درجة أهمية التربية الجنسية وممارستها مع طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية من وجهة نظر الأمهات

الباحث المراسلسمية سالم السيفي جامعة نزوى
د. أحمد محمد الفواعير جامعة نزوى

تاريخ تسليم البحث :2024-04-15
تاريخ نشر البحث :2024-12-16
الإحالة إلى هذه المقالة   |   إحصائيات   |   شارك  |   تحميل المقال

 

مقدمة

        تعد الأم هي الركن الأساس في بناء الأسرة، والمصدر الرئيس لبناء النموذج الأخلاقي والسلم القيمي عند أبنائها، فهي رأس الأسرة ومديرها وكل ما ينتج عنها من عمل وسلوك وإنتاج وعلاقات إنما يقع في باب الأمومة وتحت ظلها. فالأمومة مهنة ووظيفة يجب إعداد الأم لها إعداداً علميا سليما. فلم يعد تدريب الأم لأطفالها تقليدياً وتراثياً صالحاً لمثل هذا العصر والزمان. فقد زادت الحاجات، وتغيرت الأهداف والمهارات. لذا من المهم والضروري أن تكون الأم ممتهنة لوظيفة الأمومة بكل أبعادها الأسرية، والتربوية، والاجتماعية، والنفسية. مدركةً لمسؤوليتها ودورها الأساسي في رعاية الاسرة والمحافظة على وحدتها وانسجامها، عارفة بمراحل نمو أطفالها ومدركة لمتطلبات كل مرحلة عمرية من مراحل الطفولة (عكاشة، زيتون، 2015).

      فمن متطلبات النمو التي يمر بها الأطفال النمو الجنسي وما يصاحبه من سلوك، إذ يعتبر السلوك الجنسي المبكر هو أحد نتائج تفاعل الفرد بتكوينه النفسي والعقلي الداخلي مع وسطه الاجتماعي. لذلك لابد من توفير تربية جنسية مستنيرة تسبق مرحلة المراهقة. ويجب ألا يؤخذ موضوع الجنس على أنه لغز لا يمكن حله، كما لا يجب الظن بأن الأطفال ليسوا بحاجة للتربية الجنسية. حيث إن الأطفال هم الذين يوجهون أنظار والديهم إلى أهمية الموضوع من خلال سلوكهم الجنسي وأسئلتهم الجنسية المتكررة والتي من أهمها من أين أتيت؟ وكيف أتيت؟ ولماذا أعضاء جسمي مختلفة عن أختي؟ وغيرها من الأسئلة المحيرة التي يلح للحصول على إجابة عليها والتي تحتاج من الوالدين حسن استماع، ولباقة في الإجابة، وحسن تصرف (العطار، 2019).

       ومن هنا تبرز أهمية التربية الجنسية، فهي لم تعد مجرد موضوع تربوي فحسب، بل مسألة تخص سلامة المجتمع واستقراره من كافة النواحي. وتخلق جيلا يتمتع بشخصية قوية واثق من نفسه، مطمئن، ومحصن بمناعة قوية تحميه من الانخراط مستقبلا من الانحراف الجنسي (الموسوي، 2007).إذ تعد الخبرات التي يكتسبها الفرد في مرحلة الطفولة المبكرة أو التي يمرون بها خلال هذه المرحلة ستؤثر على حياتهم المستقبلية وتنعكس على مجتمعهم إما بالسلب أو الإيجاب، وفي حال تم اتخاذ التدابير المناسبة لتشكيل معرفة الأطفال، وفهمهم بموضوعات التربية الجنسية المقبولة في مجتمعهم، سينعكس عليهم مستقبلا كبالغين على إدراك واحترام الهوية الجنسية والجنس الاخر والمجتمع ككل (بنونة، 2021). كما تعتبر التربية الجنسية مشروع جماعي لابد أن تهتم بها الأسرة في المقام الأول والمدرسة والمجتمع ككل بدءً من طور النمو الأول مروراً بالمراحل النمو المختلفة من حياة الطفل لمتابعة التغيرات الهامة والاساسية لهذا الجانب من النمو النفسي (حمزة وخطاب، 2010). ونظرا لأهمية التربية الجنسية البالغة منذ الطفولة المبكرة ما أكده قانون الطفل العماني في المادة 56 الذي شرع القوانين التي تكفل سلامة الطفل العماني ويحفظ كرامته ويحميه من الإساءة الجنسية (المرسوم السلطاني رقم 22، 2014). لذا أصبحت التربية الجنسية في وقتنا الحالي أكثر إلحاحاً من أي وقت سابق بسبب التغيرات الجذرية في القيم. وفي ظل التطور العلمي والتكنولوجي أصبح الأمر يتطلب تقديم التوجيه والإرشاد للأبناء فيما يتعلق بالتربية الجنسية وتزويدهم بالمعارف والحقائق والممارسات الصحيحة كنوع من أنواع التربية الوقائية (العطار، 2019). إذ قد يتوصل الأطفال إلى حقائق جنسية مشوهة وخاطئة بمفردهم من الأطفال أمثالهم الذين يلعبون معهم في المدرسة أو النادي أو الشارع، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وكوننا لا نستطيع منع أبناءنا من تعلم الأمور الجنسية عاجلاً أم آجلاً، إلا أننا نستطيع أن نتدخل في تحديد وتقويم وتشكيل مفاهيم أسس التربية الجنسية (عبد الكريم وأحمد، 2010). 

مشكلة الدراسة

        أدى الانفتاح الاجتماعي الكوني والثورة الصناعية والتقنية الهائلة إلى تلاشي الحدود الثقافية بين المجتمعات على مستوى العالم وتداخل الثقافات، كما أدى ذلك إلى إحداث تغييرات جوهرية اقتحمت منظومة العادات والتقاليد، وفرضت نفسها عليها بقوة العرف التي تُطاول قوة القانون والناتجة من الحملات الإعلامية المكثفة في وسائل الاعلام المختلفة التي دخلت كل بيت ومن ضمن هذه المفاهيم الحرية الشخصية التي أصبح الفرد يمارسها حسب هواه متجاوزا العادات والتقاليد. وما يصاحب ذلك من الاطلاع المبكر على الأمور الجنسية نتيجة الثورة التقنية غير المسبوقة التي نعيشها وتعدد أوجهها ووسائلها بشكل يكاد معه استحالة السيطرة عليها. كما لا يخفى علينا دور القوانين الأممية والأنظمة الدولية وعولمتها التي فرضت على المجتمعات العربية والإسلامية والتي تقلل من دور المعلم والوالدين في التربية والتوجيه. (القضاة، الشريدة، 2014)

       وقد توارثنا أن ننظر إلى الشؤون الجنسية على أنها عالم غامض تحيطه هالة من التكتم خلافاً لكل شأن من شؤون الحياة. فنحن نستطيع أن نتحاور مع أبنائنا في كثير من الشؤون العامة، وأن نفصل لهم كل جواب، ولكن عندما يتم التطرق إلى الحديث حول التربية الجنسية، وأسئلتها الحرجة نشعر بالتردد والخجل. وهناك عدة عوامل تحول بين الأهل وبين اعتبار الجنس أمر طبيعيا، وتمنعهم من الحديث عنه بشكل طبيعي مع أولادهم. ومن هذه العوامل التربية التي يتلقاها الكثير من الأهل في هذا الميدان في طفولتهم وما يترب عليه بشكل سلبي عند التعامل مع أبنائهم. (الديب والعشري، 2013؛ آل احمود وباحاذق، 2020).

ومن معوقات التربية الجنسية في معظم الأحيان لا يكون لدى الوالدين معرفة جنسية صحيحة. وأن معظم الأطفال يعتبرون آباؤهم مصدر معلوماتهم، إلا أنه قد لا يحصلون عليها، وإن حصلوا عليها فإنها قد تجيء متأخرة وربما خاطئة. وهذا ما يزيدها تشويشاً واضطراباً. لذلك يجب الاهتمام بمسؤولية الأهل فإن لم يؤهل هم أيضاً لهذا الدور التربوي الخطر فإنهم العائق الأهم (الهديب وشاهين، 2014).

       فغياب التربية الجنسية يترتب عليه الكثير من المشكلات للأطفال كاضطراب الهوية الجنسية (القحطاني،2022)، والمشكلات المتعلقة بالإساءة الجنسية أو التحرش الجنسي (الديب 2013؛ رحماواتي، 2021؛ سبابا، 2020). كما أن تزايد معدلات جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي وزيادة معدلات النمو المتزايدة للأمراض المنقولة جنسيا وزيادة الانحرافات الجنسية بسبب عدم وجود توعية وتثقيف جنسي لديهم أحد الأسباب الرئيسية التي تبرر حاجتنا للتربية الجنسية. (علي، 2019)

حيث بلغ عدد الحالات والقضايا المتعلقة بالتحرش الجنسي بالأطفال في سلطنة عمان في عام 2022 الى 175 حالة. (وزارة التنمية الاجتماعية، 2023). 

      لذلك من منطلق المسؤولية الاجتماعية والشرعية الدينية التي تترتب على الآباء بشكل عام والأمهات بشكل خاص في تأسيس وتشكيل الدعائم الأساسية في التربية الجنسية لأبنائهم منذ الطفولة المبكرة كونها أحد الاحتياجات التربوية الهامة ومعرفة خصائص النمو لكل مرحلة عمرية وما يصاحبها من تغيرات جنسية، فانه يجب تكاتف الجهود من قبل المؤسسات ذات العلاقة بالقيام بنشر الوعي والإرشاد فيما يتعلق بالتربية الجنسية للوالدين عموما والأمهات على وجه الخصوص.

لذا سعت الدراسة الحالية في الإجابة على أربعة أسئلة وهي:

أسئلة الدراسة:

  1. ما مستوى إدراك أهمية التدريب على التربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية؟
  2. ما مستوى ممارسة أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية للتربية الجنسية؟

أهداف الدراسة

هدفت الدراسة الحالية إلى:

  1. التعرف على مستوى إدراك أهمية التدريب على التربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية.
  2. التعرف على مستوى ممارسة أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية للتربية الجنسية.

أهمية الدراسة

      ترجع أهمية هذا البحث في تقديم المعرفة النظرية المتعلقة بأهمية التربية الجنسية وكيفية تقديمها وممارستها مع الأبناء في الحلقة الأولى. وقد تساعد نتائج هذه الدراسة في التعرف على جوانب القصور فيما يتعلق بالتربية الجنسية. كما قد تساهم هذه الدراسة في إجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية المتعلقة بالتربية الجنسية. ومن المتوقع اثراء الجانب النظري في الدراسات العلمية العربية عموما والمحلية على وجه الخصوص – لندرة الدراسات العمانية – على حد علم الباحثة والمنفذة في هذا الجانب.

مصطلحات الدراسة:

     التربية الجنسية (Sex Education): عرفت اليزيد (2020) التربية الجنسية بأنها ذلك النوع من التربية المتواصلة التي تقدم للطفل في سن مبكرة وبقدر ما يسمح به نموه العقلي والجنسي بهدف التكيف ومواجهة الحياة الجنسية المستقبلية مواجهة سليمة واقعية.

وتعرف اجرائياً: معرفة أمهات طلبة الحلقة الأولى بامتلاك المعلومة والخبرة السليمة المتعلقة بالمسائل الجنسية والتي يعبر عنها بالدرجة التي تحصل عليها الأمهات من خلال الإجابة على مقياس التربية الجنسية.

أهمية وممارسة التربية الجنسية: عرفتها بنونة (2021) بأنها عملية تعليمية تربوية مستمرة تبدأ منذ مرحلة الطفولة وتشمل تزويد الفرد بالمعلومات والخبرات الصالحة والاتجاهات السليمة المتعلقة بالمسائل الجنسية بهدف غرس القيم وتعزيز المهارات التي تساهم في تهذيب السلوك الجنسي غير المقبول اجتماعياً ودينياً. (ص 25)

وتعرف إجرائياً: مداومة ومزاولة أمهات طلبة الحلقة الأولى لطرق وأساليب التربية الجنسية الصحيحة مع أبنائهم في مختلف المراحل العمرية لما له من أهمية في مساعدة الطلاب في المراحل اللاحقة في التعامل مع المشاكل الجنسية.

حدود الدراسة

تحددت هذه الدراسة بالآتي:

- الحدود الموضوعية: معرفة الاحتياجات التدريبة المرتبطة بالتربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية.

   -الحدود الزمانية: طُبقت هذه الدراسة في العام 2023/2024م.          

   -الحدود المكانية: شملت مختلف مدارس الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية.

   -الحدود البشرية: تمثلت بالعينة التي طُبقت عليها هذه الدراسة من أمهات الأطفال بمدارس الحلقة الأولى      والبالغ عددها (400) أم.

مفهوم التربية الجنسية:

       تعددت مفاهيم التربية الجنسية وتنوعت مضامينها كل حسب تخصصه ومجاله. حيث عرفتها عاشور وبلال (2021) بأنها نوع من التربية التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية، والخبرات، والاتجاهات الصحيحة إزاء المسائل الجنسية حسب ما يسمح به نموه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي، مما يؤهله لحسن التعامل مع المواقف الجنسية قصد تحقيق الصحة النفسية والجسمية خلال مراحل حياته المختلفة.

       بينما عرفتها بن الصغير وصبطي (2021) كم من المعرفة حول النمو الجنسي بمختلف المراحل (الطفولة الأولى والمتوسطة والمتأخرة- المراهقة- الشباب). بالإضافة إلى إحاطتهم بفهم الجهاز التناسلي، والتغيرات المورفولوجية والنفسية والاجتماعية التي ترافق النمو الجسمي للطفل.

       أما غانم (2021) فعرفت التربية الجنسية بأنها عملية تكسب الأبناء العلم الضروري الذي يحتوي على معلومات معينة حول موضوع الجنس، والسلوك الجنسي كحقيقة بيولوجية واجتماعية. وتشتمل على الإطار القيمي والأخلاقي المرتبط بالسلوك الجنسي.

       وعرفتها الحمراوي (2019) عملية تربوية مستمرة تبدأ منذ الولادة وتستمر باقي مراحل الحياة. وتهدف إلى تزويد الأطفال والشباب بالمعلومات والاتجاهات العاطفية والخبرات الجنسية، والعادات الصحية، وامتلاك ثقافة جنسية تساهم في النمو بصورة سليمة. والقدرة على حماية النفس من الانحرافات الجنسية، وذلك في إطار التعاليم الدينية والقيم الخلقية والمعايير الاجتماعية السائدة بالمجتمع.

       وبالتعقيب على التعريفات السابقة يتضح أن التربية الجنسية ليست مجرد إعطاء حقائق بيولوجية عن الجنس، وإنما تشتمل على الإطار الواسع للتواجد الإنساني، والعلاقات الإنسانية في أروع صورها، والمشاعر الإنسانية العميقة. وإنها عملية ممارسة تهدف إلى اكساب الفرد القيم والمبادئ والمهارات اللازمة للتعامل مع المشكلات والقضايا الجنسية، كمهارة اتخاذ القرار ومهارة المسؤولية الفردية والاجتماعية. وما يترتب على ممارسة هذه التربية من نتائج إيجابية على المستوى الشخصي والمجتمعي.

أهداف التربية الجنسية:

تهدف التربية الجنسية إلى تزويد الأفراد بالمعلومات اللازمة عن الجنس كوسيلة انجابية تضمن بقاء الجنس البشري. والمصطلحات العلمية لوصف الأعضاء الجنسية والسلوك الجنسي، وتكوين اتجاهات ومواقف سليمة تجاه القضايا الجنسية كما تهدف إلى كشف المعلومات والمفاهيم والاتجاهات الخاطئة تجاه بعض السلوكيات الجنسية الشائعة، وحماية الأفراد من خوض تجارب جنسية غير مسؤولة. وتوعية الأفراد بمسؤوليتهم الشخصية تجاه المجتمع. Mohammed ,2014)) و بناء شخصية الفرد على المستوى الجسمي والجنسي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي لتحقيق الأهداف التي يسعون لها، والقيام بالدور المناسب. وإعداد الشباب للتعامل مع مراحل حياتهم الجنسية بنجاح مما يزودهم بالاتجاهات العاطفية والخبرات الجنسية والعادات الصحية المفيدة. (سعادو وفاضل ،2021) وتنمية مهارات العلاقات الاجتماعية الإيجابية المتبادلة كمهارة رفض ضغط الأقران، ومهارة اتخاذ القرار. (زوالي، 2021) 

أهمية التربية الجنسية:

       تتميز التربية الجنسية بأنها شاملة وتنصب على الأبعاد البيولوجية، والثقافية والاجتماعية، والأخلاقية والنفسية، والروحية للجنس، والوظيفة الجنسية والسلوك الجنسي. وليست مجرد تزويد الأطفال والشباب بالمعلومات في الحقائق الأساسية عن الحياة والتناسل والممارسة الجنسية. (محمود، 2021)

       كما أن التربية الجنسية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بكل ما يمس فئات المجتمع ومؤسساته من نشاطات حركية، ومن تبدلات في الأدوار وما تقتضيانه في السلوك الإنساني، وفي المواقف من انطباعات وشبكة رموز تتبادلها جماعات الإناث والذكور للتعبير عن رغبات ومطالب جنسية. (عرفة، عالية، 2021)

       وهي بمثابة نقطة دخول مهمة لتعزيز صحة المراهقين ووسيلة لتحسين الصحة العامة ورفاهية المراهقين والشباب. وتساعد على الحد من حالات الحمل المبكر والاجهاض غير الامن. (Chavula et al,2022)

النظريات المفسرة للتربية الجنسية:

قامت العديد من نظريات علم النفس بتفسير التربية الجنسية، ومن أبرز هذه النظريات ما يلي:

1.نظرية التحليل النفسي (فرويد):

       تعد نظرية التحليل النفسي لمؤسسها سيجموند فرويد من أشهر النظريات التي تناولت موضوع الجنس والغريزة الجنسية. حيث يرى أن السلوك الانساني يتقرر بفعل قوى ودوافع لا شعورية، وبفعل دوافع بيولوجية غريزية. بالإضافة إلى الحوادث النفس جنسية خلال الخمس سنوات الأولى من عمر الانسان. ويرى فرويد أن الغرائز الجنسية تخدم أغراض الفرد والجنس البشري، وتعمل على نمو الانسان وإبداعه. كما ركز فرويد على الملذات واعتبر أن هدف الحياة هو جلب اللذة وتجنب الألم. وقسم فرويد الشخصية إلى ثلاثة نظم وهي الهو والأنا والأنا الأعلى. فالهو يعد بمثابة المكان البيولوجي والنظام الأصلي للشخصية والذي يسعى فقط لإشباع الحاجات الغريزية، والحصول على اللذة بعيداً عن التفكير والمنطق. (الضامن، 2022) 

       وأما الانا فيعمل وفق مبدأ الواقع. ويعد بمثابة الوسيط الذي يعمل بين الهو والعالم الخارجي. كما يقوم بالتحكم في المطالب الغريزية للهو مراعياً في ذلك مقتضيات الواقع، والظروف الاجتماعية. وذلك إما بإصدار حكمه فيما سيسمح لها بالإشباع، أو بتأجيل إشباعها إلى ظروف وأوقات تكون أكثر مناسبة وإما بقمعها. (نجاتي، 2016) 

       بينما يمثل الأنا الأعلى الضمير والمعايير الأخلاقية، وما تعلمه وتقمصه الطفل من والديه. واستيعاب العادات والتقاليد والقيم المجتمعية. وتحمل كل ما هو مثالي وتسعى للكمال فهي التي تسبب للذات الشعور بالذنب عندما يقوم بمخالفة المثل العليا. لذلك تعمل الأنا على تنمية الحيل الدفاعية التي تخفف من التوتر في محاولة منها للتوفيق بين الهو والأنا العليا. (أبو حميدان وآخرون، 2015)

       وتحدث فرويد عن مراحل النمو الخمس التي يمر بها الفرد. ونركز هنا على مرحلة الكمون (6-12): وفيها يلتحق الطفل بالمدرسة ويمارس الأنشطة ويكون علاقات مع الاخرين بالمدرسية فيركز الطفل اهتماماته عليها بدل تركيزه على الاهتمامات الجنسية. (عالم الإرشاد النفسي، 2021) 

2.نظرية أريكسون -النمو النفسي والاجتماعي-:

       يرى أريكسون أن السلوك البشري والشخصية يتم التحكم فيها من خلال الجزء الواعي من العقل. لذا فإن أي سلوك معاد للمجتمع يمكن تعديله من خلال التنشئة الاجتماعية للفرد. ووافق اريكسون على دور الهو والأنا والأنا الأعلى التي اقترحها فرويد، لكنه أكد على أن الأنا تقدم مساهمات إيجابية في نمو الفرد من خلال استيعاب المواقف، والأفكار، والمهارات الصحيحة في كل عمر من مراحل النمو. وإن الأنا تنمو مع نجاحها في حل الأزمات الاجتماعية. ويشمل ذلك تعزيز الشعور بالثقة في الاخرين، وترسيخ الشعور بالهوية الاجتماعية. (Attila at al 2023)

وذكر أريكسون أن الانسان يمر بثمان مراحل من النمو. وكل مرحلة بها أزمة لابد للإنسان أن يواجه ويتعامل مع هذه الأزمة، حتى ينتقل للمرحلة التي تليها. وعليه أن يحل هذه الأزمة وإلا فان المشاكل التي يواجهها في هذه المرحلة ستنتقل معه للمراحل القادمة. وسأركز في هذا الإطار على مرحلة واحدة من نمو الانسان النفسي والاجتماعي عند أريكسون والتي لها علاقة بالدراسة الحالية وهي مرحلة الاجتهاد مقابل الشعور بالنقص (6-12): تقع هذه المرحلة ضمن المراحل المتوسطة للطفل وبداية سن المراهقة، حيث يقوم الطفل بمقارنة نفسه مع الآخرين بناء على التغييرات الجديدة التي تظهر على نموه الجسدي والجنسي. وعند مقارنة الذات مع الآخرين قد يشعر المراهق بالفخر والإنجاز لأنه يستطيع أن يرقى إلى مستوى أولئك الذين تتم مقارنتهم. أو قد تتطور عقدة النقص إذا كان غير قادراً على الانسجام مع الآخرين. (Attila et al, 2023)

3.النظرية المعرفية: 

       تفترض هذه النظرية أن السلوك يتم تحديده من خلال التفاعل المستمر بين المعرفة الشخصية، والمهارات، والمواقف، والعلاقات بين الأشخاص، والتأثيرات البيئية. وتتناول معظم مناهج التربية الجنسية التعلم المعرفي، ومع ذلك فإن المعرفة وحدها لا تكفي لتغيير السلوك. وتتضمن برامج التربية الجنسية التي تستخدم النظرية المعرفية ممارسة المهارات السلوكية والنمذجة الإيجابية للسلوك الجنسي الصحي. إن بناء المهارات من خلال الممارسة والنمذجة يمّكن الطلاب من بناء الكفاءة الذاتية والاعتقاد بأنهم قادرون على تغيير السلوكيات حتى عندما يواجهون تحديات أو عوائق. (Kirby,2007)

4.نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا حول تطور الحياة الجنسية البشرية:

تعترف هذه النظرية بعمليتين تعرفان بالتقليد والتماثل وهما مفيدتان في شرح كيفية تطور الهوية الجنسية والتوجه الجنسي نتيجة للتربية الجنسية. يتعلم الأطفال عن الجنس والنوع جزئياً من خلال التقليد أو التماثل. فقد يقلد هؤلاء الأطفال والديهم أو السيناريوهات المثيرة الأخرى التي شهدوها. وبمجرد تعلم السلوك فإن احتمال تكراره يتحدد من خلال عواقبه والتي يمكن أن تكون جيدة أو سلبية. ووفقاً لذلك إذا لم يتم تعزيز السلوك فمن غير المرجح أن يتم تكراره. ومع مرور الوقت تُعطي تجارب النشاط الناجحة إحساسا بالكفاءة الذاتية. (Attila et al, 2023)

5.النظرية الاجتماعية الثقافية لعالم النفس فيجوتسكي:

       تثبت النظرية الاجتماعية الثقافية تأثير الثقافة والبيئات الاجتماعية على نمو الطفل. فتطور التفكير الحقيقي للطفل جاء بسبب انتقاله من التفكير الاجتماعي إلى التفكير الفردي. أي يبدأ تطوير ثقافة الأطفال ونموهم المعرفي كمرحلة أولى من تأثير البالغين المحيطين بالطفل. وتسمى مرحلة المستوى الاجتماعي. ثم تبدأ المرحلة الثانية والتي يكتسب فيها الطفل المعرفة والثقافة من خلال الفضول، والاكتشاف والتجربة. وهنا ينتقل إلى مرحلة المستوى الفردي. (بنونة، 2021)

6.نظرية السلوك المخطط:

       تعتبر هذه النظرية امتداد للنظرية المعرفية السابقة. وتفترض أنه يمكن التنبؤ بالسلوك من خلال نوايا الفرد لأداء السلوك بناءً على مواقفه تجاه السلوك، والمعايير الذاتية تجاه السوك، وتصورهم للسيطرة على السلوك. وتركز مناهج التربية الجنسية على تطوير مواقف إيجابية تجاه السلوكيات الجنسية الصحية. ويؤدي القبول الاجتماعي لهذه السلوكيات الصحية إلى مستويات أعلى من النوايا لاستخدام السلوكيات المعززة للصحة. وتدرك المناهج التي تستخدم نظرية السلوك المخطط أن المواقف تتأثر بمعتقدات الأفراد فيما يتعلق بالعواقب المحتملة لفعل ما أو سلوك ما. مع الأخذ في الاعتبار أيضا أهمية النتيجة النهائية، ومعالجة تطور هذه المواقف والمعتقدات. بالإضافة إلى ذلك تتضمن المناهج استراتيجيات تحث الأفراد على تحليل المعتقدات حول ما يعتقد الأشخاص الذين يعتبرونهم مهماً في حياتهم أنه يجب عليهم فعله (المعايير الذاتية) ودوافعهم للامتثال لهذه التوقعات. Ajzen,1991))

7.نظرية الاعتقاد الصحي:

       تفترض هذه النظرية أن استعداد الفرد للتغيير يعتمد على تقييمه للتهديد الذي تسببه مشكلة صحية. وأن احتمالية القدرة على تقليل هذا التهديد يتم من خلال الإجراءات الشخصية. حيث يؤدي استخدام نظرية الاعتقاد الصحي إلى تركيز انتباه الأفراد على الحساسية المتصورة (ادراكه الشخصي للمخاطر). والشدة المتصورة (المشاعر حول الجدية النسبية وعواقب الخطر). والفوائد المتصورة (المعتقدات حول الفعالية النسبية للسلوكيات التي يمكن أن تقلل من التهديد). والحواجز المتصورة (الجوانب السلبية المحتملة لعامل الحماية أو اجراء الحد من المخاطر). وتعتمد هذه النظرية على وزن الأفراد لمتغيرات مختلفة قبل اتخاذ القرار بشأن الإجراء أو السلوك. بالإضافة إلى تقييم الخيارات المتاحة أمامهم. ولابد أن يعتقد الأفراد أيضا أن هذه الإجراءات أو السلوكيات ستؤدي إلى نتيجة مرغوبة، ويجب أن يشعروا بالثقة في قدرتهم على تحقيق هذه النتيجة من أجل زيادة احتمالية تبنيهم للسلوك. وتؤكد هذه النظرية على الأهداف الشخصية وتقييم التهديد والكفاءة الذاتية ومهارات اتخاذ القرار. (Glanz et al, 2015)

8.نظرية مراحل التغيير

       تفترض هذه النظرية أن تعديل السلوك يتضمن الحركة عبر مراحل التغيير وليس مجرد حادثة معزولة. حيث ستوجه المناهج المرتكزة على هذه النظرية الأفراد إلى خمس مراحل من التغيير:

1.مرحلة ما قبل التفكير (النية لتغيير السلوك في المستقبل).

2.مرحلة التفكير (يهدف إلى تغيير السلوك خلال الأشهر الستة المقبلة).

3.مرحلة الإعداد (اتخاذ خطوات للتغيير خلال الشهر التالي).

4.مرحلة ممارسة السلوك (الانخراط في السلوك الصحي خلال الأشهر الستة الماضية).

5.مرحلة الالتزام (الممارسة المتسقة للسلوك على مدى ستة أشهر إلى خمس سنوات).((Prochaska DiClemente,1983

التربية الجنسية حسب المراحل العمرية للطفل: 

تختلف التربية الجنسية المقدمة للأطفال حسب المراحل العمرية، واحتياجات النمو لكل مرحلة يمر بها الطفل. وفيما يلي ذكر التربية الجنسية المقدمة للمرحلة المرتبطة بالدراسة الحالية وهي  من 6-10 سنوات: حيث  قد تأخذ الأسئلة الجنسية في هذه المرحلة منحى آخر ومنها على سبيل المثال من أين يأتي الطفل؟ وكيف يأكل ويشرب في بطن أمه؟ وكيف تعرف الأم أنها حامل؟ لماذا لا يحمل الرجل ويلد مثل المرأة؟ وكيف يخرج الحليب من ثدي الأم؟ والتي لابد من الإجابة عليها بطريقة علمية مبسطة وحسب قدرات الطفل. (الأحدب، 2003)

       كما يتم في هذه المرحلة التمهيد للطفل بمعلومات حول مرحلة البلوغ، والتغييرات الجسدية والعاطفية والاجتماعية المصاحبة لها. من خلال الشرح، أو الصور التوضيحية، أو الكتب العلمية، ليسهل عليه إدراك هذه المرحلة والتعامل معها بشكل صحي وايجابي. وعلى استعداد لتقبل هذا التغييرات والانسجام معها. (حريري، 2020)

الدراسات السابقة: 

تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على أهمية إدراك الأمهات للتربية الجنسية وممارستهن لها مع الطلبة بالحلقة الأولى، وبالرجوع إلى الأدب النظري السابق والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة الحالية، تم رصد بعض الدراسات المتعلقة بمشكلة الدراسة، وتحليلها ومناقشتها، وبيان مدى الاستفادة منها، وتم تصنيف الدراسات السابقة وفقًا للتسلسل الزمني من الأحدث إلى الأقدم.

       حيث هدفت الدراسة النوعية التي قام بها(2023)  Sarikhani, et al  الى تحديد وجهات نظر الأمهات والمدربين فيما يتعلق بالتربية الجنسية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات والذين يعيشون في مدينة كرج بإيران. واشتملت عينة الدراسة على 20أم و10 مدربات في رياض الأطفال باستخدام المقابلات ومن ثم تحليل المحتوى النوعي لتحليل البيانات. ونتج عن الدراسة أنه لم يكن لدى الأمهات تعريف محدد للتربية الجنسية وتعتقد معظم المشاركات ان التربية يجب ان تبدأ من الاسرة وان الام هي المسؤولة عن التربية الجنسية للطفل.

       وهدفت دراسة القحطاني (2022) بالرياض إلى التعرف على مستوى ممارسة الأمهات للتربية الجنسية لحماية أطفالهن من اضطراب الهوية الجنسية والكشف عن العلاقة بين مستوى ممارسة الأمهات للتربية الجنسية واعراض اضطراب الهوية الجنسية عند الأطفال واشتملت العينة على 340 أم من أمهات الأطفال بمدارس الطفولة المبكرة بالرياض ومن أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة ان قيمة مستوى الدلالة الإحصائية لمستوى ممارسة الأمهات للتربية الجنسية أكبر من (0.05)  والتي تراوحت قيمة متوسطاتها بين (1.95-2.98) ،وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة احصائيا بين مستوى ممارسة الأمهات للتربية الجنسية وظهور أعراض اضطراب الهوية الجنسية. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى ل (متغير جنس الطفل، المؤهل التعليم للأم، الحالة الاجتماعية للأم).

       وهدفت دراسة (2020)  Khoori, et al التي أجريت في إيران إلى تحديد أثر برنامج تدريبي لتدريب الأمهات على حماية أطفالهن من التحرش الجنسي وتدريبهم على مهارات السلامة الشخصية. واشتملت العينة على 56 مشاركا (28 أم و28 طفل) تم توزيعهم إلى مجموعتين ضابطة وتجريبية باستخدام المنهج شبه التجريبي. وبعد تدريب المجموعة التجريبية لمدة أسبوع، أظهرت نتائج التدريب الذي قدم للأمهات ليقمن بتوعية أطفالهن (المجموعة التجريبية) بأن الأطفال استفادوا وزاد وعيهم بشكل كبير مقارنة مع المجموعة الضابطة، كما أظهرت نتائج اختبار المتابعة الذي أجري بعد شهر على المجموعة التجريبية، احتفاظ الأمهات بالمهارات التي تم تدريبهن عليها، وحافظ الأطفال على مستوى الوعي بالسلامة الشخصية والتعامل مع التحرش الجنسي. مما يعني بأن الأمهات بحاجة ماسة إلى إكسابهن مهارات التربية الجنسية. وقد أوصت الدراسة بضرورة زيادة جهود التثقيف الوقائي للأمهات وزيادة مشاركتهن في برامج التربية الجنسية.

       كما هدفت دراسة آل حمود وباحاذق (2020) بالرياض إلى التعرف على معوقات توعية الأمهات أطفالهن برياض الأطفال بحماية أنفسهم من التحرش الجنسي. وبلغت عينة الدراسة 380 أم وتم استخدام الاستبانة كأداة لجمع المعلومات. وقد أسفرت الدراسة عن عدد من النتائج أهمها: أن الأمهات لا يقدمن على توعية أطفالهن لحمايتهم من التحرش الجنسي لعدة أسباب منها: عدم توافر المعلومات والأساليب اللازمة لتوعية الطفل عن التحرش الجنسي، وصغر عمر الطفل، واعتقاد الأم أن التوعية من التحرش الجنسي قد تقود الطفل لعمل سلوكيات جنسية، والخجل من التحدث عن التحرش الجنسي عند الأطفال.

       بينما هدفت دراسة (2020)  et al Abdullah, بماليزيا الى التعرف على مدى معرفة الوالدين وممارساتهم في التربية الجنسية مع أبنائهم واشتملت العينة على 200 من الآباء باستخدام استمارة أعدتها الباحثات حيث نتج عن الدراسة أن 79.5% من الآباء لديهم معرفة جيدة بالتربية الجنسية بينما وافق 82% من الآباء على أن تقديم المعلومات الأساسية المتعلقة بالجنس تساعد أبنائهم على معرفة التحرش الجنسي وتجنبه بينما تبين أن 91% من الآباء لديهم ممارسات جيدة في تقديم التربية الجنسية لأبنائهم. ويعتقد الآباء أن التربية الجنسية يجب أن يقدمها الآباء لأبنائهم في سن مبكرة. 

       في حين هدفت دراسة طاحون (2019) بمصر الى التعرف على اتجاهات أمهات الأطفال نحو التربية الجنسية في ضوء بعض المتغيرات التالية المستوى التعليمي للأم وعمر الأم وعملها وتكونت عينة الدراسة من 130 من أمهات الأطفال في المرحلة العمرية من 6-9 سنوات وتم استخدام استمارة البيانات الأولية ومقياس الاتجاه نحو التربية الجنسية من إعداد الباحثة. ونتجت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية واتجاه إيجابي نحو التربية الجنسية لدى أمهات العاملات والأمهات المتعلمات (تعليم جامعي) عند مستوى دلالة (0.05،0.01) بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية ترتبط بعمر الام. 

       كما هدفت دراسة الحازمي (2019) بمكة الى إيجاد الفروق في دور الوالدين لتوعية أبنائهم من التعرض للإساءة الجنسية تبعا لمتغيرات المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة بالإضافة الى التعرف على أكثر العوامل المؤثرة على دور الوالدين في توعية الأبناء من التعرض للإساءة الجنسية. وتكونت عينة البحث العشوائية من 428 فرد من الاسر ولديهم أبناء في المرحلة الابتدائية. وتم جمع البيانات باستخدام استمارة المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة واستبيان لقياس دور الوالدين في توعية الأبناء من التعرض للإساءة الجنسية. وأظهرت النتائج أن الأمهات كان دورهم في توعية الأبناء من التعرض للإساءة الجنسية أكبر من الآباء عند مستوى دلالة (0.05). كما توصلت الدراسة الى ان المستوى التعليمي للوالدين كان من أكثر العوامل المؤثرة على دور الوالدين في توعية الأبناء من التعرض للإساءة الجنسية على الأبناء بنسبة 76.5%، يليه العمر ثم المهنة.

       وهدفت دراسة الديب (2015) بمصر إلى التعرف على آليات حماية الأطفال من التحرش الجنسي، حيث تكونت عينة الدراسة من 400 أم لديهن أطفال في الروضة باستخدام استبانة احتوت على سؤال واحد وهو: من وجهة نظرك ماهي آليات حماية الأطفال من التحرش الجنسي؟ ونتجت الدراسة إلى التوصل لمجموعة من الآليات المتمثلة في الجانب الوقائي قبل وقوع التحرش والمتمثلة في التربية الجنسية وآليات أثناء وقوع التحرش وما بعد التحرش. ومن أهم الآليات هو التأكيد على أهمية التربية الجنسية في حماية الأطفال من الوقوع ضحية التحرش الجنسي وكيفية ممارستها مع الطفل الواقع ضحية للتحرش.

       بينما هدفت دراسة الهديب وشاهين (2014) بمحافظة طرطوس بسوريا إلى التعرف على دور الاهل في إكساب أطفالهم التربية الجنسية السليمة والوقوف على مدى إدراكهم لأهمية التربية الجنسية لأطفالهم تبعا لمتغيرات (الجنس، الشهادة العلمية، عدد الأولاد) وبلغ عدد أفراد العينة 240 أبا وأم ممن لديهم أطفال في الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي. واستخدمت الباحثة استمارة من إعدادها تضمنت البيانات الأولية مع الأسئلة المطلوب الإجابة عنها. وأشارت النتائج الى وجود وعي من الاهل آباء وأمهات لأهمية التربية الجنسية للأطفال بدرجة متوسطة بلغت (3.02)، كما بينت النتائج أن الفروق التي ظهرت بين متوسط إجابات أفراد العينة هي فروق غير دالة وغير جوهرية حول إدراكهم لكيفية قيامهم بالتربية الجنسية تبعا لمتغيري الجنس وعدد الأولاد ووجود فروق دالة وجوهرية تبعا لمتغير الشهادة لصالح حملة الشهادة الجامعية. 

وما يميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة هو هدف الدراسة الذي جمع بين أهمية وممارسة التربية الجنسية. 

منهج الدراسة

بناءً على مشكلة الدراسة وتساؤلاتها تم استخدام المنهج الوصفي للتعرف على مستوى الأهمية والممارسة للتربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية، ووصف متغيرات الدراسة وصفًا دقيقًا، والتعبير عنها تعبيرًا وصفيًّا وكميًّا؛ بهدف التوصل إلى نتائج علمية دقيقة.

مجتمع الدراسة

تكوّن مجتمع الدراسة من أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية خلال فترة ممارسة الدراسة، وذلك في عام 2023م، وفي محاولة لتقدير حجم المجتمع الأصلي تم حصر عدد طلبة الحلقة الأولى في محافظة الداخلية وبلغ عددهم 22196 طالبا وطالبة موزعين في 70 مدرسة وذلك حسب تقرير (وزارة التربية والتعليم،2023) 

عينة الدراسة

اختيرت عينة الدراسة الأساسية بالطريقة المتيسرة عن طريق توزيع رابط إلكتروني على أمهات الطلبة بالحلقة الأولى(  https://forms.gle/3rTcD7eVdSHZTWaG7). حيث استجابت على أداة الدراسة (400) أمٍ لديها طفل أو أكثر بالحلقة الأولى بمحافظة الداخلية. 

أداة الدراسة

        تحقيقاً لأهداف هذه الدراسة تم إعداد مقياس التربية الجنسية، والذي تكون من (35) فقرة في صورته الأولية مقسم إلى بعدين (بعد الأهمية، وبعد الممارسة). وتم عرض المقياس على مجموعة من الأساتذة لإبداء رأيهم في وضوح فقراته وإمكانية تحقيقه لأهداف الدراسة واضافة ما يرونه مناسباً.

- خطوات إعداد مقياس التربية الجنسية: 

تم اتباع مجموعة من الخطوات لإعداد المقياس بطريقة علمية وهي كالآتي:

1.الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة والمرتبطة بالتربية الجنسية والاستفادة منها في صياغة الفقرات. كدراسة (القحطاني،2022؛ طاحون، 2019؛ الهديب، غسان، شاهين، يوسف، 2014؛ الديب، راندا، العشري، ايناس، 2013). 

2.الاطلاع على المناهج الدراسية العمانية بوزارة التربية والتعليم لمعرفة مواضيع التربية الجنسية المدرجة وطبيعتها، والتدرج في الطرح خلال المراحل الدراسية.

3.صياغة الفقرات لتشتمل على الجوانب المتعلقة بالتربية الجنسية وقد بلغ عددها (35) فقرة.

4.تقسيم المقياس لبعدين هما (بعد الأهمية وبعد الممارسة) وذلك لمعرفة الفرق بين أهمية وممارسة كل عبارة.

5.عرض المقياس على المحكمين للتأكد من الصدق الظاهري.

6.تعديل فقرات المقياس بناء على ملاحظات المحكمين. 

7.استخراج الخصائص السيكومترية للمقياس بما يشتمله على الصدق الظاهري وصدق الفقرات والثبات. 

8.تم تصميم المقياس بطريقة الكترونية وتوزيعه على عينة الدراسة المتمثلة بأمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية.

واشتمل المقياس على قسمين: القسم الأول احتوى على: التعريف بهدف المقياس والبيانات الذاتية للأم التي ستجيب على المقياس (العمر، عدد الأطفال، المستوى التعليمي، طبيعة العمل). والقسم الثاني احتوى على: فقرات المقياس المطلوب الإجابة عنها والمقسمة ضمن بعدي الأهمية والممارسة. وقد راعت الباحثة البساطة والسهولة في صياغة الفقرات؛ بحيث تكون مفهومة للأمهات وأن تكون درجات الاستجابة عليها وفقا لمقياس ليكرت السداسي؛ حيث يشتمل كل من بعدي الأهمية والممارسة على درجات استجابة مختلفة لنفس الفقرات. وجاء التدرج السداسي ببعد الأهمية كالآتي: مهمة جدًا (6)، مهمة (5)، مهمة بدرجة متوسطة (4)، مهمة بدرجة قليلة (3)، مهمة بدرجة قليلة جداً (2)، غير مهمة إطلاقاً (1). أما بعد الممارسة فقد جاء التدرج السداسي حسب الآتي: أطبقها بدرجة كبيرة جداً (6)، أطبقها بدرجة كبيرة (5)، أطبقها بدرجة متوسطة (4)، أطبقها بدرجة قليلة (3)، أطبقها بدرجة قليلة جداً (2)، لا أطبقها نهائياً (1).

الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة:

أولًا: الصدق الظاهري (Face Validity)

للتحقق من الصدق الظاهري تم عرض مقياس التربية الجنسية في صورته الأولية على عشرة محكمين من المُختصين في الإرشاد النفسي، ، وعلم النفس التربوي، وعلم النفس الإرشادي، والقياس والتقويم، ومناهج وطرق التدريس، وطُلب منهم إبداء آرائهم وملاحظاتهم حول: مدى ملاءمة فقرات المقياس لغرض الدراسة، ومدى وضوح الصياغة اللغوية لكل فقرة من فقرات المقياس، وأيضًا طُلب منهم إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم وإضافة التعديلات المناسبة، وقد تم اعتماد نسبة الاتفاق (80%)، وبناءً على ذلك تم الاستجابة لآراء المحكمين وتم تعديل بعض الفقرات لعدم وضوحها، وإعادة صياغة بعضها الآخر لتصبح أكثر وضوحًا، ودمج وحذف بعض الفقرات ذات المعنى المتقارب، وعلى ذلك أصبح المقياس مكوناً من (28) فقرة، كما هو موضح في ملحق (2).

ثانيًا: صدق الفقرات ((Item Validity

تم حساب صدق الفقرات من خلال عينة استطلاعية مكونة من (50) أمٍ، وذلك لبيان مدى اتساق فقرات مقياس التربية الجنسية مع بعضها وارتباطها ببعدي الأهمية والممارسة من خلال الإجراءات الآتية:

1. حساب معاملات ارتباط بيرسون لمعرفة درجة ارتباط كل فقرة من فقرات مقياس التربية الجنسية ببعد الأهمية كما هو موضح في الجدول (1).

جدول 1

معاملات ارتباط (بيرسون) لكل فقرة من فقرات المقياس ضمن بعد الأهمية (ن=50)

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

1

0.479

11

0.754

21

0.638

2

0.599

12

0.778

22

0.683

3

0.623

13

0.696

23

0.625

4

0.712

14

0.757

24

0.738

5

0.722

15

0.763

25

0.668

6

0.528

16

0.697

26

0.633

7

0.606

17

0.771

27

0.701

8

0.669

18

0.615

28

0.673

9

0.702

19

0.721

 

 

10

0.691

20

0.737

 

 

 

2. حساب معاملات ارتباط بيرسون لمعرفة درجة ارتباط كل فقرة من فقرات مقياس التربية الجنسية ببعد الممارسة كما هو موضح في الجدول (2).

 

جدول 2

معاملات ارتباط (بيرسون) لكل فقرة من فقرات المقياس ضمن بعد الممارسة (ن=50)

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

1

0.312

11

0.886

21

0.664

2

0.727

12

0.888

22

0.894

3

0.732

13

0.877

23

0.847

4

0.830

14

0.804

24

0.872

5

0.867

15

0.828

25

0.766

6

0.736

16

0.899

26

0.873

7

0.711

17

0.336

27

0.862

8

0.818

18

0.789

28

0.866

9

0.895

19

0.786

 

 

10

0.833

20

0.812

 

 

        ويتضح من الجدول رقم (1) والمرتبط بحساب معامل ارتباط فقرات بُعد الأهمية أن أعلى قيمة لمعامل الارتباط جاءت (0.778) بينما جاءت أقل قيمة (0.479). أما فيما يتعلق بحساب معامل ارتباط فقرات بُعد الممارسة فقد جاءت أعلى قيمة حسب ما هو موضح في الجدول رقم (2) (0.899) وأقل قيمة (0.312) وهذا يشير إلى أن معاملات الارتباط لكل من البعدين جيدة ويمكن تطبيق المقياس.

ثالثاً: ثبات مقياس التربية الجنسية:

للتحقق من ثبات مقياس التربية تم حساب معامل الثبات باستخدام معامل ألفا كرونباخ (Cronbach's Alpha) لبُعدي الأهمية والممارسة لنفس الفقرات كما هو موضح في الجدول (3).

جدول 3

قيم معاملات ألفا لكرونباخ لبُعدي الأهمية والممارسة

البُعد

عدد الفقرات

ألفا كرونباخ

الأهمية

28

0.943

الممارسة

28

0.971

     

        ويتضح من الجدول رقم (3) أن ثبات بُعد الأهمية جاء (0.943) ألفا كرونباخ، بينما بلغ ثبات بُعد الممارسة (0.971) ألفا كرونباخ وهذا يشير إلى أن الثبات جيد وأن المقياس قابل للتطبيق.

 

رابعاً: تصحيح مقياس التربية الجنسية:

        اشتمل مقياس التربية الجنسية المستخدم في هذه الدراسة على (28) فقرة، حيث أجابت عليه المستجيبات وفق التدرج السداسي بالنسبة لبعد الأهمية: مهمة جدًا (6)، مهمة (5)، مهمة بدرجة متوسطة (4)، مهمة بدرجة قليلة (3)، مهمة بدرجة قليلة جداً (2)، غير مهمة إطلاقاً (1). ولبعد الممارسة جاء التدرج السداسي لنفس الفقرات حسب الآتي: أطبقها بدرجة كبيرة جداً (6)، أطبقها بدرجة كبيرة (5)، أطبقها بدرجة متوسطة (4)، أطبقها بدرجة قليلة (3)، أطبقها بدرجة قليلة جداً (2)، لا أطبقها نهائياً (1). ولتحديد المدى السداسي، حُسبت (الحدود الدنيا والعليا)، ثم حُسب المدى (أعلى قيمة- أقل قيمة) أي (6-1 = 5) وللحصول على طول الفئة قُسم المدى على أكبر قيمة في المعيار وهي (3)، أي (5/3 = 1.67)، ثم أُضيفت طول الفئة إلى أقل قيمة في المعيار وهي (1) لتحديد الحد الأعلى لهذه الفئة. اذ تم اعتماد المعيار الثلاثي لتصحيح المقياس (منخفضة، متوسطة، مرتفعة). والجدول (4) يوضح ذلك.

جدول 4

المعيار المعتمد في تفسير نتائج بعدي الأهمية والممارسة

م

المدى

الأهمية

الممارسة

1

1 إلى 2.67

منخفضة

منخفضة

2

2.67 إلى 4.35

متوسطة

متوسطة

3

4.36 إلى 6

مرتفعة

مرتفعة

 

نتائــــــــج الــدراســــــــة 

وفيما يلي عرض لنتائج الدراسة التي تم الوصول إليها من خلال المعالجات الإحصائية لإجابات عينة الدراسة، ومناقشتها، ويختتم بإدراج مجموعة من التوصيات والمقترحات بناءً على نتائج الدراسة، وقد عُرضت إجابات العينة وفقًا لأسئلة الدراسة، وهي كما يلي: 

1.ما مستوى إدراك أهمية التدريب على التربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية؟ للإجابة على هذا السؤال، تم استخراج المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري لمستوى أهمية التدريب على التربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية ويوضح الجدول رقم (5) المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري لمستوى الأهمية.

جدول 5

المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري لمستوى الأهمية المرتبط بالتربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية

مستوى الأهمية

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المستوى

الدرجة الكلية

5.67

0.45

مرتفع

         ويتضح من الجدول (5) أن مستوى إدراك أهمية التربية الجنسية لدى أمهات الطلبة طلبة الحلقة الأولى في محافظة الداخلية جاء مرتفعاً على المقياس ككل بمتوسط حسابي مقداره (5.67)، وانحراف معياري مقداره (0.45).

وتدل هذه النتيجة على أن مستوى إدراك أهمية التربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية مرتفع. وقد تعزو الباحثة سبب ارتفاع مستوى الإدراك لأهمية التربية الجنسية لدى الأمهات إلى وعي الأمهات بأهمية التربية الجنسية لأطفالهن والتي تساعدهم في مواجهة العديد من المشكلات الجنسية التي تواجههم. وربما يعود ذلك إلى الانفتاح الفكري وانتشار الثقافة الجنسية على جميع برامج التواصل الاجتماعي، والتي قد تكون مصدراً سهلاً للحصول على المعلومات الجنسية. كما قد يرجع سبب ذلك إلى توسع مدارك واهتمامات الأمهات في الوقت الحالي.

واتفقت نتيجة هذه الدراسة مع دراسة Sarikhani et al (2023)، ودراسةAbdulah et al (2020) والتي أظهرت نتائجها أن الأمهات لديهن معرفة جيدة بالتربية الجنسية. كما اتفقت مع دراسة الديب (2015)، ودراسة الهديب وشاهين (2014)، ودراسة الديب والعشري (2013) والتي أشارت نتائجها إلى أهمية التربية الجنسية للأطفال حسب رأي الأمهات. 

2. ما مستوى ممارسة أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية للتربية الجنسية؟ وللإجابة على هذا السؤال، تم استخراج المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري لمستوى الممارسة كما هو موضح في الجدول رقم (6)

جدول 6

المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري لمستوى الممارسة المرتبط بالتربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى بمحافظة الداخلية

مستوى الممارسة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المستوى

الدرجة الكلية

3.93

1.40

متوسط

ويتضح من الجدول (6) أن مستوى ممارسة التربية الجنسية لدى أمهات طلبة الحلقة الأولى في محافظة الداخلية جاء بدرجة متوسطة على المقياس ككل بمتوسط حسابي مقداره (3.93)، وانحراف معياري مقداره (1.40).

وتعزو الباحثة نتيجة الدراسة الحالية إلى طبيعة المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع العماني على وجه الخصوص في تحفظها للاستجابة والممارسة بشكل صحيح لموضوعات وبرامج التربية الجنسية، وخجل الأمهات في التحاور بمثل هذه المواضيع الحساسة مع أبنائها وهذا ما أكدت عليه دراسة آل حمود وباحاذق (2020). كما قد يعود سبب ذلك إلى قلة خبرة الأمهات في ممارسة الطرق الصحيحة والعلمية للتربية الجنسية والتي تحتاج لمزيد من الجهد والوقت والمعرفة. وربما يعود سبب هذه النتيجة إلى اعتقاد بعض الأمهات إلى أنهن قمن بتربية أبناءهن التربية الصحيحة ولا حاجة إلى ممارسة التربية الجنسية.

واختلقت نتيجة هذه الدراسة مع دراسة القحطاني (2022)، ودراسة (2020)  et al Abdullah بارتفاع مستوى ممارسة الأمهات للتربية الجنسية عند أطفالهن.

ويوضح الجدول رقم (7) ترتيب الفقرات حسب كلا من بعد الأهمية وببعد الممارسة

                                                     جدول7

                              المتوسط الحسابي لكل من بعدي الأهمية والممارسة بالترتيب

رقم العبارة

المتوسط الحسابي للأهمية

ترتيب

المتوسط الحسابي للممارسة

ترتيب 

1

5.34

21

3.62

21

2

5.60

16

3.74

19

3

5.88

3

4.44

1

4

5.72

12

3.98

15

5

5.78

9

4.16

8

6

5.18

23

3.55

20

7

5.39

20

3.51

21

8

5.51

18

4.00

14

9

5.79

8

4.13

10

10

5.83

7

4.03

13

11

5.76

11

4.07

12

12

5.83

7

4.26

5

13

5.87

4

4.18

7

14

5.89

2

4.29

4

15

5.84

6

3.93

16

16

5.83

7

4.30

3

17

5.84

6

2.63

23

18

5.32

22

3.82

18

19

5.58

17

3.74

19

20

5.64

15

3.86

17

21

5.11

24

3.23

22

22

5.65

14

4.09

11

23

5.41

19

3.86

17

24

5.77

10

4.07

12

25

5.70

13

3.91

17

26

5.60

16

4.15

9

27

5.85

5

4.21

6

28

5.91

1

4.41

2

 

يتضح من الجدول رقم (7) أن عبارة رقم (28) والتي تنص على "أدرب طفلي على عدم الكشف عن أعضائه الجنسية أمام الآخرين" كأعلى درجة في بعد الأهمية بمتوسط حسابي (5.91) بينما جات أقل درجة في بعد الأهمية جاءت العبارة رقم (21) والتي تنص على " أستشير المختصين فيما يتعلق بسلوكيات طفلي الجنسية" بمتوسط حسابي (5.11). أما يتعلق ببعد الممارسة فقد جاءت أعلى عبارة رقم (3) والتي تنص على" أدرب طفلي على اختيار الصديق المناسب ذي الخلق السليم" بمتوسط حسابي (4.44) بينما جاءت أقل عبارة رقم (17) والتي تنص على" أدرب طفلي على قواعد حماية نفسه من التحرش الجنسي قبل وقوعه" بمتوسط حسابي (2.63). 

وقد تفسر الباحثة هذه النتيجة إلى عادات وتقاليد المجتمع العماني وقيمه الدينية المترتبة على ضرورة الستر والتعويد عليها منذ الصغر. كما قد يرجع سبب حصول استشارة المختصين على أقل درجة من الأهمية إلى الخجل من التحدث الى الآخرين فيما يتعلق بالسلوكيات الجنسية كونه موضوع حساس أو خشية من الفضيحة والعار إذ لا يزال موضوع المشكلات الجنسية يحفه الغموض التستر وعدم البوح. أما فيما يتعلق ببعد الممارسة فقد تعزو الباحثة سبب حصول اختيار الصديق المناسب كأعلى درجة من الممارسة إلى حرص الأمهات وخوفهن من أصدقاء السوء وما يترتب عليه من مصاحبتهم الكثير من المشكلات. أما حصول عبارة التدريب على قواعد الحماية من التحرش الجنسي إلى أقل درجة في الممارسة قد تفسره الباحثة إلى وجود عدد من المعوقات كقلة امتلاك الأمهات للمعلومات، والمهارات، والمعارف اللازمة، والأساليب المناسبة، والعمر المناسب لتدريب أطفالهن لقواعد الحماية من التحرش الجنسي حسب ما ذكرته دراسة آل حمود وباحاذق (2020). وبالتالي فإن موضوع التحرش الجنسي ضد الأطفال بحاجة إلى زيادة جهود التثقيف الوقائي للأمهات وزيادة مشاركتهن في برامج التربية الجنسية حسب ما أكدته توصيات دراسة Khoori, et al (2020).

التوصيــــــــــــــــــات:

بناءً على ما توصلت إليه الدراسة الحالية من نتائج تم الخروج بعدد من التوصيات، وهي كالتالي:

- نشر الوعي لدى الأمهات بأهمية استشارة المختصين في السلوكيات والمشاكل الجنسية المرتبطة بالأبناء لما له من دور مهم في معالجة الكثير من المشكلات ذات الصلة. 

-تنفيذ البرامج التدريبية التي تساعد الأمهات على تدريب أبنائهن على قواعد الحماية من التحرش الجنسي.

- عمل برامج توعوية للأمهات في كل ما يختص بالتربية الجنسية مع الأبناء في مختلف المراحل العمرية. 

-مشاركة الأمهات في إعداد قائمة بالاحتياجات التدريبة المرتبطة بالتربية الجنسية وفقاً لاحتياجاتهن الفعلية.

المقترحــــــــــــــــات

وبناء على نتائج الدراسة تقترح الباحثة التالي:

- إعادة تطبيق الدراسة باستخدام المنهج النوعي الذي يعتمد على المقابلات؛ وذلك للتأكد من صحة النتائج.

- القيام بدراسات أخرى باستخدام المنهج التجريبي لإرشاد الأمهات بأهمية التربية الجنسية وطرق تقديمها.

- إعداد دراسة تتناول جهود المجتمع في التربية الجنسية للأبناء في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

-إعداد دراسة متعلقة بالاحتياجات التدريبية للأمهات والمرتبطة بالتربية الجنسية بناء على ما نتج عن هذه الدراسة لبعدي الأهمية والممارسة.

-إعداد دراسة مشابهة للدراسة الحالية تركز على تربية الأبناء تربية جنسية حسب مرحلتهم العمرية. 

-إعداد دراسة لفاعلية تقنين وممارسة برنامج KLAS (KLAS Kids Learning Safety) والذي تم تقديمه في الولايات المتحدة الامريكية والذي يركز على تعليم الوالدين وأطفالهم في سن ما قبل المدرسة حول السلامة الشخصية للحماية من الايذاء الجنسي.

 

المراجع:

أبو حميدان، يوسف، يونس، محمد، الزعبي، مروان، ظاهر، عباطة، شقيرات، محمد، والقضاة، أشرف. (2015). مدخل الى علم النفس. دار المسيرة.

آل احمود، فاطمة، باحاذق، رجاء. (2020). معوقات توعية الأمهات لأطفالهن برياض الأطفال بحماية أنفسهم من التحرش الجنسي. المجلة الأكاديمية العالمية في العلوم التربوية والنفسية، 98-125. https://iajour.com/index.php/eps/article/view/103

بن الصغير، رحيمة / صبطي، عبيدة. (2021). واقع التربية الجنسية في المجتمع الجزائري، مقاربة سوسيو أنثروبولوجية. المجلة العلمية للعلوم التربوية والصحة النفسية،3(3)، 89-110.   https://gfsc.journals.ekb.eg/article_194196.html

بنونة، أمل. (2021). التربية الجنسية في مرحلة الطفولة المبكرة. دار الفكر.

الجريدة الرسمية. (2014). قانون الطفل العماني. سلطنة عمان. https://qanoon.om/p/2014/rd2014022

الحازمي، خلود. (2019). دور الوالدين في توعية الأبناء من التعرض للإساءة الجنسية. مجلة الفنون والآداب وعلوم الانسانيات، (33)، 268-282.المنظومة.

الحمراوي، سولاف. (2019). فعالية المتحف الافتراضي في اكساب بعض المفاهيم الجنسية لطفل الروضة في ضوء أهداف التربية الجنسية. المجلة العلمية لكلية رياض الأطفال، (8)،127-179 https://dftt.journals.ekb.eg/article_135007_060dcdb59a5b5d212c47ad

حمزة، أحمد، وخطاب، محمد. (2010). التربية الجنسية للأطفال والمراهقين. دار الثقافة.https://ebook.univeyes.com/172657

الديب، راندا. (2015). آليات حماية الأطفال من التحرش الجنسي من وجهة نظر الأمهات في مرحلة ما قبل المدرسة (رؤية مستقبلية). مجلة الطفولة والتربية، (22)، 334-379 دار المنظومة https://search.mandumah.com/Record/471147

الديب، راندا، العشري، ايناس. (2013). استجابات الأمهات السلوكيات والتساؤلات الجنسية لأطفالهن في مرحلة ما قبل المدرسة وعلاقتها بوعيهن بالتربية الجنسية. مجلة الطفولة والتربية، 5(13)، 133-198. دار المنظومة https://search.mandumah.com/Record/471147 

زوالي، وسيلة. (2021، يونيو 29-30). مدى تضمين مفاهيم التربية الجنسية في كتب التربية الإسلامية للمرحلة المتوسطة. } واقع التربية الحديثة في المجتمع الجزائري{ عرض ورقة. جامعة أم البواقي، الجزائر.

زيتون، منذر، وعكاشة، رائد. (2015). الأسرة المسلمة في ظل التغيرات المعاصرة. دار الفتح.https://www.socioclub.net/2022/10/pdf_34.html

زينب، علي. (2019). متطلبات دمج التربية الجنسية بمؤسسات رياض الأطفال من وجهة نظر المعلمات "رؤية مستقبلية". مجلة الطفولة والعربية. 37. 311-369  https://journals.ekb.eg/article_190120.htm

سعادو، أسماء، فاضل، نادية (2021، يونيو 29-30). اتجاهات الأولياء نحو التربية الجنسية للأبناء في المجتمع الجزائري} واقع التربية الحديثة في المجتمع الجزائري {عرض ورقة. جامعة أم البواقي، الجزائر. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/111382

الضامن، منذر. (2022). الارشاد النفسي أسسه النفسية والنظرية. ط3، مكتبة الفلاح.

طاحون، هدير. (2019). اتجاهات أمهات الأطفال (6-9) نحو التربية الجنسية في ضوء بعض المتغيرات الديموجرافية. مجلة دراسات تربوية واجتماعية،25(2)، 239-264.https://journals.ekb.eg/article_233966.html 

عاشور، عائشة، بلال، لينة. (2021). دور التربية الجنسية في استراتيجيات مواجهة الضغوط عند المراهق- دراسة لتسع حالات بثانوية فلوح الجيلاني- مستغانم. مجلة العلوم الاجتماعية،7(1)، 37-52. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/159843

عالم الارشاد النفسي. (2021، يونيو 16). نظرية التحليل النفسي وكيف تطبقها في جلساتك بمفاهيمها أساليبها مبسطة} فيديو{. يوتيوب. https://www.youtube.com/watch?v=PmRX30W9QIc

عرفة، إبراهيم، عالية، بشيرة. (2021). التربية الجنسية بين الجندر والطابو في عالم متغير. مجلة روافد للدراسات والأبحاث العلمية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، 5(1)،469-485 http://search.shamaa.org/PDF/Articles/AETjssrshs/TjssrshsVol5No1Y2021/tjssrshs_2021-v5-n1_469-485.pdf

العطار، محمد (2019). الثقافة الجنسية للطفل المسلم في ضوء الشريعة الاسلامية. مجلة كلية التربية، (104)، 163-246. دار المنظومة https://search.mandumah.com/Record/471147

غانم، ابتسام. (2021). التربية الجنسية: منظومة قيم فكرية وسلوكية لتنظيم الجنسانية الإنسانية. مجلة متون، 14(1)، 238-254. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/145853

القحطاني، نوف. (2022). مستوى ممارسة الأمهات للتربية الجنسية لحماية أطفالهن من اضطراب الهوية الجنسية. المجلة العربية للنشر العلمي، (48)، 586-620.https://www.ajsp.net /

القضاة، عبد الحميد، الشريدة، محمد. (2014). التربية الجنسية ضرورة أم ضرر؟. جمعية العفاف الخيرية. كتاب الكتروني. https://qudah.com/project/ /

ليليا حفيظي، ليليا. (2021، يونيو 29-30). إشكالية التربية الجنسية للمراهق في الاسرة الجزائرية مقاربة سوسيولوجية. } واقع التربية الحديثة في المجتمع الجزائري{ عرض ورقة. جامعة أم البواقي، الجزائر.

ما لا نعلمه لأولادنا .2003. ليلى الاحدب. مركز الراية للتنمية الفكرية. موقع  www.books4arab.me

محمود، محمد. (2021). برنامج ارشادي معرفي لأولياء الأمور لتنمية الوعي لديهم بأعراض وعلاج المشكلات الجنسية عند أبنائهم التوحديين. المجلة العربية لدراسات وبحوث العلوم التربوية والإنسانية. ع 22، 1-38. المنظومة

الموسوي، خضر. (2007). التربية الجنسية بين الغرب والإسلام. دار الهادي.https://ketabpedia.com/

نجاتي، محمد. (2016). علم النفس والحياة. مكتبة الفلاح.

نوار سامية، نوار. (2021، يونيو 29-30). دور المناهج الدراسية في التوعية الجنسية للتلاميذ في المدارس} واقع التربية الحديثة في المجتمع الجزائري{ عرض ورقة. جامعة أم البواقي، الجزائر.

الهديب، غسان، شاهين، سويف. (2014). دور الأهل في تحقيق التربية الجنسية للأطفال.  مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، 36(4)، 411-434. https://journal.tishreen.edu.sy/index.php/humlitr/article/view/1117 

وزارة التنمية الاجتماعية. (2023). التقرير السنوي الإحصائي للعام 2022   https://portal.mosd.gov.om/webcenter/portal/MOSDExternalPortal/pages_informationcenter/statisticalbulletinsandannualreports

اليزيد، نذيرة. (2020). واقع التربية الجنسية عند الطالب الجامعي بالجامعة الجزائرية. مجلة العلوم الإنسانية بجامعة أم البواقي،7(2)، 480-497. https://www.asjp.cerist.dz/en/article/122887

 

Abdullah, N., Muda, S., Zain, N., & Hamid, S. (2020). The role of parents in providing sexuality education to their children. Makara Journal of Health Research, 24, 157–163. https://doi.org/10.7454/msk.v24i3.1235 

Ajzen, I. (1991). The theory of planned behavior. Organizational Behavior and Human Decision Processes, 50(2), 179–211. https://doi.org/10.1016/0749-5978(91)90020-t

Attila, F. L., Owusu, F., Agyei-Sarpong, K., & Donkoh, H. (2023a). Adolescence and sex education: Socio-cultural and psycho-theoretical perspectives. Mediterranean Journal of Social & Behavioral Research, 7(1), 43–49. https://doi.org/10.30935/mjosbr/12801

Chavula, M. P., Zulu, J. M., & Hurtig, A. K. (2022). Factors influencing the integration of comprehensive sexuality education into educational systems in low-and middle-income countries: a systematic review. Reproductive Health, 19(1), 1-25

Glanz, K., Rimer, B. K., & Viswanath, K. (2015). Health behavior: Theory, research, and practice, 5th Edition. John Wiley & Sons. https://books.google.co.uk/books?hl=en&lr=&id=PhUWCgAAQBAJ&oi=fnd&pg=PR11&dq=Health+Behavior:+Theory,+Research,+and+Practice,+5th+Edition&ots=-flVhPKbIG&sig=jiXpmPgYkvk80Jky6O-xLK-biXU#v=onepage&q&f=false

Khoori, E., Gholamfarkhani, S., Tatari, M., & Wurtele, S. K. (2020). Parents as teachers: Mothers’ roles in sexual abuse prevention education in Gorgan, Iran. Child Abuse & Neglect, 109, 104695. 1-11 https://doi.org/10.1016/j.chiabu.2020.104695

Kirby, D. (2007). Emerging Answers 2007: Research Findings on Programs to Reduce Teen Pregnancy and Sexually Transmitted Diseases. powertodecide.org. https://powertodecide.org/sites/default/files/resources/primary-download/emerging-answers.pdf

Mohammed,F.AA(2014). Sex Education Between Parents unawareness &Childrens Needs.The future of Arab education,21(89),9-62.mandumah

Prochaska, J. O., & DiClemente, C. C. (1983). Stages and processes of self-change of smoking: Toward an integrative model of change. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 51(3), 390–395. https://doi.org/10.1037//0022-006x.51.3.390

Rahmawati, S. (2021). Implementation of sex Education over Early childhood as an Effort to prevent violence in kindergartens in Lowokwaru District. [Master's thesis, The Islam University of Maulana MalikIbrahim]. http://etheses.uin-malang.ac.id/16055/1/14771047%20.pdf

Rakhmawati, E., Hadjam, N. R., Aditya, D. P., & Yunita, A. R. (2021). Roles of family in introducing early sexual education to children. Proceedings of the International Conference on Psychological Studies (ICPSYCHE 2020), 530, 290–296. https://doi.org/10.2991/assehr.k.210423.042

Sababa, A. (2020). Sex Education for children: Prevention of free sex behavior in Muslim families. [Master's thesis, The Islam University of Maulana Malik Ibrahim]. http://etheses.uin-malang.ac.id/16055/1/14771047%20.pdf 

Sarikhani, M., Salehi, L., & Safarnavadeh, M. (2023). Mothers and educators’ perspectives on sex education of children between 3 and 5 years old: A qualitative study. Journal of Holistic Nursing And Midwifery, 33(3), 159–166. https://doi.org/10.32598/jhnm.33.3.2332

SIECUS. (2023, March 17). State of sex education legislative look-aheadhttps://siecus.org/resources/2023-state-of-sex-education-legislative-look-ahead/

Unesdoc. (2021). The journey towards comprehensive sexuality educationhttps://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000379607