج النبی، صلى الله علیه وسلم، ذات لیلة فی رمضان فصلى الناس أربعا وعشرین رکعة وأوتر بثلاثة"[273]. وأبو أحمد الغطریفی [274]، وإسماعیل بن سعید بن عبد الواسع الخیاط الجرجانی (ت366هـ/ 980م) وکان شیخًا صالحًا ثقة [275]. وإبراهیم بن موسى السهمی، وکان قد دَون سماعه عنه فی کتابه الذی صار مصدرًا مهمًا لحفیده السهمی فی کتابه تاریخ جرجان[276]. وکان الحافظ عبد الله بن عدی من أبرز أهل جرجان الذین تتلمذوا على ابن عبد المؤمن، وقد حَدّث تلامیذه بروایاته، فاستفادوا منها فائدة عظیمة[277]. وسمع منه أیضًا أبو بکر الإسماعیلی وحدّث عنه، وقد احتفظ فی معجمه بأحد الأحادیث النبویة التی سمعها منه بروایة شیخه الرازی عن شیخه زافر بن سلیمان القوهستانی عن مالک بن أنس عن یحیى بن سعید عن أنس بن مالک أنه قال: لما کان صبیحة یوم احتلمت، ذکرت ذلک للنبی، صلى الله علیه وسلم، فقال: "لا تدخل على النساء"، فما أتى علیّ یوم کان أشد علیّ منه[278]، وهو حدیث ضعیف الإسناد من هذا الوجه، وأخرجه الخطیب والذهبی وابن حجر من طریق الرازی[279]. وتتلمذ علیه أیضًا أبو الحسن أحمد بن موسى بن أحمد البخاری الجرجانی، وکان وکیلا للقضاة بجرجان (ت368هـ/ 982م)، فأخذ منه وروى عنه[280]. وقد تتلمذ أهل بیت ابن عبد المؤمن على یدیه، وروى بعضهم عنه، وکان من أبرزهم سبطه أبو عبد الرحمن محمد المشتوتی[281].

  وأقبل أبناء عبد الرحمن بن عبد المؤمن على دراسة علم الحدیث وتفوقوا فیه مثل أسلافهم المهالبة الجرجانیین. ونذکر منهم: عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وکان کما یذکر السهمی فقیهًا محدثًا، وتتلمذ على ید عدد من شیوخ العلم بجرجان مثل محمد بن أحمد بن النضر وغیره وروى عنهم. وقد تحلق حوله کثیر من طلاب العلم، فسمعوا منه ورووا عنه. وقد دوّن بعض المهتمین من أهل جرجان بأخبار علمائها تاریخ وفاته ووصف مراسم دفنه واسم الإمام الذی صلى علیه صلاة الجنازة؛ فالسهمی یذکر أنه وجد فی کتاب عمه أسهم بن إبراهیم بخطه خبر وفاة عبد الله بن عبد الرحمن فی شوال سنة 337هـ/إبریل949م، وأن الإمام أبا بکر الإسماعیلی قد أمّ الصلاة علیه[282]. ومنهم أیضًا: أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وقد تتلمذ على ید والده عبد الرحمن بن عبد المؤمن وسمع منه وروى عنه روایات بعض شیوخه، ومنها: خبرًا مهمًا عن حیاة الرسول، صلى الله علیه وسلم، الاجتماعیة، رواه شیخ أبیه محمد بن عبدک الخراسانى بإسناد أن سعید بن المسیب، رضی الله عنه، سأل السیدة عائشة، رضی الله عنها، عما کان یصنعه النبی، صلى الله علیه وسلم، إذا أوى إلى بیته؟ فقالت: "یرقع ثوبه ویخصف نعله ویعالج سلاحه"[283]. ونستدل من روایة للسهمی أن أبا بکر الإسماعیلی کان من تلامیذ أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وقد سمع منه وحدّث عنه بروایات منها: حدیث شیخه أحمد بن إبراهیم بن فیل عن شیوخه عن عبد الله عن النبی، صلى الله علیه وسلم، أنه قال: "من جلب طعامًا إلى مصر من أمْصَار المسلمین کان له أجر شهید" [284]. وجدیر بالذکر أن أبا بکر الإسماعیلی قد أغفل ذکر أحمد بن عبد المؤمن، فلم یذکره فی معجمه ضمن شیوخه الذین أفاد منهم[285] .

ومنهم أیضًا: محمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن (ت328هـ/ 940م)، وکان محدثًا ثقة[286]. ویبدو أن هذا الفقیه قد تتلمذ على ید بعض شیوخ أهل جرجان وسمع منهم وروى عنهم. وکان أحمد بن محمد بن مملک الجرجانی من تلامیذ محمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن، الذین تحلقوا حوله ورووا عنه [287].

  وواصل أحفاد الحافظ عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وکان بعضهم من مشاهیر علماء عصرهم، المسیرة العلمیة لبیت المهلب بن أبی صُفرة بجرجان، وکانوا بحق خیر خلف لخیر سلف. وقد احتفظت المصادر بتراجم هؤلاء العلماء ونذکر منهم: علی بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن عبد المؤمن (ت371هـ/981م)، وکان بزازًا وفقًا للقبه الذی أورده السهمی. وقد تتلمذ هذا الفقیه على ید جماعة من شیوخ أهل جرجان من أبرزهم: عبد الملک بن محمد بن عدی[288]. ونستدل من الروایات أنه بلغ مبلغًا عظیمًا فی علم الحدیث وأصبح شیخًا من شیوخ عصره بجرجان، وذاع صیته فی الآفاق، فالتف حوله طلاب العلم من أهل جرجان، کما توافد علیه وعلى غیره من شیوخ جرجان بعض طلاب العلم والشیوخ الوافدین یأخذون منه ویروون عنه نذکر منهم: السهمی الذی احتفظ بسماعه منه فی کتابه تاریخ جرجان[289].

ومن علماء الحدیث النابهین بجرجان محمد بن حمدان بن محمد المشتوتی سبط الحافظ عبد الرحمن بن عبد المؤمن. وقد تتلمذ على ید مشاهیر علماء الحدیث الجرجانیین، وأبرزهم: عمران بن موسى بن مجامع السختیانی الجرجانی صاحب المسند شیخ محدثی جرجان فی زمانه (ت305هـ/ 917م)، وکان کما یصفه تلمیذه أبو بکر الإسماعیلی صدوقاً فیما یحدث به[290]. ویبدو أن والده حمدان بن محمد المشتوتی کان یصحبه إلى مجلس هذا العلامة خاصة أنه کان أحد تلامیذه الذین أخذوا منه ورووا عنه[291]. وتتلمذ أیضًا على ید الفقیه عبد الله بن محمد بن أمیة القرشی الساوی وأخذ منه وروى عنه روایات کثیرة منها: خبر مهم عن أسماء الرسول، صلى الله علیه وسلم، ومعانیها، فعن عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن الزهری، عن أنس بن مالک رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله، صلى الله علیه وسلم: "أنا أحمد وأنا محمد وأنا الحاشر وأنا العاقب"[292]. والحاشر کما ورد عن رسول الله، صلى الله علیه وسلم، فی حدیثه الذى رواه الدارمی والبخاری ومسلم عن الزهری، عن محمد بن جبیر بن مطعم، عن أبیه: "الذی یحشر الناس على قدمی" (على عقبی)، والعاقب "الذى لیس بعده أحد"[293]، أو کما قال الزهری: الذی لا یکون بعده نبی[294].

  ونستدل من الروایات أن الفقیه المُحدّث محمد بن حمدان المشتوتی قد جلس للحدیث بعد أن أتم علومه واکتمل تحصیله، وأن طلاب العلم قد تحلقوا حوله ینهلون من علمه وعلم أجداده المهالبة بجرجان. وکان السهمی من أبرز تلامیذه الذین سمعوا منه وکتبوا عنه، وقد احتفظ بما کتبه عنه، وصارت هذه الروایات مصدرًا مهمًا لکتابه تاریخ جرجان[295]. ومن تلامیذه أیضًا: أحمد بن عمر، وقد أخذ منه وروى عنه ما سمعه من روایات شیخه عبد الله بن محمد بن أمیة الساوی وأخباره[296]، وتتلمذ على یدیه أیضًا الخلیل بن محمد ابن عبد الرحمن من قریة وسسکن بجرجان، وأخذ منه وروى عنه[297] ، ومنهم کذلک محمد بن أحمد بن علی الجرجانی، وکان قد سمع منه ومن شیوخ عصره بجرجان، مثل: أبو بکر الإسماعیلی وابن عدی وروى عنهم، ثم حدّث طلابه بما تعلمه منهم[298].

  وکان أحمد بن حمدان بن محمد المشتوتی (ت357هـ/ 968م) آخر منْ عثرنا علیه من المحدثین أسباط الفقیه عبد الرحمن بن عبد المؤمن. ورغم قلة ما وصلنا من معلومات عن هذا الفقیه، فإنه بلا شک قد نال ما ناله أخوه محمد بن حمدان من رعایة أبیهما وجدهما وأخوالهما، واهتمامهم بتخریجهما فی العلوم الفقهیة تخریجًا حسنًا، یؤید هذا التخریج أنه تتلمذ على ید أبی إسحاق السختیانی شیخ أخیه وروى عنه، کما أخذ عن جماعة غیره[299]. وقد جلس أحمد بن حمدان للحدیث ودرس علی یدیه بعض طلاب العلم من أهل جرجان، ومنهم السهمی الذى درس علیه فی صباه - کان أول سماع السهمی فی سنة 354هـ/966م، وهو فی العاشرة من عمره تقریبا[300]، وللأسف لم یحتفظ بما سمعه منه، فأضاع علینا معرفة إسهامات هذا الفقیه فی خدمة العلم[301].

  ونختتم الحدیث عن إسهام المهالبة فی العلوم الدینیة بجرجان بالإشارة إلى قیمة تربویة مهمة؛ فقد حرص معظم أهل جرجان على تعلیم أبنائهم الصغار واصطحابهم إلى مجالس العلم منذ سن مبکرة، کما حرص بعضهم على أن یرافقوهم فی رحلاتهم العلمیة لتحصیل العلم على شیوخ الأمصار الإسلامیة الأخرى. وکان المهالبة کما رأینا من أشهر بیوت العلم بجرجان، وقد حرصوا على تعلیم أولادهم وغرس القیم الدینیة فی نفوسهم منذ صغرهم. فالسهمی یذکر أن أهل محمد بن حمدان بن محمد المشتوتی عملوا منذ صغره على تخریجه فی العلوم الدینیة تخریجًا حسنًا، وأسهموا فی تکوینه تکوینًا علمیًا متینًا؛ فحملوه إلى مجالس العلم، وعهدوا به إلى شیوخ عصره لیدرس على أیدیهم. وکان جده عبد الرحمن بن عبد المؤمن معلمه الأول وکان یتعهده برعایته وعنایته، ویحدّثه بروایاته وأخبار شیوخه، فصار السبط لصیقًا بجده ومن المقربین منه، وأصبح من أبرز رواته[302]. ویبدو أن والده حمدان بن محمد المشتوتی کان یصحبه إلى مجلس عمران بن موسى السختیانی، خاصة أنه کان أحد تلامیذه الذین أخذوا منه ورووا عنه[303]. وکان أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن -کما یذکر السهمی- حریصًا على تربیة أولاده تربیة إسلامیة صحیحة وتخریجهم فی العلوم تخریجًا حسنًا، وغرس القیم النبیلة فی نفوسهم لیُشبوا متمسکین بها، ومنها الحرص على أداء صلاة اللیل فی المسجد، وکان مواظبًا علیها رغم ثقلها على بعض الأطفال، یؤید ذلک أن ابنه أبا جندب کان یقول: "کان والدی ینبهنی فی اللیل ویُخرجنی لأصلی صلاة اللیل معه، یقول لی: نحب أن تعتاد هذا" [304].

4/2/3 الصلات العلمیة للمهالبة الجرجانیین بمراکز الثقافة الإسلامیة الأخرى:

   اشتهر أهل جرجان بشغفهم بالعلوم والآداب، وبذل الأموال فی تحصیلها ببلادهم، وشدْ الرحال فی طلبها خارجها[305]. وقد اعتنى المهالبة بنیل شرف الرحلة العلمیة من بلدهم إلى مراکز الثقافة الإسلامیة؛ للقاء الحفاظ وتحصیل الإسناد العالی والأجزاء الحدیثیة، وجمع طرق الأحادیث، ومناظرة الرواة والمذاکرة لهم، ومعرفة الرجال وغیرها من الفوائد، وهی سُنة علماء الحدیث وطلابه[306]. ومن الأمثلة البارزة على توافد طلاب العلم المهالبة الجرجانیین على الأمصار الإسلامیة ما تذکره المصادر عن عبد الرحمن ابن عبد المؤمن، فبعدما أکمل تحصیله على علماء بلده وأخذ منهم، خرج فی رحلة علمیة جاب فیها بعض مراکز الثقافة الإسلامیة؛ لیقابل شیوخها ویتتلمذ علیهم وینهل من فیض علمهم، فدخل بسطام والدامغان وتتلمذ على ید شیوخهما، ومنهم: الحسین بن عیسى بن حملان البسطامی[307]، وسلیمان بن سعید الدامغانی[308]، وروى عنهما. ورحل إلى خراسان، وتتلمذ على مشاهیر علمائها وسمع منهم، وأبرزهم: أبی عمر الخراسانی محمد بن عبدک[309]، وعیسى بن محمد بن بکیر السلمی وکان لصیقا به وسمع منه الکثیر من الروایات ثم حدث بها، ومنها: روایته عن شیخه عن السیدة عائشة، رضى الله عنها، أنها قالت: "نهى النبى، صلى الله علیه وسلم، أن یقطع السارق فی أقل من ربع دینار"، وقد علق ابن عدی تلمیذ ابن عبد المؤمن على هذا الحدیث بقوله: "هذا حدیث غریب من روایة میمون عن عروة، لیس له إلا هذا الطریق؟"[310]. ومنها أیضًا: روایة ابن بکیر السلمی عن شیخه الهذیل بن إبراهیم عن أسانیده عن عبد الله بن مسعود أن الرسول الکریم، صلى الله علیه وسلم، قد فسر فیما أخبره به جبریل -علیه السلام- کلمتی "لا حول ولا قوة إلا بالله" أنهن "لا حول عن معصیة الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله"[311]. کذلک روى ابن عبد المؤمن عن شیخه ابن بکیر السلمی عن أسانیده عن عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما- تحذیر الرسول، صلى الله علیه وسلم، للمسلمین بالإمساک عن الکلام واللغط عند ذکر القدر والنجوم والصحابة، رضوان الله علیهم، أجمعین[312]. وروى عنه أیضًا عن شیخه خبراً عن حیاة الصحابة الخاصة ومکانة بعضهم عند رسول الله، صلى الله علیه وسلم، فعن یونس عن الحسن البصری أنه قال:"خطب المغیرة بن شعبة وعمر بن الخطاب امرأة فزوج المغیرة ومنع عمر، فقال رسول الله، صلى الله علیه وسلم: "لقد رَدْوا خیر هذه الأمة"[313].

  ورحل عبد الرحمن بن عبد المؤمن أیضًا إلى مکة المکرمة لأداء الفریضة والتتلمذ على شیوخها والوافدین علیها والمجاورین بها، فتحلق حول محمد بن زنبور بن الأزهر المکی، وسمع منه روایات کثیرة، منها: عن حمّاد بن زید عن ثابت البنانی عن أنس بن مالک، رضى الله عنه، خبراً عن بعض صفات النبی، صلى الله علیه وسلم، الخلقیة والأخلاقیة، وقیامه بدوره کقائد شجاع یدافع عن عاصمته المدینة المنورة ضد الأخطار التی تُحدق بها، یقول أنس بن مالک: "کان النبی، صلى الله علیه وسلم، أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدینة، فکان النبی، صلى الله علیه وسلم، سبقهم على فرس، وقال وجدناه بحرًا" أخرجه عبد الرزاق والشیخان البخاری ومسلم وغیرهما، وقال الترمذی: هذا حدیث صحیح[314].

  وکان محمد بن عبد الرحمن من المهالبة الذین تغرّبوا عن جرجان فی طلب العلم، فرحل عنها فی رحلة علمیة طویلة دخل فیها العراق ومصر، وجلس إلى علمائها وروى عنهم، ومنهم: یحیى بن عثمان بن صالح، ویحیى بن أیوب التجیبی وغیرهم، وکانت رحلته إلى مصر کما یذکر السهمی فی سنة 282هـ/904م[315]. ونستدل من الروایات أیضًا أنه دخل بعض مدن الشام، منها: أنطاکیة وتتلمذ على شیوخها، ومنهم: أحمد بن إبراهیم بن فیل الأنطاکی، وسمع منه روایات کثیرة، وقد احتفظ السهمی بروایة منها عن شیوخه عن إبراهیم النخعی عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أن النبی، صلى الله علیه وسلم، قال: "من جلب طعامًا إلى مصر من أمصار المسلمین کان له أجر شهید"[316]، وهو حدیث صحیح الإسناد، وأخرجه السهمی عن شیخه الإسماعیلی[317]، وأخرجه الخطیب البغدادی أیضًا من طریق فرقد عن إبراهیم النخعی وزاد "فباعه بسعر یومه" بعد "المسلمین"[318].کذلک تعددت رحلات عبد الرحمن بن محمد بن حمدان المشتوتی العلمیة إلى مراکز الثقافة الإسلامیة المشرقیة؛ لیأخذ عن شیوخها وینهل من فیض علمهم، فزار بغداد وتتلمذ على ید مشاهیر شیوخها، ورحل أیضًا إلى همذان والری وکرمان[319].

4/2/4 انتشار علوم المهالبة الدینیة خارج جرجان

  بلغ المهالبة الجرجانیون درجة عالیة فی العلوم الدینیة، خاصة الفقه الشافعی، وأصبحوا من شیوخ العلم فی عصرهم، وصارت جرجان بفضل مکانتهم ومکانة غیرهم العلمیة إحدى مراکز الثقافیة الإسلامیة. وقد أدرک طلاب العلم والعلماء فی الأمصار الإسلامیة الأخرى مکانتهم العلمیة، فشدوا الرحال إلیهم وقصدوهم للاستفادة منهم والنّهل من فیض علمهم. وعند عودتهم إلى بلادهم والبلاد التی زاروها حدّثوا بما استفادوه من علمهم وعلم غیرهم من الجرجانیین. وکان عبد الرحمن بن عبد المؤمن ممن تجاوز علمهم حدود جرجان وانتشر فی بعض مراکز الثقافة الإسلامیة؛ إذ استقر بعض تلامیذه هناک؛ فقد حدّث محمد بن أحمد بن إبراهیم الصباغ الفقیه الجرجانی، وکان قد درس ببغداد ومات فیها، طلابه هناک ببعض روایات شیخه ابن عبد المؤمن ومنها حدیثًا مهمًا للرسول، صلى الله علیه وسلم، یوضح فیه موقفه من بعض الفرق الإسلامیة، فعنه، صلى الله علیه وسلم، أنه قال: "صنفان من أمتی لا یدخلون الجنة: المُرْجئة والقدریة" [320]. کذلک روى عنه تلمیذه محمد بن إبراهیم بن الحسن الفرّخانی الفقیه الجرجانی بسمرقند؛ إذ کان قد نزلها واستقر ومات بها فی ربیع الآخر 370هـ / أکتوبر 980م، وکان فقیهاً ثقة فی الحدیث زاهداً فی الدنیا راغباً فی الآخرة [321].

ونستدل من الروایات أن علی بن عبد الله بن عبد الرحمن البزاز بلغ مبلغاً عظیماً فی العلوم الفقهیة وأصبح شیخاً من شیوخ عصره بجرجان، وذاع صیته فی الآفاق، فالتف حوله طلاب العلم من أهل جرجان، کما توافد علیه، وعلى غیره من شیوخ جرجان، بعض طلاب العلم والشیوخ الوافدین یأخذون منه ویروون عنه. ولا شک أن الغرباء من تلامیذه قد نشروا علمه وعلوم بقیة شیوخهم الجرجانیین، عندما حدّثوا بها فی جرجان نفسها وفی بلدانهم والأمصار الإسلامیة الأخرى التی زاروها. فالسهمی یذکر أن عبد الواحد بن بکر الورثانی الصوفی - نسبة إلى قریة ورثان بشیراز -، وکان ممن رحل وکتب الکثیر بالشام ومصر (توفی بالحجاز سنة 372 هـ/ 982م)، سمع وحدّث بجرجان بأخباره وأحادیثه[322]. أما أبو سعد المالینی الهروی (توفی بمصر سنة 407هــ/ 1016م)، فقد سمع کثیراً من کتب الجرجانیین، وحدّث بجرجان، وسمع منه بعض أهلها ومنهم السهمی نفسه، ثم رحل رحلات کثیرة إلى معظم مراکز الثقافة الإسلامیة فی عصره (البصرة وبغداد والشام ومصر والحجاز وخراسان وما وراء النهر وأصبهان). ومن المرجح أنه حدّث بهذه البلدان بما سمعه من شیوخه الجرجانیین ومنهم البزاز المهلبی[323].

   ونستدل من الروایات أن الخلیل بن محمد الجرجانی حدّث بروایات شیخه محمد بن حمدان المشتوتی وغیره من علماء جرجان الذین تتلمذ على أیدیهم مثل ابن عدی، فی مجالس العلم بالبلدان الإسلامیة التی حلّ بها ومنها بلاد الحجاز التی زارها لأداء فریضة الحج وبلاد العراق[324]. وقد انتقل عبد الرحمن بن محمد بن حمدان المشتوتی إلى مدینة طوس واتخذها مستقراً له حتى توفی بها فی سنة 384 هـ/ 994 م[325]. ومن المرجح أنه حدّث طلاب العلم الذین جلسوا إلیه بطوس بروایاته التی أخذها عن شیوخه؛ مما أسهم فی نشر علوم الجرجانیین ومنهم المهالبة ببلاد الشام.

4/2/5 رعایة المهالبة للحرکة الأدبیة بجرجان ومشارکة بعضهم فیها:

   أبدى المهالبة اهتمامًا کبیرًا بالحرکة الأدبیة بجرجان، فبدأ بلاطها یتلألأ بالشعراء والأدباء بعد تعمیرها وتمصیرها. فقد سعى یزید بن المهلب إلى جذب کوکبة من شعراء العرب وأدبائهم، ومنهم من کان بالعراق، إلى جرجان، لینیروا بلاطه هناک. وتمثلت رعایته لهم فی صور شتى؛ فکان یغدق علیهم العطایا قبل أن یتکبدوا مشقة الحضور إلیه، کما کان یوفر لهم أیضًا وسائل الانتقال المریحة الآمنة بواسطة رجاله بالعراق. فالروایات تذکر أن یزید بن المهلب کتب حین فتح جرجان إلى أخیه مروان بن المهلب بالبصرة أن یحمل إلیه الفرزدق الشاعر، وأن یدفع إلى أهله مبلغًا للنفقة فی أثناء غیابه[326]. وکان یزید بن المهلب قد استعمل على البصرة عبد الله بن هلال الکلابی، وصّیر مروان بن المهلب -وکان أوثق إخوته عنده- على أمواله وأموره هناک[327]. فدعا مروان بن المهلب الفرزدق وأبلغه برغبة یزید بن المهلب، وأخبره أنه إذا قدم علیه، أعطاه مائة ألف درهم، فقال له الفرزدق: ادفع إلیّ أموال النفقة والجهاز، قال: أشخص وأدفعها إلى أهلک، فأبى إلا أن یأخذها بنفسه، ووافق على أن یذهب إلى جرجان زائرًا؛ لیمدح فاتحها تقدیرًا وإعزازًا له، ولیثأر لأعراض المهالبة ممن هجوهم، وطمعًا فی الجائزة المالیة الکبیرة، وأنشأ یقول:

دعانی إلى جرجانَ و الریُ  دونه         أبـــو خالـــــــد،  إنی إذا  لـــــــــــزؤورُ

لآتی  من   آل  المهلــــب    ثائرًا         بأعراضهــــــــا،   والدائــــــرات  تدور

سآبی وتأبى لی تمیم،  وربمــــــــا         أبیـــــت  فلم یقدر   علّى    أمیر[328]

کأنی  ورحلی والمنافی ترتمـــــی          بنا،   بجنوب  الشّیّطین    حمیرُ[329]

ویؤکد العوتبی ما ذکرناه عن رعایة یزید بن المهلب للشعر والشعراء فقال: "فبلغ من أمر یزید بن المهلب حتى سار بالعساکر، وفتح جرجان، وزاد علوّ همته، وبذل المال، فقصدته صنادید العرب وشعراؤها، فأعطى وأکثر" [330].

  وعندما تقلد خالد بن یزید بن حاتم بن قبیصة بن المهلب ولایة جرجان للخلیفة المهدی العباسی صحب معه أولاده، وبعض المهالبة البصریین، ومن بینهم: الشاعر أبو عیینة ابن محمد بن أبو عیینة بن المهلب، وکان کما یصفه الأصفهانی شاعرًا مطبوعًا ظریفًا، أکثر شعره فی الغزل والهجاء، وشاعر مهلبی آخر لعله أخوه عبد الله بن محمد وکان أکبر منه ویُقدم علیه، فکانوا فی جملة جنده[331]. ورغم أن هؤلاء الجند المهالبة کانوا طارئین على جرجان، ورغم حنینهم إلى العراق وتشوّقهم إلى معاهدهم هناک، فإنهم أسهموا فی الحیاة الاجتماعیة والأدبیة بها؛ فکانوا یشارکون وبعض أصدقائهم من رفاق السلاح فی مجالس الطرب والموسیقى والشراب، لیُسرّوا على أنفسهم فی غربتهم، وأنشد أبو عیینة بن محمد فی ذلک شعرًا منه[332] :

کیف صـبری ومنزلی جرجانُ             والعراق  البلادُ   والأوطانُ؟

نحـــن   فیها    ثلاثةٌ     حُلفاء            وندامى  على  الهوى  إخوانُ

نتساقى الهوى  و نطربُ  للذکر             کمـا  تطرب  النشاوی القیانُ

وقد دفعت الحاجة بعض هؤلاء المهالبة وکانت أرزاقهم من الجیش قلیلة، إلى الارتزاق بشعرهم، وکانوا شعراء ظرفاء، فکانوا کما یذکر أبو الفرج الأصفهانی "یمدحون السّراة من أهل جرجان فیصیبون منهم ما یُقوتهم"[333]. ونستدل من إحدى قصائد أبی عیینة بن محمد المهلبی أنه مدح الخلیفة موسى الهادی، واشتکى له سوء حاله بجرجان، ویسأله إنعاشه، وإنقاذه مما فیه، ومما جاء فیها:

لا تخافوا الزمانَ قد قام    موسى             فلکم  من  ردى الزمان أمانُ

کم إلى کم یغضى على الذل منـه             و إلى  کم یکون هذا الهوان؟

فاکفنا  خالداً  فقد سامنــــا الخس             فَ  رماه    لحتفه     الرحمنُ

فلما قرأ الهادی هذه القصیدة رق له، وأمر له بصلة، وأعطاه ما فات من رزقه[334]. ویتضح مما سبق أن شعراء المهالبة بجرجان قد طرقوا غرضین من أهم أغراض الشعر العربی القدیم وهما: الحنین للوطن، والمدح. ولا شک أنهم أسهموا بهذه القصائد الشعریة فی إثراء الحرکة الأدبیة فی جرجان.

  ومن الطریف أن شُح خالد بن یزید بن حاتم المهلبی صاحب جرجان، وبخله وتقطیره على ابن عمه أبی عیینة بن محمد وقد وعده الإحسان والولایة عندما اصطحبه معه إلى جرجان، وتأخره فی تسلیم الأرزاق لجنده، دفع أبا عیینة إلى هجوه والطعن علیه، وبسط لسانه فیه، وذکره بکل قبیح عند حاشیته ووجوه أهل جرجان حتى فضحه، فلم یقدر على معاقبته -کما یذکر الأصفهانی- تقدیرًا لوالده ومکانته فی بنی المهلب[335]. فارتاد بذلک غرضًا مهمًا من أغراض الشعر القدیم وهو الهجاء، وقد صاغ کل هذه المعانی شعرًا جیدًا، جعله فی رأی الخلیفة هارون الرشید والفضل بن الربیع، أهجى شعراء عصره[336]. ویذکر ابن الندیم أن مجمل شعر أبی عیینة بلغ مائة ورقة[337]. ومن المرجح أنه نظم معظمه فی أثناء وجوده بجرجان. وقد احتفظ أبو الفرج الأصفهانی فی کتابه الأغانی بقصائد طویلة من هذا الشعر عند حدیثه عن نسب هذا الشاعر وأخباره، ومنها قوله فیه[338]:

مالی اصطفیتُ على التعسفِ خالدًا             والله  مــــــــا   أنا  بعدها   بأریبِ

تباً   لصُحبة   خالدِ   من   صحبـة             ولخالــــــد بن یزید من  مصحوبِ

یا خالد   بن قبیصة    هیّجت   بی             حربًا  فدونک  فاصطبر  لحروبیِ

ومما لا شک أن هذا الشعر تردد فی مجالس أهل جرجان ومحافلها -کما فی غیرها من مجالس العراق ومحافله-، فأسهم بذلک أیضًا فی إثراء الحیاة الأدبیة فیها.

4/2/6 مهالبة جرجان وروایة التاریخ والأخبار

  اهتم نفر من المهالبة الجرجانیین بالتاریخ والأخبار، ومنهم: إبراهیم بن هانئ، وکان کما رأینا من الفقهاء الزهاد أعلام المذهب الشافعی القائمین على نشره، ورغم أنه لم یؤلف فی التاریخ والأخبار مصنفاً، فإنه کان حافظا للأخبار راویاَ لها. وقد حدّث بها تلامیذه بجرجان، فتناقلوها بدورهم وذکروها لتلامیذهم. وکان إبراهیم بن هانئ ممن اعتمد السهمی علیهم، وعوّل على روایاته التی أصبحت مادة خصبة لکتابة تاریخ جرجان. وجدیر بالذکر أن السهمی قد استمد هذه الروایات من تلامیذ ابن هانئ، ومنهم: جده إبراهیم بن موسى السهمی، وکان قد کتب الکثیر من الأخبار عن شیخه ابن هانئ[339]، وأبی بکر الإسماعیلی. وروى السهمی خبرًا تاریخیًا مهمًا عن شیخه أبی بکر الإسماعیلی کان قد سمعه من شیخه ابن هانئ یتعلق بزیارة قاضی القضاة أبی یوسف یعقوب بن إبراهیم الکوفی صاحب أبی حنیفة النعُمان (ت182هـ/ 798م)، لجرجان بصحبة الخلیفة هارون الرشید سنة 172هـ/ 788م[340]، فقال إن شجاع بن صبیح الجرجانی صلى وراء القاضی أبی یوسف یعقوب فی أحد أیام هذه الزیارة، فقال له: "أحسن صلاتک أیها القاضی"، فتدارک القاضی. وقد ترکت هذه النصیحة أثرًا طیبًا فی نفسه فیما بعد، حتى أنه کان حین یصلی یظن أن وراءه شجاع الجرجانی یقول له: أحسن صلاتک[341]. ویتضح من هذا الخبر فهم الفقهاء الجرجانیین العمیق لأحکام الدین الإسلامی وأداء شعائره بشکل صحیح، بل وتقویمهم لمن زل فی أدائها. وجدیر بالذکر أنه رغم صدق القاضی أبی یوسف یعقوب وتقدمه فی العلم والحکم على أهل زمانه، فإنه کان کثیر الغلط والتصحیف؛ والأمثلة على ذلک کثیرة، فالبغدادی یذکر نقلا عن أسانیده أن رجلاً سأل القاضی أبا یوسف عن موقف أحد المسلمین صلى مع الإمام فی مسجد عرفة، ثم وقف حتى دفع بدفع الإمام؟ فقال القاضی: لا بأس به، فتعجب السائل وقال: سبحان الله!، قد قال ابن عباس: منْ أفاض من عرنة فلا حج له، مسجد عرفة فی بطن عرنة. فقال (أی أبو یوسف): أنتم أعلم بالأحکام ونحن أعلم بالفقه. فقال الرجل السائل:إذا لم تعرف الأصل فکیف تکون فقیها؟![342].

کذلک حدّث أبو بکر الإسماعیلی طلابه عن شیخه ابن هانئ بأخبار مهمة عن حیاة العباد والزهاد الجرجانیین المعاصرین له، ومهنهم وکراماتهم؛ فهو یذکر أن إسحاق بن حنیفة کان یأکل من کسب یده یورق ویشارط من یکتب له من الطرف إلى الطرف من البیاض وعدد الأسطر، کذلک وصف ابن هانئ جنازة هذا العابد بقوله: "رأینا طیورًا خضرًا مصطفین فوق الجنازة وفوق القبر إلى أن دفن لم أر مثله قبل ولا بعد"[343] .

ونستدل من روایة لأبی بکر الإسماعیلی على بعض خصائص إبراهیم بن هانئ کإخباری وحافظ لسیر الفقهاء والمحدثین المشارقة وأخبارهم، فقد کان یتمتع بقوة الحفظ والإدراک والنقد ومواجهة بعض الفقهاء المعروفین بالتدلیس والکذب. فعندما ادعى الفضل بن عبید الله الحمیری الإستراباذی نزیل جرجان أنه تتلمذ على ید الإمام محمد بن یوسف بن واقد الفریابی (نسبة إلى فریاب بلیدة بنواحی بلخ)، وروى عنه[344]، أدرک إبراهیم بن هانئ أنه یغلط، فقال له: "لعلک أردت إبراهیم بن محمد بن یوسف؟"[345]، فأکد الحمیری له أنه صادق فیما یقول، فعلق إبراهیم بن هانئ على هذا الادعاء بقوله: إنه کاذب؛ لأن محمد بن یوسف کان قد مات (ت212هـ/ 827م) قبل أن یولد هذا المدّعی[346]. ولعل عبد الله بن عبد الرحمن الدارمی السمرقندی شیخ ابن هانئ کان أحد مصادره المهمة التی استقى منها معلوماته القیمة عن الإمام الفریابی؛ فقد کان الأخیر أستاذًا للسمرقندی الذی أخذ منه وروى عنه کثیرًا من الروایات[347].

4/2/7 انخراط بعض مهالبة جرجان فی حیاة الزهد

اشتهرت جرجان بکثرة المتصوفة والزهاد الذین انصرفوا إلى حیاة الزهد والعزوف عن الدنیا والانقطاع إلى عبادة الله. وقد انخرط بعض المهالبة فی هذا الاتجاه الروحانی بالإضافة إلى مشارکتهم فی العلوم الدینیة وبروزهم فیها، فظهر منهم: إبراهیم بن هانئ وکان من العلماء الزهاد[348]. وقد أخذ ابن هانئ الزهد عن مشاهیر الزهاد الجرجانیین فی عصره، منهم: إسحاق بن حنیفة نزیل سلیماناباذ، وقد کان عزیز الحدیث جدًا، مشتغلا بالعبادة. ویبدو أن ابن هانئ کان لصیقا بشیخه مقدرّاَ له، معجباً بمنهجه؛ إذ کان یقول: "لم أر مثل إسحاق بن حنیفة، ولا رأى إسحاق مثل نفسه"[349]، ومنهم أیضًا: إبراهیم بن یزید بن المهلب البجلی[350]، وداود بن قتیبة البیرقانی، وقد وصفه ابن هانئ قائلًا: "کان من خیار عباد الله"[351] .

ویتضح من الروایات أن إبراهیم بن هانئ کان من الزهاد المعتدلین الذین أدرکوا حد الاعتدال فی الزهد، وأنه لا یعنی لبس المرقعات والفوط والهیئة الرثة، وتشعیث الشعر، وأنه لا یتعارض مع الثراء والتمتع بما أحل الله لعباده من ملذات الحیاة[352]. فالسهمی یذکر نقلا عن أبی بکر الإسماعیلی تلمیذ ابن هانئ أنه کان حسن اللباس، وأنه خرج یوماً إلى الجامع وقد لبس ثیابًا فاخرة وتعطر، فرأته امرأة فتعجبت من حُسن هیئته وهو الفقیه الزاهد، وسألته: إنک عالم زاهد تلبس مثل هذه الثیاب لا تستحی من الله؟ فقال لها: "أستحی من الله أن أقدر أن ألبس أحسن من هذا فلا ألبس"[353]. ولاشک أن ابن هانئ کان فی مسلکه هذا ینفذ أوامر الله، سبحانه وتعالى، لعباده أن یأخذوا زینتهم عند کل مسجد، فسبحانه عز وجلّ یقول: ﴿یا بنی آدمَ خُذوا زِینَتکُم عِندَ کل مَسجدِ وکلوا واشرَبوا ولا تُسرفوا إنه لا یُحبُ المُسرفینَ، قل منْ حَرّمَ زینَة اللهِ التی أخرجَ لعبادهِ والطیباتِ من الرزقِ قل هی للذین آمنوا فی الحیاة الدنیا خَالصةً یومَ القیامةِ کذلک نُفصل الآیات لقوم یَعلمونَ﴾[354].

وقد التف حول ابن هانئ بعض تلامیذه من المریدین والزهاد، ولاشک أنه کان یعظهم بمسجده. ونستدل من الروایات على بعض أسالیبه فی تربیتهم، فقد کان یصحبهم فی زیارات میدانیة إلى المقابر لیدلهم على قبور أولی الفضل والزهاد والصالحین من أهل جرجان والغرباء الذین دفنوا فی مقابرها، لاسیما هؤلاء الذین کان یسرد أخبارهم. فأبو بکر الإسماعیلی یذکر أن شیخه ابن هانئ قد صحبه فی زیارة لمقابر سلیمان اباذ وأراه قبر شجاع بن صبیح الزاهد الجرجانی[355]. ولعله کان یلجأ إلى هذا الأسلوب لیعمق فی نفوس تلامیذه عملیًا القیم الدینیة الأصیلة ومنها زیارة القبور؛ لیدرکوا فضلها العظیم.

وقد اکتسب ابن هانئ بورعه وزهده ودعواته المستجابة مکانة اجتماعیة رفیعة عند الجرجانیین، فاعتبروه من الأولیاء الصالحین، وکانوا یتبرکون به. ولم یکن ذلک فی حیاته فحسب، وإنما امتد بعد وفاته أیضًا، إذ ظل قبره بمقبرة جرجان بقرب قنطرة عبد الله مشهورًا، یزوره الناس للتبرک به، والدعاء عنده تقرباً إلى الله بصاحبه العابد الزاهد[356].

  وکان عبد الرحمن بن عبد المؤمن من المهالبة الزهاد، وقد وصفه السهمی تارة بالعبد الصالح[357]، وبالشیخ الصالح تارة أخرى[358]. وکان کما یذکر الذهبی من کبراء جرجان وعلمائها[359]، وکان معاصرًا لابن عمه إبراهیم بن هانئ إمام الشافعیة فی وقته، وتتلمذا معاً على شیوخ الزهاد الجرجانیین ورویا عنهم، ومنهم: إبراهیم بن یزید ابن المهلب البجلی[360]، وتتلمذ عبد الرحمن بن عبد المؤمن على ید إسحاق بن حنیفة وسمع منه وروى عنه روایات کثیرة، وقد احتفظ السهمی ببعضها، وهی تتعلق بالسنة النبویة الشریفة بخصوص أداء المسلم للصلاة بشکل صحیح، وتحدید الوقت بین الأذان والإقامة، وسبب ذلک. فعن عمار بن هارون، عن عبد المنعم بن نعیم البصری، عن یحیى ابن مسلم البکاء الکوفی أنه سمع الحسن البصری وعطاء یحدثان عن جابر بن عبد الله أن النبی، صلى الله علیه وسلم، قال لبلال:"یا بلال! إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحدر، واجعل بین أذانک وإقامتک کقدر ما یفرغ الآکل من أکله، والشارب من شربه، والمعتصر لقضاء حاجته، ولا تقوموا إلى الصلاة حتى ترونی"[361]، أخرجه ابن عدی من طریق یحیى البکاء[362]. وفی روایة أخرى کتب ابن عبد المؤمن عن شیخه أبی حنیفة عن شیوخه عن حجاج عن أبی عثمان عن عبد الله بن مسعود أنه قال :"رآنی النبی، صلى الله علیه وسلم، قد وضعت شمالی على یمینی فی الصلاة فمشى إلیَ حتى وضع یمینی على شمالی"[363]. ومنهم أیضًا: داود بن قتیبة البیرقانی الجرجانی وکان من خیار عباد الله[364].

الخاتمة:

    بینت الدراسة عروبة المهالبة وعمانیتهم، وسابقتهم إلى الإسلام زمن النبوة. وبینت أیضًا أصالتهم وبروزهمم فی خدمة الدولة الإسلامیة فی مجالات الحرب والإدارة منذ عصر الخلفاء الراشدین. وبینت الدراسة أن الفتح الإسلامی لجرجان فی عهد الخلفاء الراشدین لم یکن مستقرًا، وأن قتیبة بن مسلم الباهلی -رغم جهوده العسکریة العظیمة فی هذه النواحی- لم یضع حدًا لتجاوزات الجرجانیین. وکشفت الدراسة أن یزید بن المهلب کان خبیرًا بأحوال منطقتی جرجان وطبرستان، مٌطلعًا على فساد أهلهما، وأنه لم یٌبالغ فی تقدیر خطورة ترک المسلمین لجرجان دون الاستیلاء علیها. وبینت الدراسة أن الجرجانیین سارعوا إلى مسالمة یزید بن المهلب وموادعته مهابة منه. وأثبتت الدراسة أن فتحه الأول لجرجان لم یکن حاسمًا، وأنه أعاد فتحها مرة ثانیة وثأر من أهلها. وبینت الدراسة أن یزید بن المهلب کان معتزًا بفتح طبرستان وجرجان متباهیًا بهما؛ لأهمیة هذا الفتح، وبروزه کفاتح عظیم یتفوق على السابقین علیه من قادة الفتح الإسلامی فی المشرق. وکشفت الدراسة أن المدة التی مکث فیها یزید بن المهلب بجرجان بعد فتحها کانت ملیئة بالأعمال والمنجزات المهمة؛ کبناء جرجان وتمصیرها واختطاط المساجد الکثیرة بها، ونشر الإسلام بین أهلها. وکشفتت الدراسة أنه قد ترتب على فشل ثورة یزید بن المهلب على الخلیفة یزید بن عبد الملک، ومقتله ومعظم إخوته بالعقر وقندابیل، أن حلت ببقیة أهله وأعوانهم بجرجان وخراسان والعراق النکبات والمصادرات، وضیاع سلطانهم هناک.

  وبینت الدراسة أن علاقة المهالبة بجرجان لم تنقطع فی عصر الدولة العباسیة، وأن ولایة خالد بن یزید بن حاتم لجرجان حفزت بعض أقاربه على الخروج إلیها والاستقرار بها. وأثبتت الدراسة أن المهالبة أسهموا بفعالیة فی الحیاة الثقافیة بجرجان، فبرزوا رجالًا ونساءً فی علمی الفقه والحدیث، وأثبتت أیضًا أنهم بلغوا مکانة علمیة رفیعة، ودوّت شهرتهم فی الآفاق، وأسهموا فی تشکیل ثقافة تلامیذهم الذین أصبحوا من أبرز علماء جرجان والأمصار الإسلامیة. وکشفت الدراسة أن المهالبة اهتموا بالحرکة الأدبیة بجرجان منذ فتحها وتمصیرها، وأنهم اهتموا بالتاریخ والأخبار. وکشفت أیضًا أن المهالبة الزهاد أدرکوا حد الاعتدال فی الزهد، وأنه قد تطور من مجرد عبادات ونسک مظهرها التقشف، إلى فکر متوازن ینطوی على رؤى فلسفیة للوجود.

[1] العوتبى الصحاری، الأنساب، تحقیق: د. محمد إحسان النص، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان، 2006م، ج2، ص632 ص647.

[2] ابن خلکان، وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان، تحقیق: د. إحسان عباس، دار صادر، بیروت، 1977م، م5، ص354، ابن العماد الحنبلی، شذرات الذهب فی أخبار من ذهب، منشورات دار الآفاق الجدیدة، بیروت، بدون تاریخ، ج1، ص91.

[3] ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص283. وانظر أیضا: م5، ص353، م6، ص282، الیافعى الیمنى، مرآة الجنان وعبرة الیقظان فی معرفة حوادث الزمان، تحقیق: عبد الله الجبورى، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1984م، ج1، ص241.

[4] اسمه أبو عُیینة کما ورد فی معظم المصادر التى اعتمدنا علیها فی هذه الدراسة، بینما ذکره السهمی الجرجانى ( تاریخ جرجان، نشر تحت إشراف د. محمد عبد المعید خان، الطبعة الرابعة، عالم الکتب، بیروت، 1987م، ص244)، وابن الأثیر ( اللباب فی تهذیب الأنساب، دار صادر، بیروت، 1980م، ج3 ص276) باسم عیینة بن المهلب.

[5] ابن ماکولا، الإکمال فی رفع الارتیاب عن المؤتلف والمختلف فی الأسماء والکنى والأنساب، اعتنى بتصحیحه والتعلیق علیه الشیخ عبد الرحمن بن یحیى المعلمی الیمنی، الطبعة الأولى، دار الکتاب الإسلامی، القاهرة، بدون تاریخ، ج6، ص125.

[6] المُشْتُوتی هکذا ضبطه کل من السهمی (تاریخ جرجان، الصفحات: 428،205،99)،وابن حجر العسقلانى (تبصیر المنتبه بتحریر المشتبه، تحقیق على محمد البجاوی، مراجعة محمد على النجار، المکتبة العلمیة، بیروت، 1967م، ق4، ص1363)، ووقع عند السمعانى "المشتولى" (الأنساب، تقدیم وتعلیق عبد الله عمر البارودى، الطبعة الأولى، دار الجنان، بیروت، 1988م، ج5، ص302)، وعند ابن الأثیر "المشتویى" (اللباب،ج3، ص215)، وهی کما یذکر ابن حجر نسبة إلى مشتویه (تبصیر المنتبه، ق4، ص1363).

[7] أخرج الإمام الدارمی عن أبی نعیم عن شعبة أنه قال: قلت لمعاویة بن قرة أکان أنس یذکر أن النبى صلى الله علیه وسلم قال للنعمان بن مقرن: "ابن أخت القوم منهم"، قال: نعم (الدارمی، سنن الدارمی، حقق نصه وخرّج أحادیثه وفهرسه فواز أحمد زمرلى وخالد السبع العلمى، الطبعة الأولى، دار الکتاب العربى، بیروت، 1987م، رقم 2415).

[8]  نافع توفیق العبود، آل المهلب بن أبی صفرة ودورهم فی التاریخ حتى منتصف القرن الرابع الهجرى، الطبعة الأولى، مطبعة الجامعة، بغداد، 1979م، سیف بن حمود بن حامد البطاشى، تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، سلطنة عمان، 1988م، عبد المنعم سلطان، آل المهلب العُمانیون فی المشرق الإسلامى حتى سقوط الدولة الأمویة، الطبعة الثانیة، مرکز الإسکندریة للکتاب، الإسکندریة، 2005م.

[9] لم یشر د. إحسان ذنون الثامری فی دراسته (الحیاة العلمیة زمن السامانیین التاریخ الثقافی لخراسان وبلاد ما وراء النهر فی القرنین الثالث والرابع للهجرة، الطبعة الأولى، دار الطلیعة، بیروت، 2001م) لدور المهالبة الثقافی، رغم تعرضه لعلماء جرجان فی أثناء سیادة السامانیین على بلدهم، وإسهاماتهم فی مختلف مجالات الحیاة الثقافیة، واعتماده فی ذلک بصفة رئیسة على تاریخ جرجان للسهمی.

[10] ابن درید، الاشتقاق، تحقیق وشرح: عبد السلام محمد هارون، الطبعة الثالثة، مکتبة الخانجی، القاهرة، 1958م، ص482.

[11] ابن الکلبی، نسب معد والیمن الکبیر، تحقیق: د. ناجى حسن، عالم الکتب، مکتبة النهضة العربیة، بیروت، 1988م، ج2، ص466، ابن سلام، کتاب النسب، تحقیق ودراسة: مریم محمد خیر الحرع، الطبعة الأولى، دار الفکر، دمشق، 1989م، ص293-294، ابن قتیبة، المعارف، حققه وقدّم له ثروت عکاشة، دار المعارف، القاهرة، 1981م، ص399، المبرد، نسب عدنان وقحطان، تحقیق: عبد العزیز المیمنی الراجکوتی، قطر، 1984م، ص33، ابن عبد ربه الأندلسی، العقد الفرید، شرحه وضبطه وعَنون موضوعاته أحمد أمین وآخرون، دار الأندلس، بیروت، 1988م، ج2 ص519، المسعودی، التنبیه والأشراف، دار ومکتبة الهلال، بیروت، 1981م، ص293، أبو الفرج الأصفهانى، کتاب الأغانی، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بیروت، بدون تاریخ، ج20، ص75، السهمی، تاریخ جرجان، ص54، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، نشر عبد السلام هارون، دار المعارف، القاهرة، 1984م، ص367، العوتبی، الأنساب، ج2، ص623 ص624، یاقوت الحموی، المقتضب من کتاب جمهرة النسب، تحقیق ناجی حسن، الطبعة الأولى، الدار العربیة للموسوعات، بیروت، 1987م، ص237.

Hinds (Martin), An Early Islamic family from Oman: al-Awtabi,s Account of the Muhallabids, Journal of Semitic Studies Monographs no 17, Manchester, University of Manchester, 1991, p. 23, Crone (P.), AL-Muhallab B.Abi Sufra, and Muhallabids, The Encyclopedia of Islam, New Edition, Brill, Leiden-New York, 1993, VII, p.357.

ابن درید، الاشتقاق، ص482، العوتبی، الأنساب، ج2، ص622.[12]

[13] حمزة الأصفهانی، تاریخ سنى ملوک الأرض والأنبیاء، منشورات دار مکتبة الحیاة، بیروت، بدون تاریخ، ص89.

[14] صاعد الأندلسی، طبقات الأمم، القاهرة، 1912م، ص61. وذکر بعض النسابین أنهم افترقوا على نیّف وعشرین قبیلة (ابن رسول، طرفة الأصحاب فی معرفة الأنساب، حققه ک. و. سترستین، دار الآفاق الجدیدة، القاهرة، 2001م، ص59).

[15] حمزة الأصفهانی، تاریخ سنى ملوک الأرض والأنبیاء، ص89، صاعد الأندلسی، طبقات الأمم، ص61 ص62.

[16] العوتبی، الأنساب، ج2، الصفحات: 715،710، 717، نور الدین عبد الله بن حمید السالمی، تحفة الأعیان بسیرة أهل عمان، مکتبة الاستقامة، مسقط،1997م، م1،ج1، ص19.

[17] عن التفاصیل، راجع: العوتبی، الأنساب، ج2، ص711 ص725، مجهول، کشف الغمة الجامع لأخبار الأمة، تحقیق ودراسة وتعلیق: أحمد عبیدلی، دلمون للنشر، نیقوسیا، قبرص، 1985م، ص211 ص219، الإزکوی العمانی، تاریخ عمان المقتبس من کتاب کشف الغمة الجامع لأخبار الأمة، حققه: عبد المجید حسیب القیسی، الطبعة الرابعة، وزارة التراث والثقافة العمانیة، مسقط، 2005م، ص17، مجهول، تاریخ أهل عمان، تحقیق وشرح: د. سعید عبد الفتاح عاشور، القاهرة، 1986م، ص16 ص24، السالمی، تحفة الأعیان، م1، ج1، ص19 ص20.

[18] صاعد الأندلسی، طبقات الأمم، ص61 ص62. وانظر أیضا: العوتبی، الأنساب، ج2، ص711، مجهول، کشف الغمة، ص219، الأزکوی العمانی، تاریخ عمان، ص24، مجهول، تاریخ أهل عمان، ص24، السالمی، تحفة الأعیان، م1، ج1، ص29.

العوتبی، الأنساب، ح2، ص711.[19]

[20] ابن قتیبة، المعارف، ص399، عبد الرحمن عبد الکریم العانی، تاریخ عمان فی العصور الإسلامیة الأولى، دار الحکمة، لندن، 1999م، ص62. ودبا میناء على خلیج عمان، وکانت إحدى فرضتی العرب المشهورة قبل الإسلام، وکان یأتیها تجار السند والهند والصین، وأهل المشرق والمغرب، وکان الجلندى بن المستکبر حاکم عمان یعشرهم. وکانت قصبة عمان قدیمًا، غیر أنها ضعفت بعد الإسلام وطغت علیها صحار فی الأهمیة الإداریة والتجاریة (المقدسی، أحسن التقاسیم فی معرفة الأقالیم، وضع مقدمته وهوامشه وفهرسه الدکتور محمد مخزوم، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1987م، ص74 ص88، یاقوت الحموی، معجم البلدان، دار صادر، بیروت، 1979م، م2، ص435 ص436).

[21] البلاذری، فتوح البلدان، تحقیق: عبد الله أنیس الطباع وعمر أنیس الطباع، مؤسسة المعارف للطباعة والنشر، بیروت، 1987م، ص203 ص204، العوتبی، الأنساب، ج2، ص711، مجهول، کشف الغمة، ص220، مجهول، تاریخ أهل عمان، ص25. السالمی، تحفة الأعیان، ص29.

[22] العوتبی، الأنساب، ج2، ص708، مجهول، کشف الغمة، ص220.

[23] العوتبی، الأنساب، ج2، ص621، مجهول، کشف الغمة، ص220 ص221، الأزکوی العمانی، تاریخ عمان، ص25، مجهول، تاریخ أهل عمان، ص25، السالمی، تحفة الأعیان، م1، ج1، ص29 ص30، البطاشی، تاریخ المهلب، ص14 ص15.

[24] ابن الندیم، الفهرست، حققه وقدّم له مصطفی الشویمی، الدار التونسیة للنشر، تونس، 1985م، ص484.

[25] ابن الندیم، الفهرست، ص507 ص508. وذکره آخرون بعنوان "نسب المهالبة"، وهو من الکتب التی بعث بها الأصفهانی إلى الخلیفة الحکم المستنصر حاکم  الأندلس (الخطیب البغدادی، تاریخ بغداد، المکتبة السلفیة، المدینة المنورة، بدون تاریخ، ج11، ص398، یاقوت الحموی، معجم الأدباء، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1988م، ج13، ص100، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م3، ص308).

[26] أبو الفرج الأصفهانى، کتاب الأغانی، ج13، ص344، ابن الندیم، الفهرست، ص487 ص485.

[27] ابن الندیم، الفهرست، ص470.

[28] ابن رسته، الأعلاق النفیسة، دار صادر، بیروت، بدون تاریخ، ص205، أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص75 ص76، ابن حجر العسقلانی، الإصابة فی تمییز الصحابة، الطبعة الأولى، دار إحیاء التراث العربى، بیروت، 1328هـ، ج4، ص108،

Crone, AL-Muhallab B.Abi Sufra, p.357.                                                                                                                                                                              

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص76 ص77.[29]

[30] أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص75 ص77. ومن دعاوى هؤلاء الشعوبیین زعمهم أن ابن الجلندى ملک عمان وفد فی أزد عمان وموالیهم وأحلافهم وفیهم أبو صفرة على عمر بن الخطاب، فالتفت عمر إلى أبی صفرة، فقال له: أعربی أنت؟ قال: لا، أنا ممن مَنْ الله علیه بالإسلام، ومن مزاعمهم أیضا: أن عثمان بن أبی العاص أمر بختان أبی صفرة وکان شیخا أشمط، وأمر بزوجته فخفضت(أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص76 ص77). کما ادعو أن أبا صفرة کان نساجًا فارسیًا من جزیرة خارک من أعمال فارس یقال له بسخره بن بهبوذان، فقطع إلى عمان، ثم قدم البصرة فکان بها سائسًا لعثمان بن أبی العاص الثقفی، فلما هاجرت الأزد إلى البصرة کان معهم فی الحروب، فوجدوه نجدًا فی الحروب فاستلحقوه، فادعى النسب إلیهم (ابن رسته نقلا عن أبی عبیدة، الأعلاق النفیسة، ص205 ص206، یاقوت الحموی، معجم البلدان، م2، ص337، العبود، آل المهلب بن أبی صفرة، ص21 ص22)، وأنکر الفرزدق کذلک نسبتهم إلى العرب، وعَیرّهم بأنهم لم یتحلوا بصفات عرب الجاهلیة (الفرزدق، شرح دیوان الفرزدق، ضبط معانیه وشرحه وأکملها إیلیا الحاوی، منشورات دار الکتاب اللبنانی، بیروت، 1983م، ج1 ص350-352، یاقوت الحموی، معجم البلدان، م2 ص337).کما نبذهم خصومهم بألقاب تدل على عجمتهم منها: المزونی یقصد به یزید بن المهلب (نسبة إلى مزون اسم عمان بالفارسیة، وعلوج عمان هم المزون کما یذکر ابن الفقیه (ابن الفقیه، مختصر کتاب البلدان، دار صادر، بیروت، بدون تاریخ، ص38، العوتبی، الأنساب، ج2، ص659)، والکابولی یعنى یزید بن المهلب، وکانت أمه من سبی کابل، فلذلک نسبه لکابل وهی من ثغور خراسان (الحمیری، الروض المعطار فی خبر الأقطار، تحقیق: د. إحسان عباس، دار صادر بیروت، 1975م، ص489).

[31] اختلفت المصادر حول إسلام أبی صفرة ولقائه بالنبی، صلى الله علیه وسلم، لمزید من التفاصیل، راجع: ابن قتیبة، المعارف، ص399، أبو الفرج الأصفهانی، الأغانى، ج20، ص 76، ابن عبد البر، الاستیعاب فی معرفة الأصحاب، تحقیق: علی محمد البجاوی، مکتبة نهضة مصر، القاهرة، 1960م، ق4، رقم 3046، ص1692 ص1693، ابن الأثیر، أسد الغابة فی معرفة الصحابة، تحقیق: محمد إبراهیم البنا وآخرون، کتاب الشعب، القاهرة، بدون تاریخ، م6، رقم 6014، ص174، ابن حجر العسقلانی، الإصابة، ج4، رقم 652، ص108، وانظر أیضا: البطاشی، تاریخ المهلب، ص17 ص22، سیف بن حمود البطاشی، إتحاف الأعیان فی تاریخ بعض علماء عمان، الطبعة الثانیة، سلطنة عمان، 2004م، ج1، ص32 ص33.

العوتبی، الأنساب، ج2، ص625.[32]

[33] العوتبی، الأنساب، ج2، ص625 ص628، السالمی، تحفة الأعیان، م1، ج1، 65 ص66.

AL-Alawi (Badar Hilal Khalifa), Oman and the Islamic Caliphate( 11-447/632-1055) The Military Struggle, Thesis PHD, Faculty of Arts, University of Manchester,2003,pp.80-81.

[34] العوتبی، الأنساب، ج2، ص799، البطاشی، تاریخ المهلب، ص22 ص25. وکان عثمان بن أبی العاص قد فتحها، وبنى بها المساجد وجعلها قاعدة للمسلمین، للإغارة على المناطق الفارسیة المتاخمة لها (البلاذری، فتوح، ص544)، فلما استعمل الخلیفة عثمان بن عفان عبد الله بن عامر على البصرة " ضمهم إلیه، فقدم بهم من توّج " (العوتبی، الأنساب، ج2 ص629)، لیعتمد علیهم فی حروبه.

[35] العوتبی، الأنساب، ج2، ص629، سیف بن حمود البطاشی، إتحاف الأعیان، ج1، ص33.

Hinds, ibid, p.24, Crone, op.cit, p.357.                                                                            

[36] العوتبی، الأنساب، ج2، ص629 ص630، العبود، آل المهلب بن أبی صفرة، ص49، Crone, ibid, p.35.        

[37] ابن خلکان، وفیات الأعیان، م5 ص351. ویذکر العوتبی (الأنساب، ج2، ص643) أنه ولد فی العام الذى مات فیه رسول الله صلى الله علیه وسلم(11 هـ).

[38] الجاحظ، البیان والتبیین، قدم لها وبوبها وشرحها: د. على أبو ملحم، الطبعة الثانیة، منشورات دار ومکتبة الهلال، بیروت، 1992م، م3، ص41، المبرد، الکامل فی اللغة والأدب، عارضه بأصوله وعلق علیه: محمد أبو الفضل إبراهیم، دار الفکر العربی، القاهرة، بدون تاریخ، م3، الصفحات: 314، 403، 409، الطبری، تاریخ الطبری، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، دار المعارف، القاهرة، 1977م، ج6، ص171، ابن عبد ربه، العقد الفرید، ج1، ص114، ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، دار الفکر، بیروت، 1982م، م4، ص195 ص196، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م5، ص351.

[39] ابن عبد البر، الاستیعاب، ق4، ص1692، ابن حجر العسقلانی، الإصابة، ج4، ص109، العوتبی، الأنساب، ج2، ص632 ص644.

[40] خلیفة بن خیاط، تاریخ خلیفة بن خیاط، راجعه وضبطه ووثقه ووضع حواشیه وفهرسه د. مصطفی نجیب فواز وزمیلته، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1985م، ص125، البلاذری، فتوح البلدان، ص558، مجهول، تاریخ سجستان، ترجمة: محمود عبد الکریم على، الطبعة الأولى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2006م، ص75 ص78.

Hinds, ibid.., p. 26, Crone, ibid., p.357.                                                                                                                        

[41] خلیفة بن خیاط، تاریخ، ص126، البلاذری، فتوح البلدان، ص608، ابن الأثیر، الکامل، م3، ص446، مجهول، تاریخ سجستان، ص75 ص78، أطهر المبارکبوری، العقد الثمین فی فتوح الهند ومن ورد فیها من الصحابة والتابعین، دار الأنصار، القاهرة، 1980م، ص89، أحمد محمود الساداتی، تاریخ المسلمین فی شبه القارة الهندیة وحضارتهم، مکتبة الآداب ومطبعتها، القاهرة، 1957م، ج1، ص53،

AL-Humaidi, Makran and Baluchistan from Early Islamic Conquest down to Noisavne the Mongo, PH.D.Thesis, Victoria University of Manchester, Department of Middle Eastern Studies, Faculty of Arts, June, 1988, p.250, Crone, ibid., p.357.

[42] العوتبی، الأنساب، ج2، ص631 ص632، Hinds, ibid.,  p.25, Crone, ibid., p.357.                                

                               

[43] خلیفة بن خیاط، تاریخ، ص138، البلاذری، فتوح، ص578.

[44] الیعقوبی، تاریخ الیعقوبی، بیروت، بدون تاریخ، م2 ص252، النرشخی، تاریخ بخارى، عرّبه عن الفارسیة وقدّم له وحققه: د. أمین عبد المجید بدوى ونصر الله مبشر الطرازی، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة، 1993م، ص70 ص71.                                                      

[45] المبرد، الکامل، م2، ص152، م3، ص310 ص333، الطبرى، تاریخ الطبری، ج6، الصفحات: 119،127،168-173،195-199،211-215،300-308، ابن أعثم، کتاب الفتوح، بیروت، 1986م، م3، ص202 وما بعدها، م4، ص13 وما بعدها، ابن درید، الاشتقاق، ص229 ص506 ابن عبد ربه، العقد الفرید، ج1، الصفحات: 321،190،115،99، العوتبی، الأنساب، ج2، ص633 ص643، ابن الأثیر، الکامل، م4، ص365 ص367، ابن خلدون، العبر، دار الکتاب اللبنانی، بیروت، 1986م، العبر، م3 الصفحات: 91،90،80،76،72، عبد المنعم سلطان، آل المهلب العمانیون، ص31 ص79،  

                                                    Hawting (Gerald),The first dynasty of Islam,Croom,  Helm,London-Sydney,1986, pp.66,73, Hinds, ibid, p.26, Crone, ibid, p.357.

[46] المبرد، الکامل، م3 ص333، ابن عبد البر، الاستیعاب، ق4 ص1692، العوتبی، الأنساب، ج2، ص638 ص642، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م5، ص351، ابن العماد الحنبلی، شذرات الذهب، ج1، ص91، السالمی، تحفة الأعیان، م1، ج1، ص18.

[47] الطبری، تاریخ الطبری، ج6 ص320-321، ابن أعثم، الفتوح، م4 ص58، ابن الأثیر، الکامل، م4، ص448.

ابن خلکان، وفیات الأعیان، م5، ص354، م6، ص287.[48]

[49] کِسّ کما ینطقها أهلها، وهى مدینة تقارب سمرقند ( یاقوت الحموی، معجم البلدان، ج4 ص460)، وقیل "کَش" بالشین المعجمة (الیعقوبی، کتاب البلدان، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1988م، ص59، القزوینى، آثار البلاد، ص536 ص554، کی لسترنج، بلدان الخلافة المشرقیة، ترجمة کورکیس عواد وزمیله، الطبعة الثانیة، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1985م، ص503)، وهو خطأ ( یاقوت، نفسه، م4، ص460).

[50] المبرد، الکامل، ج3، ص405، ابن الأثیر، الکامل، م4، ص453،

Frye (R. N.), The Golden Age of  Persia The Arabs in the East, Weidenfeld and Nicolson, Landon, 1975, p.78.                                                                                                                                                    

الطبری، تاریخ الطبری، ج6 ص325-326، ابن الأثیر، الکامل، م4 ص،454 ص457.[51]

[52] خلیفة بن خیاط، تاریخ، ص187، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص354 ص355، ابن أعثم، الفتوح، م4، الصفحات: 88، 89، 145، ابن الأثیر، الکامل، م4، ص475، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص288. ویذکر ابن خلکان (وفیات ، م5، ص353) أنه مات فی ذی الحجة سنة 83هـ،

Frye (R. N.), ibid. p.79, Crone (P.), Muhllabids, The Encyclopaedia of Islam, New Edition,Brill,Leiden-New York, 1993,V.VII, P.359.    

[53] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص386 ص387. وباذغیس ناحیة من أعمال هراة، وکانت دار مملکة الهیاطلة، وأصلها بالفارسیة باذخیز، وهى تشتمل على قرى کثیرة ذات خیر ورخص (یاقوت الحموی، معجم البلدان، م1، ص318).

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص396.[54]

[55] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص396 ص397، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، الصفحات: 278، 288-289، ولمزید من التفاصیل، انظر:إبراهیم عبد المنعم سلامة أبو العلا، نکبات المهالبة ومصیر نسائهم فی عصر الدولة الأمویة (86 -102هـ/ 705- 720م ) کما صوّرها العوتبی الصحارى فی کتابه الأنساب، أعمال ندوة العوتبی الصحاری الدولیة، منشورات جامعة آل البیت، المملکة الأردنیة الهاشمیة، 2009م، م2، ص480 ص485.

[56] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص395 ص397، ابن الأثیر، الکامل، م4 ص502 ص505،

Bosworth, ibid, p.64,Frye,ibid., p.79, Crone, ibid., p.359.                                              

وشومان بلد بالصغانیان من وراء نهر جیحون، وهو من الثغور الإسلامیة، وفی أهله قوة وامتناع عن السلطان ( یاقوت الحموی، معجم البلدان، م3، ص373 ص374).

[57] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص426 ص448، العوتبی، الأنساب، ج2، ص648، ابن الأثیر، الکامل، م4، ص545، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، الصفحات: 278-279،291، الیافعی، مرآة الجنان، ج1، ص242 ص243،

Hawting, The first dynasty of Islam, p.74.وقارن: العوتبی، الأنساب، ج2 ص،644 ص646.                      

[58] ابن أعثم، الفتوح، م4، ص154 ص157، العبود، آل المهلب بن أبی صفرة، ص93،

Zettersteen (K.V.),Yazid B.Al- Muhallab B.Abi Sufra, First Encyclopedia of Islam, New Edition,Brill,Leiden-New York, 1993, p.1163.      

[59] ابن أعثم، کتاب الفتوح، م4، ص157 ص158، Corne, ibid., p.359.    

[60] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص451 ص452، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص158، ابن الأثیر، الکامل، م4، ص546 ص547.

[61] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص452 ص453، البطاشی، تاریخ المهلب، ص88 ص89،

Hawting (G.), ibid, pp.74-75.

[62] أرثر کریستنسن، إیران فی عهد الساسانیین، ترجمة: یحیى الخشاب، دار النهضة العربیة للطباعة والنشر، بیروت، 1982م، الصفحات: 126،73، 209، عبد المنعم ماجد، التاریخ السیاسی للدولة العربیة عصر الخلفاء الأمویین، الطبعة الثامنة، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة، 1998م، ص206،

Frye (R. N.), ibid, p.14, Hartmann (R.)- Boyle (J.A.), Gurgan, The Encyclopedia of Islam, New Edition, Bril, Leiden, 1983, p.1141, Morgan ( D.), Medieval Persia 1040-1797, Langman, London and New York, 1988, p. 11.                                                              

 

[63] المقدسی، أحسن التقاسیم ص271، کى لسترنج، بلدان الخلافة الشرقیة، ص417،

Bosworth (C. Edmund), Sistan under the Arabs from the Islamic conquest to the Rise of the Saffarids (30-250/651-864), Rome, 1968, p.28.

[64] یاقوت الحموی، معجم البلدان، م2، ص119.

[65] الإدریسی، صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس، مأخوذ من کتاب نزهة المشتاق فی اختراق الآفاق، نشر دوزى ودی غویه، لیدن، 1894م، ص208.

[66] السهمی، تاریخ جرجان، ص44-52، البکری، معجم ما استعجم، حققه وضبطه مصطفی السقا، الطبعة الثالثة، عالم الکتب، بیروت، 1983م، م1، ج2، ص375.

[67] البلاذری، فتوح البلدان، ص469 ص470، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص212، الحمیری، الروض المعطار، ص160,

Hartmann (R.)- Boyle (J.A.), Gurgan,p.1141.            

  ابن أعثم، الفتوح، م4، ص212، الحمیری، الروض المعطار، ص160 ص161.[68]

[69]البلاذری، فتوح البلدان، ص469 ص470، الحمیری، الروض المعطار، ص160.

[70] الطبری، تاریخ الطبری، ج4، ص152، السهمی، تاریخ جرجان، ص46 ص48، ابن الأثیر، الکامل، م3، ص25.

[71]Donner (F.), The Early Islamic Conquests, Princeton University Press, Princeton, New Jersey, 1981, p.438,Hartmann (R.)- Boyle (J.A.), Gurgan, p.1141.                                              

[72] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص535 ص536.

الطبرى، تاریخ الطبری، ج6، ص535، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص212، الحمیرى، نفسه، ص161.[73]

[74]الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص539، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص213، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص29، ابن خلدون، العبر، م3، ص156.

البلاذری، فتوح البلدان، ص470، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص213، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص29. [75]

البلاذری، فتوح البلدان، ص469، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص536.[76]

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، الصفحات: 532-533، 537، ابن أعثم، الفتوح، م4 ص،213، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص29. [77]

الطبرى، تاریخ الطبری، ج6، ص533 ص534، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص26 ص30.[78]

[79] البلاذری، فتوح البلدان، ص469 ص470، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص534، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص214، المقدسی، البدء والتأریخ، تحقیق: کلیمان هوار، دار صادر، بیروت، بدون تاریخ، ج6، ص42، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص30،

Zettersteen (K.V.),Yazid B.Al- Muhallab B.Abi Sufra, p,1163.

البلاذری، فتوح البلدان، ص469، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص536، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص30. [80]

ابن الأثیر، الکامل، م5، ص30.[81]

[82] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص536 ص537، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص32 ص33،

Frye ( P.N. ), The Golden Age of Persia, p.86.                  

[83] البلاذری، فتوح البلدان، ص470، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص530 ص539، المقدسى، البدء والتأریخ، ج6، ص42.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص540، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص31.[84]

[85] البلاذری، فتوح البلدان، ص470، الطبری، نفسه، ج6، ص540، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص215، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص31، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص299.

Frye (R. N.), ibd.,   p.86. Zettersteen (K.V.),Yazid B.Al- Muhallab B.Abi Sufra, p,1163.

[86] البلاذری، فتوح البلدان، ص470 ص472، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص540 ص541، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص216 ص217، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص31، الحمیری، الروض المعطار، ص161.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص541، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص31.[87]

[88] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص540 ص541، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص31. وقارن: البلاذری، فتوح البلدان، ص470.

[89] البلاذری، فتوح البلدان، ص471، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص541 ص542، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص218.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص542، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص218.  [90]

[91] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص543.

[92] البلاذری، فتوح البلدان، ص471، الطبری، نفسه، ج6، ص543 ص544، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص219،

Hartmann (R.)- Boyle (J.A.), Gurgan, p.1141,                            

[93] ابن قتیبة، المعارف، ص400.

ابن أعثم،  الفتوح، م4، ص221.[94]

[95] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص544، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص221. وانظر أیضا: محمد عبد الحی شعبان، صدر الإسلام والدولة الأمویة، الأهلیة للنشر والتوزیع، بیروت، 1987م، ص144 ص145.

[96] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص544 ص545، المسعودی، التنبیه والأشراف، ص293، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص35 ص36.

الحمیری، الروض المعطار، ص162. [97]

[98] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص556، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص232 ص234، المقدسی، البدء والتأریخ، ج6، ص46،  

                                                                              Frye, The Golden Age of Persia   p.86.

 

[99] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص558، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص48 ص49، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص301،

Zettersteen (K.V.),Yazid B.Al-Muhallab B.Abi Sufra, p,1163.

[100] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص577، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص237، المقدسی، البدء والتاریخ، ج6، ص46، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص49، ابن خلکان، م6، ص299، عبد المنعم ماجد، التاریخ السیاسى للدولة العربیة، ص222، Crone, ibid., p.359.      

الیعقوبی، تاریخ الیعقوبی، م2، ص302، عبد المنعم سلطان، آل المهلب العمانیون، ص110. [101]

[102] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص557 ابن أعثم، الفتوح، م4، ص238، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص49.

ابن خلکان، وفیات الأعیان، ج6، ص286.[103]

ابن أعثم، کتاب الفتوح، م4، ص239 ص240. [104]

[105] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص564، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص239 ص240، ابن القاسم الأزدی، تاریخ الموصل، تحقیق: د. علی حبیبة، لجنة إحیاء التراث الإسلامی، القاهرة، 1967م، ص3، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص87،

Hawting, the first daynasty of Islam, p. 75.

[106] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص578 ص579، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص242، المسعودی، التنبیه والأشراف، ص293، الخطیب التبریزی، شرح مقصورة ابن درید، 33، تحقیق: د. فخرى الدین قباوة، مکتبة المعارف، بیروت، 1994م، ص 34، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص71.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص579.  [107]

[108] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص580، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص243،Crone (P.), ibid, p.359.                      

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص580 ص584.[109]

 

[110] الفرزدق، شرح دیوان الفرزدق، ج2، ص75 ص427، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص578 ص584، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص244 ص245، أبو زکریا الأزدی، تاریخ الموصل، ص8، المسعودی، التنبیه والأشراف، ص293، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص71 ص73.

[111] ابن حزم، نقط العروس فی تواریخ الخلفاء، تحقیق: د. شوقی ضیف، مجلة کلیة الآداب، جامعة القاهرة، م13، دیسمبر1951م، ص76.

[112] الطبری، تاریخ الطبری، ج6 ص600،586، ابن أعثم، الفتوح، م4 ص246، أبو زکریا الأزدی، تاریخ الموصل، ص8 ص9، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص75، ابن خلدون، العبر، م3، ص78،

Hawting, The first dynasty of Islam, pp.75-76.

[113] الفسوی،  کتاب المعرفة والتاریخ، تحقیق د. أکرم ضیاء العمری، الطبعة الثانیة، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1981م، م2، ص51 ص52، أبو نعیم الأصفهانی، حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء، دار الکتب العلمیة، بیروت، بدون تاریخ، ج2، ص147 ص148.

[114] الطبری، تاریخ الطبری، ج6 ص592، ابن أعثم، الفتوح، م4 ص246-247، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6 ص304، الهیثمی، مجمع الزوائد، ومنبع الفوائد، دار الکتب العلمیة، بیروت، بدون تاریخ، م3 ص253، محمد عبد الحی شعبان، صدر الإسلام والدولة الأمویة، ص 153- 154،

Crone (P.), Muhllabids, p. 359, Crone (P.) – Hinds (M.), Good’s Caliph, Religious authority in the first centuries of Islam,University of Cambridge Press, 1986, pp.12, 51, 61, 64-66, Hawting, op.cit., p.75.

یذکر الیافعی أن یزید بن المهلب نصب رایات سودًا، وتسمى بالقحطانی (مرآة الجنان، ج1، ص241).

ابن القاسم الأزدی، تاریخ الموصل، ص8 ص10.[115]

المسعودی، مروج الذهب، ج3، ص142، الحمیری، الروض المعطار، ص419. [116]

المسعودی، التنبیه والأشراف، ص293.[117]

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص592، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص79. [118]

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص591، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص79.[119]

[120] العوتبی، الأنساب، ج2، ص650،

Hinds,An Early Islamic family from Oman, p,64.              

السهمی، تاریخ جرجان، ص236.[121]

[122] أبو نعیم الأصفهانی، حلیة الأولیاء، ج3، ص89، عوض خلیفات، نشأة الحرکة الإباضیة، الطبعة الأولى، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، 2002م، الصفحات: 97-101، 104، 110- 111، صالح بن أحمد الصوافی، الإمام جابر بن زید العُمانی وآثاره فی الدعوة، الطبعة الثالثة، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عُمان، 1997م، الصفحات: 52-53، 167، عمرو خلیفة النامی، دراسات عن الإباضیة، ترجمة: میخائیل خوری، دار الغرب الإسلامی، بیروت، 2001م، ص87 ص90.

ابن أعثم، الفتوح، م4، ص248.[123]

[124] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص592، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص248، العوتبی، الأنساب، ج2، ص654.

[125] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص590 ص591، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص79.

[126] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص595، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص305، السیوطی، تاریخ الخلفاء، تحقیق: د. رحاب خضر عکاوى، مؤسسة عز الدین للطباعة، بیروت، 1992م، ص258 ص259.

[127] ابن أعثم، کتاب الفتوح، م4، ص251.

[128] ابن الأثیر، الکامل، م5، ص80، العبود، آل المهلب بن أبی صفرة، ص122،

Madelung (Wilferd), The early Murji in Khurasan and Transoxania and the spread of Hanafism, article in Religious Schools and Sects in Medieval Islam, Ashgate Publishing Compan, Burlington, US, 2002, p.32.                                                              

[129]Hawting, The first dynasty of Islam, p76.              

[130] المبرد،  الکامل، ج1، ص311.

[131] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص595، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص82.

البطاشی، تاریخ المهلب، ص112. [132]

[133] قیل إن الذى تولى قتله القحل (الفحل) بن عیاش أحد بنى جابر بن زهیر بن جناب الکلبی، وقد قتله یزید، فماتا (الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص597، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص457، العوتبی، الأنساب، ج2، ص654، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص306).

[134] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص596 ص597، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص251 ص253، أبو زکریا الأزدی، تاریخ الموصل، ص10 ص11، الخطیب التبریزی، شرح مقصورة ابن درید، ص38 ص39، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص82 ص83، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص305 ص306، الحمیری، الروض المعطار، ص419.

البلاذری، فتوح البلدان، ص491 ص492، السهمی، تاریخ جرجان، ص236.[135]

[136] الیعقوبی، تاریخ الیعقوبی، ج2، ص311، العوتبی، الأنساب، ج2، ص654.

ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص309. [137]

[138] المبرد، الکامل، م1، ص219 ص220، الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص600، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص85.

ابن أعثم، الفتوح، م4، ص256. [139]

[140] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص598 ص600، المسعودی، التنبیه والأشراف، ص294، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص84 ص85، ابن خلدون، العبر، م3، ص171،Crone (P.), Muhllabids, p.359.                                                                      

وقندابیل (کنداوا Gandawa قاعدة إقلیم کاتشی ببلوشستان) مدینة بکورة طواران إحدى کور إقلیم السند الخمس. وکانت مقصدًا للتجار یترددون علیها بحوائجهم (المقدسی، أحسن التقاسیم، الصفحات: 358-360،367، ابن حوقل، صورة الأرض، ص276 ص279، البکری، معجم ما استعجم، ج3، ص1097، یاقوت الحموی، معجم البلدان، م4، ص402). وقد فتحها مجاعة بن سعر التمیمی سنة 79هـ/698م، ثم أتم محمد بن القاسم الثقفی  فتحها أثناء حملته المظفرة على السند فی عام92هـ/711م) البلاذری، فتوح البلدان، ص611).

[141] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص600، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص85، سعد بن سعید الحمیدی، عرب عمان ودورهم فی أحداث ثغر الهند فی القرنین الأول والثانى الهجریین، بحث ضمن کتاب عمان فی التاریخ، دار أمیل للنشر المحدودة، لندن، 1995م، ص150،

AL-Humaidi, Makran and Baluchistan from Early Islamic, p.250.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص600، العوتبی، الأنساب، ج2، ص659.[142]

عبد المنعم سلطان، آل المهلب العمانیون، ص129 ص130. [143]

خلیفة بن خیاط، تارییخ، ص204.[144]

[145] العوتبی، الأنساب، ج2، ص659، Hinds, ibid., p. 81.

[146] کرمان: ولایة مشهورة، تقع بین فارس ومکران وسجستان وخراسان، وتتاخم بحر فارس من جهة الجنوب، وهی ذات بلاد ومدن واسعة، وأهلها أهل سنة وجماعة، والمذاهب الغالبة للشافعی إلا جیرفت. وقد اتصل بها المسلمون فی عهد عمر بن الخطاب، ثم فتحها مجاشع بن مسعود السلمی عنوة فی ولایة عثمان بن عفان، ففر أهلها ورکبوا البحر إلى سجستان ومکران، فأُقطعت العرب منازلهم وأرضهم فعمّروها (الیعقوبی، البلدان، ص54، المقدسی، أحسن التقاسیم، ص346-357، ابن حوقل، صورة الأرض، ص266-273، أفضل الدین الکرمانی، بدائع الأزمان فی وقائع کرمان، دراسة وترجمة وتعلیق: د. ثریا محمد علی، عین للدراسات والبحوث الإنسانیة والاجتماعیة، القاهرة، 2000م، ص13 ص19، یاقوت الحموی، معجم البلدان، م4، ص454 ص455، لسترنج، بلدان الخلافة المشرقیة، ص337 ص359.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص600 ص601، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص256، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص85.[147]

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص601 ص602، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص256، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص85 ص86.[148]

[149] کان الطریق من کرمان إلى السند کما یذکر ابن خرداذبة (المسالک والممالک، ص132) جزءًا من الطریق التجارى البرى الدولى الذى کان یسلکه التجار، ومنهم تجار الروس من أرض الفرنج والأندلس فی غرب أوربا إلى الهند ثم الصین.

العوتبی، الأنساب، ج2، ص659، البطاشى، تاریخ المهلب، ص113.[150]

کانت المسافة من جیرفت بکرمان إلى أول عمل مکران 41 فرسخًا (ابن خرداذبة، نفس المصدر، ص55).[151]

المقدسی، أحسن التقاسیم، ص358.[152]

أحمد محمود الساداتی، تاریخ المسلمین فی شبه القارة الهندیة، ج1، ص63.[153]

[154] ابن عبد ربه، العقد الفرید، ج3، ص415، المسعودی، مروج الذهب ومعادن الجوهر، إعتنى بها د. یوسف البقاعی، الطبعة الأولى، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 2002م، ج3، ص143، الحمیری، الروض المعطار، ص418.

[155] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص602، المسعودی، التنبیه والأشراف، ص294، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص86، القاضی أطهر، العقد الثمین، ص183.

[156] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص602، ابن درید، الاشتقاق، ص508، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص86، إبراهیم عبد المنعم سلامة أبو العلا، علاقة المهالبة العُمانیین بالهند منذ فتحهم لها حتى نکبتهم بها (15 - 102هـ/ 636 - 720م)، نشر ضمن بحوث الندوة الدولیة: عمان والهند: أفاق وحضارة، مرکز الدراسات العمانیة، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان، 2011م، ص80 ص81.

المبرد، الکامل، ج1، ص310، العوتبی، الأنساب، ج2، ص655 ص656.[157]

[158] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص602، المسعودی، مروج الذهب، ج3، ص143،

Hawting, The first dynasty of Islam, p. 76.

[159] البلاذری، فتوح البلدان، ص620، ابن عبد ربه، العقد الفرید، ج3، ص415، العوتبی، الأنساب، ج2، ص655، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص86، القاضی أطهر، العقد الثمین، ص183 ص188،                          Hinds, An early Islamic family, p.74.

الجاحظ، البیان والتبیین، م2، ص216. [160]

[161] الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص602 ص603، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص257، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص86.

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص602 ص603، ابن أعثم، الفتوح، م4، ص257، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص86. [162]

[163] ابن الأثیر، الکامل، م5، ص87، ابن خلدون، العبر، م3، ص172، سعد بن سعید الحمیدی، نفس المرجع، ص150.

ویذکر أبو تمام ( المرزوقی، شرح دیوان الحماسة، نشره أحمد أمین وعبد السلام هارون، الطبعة الثانیة، لجنة التألیف والترجمة والنشر، القاهرة، 1967م، ق4، رقم778، ص1758 ص1759)، أن الشاعر کُثیر عزة (ت105 هـ/ 723 م) کان فی مجلس الخلیفة یزید بن عبد الملک عندما عرضوا علیه أسرى آل المهلب، فتشفع لهم عنده لأنهم یمنیة مثله، وأنشد:

حلیم إذا ما نال  عاقب  مجملًا             أشد  العقاب  أو عفا  لم  یثرّب

فعفوا  أمیر  المؤمنین    وحسبة             فما تأته  من  صالح  لک یُکتبِ

أساؤوا فإن تصفح فإنک  قادر             وأفضل حلم حسبة حلم مغضب

فرفض الخلیفة شفاعته.

الفرزدق، شرح دیوان الفرزدق، ج1، ص269 ص270.[164]

العوتبی، الأنساب، ج2، ص658.[165]

[166] المبرد، الکامل، ج4، ص13، البکری، معجم ما استعجم، ح3، ص950، العوتبی، الأنساب، ج2، ص658، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م4، ص109، م6، ص308، السیوطی، تاریخ الخلفاء، ص259.

[167] البلاذرى، فتوح البلدان، ص514،511،230، العوتبی، الأنساب، ج2، ص629،             Hinds, ibid., pp.5, 25.

العوتبی، الأنساب، ج2، ص655.[168]

ابن الأثیر، الکامل، م5، ص90 ص91.[169]

المسعودی، مروج الذهب، ج3، ص142، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص308.[170]

الجاحظ، البیان والتبیین، م2، ص216.[171]

ابن الأثیر، الکامل، م5، ص89، العبود، آل المهلب بن أبی صفرة، ص126.[172]

[173] الیعقوبى، تاریخ الیعقوبی، ج2، ص423، القاضی أطهر، العقد الثمین، ص195 ص204.

الیعقوبى، تاریخ الیعقوبی، ج2، ص354.[174]

ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص369.[175]

الیعقوبى، تاریخ الیعقوبی، ج2، ص341، عبد المنعم سلطان، آل المهلب العمانیون، ص133.[176]

الیعقوبی، تاریخ الیعقوبی، ج2، ص345، العوتبی، الأنساب، ج2، ص660.[177]

البلاذری، فتوح البلدان، الصفحات: 511، 514، 541، العوتبی، الأنساب، ج2، ص660. [178]

[179] الرقیق القیروانی، تاریخ إفریقیة والمغرب، نشر المنجی الکعبی، الطبعة الأولى، تونس، 1968م، ص171 ص181، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص370، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م2، ص305 ص306، م6، ص326، ابن العماد الحنبلی، شذرات الذهب، ج1، ص275.

[180] ابن الأبار البلنسی، الحلة السیراء، حققه وعلق على حواشیه د. حسین مؤنس، الطبعة الثانیة، دار المعارف، القاهرة، 1985م، ج1، رقم20، ص73، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص321 ص325.

ابن الأبار، الحلة السیراء، ج1 ص73، البطاشی، تاریخ المهلب القائد، ص152 ص159.[181]

[182] عن دولة المهالبة فی إفریقیة، راجع: ابن الأبار، الحلة السیراء، ج1، تراجم 20-23، ص72-82، سعد زغلول عبد الحمید، تاریخ المغرب العربی، منشأة المعارف، الإسکندریة، 1978م، ج1، ص351-378، العبود، آل المهلب بن أبی صفرة، ص171-214.

[183] أبو الفرج الأصفهانی، کتاب الأغانى، ج20، ص107 ص118، السهمی، تاریخ جرجان، ص58، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص370.

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، الصفحات: 107، 108، 118. [184]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج،20 ص107-120.[185]

أبو الفرج الأصفهانی،الأغانی، ج20، ص117 ص118.[186]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص109.[187]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص102.[188]

نفسه.[189]

[190] الطبری، تاریخ الطبری، ج6 ص557، ابن أعثم، الفتوح، م4 ص238، ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص286 ص287.

السهمی، تاریخ جرجان، ص52.[191]

السهمی، تاریخ جرجان، ص52.

السهمی، تاریخ جرجان، ص49.[193]

السهمی، تاریخ جرجان، ص50.[194]

[195] خلیفة بن خیاط، تاریخ، ص200، البلاذری، فتوح البلدان، ص469-470، ابن الأثیر، الکامل، م،5 ص29،

Donner, the Early Islamic Conquests, p.51.  

السهمی، تاریخ جرجان، ص49.[196]

السهمی، تاریخ جرجان، الصفحات: 49، 336-359.[197]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم381، ص236.[198]

السهمی، تاریخ جرجان، ص49.[199]

السهمی، تاریخ جرجان ، ص52.[200]

[201] الطبرانی، المعجم الأوسط، حققه أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد وأبو الفضل عبد المحسن بن إبراهیم، دار الحرمین للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، 1995م، ج2، رقم1394، ص104، الهیثمی، مجمع الزوائد، م4، ص227، الهیثمی، مجمع البحرین فی زوائد المعجمین المعجم الأوسط والمعجم الصغیر للطبرانی، تحقیق ودراسة: عبد القدوس بن محمد نزیر، مکتبة الرشد، الریاض، 2000م، ج4، رقم2219، ص138 ص139.

الطبرانی، المعجم الأوسط، ج2، ص104، السهمی، تاریخ جرجان، ص52، الهیثمی، مجمع البحرین فی زوائد المعجمین، ج4 ص139. [202]

ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6 ص279.[203]

السهمی، تاریخ جرجان، ص53-54.[204]

المقدسی، أحسن التقاسیم، ص283.[205]

المقدسی، نفس المصدر، ص283.[206]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 139 ص133، السمعانی، الأنساب، ج5 ص419.[207]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 162 ص143.[208]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 162 ص143-144.[209]

[210] النووی، الأذکار المنتخبة من کلام سید الأبرار صلى الله علیه وسلم، راجعه و خرَج أحادیثه محمد محمد تامر، الطبعة الأولى، مکتبة الإیمان، المنصورة، بدون تاریخ،  ص100.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 301 ص204-205.[211]

[212] البخاری، صحیح البخاری، طبعة الدکتور مصطفی دیب البغا، الطبعة الخامسة، الیمامة للطباعة والنشر والتوزیع، دمشق-بیروت، 1993م، م3، ج7 ص91، الترمذی، سنن الترمذی، تحقیق: إبراهیم عطوه عوض، دار إحیاء التراث العربی، القاهرة، 1962م، ج4، رقم1788 ص250، الترمذی، شمائل النبی صلى الله علیه وسلم، حققه وخرّج أحادیثه ماهر یاسین فحل، الطبعة الأولى، دار الغرب الإسلامی، بیروت، 2000م، رقم147 ص98، ابن ماجه، السنن، ج2، رقم 3292 ص1095، ابن عدی، الکامل فی ضعفاء الرجال، قرأها ودققها على المخطوطات یحیى مختار عزاوی، الطبعة الثالثة، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، 1988 م، ج3 ص1233، السهمی، تاریخ جرجان، رقم399ص248-249.      

[213] عن ترجمته، راجع:وکیع، أخبار القضاة، مراجعة سعید محمد اللحام، الطبعة الأولى، عام الکتب، بیروت، 2001م، صفحات کثیرة متفرقة، الذهبی، المعین فی طبقات المحدثین، تحقیق: همام عبد الرحیم سعید، الطبعة الأولى، دار الفرقان، عَمّان، 1984م، رقم 1062ص95، ابن حجر، تقریب التهذیب، دراسة وتحقیق: مصطفی عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1993م،ج1 ص26.

[214] السهمی، تاریخ جرجان، ص133، السمعانی، الأنساب، ج5 ص420، ابن الأثیر، اللباب، ج3 276، الذهبی، سیر أعلام النبلاء، حققه وخرّج أحادیثه وعلّق علیه شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسى، الطبعة الأولى، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1985م، ج14 ص194.

[215] السهمی، تاریخ جرجان، ص133، الذهبی، نفس المصدر، ج14 ص194. والدارمی نسبة إلى دَارِم بن مالک بطن کبیر من تمیم. وهو شیخ الإسلام بسمرقند، وقد صنف کتبًا أخرى غیر السنن منها: التفسیر، والجامع. عن ترجمته، راجع: السهمی، تاریخ جرجان، ص412،191، السمعانی، الأنساب، ج2 ص440، ابن الأثیر، اللباب، ج3 ص276، الذهبی، تذکرة الحفاظ، بعنایة عبد الرحمن بن یحیى المعلمی، دار الفکر العربی، بدون تاریخ، م1، ج2، ص534 ص535، سیر أعلام النبلاء، ج14 ص194، ابن حجر العسقلانی، تهذیب التهذیب، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامیة، حیدر آباد الدکن، الهند، 1325هـ، ج5، ص294-296.

السهمی، تاریخ جرجان، ص133 ص134.[216]

[217] أبو بکر الإسماعیلی، کتاب المعجم فی أسامی شیوخ أبی بکر الإسماعیلی، دراسة وتحقیق: د. زیاد محمد منصور، الطبعة الأولى، مکتبة العلوم والحکم، المدینة المنورة، 1990م،ج2، رقم 188، ص553، السهمی، تاریخ جرجان، ص133.

[218] عبد الرزاق الصنعانی، المصنف، تحقیق: حبیب الرحمن الأعظمی، الطبعة الثانیة، المکتب الإسلامی، بیروت، 1983م،ج8 رقم1423-14263، ص50، الدارمی، سنن الدارمی، م3، رقم2547 ص325، البخاری، صحیح البخاری، رقم 1969، وأخرجه ابن عدی من طرق أخرى (الکامل، ج1، ص316، ج3 ص34، ص133-134، ص268).

[219]  ابن قاضی شهبة، طبقات الفقهاء الشافعیة، تحقیق: د. على محمد عمر، مکتبة الثقافة الدینیة، القاهرة، بدون تاریخ، ج1، رقم 32، ص57.

[220] المقدسی، أحسن التقاسیم، ص280، ابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعیة، الطبعة الأولى، تحقیق: محی الدین على نجیب، دار البشائر الإسلامیة، بیروت، 1992م، ج1، ص265.

[221] أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج2، ص553، السهمی، تاریخ جرجان، ص109، 133، ابن الأثیر، اللباب، ج3، ص276، ابن قاضی شهبة، طبقات الفقهاء الشافعیة، ج1، رقم 32، ص57.

السهمی، تاریخ جرجان، ص133، وانظر أیضا: ص266 ص267.[222]

[223]  السهمی، تاریخ جرجان، ص143-144. عن ترجمته راجع: أبو بکر الإسماعیلی، المعجم،ج2، رقم206، ص574 ص575، السهمی، تاریخ جرجان، رقم191، ص164، السمعانی، الأنساب، ج1، ص290 ص291، الذهبی، تذکرة الحفاظ، ج3، ص878.

السهمی، تاریخ جرجان، ص229.[224]

[225] السهمی، تاریخ جرجان، رقم146، ص136، السمعانی، الأنساب، ج3، ص345، الذهبى، سیر أعلام النبلاء، ج14، ص194.

السهمی، تاریخ جرجان، ص109.[226]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 804، ص437.[227]

السهمی، تاریخ جرجان، ص133، السمعانی، الأنساب، ج5، ص419.[228]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم242، ص182.[229]

السهمی، تاریخ جرجان، ص295، السمعانی، الأنساب، ج5، ص420.[230]

[231] السهمی، نفسه، ص85، الحمیدی، جذوة المقتبس فی ذکر ولاة الأندلس، الدار المصریة للتألیف والترجمة، القاهرة، 1966م، ص42.

القرآن الکریم، سورة الحجر، آیة44.[232]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم242، ص182.[233]

السهمی، تاریخ جرجان، ص85-295، الحمیدى، جذوة المقتبس، ص42.[234]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم1027، ص505.[235]

[236]  الزرقانی، مختصر المقاصد الحسنة فی بیان کثیر من الأحادیث المشتهرة على الألسنة، تحقیق: د. محمد بن لطفی الصبّاغ، مکتب التربیة العربى لدول الخلیج، الریاض، 1995م، رقم846، ص189.

السهمی، تاریخ جرجان، ص505.[237]

الزرقانی، مختصر المقاصد الحسنة، رقم1056، ص220.[238]

ابن عدی، الکامل،ج1، ص296.[239]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم422، ص260.[240]

السهمی، تاریخ جرجان، ص260.[241]

السهمی، تاریخ جرجان، ص52.[242]

[243] ابن قتیبة الدینوری، غریب الحدیث، صنع فهارسه نعیم زرزور، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1988م، ج2، ص254.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 984، ص488. وعن ترجمته، انظر: أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج1، رقم 399، ص794.[244]

[245] الطبرانی، المعجم الأوسط، ج2، ص104، السهمی، تاریخ جرجان، ص52، الهیثمی، مجمع البحرین فی زوائد المعجمین، ج4، ص139.

[246] ابن قتیبة الدینوری، نفس المصدر، ج2، ص254، السیوطی، تاریخ الخلفاء، ص234.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم320، ص209.[247]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم638، ص381.[248]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم396، ص244-245، ابن ماکولا، الإکمال، ج6، ص126.[249]

السهمی، تاریخ جرجان، ص245.[250]

السمعانی، الأنساب، ج5، ص420، الذهبی، سیر أعلام النبلاء، ج14، ص223.[251]

[252] أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج2، رقم328، ص705، السهمی، تاریخ جرجان، رقم415، ص255، ابن ماکولا، الإکمال، ج6، ص127، الذهبی، تذکرة الحفاظ، م1، ج2، رقم758، ص757، السیوطی، طبقات الحفاظ، تحقیق: د. علی محمد عمر، مکتبة وهبة، القاهرة، 1973م، رقم731، ص318.

ابن العماد الحنبلی، شذرات الذهب، ج1، ص258.[253]

[254] الذهبی، تذکرة الحفاظ، م1، ج2، ص757، السیوطی، طبقات الحفاظ، ص318.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم399، ص248.  [255]

السهمی، تاریخ جرجان ، رقم358، ص224.[256]

[257] أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج1، رقم33، ص355 ص356، السهمی، نفسه، رقم17، ص71، سؤالات حمزة بن یوسف السهمی للدارقطنی وغیره من المشایخ فی الجرح والتعدیل، دراسة وتحقیق: موفق بن عبد الله عبد القادر، الطبعة الأولى، مکتبة المعارف، الریاض، 1984م، رقم 140، ص145، السمعانی، الأنساب، ج3، ص256 ص257.

السهمی، تاریخ جرجان، ص63 ص64.[258]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 200، ص167.[259]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم343، ص219.[260]

[261] السهمی، تاریخ جرجان، رقم579، ص323.

[262] السهمی، تاریخ جرجان، رقم350، ص221.

[263] السهمی، تاریخ جرجان، رقم 128، ص128 ص129، السمعانی، الأنساب، ج5، ص598، حبیب أحمد الکیرانوی، أبو حنیفة وأصحابه، دار الفکر العربی، بیروت، 1989م، ص140. وانظر أیضا: أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج1، رقم 37، ص360 ص361.

[264] السهمی، تاریخ جرجان، رقم188، ص162. وانظر أیضا: ص129، السمعانی، الأنساب، ج5، ص598، الذهبی، تذکرة الحفاظ، م1، ج2، رقم585، ص562، السیوطی، طبقات الحفاظ، رقم549، ص243، ابن العماد الحنبلی، شذرات الذهب، ج2، ص140.

السهمی،  تاریخ جرجان، رقم 132، ص130.[265]

السهمی،  تاریخ جرجان، رقم 160، ص143.[266]

السهمی،  تاریخ جرجان، رقم 627، ص375 ص376.[267]

السهمی، تاریخ جرجان، ص293.[268]

ابن عدی، الکامل، ج5، ص257.[269]

[270] السهمی، تاریخ جرجان، رقم1، ص60 ص61. وعن ترجمة عمار بن عمار، انظر: السهمی، نفس المصدر رقم481، ص282.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 14، ص68 ص69.[271]

القرآن الکریم، سورة النمل، آیات 20-21.  [272]

[273] السهمی، تاریخ جرجان، رقم556، ص316 ص317، الذهبی، سیر أعلام النبلاء، ج14، ص223.

الذهبى، سیر أعلام النبلاء، ج14، ص223.[274]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم166، ص146.[275]

السهمی، تاریخ جرجان، ص69.[276]

السهمی، تاریخ جرجان، ص60، 255، ابن ماکولا، الإکمال، ج6، ص127.[277]

أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج2، رقم328، ص705.[278]

[279] الخطیب البغدادی، تاریخ بغداد، ج8 ص495، الذهبی، میزان الاعتدال، ج2، رقم2819، ص63 ص64.

[280] السهمی، سؤالات حمزة بن یوسف السهمی، ص134 ص135، الذهبی، سیر أعلام النبلاء، ج14، ص223.

[281] السهمی، تاریخ جرجان، ص153 ص255.

[282] أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج1 ص164، السهمی، تاریخ جرجان، رقم 448، ص272.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 34، ص85، الحمیدی، جذوة المقتبس، ص42.[283]

السهمی، تاریخ جرجان، ص84 ص85.[284]

أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج1، ص200. [285]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 671، ص398.[286]

[287] السهمی، تاریخ جرجان، رقم 22، ص75.

[288] السهمی، تاریخ جرجان، رقم557، ص317

السهمی، تاریخ جرجان، ص317.[289]

[290] أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج2، رقم341، ص725، السهمی، تاریخ جرجان، رقم578، ص322، السمعانی، الأنساب، ج3، ص233، ابن الأثیر، اللباب، ج2 ص108.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 302 ص205، رقم769 ص428.[291]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 780 ص432 ص433.[292]

[293] الدارمی، سنن الدارمى، م2، رقم2775، ص409، البخاری، صحیح البخاری، ج3، رقم 3339، ص1299، مسلم، صحیح مسلم، ج7، ص89.

[294] مسلم، صحیح مسلم، ج7، ص89 ص90، السهمی، تاریخ جرجان، ص432 ص433

السهمی، تاریخ جرجان، ص153.[295]

السهمی، تاریخ جرجان، ص432.[296]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 316، ص209.[297]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 1181، ص546.[298]

السهمى، تاریخ جرجان، رقم73، ص99، ابن الأثیر، اللباب، ج3، ص215.[299]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم484، ص283، رقم784، ص44، الذهبی، تذکرة الحفاظ، ج3، ص1089. [300]

السهمی، تاریخ جرجان، ص99.[301]

السهمی، تاریخ جرجان، ص153، رقم769، ص428.[302]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 302، ص205، رقم769، ص428.[303]

السهمی، تاریخ جرجان، ص85.[304]

[305] ترجم السهمی لکثیر من علماء جرجان الذین رحلوا فی طلب العلم، وأنفقوا فی سبیل ذلک أموالاً عظیمة (السهمی، تاریخ جرجان، ص121 ص447).

[306] الخطیب البغدادی، الرحلة فی طلب الحدیث، تحقیق نور الدین عتر، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1975م، ص89 ص90، ابن الصلاح، علوم الحدیث، تحقیق وشرح نور الدین عتر، الطبعة الثالثة، دار الفکر، دمشق، 1984م، الصفحات: 256،247،246.

السهمی،  تاریخ جرجان، رقم 270 ص190 ص191.[307]

السهمی،  تاریخ جرجان، رقم354، ص222.[308]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم34، ص85، الحمیدی، جذوة المقتبس، ص42.[309]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 415، ص256. [310]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 449، ص294 ص295.[311]

السهمی، تاریخ جرجان، ص295.[312]

السهمی، تاریخ جرجان، ص295.[313]

[314] الصنعانی، المصنف، ج11، رقم2091، ص427، البخاری، صحیح البخارى، م2، ج4، ص27، الترمذی، السنن، ج4، رقم1686-1687، ص197، أبو نعیم الأصفهانی، حلیة الأولیاء، ج9، ص19 ص20، السهمی، تاریخ جرجان، ص256، الذهبی، سیر أعلام النبلاء، ج14، ص222.

السهمی، تاریخ جرجان، ص398.[315]

أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج2، رقم171، ص534 ص535.[316]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 671، ص398.[317]

[318] الخطیب البغدادی، تاریخ بغداد، ج11، ص442.

السهمی، تاریخ جرجان، ص260.[319]

[320] السهمی، تاریخ جرجان، رقم 1020، ص502 ص503.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 1159، ص540. [321]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم410، ص253، السمعانی، الأنساب، ج5، ص587 ص588.[322]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 112، ص124. [323]

السهمی، تاریخ جرجان، ص209.[324]

السهمی، تاریخ جرجان، ص260.[325]

حدده الفرزدق بأربعة آلاف (شرح دیوان الفرزدق، ج1، ص338)، وذکر السهمی أنه کان عشرة آلاف درهم ( نفسه، ص55). [326]

الطبری، تاریخ الطبری، ج6، ص526، ابن الأثیر، الکامل، م5، ص25.[327]

[328] الفرزدق، شرح دیوان الفرزدق، ج1، ص338، السهمی، تاریخ جرجان، ص55 ص56، أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج21، ص310، القاضی أطهر، العقد الثمین، ص187.

الفرزدق، شرح دیوان الفرزدق، ج1، ص338.[329]

[330] العوتبی، الأنساب، ج2، ص650.

Hinds, An Early Islamic family from Oman, p.65.

[331] أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، الصفحات: 117،114،107، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص369.

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص117.[332]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص117.[333]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص118.[334]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص107 ص108، وانظر أیضا ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص369 ص370.[335]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص116 ص117.[336]

ابن الندیم، الفهرست، ص709.[337]

أبو الفرج الأصفهانی، الأغانی، ج20، ص108 ص118. وانظر أیضا: المبرد، الکامل، ج2، ص31 ص36.[338]

السهمی، تاریخ جرجان، ص136، السمعانی، الأنساب، ج3، ص345. [339]

[340] لم یحدد السهمی تاریخ زیارة القاضی أبی یوسف یعقوب لجرجان. غیر أنه ذکر فی موضع آخر أن هارون الرشید ورد جرجان؛ إذ توجه إلى طوس سنة 142هـ/ 759م ( تاریخ جرجان، ص57). ولا شک أن هناک خطأ مطبعیًا، أو أن الأمر التبس على السهمی؛ فهارون الرشید لم یکن قد ولد بعد فی هذا التاریخ (ولد سنة 148هـ/ 765م)، کما أنه تقلد الخلافة فی عام 170هـ/ 786م، فوجد أبا یوسف یعقوب على قضاء بغداد منذ عهد الخلیفة موسى الهادی، فأقره علیه (الخطیب البغدادی، تاریخ بغداد، ج14، ص242، ابن أبی الدم الحموى، کتاب أدب القضاء، تحقیق محمد مصطفی الزحیلی، الطبعة الثانیة، دار الفکر، دمشق، 1982م، ص66 ص67). ولذلک فمن المرجح أن یکون عام 172هـ/ 788م، هو تاریخ هذه الزیارة، وأن ناسخ المخطوطة أخطأ فی التاریخ، فاستبدل السبعین بالأربعین، کما أن هذا التاریخ یتفق ومنطقیة الأحداث، إذ خرج الخلیفة هارون الرشید فی مستهل ولایته یتفقد أحوال أطراف دولته فزار طوس، وعرج فی طریقه إلیها نحو غیرها من المدن ومنها جرجان.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 367، ص228 ص229.[341]

[342] الخطیب البغدادی، تاریخ بغداد، ج14، ص255 ص256. وعن ترجمته، راجع: وکیع، أخبار القضاة، م1، ج4، ص650 ص657، البغدادی، نفسه، ج14، ص242 ص262، ابن أبی الدم الحموی، کتاب أدب القضاء، الصفحات: 66، 67، 123 ،434 ،480 ، الذهبی، تذکرة الحفاظ، رقم273، ص292 ص294، التقی التمیمی، الطبقات السّنیة فی تراجم الحنفیة، تحقیق: د. عبد الفتاح محمد الحلو، الریاض، 1983م، ج1، ص160 ص169.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 178، ص152.[343]

[344] هو الإمام أبو عبد الله محمد بن یوسف بن واقد الفریابی، أحد الأئمة المشهورین فی الفقه. وکان -کما یذکر تلمیذه الإمام البخاری- من أفضل أهل زمانه، صدوقا ثقة فیما یرویه، وحّدث بمکة وکتب عنه طلاب العلم هناک، وسکن الفریابی قیساریة ورحل الناس إلیه. عن ترجمته، راجع: السمعانی، الأنساب، ج4، ص376، الذهبی، تذکرة الحفاظ، م1، ج1 رقم372 ص376، ابن حجرالعسقلانی، تقریب التهذیب، ج9، ص535 ص537، السیوطی، طبقات الحفاظ، رقم351، ص159 ص160، کذلک الصفحات: 85، 90، 91، 245، 258، الذهبی، العبر، ج1، ص363.

[345] هو ابن الإمام محمد بن یوسف الفریابی، ونزل إبراهیم بن محمد بن یوسف بیت المقدس وسکنها وحدثّ بها. راجع: السمعانی، الأنساب، ج4، ص377.

[346] أبو بکر الإسماعیلی، المعجم، ج2، رقم380، ص766، السهمی، تاریخ جرجان، رقم601، ص330، سؤالات حمزة بن یوسف، رقم 351، ص246 ص247.

السمعانی، الأنساب، ج4، ص376. [347]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 139، ص133، السمعانی، الأنساب، ج5، ص419.[348]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 178، ص152. [349]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 127، ص127. [350]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 321، ص210.[351]

[352] أشار النبی، صلى الله علیه وسلم، إلى الزهد فقال: "ما هو بتحریم الحلال، ولا إضاعة المال"  (ابن عبد ربه، العقد الفرید، ج3، ص171).

[353] السهمی، تاریخ جرجان، رقم139، ص133، السمعانی، الأنساب، ج5، ص420.

[354] القرآن الکریم، سورة الأعراف، آیات 31-32.

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 367 ص،229. [355]

السهمی، تاریخ جرجان، ص133، السمعانی، الأنساب، ج5، ص419.[356]

السهمی، تاریخ جرجان، ص294. [357]

السهمی، تاریخ جرجان، ص69.[358]

الذهبی، تذکرة الحفاظ، م1، ج2، ص757. [359]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 127، ص127. [360]

السهمی، تاریخ جرجان، ص154.[361]

ابن عدی، الکامل، ج7، ص192.[362]

السهمی، تاریخ جرجان، ص154.[363]

السهمی، تاریخ جرجان، رقم 321، ص210.[364]
 

·        القرآن الکریم.
·        العوتبى الصحاری، الأنساب، تحقیق: د. محمد إحسان النص، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان، 2006م، ج2، ص632 ص647.
·        ابن خلکان، وفیات الأعیان وأنباء أبناء الزمان، تحقیق: د. إحسان عباس، دار صادر، بیروت، 1977م، م5، ص354، ابن العماد الحنبلی، شذرات الذهب فی أخبار من ذهب، منشورات دار الآفاق الجدیدة، بیروت، بدون تاریخ، ج1، ص91.
·        ابن خلکان، وفیات الأعیان، م6، ص283. وانظر أیضا: م5، ص353، م6، ص282، الیافعى الیمنى، مرآة الجنان وعبرة الیقظان فی معرفة حوادث الزمان، تحقیق: عبد الله الجبورى، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1984م، ج1، ص241.
·        اسمه أبو عُیینة کما ورد فی معظم المصادر التى اعتمدنا علیها فی هذه الدراسة، بینما ذکره السهمی الجرجانى ( تاریخ جرجان، نشر تحت إشراف د. محمد عبد المعید خان، الطبعة الرابعة، عالم الکتب، بیروت، 1987م، ص244)، وابن الأثیر ( اللباب فی تهذیب الأنساب، دار صادر، بیروت، 1980م، ج3 ص276) باسم عیینة بن المهلب.
·        ابن ماکولا، الإکمال فی رفع الارتیاب عن المؤتلف والمختلف فی الأسماء والکنى والأنساب، اعتنى بتصحیحه والتعلیق علیه الشیخ عبد الرحمن بن یحیى المعلمی الیمنی، الطبعة الأولى، دار الکتاب الإسلامی، القاهرة، بدون تاریخ، ج6، ص125.
·        المُشْتُوتی هکذا ضبطه کل من السهمی (تاریخ جرجان، الصفحات: 428،205،99)، وابن حجر العسقلانى (تبصیر المنتبه بتحریر المشتبه، تحقیق على محمد البجاوی، مراجعة محمد على النجار، المکتبة العلمیة، بیروت، 1967م، ق4، ص1363)، ووقع عند السمعانى "المشتولى" (الأنساب، تقدیم وتعلیق عبد الله عمر البارودى، الطبعة الأولى، دار الجنان، بیروت، 1988م، ج5، ص302)، وعند ابن الأثیر "المشتویى" (اللباب،ج3، ص215)، وهی کما یذکر ابن حجر نسبة إلى مشتویه (تبصیر المنتبه، ق4، ص1363).
·        أخرج الإمام الدارمی عن أبی نعیم عن شعبة أنه قال: قلت لمعاویة بن قرة أکان أنس یذکر أن النبى صلى الله علیه وسلم قال للنعمان بن مقرن: "ابن أخت القوم منهم"، قال: نعم (الدارمی، سنن الدارمی، حقق نصه وخرّج أحادیثه وفهرسه فواز أحمد زمرلى وخالد السبع العلمى، الطبعة الأولى، دار الکتاب العربى، بیروت، 1987م، رقم 2415).
·        نافع توفیق العبود، آل المهلب بن أبی صفرة ودورهم فی التاریخ حتى منتصف القرن الرابع الهجرى، الطبعة الأولى، مطبعة الجامعة، بغداد، 1979م، سیف بن حمود بن حامد البطاشى، تاریخ المهلب القائد وآل المهلب، سلطنة عمان، 1988م، عبد المنعم سلطان، آل المهلب العُمانیون فی المشرق الإسلامى حتى سقوط الدولة الأمویة، الطبعة الثانیة، مرکز الإسکندریة للکتاب، الإسکندریة، 2005م.
·          لم یشر د. إحسان ذنون الثامری فی دراسته (الحیاة العلمیة زمن السامانیین التاریخ الثقافی لخراسان وبلاد ما وراء النهر فی القرنین الثالث والرابع للهجرة، الطبعة الأولى، دار الطلیعة، بیروت، 2001م) لدور المهالبة الثقافی، رغم تعرضه لعلماء جرجان فی أثناء سیادة السامانیین على بلدهم، وإسهاماتهم فی مختلف مجالات الحیاة الثقافیة، واعتماده فی ذلک بصفة رئیسة على تاریخ جرجان للسهمی.
·          ابن درید، الاشتقاق، تحقیق وشرح عبد السلام محمد هارون، الطبعة الثالثة، مکتبة الخانجى، القاهرة، 1958م، ص482.
·        ابن الکلبی، نسب معد والیمن الکبیر، تحقیق: د. ناجى حسن، عالم الکتب، مکتبة النهضة العربیة، بیروت، 1988م، ج2، ص466.
·         ابن سلام، کتاب النسب، تحقیق ودراسة: مریم محمد خیر الحرع، الطبعة الأولى، دار الفکر، دمشق، 1989م، ص293-294.
·        ابن قتیبة، المعارف، حققه وقدّم له ثروت عکاشة، دار المعارف، القاهرة، 1981م، ص399.
·        المبرد، نسب عدنان وقحطان، تحقیق: عبد العزیز المیمنی الراجکوتی، قطر، 1984م، ص33، ابن عبد ربه الأندلسی، العقد الفرید، شرحه وضبطه وعَنون موضوعاته أحمد أمین وآخرون، دار الأندلس، بیروت، 1988م، ج2 ص519.
·        المسعودی، التنبیه والأشراف، دار ومکتبة الهلال، بیروت، 1981م، ص293.
·        الأصفهانی، أبو الفرج، کتاب الأغانی، مؤسسة جمال للطباعة والنشر، بیروت، بدون تاریخ، ج20، ص75.
·        ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، نشر عبد السلام هارون، دار المعارف، القاهرة، 1984م، ص367.
·        الحموی، یاقوت ، المقتضب من کتاب جمهرة النسب، تحقیق: ناجی حسن، الطبعة الأولى، الدار العربیة للموسوعات، بیروت، 1987م، ص237.
·        الأصفهانی، حمزة ، تاریخ سنى ملوک الأرض والأنبیاء، منشورات دار مکتبة الحیاة، بیروت، بدون تاریخ، ص89.
·        صاعد الأندلسی، طبقات الأمم، القاهرة، 1912م، ص61. وذکر بعض النسابین أنهم افترقوا على نیّف وعشرین قبیلة (ابن رسول، طرفة الأصحاب فی معرفة الأنساب، حققه ک. و. سترستین، دار الآفاق الجدیدة، القاهرة، 2001م، ص59).
·        السالمی، نور الدین عبد الله بن حمید، تحفة الأعیان بسیرة أهل عمان، مکتبة الاستقامة، مسقط،1997م، م1،ج1، ص19.
·        کشف الغمة الجامع لأخبار الأمة، تحقیق ودراسة وتعلیق: أحمد عبیدلی، دلمون للنشر، نیقوسیا، قبرص، 1985م، ص211 ص219.
·        الإزکوی العمانی، تاریخ عمان المقتبس من کتاب کشف الغمة الجامع لأخبار الأمة، حققه: عبد المجید حسیب القیسی، الطبعة الرابعة، وزارة التراث والثقافة العمانیة، مسقط، 2005م، ص17.
·        تاریخ أهل عمان، تحقیق وشرح: د. سعید عبد الفتاح عاشور، القاهرة، 1986م، ص16 ص24.
·        العانی، عبد الرحمن عبد الکریم، تاریخ عمان فی العصور الإسلامیة الأولى، دار الحکمة، لندن، 1999م، ص62.
·        البلاذری، فتوح البلدان، تحقیق: عبد الله أنیس الطباع وعمر أنیس الطباع، مؤسسة المعارف للطباعة والنشر، بیروت، 1987م، ص203 ص204.
·        ابن الندیم، الفهرست، حققه وقدّم له مصطفی الشویمی، الدار التونسیة للنشر، تونس، 1985م، ص484.
·        الحموی، یاقوت، معجم الأدباء، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 1988م، ج13، ص100.
·        ابن رسته، الأعلاق النفیسة، دار صادر، بیروت، بدون تاریخ، ص205.
·        العسقلانی، ابن حجر، الإصابة فی تمییز الصحابة، الطبعة الأولى، دار إحیاء التراث العربى، بیروت، 1328هـ، ج4، ص108.
·        الحمیری، الروض المعطار فی خبر الأقطار، تحقیق: د. إحسان عباس، دار صادر بیروت، 1975م، ص489.
·        ابن عبد البر، الاستیعاب فی معرفة الأصحاب، تحقیق: علی محمد البجاوی، مکتبة نهضة مصر، القاهرة، 1960م، ق4، رقم 3046، ص1692 ص1693.
·        ابن الأثیر، أسد الغابة فی معرفة الصحابة، تحقیق: محمد إبراهیم البنا وآخرون، کتاب الشعب، القاهرة، بدون تاریخ، م6، رقم 6014، ص174.
·        الجاحظ، البیان والتبیین، قدم لها وبوبها وشرحها: د. على أبو ملحم، الطبعة الثانیة، منشورات دار ومکتبة الهلال، بیروت، 1992م، م3، ص41.
·        المبرد، الکامل فی اللغة والأدب، عارضه بأصوله وعلق علیه: محمد أبو الفضل إبراهیم، دار الفکر العربی، القاهرة، بدون تاریخ، م3، الصفحات: 314، 403، 409.
·        الطبری، تاریخ الطبری، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، دار المعارف، القاهرة، 1977م، ج6، ص171.
·        ابن عبد ربه، العقد الفرید، ج1، ص114.
·        ابن الأثیر، الکامل فی التاریخ، دار الفکر، بیروت، 1982م، م4، ص195 ص196.
·        بن خیاط، خلیفة، تاریخ خلیفة بن خیاط، راجعه وضبطه ووثقه ووضع حواشیه وفهرسه د. مصطفی نجیب فواز وزمیلته، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1985م، ص125.
·        البلاذری، فتوح البلدان، ص558، مجهول، تاریخ سجستان، ترجمة: محمود عبد الکریم على، الطبعة الأولى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2006م، ص75 ص78.
·        الیعقوبی، تاریخ الیعقوبی، بیروت، بدون تاریخ، م2، ص252.
·        النرشخی، تاریخ بخارى، عرّبه عن الفارسیة وقدّم له وحققه: د. أمین عبد المجید بدوى ونصر الله مبشر الطرازی، الطبعة الثالثة، دار المعارف، القاهرة، 1993م، ص70 ص71.    
·        کریستنسن، أرثر ، إیران فی عهد الساسانیین، ترجمة: یحیى الخشاب، دار النهضة العربیة للطباعة والنشر، بیروت، 1982م، الصفحات: 126،73، 209.
·        ماجد، عبد المنعم، التاریخ السیاسی للدولة العربیة عصر الخلفاء الأمویین، الطبعة الثامنة، مکتبة الأنجلو المصریة، القاهرة، 1998م، ص206.
·        المقدسی، البدء والتأریخ، تحقیق: کلیمان هوار، دار صادر، بیروت، بدون تاریخ، ج6، ص42.
·        شعبان، محمد عبد الحی، صدر الإسلام والدولة الأمویة، الأهلیة للنشر والتوزیع، بیروت، 1987م، ص144 ص145.
·        التبریزی، الخطیب، شرح مقصورة ابن درید، 33، تحقیق: د. فخرى الدین قباوة، مکتبة المعارف، بیروت، 1994م، ص34.
·        ابن حزم، نقط العروس فی تواریخ الخلفاء، تحقیق: د. شوقی ضیف، مجلة کلیة الآداب، جامعة القاهرة، م13، دیسمبر1951م، ص76.
·        الفسوی، یعقوب سفیان، کتاب المعرفة والتاریخ، تحقیق د. أکرم ضیاء العمری، الطبعة الثانیة، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1981م، م2، ص51 ص52.
·        الأصفهانی، أبو نعیم، حلیة الأولیاء وطبقات الأصفیاء، دار الکتب العلمیة، بیروت، بدون تاریخ، ج2، ص147 ص148.
·        الهیثمی، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الکتب العلمیة، بیروت، بدون تاریخ، م3 ص253.
·        خلیفات، عوض، نشأة الحرکة الإباضیة، الطبعة الأولى، وزارة التراث والثقافة، سلطنة عمان، 2002م، الصفحات: 97-101، 104، 110- 111.
·        الصوافی، صالح بن أحمد ، الإمام جابر بن زید العُمانی وآثاره فی الدعوة، الطبعة الثالثة، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عُمان، 1997م، الصفحات: 52-53، 167.
·        النامی، عمرو خلیفة، دراسات عن الإباضیة، ترجمة: میخائیل خوری، دار الغرب الإسلامی، بیروت، 2001م، ص87 ص90.
·        المسعودی، مروج الذهب ومعادن الجوهر، إعتنى بها د. یوسف البقاعی، الطبعة الأولى، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، 2002م، ج3، ص143.
·        القیروانی، الرقیق، تاریخ إفریقیة والمغرب، نشر المنجی الکعبی، الطبعة الأولى، تونس، 1968م، ص171 ص181.
·        البلنسی، ابن الأبار، الحلة السیراء، حققه وعلق على حواشیه د. حسین مؤنس، الطبعة الثانیة، دار المعارف، القاهرة، 1985م، ج1، رقم20، ص73.
·        الطبرانی، المعجم الأوسط، حققه أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد وأبو الفضل عبد المحسن بن إبراهیم، دار الحرمین للطباعة والنشر والتوزیع، القاهرة، 1995م، ج2، رقم1394، ص104.
·        الهیثمی، مجمع البحرین فی زوائد المعجمین المعجم الأوسط والمعجم الصغیر للطبرانی، تحقیق ودراسة: عبد القدوس بن محمد نزیر، مکتبة الرشد، الریاض، 2000م، ج4، رقم2219، ص138 ص139.
·        البخاری، صحیح البخاری، طبعة الدکتور مصطفی دیب البغا، الطبعة الخامسة، الیمامة للطباعة والنشر والتوزیع، دمشق-بیروت، 1993م، م3، ج7 ص91.
·        الترمذی، سنن الترمذی، تحقیق: إبراهیم عطوه عوض، دار إحیاء التراث العربی، القاهرة، 1962م، ج4، رقم1788 ص250.
·        الترمذی، شمائل النبی صلى الله علیه وسلم، حققه وخرّج أحادیثه ماهر یاسین فحل، الطبعة الأولى، دار الغرب الإسلامی، بیروت، 2000م، رقم147 ص98.
·        ابن عدی، الکامل فی ضعفاء الرجال، قرأها ودققها على المخطوطات یحیى مختار عزاوی، الطبعة الثالثة، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، 1988 م، ج3 ص1233.
·         وکیع، أخبار القضاة، مراجعة: سعید محمد اللحام، الطبعة الأولى، عام الکتب، بیروت، 2001م، صفحات کثیرة متفرقة.
·        الذهبی، المعین فی طبقات المحدثین، تحقیق: همام عبد الرحیم سعید، الطبعة الأولى، دار الفرقان، عَمّان، 1984م، رقم 1062ص95.
·        ابن حجر، تقریب التهذیب، دراسة وتحقیق: مصطفی عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1993م، ج1، ص26.
·        الذهبی، تذکرة الحفاظ، بعنایة: عبد الرحمن بن یحیى المعلمی، دار الفکر العربی، بدون تاریخ، م1، ج2، ص534 ص535.
·        العسقلانی، ابن حجر ، تهذیب التهذیب، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامیة، حیدر آباد الدکن، الهند، 1325هـ، ج5، ص294 ص296.
·        الإسماعیلی، أبو بکر، کتاب المعجم فی أسامی شیوخ أبی بکر الإسماعیلی، دراسة وتحقیق: د. زیاد محمد منصور، الطبعة الأولى، مکتبة العلوم والحکم، المدینة المنورة، 1990م، ج2، رقم 188، ص553.
·        الصنعانی، عبد الرزاق، المصنف، تحقیق: حبیب الرحمن الأعظمی، الطبعة الثانیة، المکتب الإسلامی، بیروت، 1983م،ج8، رقم1423-14263، ص50.
·        شهبة، ابن قاضی، طبقات الفقهاء الشافعیة، تحقیق: د. على محمد عمر، مکتبة الثقافة الدینیة، القاهرة، بدون تاریخ، ج1، رقم 32، ص57.
·        ابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعیة، الطبعة الأولى، تحقیق: محی الدین على نجیب، دار البشائر الإسلامیة، بیروت، 1992م، ج1، ص265.
·        الحمیدی، جذوة المقتبس فی ذکر ولاة الأندلس، الدار المصریة للتألیف والترجمة، القاهرة، 1966م، ص42.
·        الزرقانی، مختصر المقاصد الحسنة فی بیان کثیر من الأحادیث المشتهرة على الألسنة، تحقیق: د. محمد بن لطفی الصبّاغ، مکتب التربیة العربى لدول الخلیج، الریاض، 1995م، رقم846، ص189.
·        الدینوری، ابن قتیبة، غریب الحدیث، صنع فهارسه نعیم زرزور، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1988م، ج2، ص254.
·        السیوطی، طبقات الحفاظ، تحقیق: د. علی محمد عمر، مکتبة وهبة، القاهرة، 1973م، رقم731، ص318.
·        سؤالات حمزة بن یوسف السهمی للدارقطنی وغیره من المشایخ فی الجرح والتعدیل، دراسة وتحقیق: موفق بن عبد الله عبد القادر، الطبعة الأولى، مکتبة المعارف، الریاض، 1984م، رقم 140، ص145.
·        الکیرانوی، حبیب أحمد، أبو حنیفة وأصحابه، دار الفکر العربی، بیروت، 1989م، ص140.
·        البغدادی، الخطیب، الرحلة فی طلب الحدیث، تحقیق: نور الدین عتر، الطبعة الأولى، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1975م، ص89 ص90.
·        ابن الصلاح، علوم الحدیث، تحقیق وشرح: نور الدین عتر، الطبعة الثالثة، دار الفکر، دمشق، 1984م، الصفحات: 256،247،246.

  • التمیمی، التقی، الطبقات السّنیة فی تراجم الحنفیة، تحقیق: د. عبد الفتاح محمد الحلو، الریاض، 1983م، ج1، ص160 ص169.