الشیخ العلامة منصور بن ناصر الفارسي حیاته العلمیة وعلاقته بعلماء عصره
| الباحث المراسل | خلیل بن محمد الحوقاني | الهيئة العمانية للأعمال الخيرية |
تحمل شخصیة الشیخ منصور بن ناصر الفارسی دلالات متعدِّدة الجوانب تجمع بین شخصیته العلمیة، ومرجعیته الدینیَّة، ودوره الوطنی والإصلاحی، وعطائه الفکری. ذلک لما قدمه من جهود مضنیة فی دولة الإمام محمد بن عبدالله الخلیلی، کان لها أثر بارز فی ثباتها واستمرارها، والحفاظ على منجزاتها. عاش الشیخ الفارسی فی القرن الرابع عشر الهجری، وأصبح ذا مکانة مرموقة فی دولة الإمام الخلیلی، لاسیما فی الجوانب الفکریة والاجتماعیة والعلمیة والسیاسیة، حیث قام بأدوار مهمَّة فی شؤون دولة الإمامة الداخلیة والخارجیة، وکان خیر معین وخیر مساعد للإمام الخلیلی، وکوّن علاقات علمیة واجتماعیة مع محیطه؛ فتعددت مواهبه، وتوسعت مدراکه، وأصبح عالمًا قدّم لوطنه وأمته مؤلفات فقهیة وعقدیة ولغویة وأدبیة. تحاول هذه الدراسة أن ترصد حیاة هذه الشخصیَّة، وتبحث فی الجوانب العلمیة والفکریة، مع التوقف عند إنتاجه العلمی من مؤلفات ومنظومات. وتحاول -أیضا- هذه الدراسة أن تُبرز الدور الوطنی والمواقف العلمیة التی تجلت فی شخصیة الشیخ منصور الفارسی من خلال تتبع آثاره والالتقاء بتلامیذه وجلسائه ممن هم على قید الحیاة. وستشتمل هذه الورقة على المباحث الآتیة:
المبحث الأول: سیرته الذاتیة.
المبحث الثانی: حیاته العلمیة (حیاة الطلب والعطاء).
المبحث الثالث: علاقته بعلماء عصره.
نتائج البحث
المبحث الأول: سیرته الذاتیة:
أولا: اسمه ونسبه وکنیته:
هو الشیخ منصور بن ناصر بن محمد بن سیف بن محمد بن عدی بن فارس بن صالح بن ناصر بن محمد بن فارس الفارسی، الإباضی مذهبًا، الخروصی الأزدی نسبًا، الفنجوی مولدًا، النزوی موطنًا ولحدًا، ویکنى بأبی محمد، وهو من علماء القرن الرابع عشر الهجری.([1]) ینتسب إلى قبیلة الفارسی، وهی فخیذة من قبیلة بنی خروص، تنسب إلى فارس بن محمد ابن الإمام الصلت بن مالک الخروصی، وقد حکی هذا عن الإمام محمد بن عبدالله الخلیلی، والشیخ عبدالله بن عامر العزری، والشیخ ناصر بن عامر بن سلیمان الریامی الأزکوی، وجملة من النسابین العمانیین الذین لدیهم معرفة ودراسة بالأنساب.([2])
ثانیا: مولده ونشأته:
ولد الشیخ منصور الفارسی ببلدة فنجا التابعة لولایة بدبد بالمنطقة الداخلیة عام 1313هـ، ونشأ نشأة دینیة؛ فقرأ القرآن الکریم وهو صغیر فی مدرسة بفنجا، وأحاطه والده الزعیم ناصر بن محمد الفارسی بالرعایة والاهتمام، وهو أحد زعماء القبائل المعروفین فی عُمان، وقد عُرِفَ بالشجاعة والکرم والحنکة والسیاسة.([3]) والمتتبع لسیرة هذه الأسرة العریقة التی ینتمی إلیها الشیخ منصور بن ناصر الفارسی؛ یجد أنهم یتوارثون العلم والزعامة والقضاء أبا عن جد، فجدّه الشیخ محمد بن سیف الفارسی نصبه الإمام عزان بن قیس قاضیا على ولایة بدبد، وکان قد تتلمذ من قبل على ید المحقق سعید بن خلفان الخلیلی، والشیخ محمد بن سلیم الغاربی.([4]) إذ درس الشیخ منصور على جده هذا؛ فقرأ عنده علم العقیدة ومبادئ الدین الإسلامی، ثم تعلم مبادئ النحو على ید الشیخ سالم بن فریش الشامسی أحد تلامذة جده.([5])
ثالثا: عائلته وأولاده([6]):
للشیخ الفارسی ست زوجات، کلهن انتقلن إلى الدار الآخرة خلا واحدة، وهن:
الأولى: زیانة بنت خلفان بنت بن محمد بن سلیمان الهدابیة، وله منها ثلاثة أبناء: ولدان وابنة واحدة، وکلهم توفوا.
الثانیة: شمساء بنت محمد بن سلیمان بن سیف بن حزام الفارسیة، وله منها خمسة أبناء: ولدان وثلاث بنات، وکلهم توفوا.
وقد رثى الشیخ منصور هاتین الزوجتین فی قصیدة واحدة، یقول فی مطلعها:
أأسلـو وقلبی بکم مُبْـــــــــرَدُ وَمِـــــنْ فَقْدِکُـــمْ نَفْسِی مُصْـــعَدُ
وَمِنْ عَظْمِ مَا بِی على مَوْتِکُمْ على کبِــــــدی شُعَــــــلٌ تُوْقَـــــدُ
مُصَـــابَکُمُ فی فُوَادِیْ وفــــی حشـایَ لهیـــبٌ فلا یَبْــــرَدُ([7])
الثالثة: نضیرة بنت سعید بن مسلم بن مانع الفارسیة، وله منها ثلاثة أبناء: ولدان توفیا، وابنة ما زالت على قید الحیاة.
الرابعة: نصرة بنت ناصر بن سیف بن سعید السیفیة، وله منها ثلاثة أبناء: ولدان، الأول: متوفى، والثانی: هو الشیخ ناصر بن منصور، وابنة ما زالت على قید الحیاة.
وهاتان الزوجتان کذلک رثاهن الشیخ منصور فی قصیدة واحدة، یقول فی مطلعها:
یُفَرِّقُ هَذَا الدَّهْرُ بَیْنَ الأحبـــةِ على طَبْعِهِ حَتْمًــــا وَبَیْنَ الأَخِلَّـــةِ
وَلَمْ تَبْرَحِ الأیامُ تَعْکِسُ أَمْرَهَا فتجمــــعُ أشتاتًــــا وتأتی بفرقـــةِ
وَلَمْ تدعِ الأیامُ صحبًا وإخـوةً ولا زهرةً إلا رَمَتْهُمْ بدهشةِ([8])
الخامسة: موزة بنت فارس بن سُعَیَّد بن فارس الفارسیة، وله منها أبناء کُثر، لکن ماتوا وهم صغار.
السادسة: شمساء بنت حمد بن ناصر بن رفیع السالمیة([9])، وله منها ثلاث بنات، ما زلن على قید الحیاة، ومسکنهن هو مسکن الشیخ منصور الفارسی الأخیر بمحلة ضوت – ضاحیة القبّالة.
رابعا: صفاته الخَلقیة والخُلقیة:
یذکر من عایش الشیخ منصور الفارسی أنه کان نحیف الجسم، متوسط الطول، ولحیته طویلة وکثیفة، یعلوه الوقار والهیبة، وکان ذا شجاعة وجسارة، وله صوت جمیل فی قراءة القرآن؛ إذ کان یصلی بالناس الجمعة والعیدین والاستسقاء ویخطب فیهم، فضلاً عن إمامته بالناس فی مسجد الشیخ بشیر بن المنذر ومسجد المود بالعقر، ومسجد القُصُب بضوت ومسجد غلیفقا السافل بالغنتق.([10]) ویوصف بتجنبه الهزل، وإذا مزح فلا یخرج عن الرزانة والکیاسة، کریم غیر مسرف، وجواد غیر مترف، یرعى الأیتام ویعیلهم، ویعطف على الفقراء، ویحسن إلیهم، یحب الطیب، ویکثر الصلاة لیلاً، وقلیلاً ما یفتر لسانه عن التسبیح والتحمید.([11]) یعمل فی الحقل ولا یترفع، ویعود المریض قریبًا کان أو بعیدًا، ویزور الجوار ویواسیهم من طعامه، ویجمعهم فی الأعیاد مع الحاشیة، صبور على النکبات والشدائد، یقبل الهدیة ولا یقبل العطیة ولا الصدقة.([12]) وحری بمن عایش الأئمة والعلماء وجالس الأدباء والشعراء أن ینال شیئا من خصالهم وصفاتهم وأخلاقهم الرفیعة، وهذا کان حال الشیخ منصور بن ناصر الفارسی؛ حیث تحلى بصفات وأخلاق رفعت من مکانته العلمیة، وأصبح قدوة للناس، یمکن معرفة ذلک من خلال تتبع سیرته وأسئلته وأجوبته، وتعامله مع الأئمة والعلماء بل مع عامة الناس، یجد أن الشیخ الفارسی تمیز بعدة صفات یمکن إیجازها فیما یلی:
1- التواضع:
من تواضع الشیخ منصور الفارسی ما جاء فی بعض أجوبته النظمیة على تلمیذه الشیخ سیف بن سعید الکمیانی، حیث یقول السائل:
یا طالبَ العلمِ یَمّمْ ذلک الورعــــا مَن فَـــــــاقَ أقرانَــه فی العلمِ وارتفعَا
ذاکَـــ الفقیهُ الکریمُ الحبرُ والدُنــــا أکـرمْ بــــــــهِ رجلاً بالحقِ قد شرعَــا
إنــی أتیتکَ شیخی ســـائلاً ومبـــا حثًـا فأرجو جوابًا نوره سَطَعَا([13])
فرد علیه الشیخ الفارسی متواضعا:
مـــا کنتُ بالأهلِ للفتوى ولستُ بهـا لـــــکنمـــــا النــاسُ ظنونی لها رَبَعَــا
دَعنـی من المدحِ مهما جئتَ تسألنی وسلْ وباحثْ بلا مدحٍ به شَنَعَا([14])
وکذلک ورد له جواب على سؤال الشیخ الأدیب عبد الله بن علی الخلیلی، یحمل فی سطوره خُلُقُ التواضع، وفی جوابه یقول:
إنْ تـجهلِ الحالَ منی لستُ أجهلهـــا علمــــــــــی بهــا أنها أدنى الأدانینــــــا
لا تغتررْ بمراءِ العین قطُّ فمـــــــــا حــــــالُ المقصّــــــرِ إنْ لم یعفُ بارینا
خلِ المدایحَ عنی لستُ أقبلهــــــــــا لا یـــــــرفعن فتىً إطراءَ طارینــــــــــا
هل یرتضی الذمَ ذو عقلٍ وذو کیسٍ إنــی أرى المدحَ ذمًّا من مهادینـــــــــــا
دعنی فدیتکَ ما الإطراءُ ینفعنــــی لا یحسنُ المـــــــدحَ إلا من نجادینــــــا
لستُ المجلّی وجلاها لحائلهــــــــا فاعمدْ بمدحکَ أقوامـــــــــــا مجلّینــــــا
أنا العذیرُ من الفُتیا وإن تکُ لــــــمْ تعذر وما العذرُ من مثلی یکافینا([15])
2- لا یخاف فی الله لومة لائم:
وهذا دأب أهل العلم، إذ کانوا یطبقون ما تعلموه من علوم فی حیاتهم، ولا یخافون فی الله لومة لائم، فمن المواقف التی یذکرها تلمیذه الشیخ سیف الفارسی أن الشیخ منصور خرج ذات یوم مع جماعة من أهل بلده، وفی أثناء الطریق تکلم رجل مولى من موالیهم بکلمة نابیة فیها ذکر بعض العورات؛ فنزل الشیخ منصور من دابته التی کان راکبًا علیها، وجلد الرجل تعزیرًا لئلا یعود مرة أخرى.([16])
ومن شدته وعدم خوفه من تطبیق حدود الله أنه لما کان قاضیًا بولایة بدبد أرسل شکایة إلى رجل فلم یصل، وعاود خصمه المحکمة، فأرسل إلیه ثانیة أو إلى ثالثة فلم یصل، فأخذ القاضی الشیخ منصور العسکر معه إلى مکان المدعى علیه، فوجده هناک فأرد حمله، فدخل المدعى علیه منزله، وتحصن به، فأخذ یطلق النار علیهم؛ فلاذ القاضی الفارسی وعسکره بالجبل، وصار إطلاق النار متبادلاً بینهم إلى أن ثاب الناس من فنجا، ومن بلدان بنی جابر، وأوقفوا إطلاق النار، فقالوا للقاضی منصور: ماذا ترید من هذا الرجل؟ فقال: أرید أدبه وأداء الحق الذی علیه، فضمن ضامن عنه، وأدى عنه الحق، واستعفوه عن الماضی على ألا یعود مرة ثانیة.([17])
3- دفاعه عن أهل العلم:
مما یذکر فی هذا عن الشیخ منصور الفارسی أن حضر بمجلسه أحد المتعلمین من ولایة بدیة، وکان من یصب القهوة أعطاه قبل الشیخ منصور، فأخذ وهو لا یدری أن الشیخ لم یأخذ، فأنشد کمن یعاتب نفسه (ما على الأعمى عتب) فغضب الشیخ منصور علیه، وقال: لا تنشد هذا، قال هذا المجیزی([18]) فی هجاء نور الدین السالمی - رحمه الله –.([19])
4- صبره وتجلده على المرض:
لما کبر الشیخ الفارسی، وطعن به السن، واشتد علیه المرض، کان الناس یزورونه فی بیته بمحلة ضوت یقال لها ضاحیة القبّالة، وذکر تلمیذه الشیخ عبدالله بن سعید السیفی أنه زاره مرة بصحبة أحد أقربائه، وکان یسأل الشیخ الفارسی عن صحته، فیرد علیه الشیخ الفارسی: «أنا بخیر لا أشکو من شیء، لکنها تسعین تسعین تسعین یا عبدالله»([20]) ویقصد الشیخ من تکرار العدد تسعین أن مرضه من کبر سنه، ولیس من مرض ألمّ به، ومما یعضد هذا الأمر أن الأدیب محمد بن راشد الخصیبی یذکر فی زمرده الفائق أنهم دخلوا على الشیخ منصور الفارسی، وهو مقعد وقد اشتد به المرض، فیسألونه ماذا تشتکی؟ فیقول: «لا أشتکی شیئًا». فکأنما أخذ بکتمان الوجه، فلله دره.([21])
5- نفوره من الخلاف:
یذکر عنه تلمیذه الشیخ سیف بن محمد الفارسی أنه ذات یوم کان معه، وجاء رجل من المتعلمین یسأل عن فتنة الصحابة، فانتهره الشیخ منصور، وقال له: «لا تسأل عن هذا، لیس لک، ولا لغیرک مصلحة فیه، واشتغل بأمور دینک والسؤال عنه».([22])
6- دوره الوطنی فی حمایة عُمان من الدسائس والأفکار الهدّامة:
فی عصر الإمام الخلیلی والسلطان سعید بن تیمور کانت هنالک أطماع من بعض الدول لتوسیع رقعة دولتها على حساب عُمان، لأسباب سیاسیة ومذهبیة، وکان من ضمن هذه الدول المملکة العربیة السعودیة، إذ بسطت سیطرتها أولا على واحة البریمی عن طریق والیها المعروف ترکی بن عطیشان، ثم قامت بشراء ذمم بعض العمانیین؛ مستغلة فقرهم وحاجتهم، حتى یستمیلونهم إلى جانبها عندما تحین الفرصة. ولما رأى ابن عطیشان أن الأمور قد نضجت، کتب للإمام الخلیلی یطلب الإذن منه لزیارة العاصمة نزوى آنذاک، فلما وصل کتابه کاد أناس من مستشاری الإمام یطیرون فرحًا إلى الترحیب بقدومه المیمون، وزینوا للإمام بأن قدوم هذا الرجل العظیم من هذه الدولة الصدیقة سیقوی ضعفه، وسیتفوق على السلطان من جمیع الجهات، وطالب هؤلاء الإمام بالرد على کتاب ابن عطیشان وسرعة التوقیع؛ -حتى لا یعترضهم معترض- فوقّع الإمام، وأرسلوا الکتاب حالاً مع رسول أُعد لذلک. إلا أن الشیخ الفارسی فطن لهذه المکیدة التی تحاک ضد وطنه عُمان، فدخل على الإمام – وقد رأى القوم لما خرجوا- فقال للإمام: أرى هؤلاء قد خرجوا من عندک، ماذا عندهم من خبر؟ قال: هذا الذی أتوا به - وأعطاه الکتاب وأخبره بالجواب- قال له الشیخ منصور: تأهب للرحیل إذا وصل ابن عطیشان إلى ساحة نزوى، وأنت لم تشاور أحدًا من أهل عمان، ثم أنت عاقل ومدبر ترى الوفود العمانیة یبایعون أهل نجد قبل أن یصلوا نزوى، فکیف إذا وصلوا؟! فأعاد الإمام –رحمه الله- البصر کرتین، وفکر فی الأمر أکثر من مرتین فرآه حقا؛ فاتفق الرأی بینهما أن یلحق رسول آخر الرسول الأول، ویأمره الرجوع أو یقبض الکتاب، فوجده فی بهلا، وأعید الکتاب فکتب بدله: «إنا نرحب بزیارتک، ولکن سنقرر الموعد نحن بأنفسنا».([23]) وهذا الموقف الحازم من الشیخ منصور الفارسی یفسر لنا غیرته الشدیدة على وطنه، وفطنته لما یحاک ضدها من دسائس کادت أن تقلب الأمور رأسًا على عقب لولا مشیئة الله بوقوف الشیخ الفارسی فی وجه الأطماع الإقلیمیة بتنبیه الإمام الخلیلی من المکیدة التی تحاک ضد عُمان.
خامسا: وفاته ورثاؤه:
توفی الشیخ الفارسی رحمه الله فی 27 جمادى الثانیة 1396هـ الموافق 25 یوینو 1976م، ودفن بمقبرة بنی سیف الکائنة بمقبرة الأئمة،([24]) وکان قد أوصى أن یُدفن عند بیته فی ضاحیة القبّالة، خشیة أن یدفن مع العامة؛ فیتأذى من قبور غیر الصالحین؛ مستندا على أن قبر السوء یؤذی جاره کما یؤذی جار السوء جاره؛ فاعترض جیرانه على ذلک؛ لعدم مناسبة وجود قبر بین البیوت، وأن ذلک موحش، ووافق العلماء بنقله ودفنه فی مقبرة بنی سیف، مجاورًا فیها قبور أهل الصلاح. ([25]) ورثاه عدد من الشعراء، أبرزهم تلمیذه الشیخ سیف بن محمد الفارسی فی قصیدة مطلعها:
زینُ المحابرِ والأقلامِ والکتـــــبِ تنعــــى إلیــــنا فقیـــدَ العلــــــــمِ والأدبِ
أستاذُنا العالمُ النحریرُ من شهدتْ لـــــــه المکــــارمُ فی المحیا وفی العقبِ
حلّالُ مشکلةٍ کشّافُ معضلـــــــةٍ جلّاءُ کارثةٍ فی أضیقِ الکُــــرَبِ ([26])
المبحث الثانی: حیاته العلمیة (حیاة الطلب والعطاء):
أولا: شیوخه وتلامیذه([27]):
من أبرز شیوخ الشیخ منصور الفارسی، الذین أثروا فی تکوین شخصیته العلمیة، هم: جده القاضی محمد بن سیف الفارسی، والشیخ سالم بن فریش الشامسی، والإمام محمد بن عبد الله الخلیلی، والشیخ عامر بن خمیس المالکی، والشیخ حامد بن ناصر الشکیلی، والشیخ أبو عبید حمد بن عبید السلیمی، والشیخ قسور بن حمود الراشدی، والشیخ عبد الله بن عامر العزری، والعلامة الزاهد سلیمان بن سالم الکندی.
أما تلامیذه([28]) فهم کثیر، فقد تخرج منهم الفقیه والقاضی والأدیب، حیث افتتح مدرستین:
المدرسة الأولى: بموطنه: فنجا وکان یقیم دروسه بمسجد الجماعة، وتخرج منها: الشیخ القاضی عیسى بن سالم بن فریش الشامسی، والشیخ حمدان بن خمیس الیوسفی، والقاضی الشاعر خالد بن هلال الرحبی، والمعلم موسى بن عثمان الحارثی، وغیرهم.
المدرسة الثانیة: نزوى عاصمة الإمامة، وکان یقیم دروسه بمسجد الشیخ بشیر بن المنذر بمحلة العقر، وکذلک فی مسجد مود، ومسجد القُصُب بضوت وممن تخرج على یدیه فیها: الشیخ القاضی حمد بن محمد بن زهیر الفارسی، والشیخ القاضی سیف بن حمدان السبتی، والشیخ القاضی سیف بن محمد بن سلیمان الفارسی، والشیخ محمد بن زاهر بن غصن الهنائی، والشیخ عبدالله بن زاهر بن غصن الهنائی، والشیخ علی بن زاهر بن غصن الهنائی، والشیخ خلفان بن حارث البوسعیدی القارئ المشهور، والشیخ محمد بن ناصر بن سلوم أمبوسعیدی، والشیخ ناصر بن عبدالله الذهلی، والشیخ القاضی جابر بن علی المسکری، والشیخ خالد بن مهنا البطاشی، والشیخ محمد بن راشد بن عزیز الخصیبی، وأخوه الشیخ رشید بن راشد بن عزیز الخصیبی، والشیخ عبدالله بن سالم اللزامی، والدکتور إبراهیم بن أحمد الکندی، والشیخ عبدالله بن محمد البلوشی، والشیخ محمد بن علی الشریانی، والشیخ سلیمان بن سوید السلیمانی، والشیخ خلفان بن محمد الرواحی، وأخوه الشیخ سالم بن محمد الرواحی، والشیخ سعود بن حمد النبهانی، والشیخ سیف بن سعید الکمیانی، والشیخ سعید بن عیسى الحوقانی، والشیخ سالم بن زهران العزری، والشیخ عبدالله بن سعید السیفی، والشیخ الأدیب ابنه ناصر بن منصور بن ناصر الفارسی.
ثانیا: مکانته العلمیة وإنتاجه العلمی
ظهرت مکانة الشیخ منصور الفارسی کثیرا فی عهد الإمام الخلیلی وأصبح قاضیًا عنده بولایة نزوى، بل استوطنها، ومکث فیها قرابة أربع وخمسین سنة. وقد استغل وجوده بقلعة العلم والعلماء؛ فبارز الأقران وفرض سلطانه العلمی بما أوتی من قوة البیان، وسطوع البرهان، فألف فی الفقه والقضاء وفی اللغة والأدب، ومن أبرز مؤلفاته:
1- کتاب غایة الأوطار فی معانی الآثار، کتاب نثر کله أسئلة وأجوبة فقهیة عن عدد من العلماء، جمعها ووضع رأیه فیها، وعلق على بعض المسائل.([29])
2- هدایة الرحمن إلى ثبوت خلق القرآن.([30])
3- تقریب الأذهان فی علمی المعانی والبیان.([31])
4- الدرة البهیة فی علم اللغة العربیة.([32])
5- الدرة المنثورة فی شرح مقصورة أبی مسلم، ویقع فی مجلد واحد.([33])
6- الدلیل والبرهان فی إقامة الجمعة لوجود السلطان.([34])
7- الدلیل الواضح فی حط الجوائح أو النصائح فی الحط فی الجوائح([35]).
8- منظومة العقد الفرید فی خالص التوحید. ([36])
9- ریاض الأزهار وحلیة الأسفار فی علم الآثار نظما، یقع فی مجلد واحد، وهو على أسلوب دعائم ابن النضر؛ ولکن أوسع منه. ([37]) والکتاب مرقون.
10- سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، نظم یقع فی مجلد واحد، وهو فی مختلف فنون الأدب؛ فأوله الابتهالات، ثم سیرة سید المرسلین صلى الله علیه وسلم، ثم الوعظ والحکم وآداب النفس، ثم المراثی والغزل، وآخره قصیدة فی قهوة البُن، والرد على من قال بتحریمها. ([38])
11- الغایة القصوى فی الأحکام والفتوى، أسئلة وأجوبة نظمیة، تصل لسبعة آلاف بیت، فالأسئلة عن عدد من مشایخ العلم الذین عاصروه، والأجوبة عنه، یقع فی مجلد واحد.([39])
12- الکلمة المُحْکَمة فی الرد على قضاة المَحْکَمة، وهی رسالة صغیرة الحجم، رد فیها الشیخ منصور على رأی قضاة محکمة مسقط فی أحکام قضائیة.([40])
13- تعلیقات متعددة وفوائد نفیسة على عدد من أجزاء بیان الشرع وکذلک کتاب المصنف.
ویلاحظ من مؤلفات الشیخ منصور الفارسی أنه یغلب علیها الجانب الفقهی، أکثر من غیرها، وذلک هو میدانه، بل حتى ذلک دأبه مع تلامیذه؛ إذ کان یشجعهم کثیرًا على قراءة کتب الفقه ویحثهم علیها، ومن تلک المواقف ما رواه لی شفاها تلمیذه الشیخ عبدالله بن سعید السیفی أنه زار الشیخ منصور الفارسی بصحبة ابن عمه الوالد عبدالعزیز بن سعید بن ماجد السیفی، فسأل الشیخ الفارسی عبدالعزیز السیفی، ماذا تقرأ فی الجامع؟ قال: أقرأ کتاب ألفیة ابن مالک، قال له: کم مرة قرأتها؟ قال: ثلاث مرات، قال الشیخ منصور: أترید أن تؤلف فی النحو؟! فقال عبد العزیز: إنما أردت أن أقرأ القراءة الصحیحة، وأطبق فی قراءتی النحو من حیث النطق بالمرفوع والمنصوب والمجرور، قال له الشیخ: یکفیک الآن أن تقرأ فی الفقه. ثم توجه بالسؤال إلى تلمیذه الآخر عبد الله السیفی، ماذا تقرأ یا عبدالله؟ فأجابه: أقرأ ملحة الإعراب. قال له: کم مرة قرأتها؟ قال: مرة واحدة. قال الشیخ منصور: إن کثیرًا من علمائنا المتقدمین الذین کان لهم الباع الطویل فی النحو ومختلف العلوم الشرعیة، لم یقرأوا فی النحو إلا ملحة الإعراب، فعلم النحو یفتح بعضه بعضًا. ([41])
المبحث الثالث: علاقة الشیخ الفارسی بعلماء عصره
أولا: علاقته بالإمام الخلیلی:
کانت علاقة الشیخ منصور الفارسی بالإمام الخلیلی علاقة الولد بأبیه، والتلمیذ بأستاذه، وتجلت هذه العلاقة فی مواقف عدیدة، یمکن إیجازها فیما یلی:
1- تقدیره لمکانة الإمام الخلیلی العلمیة:
یذکر الشیخ سیف بن محمد الفارسی أنه کانت لوالده معتوقة، توفیت، ولم تترک لها وارثًا، وکان القاضی منصور بن ناصر الفارسی یرى منع الإرث عن والده، وقال: «یصرفه الإمام حیث شاء»، وکأنه یرى أن یصرف هذا الإرث لبیت مال المسلمین. ولما کان الإمام الخلیلی بسمائل سار أبو الشیخ سیف الفارسی إلى القاضی حمد بن عبید السلیمی، وأخبره الخبر، فقال القاضی السلیمی: «الإمام غنی عن ذلک»، ثم أخبر الشیخ حمد الإمام بذلک، فقال الإمام: «هو لمولى النعمة»؛ فسکت الشیخ منصور، وأخذ والد الشیخ سیف الإرث ([42]). وفی هذا دلالة على تقدیر الشیخ منصور الفارسی لمکانة الإمام الخلیلی العلمیة، وعدم اعتراضه على حکمه؛ على الرغم أن الإمام لا یمنع محاورته ومناقشته إن کان هناک ما یخالف رأیه، إلا أن الشیخ منصور الفارسی لزم الصمت؛ تقدیرا لرأی الإمام الخلیلی.
ومن ذلک أن الشیخ منصور الفارسی حکم بین طالبین تبادلا بینهما الخناجر، بشرط أن یزید الأول -وهو الشیخ ناصر بن راشد المحروقی- الثانی خمسة قروش، فقال الشیخ منصور: «تمت المبادلة، وعلیک أن تدفع لصاحبک الخمسة القروش حسب الاتفاق». فذهب الشیخ ناصر بن راشد المحروقی إلى الإمام الخلیلی، فقال له: «یا إمام: أنا مغتر أنا مغتر»، وشرح له ما حصل، فقال له الإمام: ذکرنی بعد الصلاة، فلما فرغ الإمام من الصلاة، قام وذکّره -وکان الشیخ منصور بن ناصر حاضرا- فقال الإمام للشیخ منصور: «منصور هذه الخنجر فضة، وهذه الخنجر فضة، والقروش فضة، البیع باطل». وکل واحد أخذ خنجره([43]). ولم یبد بعدها الشیخ منصور اعتراضا على رأی الإمام، ونقضه لحکمه؛ وذلک لتقدیره المکانة العلمیة التی یتبوأها الإمام الخلیلی، إذ یعد أعلم أهل زمانه فی ذلک العصر.
ومن غیر تلک المواقف الواقعة التی کانت تحدث للشیخ منصور الفارسی مع الإمام الخلیلی، فإن الشیخ منصور کان وفیًّا لإمامه الخلیلی؛ إذ کان حاضرًا فی مؤلفاته، ناقلاً لأقواله وآرائه، سواء تلک التی یسأل الإمام عنها بنفسه أو حفظها عنه. ([44])
2- ثقة الإمام الخلیلی بمکانة الشیخ منصور الفارسی العلمیة:
کان من خصال الإمام الخلیلی التواضع، وکان من منهجه فی التربیة والتعلیم أن یُخْرِجَ رجالا أکفاء علماء، یقدرون على الاجتهاد وإبداء آرائهم فی الفتاوى والأحکام، لیعتمد علیهم فی المهمات، عندما یحتاج إلیهم، ومن هؤلاء الشیخ منصور الفارسی؛ إذ کان الإمام لا یقطع رأیا عنه؛ لأنه کان ناصحا وذا رأی سدید،([45]) ومن تلک المواقف التی تجلت فیها ثقة الإمام الخلیلی بتلمیذه الفارسی؛ طلبه إیاه عندما تقع منکرات فی البلاد؛ کأن یسمع دقة طبل أو رائحة غلیون أو سجائر، ویوکل إلیه مهمة تغییر المنکر، ویرسل معه بعض المتعلمین؛ لمساعدته فی ذلک، والإیتاء بصاحب المنکر، وإیداعه فی السجن([46])، بل أحیانا تأتیه دعوات من الإمام الخلیلی فی منتصف اللیل؛ لتغییر منکر؛ فیترک النوم، ویذهب، ولا یبالی بکثرة المجتمعین على المنکر أو قلتهم([47]).
وحضرتْ ذات مرة امرأة بصحبة زوجها إلى الإمام الخلیلی، وقالت: «هذا زوجی، وهو مریض، والناس یقولون: إن به جذامًا، وأریدک أن تنظره». فقال الإمام للقاضی منصور: «أنت أعرف منی بالجذام، فانظر هذا الرجل، ولما رآه القاضی الفارسی، قال: "لیس به جذام، وإنما طبع یابس» ووصف له أدویة، فقالت زوجته: «هذا الرجل شحیح، ولا یسمح حاله بأن یشتری"، فقال لها: "نعطیک وکالة، بیعی من ماله وعالجیه». ([48])
وفی قضیة حصن الزامة الشهیرة التی وقعت بین بنی هناة وآل شکیل، والتی حضرها الإمام بنفسه فی بهلاء، حکّم الإمام فی القضیة الشیخ محمد بن سالم الرقیشی، ومعه الشیخ منصور بن ناصر الفارسی، وحکما فیها بالعدل، وتصالحت الطائفتان، ورجع الإمام مستبشرا لذلک من غیر حرب. ([49]) وفی هذه الحوادث دلالات عدیدة تشیر إلى ثقة الإمام بالقاضی منصور الفارسی، وفی تقدیمه على نفسه، دلالة على تربیة الإمام للقاضی الفارسی وتدریبه على مزاولة الأحکام والبت فیها بحضوره.
وازدادت هذه الثقة من الإمام بالشیخ الفارسی، حتى جعله کاتبه فی بعض رسائله، فنجد فی آخر رسائل الإمام الخلیلی، مکتوبًا: «کتبه منصور بن ناصر»([50]) ویعتمد الإمام –أیضا- فی أجوبته على رأی الشیخ منصور ومحفوظاته، فیجیب سائلیه بما قاله الشیخ الفارسی أو حفظه، ویعلق علیها فی بعض الأحیان([51]). ولما مرض الإمام وطعن فی السن کان یحیل السائلین إلى الشیخ منصور بن ناصر، یقول: «اسألوا الشیخ منصور».([52]) کما أن دولة الإمام لما أصابها الضعف فی آخرها؛ نظرًا للأزمة الاقتصادیة اعتمد الإمام الخلیلی على الشیخ منصور الفارسی لکی یبیع بعض بیت مال المسلمین؛ تقویة لدولة الإمامة.([53])
ثانیا : علاقته بشیوخه وأقرانه:
عایش الشیخ منصور بن ناصر علماء کُثر، منهم من کانوا شیوخه کما سبق ذکرهم، ومنهم من کانوا أقرانه فی طلب العلم وفی العمل بالقضاء، ولعل من أکثرهم ملازمة له الشیخ سعید بن ناصر السیفی، إذ کان الأخیر ملازمًا للإمام الخلیلی بنزوى وقاضیا بها طوال فترة حکم الإمام الخلیلی، رغم اعتراض بعضهم أن الإمام یناقل بین القضاة فی الولایات إلا الشیخ سعید بن ناصر، فأجاباهم الإمام الخلیلی أن سعید بن ناصر أکثر العلماء مطالعة للأثر، وأحتاج إلیه معی فی نزوى([54]). بل کان الإمام یقرن رأیهما فی بعض أجوبته([55]) وتظهر تلک العلاقة بین الشیخین عند مطالعة بعض مراسلاتهما النظمیة، فضلاً عن النثریة، ومن ذلک قصیدة من عشرین بیتا بعثها الشیخ سعید بن ناصر إلى الشیخ منصور، وجاء فیها:
إن بالبحثِ نموَّ العلــــــمِ لا یقطــــــــفُ الأزهارَ من قد کسلا
هاکَ یا منصورُ فیما أشکلا مسألاتٍ حلُّها لی ما اجتلى([56])
إلى آخر الأبیات. وقد أجابه الشیخ منصور بقصیدة من خمسة وثلاثین بیتًا، جاء فی مطلعها:
لا تسلنی یا سعیدُ واســــألا نیّرَ العـــصرِ الإمامَ الأفضـــــــلا
غرةَ الدهرِ الهمامَ البطــــلا مـــــن رقى المجدَ وقد نـــالَ العُلا
مَن غدا الیومَ یفضُّ المشکلا ویزیـــــــحُ الشکَّ یجلو العِلَـــــــلا
هو کافیکَ لما قد عضــــلا ولحلِ المسألاتِ الجُمـــــــــلا([57])
إلى آخر تلک القصیدة.
ولم تقتصر علاقة الشیخ منصور الفارسی بعلماء عصره من خلال اللقاءات، بل کان یسألهم ویباحثهم عن طریق إرسال الأسئلة إلیهم، ومنهم: الشیخ حمد بن عبید السلیمی،([58]) والشیخ سعید بن ناصر بن عبدالله الکندی،([59])والشیخ سالم بن فریش الشامسی،([60]) والشیخ عبدالله بن محمد بن علی الخروصی،([61]) وممن کان له معهم صحبة علمیة صدیقه الحمیم الشیخ خلفان بن جمیل السیابی، والشیخ أحمد بن سعید بن سلیمان الکندی، إذ کانت تجمعهم محکمة مسقط فی زمن السلطان سعید بن تیمور صباحًا، وفی المساء یتسامرون ویتذاکرون فی صحبة واحدة مدة إقامتهما فی مسقط،([62])وکذلک الشیخ سیف بن حمد بن شیخان الأغبری([63])، إذ بعث السلطان سعید بن تیمور هذا الأخیر إلى ولایة نزوى؛ لیکون زمیلاً للشیخ منصور الفارسی فی القضاء؛ فبقیا متلازمین إلى أن بلغ الشیخ سیف من الکبر عتیًا ووافاه الأجل([64])، وبعده ولده الشیخ سالم بن سیف الأغبری، والشیخ سعود بن أحمد الإسحاقی، والشیخ زاهر بن عبدالله العثمانی، وممن کان یراسله ویجالسه الشیخ سعید بن حبیب الغطریفی،([65]) والشیخ المدرّس سعید بن علی بن محمد البوسعیدی([66]). وبذلک نلاحظ من خلال هذه الکوکبة من أهل العلم والفضل الذین صاحبهم الشیخ منصور الفارسی وتعلم على أیدی بعضهم نال حظًا وافرًا من العلم، وأصبح ممن یشار إلیه بالبنان، إذ لم یلزم بیته واکتفى بما حصّله أولا، بل تکوینه لهذه العلاقات العلمیة مع مشایخه وأقرانه جعلت منه عالما عاملا قدّم لأمته ووطنه الشیء الکثیر فی شتى العلوم والمعارف.
الخاتمة:
بعد هذا التطواف فی سیرة الشیخ منصور بن ناصر الفارسی وحیاته العلمیة وعلاقته بأهل عصره، یمکن أن نوجز أبرز النتائج:
انتماء الشیخ منصور بن ناصر الفارسی إلى بیت علم ونسب وشرف، جعل منه رجلا قیادیا، وقاضیا محنکا، فوالده کان زعیما فی قومه، وجده کان قاضیا؛ فاستفاد من هذه الخصال الحمیدة التی أهلته لیکون ذا شأن.
البیئة العلمیة والأدبیة حاضنة للطلبة، ومحصنة لهم من الانحراف، بل هی موطن التربیة العملیة لإخراج القادة والعظماء، وهو ما بدا واضحا فی ارتباط الشیخ منصور الفارسی بمدرسة الإمام الخلیلی ومشایخها الفضلاء.
البیئات العلمیة غالبا ما تکون مواطن استکشاف وتأهیل مواهب الطلبة ومدى تفوقهم العلمی والأدبی، وکانت مدرسة الإمام الخلیلی أنموذجا حیا لهذا التأهیل، فتم اختیار الشیخ منصور الفارسی لیکون قاضیا على بدبد وما جاورها ثم قاضیا على نزوى.
زکاة العلم هی تعلیمه للناس، فبعد أن اشتد عود الشیخ الفارسی علمیا وأدبیا أنشأ مدرستین لتعلیم الناس أمور دینهم، کانت الأولى فی فنجا، والثانیة فی نزوى، وتخرج على یدیه جمع غفیر من العلماء والأدباء والقضاة.
همم العلماء لا تقف عند حد معین، فکلما وجدوا الفرصة سانحة لتعلیم الناس أمور دینهم بأی طریقة کانت سعوا إلیها، سواء بالتعلیم أو بالتألیف، وهذا ما میز الشیخ الفارسی، إذ لم تقف همته على التعلیم فقط، بل أصبح علما مشهورا فی التألیف فی فنون شتى.
المناصب لا تنال بالتکالب علیها، والسعی الدائم لها وکأنها غایة، وإنما الأصل لمن ینالها أن یکون صاحب استقامة ونزاهة وعلم، وهذه الصفات الحمیدة هی التی أهلت الشیخ الفارسی لیکون مقرّبا من الإمام الخلیلی، فجعله قاضی قضاته ووکیلا لبیت المال المسلمین ومستشارا له فی العدید من القضایا.
الوطن أغلى ما یملکه الإنسان، وحبه لیس شعارات تردد، وإنما هذا الحب لا بد أن یترجم إلى تضحیات جسیمة، وهذا ما عُرِفَ عن الشیخ منصور الفارسی ومواقفه الوطنیة البطولیة فی مراحل دقیقة مرّت بها الإمامة؛ فکان صاحب الید الطولى فی هذه المواقف.
([1]) ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور: ملخص سیرة الشیخ العلامة منصور بن ناصر، د.ط، د.د، 1411هـ/ 1990م، ص5، والفارسی، ناصر بن منصور: نزوى عبر الأیام معالم وأعلام، ط1، إدارة نادی نزوى، سلطنة عمان، 1415هـ/1994م، ص227، والسیفی، محمد بن عبد الله: السلوى فی تاریخ نزوى، ط1، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان – مسقط، 1436هـ/2015م، مج2، ج2، ص294.
([2]) للاستزادة حول تفاصیل نسب قبیلة الفارسی، ینظر:
- الفارسی، سیف بن محمد: حیاتی، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/ 2017م، ص19-20.
- الفارسی، سیف بن محمد: باقات الزهور فنجا عبر العصور، ، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/2017م، ص17-20.
([3]) ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور، نزوى عبر الأیام معالم وأعلام، مرجع سابق، ص227.
([4]) ینظر: الفارسی، سیف بن محمد: باقات الزهور فنجا عبر العصور، مصدر سابق، ص51.
([5]) ینظر: المصدر السابق، ص55.
([6]) استفدت هذا المطلب مما حدثنی به الشیخ ناصر بن منصور الفارسی بمنزله العامر بغاف الشیخ بولایة نزوى، وذلک فی یوم السبت عصرا بتاریخ 29 جمادى الثانیة 1439هـ الموافق 17 مارس 2018م.
([7]) ینظر: الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ط1، مکتبة الضامری للنشر والتوزیع، سلطنة عمان – مسقط، 1992هـ، ص207 .
([8]) المصدر نفسه، ص210.
[9]) ) انتقلت زوجة الشیخ منصور الفارسی الوالدة شمساء بنت حمد السالمیة إلى رحمة الله یوم الأربعاء 6 ربیع الأول 1440هـ الموافق 14 نوفمبر 2018م، وهی آخر زوجاته التی کانت على قید الحیاة.
([10]) مما أفادنی به تلامیذه: الشیخ عبد الله بن سعید السیفی، والشیخ سعود بن حمد النبهانی، والشیخ سعید بن عیسى الحوقانی، والشیخ سالم بن محمد الرواحی.
[11])) ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور: ملخص سیرة الشیخ العلامة منصور بن ناصر الفارسی، مصدر سابق، ص14.
([12]) المصدر نفسه، ص14.
([13]) الکمیانی، سیف بن سعید: اللالئ المهذبة فی الأسئلة والأجوبة، ط1، د.د، سلطنة عمان، 2015م، ص166 ص167.
([14]) المصدر نفسه، ص167.
([15]) ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور: نزوى عبر الأیام معالم وأعلام، مرجع سابق، ص231.
([16]) یُنظر: الفارسی، سیف بن محمد: باقات الزهور، فنجا فی أهم العصور، مصدر سابق، ص57، وینظر: الفارسی، سیف بن محمد: حیاتی، مصدر سابق، ص209.
([17]) ینظر المصدران السابقان، ص57، وص209.
([18]) سعید بن مسلم بن سالم المجیزی، أبو الصوفی، شاعر، یعد من شعراء القرن الرابع عشر الذین تخصصوا فی مدح الأسرة المالکة، تعلم ودرس فی موطنه سمائل، أتقن علم الرسم فصار من الکتاب المشهورین، له دیوان مخطوط فی مدح السلطان سعید، توفی فی سنة 1372هـ. ینظر: محمد صالح ناصر وسلطان الشیبانی: معجم أعلام الإباضیة – قسم المشرق، ط1، دار الغرب الإسلامی، 1427هـ/2006م، ص198.
([19]) یُنظر: الفارسی: حیاتی، مصدر سابق، ص113.
([20]) مما حدثنی به الشیخ عبدالله السیفی بتاریخ 21 جمادى الثانیة 1439هـ الموافق 9 مارس 2018م.
([21]) ینظر: الخصیبی، محمد بن راشد: الزمرد الفائق فی الأدب الرائق، ط3، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان – مسقط، 2016م، ج3، ص207.
([22]) ینظر: الفارسی، سیف بن محمد: حیاتی، مصدر سابق، ص54.
([23]) ینظر: الفارسی، سیف بن محمد: حیاتی، مصدر سابق، 150-151.
([24]) ینظر: السیفی، محمد بن عبد الله: السلوى فی تاریخ نزوى، مرجع سابق، مج2، ج2، ص298.
([25]) أفادنی بهذه المعلومة الشیخ سعود بن حمد النبهانی بمنزله الکائن فی غاف الشیخ بولایة نزوى؛ وذلک فی صباح یوم السبت بتاریخ 22 جمادى الثانیة 1439هـ الموافق 10 مارس 2017م، وکذلک الشیخ ناصر بن منصور الفارسی بمنزله الکائن بغاف الشیخ بولایة نزوى، وذلک عصر یوم السبت بتاریخ 29 جمادى الثانیة 1439هـ الموافق 17 مارس 2018م.
([26]) ینظر: الفارسی، سیف بن محمد: دیوان خلاصة الفکر وسلافة الشعر، ط1، مکتبة الإشراق، سلطنة عمان – مسقط، 1417هـ / 1996م.
([27]) نظرا لکثرة مشایخ الشیخ منصور وتلامیذه وأقرانه أعرضتِ الورقة المقدمة عن الترجمة لهم إلا القلیل؛ لأن ذلک سیأخذ حیزا کبیرا، وستخرج الورقة عن مقصودها، ویمکن الرجوع إلى التراجم فی المصادر المعروفة.
([28]) نصف أسماء التلامیذ دونتها مما أفادنی به تلامیذ الشیخ منصور ممن التقیت بهم واستفدت منهم.
([29]) ذکره بهذا العنوان - نقلا عن النسخة التی هی بخط ابن المؤلف- السیفی، محمد بن عبد الله: السلوى فی تاریخ نزوى، ط1، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان – مسقط، 1436هـ/2015م، مج2، ج2، ص297. وذکره کذلک: السعدی، فهد بن علی: معجم الفقهاء والمتکلمین الإباضیة، ط1، مکتبة الجیل الواعد، سلطنة عمان – مسقط، 1428هـ/2007م، ج3، ص113-114. وقد طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة على نفقتها باسم: «عنوان الآثار» بتحقیق الأخ الفاضل: سعود بن عبد الله الفارسی، إذ توصل هذا الأخیر فی تحقیقه أن عنوان الکتاب هو«عنوان الآثار»، والمسمى السابق کان اجتهادا من ابن المؤلف مشکورًا مأجورًا.
([30]) ذکر صاحب کتاب الزمرد الفائق فی الأدب الرائق أن الشیخ منصور بن ناصر الفارسی عرض تألیفه فی علم الکلام على الإمام الخلیلی –رحمة الله علیه- وهو حاضر – أی الشیخ الخصیبی صاحب کتاب الزمرد- فتصفح الإمام شیئا منه، ثم رده إلیه، وقال: «نرحمک یا منصور، إنه لَعِلْم الکلام». قال المؤلف معلقا: «وما ذلک من الإمام إلا شفقة على الشیخ عن الزلل والخطأ فی جنب الله تعالى وعن التسرع وعدم الاجتهاد فی التألیف». ینظر: الخصیبی، محمد بن راشد: الزمرد الفائق فی الأدب الرائق، ط3، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان – مسقط، 2016م، ج2، ص222. ومما أضافه لی ابنه الشیخ ناصر بن منصور أن والده عندما عزم على تألیف هذا کتابه «هدایة الرحمن إلى ثبوت خلق القرآن» وجد مقاومة شدیدة، لکن اعترضهم أننی سأستند على القرآن والسنة والمعقول والمنقول، وعندما أنتهی قدموا حججکم، ولما اطلع علیه الإمام الخلیلی قال له: «وفقک الله یا منصور».
([31]) فی طریقه إلى الطباعة حسبما أفادنی ابن المؤلف الشیخ ناصر بن منصور الفارسی، وسیرى النور قریبا بإذن الله.
([32]) قام بتحقیقه الدکتور عادل محمد علی الطنطاوی.
([33]) قام بتحقیقه الدکتور عادل محمد علی الطنطاوی.
([34]) هذا الکتاب قام بتحقیقه الأخ الفاضل: أیمن بن حبیب الفارسی فی مشروع البکالوریوس بمعهد العلوم الشرعیة، وذلک فی عام 2007م.
([35]) یروى أنه لما ألف الشیخ منصور هذه الرسالة حیث خالف فیها رأی الأصحاب، وقال بالحط فی الجوائح ثارت الثائرة علیه، وقام علیه جملة من العلماء ینازعونه فیما قال، إلا أنه ظل متمسکا برأیه؛ فناصره الإمام محمد بن عبدالله الخلیلی على من خالفه، وقال له: "منصور یا منصور". ینظر: السیفی، محمد بن عبدالله: السلوى فی تاریخ نزوى، مرجع سابق، مج2، ج2، ص297
([36]) قام بشرحها الشیخ أبو عبید حمد بن عبید السلیمی.
([37]) أفادنی الشیخ عبدالله بن سعید السیفی - وهو أحد تلامیذ الشیخ منصور بن ناصر الفارسی – أن الشیخ منصور کان کثیرا ما یحضر لهم کتاب ریاض الأزهار وحلیة الأزهار عند جلوسهم متعلمین بین یدیه، والکتاب ما زال مخطوطا.
([38]) مطبوع ومتداول بعنایة مکتبة الضامری للنشر والتوزیع.
([39]) الکتاب ما زال مرقونا، ولم یحقق أو یطبع.
([40]) محقق ومعد للطباعة.
([41]) حکى لی هذه الحادثة الشیخ عبد الله السیفی فی مسجد ستال الکائن بمحلة الغنتق، بتاریخ 21 جمادى الثانیة 1439م.
([42]) یُنظر: الفارسی، سیف بن محمد: حیاتی، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/ 2017م، ص115.
([43]) ینظر: السیفی، محمد بن عبدالله: النمیر حکایات وروایات، ط1، د.د، 1433هـ /2012م، ج5، ص451.
([44]) لمتابعة نقولات الشیخ الفارسی لأقوال وآراء إمامه الخلیلی ینظر الوثائق التالیة من کتاب عنوان الآثار: (360)، (490)، (491)، (493)، (494)، (495)، (791)، (792)، (793)، (794)، (795)، (796)، (797)، (798).
([45]) یُنظر: الفارسی، سیف بن محمد: باقات الزهور، فنجا فی أهم العصور، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/2017م، ص60.
[46])) یُنظر: الفارسی: حیاتی، مصدر سابق، ص113.
([47]) یُنظر: الفارسی، سیف بن محمد: باقات الزهور، فنجا فی أهم العصور، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/2017م، ص57.
([48]) یُنظر: الفارسی، حیاتی، مصدر سابق، ص119.
([49]) یُنظر: السیفی، محمد بن عبدالله: النمیر حکایات وروایات، ط1، د.د، 1433هـ /2012م، ج5، ص552.
([50]) یُنظر مثلا: رقم الوثیقة: (941) من کتاب الفتح الجلیل فی أجوبة الإمام أبی خلیل، جمع وترتیب: الشیخ سالم بن حمد الحارثی، ضبط النص ووضع فهارسه: أحمد بن سالم الخروصی، ط1، ذاکرة عمان، سلطنة عمان – مسقط، 1437هـ/2016م، ص492 ، ویُنظر: فی آخر البحث بعض المخطوطات عن الإمام الخلیلی بخط قاضیه الشیخ منصور بن ناصر الفارسی.
([51]) یُنظر مثلا: أرقام الوثائق من کتاب الفتح الجلیل، مصدر سابق: (539)، (559)، (595)، (597)، (643)، (671)، (684)، (686)، (892).
([52]) مما أفادنی به الدکتور سالم بن محمد الرواحی؛ وذلک بمنزله الکائن بمرفع دارس فی نزوى صباح یوم الجمعة بتاریخ 28 جمادى الآخرة 1439هـ الموافق 16 مارس 2018م.
([53]) المصدر نفسه.
([54]) مما سمعته من ولده الشیخ عبدالله ابن الشیخ سعید بن ناصر السیفی؛ وذلک بمسجد ستال الکائن بمحلة الغنتق فی ولایة نزوى؛ وذلک فی یوم الجمعة بعد صلاة العشاء بتاریخ 21 جمادى الثانیة 1439هـ الموافق 9 مارس 2018م.
([55]) ینظر مثلا: رقم الوثیقة (539) من کتاب الفتح الجلیل، مصدر سابق.
([56]) ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور: نزوى عبر الأیام معالم وأعلام، ط1، إدارة نادی نزوى، سلطنة عمان، 1415هـ/1994م، ص223-224.
([57]) المصدر نفسه، ص223-224.
([58]) لمتابعة مباحثات الشیخ الفارسی للشیخ السلیمی ینظر الوثائق التالیة من کتاب عنوان الآثار: (412)، (434)، (443)، (457)، (758)، (495)، (470)، (492)، (504)، (505)، (558)، (606)، (609)، (610)، (803)، (804)، (805)، (806).
([59]) لمتابعة مباحثات الشیخ الفارسی للشیخ سعید بن ناصر الکندی ینظر الوثائق التالیة من کتاب عنوان الآثار: (431)، (432)، (503)، (557)، (612)، (613)، (614)، (615)، (616).
([60]) لمتابعة مباحثات الشیخ الفارسی للشیخ سالم بن فریش الشامسی ینظر الوثائق التالیة من کتاب عنوان الآثار: (362)، (471)، (488)، (605)، (795).
([61]) لمتابعة مباحثات الشیخ الفارسی للشیخ عبدالله بن محمد الخروصی ینظر الوثائق التالیة من کتاب عنوان الآثار: (362)، (469)، (487)، (492)، (551)، (607)، (608)، (611)، (799)، (800)، (801)، (802).
([62]) ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور: نزوى عبر الأیام معالم وأعلام، ط1، إدارة نادی نزوى، سلطنة عمان، 1415هـ/1994م، ص218.
([63]) سیف بن حمد بن شیخان الأغبری، ولد ببلدة سیما من ولایة إزکی سنة 1309هـ، درس النحو وعلوم العربیة على ید الشیخ حامد بن ناصر بجامع نزوى، تولى القضاء للإمامین سالم بن راشد الخروصی ومحمد بن عبدالله الخلیلی وللسلطان سعید بن تیمور، من مؤلفاته: فتح الأکمام عن الورد البسام، وعقد الدر المنظوم فی الفقه والأدب والعلوم. ینظر: محمد صالح ناصر وسلطان الشیبانی: معجم أعلام الإباضیة – قسم المشرق، مرجع سابق، ص222 ص223.
([64]) یُنظر: المرجع السابق، ص220.
([65]) سعید بن حبیب بن صروخ الغطریفی، ولد بنزوى یوم 15 شعبان 1317هـ، من الذین نظموا الشعر وأولعوا به، تتلمذ على ید الإمام الخلیلی والشیخ عامر بن خمیس المالکی والشیخ النحوی حامد بن ناصر الشکیلی، أکثر أشعاره ذهبت وتفرقت فی أیدی الناس، وله دیوان مجموع فیه أشعار وسؤالاته لأهل العلم. توفی یوم 18 رجب 1403هـ ینظر: السیفی، محمد بن عبدالله: السلوى فی تاریخ نزوى، مج2، ج1، ص259-263.
([66]) سعید بن علی بن محمد البوسعیدی، من أدباء عقر نزوى وظرفائها، طیب المجالسة، وظریف شریف، ینظم الشعر وله تخمیسات شعریة وأسئلة وأجوبة، توفی عام 1377هـ. ینظر: الفارسی، ناصر بن منصور: نزوى عبر الأیام، مرجع سابق، ص235 ص236.
1- الخصیبی، محمد بن راشد: الزمرد الفائق فی الأدب الرائق، ط3، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان – مسقط، 2016م.
2- الخلیلی، محمد بن عبدالله: الفتح الجلیل فی أجوبة الإمام أبی خلیل، جمع وترتیب: الشیخ سالم بن حمد الحارثی، ضبط النص ووضع فهارسه: أحمد بن سالم الخروصی، ط1، ذاکرة عمان، سلطنة عمان – مسقط، 1437هـ/2016م.
3- السعدی، فهد بن علی: معجم الفقهاء والمتکلمین الإباضیة، ط1، مکتبة الجیل الواعد، سلطنة عمان – مسقط، 1428هـ/2007م.
4- السیفی، محمد بن عبدالله: السلوى فی تاریخ نزوى، ط1، وزارة التراث القومی والثقافة، سلطنة عمان – مسقط، 1436هـ/2015م.
5- السیفی، محمد بن عبدالله: النمیر حکایات وروایات، ط1، د.د، 1433هـ /2012م، ج5.
6- الفارسی، سیف بن محمد: باقات الزهور فنجا عبر العصور، ، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/2017م.
7- الفارسی، سیف بن محمد: حیاتی، ط1، مکتبة خزائن الآثار، سلطنة عمان – برکاء، 1438هـ/ 2017م.
8- الفارسی، سیف بن محمد: دیوان خلاصة الفکر وسلافة الشعر، ط1، مکتبة الإشراق، سلطنة عمان – مسقط، 1417هـ / 1996م.
9- الفارسی، منصور بن ناصر: سموط الفرائد على نحور الحسان الخرائد، ط1، مکتبة الضامری للنشر والتوزیع، سلطنة عمان – مسقط، 1992هـ.
10- الفارسی، منصور بن ناصر: عنوان الآثار، تح: سعود بن عبدالله الفارسی، ط1، وزارة الأوقاف والشؤون الدینیة، 1437هـ/ 2016م.
11- الفارسی، ناصر بن منصور: ملخص سیرة الشیخ العلامة منصور بن ناصر، د.ط، د.د، 1411هـ/ 1990م.
12- الفارسی، ناصر بن منصور: نزوى عبر الأیام معالم وأعلام، ط1، إدارة نادی نزوى، سلطنة عمان، 1415هـ/1994م.
13- الکمیانی، سیف بن سعید: اللالئ المهذبة فی الأسئلة والأجوبة، ط1، د.د، سلطنة عمان، 2015م.
14- محمد صالح ناصر وسلطان الشیبانی: معجم أعلام الإباضیة – قسم المشرق، ط1، دار الغرب الإسلامی، 1427هـ/2006م.
اللقاءات
- الشیخ ناصر بن منصور الفارسی.
- الشیخ عبدالله بن سعید السیفی.
- الشیخ سعود بن حمد النبهانی.
- الشیخ سعید بن عیسى الحوقانی.
- الشیخ سالم بن محمد الرواحی.