أثر برنامج القيم الدينية على الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان

الباحث المراسلد. محفوظة المشيقرية جامعة نزوى

Date Of Submission :2023-09-05
Date Of Submission :2023-09-05
Date Of Publication :2024-10-08
Referral to this Article   |   Statistics   |   Share  |   Download Article

المقدمة

اهتمت المجتمعات منذ القدم اهتمامًا كبيرًا بالقيم، على اعتبار أنها تشكل مبادئ أي مجتمع وتحدد اتجاهاته والتي بدورها تنعكس على سلوك الأفراد فيه، كما تعد القيم أساسًا للتنشئة الاجتماعية، والغايات السامية التي تسعى الأنظمة التربوية في العالم إلى تحقيقها وغرسها في نفوس الطلاب في مختلف المراحل الدراسية (بروبه وصالحي، 2022).

ويشهد العالم اليوم تطورات مختلفة على مستوى القيم الدينية وفي شتى مجالات الحياة التي أبرزها التقدم العلمي والتكنولوجي ألغت المسافات بين البلدان والمجتمعات والشعوب والثقافات، مما أظهر العديد من التحديات التي تهدد الكائن الحي، وبدأت في هدم أركان الحياة الطبيعية للفرد والمجتمع ، فبرزت مظاهر التوتر والقلق إلى الشعور بالأمان والاطمئنان النفسي ، الذي يعد منالحاجات الضرورية للانسان ( المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، 1994).

حيث عُرف العمانيون منذ القدم بقيم آمنوا بها، فأصبحت لهم عقيدة تمثل سلوكياتهم وتوجهها نحو أسس التعامل السلمي مع الآخرين. كما أخذت القيم الدينية الأخلاقية مكان بارز في الرؤية العمانية في النهضة الحديثة والمتجددة. فالأمم التي تفتقد إلى القيم والأخلاق وعمق التقاليد الإيجابية الأصيلة لن تكون قادرة على النهوض والرقي. فالقيم هي الصفات الإيجابية التي يرتقي بها الإنسان في عمومه أما في الخصوصية فتعتبر القيم هي ما تميز الشخصية العمانية التي تشيه خصوصية الشخص الذي يتبع أي سلوك بأريحية وصدق دون أي معاناه أو جهد يبذل، كون أن القيم هي متمثلة في سلوك الإنسان العماني والتي تربى عليها منذ الصغر وتمثلت في عراقة وطنة وماضية (الديب، 2017). كما أن من أهداف وأولويات رؤية عمان 2040 تأسيس مجتمع معرفي، وبناء مناهج تعليمية معززة للقيم ومراعية لمبادئ الدين الإسلامي والهوية العمانية ، وانسان معتز بهويته وثقافته، ملتزم بمواطنته وقيمة،. كما جاء توجيه جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان في خطابة عام 2022 لجميع المؤسسات والأفراد في المجتمع، في ضرورة الاهتمام بأبناء عمان نحو التمسك بالمبادئ والقيم الأصيلة والاعتزاز بالهوية وجوهر الشخصية العمانية، والدعوة نحو الانفتاح للعالم الخارجي في توازن بناء وتفاعل إيجابي لا يفقد الانسان العماني الأصالة والهوية التي تربى عليها. 

واستنادًا على ذلك، برزت أهمية القيم التي على الفرد أن يمتلكها والتي تساعدة في توجيه لطريق الخير ، حيث أنها تكون لدى الانسان الضبط الذاتي والذي ينعكس بالتالي على نفسه وعلى تعامله مع الآخرين. ومن هذا المنطلق، تعتبر العواطف وسيلة للتواصل وتعكس معتقدات الأطفال وأهدافهم والتعبير عن رغباتهم ونواياهم في الحياة اليومية، غالبًا ما تستخدم العواطف والمشاعر كمرادفات للإشارة إلى الأنظمة المعقدة التي تسمح بالتنشيط المستمر للوعي واللاوعي ومحاكمة التهديدات التي يواجهها الأشخاص يوميًا ((Damásio, 1994. المشاعر هي التجربة الذهنية للعواطف ، بينما العواطف هي مجموعات معقدة من التفاعلات الكيميائية والعصبية ، محددة بيولوجيًا وتعتمد على آليات الدماغ. كما أنه يلعب دورًا في تنظيم وظائف الجسم والمرونة العقلية (Damásio, 1999). وتزداد الحاجة إلى تنمية السلوكيات العاطفية للأطفال عندما تحدث تغييرات في النظام التعليمي بسبب تحفيز المشاعر القوية (Scott & Suttan, 2009 (. الادعاء الرئيسي للبعد العاطفي للتعليم هو التفاعل الشخصي المكثف والتحكم العاطفي الذي يؤثر على التدريس ويشكل تطور الطلاب (Nias, 1996).

كما برزت أهمية التعليم المبكر كمرحلة تعليمية، لما لها من دور إيجابي على مستقبل الأطفال الملتحقين بها، فقد وجد مؤسسى هاي سكوب البحثية التربوية High/Scope Education Research Foundation   في الولايات المتحدة الأمريكية أن البالغين الذي نشئوا في أسر فقيرة وسنحت لهم الفرصة للالتحاق ببرامج التعليم المبكر كانوا أقل جرائم عندما كانت أعمارهم ثلاث أو أربع سنوات، ودخلهم الإقتصادي عالي، ناجحين في حياتهم الزوجية (العيسري، 2017). وعلاوه على ذلك، فأن الاهتمام بمرحلة التعليم المبكر اليوم تعد من أهم المعايير التي يقاس على أساسها تطور المجتمع، أي أن الاهتمام بهذه المرحلة المهمة من حياة الانسان  في أي مجتمع يعتبر في الواقع اهتمام بمستقبل ذلك المجتمع، فرعاية الأطفال وتجهيزهم للمستقبل يفرضها التطور العلمي والتكنولوجي. لذا فإنه يجب تنمية القيم المنبثقة من الدين الإسلامي ودراسة أثرها على الذكاء العاطفي لدى الأطفال، حتى يتمكنون من التعامل مع المجتمع، ويصبحون مواطنين يمكن الاستفادة منهم في المستقبل في بناء الوطن.

مشكلة البحث

تعد المراحل المبكرة من حياة الانسان  من أهم أهم المراحل العمرية، نظرًا لأن الفرد يبدأ فيها بتعلم العديد من المهارات، وتنمو لديه الكثير من القدرات، ففيها تنمو القدرات العقلية، ويتم تعميم الأخلاق والآداب الحميدة (سلامة، 2002)، كما لاحظت الباحثة من خلال خبرتها في التعليم المبكر، إن مدارس التعليم المبكر في سلطنة عمان تركز بشكل أساسي على تعليم العلوم والرياضيات واللغة العربية معرفيًا فقط، ولذلك قامت الباحثة بعمل دراسة استطلاعية لمعلمات التعليم المبكر في سلطنة عمان حول المشاكل والمهارات المفقودة لدى الأطفال، واتضح من خلال استجاباتهم تكرار الشكوى من تأثر الأطفال بوسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تسببت في حدوث تضارب في القيم، الأمر الذي أدى إلى تعثر نمو العديد من القيم، مما جاءت الحاجة إلى التفكير في تنمية القيم الدينية لدى أطفال التعليم المبكر لضرورتها لتنمية السلوك الانساني ولأهمية السنوات الخمس الأولى في حياة الانسان لينمو بشكل سوي وينعم بالصحة النفسية والتوافق مع نفسه ومجتمعه. ومن هذه المنطلقات يهدف البحث إلى تقديم برنامج عن القيم الدينية يساعد المعلمين على تطبيقة بشكل متكامل مع المنهج الدراسي المقدم لأطفال هذه المرحلة، والذي سيكون له الدور الفاعل في توجيه سلوكهم لدفع مجتمعاتهم للعيش في سعادة وسلام وازدهار. وعلاوه على ذلك، فإن الغرض من هذا البحث هو قياس أثر برنامج القيم الدينية على الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان. حيث جاء البحث ليجيب على السؤال التالي:

هل لبرنامج القيم الدينية تأثير على الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان؟ ، وانبثق من هذا السؤال العديد من الأسئلة، وهي:

  1. ما مستوى الذكاء العاطفي لدى أطفال المجموعة التجريبية والضابطة قبل تطبيق البرنامج التدريبي؟
  2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء العاطفي للأطفال في مرحلة التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بعد تطبيق البرنامج؟
  3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مرحلة التعليم المبكر في الذكاء العاطفي بعد التعرض لبرنامج القيم الدينية؟

أهداف البحث

الهدف الرئيسي للبحث هو تحسين مستوى الذكاء العاطفي لدى أطفال مرحلة التعليم المبكر بسلطنة عمان بعد تطبيق البرنامج التدريبي للقيم الدينية، وتضمن الأهداف الفرعية الآتيه:

  1. التعرف على مستوى الذكاء العاطفي لدى أطفال المجموعة التجريبية والضابطة قبل تطبيق البرنامج التدريبي؛
  2. التحقق من وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء العاطفي للأطفال في مرحلة التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بعد تطبيق البرنامج؛
  3. الكشف عن الفروق الدالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في مرحلة التعليم المبكر في الذكاء العاطفي بعد التعرض لبرنامج القيم الدينية؛

 

فرضيات البحث

بناءً على الأهداف والتحدي الحالي والأساس المنطقي لهذا البحث ، فإنه يناقش الافتراضات التالية:

  1. لا توجد فروق في مستوى الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج .
  2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بعد تطبيق البرنامج.
  3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مرحلة التعليم المبكر في الذكاء العاطفي بعد الالتحاق ببرنامج القيم الدينية.

 

أهمية البحث

الأهمية النظرية

  • يعد البحث الحالي الأول من نوعه في سلطنة عمان والذي يتعامل مع القيم الدينية وقياس أثرها على الذكاء العاطفي لأطفال مرحلة التعليم المبكر.
  • يعتبر هذا البحث مهم لأنه يركز على مرحلة التعليم المبكر في سلطنة عمان. كما أن البرنامج الذي سيقدمه هذا البحث يمكن أن يتلاءم بشكل ملحوظ ويتم تنفيذه في المناهج العُمانية لمرحلة التعليم المبكر. 
  • يقدم البحث الحالي مرجعًا بحثيًا لجميع الباحثين الراغبين في دراسة القيم الدينية أو الذكاء العاطفي للأطفال ، ليس فقط في سلطنة عمان وإنما في جميع البلدان الأخرى.

 

الأهمية التطبيقية 

  • يقدم البحث أدوات جديدة كمقياسي الذكاء العاطفي لفئة أطفال التعليم المبكر، وكذلك قدم البحث برنامجًا للقيم الدينية تم اعداده ليتناسب مع أطفال التعليم المبكر ويمكّن معلمات مرحلة التعليم المبكر من استخدام مهاراته لتعديل سلوك الأطفال .

مصطلحات البحث

القيم الدينية : يعرف الجلاد (2011) القيم الدينية بأنها : " نظام يقوم على مجموعة من المعتقدات الدينية التي يؤمن بها الفرد ويتمثلها المجتمع، وينبثق عنها سلوك محكوم بمجموعة من الأحكام المستوحاة من الشريعة الإسلامية ، يتمثلها الأفراد مختارين بهدف الرقي في حياتهم المادية والروحية، ويتحدد من خلالها مجموعة من المعايير للحكم على الأشياء والأفكار وعلى أنماط السلوك من حيث كونها مرغوبًا فيها أو مرغوبًا عنها" (ص. 69).

أما الباحثة فقد تعرف القيم الدينية إجرائيًا بأنها مجموعة من المبادئ والقواعد الإسلامية الثابته والتي يسعى البرنامج إلى غرسها في عينة البحث من اجل تحسين مهارات الذكاء العاطفي لديهم، من خلال تدريبيهم على مجموعة من القيم هي: ( الحب – السلام – التسامح- الصدق – التعاون- الإحترام- الحوار).

الذكاء العاطفي

يُعرف ج. ستيورت (Stewarl, Jالذكاء العاطفي بأنه " مجموعة من السمات والصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والعاطفية، التي تمكن الانسان من تفهم مشاعر وعواطف ذاته أولاً، ثم مشاعر وعواطف الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته الاجتماعية انطلاقًا من تلك المهارات " (حسين، 2013، ص.50).

ويعرف اجرائيًا بأنه السلوك العاطفي الذي يظهره المفحوصون (التعليم المبكر) من خلال تعاملهم مع المواقف والأحداث التي يمرون بها بعد تدريبهم على المهارات التالية (الوعي الذاتي ، إدارة المشاعر، العلاقات الاجتماعية،  التحفيز) في برنامج القيم الدينية، ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها المستجيب في مقياس البحث. 

التعليم المبكر

هو نوع من التعليم يقتصر على فئات معينة، هم الأطفال المقيدين في رياض الأطفال من عمر سنة إلى خمس سنوات ونصف (مجلس التعليم، 2014).

هي مرحلة الغرس لبذور العلم والمعرفة والتي من خلالها يحصد الانسان ثمارها في مراحل حياته اللاحقة وتضم الأطفال من عمر (3 – 6 سنوات)، (العيسري، 2017).

وتعرف إجرائيًا بأنها المرحلة التي تسبق مرحلة التعليم الأساسي. وهي الفئة التي اختارالبحث دراستها.

حدود البحث:

الحدود البشرية : أطفال التعليم المبكر من عمر (4– 6) سنوات

الحدود الزمانية: العام الدراسي 2021/ 2022

الحدود الموضوعية: برنامج القيم الدينية لقياس أثرة على الذكاء العاطفي للأطفال.

الحدود المكانية : مدرسة المستكشف الصغير بمحافظة مسقط

الاطار النظري 

القيم الدينية

يشير سنجي (2020)، أن الشخص الذي لديه مستوى مرتفع من القيم ، يسعى دائما إلى إتباع السلوكيات الإيجابية في جميع المواقف، سواء كان خلال تفاعله مع الأسرة والمحيطين أو من خلال تعامله مع الغرباء، ويضع أمام عينيه هدف الاقتداء بأخلاق النبي – صل الله عليه وسلم ، وقد أسهمت القيم في تنظيم العلاقات الانسانية بين الأفراد مثل السعي للتفاعل فيما بينهم، والتعاون لما فيه الصالح لا التصادم في كل اختلاف، والتعامل مع المحيطين بالود والسماحة والبر لا العدوان والقهر والبغي على حقوق الآخرين، أى أن القيم تهدف إلى توافر العلاقة الإيجابية بين المخلوق والخالق، والتفاعل الإيجابي مع الناس.

كما إن الهدف (١٦) من أهداف التنمية المستدامةSDG)  ) يعمل على تعزيز المجتمعات السلمية والشاملة من أجل تحقيق التنمية المستدامة ، والوصول إلى توفير العدالة للجميع ، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة على جميع المستويات. وكذلك الحد من جرائم العنف والعمل القسري والاتجار بالجنس وإساءة معاملة الأطفال تعد أهدافًا عالمية واضحة. ويقدّر المجتمع الدولي السلام والعدالة ويدعو إلى إنشاء أنظمة قضائية أقوى تفرض القوانين وتعمل من أجل مجتمع أكثر سلامًا وعدالة (الجمعية العامة للأمم المتحدة ، 2015). ومن أجل تحقيق ودعم أهداف التنمية المستدامة يعمل البحث الحالي على توفير القيم المنبثقة من الدين الإسلامي والتي بدورها ستحقق السلم الفردي والمجتمعي والعالمي من خلال تدريب الأطفال على أبعاد الذكاء العاطفي وتنمية سلوكهم ليكونوا فاعلين في المستقبل ويمتلكون مهارات تضمن لهم الاستقرار والآمان النفسي الداخلي والخارجي. 

ويعتمد مستوى غرس القيم في الأطفال على ما يحدث في الفصل الدراسي ، خاصة في الصفوف الدنيا. كما تعتبر المعرفة والقيم والمهارات التي يتعلمها الأطفال في المدرسة ويحملونها معهم إلى الحياة كمواطنين ، كأحد العوامل الأساسية في الجهد المشترك للمجتمعات المدنية والحكومات والمنظمات الدولية الساعية لتحقيق التآلف والتأخي بين الأفراد داخل الدولة وعلى مستوى دول العالم.  ومن المفترض أن تلعب المدارس دورًا حيويًا في تعزيز نمو الأطفال والمراهقين من خلال تدريبهم على دورهم المحتمل في المجتمع. بالإضافة إلى المهارات المعرفية الأكاديمية ، يمكن اعتبار تدريس القدرات العاطفية مهمة أساسية للمدرسة. الهدف الرئيسي من البحث الحالي هو قياس تأثير برنامج القيم الدينية على الذكاء العاطفي. كما أن هناك تنوع كبير في الجوانب والقدرات السلوكية والمواقفية التي تعالجها البرامج المختلفة ، وتصميم وتركيب تدخلاتها. في حين أن بعض البرامج المقدمة للأطفال تتكون أساسًا من المنهج الدراسي ، والبعض الآخر يجمع بين الأنشطة الصفية والأنشطة اللاصفية، والتي تشمل المدرسة بأكملها والوالدين والمجتمع. (Agha & Van Rossum، 2004؛ Botvin, Grif Fi N & Nichols, 2006 ). 

بالإضافة إلى أن القيم الدينية هي التي تميز الشخص عن غيره، وهي التي جسدت الشخصية العمانية على مر العصور. لذلك ، يهدف برنامج القيم الدينية في البحث الحالي ، إلى تعزيز المهارات العاطفية، والتي يمكن للأطفال من خلالها إظهار السلوك المناسب وبالتالي اتخاذ خيارات إيجابية في كثير من الأحيان. وتضمن البحث الحالي عدد من القيم الدينية التي تم تدريب الأطفال عليها، وهي:

1.الحب: يعتبر الحب، قيمة كبيرة في الإسلام حيث تقوم عليه العديد من الأشياء الأساسية. وهي موجه للأشخاص الذين يلبون احتياجات الطفل ، وخاصة الوالدين وأفراد الأسرة، ثم تتسع دائرة الحب لتشمل الغرباء.

2. السلام: تعتبر مفاهيم السلام ضرورة ملحة في عصرنا بسبب النزاعات والصراعات في العالم ، لأن السلام حق من حقوق الإنسان يجب أن يتمتع به جميع الناس ويشمل جميع جوانب الحياة ، لأنه الجوهر. عن حياة الإنسان ، والهدف الذي ينشده الإنسان في الحياة لينعم بحياة آمنة وآمنة في جو من الألفة والتسامح والمحبة ، بعيدًا عن الكراهية والعدوان (زغير ، 2012).

3.التسامح: يعرّف أحمد (2017) التسامح بأنه: المكون المعرفي والعاطفي والسلوكي تجاه الذات والآخرين والمواقف. يتمثل في مجموعة من المعتقدات والمبادئ والمعرفة والسلوكيات والمشاعر التي تجعل صاحبها يتصالح مع نفسه ومع الآخرين ، ويتسم بالتسامح في المواقف الحياتية التي يمر بها.

4. الحوار : يعد الحوار الجيد من أفضل وسائل الإقناع وتغيير الاتجاه الذي يمكن أن يغير السلوك إلى الأفضل، لأن المحادثة تروض النفوس لتقبل النقد وتقدير وجهات نظر الآخرين. 

5.الاحترام : والاحترام هو أن تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك، وأن تحب لهم ما تحبه لنفسك، ويظهر الاحترام في الأشخاص الذين يهتمون بحقوق الآخرين والتفكير في الآخرين بشكل إيجابي يحد من العنف والظلم والكراهية (Borba,2001). 

6. التعاون : التعاون الإنساني هو أساس تنمية الأفراد والمجتمعات حيث يسعى إلى تنمية الثقافات وتعزيزها، ويعتبر العمانيون مثالاً جيدًا للتعاون والتعاضد محليًا ودولياً، حيث تعتبر قيمة التعاون قيمة وجدانية عالية وأصيلة لدى الانسان العماني، وقد أكد عليها جلالة السلطان قابوس سلطان عمان الراحل حين قال: "علينا أن نستمد من تجاربنا الماضية عزمًا جديدًا وتصميمًا أكيدًا على العمل متعاونين متكاتفين بكل ما لدينا من طاقات البذل والعطاء والتفاني في أداء الواجب. لنكون دائمًا في مستوى القدرة على تذليل الصعاب وقهر التحديات وبلوغ الأهداف التي رسمناها لأنفسنا من أجل خير بلادنا.. وخير أجيالنا الحاضرة والقادمة " (الخطاب السامي، 1981).

7.قيمة الصدق : من أجل تعليم الصدق للأطفال، فعلى الآباء التعامل بصدق مع ابناءهم لأنهم المثل والقدوة الأولى والأخيرة لأطفالهم ، فعليهم أن يجيبوا على أسئلة الطفل بصدق مهما كان عمرهم، ويمكن الإجابة على بعض الأسئلة بما يتناسب مع أذهانهم وأعمارهم ، ولا يعطى الأطفال إجابة خاطئة مهما كان السؤال (ربحي ، 2016).

فهذه القيم الدينية التي تميز بها العمانيون على مر العصور والتي أمتدت منذ القدم من شخصيات مؤثرة كالجلندى بن مسعود الذي تميز بحسن الصفات الحميدة كالعدل والاحسان، والصدق والبصيرة والسعلم والحلم، وغيرها من الصفات الأخلاقية الجميلة التي انعكست على أبناء عصره في جميع أخلاقهم (الصوافي، 1989). 

الذكاء العاطفي

يعرف الذكاء العاطفي بأنه قدرة الأفراد على التحكم في عواطفهم من أجل التمييز بينهم وتوظيف هذه القدرة لتوجيه تفكير الفرد وتصرفاته الذاتية. عرّف جولمان الذكاء العاطفي بأنه مجموعة من المهارات العاطفية والاجتماعية التي يتمتع بها الفرد (عثمان ورزق ، 2002).

وعلى الرغم من أهمية المجال العاطفي للتدريس والاعتراف بأن العواطف لا تنفصل عن إدراكهم، فإن النظرة المعرفية غالبًا ما تتجاهل دور العواطف في التدريس (O’Connor,2008) ، ومؤخراً في بلدان مثل إسبانيا ، كان هناك اهتمام متزايد بالتعليم العاطفي. يهدف هذا الارتفاع إلى تعزيز الكفاءة العاطفية كجزء أساسي من رفاهية الطلاب الشخصية والاجتماعية. كان التعليم العاطفي في المدارس أيضًا هدفًا للبحث حول تعليم المعلمين ، مثل, 2009) Melero Domínguez, Pescador &). الأطفال الذين يعانون من ضعف الصحة الاجتماعية والعاطفية معرضون لخطر كبير Engle et al., 2007)). تسبب المشاكل النفسية اضطرابات عاطفية وسلوكية ، مما يظهر تأثيرًا سلبيًا على قدرة الطفل على تحقيق إمكاناته التنموية والتعليمية (Rutter, 2002).

كما أن في المملكة المتحدة ، يعاني حوالي 10٪ من الأطفال والمراهقين من المستويات السريرية للمشاكل السلوكية والعاطفية (Ford, Goodman &  Meltzer, 2003).  ينص كيسلر (2005Kessler, ) على أن "أول ظهور للاضطرابات العاطفية والسلوكية التي تفي بمعايير التشخيص DSM-IV تبدأ عادةً في السنوات الدراسية مما يجعل هذه المجموعة السكانية بالغة الأهمية لاستهدافها". لا يمكن التخفيف من هذه الاضطرابات العاطفية والسلوكية المحتملة إلا من خلال برنامج تعليمي منهجي يتعلق بتعليم القيم على المستويات العقلية والعاطفية والجسدية والاجتماعية.

نظرية الذكاء العاطفي لجولمان Goleman Theory

بني البحث على نموذج دانيال جولمان Goleman  (1995) ، عالم النفس والصحفي الأمريكي. يؤكد نموذج جولمان للذكاء العاطفي على السلوك العاطفي كمزيج من القدرات العقلية وسمات الشخصية مثل التفاؤل والرفاهية والأمل والسعادة. تقدم النظرية توضيحًا جديدًا لأسباب القضايا النفسية والسلوكية في العائلات والمجتمعات في تعليقه على دراسات وأبحاث الدماغ البشري على مدى العقدين الماضيين ، ناقش جولمان على وجه التحديد النظام العاطفي للدماغ ، والذي يوضح كيف تتحكم العواطف القوية في عمليات العقل البشري وكيف يؤدي الانخفاض في السلوك العاطفي / الذكاء إلى العديد من المشكلات البشرية ، والتي أدت إلى تأثير سلبي على الصحة الجسدية والنفسية (سليماني ، 2015).

وفي بحث نشره هوبرتي (Huberty, 2017 ) ، تمت دراسة السلوك العاطفي لطلاب ما قبل المدرسة. قام المؤلف بالتحقيق في مدى لعب السلوك العاطفي في التحصيل الدراسي للطلاب في مرحلة المدرسة المبكرة. ذكر المؤلف أن الطلاب الذين يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية غالبًا ما يظهرون ويواجهون صعوبات ومضاعفات مختلفة في الفصل الدراسي بشكل خاص وفي المدرسة بشكل عام من المستويات الخفيفة إلى الشديدة. شدد المؤلف على أهمية تقديم برنامج تعليمي فريد في التعامل مع هذه القضايا ومعالجتها في المدرسة بحيث لا تؤثر هذه المشاكل على الأداء الأكاديمي والاجتماعي لطلاب ما قبل المدرسة وتتعارض معها. وخلص المؤلف إلى أن غالبية الأطفال الذين يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية لا يتلقون العلاج، مما يزيد من احتمالية استمرارهم في سن المراهقة والبلوغ. علاوة على ذلك ، شدد المؤلف على أن العديد من هؤلاء الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية يعانون من مشاكل أكاديمية تتعارض مع قدرتهم على الحصول على عمل مناسب وأن يكونوا بالغين أكفاء . لهذا السبب ، اقترح المؤلف أن هؤلاء الطلاب يجب أن يحددوا ويقدموا المساعدة في الفصل والمدرسة وخارجها. قد يساعد هذا بالتالي في منع أو تقليل المشاكل التي تتداخل مع تحصيلهم الشخصي والاجتماعي والمهني والأكاديمي.

وبما أن السلوك العاطفي له تأثير خطير على سلوك الأطفال في مرحلة التعليم المبكر داخل وخارج الفصل الدراسي ، فإن تنفيذ برنامج للقيم مهم للغاية ، مما قد يساعد في إيجاد حلول لهذه المشكلات السائدة. ومن ثم ، يحاول البحث الحالي إلى إيجاد حلول عملية من خلال تقديم بعض الطرق التي قد تتعامل مع الآثار السلبية الناتجة عن اضطرابات السلوكيات العاطفية التي تؤثر بشكل كبير على الجوانب العقلية والاجتماعية والأكاديمية لمرحلة التعليم المبكر ويتطلب التطور الصحي لطلاب ما قبل المدرسة استقرار السلوك العاطفي. حيث يمكن الوصول إلى هذا من خلال تعليم الأطفال وتدريبهم على القيم بحيث يكون لبرنامج البحث فائدة كبيرة لصحتهم النفسية والعقلية. ومن ثم ، ينبغي مناقشة بعض المفاهيم الأساسية للسلوك العاطفي ، أي السمة والحالة. وعلاوه على ذلك فإن السمة تشير إلى بعض خصائص السلوك العاطفي التي يمكن رؤيتها عبر مجموعة متنوعة من الظروف والإعدادات (Huberty, 2017 ). ويظهر البحث الحالي في الواقع أهمية إجراء ودمج برنامج تعليمي للقيم الدينية في المناهج التعليمية في سلطنة عمان. ويجب إثبات أن مثل هذا البرنامج مهم إجرائها لأنها قد تبدوا فعالة ولها تأثير كبير على السلوكيات العاطفية للأطفال في سن التعليم المبكر.

 

أبعاد الذكاء العاطفي

في هذا البحث ، تم اختيار أربعة من المهارات العاطفية لتنميتها في طفل التعليم المبكر ، والمهارات هي: 

1.الوعي الذاتي: يصف  Neisser (1997)الذات الشخصية" بأنها "الوعي الأولي لمشاركة الفرد في التفاعلات الاجتماعية ، مما يسمح لأفعال الفرد بالتشابك مع تصرفات الآخرين. يشير الوعي الذاتي إلى القدرة على أن تكون موضع اهتمام الفرد (Duval & Wicklund, 1972 ). في هذه الحالة ، يقوم الفرد بتعريف ومعالجة وتخزين المعلومات المتعلقة بالذات بنشاط. التمييز المهم إذا كان بإمكان المرء أن يدرك ويعالج المنبهات المختلفة من البيئة التي يعيش فيها (على سبيل المثال ، الطعام واللون) دون أن يعرف الفرد صراحة ما يفعله (الوعي الباطن). يصبح المرء مدركًا لذاته عند التفكير في تجربة) معالجة وإدراك المنبهات (على سبيل المثال ، "أرى شيئًا أزرق ؛ أنا أتناول الطعام ومذاقه جيد").

2. إدارة المشاعر: تعد إدارة العواطف والتحكم فيها فنًا يتطلب آليات لامتلاك والعمل وفهم عواطف الفرد وابتكار تقنيات متخصصة تتعلق بهذه المشاعر. تُستخدم العواطف للإشارة إلى كل مشاعر الحزن والسعادة والغضب والإثارة والإحباط والعاطفة وما إلى ذلك. كل شخص لديه القدرة على فهم المشاعر ، ومع ذلك ، فإن تقنيات ومهارات الارتباط بهذه المشاعر تختلف من شخص لآخر. على سبيل المثال ، في حين أن بعض الناس يبددون الغضب بالابتسام ، فإن آخرين يبقون أنفسهم بعيدًا عن الموقف الذي أدى إلى الغضب. لذلك ، لا توجد قاعدة صارمة وسريعة عندما يتعلق الأمر بإدارة العواطف. بعبارة أخرى ، لا يوجد "كيف" فيما يتعلق بهذا الموضوع. ومع ذلك ، فإن المبدأ العام هو أنه يجب على المرء أولاً وقبل كل شيء تقييم نفسه / ها وفهم عواطفه / مشاعرها ثم إيجاد طرق مناسبة له / لها للسيطرة على هذه المشاعر (Udoh, 2017 ).

3.التحفيززعم جولمان دانيال (2006) أن "كلمة الدافع مشتقة من الكلمة اللاتينية movere ، والتي تعني التحرك". يُعرّف دانيال (المرجع نفسه) الدافع بأنه "العملية التي تبدأ وتوجه وتحافظ على السلوكيات الموجهة نحو الهدف". إنه في الواقع دافع يشجعنا على التصرف والقيام بكل فعل (أي أن العطش يحفزنا على الشرب). يشمل التحفيز أيضًا القوى البيولوجية والاجتماعية والعاطفية والمعرفية التي تعمل على تنشيط السلوك. بالإضافة إلى ذلك ، يتم استخدام مصطلح الدافع بشكل متكرر في الاستخدام اليومي لوصف سبب قيام الشخص بشيء ما. الدوافع هي "أسباب" السلوك - الاحتياجات أو الرغبات التي تقود السلوك وتشرح ما نفعله. الدافع هو الحالة الداخلية التي تنشط أو تنشط أو تحرك وتوجه السلوك نحو الأهداف (Goleman, 2006).

4. العلاقات الاجتماعية: الطفولة المبكرة هي الفترة التي يمر فيها الدماغ بتطور كبير يدعم أسس عملية التعلم واكتساب المهارات الحياتية والعقلية في وقت لاحق ، وفي هذه المرحلة يكون الأطفال أكثر اعتمادًا على علاقاتهم مع الآخرين لضمان حياتهم الاجتماعية والعاطفية وتطورهم المعرفي. ومن هنا تأتي أهمية تطوير برامج متنوعة وعالية الجودة تتكيف مع الثقافة المحلية التي تلبي احتياجات الأطفال، بالإضافة إلى التأثير المعرفي والعاطفي والأخلاقي. ويمكن الاهتمام بالتعليم المبكر أن يعزز بناء ثقافة الحوار والسلام ، لأن تعلم كيفية التواصل ضروري للأطفال من أجل تطوير التفاعل مع الناس من حولهم ، وتلبية احتياجاتهم من خلال فهم أفكارهم ومشاعرهم والمعلومات التي يريدون التعبير عنها والتعامل معها (اليونسكو ، 2015).

 

الدراسات السابقة

لقد أجريت العديد من الأبحاث والدراسات الخاصة بالذكاء العاطفي ومشاعر الإنسان واثرها على سلوك المتعلم والرقي بأخلاقه والدور الذي تؤديه مهارات الذكاء العاطفي في تحقيق التوازن الانفعالي والسلوك الخلقي في المراحل الدراسية المختلفة ، ومن هذه الدراسات.

هدف بحث أجراه كل من علي والزبيدي وأخرون (2020) تنمية القيم الدينية والهوية الوطنية لدى سبعة أطفال في مرحلة الروضة بالمجموعة التجريبية، ومقارنة نتائجيم مع سبعة أطفال بالمجموعة الضابطة من خلال إخضاع أطفال المجموعة التجريبية إلى برنامج تدريبي قائم على المدخل القصصي لـ (15) جلسة، وعقب انتهاء الجلسات التدريبية تم تطبيق مقياسي القيم الدينية والهوية الوطنية (القياس البعدي)، وكذلك تم التطبيق بعد مرور شهر (القياس التتبعي)، وأظهرت النتائج تحسن مستوى القيم الدينية والهوية الوطنية عقب التدريب واستمرار تحسن المستوى خلال مرحلة القياس التتبعي. 

وفي دراسة أجراها عبدالحميد (2020) هدفت إلى التعرف على برنامج مكون من القصص التربوية في تنمية القيم الدينية لدى طفل الروضة، وللتحقق من ذلك تم استخدام المنهج شبه التجريبي على عينة مكونه من ( 30) طفلًا من أطفال الروضة، تم تقسيمهم إلى مجموعتين متكافئتين (تجريبية وضابطة)، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أطفال المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي بعد استخدام برنامج القصص التربوية، كما أظهرت وجود فروق بين المجموعة التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية. وأوصت الدراسة بأهمية إعداد مواد ومناهج تتضمن البرامج القصصية وتضمينها في برامج إعداد المعلمات والتعرف على طرق تطبيقها ليصل أثرها على الأطفال.

هدفت دراسة صباح (2018) إلى التعرف على مستوى الذكاء الوجداني بأبعاده الثلاثة لدى أطفال المرحلة التحضيرية (4- 5) سنوات، والكشف عن الفروق في الذكاء الوجداني بين الأطفال تبعًا لمتغير الجنس، حيث استخدمت الدراسة مقياس الذكاء الوجداني من إعداد عفاف عويس (2006)، وطبقت الدراسة على عينة مكونة من (40) طفل وطفلة. وخرجت الدراسة بمجموعة من النتائج كان أهمها: إن مستوى فهم الإنفعالات لدى عينة الدراسة جاء متوسط، ومستوى إدراك الانفعالات لديهم جاء منخفض، وكذلك مستوى إدارة الإنفعالات الذي جاء منخفض أيضًا، أما مستوى الذكاء الوجداني فقد جاء لدى أطفال السنة التحضيرية متوسطًا، وبأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة الدراسة في مستوى الذكاء الوجداني بين الذكور والأناث. 

وفي بحث أجرته رحيم وعبدالواحد (2015) هدف إلى التعرف على أهم مشكلة تواجه الأطفال في مرحلة رياض الأطفال الذي تتراوح أعمارهم (4-6) سنوات وهي مشكلة في نقص الذكاء العاطفي لدى الأطفال. حيث أستخدمت الباحثتان مقياس للذكاء العاطفي وعلاقته ببعض المتغيرات من إعدادهما، كما طبقت الدراسة على (50 ) طفل وطفلة و(5) معلمات من روضات مختلفة. وتوصلت التدراسة إلى أن عينة الدراسة يمتلكون ذكاء عاطفي ممتاز، وبأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث لصالح الإناث. 

قام الدياسطي وعبدالمجيد (2010) بفحص العلاقة بين الذكاء الوجداني والتوافق الاجتماعي والنفسي. تم تطبيق الدراسة على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 سنة. تم استخدام مجموعة من الأدوات والأدوات في الدراسة. تم اعتماد "استبيان المستوى الاجتماعي والثقافي" الذي صاغه حميد لقياس التوافق الاجتماعي والنفسي. لقد اعتمدت الدراسة مقياس الذكاء الذي صاغه صالح. تضمنت عينة الدراسة 400 طالب وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية. وأظهرت الدراسة وجود علاقة بين الذكاء العاطفي بكل أبعاده وبين فهم الوعي والضمير. أما البعد الثاني فيتضمن "التعاطف مع الآخرين ، أما البعد الثالث فيتضمن إدارة الضمير ، أما البعد الرابع فيتضمن المهارات الاجتماعية". اشتملت الدراسة على كافة أبعاد التوافق الاجتماعي والنفسي عند مستوى دلالة (0.001). وهذا يدل على ارتباط الذكاء العاطفي بأبعاد التوافق النفسي والاجتماعي. كما أظهر ذلك أن الذكاء العاطفي كان مرتفعا ليسمح بقدرة نفسية واجتماعية على التوافق مع الظروف الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة.

أما دراسة توفيق وخلف (2009) فقد هدفت إلى الكشف عن فاعلية القصة كمدخل لإنماء الذكاء العاطفي لطفل الروضة. واستخدمت الباحثتان رواية القصة كمدخل لإنماء الذكاء العاطفي، كما استخدمت الدراسة المنهج شبه التجريبي، وطبقت على عينة الدراسة اختبار المصفوفات المتتابعة لرافن لقياس الذكاء واختبار الذكاء العاطفي من ‘عداد الباحثتان. وأجريت الدراسة على ستين طفلاً وطفلة من (6-7) سنوات وقسمت العينة إلى مجموعتين ( تجريبية وضابطة). وخرجت الدراسة بنتيجة مفاداها تفوق المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة بعد تطبيق البرنامج المستخدم برواية القصة.

كما أجرى زيدان وإمام (2003) دراسة حول العلاقة بين أبعاد الذكاء العاطفي. تم تصنيف خمسة أبعاد: مناهج التعلم المختلفة ، وبعض الأبعاد الأخرى للشخصية والتخصصات المختلفة. عينة من ( 35) طالب وطالبة. كان هناك 180 طالبًا ؛ 175 طالبة في مختلف التخصصات العلمية. أظهرت النتائج أن "هناك علاقة غير إحصائية ذات دلالة إحصائية بين الانطواء ومعظم أبعاد الذكاء العاطفي (التعاطف ، وإدارة العاطفة ، وتنظيم العواطف والوعي الذاتي)". كما أظهرت النتائج أن هناك علاقة ارتباط موجبة ذات دلالة إحصائية في بعد الاتصال وفي الدرجة الكلية للذكاء العاطفي. ومع ذلك ، أكدت الدراسة أن هناك علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية في جميع الأبعاد المختلفة للذكاء العاطفي، استبعد هذا التعاطف والوعي الذاتي الذي يظهر علاقة إيجابية بالتأكيد.

التعقيب على الدراسات السابقة:

من خلال مراجعة الدراسات السابقة يتضح قلة الدراسات التي أجريت على موضوع القيم وأثرها على الذكاء العاطفي، كما أنه لا توجد دراسة تناولت القيم الدينية لمرحلة التعليم المبكر في سلطنة عمان وهذا ما ستتميز به البحث الحالي، ومن الملاحظ أيضًا أن بعض الدراسات استهدفت معلمات التعليم المبكر، وتباينت الدراسات في المنهج المتبع وطبيعة العينة المختارة وأعمارهم. وأخرى درست دور معلمة رياض الأطفال في تنمية القيم الدينية وبعضها درست الذكاء العاطفي والاجتماعي. ومن حيث عدد عينة البحث فقد تراوحت الدراسات السابقة من (46 - 1626)، وقد استفاد البحث الحالي في تحديد عينة الدراسة ومنهجيتها ومناقشة نتائجها.

منهجية البحث : 

اعتمد البحث المنهج شبه التجريبي لتقييم آثر برنامج القيم الدينية المطبق على أطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان. ويعتبر برنامج القيم الدينية هو المتغير المستقل ؛ والذكاء العاطفي هم المتغير التابع.

مجتمع الدراسة

تكون مجتمع الدراسة من أطفال التعليم المبكر بمحافظة مسقط والبالغ عددهم (6879) حسب أحصائية سلطنة عمان للعام الدراسي 2021/2022 

عينة الدراسة 

تم اختيار عينة البحث بطريقة قصدية، حيث التقت الباحثة بمشرفات التعليم المبكر في وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان لمعرفة المدارس التي يوجد بها عدد لا يقل عن (60) طفل وطفلة في مرحلة التعليم المبكر، ومن ثم قامت الباحثة بزيارة المدرسة والالتقاء بإدارتها وأخذ موافقتها وموافقة أولياء الأمور لأخضاع أبناءهم للدراسة، ثم طبقت الباحثة المقياس القبلي على الأطفال والتأكد من ضعف مهارات الذكاء العاطفي لديهم، بعد ذلك قامت الباحثة بتقسيم أفراد العينة إلى مجموعتين (تجريبية وضابطة)، بحيث يكون في المجموعة التجريبية (30) طفل وطفلة، وفي المجموعة الضابطة (30) طفل وطفلة.

جدول (1) توزيع عينة الدراسة على المجموعة التجريبية والضابطة

المقياس

المجموعة التجريبية

المجموعة الضابطة

المجموع

ذكر

انثى

ذكر

انثى

القبلي

13

17

14

16

60

البعدي

13

17

14

16

60

 

أدوات البحث

يهدف البحث الحالي إلى دراسة أثر برنامج القيم الدينية في تنمية الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان، من خلال:

1 - بناء برنامج للقيم الدينية تم تدريب الأطفال عليه من أجل تنمية الذكاء العاطفي.

أهداف البرنامج

يعتبر الهدف أولى الخطوات التي يجب مراعاتها كمعيار في ضوء محتويات البرنامج، وتحديد أساليب التقويم واستراتيجيته. وفق الآتي:

الهدف العام للبرنامج: 

يتمثل الهدف العام للبرنامج في تنمية الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر، كما أشتمل البرنامج على مجموعة من الأهداف الخاصة والتي يتم من خلالها إكساب الأطفال القيم الدينية مثل (الاحترام – التسامح – الحب– التعاون- السلام – الحوار – الصدق) من أجل تنمية الذكاء العاطفي لديهم من خلال تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات المناسبة لهذه الفئة العمرية كأسلوب القصة والأناشيد والألعاب والاسترخاء وآيات القرآن الكريم. وهدف البرنامج إلى تحقيق الغايات الآتية:

  1. تعزيز القيم الدينية في حياة الأطفال.
  2. تنمية الذكاء العاطفي في حياة الأطفال، من خلال تدريبهم على القيم الدينية (الصدق – الاحترام – التسامح – الحوار – السلام – الحب– التعاون).
  3. مساعدة الطفل على إدراك المشاعر والانفعالات والتعرف عليها والتعبير عنها.
  4. تدريب الطفل على استخدام مهارات الذكاء العاطفي التي تعلمها في مختلف المواقف والأمور الحياتية اليومية.
  5. تنمية التفاعل الإيجابي بين الأطفال
  6. تقديم خبرات متنوعة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم الخاصة وتعليمهم كيفية الاهتمام بمشاعر الآخرين والتعاطف معهم
  7. إثارة وعي الأطفال بطرق توظيف انفعالاتهم وإدارتها على نحو سليم في المواقف المختلفة التي يتعرضون لها.

الخطة الزمنية للبرنامج:

تألف البرنامج من (16) جلسة تدريبية، تم تطبيقهم في ( 8) أسابيع بمعدل يومين في الأسبوع ( الاثنين والاربعاء ) ساعة في كل يوم، حيث طبق البرنامج خلال الفترة من (1 / 3 – 21/ 4/ 2022).

2- إعداد مقياس من صورتين، في القيم الدينية، لتنمية الذكاء العاطفي للأطفال. مستمد من دراسة المشيقرية (2021).

تم إعداد المقياس بطريقة مرتبطة بالقيم الدينية التي يجب تقديمها للأطفال من أجل تنمية الذكاء العاطفي لديهم. حيث تم صياغة المقياس بطريقة تمكن الأطفال من اختيار الصورة الصحيحة من بين صورتين.

روعيت بعض الإجراءات عند تصميم المقياس على النحو التالي:

- أن يكون السؤال واضحاً ومحدداً، والصور واضحة في حجمها وألوانها ومضمونها.

- أن يكون لكل سؤال إجابة واحدة صحيحة (صورة واحدة).

يحتوي المقياس على أربعة أبعاد تتكون من 18 عنصرًا (1- 18) ، بعد مهارات الوعي بالذات يتكون من 4 عناصر، وبعد مهارات إدارة المشاعر يتكون من 4 عناصر، أما بعد مهارات التحفيز يتكون من 4 عناصر، وبعد مهارات العلاقات الاجتماعية يتكون من 6 عناصر.

صدق وثبات أدوات البحث

لمعرفة صدق أدوات البحث تم عرض المقياس والبرنامج بصورتهم الأولية على عدد (8) محكمين من جامعة السلطان قابوس ووزارة التربية والتعليم وجامعة الكويت وجامعة مالايا بماليزيا ومدرسة الهدى الخاصة. وبناء على أراء المحكمين تم تعديل المقياس والبرنامج بحذف واضافة بعض الفقرات وفقًا للتوجيهات التي أبداها المحكمين.

ثبات أداة الدراسة

تم استخدام معادلة ألفاكرونباخ، للتأكد من ثبات درجة المقياس، حيث أن معامل الثبات حسب معادلة ألفاكرونباخ سجل (0.708)، وتعتبر هذه القيمة مناسبة وتؤكد صلاية المقياس للدراسة.

عرض وتحليل نتائج البحث

الفرضية الأولى: لا يوجد فرق في مستوى الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج.

لمناقشة الفرضية الأولى سيتم أولاً دراسة استجابة عينة البحث لكل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج التدريبي وذلك بالاعتماد على مقاييس التكرارات والنسب المئوية لفقرات أداة القياس بالنسبة لمحاور الذكاء العاطفي وهي:

  • الوعي بالذات 
  • إدارة المشاعر 
  • العلاقات الاجتماعية 
  • التحفيز 

ولذلك سيتم فيما يلي تناول هذه المحاور بالتحليل والبحث للمجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية قبل إجراء برنامج القيم الدينية على عينة البحث: 

 

 

محور الوعي بالذات: 

احتوى هذا المحور على 5 فقرات والهدف من هذه الفقرات دراسة مستوى الوعي بالذات لدى أطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان بشكل عام ولمعرفة ذلك سيتم الاعتماد على اختبارات التكرارات والنسب المئوية والجدول (2) يوضح نتائج هذا الاختبار. 

جدول (2): دراسة مستوى الوعي بالذات كأحد محاور الذكاء العاطفي لدى المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لأطفال التعليم المبكر قبل تطبيق البرنامج

رقم السؤال

المجموعة الضابطة

 

المجموعة التجريبية

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

%

%

1

60

40

0.498

1.6

63.3

36.7

0.490

1.63

2

66.7

33.3

0.479

1.67

66.7

33.3

0.479

1.67

3

46.7

53.3

0.507

1.47

53.3

46.7

0.507

1.53

4

83.3

16.7

0.379

1.83

83.3

16.7

0.379

1.83

5

83.3

16.7

0.379

1.83

76.7

23.3

0.430

1.77

المتوسط الحسابي الكلي

0.179

1.68

 

0.201

1.69

 

يتضح من جدول (2) أن المتوسط الحسابي الكلي لمحور الوعي الذاتي للمجموعة الضابطة لأطفال التعليم المبكر التي تمثل عينة البحث كان (1.68) بانحراف معياري 0.179 وبقيم متقاربة (1.69) كمتوسط حساب وبانحراف معياري 0.201 كانت نتائج المجموعة التجريبية أيضاً وهذا يعكس واقع أن عينة البحث قبل إجراء البرنامج كان لهم نفس درجة الوعي الذاتي كأحد محاور الذكاء العاطفي لدى عينة البحث.

محور إدارة المشاعر: 

احتوى هذا المحور على 4 فقرات والهدف من هذه الفقرات دراسة مستوى إدارة المشاعر لدى أطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان بشكل عام ولمعرفة ذلك سيتم الاعتماد على اختبارات التكرارات والنسب المئوية والجدول (3) يوضح نتائج هذا الاختبار. 

 

جدول (3) دراسة مستوى إدارة المشاعر كأحد محاور الذكاء العاطفي لدى المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لأطفال التعليم المبكر قبل تطبيق البرنامج

رقم السؤال

المجموعة الضابطة

 

المجموعة التجريبية

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

%

%

1

66.7

33.3

0.479

1.67

70

30

0.466

1.70

2

80

20

0.407

1.80

80

20

0.407

1.80

3

60

40

0.498

1.60

60

40

0.498

1.60

4

66.7

33.3

0.479

1.67

66.7

33.3

0.479

1.67

المتوسط الحسابي الكلي

0.262

1.68

 

0.234

1.69

يتضح من جدول (3) أن المتوسط الحسابي الكلي لمحور الوعي الذاتي للمجموعة الضابطة لأطفال التعليم المبكر التي تمثل عينة البحث كان (1.68) بانحراف معياري 0.262 وبقيم متقاربة (1.69) كمتوسط حساب وبانحراف معياري 0.234 كانت نتائج المجموعة التجريبية لنفس العينة مما يؤكد أن المجموعتين الضابطة والتجريبية كان لهم نفس الدرجة من إدارة المشاعر قبل إجراء البرنامج.

محور العلاقات الاجتماعية: 

احتوى هذا المحور على 6 فقرات والهدف من هذه الفقرات دراسة مستوى العلاقات الاجتماعية لدى أطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان بشكل عام ولمعرفة ذلك سيتم الاعتماد على اختبارات التكرارات والنسب المئوية والجدول (4) يوضح نتائج هذا الاختبار. 

جدول (4) دراسة مستوى العلاقات الاجتماعية كأحد محاور الذكاء العاطفي لدى المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لأطفال التعليم المبكر قبل تطبيق البرنامج

رقم السؤال

المجموعة الضابطة

 

المجموعة التجريبية

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

%

%

1

66.7

33.3

0.479

1.60

63.3

36.7

0.490

1.63

2

80

20

0.407

1.67

70

30

0.466

1.70

3

60

40

0.498

1.60

60

40

0.498

1.60

4

66.7

33.3

0.479

1.70

66.7

33.3

0.479

1.67

5

66.7

33.3

0.479

1.73

63.3

36.7

0.490

1.63

6

66.7

33.3

0.479

1.63

56.7

43.3

0.504

1.57

المتوسط الحسابي الكلي

0.175

1.66

 

0.221

1.63

 

يتضح من جدول (4) أن المتوسط الحسابي الكلي لمحور الوعي الذاتي للمجموعة الضابطة لأطفال التعليم المبكر التي تمثل عينة البحث كان (1.66) بانحراف معياري 0.175 وبقيم متقاربة (1.63) كمتوسط حسابي وبانحراف معياري 0.221 كانت نتائج المجموعة التجريبية لنفس العينة مما يؤكد أن المجموعتين الضابطة والتجريبية كان لهم نفس المستوى من العلاقات الاجتماعية قبل إجراء البرنامج.

محور التحفيز: 

احتوى هذا المحور على 4 فقرات والهدف من هذه الفقرات دراسة مستوى التحفيز لدى أطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان بشكل عام ولمعرفة ذلك سيتم الاعتماد على اختبارات التكرارات والنسب المئوية والجدول (5) يوضح نتائج هذا الاختبار. 

جدول (5) دراسة مستوى التحفيز كأحد محاور الذكاء العاطفي لدى المجموعة الضابطة والتجريبية لأطفال التعليم المبكر قبل تطبيق البرنامج

رقم السؤال

المجموعة الضابطة

 

المجموعة التجريبية

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

نعم

لا

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

%

%

1

73.3

26.7

0.450

1.73

66.7

33.3

0.479

1.67

2

70

30

0.466

1.70

70

30

0.466

1.70

3

66.7

33.3

0.479

1.67

70

30

0.466

1.70

4

60

40

0.498

1.60

50

50

0.509

1.50

المتوسط الحسابي الكلي

0.229

1.66

 

0.234

1.64

 

يتضح من جدول (5) أن المتوسط الحسابي الكلي لمحور الوعي الذاتي للمجموعة الضابطة لأطفال التعليم المبكر التي تمثل عينة البحث كان (1.66) بانحراف معياري 0.229 وبقيم متقاربة (1.64) كمتوسط حسابي وبانحراف معياري 0.234 كانت نتائج المجموعة التجريبية لنفس العينة مما يؤكد أن المجموعتين الضابطة والتجريبية كان لهم نفس المستوى من التحفيز قبل إجراء البرنامج.

ومما سبق يمكن مناقشة الفرضية الأولى والتي نصت على: " لا يوجد فرق في مستوى الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج"، وذلك بأنه قد اتضح من النتائج أعلاه أن مستوى الذكاء العاطفي (والمتمثل في محاوره الأربعة: الوعي بالذات وإدارة المشاعر والعلاقات الاجتماعية والتحفيز) كان متساوياً بين كل من أطفال المجموعة الضابطة وأطفال المجموعة التجريبية والمتمثلة في أطفال التعليم المبكر في سلطنة عمان وذلك قبل إجراء البرنامج التدريبي المعني بالقيم الدينية.

ولدراسة فروق المتوسطات بين المجموعتين (الضابطة والتجريبية) قبل إجراء البرنامج التدريبي سيتم استخدام اختبار فروق المتوسطات للعينة المستقلة Independent Sample T-Test والجدول (6) يوضح نتائج هذا الاختبار.

جدول (6) نتائج اختبار فروق المتوسطات بين كل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لأطفال التعليم المبكر لمحاور الذكاء العاطفي  قبل اجراء البرنامج التدريبي

محاور الدراسة

قيمة (F)

مستوى دلالة F))

قيمة (T)

مستوى الدلالة

الذكاء العاطفي

الوعي بالذات

0.016

0.901

-1.699

0.095

إدارة المشاعر

0.477

0.493

0.530

0.598

العلاقات الاجتماعية

1.384

0.244

-0.776

0.441

التحفيز

0.243

0.624

-0.136

0.893

يوضح جدول (6) نتائج اختبار فروق المتوسطات بين المجموعتين الضابطة والتجريبية لأطفال التعليم المبكر قبل إجراء البرنامج التدريبي المعني بالقيم الدينية وقد اتضح من هذه النتائج ان قيم مستوى الدلالة لجميع محاور الذكاء العاطفي كانت أكبر من 0.05 مما يدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين الضابطة والتجريبية قبل تنفيذ البرنامج التدريبي.

ومن ذلك يمكن مناقشة الفرضية الأولى لهذه الدراسة والتي تنص على "لا يوجد فرق في مستوى الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة قبل تطبيق البرنامج"، حيث نقبل بهذه الفرضية، حيث أن النتائج أعلاه أكدت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لكافة محاور الذكاء العاطفي قبل تطبيق البرنامج.

الفرضية الثانية: "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بعد تطبيق البرنامج"

لدراسة ومناقشة هذه الفرضية تم الاستعانة باختبار فروق المتوسطات للعينات المستقلة والجدول (7) يوضح نتائج هذا الاختبار.

جدول (7) نتائج اختبار فروق المتوسطات بين كل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لأطفال التعليم المبكر لمحاور الذكاء العاطفي بعد تطبيق البرنامج التدريبي

محاور الدراسة

قيمة (F)

مستوى دلالة F))

قيمة (T)

مستوى الدلالة

الذكاء العاطفي

الوعي بالذات

0.859

0.358

-1.807

0.76

إدارة المشاعر

0.791

0.377

-4.690

0.000

العلاقات الاجتماعية

0.483

0.490

-3.778

0.000

التحفيز

0.446

0.507

-3.821

0.000

 

يوضح جدول (7) نتائج اختبار فروق المتوسطات بين المجموعتين الضابطة والتجريبية لأطفال التعليم المبكر لمحاور الذكاء العاطفي بعد إجراء البرنامج التدريبي المعني بالقيم الدينية وقد اتضح من هذه النتائج ان قيم مستوى الدلالة لكل من إدارة المشاعر والعلاقات الاجتماعية والتحفيز كانت أقل من 0.05 مما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين الضابطة والتجريبية بعد تنفيذ البرنامج التدريبي. أما فيما يتعلق بمحور الوعي بالذات فقد كانت قيمة مستوى الدلالة 0.076 أي أكبر من 0.05 مما يدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين الضابطة والتجريبية بعد تنفيذ البرنامج التدريبي تعزو لهذا المحور.

ولمعرفة لصالح أي مجموعة كانت الدلالة الإحصائية لفروق المتوسطات تم حساب المتوسطات الحسابية لمحاور الذكاء العاطفي للمجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية بعد إجراء البرنامج التدريبي الجدول (8) يوضح النتائج.

جدول (8) قيم المتوسطات الحسابية لمحاور الذكاء العاطفي لكل من المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية بعد اجراء البرنامج التدريبي

محاور الدراسة

المجموعة الضابطة

المجموعة التجريبية

المتوسط

الحسابي

الانحراف المعياري

المتوسط

الحسابي

الانحراف المعياري

الذكاء العاطفي

الوعي بالذات

1.77

0.204

1.85

0.165

إدارة المشاعر

1.67

0.201

1.89

0.170

العلاقات الاجتماعية

1.68

0.163

1.86

0.199

التحفيز

1.63

0.215

1.83

0.190

 

نلاحظ من خلال النتائج الموضحة في الجدول (8) أن قيم المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية أكبر من المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة لكل محاور الذكاء العاطفي الأمر الذي يدل وبوضوح تحسن مهارات أطفال التعليم المبكر فيما يتعلق بالوعي بالذات وإدارة المشاعر والعلاقات الاجتماعية وكذلك التحفيز، وعليه يمكننا القول أن فروق المتوسطات الدالة احصائياً كانت لصالح المجموعة التجريبية.

وبشكل عام فإنه يمكن مناقشة الفرضية الثانية والتي تنص على " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي بعد تطبيق البرنامج"، حيث نرفض هذه الفرضية ونقبل بالفرضية البديلة حيث أكدت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية لكافة محاور الذكاء العاطفي بعد تطبيق البرنامج. حيث  يُظهر هذا البرنامج نتائج مثمرة لكل من أطفال التعليم المبكر ومعلميهم، وبأن النمو في الذكاء العاطفي لدى لأطفال يساعدهم على عدم التركيز على الذات وبالتالي التحكم في العواطف والسلوكيات الجيدة مع الآخرين، وكذلك القدرة على فهم مشاعر واحتياجات الآخرين، والثقة بنفسه وبالآخرين. كما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير والعلاقات مع البالغين. حيث أن الأطفال إذا أصيبوا بمشاعر سلبية ، فقد يؤدي ذلك إلى مشاعر غير مرغوب فيها مما يؤدي إلى العزلة والانطواء عن الآخرين ونقص الثقة بالنفس.

بالإضافة إلى أن النتيجة الحالية في البحث أوضحت أن هناك فرقًا دالاً إحصائيًا بين أفراد المجموعة التجريبية والضابطة في الذكاء العاطفي من حيث أن أعضاء المجموعة الضابطة لا يتعرفون على أخطائهم أثناء الإجابة على المقياس القبلي وعدم تعرضهم للبرنامج جعلهم على نفس المستوى ودون إظهار أي تطور أو تحسن في ذكاءهم العاطفي بعكس المجموعة التجريبية التي تحسن مستواها بعد تعرضهم لبرنامج القيم الدينية. تتفق هذه الاستنتاجات مع دراسات أخرى مثل (علي والزبيدي وأخرون ، 2020؛ وعبدالحميد، 2020؛ رحيم وعبدالواحد، 2015؛ الدياسطي وعبدالمجيد، 2010 ؛ وتوفيق وخلف، 2009 ؛ زيدان وإيمان ، 2003) ، التي أكدت على أهمية تدريب الأطفال على الذكاء العاطفي وتعزيز القيم في أنفسهم ليعيشوا حياة سلمية إيجابية فاعلة.  كما أظهرت نتائج البحث الحالي أن الذكاء العاطفي للأطفال في المجموعة التجريبية تحسن بشكل ملحوظ بعد إلتحاقهم ببرنامج القيم الدينية بالترتيب التالي (إدارة المشاعر – العلاقات الاجتماعية – الوعي بالذات- التحفيز). على الرغم من هذه الاختلافات في التأثير ، فإن جميع المهارات المرتبطة بالذكاء العاطفي قد حسنت سلوك أطفال مرحلة التعليم المبكر الذين تلقوا تدريبًا في البرنامج. لذلك أكدت الدراسة على أهمية الاهتمام بالذكاء العاطفي لأطفال التعليم المبكر وزيادة البحث في هذا الجانب.

الفرضية الثالثة: " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مرحلة التعليم المبكر فيما يتعلق بمحاور الذكاء العاطفي بعد الالتحاق ببرنامج القيم الدينية"

لدراسة ومناقشة هذه الفرضية تم الاستعانة باختبار فروق المتوسطات للعينات المستقلة والجدول (9) يوضح نتائج هذا الاختبار.

جدول (9) نتائج اختبار فروق المتوسطات بين كل من الذكور والاناث لأطفال التعليم المبكر لمحاور الذكاء العاطفي بعد تطبيق البرنامج التدريبي

محاور الدراسة

قيمة (F)

مستوى دلالة F))

قيمة (T)

مستوى الدلالة

الذكاء العاطفي

الوعي بالذات

1.720

0.200

0.676

0.505

إدارة المشاعر

13.714

0.001

2.271

0.047

العلاقات الاجتماعية

17.766

0.000

3.178

0.008

التحفيز

0.679

0.417

1.312

0.200

يوضح جدول (9) نتائج اختبار فروق المتوسطات بين الذكور والاناث بين أطفال التعليم المبكر لمحاور الذكاء العاطفي بعد إجراء البرنامج التدريبي المعني بالقيم الدينية وقد اتضح من هذه النتائج ان قيم مستوى الدلالة لكل من إدارة المشاعر والعلاقات الاجتماعية كانت أقل من 0.05 مما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث بعد تنفيذ البرنامج التدريبي تعزو لهذين المحورين من محاور الذكاء العاطفي.

ولمعرفة لصالح  الذكور أم الإناث كانت الدلالة الإحصائية لفروق المتوسطات، تم حساب المتوسطات الحسابية لمحاور الذكاء العاطفي فيما يتعلق بالمتغير الوصفي (الجنس) بعد إجراء البرنامج التدريبي والجدول (10) يوضح النتائج.

جدول (10) قيم المتوسطات الحسابية لمحاور الذكاء العاطفي لكل من الذكور والاناث بعد اجراء البرنامج التدريبي

محاور الدراسة

الذكور

الاناث

المتوسط

الحسابي

الانحراف المعياري

المتوسط

الحسابي

الانحراف المعياري

الذكاء العاطفي

الوعي بالذات

1.88

0.215

1.84

0.190

إدارة المشاعر

1.96

0.094

1.84

0.196

العلاقات الاجتماعية

1.96

0.073

1.77

0.228

التحفيز

1.88

0.165

1.80

0.202

 

نلاحظ من خلال النتائج الموضحة في الجدول (10) أن قيم المتوسطات الحسابية للذكور كانت أكبر من المتوسطات الحسابية للإناث لمحور إدارة المشاعر والعلاقات الاجتماعية، الأمر الذي يدل أن فروق المتوسطات الدالة احصائياً كانت لصالح الذكور فيهما.

وعليه يمكن مناقشة الفرضية الثالثة والتي تنص على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مرحلة التعليم المبكر فيما يتعلق بمحاور الذكاء العاطفي بعد الالتحاق ببرنامج القيم الدينية " ، حيث تظهر نتائج هذه الفرضية بأهمية تدريب جميع أطفال التعليم المبكر (ذكورًا وإناثًا) في سلطنة عمان على برنامج القيم الدينية ودمجه مع المناهج الدراسية المقدمة لأطفال هذه الفئة. حيث توضح النتائج أن كل شخص يحتاج إلى تعلم القيم، خصوصًا من أجل تنمية بعدي العلاقات الشخصية وإدارة المشاعرمن أبعاد الذكاء العاطفي ولتعزيز الحفاظ على باقي الأبعاد، ويتفق البحث الحالي مع دراسات مثل (رحيم وعبدالواحد، 2015) في وجود فروق بين الذكور والإناث إلا أنه أختلفت نتائجه في أن الفروق جاءت لصالح الإناث بعكس البحث الحالي التي جاءت لصالح الذكور. وأختلف البحث الحالي مع دراسة صباح (2018) التي أثبتت بأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في الذكاء الوجداني. 

مما سبق من نتائج يمكننا أن نستخلص الآتي:

  • عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لمستويات الذكاء العاطفي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج.
  • توجد فروق ذات دلالة إحصائية لمستويات الذكاء العاطفي بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية بعد إجراء وتطبيق البرنامج.
  • لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في أبعاد الذكاء العاطفي بين الذكور والإناث في بعدي الوعي بالذات والتحفيز ويوجد فروق بين الذكور والإناث في بعدي إدارة المشاعر والعلاقات الاجتماعية لصالح الذكور.

وعليه يمكن استنتاج أن للبرنامج التدريبي المعني بالقيم الدينية الأثر الواضح على اكساب الأطفال مهارات الذكاء العاطفي بشكل واضح ومؤكد بالنتائج الإحصائية.

 

الخاتمة

لطالما كان الاهتمام بتعليم القيم والسعي لتحقيقها مطلبًا إنسانيًا ، حيث نشهد اليوم في الألفية الثالثة ، زيادة ملحوظة في معدلات الصراع والعنف على الرغم من زيادة الوعي بوحدة المصير البشري وأهمية القيم باعتبارها افتراضًا للتنمية. فقد خلص هذا البحث إلى أن هناك تأثير لبرنامج القيم الدينية على الذكاء العاطفي للأطفال في مرحلة التعليم المبكر في سلطنة عمان.  بالإضافة إلى أنه نجح في التركيز على بعض جوانب النمو وتعزيز السلوك لدى الأطفال، ومن المحتمل أن تكون مفيدة للمتعلمين والمعلمين ومصممي المناهج الدراسية وصانعي السياسات التعليمية في عُمان. وخرج البحث الحالي بمجموعة من التوصيات والمقترحات نستعرضها وفق الآتي:

التوصيات والمقترحات:

وبناءً على النتائج التي خلص اليها البحث فإننا نوصي بما يلي:

  •  تنفيذ برنامج القيم الوطنية في مرحلة التعليم المبكر في سلطنة عمان بالتوازي مع المناهج التعليمية. 
  • تدريب المعلمين على استخدام برنامج القيم الدينية مع الأطفال.
  • إجراء العديد من الدراسات في القيم الدينية لجميع المراحل الدراسية.
  • إعداد برامج تنمي الذكاء العاطفي لدى طلاب المدارس.

 

 

 

المراجع

المراجع العربية:

أحمد ، صفاء. (2017). برنامج مقترح من منظور الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية لتنمية التسامح الاجتماعي لدى المراهقين. الجمعية المصرية للأخصائيين الاجتماعيين ، 3 (57): 383-442.

بروبه، سهيلة وصالحي، سندس. (2022). القيم الدينية في مناهج التعليم الابتدائي كتاب التربية الإسلامية سنة خامسة – إنموذجًا ]رسالة ماجستير غير منشورة[. جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي.

توفيق، أسماء وخلف، أمل . (2009). فاعلية القصة كمدخل لإنماء الذكاء العاطفي لطفل الروضة. مجلة الطفولة العربية (37): 37- 70.

الجلاد. ماجد. (2011). تدريس التربية الإسلامية، الأسس النظرية والأساليب العملية. عمان، دار المسيرة للنشر.

الجمعية العامة للأمم المتحدة . (٢٠١٥).  تحويل عالمنا : خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠.

حسين، مهدي. (2013). العلاقة بين الذكاء العاطفي وعملية التعليم. دراسة اتطلاعية تحليلية لعينة من الكليات الأهلية العراقية . مجلة كلية التراث الجامعة، العراق، 4(13): 40 – 76.

الخطاب السامي . ( 1981). الخطاب السامي في افتتاح المجلس الاستشاري بتاريخ 3/11/1981. سلطنة عمان.

الدياسطي، رشا وعبدالمجيد، فايزة. (2010). الذكاء الوجداني وعلاقته بالتوافق النفسي والإجتماعى  لدى عينة من أطفال (13-16) سنة. مجلة دراسات الطفولة ، 6 (13): 123-154.

الديب، صلاح. (2017). أسرار الشخصية العمانية (التسامح وعزة النفس). جريدة الوطن،  استرجع 8/ 1/ 2023،  https://alwatan.com

ربحي، إسراء (2016). الصدق مع الأطفال . http://www.mawdoo3.com

رحيم، نجلاء وعبدالواحد، حلا. (2015). الذكاء العاطفي لدى أطفال الرياض وعلاقته ببعض المتغيرات. مجلة العلوم النفسية، (23): 346- 375.

زغير . رشيد. (2012). سيكولوجية النمو . درا الثقافة للنشر والتوزيع ، عمان.

زيدان ، عصام؛ وإمام، كمال. (2003). الذكاء العاطفي وعلاقته بأساليب التعلم وبعض أبعاده. مجلة الدراسات العربية في علم النفس ، 2 (1).

سلامة ، وفاء. (2002). التربية البيئية لطفل الروضة. سلسلة مراجع في التربية وعلم النفس. دار الفكر العربي. القاهرة.

سليماني ، آمال. (2015). برنامج تدريبي يعتمد على مهارات الذكاء العاطفي في تنمية الدافعية للإنجاز لدى معلمي التعليم المتوسط. دراسة ميدانية. قسم العلوم الاجتماعية جامعة محمد خيدر. الجزائر.

سنجي، سيد محمد. (2016).  برنامج مقترح قائم على السيرة النبوية لتنمية القيم الدينية لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي بمدارس التربية الفكرية. مجلة كلية التربية ببنيا، 27 (117): 243- 298.

صباح، ميزي. (2018). مستوى الذكاء الوجداني لدى أطفال المرحلة التحضيرية ( 4-5) سنوات بالمدرسة الابتدائية حجاب إبراهيم ( إنموذجًا)  ]رسالة ماجستير[. جامعة محمد بو ضياف، المسيلة.

الصوافي، صالح. (1989). الإمام جابر بن زيد العماني واثاره في الدعوة، ط2. وزارة التراث والثقافة. سلطنة عمان.

عبدالحميد ، أريج . (2020). فعالية" برنامج مقترح" من القصص التربوية لتنمية بعض القيم الدينية لدى طفل الروضة. مجلة كلية العلوم التربوية والنفسية، 4( 4): 125- 142.

عثمان ، فهد ، ورزق ، محمد (2002). مقياس الذكاء العاطفي: مفهوم ومقاس. القاهرة: دار الفكر العربي ، مصر.

علي، عبير والزبيدي، محمد وكيشار، أحمد والغامدي، محمد والمالكي، عطيه . (2020). فعالية برنامج تدريبي قائم على المدخل القصصي في تنمية القيم الدينية والهوية الوطنية لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة بمحافظة الطائف. المجلة التربوية (46): 2149- 2181 DOI: 10.12816/EDUSOHAG.

العيسري ، عامر. (2017). التعليم المبكر وتأثيرة في القدرات الشخصية المستقبلية. جريدة الرؤية الإلكترونيةhttps://a;roya.om

مجلس التعليم . (2014). التعليم في سلطنة عمان. عُمان.

المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا. ( 1994). تقرير المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا : الدورة الحادية والعشرون ، 1993 – 1994. (27)، 1- 217، مطبوعات المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، القاهرة.

المشيقرية، محفوظة. (2021). أثر برنامج تربية السلام على السلوك الاجتماعي والانفعالي لأطفال التعليم قبل المدرسي في سلطنة عمان ] رسالة دكتوراه، جامعة مالايا[. ماليزيا.

اليونسكو. (2015). كتيب مهارات الحوار في الطفولة. مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية. بيروت.

المراجع الأجنبية:

Agha, S., and Van Rossem, R. (2004). Impact of a school-based peer sexual healthintervention on normative beliefs, risk perceptions, and sexual behavior of Zambian adolescents. Journal of Adolescent Health, 34: 441–452.

Borba, M. (2001). Building Moral Intelligence, the Seven Essential Virtues that Teach Kids to Do the Right Think. San Francisco: Josses Bass.

Botvin, G., Griffin, K., and Nichols, T. (2006). Preventing youth violence and delinquency through a universal school-based prevention approach. Preventive Science, 7: 403–408.

Damásio, A. (1994). Descartes’ error: Emotion, reason, and the human brain. NewYork, NY: Putnam.

Damásio, A. (1999). The feeling of what happens: Body and emotion in the making of consciousness. New York, NY: Harcourt Brace.

Domínguez, M. R. F., Pescador, P., and Melero, T. (2009). El desarrollo socioafectivo enlaformación inicial de los maestros [Affective development in the initial     training of teachers]. Revista electrónica Interuniversitaria de Formación del  Profesorado, 12, 33-   50.

Duval, S., and Wicklund, R. A. (1972). A Theory of Objective Self Awareness. New York: Academic Press. education and emotional intelligence. Teaching and Teacher Education, 26: 830–837.

Engle, P.L., Black, M.M., Behrman, J.R., CabraldeMello, M., Gertler, P.J., Kapiriri,          L., and et         al. (2007). Strategies to avoid the loss of development potential           more than 200 million children in the developing world. Lancet, 369: 229–242.

Ford, T., Goodman, R., and Meltzer, H. (2003). The British Child and Adolescent Mental Health Survey1999: The prevalence of DSM-IV disorders. Journal of      the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry, 42: 1203–1211.

Goleman, D. (1995). Emotional intelligence. New York, NY: Bantam Books. 

Goleman, D. (2006). Social intelligence. The new science of human relationships. New    York,   NY: Bantam Books.

Huberty, J. (2017). Students with emotional and behavioral problems. Neuroscience and Biobehavioral Psychology. Elsevier: https://doi.org/10.1016/B978-0128093245.05547-4

Kessler, R.C., Berglund, P., Demler, O., Jin, R., Merikangas, K.R., and Walters, E. E. (2005). Lifetime prevalenceandage-of-onsetdistributions of DSM       IVdisordersinthe national comorbidity survey replication. Archives of      General Psychiatry, 62(6): 593–602.

Neisser, U. (1997). The roots of self-knowledge: Perceiving self, it, and thou. In J. G.Snodgrass    & R. L. Thompson (Eds.), The Self Across Psychology: Self-Recognition, Self-Awareness, and the Self-Concept (pp. 18–33). New         York: New York Academy of Sciences.

Nias, J. (1996). Thinking about feeling: The emotions in teaching. Cambridge Journal      of Education, 26(3): 293–306.

O’Connor, K. E. (2008). ‘You choose to care’: Teachers, emotions, and professional identity. Teaching and Teacher Education, 24: 117 –126. 

Rutter, M. (2002). Development and psychopathology. InM.Rutter, & E. Taylor (Eds.), Child and Adolescent Psychiatry (pp. 309–324). Oxford: Black well Science Ltd.

Scott, C., and Sutton, R. (2009). Emotions and change during professional development for teachers: A mixed methods studyJournal of A Mixed Methods Study, 3(2): 151-171. From. https://doi.org/10.1177/1558689808325770

Udoh,U. (2017). Managing your emotionshttps://www.researchgate.net/publication/319549904.