مسائل الإیمان والعقیدة في شعر الشیخ منصور الفارسي من خلال دیوانه (سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد)

الباحث المراسلأ.د. قاسم الشیخ بالحاج جامعة الجزائر

تاريخ نشر البحث :2022-11-10
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

      

 تمثل علوم العقیدة وأصول الدین وقضایا الإیمان شطر دین الإسلام، والأدیان السماویة عموما، باعتبارها منظومة متکاملة لحیاة البشر، تتضمن البعد الإیمانی والبعد الشرائعی والبعد الأخلاقی. 

  لقد تطرق القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة؛ من خلال نصوصهما العمیقة فی معناها والبلیغة فی مبناها إلى توضیح وبیان کل الجوانب الإیمانیة العقدیة التی یجب على المسلم أن یؤمن بها ویقر بصحتها ویذعن العبودیة بها إلى الله تعالى.

   لقد کانت عنایة علماء المسلمین بهذه العلوم والمعارف جد متقدمة فی تاریخهم، حیث رأینا أولى المساجلات الفکریة والمناقشات العقلیة حول هذه العلوم؛ کمسائل وجود الله تعالى وتوحیده ومسائل الکفر والإیمان ومسائل القضاء والقدر ومسائل أحکام مرتکب الکبیرة وغیرها([1]).

    إن طرح المسلمین لهذه القضایا فی العهد الأول والنبی صلى الله علیه وسلم بین أظهرهم على قید الحیاة حی یرزق، ثم طرحهم لها بعد وفاته فی عهدی الصحابة والتابعین لیبین بجلاء مدى أهمیة الاشتغلات الفکریة العقدیة، کما یکشف من جهة أخرى عن مستوى الرقی الأخلاقی والتسامح الفکری الذی کان موجودا لدى المسلمین فی عصرهم الذهبی الأول، وأن الاختلاف فی الرأی لم یکن یفسد للود قضیة لدیهم، مادام الکل یبحث على الحقیقة والکل ینطلق من منطلق سلیم صاف عار من الخیانة أو النفاق أو المکیدة، وما دام یوجد الإجماع على الأصول والثوابت والمحکم من هذا الدین، وأن هذا المختلف فیه لا یعدو أن یکون فی مجال الفروع أو الظنیات أو الاحتمالات التی عادة ما تحکمها أدلة تتراوح بین راجح ومرجوح.

   من جهة أخرى فقد تحرکت همم علماء الإسلام عبر کل العصور لتفعیل مکامن النفوس البشریة وخبایا القلوب من المنطلقات الإیمانیة العقدیة بالبحث عن مفاهیم الإیمان والإخلاص والتوکل والصبر والاحتساب والحب والإیثار لأجل الاندفاع بها نحو عمارة الأرض بأوجه الخیر والصلاح المختلفة، ومحاربة أوجه الفساد والانحراف الفکری والأخلاقی؛ فکانت الثمرة والنتیجة تحقیق حضارة الإسلام فی أبهى صورها وأرقى نماذجها البشریة، فی تجسید کینونة الإنسان وهو یمشی فوق هذه الأرض جامعا بین الإیمان بخالقه، والإقرار بعبودیته، وتحقیق معانی الاستخلاف والعمارة والحضارة والتمدن([2]).

    لا یزال طریق المسلمین على هذا المضمار شاقا وطویلا یحتاج إلى تضافر جمیع جهودهم، حتى یتحقق فیهم کما تحقق فی أسلافهم قول الله تعالى: « کُنتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ». (سورة آل عمران: 11) . وقوله تعالى: « وکَذَٰلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیدًا»  (سورة البقرة : 143).

تأتی دراسة الجهود العلمیة لعالمنا الشیخ منصور بن ناصر الفارسی([3]) (1313 ـ 1396 هـ / 1895 ـ 1975م) فی بعدها الإیمانی العقدی فی هذا السیاق العلمی والحضاری، باعتباره حلقة ضمن حلقات هذه المسیرة الإنسانیة الإسلامیة الناصعة، التی شارک فی إنجازها أطیاف هذه الأمة فی أقطارها المتعددة، ومن مدارسها الکلامیة ومذاهبها الفقهیة المتنوعة، حیث استطاعت أن تجمع بین ثلاثیة الحیاة البشریة؛ فی عبودیتها لربها وتحقیق کینونتها وتسخیرها للأرض.

     یقوم العلماء فی أوطانهم بأدوار الریادة والقیادة والتوجیه، ویمثلون ذلک السراج المنیر الذی یضیء طریق الأمة، ویأخذ بأیدی أفراد الشعب إلى بر النجاة وساحل الفلاح، ویحقق مسیرة الوطن فی أخذها بأسباب التمدن والتحضر والرقی.

    إن عالمنا المحتفى به هو أحد هذه الشخصیات العلمیة والوطنیة التی تحمل فی بلده عمان دلالات متعددة الجوانب، تجمع بین البعد الروحی والبعد العلمی والبعد الإصلاحی، وهی تشکل ما یعرف الیوم صورة مشرقة لهویة وطن وشخصیة شعب ومکونات مجتمع.

    قدم هذا الشیخ الجلیل مع جیل من الکبار أمثاله تضحیات جسام، وأبلى بلاء حسنا طوال حیاته فی سبیل النصح لأبناء وطنه وإصلاح ذات البین فیما بینهم.

    الشیخ منصور الفارسی أحد أعلام عمان الذین عاشوا خلال العصر الحدیث، وأحد الذین أسهموا فی الحرکة العلمیة والثقافیة العمانیة، وأحد رجالها الأفذاذ الذین أسهموا فی بناء عمان الحدیثة؛ بجهوده التی بذلها فی مجال حیوی هو القضاء والصلح بین الناس وإشاعة العدل والحق بینهم، حیث قضى فترة طویلة من حیاته فی هذا العمل الشریف.

   لم تمنعه وظیفته الشاقة والثقیلة الأعباء فی سلک القضاء من أن ینشغل بالکتابة والتألیف؛ حیث ترک لنا عدة مؤلفات بین النثر والشعر، وقد حوت العدید من فنون اللغة والعقیدة والشریعة والأخلاق([4]).

    عاش الشیخ منصور الفارسی خلال القرن الرابع عشر الهجری والقرن العشرین المیلادی وقد عایش ظروفا سیاسیة واجتماعیة عدیدة متقلبة؛ استطاع أن یثبت فیها وینتصر للحق وأن یحارب مظاهر الفتن والفساد، ویحرص على جمع الکلمة ونشر العدل والأمن والمحبة بین أبناء وطنه([5]).

   سوف تقف هذه الدراسة على جانب من الإنتاج المعرفی للشیخ منصور الفارسی المتمثل فیما ترکه من تراث شعری فی مجال الإیمان والعقیدة وأصول الدین، فتقوم بعرضه وتحلیله ومناقشة أفکاره ووضعه فی إطاره المعرفی فی هذا التخصص العلمی، کما ستعتمد الدراسة على التمثیل وعرض النماذج؛ بأن تختار مسائل متنوعة من المعارف العقدیة تشمل أرکانها الستة؛ ذلک لثراء المادة العلمیة التی خلفها شیخنا فی هذا المجال؛ مما یجعل استیفاء حقها من الدراسة فی مقال واحد أمرا متعذرا. وقد اختیر لهذه الدراسة عنوان: (مسائل الإیمان والعقیدة فی شعر الشیخ منصور الفارسی من خلال دیوانه: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد). اعتمدت الدراسة أساسا على هذا الدیوان دون غیره لکون معظم مادته الشعریة تحتوی على قصائد ذات صلة مباشرة بمباحث العقیدة وأصول الدین ومباحث الإیمان والتزکیة والسلوک والتصوف. فی حین توجد له مصنفات أخرى حول هذه المباحث؛ إلا أنها لا تزال مخطوطة یصعب دراستها الآن على ما هی علیه، حتى ترى نور التحقیق والطبع والنشر مستقبلا إن شاء الله تعالى.

     لقد تناول الشیخ منصور الفارسی فی دیوانه الشعری سموط الفرائد مجموع المعارف العقدیة، وقسّم کتابه إلى ستة أبواب تناول فیها مسائل الإیمان بالله وملائکته ورسله وکتبه والیوم الآخر وقضایا الجنة والنار والحساب والشفاعة والتوبة والخوف والرجاء والولاء والبراء وغیرها من المسائل([6]).

   ستعنى الدراسة بهذا الشعر بقصد معرفة آراء الشیخ منصور الفارسی وفکره فی علوم العقیدة والکلام واستخلاص منهجه المتبع فی ذلک متضمنة العناصر الآتیة:

أولا:  التعریف بدیوان:  سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد.

ثانیا:  مکانة مسائل العقیدة وأصول الدین فی شخصیة الشیخ الفارسی من خلال دیوانه.

ثالثا:  حصر القصائد ذات المضمون الإیمانی العقدی فی دیوانه.

رابعا: ضبط المسائل الإیمانیة والعقدیة فی دیوانه.

خامسا: نماذج من آراء الشیخ الفارسی فی المسائل الإیمانیة العقدیة.

سادسا: منهجه فی عرض المعارف الإیمانیة العقدیة.

سابعا: خاتمة: تتضمن نتائج البحث وتوصیاته.

أولا: التعریف بدیوان:  سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد:

     فی مقدمة الکتاب بیّن الشیخ الفارسی سبب جمعه لهذه القصائد وإخراجها فی کتاب وحرصه على طبعها، کما بیّن أن هذه القصائد قد ألفت فی فترات زمنیة متفرقة ومتباعدة، وفی مناسبات مختلفة، وأنه خاف علیها الضیاع والتلف فاهتم بجمعها وإخراجها واختار لها اسم: (سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد). یقول الشیخ الفارسی بهذا الصدد: « فقد کنت منذ سنین نظمت قصائد جمة فی عدد من الفنون فترکتها، مهملا لها، ثم خفت أن تتفرق وتضیع بعدما بذلت جهدا فی نظمها، وبلوت سعتی فی ترصیعها، فقمت بجمعها وتألیف شاردها مع أنی لم أکن ممن یحبذ الشعر ولا ممن یتعرض لعروضه... فمن وقف علیه ورأى فیه خللا فلیصلحه ولیعذر فإن المحب عذار»([7]).

    کما أشار فی مقدمته أنه لم یکن یعنى بکتابة الشعر، وأنه لیس ممن یحبذه ولا ممن یتعرض لعروضه؛ لهذا طلب من کل مطلع علیه أن یصلح ما یراه خللا شعریا فیه. لعل أخلاق الشیخ وتواضع وإنکار ذاته تبدو واضحة منذ مقدمته على دیوانه کما ستتجلى أکثر وضوحا من خلال قصائده ومقاماته.

    إذن یمکن لنا أن نفهم من کلام الشیخ الفارسی فی مقدمته أن اشتغاله بالشعر کان عرضا، وأنه جمعه لهذه القصائد کان مخافة الضیاع والتلف، وأراد أن یحفظها ویوصلها إلى القارئ لما رأى فیها من فوائد وعلم وتزکیة یمکن للناس أن ینتفعوا بها من بعده. أما عن محتوى الکتاب فإن الشیخ الفارسی اختار ترتیبه کما یلی:

     قسم دیوانه إلى ستة أبواب، وضم  فی کل باب عددا من القصائد، أو عددا من فصول قصیدة واحدة طویلة. وتتمثل هذه الأبواب فیما یلی:

ـ الباب الأول بعنوان: المقامات فی الابتهالات إلى الله تعالى.

ـ الباب الثانی بعنوان: الدعوات فی الابتهالات.

ـ الباب الثالث بعنوان: غایة الاجتهاد فی مدیح خیر العباد ومراتب سیرة الهدى والرشاد.

ـ الباب الرابع بعنوان: العقد الفرید فی خالص التوحید.

ـ الباب الخامس بعنوان: قصائد متفرقة.

ـ الباب السادس بعنوان: قصائد وعظیة متعددة ([8]).

کما ینبغی الإشارة أن الشیخ الفارسی لم یذکر الفترة الزمنیة التی ألّف فیها قصائده هذه، ومتى کانت نهایته من جمع هذا الدیوان وترتیبه. وقد تولت مکتبة الضامری للنشر والتوزیع طبعه سنة 1992م.

ثانیا: مکانة مسائل العقیدة وأصول الدین فی شخصیة الشیخ  الفارسی من خلال دیوانه:

   إن الناظر فی دیوان سموط الفرائد یلحظ بوضوح منذ الوهلة الأولى تلک الصبغة الإیمانیة لشخصیة الشیخ الفارسی، کما یقف بجلاء على الملمح العقدی والمنحى الصوفی التزکوی لکتابه، کما یستشعر ـ وهو یقرأ تلک الأشعارـ الأجواء الروحانیة والنفحات الربانیة التی کان یحیاها الشیخ الفارسی ویعیش تحت ظلالها عابدا متنسکا، وزاهدا متضرعا لله تعالى، کما یقف على لحظات التجلی والصفاء التی کان یعیشها فی علاقته مع ربه.

   فی حقیقة الأمر إن الدارس لدیوان سموط الفرائد یدفع لطرح سؤال ملح على العقل متمثل فی البعد الصوفی السلوکی فی شخصیة الشیخ الفارسی.

فیسأل: ـ هل هی حالات عارضة کانت تعتری الشیخ فی علاقته مع ربه فی ساعات الصفاء والخلوة والذکر والعبادة ؟

ـ أم هی تأثر بعلوم ومعارف قد قرأها ثم مارسها عن أحوال ومقامات السادة الصوفیة کما هی مبثوثة فی کتبهم ومصادرهم ؟ ([9])

ـ أم هی معرفة إنسان مسلم بربه عرفه حق معرفة، فعبده وأحبه، وأناب إلیه، وخشع قلبه له، فأذاقه طعم الإیمان فارتقى فی مراتب الإحسان، وأخلص عبادته له، فهو یتنعم فی ذلک المقام العلی بالقرب من ربه ؟

      لقد شغلت القضایا العقدیة الإیمانیة، والأحوال والمقامات الصوفیة التزکویة([10]) غالب شعر الشیخ الفارسی فی دیوانه، حتى یمکن أن نعتبره مصدرا للشعر الصوفی وللمعارف الذوقیة.

     کما تجلت الصبغة الصوفیة والنفحة الإیمانیة فی لغته الشعریة التی یعلوها ویملؤها الخوف  من الله تعالى والتضرع إلیه ورجاء عفوه ومغفرته والتعلق به وطلب القرب منه والحضور بین یدیه تعالى([11]). کما تجلت فی عرضه للمسائل الإیمانیة فی توحید الله تعالى وتنزیهه وتعظیمه فی صفات کماله وفی أسمائه الحسنى وفی نفی کل شریک أو مثیل أو شبیه له.

    استعرض هذه المعارف بأسلوب واضح مفهوم، وعالجها بأدلة عمیقة جمعت بین الفطرة والنقل والعقل. کان فیها وفیا لرؤیة مدرسته العمانیة الإباضیة التی ینتمی إلیها، ویعیش فی وسطها، وکان فیها عارضا أمینا لاجتهاداتها، ومبینا لوجهة نظرها فی قضایا علم الکلام والعقائد سواء فیما اتفقوا حوله أو فیما اختلفوا فیه.

     هذه المدرسة التی من أهم ممیزاتها الجمع فی استدلالها على العقائد بین النقل والعقل، ومن ممیزاتها کذلک الصرامة فی اختیار آرائها العقدیة وفهومها الإیمانیة بما یخدم استقامة الفرد المسلم ویحمی بیضة الإسلام والمسلمین، ویحقق تمکینها وحضارتها([12]). فلا تساهل ولا تسامح مع صنوف التهاون وألوان التسیب فی جنب الله تعلى باقتراف الآثام والمعاصی، والاتکاء على الرجاء والمغفرة دون تقدیم العمل الصالح، ودون الإنابة إلى الله والتوبة إلیه حال الخطأ([13]).

     لنا أن نقول إن الشیخ الفارسی فی عرضه لمسائل العقیدة والإیمان بدا فی شخصیته بعدان بارزان متکاملان فی فهم الدین الإسلامی هما:

ـ البعد الإیمانی القائم على تزکیة النفس البشریة لترقى فی مراتب الکمال وتتدرج فی مقامات القرب من الله تعالى.

ـ البعد المعرفی العقدی المدرسی المذهبی القائم على الفهم الإباضی الموجود فی البیئة العمانیة منذ ظهور المذاهب والمدارس الفقهیة والکلامیة الإسلامیة؛ فی صرامته فی الالتزام بالطاعة والإنابة والقیام بالواجبات الشرعیة، وکذا فی جمعه بین أدلة النقل والعقل فی فهم الجانب الإیمانی العقدی من الإسلام.

     کما تغنى الشیخ الفارسی فی دیوانه بحب المصطفى صلى الله علیه وسلم؛ باعتباره بعدا إیمانیا عقدیا، فعقد له بابا کاملا تعرض فیه إلى أهم المحطات فی سیرته العطرة الزکیة([14])؛ تعبیرا عن حبه له وحظوته فی قلبه.

     إذن لنا أن نقول ونخلص إلى أن دیوان سموط الفرائد هو دیوان شعری ذو صبغة إیمانیة صوفیة عقدیة بارزة.

ثالثا: حصر القصائد ذات المضمون الإیمانی العقدی فی دیوانه:

بتتبعنا لدیوان الشیخ الفارسی حصرنا وعددنا کل القصائد التی تحتوی على مضامین إیمانیة صوفیة تزکویة، أو معارف عقدیة بعناوینها فیما یلی:

ـ الباب الأول([15]) المقامات فی الابتهالات إلى الله تعالى:

ـ قصیدة مقام الابتداء.

ـ قصیدة مقام التوحید.

ـ قصیدة  مقام الحمد.

ـ قصیدة مقام الشکر.

ـ قصیدة مقام الاعتراف.

ـ قصیدة مقام السؤال.

ـ قصیدة مقام التوبة.

ـ قصیدة مقام الرجاء.

ـ قصیدة مقام التوسل.

ـ قصیدة خاتمة الصلاة.

ـ الباب الثانی([16]) الدعوات فی الابتهالات إلى الله تعالى:

ـ قصیدة دعوة الإخلاص.

ـ قصیدة دعوة الابتهال.

ـ قصیدة دعوة الشکوى.

ـ قصیدة دعوة السؤال.

ـ قصیدة دعوة التسلیم.

ـ قصیدة دعوة الاعتراف.

ـ قصیدة دعوة الرجاء.

ـ قصیدة دعوة الاستعاذة.

ـ قصیدة دعوة الاختتام.

 

ـ الباب الثالث([17]) غایة الاجتهاد فی مدیح خیر العباد ومراتب سیرة الهدى والرشاد:

ـ قصیدة المرتبة السادسة: معجزات مولده.

ـ قصیدة المرتبة العاشرة: بدء أمره.

ـ قصیدة المرتبة الإثنی عشر: تعبده فی حراء وابتداء الوحی.

ـ قصیدة المرتبة الثالثة عشر: تحدیاته.

ـ قصیدة المرتبة الرابعة عشر: إسراؤه.

ـ قصیدة المرتبة السادسة عشر: براهینه.

ـ قصیدة المرتبة السابعة عشر: هجرته.

ـ قصیدة المرتبة الثامنة عشر: معجزاته.

ـ قصیدة المرتبة التاسعة عشر: کرامته عند ربه.

ـ قصیدة المرتبة العشرون: أخلاقه.

ـ الباب الرابع([18]) العقد الفرید فی خالص التوحید:

قصیدة واحدة طویلة ذات فصول عدیدة:

ـ فصل فی أول ما یلزم الإنسان.

ـ فصل بعنوان: ما یمتنع به السؤال عن الله تعالى.

ـ فصل: فی نفی الرؤیة عن الله تعالى.

ـ فصل فی خلق الأفعال.

ـ فصل فی الإیمان بالملائکة.

ـ فصل فی الإیمان بالکتب.

ـ فصل فی تقدیسه تعالى.                                                

ـ فصل فی الإیمان بالأنبیاء والرسل.

ـ فصل فی الإیمان بالقضاء والقدر.

ـ فصل فی الإیمان بالموت والبعث والحساب.

ـ فصل فی الإیمان بالجنة والنار.

ـ فصل فی الوزن والصراط.

ـ فصل فی الشفاعة والحوض.

ـ فصل فی أحکام الجملة.

ـ فصل فی آیات متشابهات.

ـ فصل فی الملل الست.

ـ فصل فی الإیمان والإسلام.

ـ فصل فی الولایة والبراءة.

ـ فصل فی الوقوف.

ـ فصل فیما یسع جهله وما لا یسع.

ـ فصل فی التوبة.

ـ فصل فی الخوف والرجاء.

ـ خاتمة الباب.

الباب الخامس([19]) قصائد متفرقة:

ـ قصیدة فی  طلب العلم.

ـ قصیدة فی التوکل على الله.

ـ قصیدة فی طلب الغیث.

الباب السادس([20]) قصائد وعظیة متعددة:

ـ قصیدة الموعظة الأولى بقدوم الشیب.

ـ قصیدة الموعظة الثانیة.

ـ قصیدة الموعظة الثالثة.

ـ قصیدة  الموعظة الرابعة.

ـ قصیدة الموعظة الخامسة.

    یتجلى من کل هذا العدد الهائل من القصائد التی تمثل غالب محتوى الکتاب تلک البصمة الإیمانیة العقدیة الصوفیة الذوقیة للشیخ الفارسی فی دیوانه هذا، کما یتجلى طرقه لأغلب المباحث التی عرفها هذا العلم.

رابعا: ضبط المسائل الإیمانیة والعقدیة فی دیوانه:

     تعتبر مصطلحات أصول الدین والفقه الأکبر وعلم العقائد وعلم الکلام والتصوف والسلوک والتزکیة کلها مفاتیح المعارف الشرعیة للجانب الإیمانی من الدین الإسلامی([21]).

    تبلورت هذه العلوم والمعارف عبر قرون عدیدة استغرقت مسیرة الأمة الإسلامیة فی إنتاجها الکلامی العقلی، والذوقی السلوکی، وقد أُلِّفَتْ فیها مصنفات ووضعت موسوعات وضبطت مناهج وتمیزت مدارس فی هذه المیادین من العلوم والثقافات الإسلامیة.

    کان الهدف الأسمى من جهود العلماء ونشاطهم العلمی هو شرح أصول هذا الدین، وحفظ عقیدته وصون شریعته، ورد حملات التشویه أو التشکیک أو النیل من دین هذه الأمة فی إیمانها وعقیدتها من متربصی الداخل وأعداء الخارج.

لقد قسم علماء العقیدة هذه العلوم والمعارف إلى أربعة أبواب کبرى([22]) هی:

ـ باب الإلهیات.

ـ باب النبویات.

ـ باب السمعیات.

ـ باب الإنسانیات.

  سنعتمد هذا التقسیم لحصر وتعداد المسائل العقدیة التی تناولها الشیخ الفارسی فی دیوانه کما یأتی:

1 ـ المسائل المندرجة تحت باب الإلهیات([23]):

ـ معرفة الله تعالى.

ـ أدلة وجود الله تعالى.

ـ توحید الله تعالى.

ـ أدلة توحید الله تعالى.

ـ جملة التوحید.

ـ الأسماء الحسنى لله تعالى.

ـ صفات الله تعالى الکمالیة.

ـ صفات الله الفعلیة.

ـ  مسألة رؤیة الله تعالى.

2 ـ المسائل المندرجة تحت باب النبوات([24]) :

ـ معنى النبوة ووجوب الإیمان بها.

ـ معنى النبی ومعنى الرسول.

ـ الصفات الواجبة للنبی .

ـ الصفات الجائزة للنبی والصفات المستحیلة.

ـ حقیقة الوحی.

ـ صور الوحی.

ـ معجزات النبی.

ـ کرامة النبی.

ـ الإیمان بالکتب السماویة.

ـ الإیمان والإسلام.

ـ أحکام الملل الست.

ـ سیرة النبی محمد صلى الله علیه وسلم.

3 ـ المسائل المندرجة تحت باب السمعیات([25]) :

ـ الإیمان بالملائکة.

ـ الإیمان بالیوم الآخر.

ـ الإیمان بالموت البعث والحساب.

ـ الإیمان بالجنة والنار.

ـ حقیقة الشفاعة .

ـ حقیقة الحوض.

ـ حقیقة  الخلود فی النار.

ـ حقیقة المیزان.

ـ حقیقة الصراط.

4 ـ المسائل المندرجة تحت باب الإنسانیات([26]):

ـ الإیمان بالقضاء والقدر.

ـ معنی القضاء والقدر.

ـ خلق أفعال العباد.

ـ الجبر والاختیار.

ـ مسؤولیة الإنسان على فعله.

ـ الولایة والبراءة.

مسائل إیمانیة عقدیة متعلقة بالتزکیة والتصوف([27]):

ـ مقامات الابتهال إلى الله تعالى.

ـ دعوات فی الابتهال إلى الله تعالى.

ـ مواعظ بأحوال الدنیا والموت.

ـ الخوف والرجاء.

ـ الإخلاص.

ـ التوبة.

ـ التوکل.

خامسا: نماذج من آراء الشیخ الفارسی فی المسائل الإیمانیة العقدیة:

   لعل الاطلاع على دیوان الشیخ الفارسی سموط الفرائد یقف على تلک المادة العلمیة الزاخرة والغزیرة حول مسائل الإیمان والعقیدة فی بعدیها المعرفی والصوفی، مما یجعل من إمکانیة استیفاء حقها من الدراسة والتحلیل فی مقال أمرا متعذرا وغیر ممکن بأی حال من الأحوال. ویوجه مثل هذا العمل لیکون دراسة مستقلة ضمن عمل علمی جامعی أکادیمی فی مستوى الماجستیر أو الدکتوراه. لذا سنعتمد فی دراسته على التمثیل وعرض نماذج، على أن نختار مسائل متنوعة فی المعارف العقدیة تشمل أرکانها الستة التی ضبطها علماء العقیدة فی مصادرهم وکتبهم.

1 ـ آراؤه فی الإیمان بالله تعالى وتوحیده وأسمائه وصفاته:

    تناول الشیخ الفارسی موضوع الإیمان بالله تعالى فی قصائد عدیدة وفی أبیات شعریة کثیرة، بل کان هذا الموضوع مدار اهتمامه ومحور انشغاله طوال صفحات دیوانه؛ مما یکشف عن تلک العلاقة الوطیدة، وتلک الصلة القویة التی کانت تربط الشیخ بخالقه وتلک الحال الصوفیة الذوقیة الراقیة التی کان یحیاها ویعیشها الشیخ فی مناجاة مولاه، وأثر ذلک الإیمان فی  نفسه وسلوکه.

    ومما قاله عن الإیمان بالله تعالى ومعرفة حقیقة ذاته وصفاته فی قصیدة بعنوان مقام التوحید([28]) ما یلی:

ثم یقول فی القصیدة ذاتها([29]) عن حقیقة وجود الله تعالى واختلافه عن وجود خلقه، وعن نفی صفات النقص والعجز عنه ما یلی:

ثم قال([30]) عن حقیقة صفاته تعالى، وکیفیة الاعتقاد الصحیح فیها، وبکونها تخالف اکتساب البشر للصفات بعد لم تکن لدیهم وبقائها ناقصة قاصرة :

    مما یستفاد من هذه الأبیات حول مسائل الوجود والتوحید أن الشیخ الفارسی یرى فی صفات الله تعالى أنها ذاتیة فیه تعالى، کاملة غیر ناقصة ولا مکتسبة، مثل ما هی علیه لدى البشر. وأنها لیست حالة فیه ولا زائدة علیه، فهو موجود بصفات کمال ذاتیة.

    من الواضح أن الشیخ الفارسی فی معرض أبیاته الشعریة هنا یعرض لنا بأمانة واقتداء تصور المدرسة العمانیة الإباضیة لموضوع وجود الله تعالى وتوحیده وصفاته، القائم أساسا على التنزیه المطلق لله تعالى ووصفه بکل ما یفید الکمال الإلهی، ونفی أی وصف یفید العجز والنقص کالتشبیه والتجسیم([31]).

   وفی موضوع حمد الله تعالى والثناء علیه وشکره قال قصیدة بعنوان: مقام الابتداء([32]) نختار منها الأبیات الآتیة:

وفی قصیدة أخرى عن التوحید بعنوان: فصل فی أول ما یلزم الإنسان([33]) یقول:

ثم یقول([34])

ثم یقول([35])

فی هذه القصیدة عن التوحید تحدث الشیخ الفارسی عن الله تعالى وبیّن أن طریق معرفته هو العقل أولا، ثم النقل ثانیا؛ لأن العقل هو سبیل الاقتناع الإیمانی بیقین لا شک فیه ولا تقلید، وبیّن أن الإنسان لا یجوز له جهل معرفة الله تعالى طرفة عین إن هو بلغ سن التکلیف.

   ومما یجب على الإنسان أن یعرفه عن الله تعالى وعن وجوده الذاتی الأبدی الذی لم یسبق بالعدم أنه هو الأول والآخر، أول بلا بدایة، وآخر بلا نهایة، ثم علیه أن یعرف صفاته تعالى الکمالیة والجلالیة، وهی تختلف عن صفات الإنسان؛ فهو بصیر وسمیع ومرید وقادر بذاته لا بصفات مکتسبة أو قائمة به أو حالة فیه. ومما یجب فی حقه تعالى نفی الشریک عنه والضد والند والمثیل؛ لأنه لیس کمثله شیء سبحانه وتعالى فی وجوده وأسمائه وصفاته وأفعاله.

    کان الشیخ الفارسی فی قصائده هذه وفی أبیاته الشعریة عارضا مقتدرا وناقلا أمینا لرؤیة المدرسة الإباضیة لمسائل الوجود والتوحید والإیمان بالله تعالى وصفاته.

2 ـ  آراؤه فی الصفات الخبریة لله تعالى:

    یقول الشیخ الفارسی فی بیان رأیه فی بعض الآیات القرآنیة التی تتضمن ذکر أفعال الله تعالى، أو ما یعرف بالصفات الخبریة ما یلی([36])

   إن ما تعرّض إلیه الشیخ الفارسی فی هذه الأبیات یعد من متشابه القرآن الکریم، الذی طرح نقاشا وجدلا علمیا واسعا بین علماء الإسلام ومذاهبهم، ولم یشهد التوقف أو الانتهاء إلى حد الیوم. وهو ما یعرف بصفات الله تعالى الخبریة وکیفیة فهمها من کتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله علیه وسلم.

    ینحو الشیخ الفارسی هنا منحى مذهبه الإباضی فی اعتماد منهج التأویل لا التفویض فی فهم هذه النصوص المتشابهة، بما تفیده اللغة العربیة من معان، ومما لها من شواهد فی شعر العرب ولغتهم. وبما یحقق مقصد التنزیه المطلق لله تعالى ونفی أی شبیه أو شریک له، ووصفه بأی صفة نقص أو عجز أو خلق([37]).

    من ذلک صفة العین التی أولت لتفید الحفظ، وصفة الوجه لتفید الذات، وصفة الید لتفید القوة، وصفة الاستواء لتفید الاستیلاء والتحکم.

    هذا هو منهج المدرسة الإباضیة فی فهمها آیات صفات الفعل، أو الصفات الخبریة لله تعالى وبلا شک أنها التقت مع بعض المدارس الإسلامیة فی هذا الفهم، واختلفت مع البعض الآخر.

3 ـ آراؤه فی الإیمان بالملائکة:

یقول الشیخ الفارسی فی فصل قصیدة([38]) عن الإیمان بالملائکة:

    فی هذه الأبیات الشعریة یبین الشیخ الفارسی وجوب الإیمان بالملائکة بکونهم خلق من مخلوقات الله تعالى حباهم بالعبادة والطاعة وعدم العصیان، والإیمان بأنهم لیسوا ذکورا ولا إناثا، وأنهم یختلفون عن البشر فی خلقتهم، فهم لا یأکلون ولا یشربون ولا ینامون، وأنهم خلقوا للعبادة والتسبیح والذکر والحمد والشکر، والقیام بالمهام والأوامر التی کلفوا بها. وممن یجب أن نؤمن به منهم باسمه من ثبتت فی حقه نصوص صحیحة صریحة وهم جبرائیل ومیکائل وعزرائیل وإسرافیل علیهم السلام.

    عبّر الشیخ الفارسی فی قصیدته هذه عن المعتقدات المتفق علیه والمشترکة بین عموم المذاهب الإسلامیة فی حق الملائکة علیهم السلام، والتسلیم فیها لما ثبت من نصوص الشریعة فی القرآن الکریم والسنة النبویة الصحیحة.

4 ـ آراؤه فی الإیمان بالکتب:

یقول الشیخ الفارسی فی فصل قصیدة([39]) عن الإیمان بالکتب:

    یرى الشیخ الفارسی وجوب الإیمان بالکتب المنزلة من عند الله تعالى على کافة الرسل والأنبیاء من لدن سیدنا آدم علیه السلام إلى سیدنا محمد صلى الله علیه وسلم، ویرى أن عددها مائة وأربعة کتب، فرّق الله تعالى نزولها على المرسلین وهم شیت وإدریس وإبراهیم وموسى وعیسى ومحمد علیهم السلام. وأنه یجب التصدیق بها جمیعا، ومعرفة أن القرآن الکریم قد نسخها جمیعا تفضلا من الله تعالى، وأن القرآن قد حوى ما فیها من عقائد وفضائل وقیم إنسانیة نبیلة سامیة.

    وافق الشیخ الفارسی برأیه هذا ما عند علماء الإسلام فی تقریرهم للعقائد حول الإیمان بالکتب باعتبارها ذات مصدر واحد، وهی فی الحقیقة دین واحد هو دین الله تعالى، متفقة فی جانب العقائد والأخلاق، ومختلفة فی الشرائع والأحکام؛ بما یتناسب مع طبیعة البشر وأوضاعهم وأحوالهم فی کل زمان ومکان([40]).

    لهذا یمکن أن یقال عن هذه الأدیان بأنها الإسلام، أی الاستسلام لعبودیة الله تعالى، فأتت متفقة جمیعها فی دعوتها إلى توحید الله تعالى ونبذ الشرک عنه، واعتباره ظلما عظیما لا یغفره الله تعالى، والدعوة إلى فضائل الأخلاق، والإیمان بوجود الیوم الآخر باعتباره دار الجزاء والثواب والعقاب على حصیلة أعمال الدنیا وما قدم الإنسان فیها.

  لقد عبر الشیخ الفارسی فی قصیدته عن الکتب والنبوات على جوهر القضیة الإیمانیة فیها، کما أورد المشترک بین المسلمین فیها المتمثل فی اعتبارها ذات مصدر واحد، وأنها تحمل مشکاة النبوة، وتخبر بالقضایا الکبرى المتفق علیها المتمثلة فی الله والنبوة والمعاد.

5 ـ آراؤه فی الإیمان بالرسل:

یقول الشیخ الفارسی فی فصل قصیدة([41]) عن الإیمان بالأنبیاء والرسل:

    یستفاد من هذه الأبیات الشعریة أن الإیمان بالأنبیاء والرسل من الواجبات الشرعیة ومن أرکان العقائد وأصولها لا فروعها، ثم یذکر الشیخ عدد الأنبیاء وعدد المرسلین، وفی حقیقة الأمر هذه مسألة خلافیة فرعیة بین علماء العقیدة، حیث ما ورد فیها من  نصوص لا یرقى إلى درجات عالیة من الصحة، کما أنه ورد بخبر الآحاد الذی لا یفید الیقین فی الاستدلال على مسائل العقیدة. کما أن القرآن الکریم سکت عن التعرض لهذه المسألة وبیانها.

     بعد ذلک بیّن الشیخ الفارسی أهم صفات النبی صلى الله علیه وسلم المتمثلة فی العصمة والفطانة والتبلیغ والعفة، والصفات التی یجب أن ینزه عنها ویستحیل أن یتصف بها المتمثلة فی الکذب والخیانة والعصیان والتقصیر فی التبلیغ، ثم بین صفاتهم البشریة التی یجوز وصفهم بها مثل الأکل والشرب والنوم والتزوج والتناسل والنسیان.

      هذه هی رؤیة المدرسة الإباضیة حول الإیمان بالأنبیاء والرسل وصفاتهم الواجبة والجائزة والمستحیلة([42])، وهی فی عمومها مسائل متفق علیها بین المدارس الإسلامیة العقدیة.

6 ـ  آراؤه فی الإیمان بالقضاء والقدر:

یقول الشیخ الفارسی فی فصل قصیدة([43]) عن الإیمان بالقضاء والقدر:

    تعد مسألة القضاء والقدر رکن من أرکان الإیمان الستة، لهذا فإن الإیمان بها هو من الواجبات عند الشیخ الفارسی، وعرّف القضاء بکونه ما کان فی اللوح المحفوظ مجملا مثل ما قضى على العباد بالحیاة والموت والبعث قبل خلقهم، ثم عرّف القدر بکونه وقوع ذلک القضاء کما أراده الله تعالى وحدده فی اللوح المحفوظ.

   اکتفى الشیخ الفارسی فی عرضه لهذه  المسألة بهذا القدر ولم یخض فیما  دار بین العلماء من نقاش وجدال عن حقیقة القضاء والقدر وعلاقته بالإرادة الإنسانیة، أو بالجبر والاختیار، وعلاقة ذلک بمسؤولیة الإنسان على فعله، وحسابه علیه ثوابا أو عقابا یوم القیامة.

    نستطیع أن نقول إن الشیخ الفارسی اکتفى بتناول الجانب الإیمانی المجمع علیه بین أطیاف الأمة فی مسألة القضاء والقدر، والمتمثل فی التسلیم القلبی بأن الله قدر الخلق قبل خلقهم، ثم أوجدهم على ما قدر لهم، اعترافا بعلم الله وقدرته وإرادته الأزلیة الکمالیة، مع اعتقاد عدل الله تعالى، وانتفاء الظلم علیه فی ترتیب الثواب والعقاب على القدر، وهو اعتراف ضمنی کذلک على عجز عقل الإنسان فی فهم حقیقة هذه المسألة فی بعدها العقلی الفلسفی الکلامی فهما کاملا کلیا.

7 ـ آراؤه فی الإیمان بالیوم الآخر وحقائقه:

    استعرض الشیخ الفارسی فی عدة قصائده شعریة فی دیوانه مجمل المسائل الإیمانیة حول الیوم الآخر بدایة بالموت إلى القبر إلى البعث إلى الحشر إلى الحساب إلى الشفاعة والحوض إلى المیزان والصراط إلى الجنة والنار. ولعل الشخصیة الربانیة الوجلة التی هیمنت على الشیخ الفارسی کانت دافعا ومحفزا قویا للاهتمام بکل شواهد یوم القیامة ومحطاته. والتی نختار منها ما یلی:

ـ الموت والبعث والحساب:

یقول فی هذا الصدد([44])

    یؤکد الشیخ الفارسی على وجوب الإیمان بحقیقة الموت وکونها أول محطة من محطات یوم القیامة، وأنها من الغیب ومن القضاء والقدر، الذی استأثر الله تعالى بعلمها، وأن لا سبیل للإنسان لمعرفة أجله، وهو یعنی خروج الروح من الجسد ومفارقته له. ثم یکون البعث بعد فناء الدنیا وموت کل الخلق، وهو یعنی إعادة الأرواح إلى أجسادها وإحیائها خلقا جدیدا روحا وجسدا. ولعله بذلک یفند قول من یرى بأن البعث هو بعث للأرواح دون الأجساد، ویبطل هذه العقیدة المخالفة للکتاب والسنة الصحیحة. ثم تأتی محطة الحساب، التی تعنی عرض أعمال العباد أمام الله تعالى للحکم فیها بالعدل والقسط، ثم مجازاة کل إنسان على ما قدمه من أعمال ثوابا وعقابا. وبذلک تتحقق العدالة الإلهیة فی الخلق، ویتحقق اسم الله العادل.

ـ الجنة والنار :

یقول فی هذا الصدد([45])

    یبین الشیخ الفارسی رأیه ویعرض رأی المدرسة الإباضیة([46]) فی مسألة الإیمان بالجنة والنار بوضوح فی هذه المجموعة من الأبیات، حیث یرى أن الجنة هی ثواب ومصیر أبدی لا نهایة له للمسلمین الموفین بدین الله تعالى بالاستقامة والعمل الصالح والتوبة والإنابة إلیه. ویرى أن النار هی مصیر أبدی لا نهایة له للمشرکین والکافرین والمنافقین وأصحاب الکبائر المصرین على ذنوبهم ومظالمهم وآثامهم والمیتین بدون توبة وإنابة. وفی المقابل یرد قول القائلین بخروج عصاة المسلمین منها بعد أن یستوفوا مستحقهم من العذاب، کما یرد قول القائلین بفنائها بعد أن تستوفی حقها من کل مستحقها، کما هو معروف فی کتب العقائد والکلام عند بعض الفرق الإسلامیة وعند بعض علماء الإسلام قدیما وحدیثا.

     وبلا شک فإن هذه الأمور تعد من المسائل العقدیة الغیبیة المستعصیة الفهم لتشابه نصوصها، وتعدد وجهات النظر إلیها، واختلاف رؤى العلماء فیها، وبلا شک هی من القضایا الفرعیة ولیست الأصولیة، حیث یتعذر جمع رأی الأمة حولها، بل یجب أن یعذر فیها بعضها بعضا.

   ومن رحمة الله تعالى أن وضع فی هذا الدین أصولا وثوابت تحقق إجماع الأمة علیها، ثم وضع فروعا ومتغیرات یمکن أن یختلف فیها بما لا یؤثر على الأصول والثوابت.

ـ الصراط والمیزان:

یقول فی ذلک([47])

     تعرض الشیخ الفارسی فی هذه الأبیات الشعریة إلى مسألة الصراط والمیزان وبین وجهة نظر المدرسة الإباضیة فیهما؛ بکون الصراط هو طریق الإسلام المستقیم، ولیس جسرا فوق جهنم کما تروی ذلک بعض الأحادیث، التی لا یصح الاستدلال بها لوحدها فی العقائد باعتبارها آحادا تفید الظن لا الیقین عند المدرسة الإباضیة. وقال عن المیزان إنه الحق والعدل فی حکم الله تعالى، ولیس میزانا بکفتین کما ذکرت بعض الأحادیث ذلک. هذا هو منهج المدرسة الإباضیة فی فهمها لنصوص العقائد التی لم تقم على أدلة صریحة صحیحة ترقى إلى درجة الیقین([48]).

ـ  الشفاعة:

یقول فی ذلک([49])

    فی هذه الأبیات یبین الشیخ الفارسی معتقده فی الشفاعة، وهو رؤیة المدرسة الإباضیة للشفاعة. حیث یرى أن شفاعة النبی صلى الله علیه وسلم هی أمر خاص للمؤمنین دون سواهم، وهی تفضّل من الله تعالى على نبیه وعلى عباده الصالحین. وأن الشفاعة خاصة بالمؤمنین دون سواهم. أما عن حقیقتها فهی تعنی إما تعجیل بدایة الحساب لدخول المسلمین الجنة، أو رفع درجاتهم فیها. ثم نجده ینفی أنواع الشفاعات الأخرى المعروفة عند بقیة المذاهب الإسلامیة، ویحاول أن یؤول معانی نصوصها التی قد یفهم منها وقوع الشفاعة لغیر المؤمنین الملتزمین التائبین.

    لعل الشیخ الفارسی هنا کان أمینا فی نقل رأی المدرسة الإباضیة([50]) حول الشفاعة، وکان أمینا فی الاعتقاد بما تحمله هذه المدرسة من معتقدات حول هذا الموضوع الغیبی الأخروی، الذی یتعذر فیه کذلک جمع کلمة المسلمین على رأی واحد، لتشابه بعض النصوص، وتعارض ظاهر بعضها مع البعض الآخر. وتکمن الحجة الإباضیة أساسا فی نفیها للشفاعة لغیر المؤمنین الملتزمین فی کون روح القرآن الکریم یتماشى مع هذا الطرح، وأن أحادیث الشفاعة تبقى آحادا لا ترقى إلى التواتر وإلى الیقین، فی حین أن القرآن قطعی فی ثبوته وقطعی فی دلالته فی هذه القضیة، ولا یمکن أن یقدم القطعی على الظنی. وتبقى هذه المسألة من المسائل الفرعیة فی علم العقائد، وسیبقى الخلاف والجدل حولها قائما لتشابه نصوصها.

8 ـ آراؤه فی مسألة الولایة البراءة:

   لقد تناول الشیخ الفارسی قضایا عقدیة أخرى تعد مما تمیز به المذهب الإباضی فی مصادره التراثیة العقدیة والکلامیة، وکان له فیها مواقف وتصورات، من ذلک مسألة الولایة والبراءة:

یقول فی هذا الصدد([51])

    یستفاد من هذه الأبیات أن الشیخ الفارسی یرى أن الولایة والبراءة فرض على المسلم أن یعتقد بها، بمعنى أن یتولى کل مسلم یدین بدین الله تعالى إجمالا، کما یجب علیه أن یتبرأ من کل أعداء الله تعالى إجمالا. ثم فی تتمة هذه الأبیات تعرض إلى ما تمیز به الإباضیة فی هذه المسألة وهو القول بولایة الأشخاص والبراءة منهم أعیانا([52]). فإنه على المسلم أن یتولى کل شخص یعرفه بما له من استقامة على دین الله تعالى، وعلیه أن یتبرأ من کل مسلم عرف فیه اقترافا للکبائر وإصرارا علیها.  وکذلک تبقى هذه وجهة نظر الإباضیة إلى هذا الموضوع الذی یحتاج إلى مزید طرح وتعمق ومقاربة للرؤیة القرآنیة والنبویة له.

سادسا: منهجه فی عرض المعارف الإیمانیة العقدیة :

    من خلال قراءتنا لشعر الشیخ الفارسی فی میادین المعارف العقدیة والمسائل الإیمانیة التی تناولها وهی کثیرة، ومن خلال النماذج التی درسناها نستطیع أن نحدد ممیزات فی منهجه لعرض العقیدة فیما یلی:

ـ یعتبر الشیخ الفارسی عارضا للمعارف العقدیة وناقلا لها، ولا یمکن اعتباره مؤسسا أو مجتهدا فیها؛ حیث لم نقف له على آراء أو أفکار تمیز بها أو خالف فیها معهود مذهبه.

ـ تمثل دوره فی عرض وبسط وشرح آراء المدرسة الإباضیة فی فهمها للمعارف العقدیة.

ـ کان قارئا جیدا، وناقلا مقتدرا للمدرسة الإباضیة العقدیة التی ینتمی إلیها.

ـ بیّن أن مصادر تلقی المعرفة الإیمانیة العقدیة هی العقل والنقل والفطرة السویة.

ـ بیّن أن حقیقة الإیمان الأولى بالله تعالى یجب أن تصدر عن عقل مدرک ومقتنع بهذه الحقیقة، ثم تؤید وتعزز هذه الحقائق بمصادر النقل.

ـ یرى أن من أدلة معرفة الله تعالى أدلة الخلق فی الکون وفی الأنفس؛ کدلیل العنایة والحکمة والتسخیر وحسن الصنع.

ـ یرى أن طریق معرفة الله تعالى هو التفکر والتدبر فی ملکوت الله تعالى وفی خلق الإنسان، وفی فطرته التی تنطوی على الإیمان.

ـ یرى أن المصدر الأول للاستدلال على المعارف الإیمانیة والعقدیة هو النقل المتمثل فی القرآن الکریم وفی السنة النبویة الصحیحة، بشرط عدم معارضتها للقرآن الکریم، کما أن السنة الآحاد لا تصح لوحدها للاستدلال على العقائد لعدم إفادتها الیقین.

ـ یرى أن المصدر الثانی للاستدلال على العقائد هو العقل، وعمله البحث عن الأدلة العقلیة الدالة على وجود الله تعالى وعلى وحدانیته وکماله، وکذلک تأویل الآیات التی ظاهرها التعارض مع کمال الله تعالى بما یتوافق مع التنزیه المطلق لله تعالى.

ـ اعتمد منهج تأویل الآیات المتشابهات بردها إلى الآیات المحکمات وفهمها بما تفیده اللغة والسیاق القرآنی.

ـ وافق المدرسة الإباضیة فی کل المسائل الخلافیة المشهورة المتمثلة فی نفی رؤیة الله تعالى یوم القیامة، ونفی الشفاعة، وإثبات خلود عصاة الموحدین فی النار، والقول بخلق القرآن.

هذه هی أهم ممیزات منهجه فی عرض المعارف الإیمانیة العقدیة.

الخاتمة:                                                                                              

   بعد رحلتنا المتأنیة مع الشیخ الفارسی من خلال دیوانه: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، والتی کانت رحلة إیمانیة صافیة، وجولة معرفیة شیقة، جعلتنا نتعرف على هذه الشخصیة العلمیة الفذة، ونقترب من کینونتها البشریة الخاشعة لله تعالى خلصنا إلى ما یلی:

ـ یعد دیوان سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد من أهم المصادر التی عبرت بصدق ودقة عن شخصیة الشیخ الفارسی فی بعدها الإیمانی والعقدی.

ـ تنطوی شخصیة الشیخ الفارسی على بعد إیمانی تزکوی صوفی سلوکی ذوقی عمیق، تجلى بوضوح فی دیوانه هذا، من خلال لغته الشعریة، ومن خلال مضامینها الصوفیة الذوقیة، مما یقتضی توجیه العنایة لدراسة هذا البعد فی شخصیته.

ـ اعتنى الشیخ الفارسی بالمعرفة العقدیة الکلامیة، فدرسها وفهمها وأتقن مسائلها، واستطاع عرضها باقتدار وتمکن.

ـ مثل الشیخ الفارسی فی دیوانه الشعری المدرسة الإباضیة فی بعدها العقدی الکلامی أحسن تمثیل، هذه المدرسة السائدة فی بلاد عمان منذ ظهور المذاهب الفقهیة والمدارس الکلامیة، حیث استطاع أن یعرض أقوالها ویدافع عن آرائها ویستدل على توجهاتها الفکریة والعقدیة.

ـ تظهر فی شخصیة الشیخ الفارسی تلک الصرامة الدینیة والحزم فی الالتزام بمفاهیم الدین فی عقائده وشرائعه وأخلاقه، وعلى عدم التسامح والتساهل مع المتسیب فی الدین والمضیع لفرائضه، وبلا شک جسّد فی ذلک مبدأ المدرسة الإباضیة التی من أصولها أن الإسلام إیمان وقول وعمل.

ـ أبزر الشیخ  الفارسی بوضوح منهج فهمه وتعامله مع أدلة المعرفة الإیمانیة العقدیة المتمثلة أساسا فی الجمع بین طریق النقل وطریق العقل، وأنهما یکملان بعضهما البعض، وعدم الاستسلام لنقل ظنی مع تعارض للعقل، کما لا یمکن لنقل قطعی أن یخالف عقلا صحیحا.

ـ تعد دراسة شخصیة الشیخ الفارسی من المداخل المهمة التی من خلالها یمکن دراسة ومعرفة علاقة المدرسة الإباضیة بالعلوم الصوفیة والذوقیة السلوکیة، حیث لا یزال إلى حد الساعة هذا الموضوع داخل المدرسة الإباضیة باهتا غیر واضح المعالم.

ـ لنا أن نعتبر الشیخ الفارسی عارضا لمسائل الإیمان ومعارف أصول الدین على مفاهیم المدرسة الإباضیة العمانیة ومنهجها، ولم یکن مفکرا أو مجتهدا فیها.

ـ نبقی هذا التساؤل المعرفی مطروحا للمزید من البحث والتقصی: هل کان الشیخ الفارسی متأثرا بالمعارف الصوفیة، ممارسا لأذواقها ومعایشا لأحوالها ومرتقیا فی مقاماتها، أم هی حالة صفاء قلب وتزکیة نفس وإخلاص عبادة ؟

ـ التوصیات:

بناء على الدراسة وعلى نتائجها توصی الورقة البحثیة بما یلی:

ـ العنایة بتحقیق بقیة تراث الشیخ الفارسی، ووضعه بین أیدی الباحثین لدراسته.

ـ توجیه عنایة الباحثین للاشتغال بفکر الشیخ الفارسی بدراسات أکادیمیة فی مستوى الماجستیر والدکتوراة فی المیادین المعرفیة التی أسهم فیها.

ـ العنایة بجمع ودراسة آراء واجتهادات الشیخ الفارسی فی مجال القضاء.

([1]) الخن، مصطفى سعید وذیب میسو محی الدین: العقیدة الإسلامیة، أرکانها، حقائقها، مفسداتها، ط6، دار الکلم الطیب، دمشق، سوریا، دت،  ص 17 ـ 58.

([2]) حوى، سعید: الإسلام، ط2، شرکة الشهاب، الجزائر، سنة 1988م، ص50 ـ 120.

([3])  تنظر ترجمته فی کتاب: الفارسی، سعود بن عبد الله: سیرة الشیخ العلامة منصور بن ناصر بن محمد الفارسی، نزوى عاصمة الثقافة الإسلامیة، 2015م، کله.

([4]) الفارسی، سعود بن عبد الله: سیرة الشیخ العلامة منصور بن ناصر بن محمد الفارسی، نزوى عاصمة الثقافة الإسلامیة، 2015، ص3 ـ 10.  

([5]) للاطلاع على الأوضاع العامة لسلطنة عمان فی عصر الشیخ الفارسی یراجع: شریفی، مصطفى: الشیخ نور الدین السالمی مجدد أمة، ومحیى إمامة، ط1، المطبعة العربیة، غردایة، دار الخلدونیة، الجزائر، نشر جمعیة التراث، غردایة، الجزائر، 1432ـ 2011، ص27- 82

([6]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ط1، مکتبة الضامری للنشر والتوزیع، السیب، سلطنة عمان،  سنة 1992. کله.

([7])  المصدر نفسه: ص7.

([8]) الفارسی منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، کله.

([9]) السلمی، محمد بن الحسین: طبقات الصوفیة، ط1، مطابع دار الکتاب العربی بمصر، سنة  1953، کله.

([10]) الزحیلی، محمد: مرجع العلوم الإسلامیة، ط1، دار المصطفى، دمشق، سوریا، س2010، ص669- 680.

([11]) الفارسی منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص8 – 33.

([12]) الجعبیری، فرحات: البعد الحضاری للعقیدة عند الإباضیة، المطبعة العربیة، غردایة، نشر جمعیة التراث، القرارة، 1991، ص 154- 285.

([13]) ونتن، مصطفى: آراء الشیخ امحمد بن یوسف اطفیش العقدیة، المطبعة العربیة، غردایة، نشر جمعیة الترات، القرارة، غردایة، الجزائر، 1417ﻫ \ 1996م. ص 270 ـ 295.

([14]) لمعرفة سیرة المصطفى صل الله علیه وسلم ینظر: الغزالی، محمد: فقه السیرة، دار الهناء ـ الجزائر، دت، کله.

([15]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص8.

([16]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص23.

([17]) المصدر نفسه:  ص34.

([18]) المصدر نفسه: ص77.

([19]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص90.

([20]) المصدر نفسه: ص97.

([21]) المیدانی، عبد الرحمن حسن حبنکة: العقیدة الإسلامیة وأسسها، ط15، دار القلم، دمشق، سوریة، 2010، ص29- 35.

([22]) الشاذلی، عبد الله یوسف: لوامع الیقین فی أصول الدین، دار الأزهر للتراث، مصر،  2014م، ص14 – 73.

([23]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص77- 87.

([24]) المصدر نفسه: ص77- 87.

([25]) المصدر نفسه: ص77- 87.

([26]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص77- 87.

([27]) المصدر نفسه: ص8 – 32.

([28]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 10.

([29]) المصدر نفسه: ص 11.

([30]) المصدر نفسه: ص 8.

([31]) الجعبیری، فرحات: البعد الحضاری للعقیدة عند الإباضیة، ص 321- 387.

([32]) الفارسی منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 10.

([33]) المصدر نفسه: ص 77.

([34]) المصدر نفسه: ص 10.

([35]) المصدر نفسه: ص 10.

([36]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 83.

([37]) الشیخ بالحاج قاسم: الشیخ علی یحیى معمر أضواء على شخصیته وفکر، نشر جمعیة التراث، القرارة، 2003، ص104- 117.

([38]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 79.

([39]) المصدر نفسه: ص 80.

([40]) البوطی، محمد سعید رمضان: کبرى الیقینیات الکونیة، ط8، دار الفکر، دمشق، سوریة، سنة 1983، ص183- 195.

([41]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 81.

([42]) الشیخ، بالحاج قاسم: الشیخ علی یحیى معمر أضواء على شخصیته وفکره، ص188 – 199.

([43]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 81.

([44]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 81.

([45]) المصدر نفسه: ص 82.

([46]) ونتن، مصطفى: آراء الشیخ امحمد بن یوسف اطفیش العقدیة، ص314- 341.

([47]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 82.

([48]) الجعبیری، فرحات: البعد الحضاری للعقیدة عند الإباضیة، ص 465- 491.

([49]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 86 .

([50]) الخلیلی، أحمد: الحق الدامغ، مسقط،  سلطنة عمان، 1407هـ، ص124- 175.

([51]) الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ص 82.

([52]) الجیطالی إسماعیل: قواعد الإسلام، ط1، المطبعة العربیة، غردایة، سنة 1976 ، ص 45- 56.
 

1 ـ البوطی، محمد سعید رمضان: کبرى الیقینیات الکونیة، ط8، دار الفکر، دمشق، سوریة، سنة 1983 
2 ـ الجعبیری، فرحات: البعد الحضاری للعقیدة عند الإباضیة، المطبعة العربیة، غردایة، نشر جمعیة التراث، القرارة، 1991م.
3 ـ الجیطالی، إسماعیل: قواعد الإسلام، ط1، المطبعة العربیة، غردایة، سنة 1976م. 
4 ـ حوى، سعید: الإسلام، ، ط2، شرکة الشهاب، الجزائر: سنة 1988م.
5 ـ الخلیلی، أحمد: الحق الدامغ، مسقط،  سلطنة عمان، 1407هـ.
6 ـ الخن، مصطفى سعید وذیب میسو محی الدین: العقیدة الإسلامیة، أرکانها، حقائقها، مفسداتها، ، ط6، دار الکلم الطیب ، دمشق، سوریا، دت.
7 ـ الزحیلی، محمد: مرجع العلوم الإسلامیة، ط1، دار المصطفى، دمشق، سوریا، س2010م.
8 ـ السلمی، محمد بن الحسین: طبقات الصوفیة، ط1، مطابع دار الکتاب العربی بمصر، سنة  1953م.
9 ـ  الشاذلی، عبد الله یوسف: لوامع الیقین فی أصول الدین، دار الأزهر للتراث، مصر،  2014م.
10 ـ شریفی، مصطفى: الشیخ نور الدین السالمی مجدد أمة، ومحیى إمامة، ط1، المطبعة العربیة، غردایة، دار الخلدونیة، الجزائر، نشر جمعیة التراث، غردایة، الجزائر، 1432ـ 2011م.
11 ـ الشیخ، بالحاج قاسم: الشیخ علی یحیى معمر أضواء على شخصیته وفکره، نشر جمعیة التراث، القرارة، 2003م.
12 ـ الغزالی ،محمد: فقه السیرة، دار الهناء ـ الجزائر، دت، کله.
13 ـ الفارسی، سعود بن عبد الله: سیرة الشیخ العلامة منصور بن ناصر بن محمد الفارسی، نزوى عاصمة الثقافة الإسلامیة، 2015م.
14 ـ الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ط1، مکتبة الضامری للنشر والتوزیع، السیب، سلطنة عمان،  سنة 1992م.
15 ـ المیدانی، عبد الرحمن حسن حبنکة: العقیدة الإسلامیة وأسسها، ط15، دار القلم، دمشق، سوریة، 2010م.
16 ـ ونتن، مصطفى: آراء الشیخ امحمد بن یوسف اطفیش العقدیة، المطبعة العربیة، غردایة، نشر جمعیة الترات، القرارة، غردایة، الجزائر، 1417ﻫ 1996م.